عين

المعنى: 

العين: حاسة البصر والرؤية، أنثى، تكون للإنسان وغيره من الحيوان قال ابن السكيت: العين: التي يبصر بها الناظر، والجمع أعيان وأعين وأعينات، والاخيرة جمع الجمع والكثير عيون، قال يزيد بن عبد المدان:
ولكننــي أغــدو علــي مفاضــة
دلاص كأعيــان الجــراد المنظـم
وأنشد ابن بري:
بأعينـاتن لـم يخالطهـا القـذى

وتصغير العين عيينة، ومنه قيل ذو العيينتين للجاسوس. ولا تقل ذو العوينتين. قال ابن سيده: والعين الذي يبعث ليتجسس الخبر، ويسمى ذا العينين، ويقال تسمية العرب ذا العينين وذا العوينتين، كله بمعنى واحد. وزعم اللحياني أن أعينا قد يكون جمع الكثير أيضا، قال الله عزوجل: ألهم أعين يبصرون بها، وإنما أراد الكثير. وقولهم: بعين ما أرينك، معناه عجل حتى أكون كأني أنظر إليك بعيني. وفي الحديث: أن موسى، عليه السلام، فقأ عين ملك الموت بصطة صكه، قيل: أراد أنه أغلظ له في القول، يقال: أتيته فلطم وجهي بكلام غيلظ، والكلام الذي قاله له موسى قال: أحرج عليك أن تجنو مني فإني أحرج داري ومنزلي، فجعل هذا تغليظاً من موسى له تشبيهاً بفقء العين، وقيل: هذا الحديث مما يؤمن به وبأمثاله ولا يدخل في كيفيته. وقول العرب: إذا سقطت الجبهة نظرت الأرض بإحدى عينيها، فإذا سقطت الصرفة، نظرت بهما جميعا، إنما جعلوا لها عينين على المثل. وقوله تعالى: ولتصنع على عيني، فسره ثعلب فقال: لتربى من حيث أراك. وفي التنزيل: واصنع الفلك بأعيننا، قال ابن الأنباري: قال أصحاب النقل والأخذ بالأثر الأعين يريد به العين، قال: وعين الله لا تفسر بأكثر من ظاهرها، ولا يسع أحدا أني يقو: كيف هي، أو ما صفتها؟ وقال بعض المفسرين: بأعيننا بإبصارنا إليك، وقال غيره: بإشفاقنا عليك، واحتج بقوله: ولتصنع على عيني، أي لتغذى بإشفاقي. وتقول العرب: على عيني قصدت زيدا، يريدون الإشفاق. والعين: أن تصيب الإنسان بعين. وعان الرجل يعينه عينا، فهو عائن، والمصاب معين، على النقص، ومعيون، على التمام: أصابه بالعين. قال الزجاج: المعين المصاب بالعين، والمعيون الذي فيه عين، قال عباس بن مرداس:
قـد كـان قومـك يحسـبونك سـيدا
وإخـــال انـــك ســيد معيــون
وحكى اللحياني: إنك لجميل ولا أعنك ولا أعينك، الجزم على الدعاء، والرفع على الإخبار، أي لا أصيك بعين. ورجل معيان وعيون: شديد الإصابة بالعين، والجمع عين وعين، وما اعينه. وفي الحديث: العين حق وإذا استغسلتم فاغسلوا. يقال: أصابت فلانا عين إذا نظر إليه عدو أو حسود فأثرت فيه فمرض بسببها. وفي الحديث: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين. وفي الحديث: لا رقية إلا من عين او وحمة، تخصيصه العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأمراض لأنه أمر بالرقية مطلقا، ورقى بعض أصحابه من غيرهما، وإنما معناه لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والحمة. وتعين الإبل واعتانها: استشرفها ليعينها، وأنشد ابن الأعرابي:
