المعنى:
العَشْوُ: إيتانُك ناراً ترجو عندها خيراً وهدىً. عَشَوْتُها أَعْشُوها عَشْواً وعُشُوّا. قال الحطيئة:
مـتى تـأتِهِ تعشـو إلى ضَوْءِ نارِه
تَجِـدْ خَيْـرَ نـارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ
والعاشيةُ: كلُّ شيءٍ يعشو إلى ضوء نارٍ بالليل كالفَراشِ وغيره، وكذلك الإبل والعواشي، قال:
وعاشــيةٍ حــوشٍ بطــانٍ ذَعَرْتُهـا
بضــربِ قتيــلٍ وَســْطَها يَتَســَيَّفُ
وأوطأته عَشْوَة وعِشْوَةُ وعُشْوَةً ثلاث لغات، وذلك في معنى أن تحملَه على أن يركب أمراً على غير بيانٍ. تقول: ركب فلانٌ عشوة من الأمر، وأوطأني فلان عَشْوةً، أي: حملني على أمرٍ غير رشيدٍ، ولقيته في عَشْوةِ العَتَمَة وعَشْوةِ السَّحَر. وأصله من عشواء اللّيل، والعشواء بمنزلة الظّلماء، وعَشْواء اللّيل ظُلْمَتُهُ.والعِشاءُ: أوّلُ ظلام اللّيلِ، وعشّيتُ الإبل فتعشّت إذا رعيتُها اللّيلِ كلَّه. وقولهم: عَشِّ ولا تغترّ، أي: عشِّ إبلَكَ ههنا، ولا تطلبْ أفضل منه فلعلّك تغترّ.ويقال: العواشي: الإبل والغنم تُرعَى باللّيل.العشيّ؛ آخر النّهار، فإذا قلت: عَشِيّة فهي ليومٍ واحد، تقول لقيتُه عشيّةَ يوم كذا، وعشيّةً من العَشِيّاتِ، وإذا صغّروا العشيّ قالوا: عُشَيشِيان، وذلك عند الشَّفَى وهو آخر ساعة من النّهار عند مُغَيْرِبان الشّمس.ويجوز في تصغير عَشيّة: عُشَيَّة، وعُشَيشِيَة.والعَشاءُ ممدود مهموز: الأكلُ في وقت العشيّ. والعِشاءُ عند العامّة بعد غروب الشّمس من لدُنْ ذلك إلى أن يولّي صدر اللّيل، وبعض يقول: إلى طلوع الفجر، ويحتجّ بما ألغز الشّاعرُ فيه:
غـــدونا غــدوة ســَحَراً بليــلٍ
عشــاء بعــدما انتصـف النهـار
والعَشَى – مقصوراً – مصدر الأعشَى، والمرأة عَشْواءُ، ورجال عُشْوٌ، والأعشى هو الذي لا يبصر باللّيل وهو بالنّهار بصير، وقد يكون الذي ساء بَصَرُه من غير عمىً، وهو عَرَض حادثٌ ربّما ذهب. وتقول: هما يَعْشَيانِ، وهم يَعْشَوْن، والنّساء يَعْشَيْنَ، والقياس الواو، وتعاشَى تعاشياً مثله، لأنّ كلّ واوٍ من الفعل إذا طالت الكلمة فإنّها تقلب ياءً.وناقةٌ عَشْواءُ لا تُبصِرُ ما أمامَها فَتَخْبِطُ كلَّ شيءٍ بيدها، أو تقعُ في بئرٍ أو وهْدةٍ، لأنّها لا تَتَعاهدُ موضعَ أخْفافِها. قال زهير:
رأيتُ المنايا خبطَ عشواءَ من تُصِبْ
تُمِتْـهُ ومَـنْ تُخْطِـئْ يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
وتقول: إنّهم لفي عَشْواء من أمرهم، أو في عمياء.وتعاشَى الرّجلُ في الأمر، أي: تجاهل. قال:
تَعُـــدُ التّعاشــِيَ فــي دينهــا
هــــدىً لا تقبّــــل قُربانهـــا
