المعنى:
العامُ: الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة، والجمع أَعْوامٌ، لا يكسَّرُ على غير ذلك، وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة. قال ابن سيده: وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه، وكذلك أَعْوامٌ عُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل، ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ، وقيل: أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ، يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة، فواحدها على هذا عائمٌ؛ قال العجاج:
مــن مَــرِّ أَعـوام السـِّنينَ العُـوَّم
من الجوهري: وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم، وإنما هو توكيد، قال ابن بري: صواب إنشاد هذا الشعر: ومَرّ أَعوام؛ وقبله:
كأَنَّهـــا بَعْـــدَ رِيـــاحِ الأَنجُــمِ
وبعده:
تُراجِـــعُ النَّفْـــسَ بِــوَحْيٍ مُعْجَــمِ
وعامٌ مُعِيمٌ: كأعْوَم؛ عن اللحياني. وقالوا: ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها؛ قال أَبو محمد الحَذْلمي:
قــامَ إلــى حَمْــراءَ مِـنْ كِرامِهـا
بــازِلِ عــامٍ، أَو ســَديسِ عامِهــا
ابن السكيت: يقال لقيته عاماً أَوّلَ، ولا تقل عام الأَوّل.وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً: استأْجره للعامِ؛ عن اللحياني. وعامله مُعاوَمَةً أَي للعام. وقال اللحياني: المُعَاوَمَةُ أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل. قال اللحياني: والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين، قال: ويقال هو أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري. وحكى الأَزهري عن أَبي عبيد قال: أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً، كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً، والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة. وفي الحديث: نهى عن بيع النخل مُعاومةً، وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين أَو ثلاثاً فما فوق ذلك. ويقال: عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم تحْمِلْ أُخرى، وهي مُفاعَلة من العام السَّنةِ، وكذلك سانَهَتْ حَمَلتْ عاماً وعاماً لا. ورَسَمٌ عامِيٌّ: أَتى عليه عام؛ قال:
مِـــنْ أَنْ شـــجاك طَلَـــلٌ عـــامِيُّ
ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع. قال الأَزهري: قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ، ومعناه العامَ الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر. ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام، وقال في موضع آخر: هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ، وإنما أُنِّث فقيل ذات العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة. قال الجوهري: وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام، كما يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ. وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً: كثر حَمْله عاماً وقَلَّ آخر. وعاوَمتِ النخلةُ: حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل آخر. وحكى الأَزهري عن النضر: عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل عاماً. وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام. قال الأَزهري: وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام؛ قال أَبو وجزة السعدي:
تَنــادَوْا بِأَغبـاشِ السـَّواد فقُرِّبَـتْ
عَلافِيــفُ قــد ظـاهَرْنَ نَيّـاً مُعَوِّمـا
أَي شَحْماً مُعَوِّماً؛ وقول العُجير السَّلولي:
رَأَتنـي تَحـادبتُ الغَـداةَ، ومَنْ يَكُن
فَـتىً عـامَ عـامَ المـاءِ، فَهْوَ كَبِيرُ
فسره ثعلب فقال: العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت، ويومَ يومَ تقوم.والعَوْمُ: السِّباحة، يقال: العَوْمُ لا يُنْسى. وفي الحديث: عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم، هو السِّباحة. وعامَ في الماء عَوْماً: سَبَح. ورجل عَوَّام: ماهر بالسِّباحة؛ وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً؛ قال الراجز:
وهُـــنَّ بالـــدَّو يَعُمْـــنَ عَوْمـــا
قال ابن سيده: وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل. وفرَس عَوَّامٌ: جَواد كما قيل سابح. وسَفِينٌ عُوَّمٌ: عائمة؛ قال:
إذا اعْــوَجَجْنَ قلتُ: صــاحِبْ، قَــوِّمِ
بالــدَّوِّ أَمثــالَ الســَّفِينِ العُـوَّمِ
وعامَتِ النجومْ عَوْماً: جرَتْ، وأَصل ذلك في الماء. والعُومةُ، بالضم: دُوَيبّة تَسبَح في الماء كأَنها فَصٌّ أَسود مُدَمْلكةٌ، والجمع عُوَمٌ؛ قال الراجز يصف ناقة:
قــد تَــرِدُ النِّهْــيَ تَنَـزَّى عُـوَمُه،
فتَســــْتَبِيحُ مــــاءَهُ فتَلْهَمُــــه
حـــتى يَعُـــودَ دَحَضـــاً تَشـــَمَّمُه
والعَوّام، بالتشديد: الفرس السابح في جَرْيه. قال الليث: يسمى الفرس السابح عَوّاماً يعوم في جريه ويَسْبَح.وحكى الأَزهري عن أَبي عمرو: العامَةُ المِعْبَر الصغير يكون في الأَنهار، وجمعه عاماتٌ. قال ابن سيده: والعامَةُ هَنَةٌ تتخذ من أَغصان الشجر ونحوه، يَعْبَر عليها النهر، وهي تموج فوق الماء، والجمع عامٌ وعُومٌ. الجوهري: العامَةُ الطَّوْف الذي يُرْكَب في الماء. والعامَةُ والعُوَّام: هامةُ الراكب إذا بدا لك رأْسه في الصحراء وهو يسير، وقيل: لا يسمى رأْسه عامَةً حتى يكون عليه عِمامة. ونبْتٌ عامِيٌّ أَي يابس أَتى عليه عام؛ وفي حديث الاستسقاء:
سِوَى الحَنْظَلِ العامِيِّ والعِلهِزِ الفَسْلِ
وهو منسوب إلى العام لأَنه يتخذ في عام الجَدْب كما قالوا للجدب السَّنَة. والعامَةُ: كَوْرُ العمامة؛ وقال:
وعامـــةٍ عَوَّمَهـــا فــي الهــامه
والتَّعْوِيمُ: وضع الحَصَد قُبْضةً قُبضة، فإذا اجتمع فهي عامةٌ، والجمع عامٌ.والعُومَةُ: ضرب من الحيَّات بعُمان؛ قال أُمية:
المُسـْبِح الخُشـْبَ فوقَ الماء سَخَّرَها،
فــي اليَــمِّ جِرْيَتُهـا كأَنَّهـا عُـوَمُ
والعَوَّامُ، بالتشديد: رجلٌ. وعُوَامٌ. موضع. وعائم: صَنَم كان لهم.