عنف

المعنى: 

العُنْف الخُرْقُ بالأَمر وقلّة الرِّفْق به، وهو ضد الرفق. عَنُفَ به وعليه يَعْنُفُ عُنْفاً وعَنافة وأَعْنَفه وعَنَّفه تَعْنيفاً، وهو عَنِيفٌ إذا لم يكن رَفيقاً في أَمره. واعْتَنَفَ الأَمرَ: أَخذه بعُنف.وفي الحديث: إن اللّه تعالى يُعْطِي على الرِّفْق ما لا يُعطي على العنف؛ هو، بالضم، الشدة والمَشَقّة، وكلُّ ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشرّ مثله. والعَنِفُ والعَنِيفُ: المُعتَنِف؛ قال:
شـــَدَدْت عليــه الــوَطْء لا مُتظالِعــاً
ولا عَنِفـــاً، حـــتى يَتِـــمَّ جُبُورُهــا
أَي غير رَفِيق بها ولا طَبّ باحتمالها، وقال الفرزدق:
إذا قــادَني يــومَ القِيامــة قــائدٌ
عَنِيفٌـــ، وســَوَّاقٌ يَســوقُ الفَرَزْدَقــا
والأَعنفُ: كالعَنِيف والعَنِفِ كقولك اللّه أَكبر بمعنى كبير؛ وكقوله:
لعَمْـــرُك مـــا أَدْري وإنـــي لأَوْجَــلُ

بمعنى وَجِل؛ قال جرير:
تَرَفَّقْـــتَ بـــالكِيرَينِ قَيْــنَ مُجاشــعٍ
وأَنـــت بهَـــزِّ المَشـــْرَفِيّةِ أَعْنَـــفُ
والعَنِيفُ: الذي لا يُحسن الركوب وليس له رفق بركوب الخيل، وقيل: الذي لا عهد له بركوب الخيل، والجمع عُنُفٌ؛ قال:
لـم يَرْكَبُـوا الخيـلَ إلا بعـدَما هَرِمُوا
فهــم ثِقــالٌ علــى أَكْتافِهــا عُنُــف
وأَعْنف الشيءَ: أَخذه بشدَّة. واعتنف الشيءَ: كرهه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
لــم يَخْتَــرِ الــبيتَ علــى التَّعَــزُّبِ
ولا اعْتِنـــافَ رُجْلـــةٍ عـــن مَرْكَـــبِ
يقول: لم يختر كراهةَ الرُّجْلة فيركب ويدَع الرُّجلة ولكنه اشتهى الرجلة. واعْتَنَف الأَرضَ: كَرِهَها واسْتَوخَمها. واعْتَنَفَتْه الأَرضُ نفْسُها: نَبَتْ عليها وأَنشد ابن الأَعرابي في معنى الكراهة:
إذا اعْتَنَفَتْني بَلْدةٌ، لم أَكن لها نَسِيّاً
ولــــم تُســــْدَدْ علـــيَّ المَطـــالِبُ
أَبو عبيد: اعْتَنَفْتُ الشيء كَرهْتُه ووجدت له عليَّ مشقَّة وعُنْفاً.واعْتَنَفْت الأَمر اعْتِنافاً: جَهِلْته؛ وأَنشد قول رؤبة:
بـــــأَرْبعٍ لا يَعْتَنِفْــــنَ العَفْقــــا

أَي لا يَجْهَلن شدّة العَدْو. قال: واعتفْتُ الأَمْر اعْتِنافاً أَي أَتَيْتُه ولم يكن لي به علم؛ قال أَبو نُخَيْلةَ:
نَعَيْـتُ امْـرَأً زَيْنـاً إذا تُعْقَـدُ الحُـبى
وإن أُطْلِقَتْــ، لــم تَعْتَنِفْـه الوَقـائعُ
يريد: لم تَجِدْه الوقائعُ جاهلاً بها. قال الباهلي: أَكلت طَعاماً فاعْتَنَفْتُه أَي أَنكرْتُه، قال الأَزهري: وذلك إذا لم يُوافِقْه. ويقال: طريق مُعْتَنِفٌ أَي غيرُ قاصِدٍ. وقد اعْتَنَفَ اعْتِنافاً إذا جارَ ولم يَقْصِد، وأَصله من اعتنفْت الشيءَ إذا أَخذْته أَو أَتيته غير حاذق به ولا عالم. وهذه إبل مُعْتَنِفة إذا كانت في بلد لا يُوافِقُها.والتعْنِيفُ: التَّعْيير واللَّوم. وفي الحديث: إذا زَنت أَمةُ أَحدكم فليَجْلدْها ولا يُعَنِّفْها التعْنِيفُ: التوْبيخُ والتقْريعُ واللَّوم؛ يقال: أَعْنَفْته وعَنَّفْته، معناه أَي لا يجمَع عليها بين الحَدّ والتوْبيخ؛ قال الخطابي: أَراد لا يَقْنَعُ بتَوْبيخها على فِعْلها بل يُقيم عليها الحدّ لأَنهم كانوا لا ينكرون زِنا الإماء ولم يكن عندهم عَيْباً؛ وقوله أَنشده اللحياني:
فقَــــذَفَتْ ببيْضــــةٍ فيهـــا عُنُـــفْ

فسره فقال: فيها غِلَظٌ وصَلابة.وعُنْفُوانُ كلِّ شيء: أَوّله، وقد غَلب على الشباب والنبات؛ قال عدي بن زيد العبادي:
أَنْشــــَأْتَ تَطَّلِـــبُ الـــذي ضـــَيَّعْتَه
فـــي عُنْفُـــوانِ شــَبابِك المُتَرَجْــرجِ
قال الأَزهري: عُنفوان الشباب أَوّلُ بَهْجته، وكذلك عُنْفُوان النبات.يقال: هو في عُنفوان شبابه أَي أَوْله؛ وأَنشد ابن بري:
رأَتْ غُلامــاً قــد صــَرَى فــي فِقْرَتِــهْ
مـــاءَ الشـــَّبابِ عُنْفـــوانَ ســَنْبَتِه
وفي حديث معاوية: عُنْفُوانَ المَكْرَعِ أَي أَوَّلَه. وعُنْفُوان: فُعْلوان من العُنْف ضد الرفق، قال: ويجوز أَن يكون الأَصل فيه أُنْفُوان من ائتَنَفْت الشيء واسْتَأْنَفْته إذا اقْتَبَلْتَه فأَقبل إذا ابْتَدأْتَه، فقلبت الهمزة عيناً فقيل عُنفوان، قال: وسمعت بعض تميم يقول اعْتنفْت الأَمر بمعنى ائتَنَفْته. واعْتَنَفْنا المَراعِيَ أَي رَعَينا أُنُفَها، وهذا كقولهم: أَعن تَرَسّمْت، في موضع أَأَن تَرَسمت. وعُنْفُوانُ الخَمر: حِدَّتُها. والعُنْفوان: ما سال من العنب من غير اعْتِصار.والعُنْفُوة: يبِيس النَّصيّ وهو قطعة من الحَليّ.

المعجم: 

لسان العرب