يزينهـــا للنـــاظر المعتــان
خيــف قريــب العهـد بـالحيران
أي إذا كان عهدها قريبا بالولادة كان أضخم لضرعها وأحسن وأشد امتلاء. وتعين الرجل إذا تشوه وتأنى ليصيب شيئا بعينه. وأعانها كاعتانها. ورجل عيون إذا كان نجيء العين، يقال: أتيت فلانا فما عين لي بشيء وما عينني بشيء أي ما أعطاني شيئا؟والعين والمعاينة: النظر، وقد عاينه معاينة وعيانا. ورآه عيانا: لم يشك في رؤيته إياه. ورأيت فلانا عيانا أي مواجهة. قال ابن سيده: ولقيه عيانا أي معاينة وليس في كل شيء قيل مثل هذا، لو قلت لحاظا لم يجر، إنما يحكى من ذلك ما سمع. وتعينت الشيء: أبصرته، قال ذو الرمة:
تخلـى فلا تنبـو إذا مـا تعينـت
بهـا شـبحا أعناقهـا كالسـبائك
ورأيت عائنة من أصحابه أي قوما عاينوني. وهو عبد عين أي ما دمت تراه فهو كالعبد لك، وقيل: أي ما دام مولاه يراه فهو فاره وأما بعده فلا، عن اللحياني، قال: وكذلك تصرفه في كل شيء من هذا كقولك هو صديق عين. ويقال للرجل يظهر لك من نفسه ما لايفي به إذا غاب: هوعبد عين وصديق عين، قال الشاعر:
ومـن هـو عبـد العين اما لقاؤه
فحلـــو وأمــا غيبــه فظنــون
ونعم الله بك عيينا أي أنعمها. ولقيته أدنى عائنة أي أدنى شيء تدركه العين. والعين: عظم سواد العين وسعتها. عين يعين عينا وعينة حسنة، الأخيرة عن اللحياني، وهو أعين وإنه لبين العينة، عن اللحياني، وإنه لأعين إذا كان ضخم العين واسعها، والأنثى عيناء، والجمع منها عين، وأصله فعل بالضم، ومنه قيل لبقر الوحش عين، ورجل أعين: واسع العين بين العين، والعين: جمع عيناء، وهي الواسعة العين. وفي الحديث: إن في الجنة لمجتمعا للحور العين. وفي الحديث: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل الكلاب العين، هي جمع أعين. وحديث اللعان: إن جاءت به أعين أدعج. والثور أعين والبقرة عيناء. قال ابن سيده: ولا يقال ثور أعين ولكن يقال الأعين، غير موصوف به، كأنه نقل إلى حد الاسمية. وقال ابن بري: يقال عين الرجل يعين عينا وعينة،وهوأعين.وعيون البقر: ضرب من العنب بالشام، ومنهم من لم يخص بالشام ولا بغيره، على التشبيه بعيون البقر من الحيوان، وقال أبو حنيفة: هو عنب أسود ليس بالحالك، عظام الحب مدحرج يزبب، وليس بصادق الحلاوة. وثوب معين: في وشسه ترابيع صغرا تشبه بعيون الوحش. وثور معين: بين عينيه سواد، أنشد سيبويه:
فكــأنه لهــق الســراة كــأنه
مـــا حــاجبيه معيــن بســواد
والعينة لشاة: كالمحجر للإنسان، وهو ما حول العين. وشاة عيناء إذا اسود عينتها وابيض سائرها، وقيل: أو كان بعكس ذلك. وعين الرجل: منظره. والعين: الذي ينظر للقوم، يذكر ويؤنث، سمي بذلك لأنه إنما ينظر بعينه، وكأن نقله من الجزء إلى الكل هو الذي حملهم على تذكيره، وإلا فإن حكمه التأنيث، قال ابن سيده: وقياس هذا عندي أن من حمله على الجزء فحكمه أن يؤنثه، ومن حمله على الكل فحكمه أن يذكره، وكلاهما قد حكاه سيبويه، وقول أبي ذؤيب:
ولو أنني استودعته الشمس لارتقت
إليـه المنايـا عينهـا ورسولها
أرادنفسها. وكان يجب أنيقول أعينها ورسلها لأن المنايا جمع، فوضع الواحد موضع الجمع، وبيت أبي ذؤيب هذا استشهد به الأزهري على قوله العين الرقيب، وقال بعد إيراد البيت: يريد رقيبها، وأنشد أيضا لجميل:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى
وفـي الغز من انيابها بالقوادح
الأزهري عليه، وإلا فما الجمع بين الدعاء على رقيبيها وعلى انيابها، وفيما ذكره تكلف ظاهر. وفلان عين الجيش: يريدون رئيسه.والاعتيان: الارتياد. وبعثنا عينا أي طليعة يعتاننا ويعتان لنا أي يأتينا بالخبر. والمعتان: الذي يبعثه القوم رائدا. حكى اللحياني: ذهب فلان فاعتان لنا منزلا مكلئا فعداه أي ارتاد لنا منزلا ذا كلا. وعان لهم: كاعتان، عن الهجري، وأنشد لناهض بن ثومة الكلابي:
يقاتـــل مــرة ويعيــن أخــرى
ففـــرت بالصـــغار وبــالهوان
واعتان لنا فلان أي صار عينا أي ربيئة، وربما قالوا عان علينا فلان يعين عيانة أي صار لهم عينا. وفي الحديث: أنه بعث بسبسة عينا يوم بدر أي جاسوسا. واعتان له إذا أتاه بالخبر. ومنه حديث الحديبية: كان الله قد قطع عينا من المشركين أي كفى الله منهم من كان يرصدنا ويتجسس علينا أخبارنا. ويقال: اذهب واعتن لي منزلا أي ارتده. والعين: الديدبان والجاسوس. وأعيان القوم: أشرافهم وأفاضلهم، على المثل بشرف العين الحاسة.وابنا عيان: طائران يزخر بهما العرب كأنهم يرون ما يتوقع أو ينتظر بهما عيانا، وقيل: ابنا عيان خطان يخطان في الأرض يزجر بهما الطير، وقيل: هما خطان يخطونهما للعيافة ثم يقول الذي يخطهما: ابني عيانأسرعا البيان، وقال الراعي:
وأصـــفر عطــاف إذا راح ربــه
جـرى ابنا عيان بالشواء المضهب
وإنما سميا ابني عيان لأنهم يعاينون الفوز والطعام بهما، وقيل: ابنا عيان قد حان معروفان: وقيل: هما طائراتن يزجر بهما يكونان في خط الأرض، وإذا علم أن القامر يفوز قدحه قيل: جرى ابنا عيان. والعين: عين الماء.والعين: التي يخرج منه الماء. والعين: ينبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري، أنثى، والجمع أعين وعيون، ويقال: غارت عين الماء. وعين الركية: مفجر مائها ومنبعها. وفي الحديث: خير المال عين ساهرة لعين نائمة، أراد عين الماء التي تجري ولا تنقطع ليلا ونهارا، وعين صاحبها نائمة فجعل السهر مثلا لجريها، وقوله أنشده ثعلب:
أولئك عيـن المـاء فيهم وعندهم
مـن الخفيـة المنجـاة والمتحول
فسره يقال: عين الماء الحياة للناس. وحفرت حتى عنت وأعينت: بلغت العيون، وكذلك أعان وأعين: حف فبلغ العيون. وقال الأزهري: حفر الحافر فأعين وأعان أي بلغ العيون. وعين القناة: مصب مائها. وماء معيون: ظاهر تراه العين جاريا على وجه الأرض،وقول بدر بن عامر الهذلي:
مـــاء يجـــم لحــافر معيــون

قال بعضهم: جره على الجوار وإنما حكمه معيون بالرفع لأنه نعت لماء، وقال بعضهم: هو مفعول بمعنى فاعل. وماء معين: كمعيون، وقد اختلف في وزنه فقيل: هو مفعول وإن لم يكن له فعل، وقيل: هو فعيل من المعن، وهو الاستقاء، وقد ذكر في الصحيح. أبو سعيد: عين معيونة لها مادة من الماء، قال الطرماح:
ثـــم ألـــت وهـــي معيونـــة
مـن بطيـء الضـهل نكـز المهامي
أراد أنها طمت ثم آلت أي رجعت. وعانت البئر عينا: كثر ماؤها. وعان الماء والدمع يعين عينا وعينانا، بالتحريك: جرى وسال. وسقاء عين وعين والكسر أكثر كلاهما إذا سال ماؤه، عن اللحياني، وقيل: العين والعين الجديد،طائية، قال الطرماح:
قـد اخضـل منهـا كـل بـال وعين
وجـف الروايـا بـالملا المتباطن
وكذلك قربة عين: جديدة، طائية أيضا، قال:
مـا بـال عينـي كالشـعيب العين

وحمل سيبويه عينا على أنه فيعل مما عينه ياء، وقد كان يمكن ان يكون فوعلا وفعولا من لفظ العين ومعناها، ولو حكم بأحد هذين المثالين لحمل على مألوف غير منكر، ألا ترى أن فعولا وفوعلا لا مانع لكل واحد منهما أن يكون في المعتل كما يكون في الصحيح؟ وأما فيعل، بفتح العين، مما عينه ياء فعزيز، ثم لم تمنعه عزة ذلك أن حكم بذلك على عين، وعدوقال: معناه في رقيبيها اللذين يرقبانها ويحولان بيني وبينها،وهذا مكان يحتاج إلى محاققةعن أن يحمله على أحد المثالين اللذين كل واحد منهما لا مانع له من كونه في المعتل العين كونه في الصحيحها. فلا نظير لعين، والجمع عيائن، همزوا لقربها من الطرف. الأصمعي: عينت القربة إذا صببت فيها ماء ليخرج من مخارزها فتنسد آثار الخرز وهي جديدة، وسربتها كذلك. وقال الفراء:
ولكــــن الأديـــم إذا تفـــرى
بلــى وتعينــا غلــب الصــناع
الجوهري: عينت القربة صببت فيها ماء لتنفتح عيون الخرز فتنسد، قال جرير:
بلــى فــارفض جمعـك غيـر نـزر
كمــا عينــت بالســرب الطبـاب
ابن الأعرابي: تعينت أخفاف الإبل إذا نقبت مثل تعين القربة. وتعينت الشخص تعينا إذا رأيته. وعين القبلة:حقيقتها. والعين من السحاب: ما اقبل من ناحية القبلة وعن يميمها، يعني قبلة العراق. يقال: هذا مطر العين، ولا يقال مطرنا بالعين. وقال ثعلب: إذا كان المطر من ناحية القبلة فهو مطر العين،والعين: اسم لما عن يمين قبلة أهل العراق، وكانت العرب تقول: إذا نشأت السحابة من قبل العين فإنها لا تكاد تخلف أي من قبل قبلة أهل العراق. وفي الحديث: إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة، وهو من ذلك، قال: وذلك أخلف للمطر في العادة، وقال: تقول العرب مطرنا بالعين،وقيل: العين من السحاب ما أقبل عن القبلة، وذلك الصقع يسمى العين، وقوله: تشاءمت أي أخذت نحو الشأم، والضمير في تشاءمت للسحابة فتكون بحرية منصوبة، او للبحرية فتكون مرفوعةوالعين: مطر أيام لا يقلع وقيل: هوالمطر يدوم خمسة أيام أو ستة او أكثر لا يقلع، قال الراعي:
وأنــآء حــي تحـت عيـن مطيـرة
عظـام الـبيوت ينزلون الروابيا
يعني حيث لا تخفى بيوتهميريدون ان تأتيهم الأضياف. والعين: الناحية. والعين: عين الركبة. وعين الركبة: نقرة في مقدمها، ولكل ركبة عينان، وهما نقرتان في مقدمها عند الساق. والعين: عين الشمس،وعين الشمس: شعاعها الذي لا تثبت عليه العين، وقيل: العين الشمس نفسها. يقال: طلعت العين وغابت العين. حكاه اللحياني. والعين: المال العتيد الحاضر الناض. ومن كلامهم: عين غير دين. والعين: النقد، يقال: اشتريت العبد بالدين أوبالعين، والعين الدينار كقول أبي المقدام:
حبشـــي لـــه ثمــانون عينــا
بيــن عينيـه قـد يسـوق إفـالا
أراد عبدا حبشيا له ثمانون دينارا، بين عينيه: بين عيني رأسه. والعين: الذهب عامة. قال سيبويه: وقالوا علهي مائة عينا، والرفع الوجه لأنه يكون من اسم ما قبله، وهو هو. الأزهري: والعين الدينار. والعين في الميزان: الميل، قيل: هو أن ترجع إحدى كفتيه على الأخرى، وهي أنثى. يقال: ما في الميران عين، والعرب تقول: في هذا الميزان عين أي في لسانه ميل قليل أو لم يكن مستويا. ويقولون: هذا دينار عين إذا كان ميالا أرجح بمقدار ما يميل به لسان الميزان. قال الأزهري: وعين سبعة دنانير نصف دانق. والعين عند العرب: حقيقة الشيء. يقال: جاء بالأمر من عين صافية أي منفصة وحقيقته. وجاء بالحق بعينه أي خالصا واضحا. وعين كل شيء: خياره. وعين المتاع والمال وعينته: خياره، وقد اعتانه. وخرج في عينة ثيابه أي في خياره مثل العيمة. وهذا ثوب عينة إذا كان حسنا في مرآة العين. واعتان فلان الشيء إذا أخذ عينته وخياره. والعينة: خيار الشيء، جمعها عين، قال الراجز:
فاعتـان منهـا عينـة فاختارهـا
حــتى اشــترى بعينــه خيارهـا
واعتان الرجل إذا اشترى الشيء بنسيئة. وعينة الخيل: جيادها، عن اللحياني: وعين الشيء: نفسه وشخصه واصله، والجمع أعيان. وعين كل شيء: نفسه وحاضره وشاهده. وفي الحديث: اوه عين الربا أي ذاته ونفسه. ويقال: هو هو عينا، وهو هو بعينه، وهذه أعيان دراهمك ودراهمك بأعيانها، عن اللحياني، ولايقال فيها أعين ولا عيون. ويقال: لا اقبل إلا درهمي بعينه، وهؤلاء إخوتك بأعيانهم، ولا يقال فيه بأعينهم ولا عيونهم. وعين الرجل: شاهده، ومنه قولهم: الفرس الجواد عينه فراره، وفراره إذا رأيته تفرست فيه الجودة من غير أن تفره عن عدو أو غير ذلك. وفي المثل: إن الجواد عينه فراره، ويقال: إن فلانا لكريم عين الكرم، ولا أطلب أثرا بعد عين أي بعد معاينة، معناه أي لا أترك الشيء وأنا أعاينه وأطلب أثره بعد أن يغيب عني، وأصله أن رجلا رأى قاتل أخيه،فلما أراد قتله قال أفتدي بمائة ناقة، فقال: لست أطلب أثرا بعد عين وقتله. وما بها عين وعين، بنصب الياء، والعين وعائن وعائنة أي أحد، وقيل: العين أهل الدار، قال أبو النجم:
تشـرب مـا فـي وطبها قبل العين
تعـارض الكلـب إذا الكلـب رشـن
والأعيان: الإخوة يكونون لأب وأم ولهم إخوة لعلات. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات، قال: الأعيان ولد الرجل من امرأة واحدة، مأخوذ من عين الشيء وهو النفيس منه، قال الجوهري: وهذه الأخوة تسمى المعاينة. والأقران: بنو ام من رجا لشتى، وبنو العلات: بنو رجل من امهات شتى، وفي النهاية: فإذا كانوا لأم واحدة وآباء شتى فهم الأخياف،ومعنى الحديث: أن الإخوة من الأب والأم يتوارثون دون الإخوة للأب. وعين القوس: التي يقع فهيا البندق.وعين عليه: أخبر السلطان بمساوية شاهدا كان أو غائبا. وعين فلانا: أخبره بمساوية في وجهه، عن اللحياني. والعين والعينة: الربا. وعين التاجر: أخذ بالعينة أو أعطى بها. والعينة: السلف، تعين عينة وعينه إياها.والعين: الجماعة، قال جندل بن المثنى:
إذا رآنــي واحــدا أوفـي عيـن
يعرفنــي أطــرق إطـراق الطحـن
الأزهري: يقال عين التاجر يعين تعيينا وعينة قبيحه، وهي الاسم، وذلك إذا باع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل معلوم، ثم اشتراها منه بأقل من الثمن الذي باعها به، وقد كره العينة أكثر الفقهاء وروي فيها النهي عن عائشة وابن عباس. وفي حديث ابن عباس: أنه كره العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها، ثم باعها من طالب العينة بثمن أكثرم ممااشتراه إلى أجل مسمى، ثم باعها المشتري من البائع الأول بالنقد بأقل من الثمن الذي اشتراها به،فهذه أيضا عينة، وهي أهون من الأولى، وأكثر الفقهاء على إجازتها على كراهة من بعضهم لها، وجملة القول فيها أنها إذا تعرت من شرط يفسدها فهي جائزة، وإن اشتراها المتعين بشرط أن يبيعها من بائعها الأول فالبيع فاسد عند جميعهم، وسميت عينة لحصول النقد لطالب العينة، وذلك أن العينة اشتقاقها من العين، وهوالنقد الحاضر يحصل له من فوره، والمشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين حاضرة تصل إليه معجلة، وقال الراجز:
وعينـــه كالكـــالئ الضـــمار

يريد بعينه حاضر عطيته، يقول: فهو كالضمار، وهو الغائب الذي لا يرجى.وصنع ذلك على عين وعلى عينين وعلى عمد عين وعلى عمد عينين كل ذلك بمعنى واحدأي عمدا، عن اللحياني، ولقتيه قبل كل عائنة وعين أي قبل كل شيء. ولقيته أول ذي عين وعائنة وأول عين وأول عائنة وادنى عائنة أي قبل كل شيء أو أول كل شيء. ولقيته معاينة ولقيته عين عنة ومعاينة كل ذلك بمعنى أي مواجهة، وقيل: لقيته عين عنة إذا رأيته عيانا ولم يرك. وأعطاه ذلك عين عنة أي خاصة من بين أصحابه. وفعلت ذلك عمد عين إذا تعمد بجد ويقين، قال امرؤ القيس:
أبلغــا عنــي الشــويعر أنــي
عمـــد عيــن قلــدتهن حريمــا
قال ابن بري: الشويعر يعني به محمد بن حمران، وكذلك فعلته عمدا على عين، قال خفاف بن ندبة السلمي:
فـإن تـك خيلـي قد أصيب صميمها
فعمـدا علـى عيـن تيممـت مالكا
والعين: طائر أصفر البطن أخضر الظهر بعظموالعيان: حلقة السنة، وجمعها عين. قال ابن سيده: والعيان حلقة على طرف اللومة والسلب والدجرين، والجمع أعينة وعين،سيبويه: ثقلوا لأن الياء أخف عليهم من الواو، يعني أنه لا يحمل باب عين على باب خون بالإجماع لخفة الياء وثقل الواو، ومن قال أزر فخفف، وهي التميمية، لزمه أن يقول عين فيكسر فتصح الياء، لم يقولوا عين كراهية الياء الساكنة بعد الضمة. قال الجوهري: والعيان حديدة تكون في متاع الفدان، والجمع عين، وهو فعل، فنقلوا لأن الياء أخف من الواو. قال أبو عمرو: اللومة السنة التي تحرث بها الأرض، فإذا كانت على الفدان فهي العيان، وجمعه عين لا غير، قال ابن بري: تكون في متاع الفدان بالتخفيف، والجمع عين، بضمتني، وإن أسكنت قلت عين مثل رسل، قال: وقال أبو الحسن الصقلي الفدان، بالتشديد، المبلغ المعروف. ويقال: عين فلان الحرب بيننا إذا أدرها. وعينة الحرب: مادتها، قال ابن مقبل:
لا تحلـب الحـرب مني بعد عينتها
إلا علالـــة ســيد مــارد ســدم
ورأيته بعائنة العدو أي بحيث تراه عيون العدو. وما رأيتثم عائنة أي إنسانا. ورجل عين: سريع البكاء. والمعان: المنزل، يقال: الكوفة معان منا أي منزل ومعل، قال ابن سيده: وقد ذكر في الصحيح لأنه يكون فعالا ومفعلا. وتعين السقاء: رق من القدم، وقيل: التعين في الجلد أن يكون فيه دوائر رقية مثل الأعين، وليس ذلك بقوي.وسقاء عين ومتعين إذا رق فلم يمسك الماء يقال: بالجلد عين، وهو عيب فيه، تقول منه: تعين الجلد، وأنشد لرؤبة:
مـا بـال عينـي كالشـعيب العين

وبعــض أعــراض الشـجون الشـجن

دار كرقـــم الكــاتب المرقــن

وشعيب عين وعين: يسيل منها الماء، وقد تقدم ذلك في السقاء.والمعين من الجراد: الذي يسلخ فتراه أبيض وأحمر، وذكر الأزهري في ترجمة ينع قال: قال: أبو الديش ضروب الجراد الحرشف والمعين والمرجل والخيفان، قال: فالمعين الذي ينسلخ فيكون أبيض وأحمر، والخيفان نحوه، والمرجل الذي ترى آثار أجنحة، قال: وغزال شعبان وراعية الأتن والكدم من ضروب الجراد، ويقال له كدم السمر، وهو الحجل والسرمان والشقير واليعسوب، وهو حجل أحمر عظيم.وأتيت فلانا وما عين لي بشيء وما عينني بشيء أي ما اعطاني شيئا، عن اللحياني، وقيل: معناه لم يدلني على شيء.وعين: تموضع، قال ساعدة بن جؤية:
فالســدر مختلـج وغـودر طافيـا
مـا بيـن عيـن إلى نباتي الأثاب
وعينونة: موضع، وروى بعضهم في الحديث: عينين، بكسرالأول جبل بأحد، وروي عينين، بفتحه، وهو الجبل الذي قام عليه إبليس يوم احد فنادى أ النبي، صلى الله عليه وسلم، قد قتل. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، قال له عبد الرحمن بن عوف يعرض به إني لم أفر يوم عينين، قال عثمان: فلم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه؟ حكى الحديث: الهروي في القريبين. ويقال ليوم أحد: يوم عينين، وهو الجبل الذي أقام عليه الرماة يومئذ، قال الأزهري: وبالبحرين قرية تعرف بعينين قال: وقد دخلتها انا، وإليها ينسب خليد عينين، وهورجل يهاجي جريرا، وأنشد ابن بري:
ونحـن منعنـا يـوم عينين منقرا
ويـوم جـدود لـم نواكل عن الأصل
وعين التمر: موضع. ورأس عين ورأس العين: موضع بين حران ونصيبين، وقيل: بين ربيعة ومضر، قال المخبل:
وأنكحــت هــزالا خليـدة بعـدما
زعمـت بـرأس العيـن أنـك قاتله
ابن السكيت: يقال قدم فلان من رأس عين، ولايقال من رأس العين. وحكى ابن بري عن ابن درستويه: رأس عين قرية فوق نصيبين وأنشد:
نصـــيبين بهــا إخــوان صــدق
ولــم أنــس الـذين بـرأس عيـن
وقال ابن حمزة: لا يقال فيها إلا رأس العين، بالألف واللام، وأنشد بيت المخبل، وقد تقدم آنفا وأنشد أيضا لامرأة قتل الزبرقان زوجها:
تجلــل خزيهــا عــوف بـن كعـب
فليــس لخلفهــا منــه اعتـذار

بـرأس العيـن قاتـل مـن اجرتـم
مــن الخــابور مرتعـه السـرار
وعيينة: اسم موضع. وعينان: اسم موضع بشق البحرين كثير النخل، قال الراعي:
يحــث بهــن الحاديــان كأنمـا
يحثــان جبـارا بعينيـن مكرعـا
والعين: حرف هجاء، وهو حرف مجهور، يكون أصلا ويكون بدلا كقول ذي الرمة:
أعـن ترسـمت مـن خرقـاء منزلـة
مـاء الصـبابة مـن عينيك مسجوم
يريد: أن، قال ابن جني: وزن عين فعل، ولا يجوز أن يكون فيعلا كميت وهين ولين، ثم حذفت عين الفعل منه، لأن ذلك هنا لايحسن من قبل أن هذه حروف جوامد بعيدة عن الحذف والتصرف، وكذلك الغين. وعين عينا حسنة: عملها، عن ثعلب. وعائنة بني فلان: أموالهم ورعيانهم. وبلد قليل العين أي قليل الناس. وأسود العين: جبل قال الفرزدق:
إذا زال عنكـم أسود العين كنتم
كرامــا وأنتـم مـا أقـام ألائم
وفي حديث الحجاج: قال للحسن والله لعينك أكبر من أمدك، يعني شاهدك ومنظرك اكبر من سنك وأكثر في أمد عمرك. وعين كل شيء: شاهده وحاضره. ويقال: أنت على عيني في الإكرام والحفظ جميعا. قال تعالى: ولتصنع على عيني. وروى المنذرين عن أحمد بن يحيى قال: يقال أصابته من الله عين. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين فلطمه علي، رضي الله عنه، فاستعدى عليه عمر فقال: ضربك بحق أصابته عين من عيون الله عز وجل أرادخاصة من خواص الله ووليا من أوليائه، وأنشدنا:
فمـا النـاس أردوه ولكـن اصابه
يـد اللـه والمستنصر الله غالب
وأما حديث عائشة، رضي الله عنها: اللهم عين على سارق أبي بكر أي أظهر عليه سرقته. يقال: عينت على السارق تعيينا إذا خصصته من بين المتهمين من عين الشيء نفسه وذاته، وأما حديث علي، كرم الله وجهه: انه قاس العين ببيضة جعل عليها خطوطا وأراها إياه، وذلك في العين تضرب بشيء يضعف منه بصرها فيعرف ما نقص منها ببيضة تخط عليها خطوط سود أو غيرها، وتنصب على مسافة تدركها العين الصحيحة، ثم تنصب على مسافة تدركها العين العليلة، ويعرف ما بين المسافتين فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية، وقال ابن عباس: لا تقاس العين في يوم غيم لأن الضوء يختلف يوم الغيم في الساعة الواحدة ولا يصح القياس. وتعين عليه الشيء: لزمه بعينه. وشرب من عائن أي من ماء سائل. وتعيين الشيء: تخصصه من الجملة. والمعين: فحل ثور، قال جرير بن حريش:
ومعينــا يحــوي الصـوار كـأنه
متخمــط قطــم إذا مــا بربـرا

المعجم: 

لسان العرب