المعنى:
عَسَّ يَعُسُّ -بالضم- عَسًّا وعَسَسًا: أي طافَ بالليل؛ وهو نَفْضُ الليل عن أهل الرِّيْبَة، فهو عاسٌّ وقومٌ عَسَسٌ، مثال خادِمٍ وخَدَمٍ وطالِبٍ وطَلَبٍ. ؛ وفي المَثَل: كَلْبٌّ عَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، ويروى: خيرٌ من أسَدٍ انْدَسَّ. يُضْرَب في تفضيل الضعيف إذا تَصَرَّفَ في المَكْسَبِ على القَوِيِّ إذا تقاعَسَ. ؛ ويقال: إنَّ فيه لَعَسَسًا: أي قِلَةُ خَير. ؛ وعَسَّ خَبَرُ فُلان: أي أبطأ. ؛ وقولُهم: جِئْ بالمالِ مِن عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغةٌ في حَسِّكَ وبَسِّكَ. ؛ وقال أبو زيد: العَسُوْسُ: الناقة التي ترعى وحدها؛ مثل القَسُوْسِ. وقَدْ عَسَّتْ تَعُسُّ. ؛ والعَسُوْسُ -أيضًا-: الناقة التي لا تَدثرُّ حتى تَبَاعَدَ من الناس. ؛ والعَسُوْسُ -أيضًا-: الناقة التي تُعْتَسُّ أي تُرَازُ أبِها لَبَنٌ أمْ لا ويُمْسَحُ ضَرْعُها. ؛ والعَسُوْسُ من النساء: التي لا تُبالي أن تَدنو من الرِجال. ؛ والعَسُوْسُ: القليل الخير مِنَ الرجال. ؛ والعَسُوْسُ: الطالِبُ للصَّيْدِ، قال ؛ بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَميسُ *** قد يَهلِكُ الأرْقَمُ والفاعوسُ ؛ والأسدُ المُذَرَّع النَّهوسُ *** والبطل المُسْتَسْلِم الحَؤوسُ ؛ واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوْسُ *** والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْميسُ ؛ والعَسُوْس: الناقة التي إذا أُثيرَت طَوَّفَت ثمَّ دَرَّتْ. ؛ والعَسُوْس: الناقة التي تضجَر وتَسوء خُلُقُها عند الحَلَبِ. ؛ وقال ابن عبّاد: العَسُوْس القليلة الدَّرِّ، وقيل هي التي تَعْتَسُّ العِظامَ وتَرْتَمُّها. ؛ والعَسِيْس: الذئب الكثير الحركة. ؛ والعَسِيْس -أيضًا-: جَمْعُ عاسٍ؛ مثال حَجِيجٍ وحاجٍّ. ؛ والمَعَسُّ: المَطْلَبُ، قال الطِّرِمّاح ؛ ومحبوسَةٌ في الحَيِّ ضامِنَةِ القِرى *** إذا الليلُ وافاها بأشْعَثَ ساغِبِ ؛ مُعَقَّرَةٍ لا يُنْكِرُ السَّيْفُ وَسْطَها *** إذا لم يكُن فيها مَعَسٌّ لِحالِبِ ؛ وعَسَسْتُ القوم أعُسُّهم: إذا أطْعَمْتَهم شيئًا قليلًا. ؛ وقال ابن الأعرابي: العُسُسُ -بضمّتين- التِّجارُ الحُرَصاء. ؛ والعُسُسُ- أيضًا-: الآنية الكِبار. ؛ والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرِّفْدُ أكبرُ منه، قال ؛ بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خُطّابُ الكُثَبْ *** كُلُّ هِقَبٍّ منهم ضَخْمِ الحَقَبْ ؛ يقولُ إنّي خاطِبٌ وقد كَذَبْ *** وإنَّما يَخْطُبُ عُسًّا من حَلَبْ ؛ العينان: عَينا الإنسان، ومَن قال موضِعٌ بعَينِه فقد وَهِمَ. والجمع: عِسَاسٌ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه ؛ وحَرْبٍ ضَروس بها ناخِسٌ *** مَرَيْتُ بِرُمْحي فَدَرَّتْ عِسَاسا ؛ وقال ابن دريد: بَنو عِسَاس بطنٌ من العَرَب. ؛ وقال أبو عمرو: يقال دَرَّتْ عسَاسًا: أي كَرْهًا. ؛ والعُسُّ -أيضًا-: الذَّكَرُ، وأنشد أبو الوازِع ؛ لاقَتْ غُلامًا قد تَشَظْى عُسُّهُ *** ما كانَ إلاّ مَسُّهُ فَدَسُّهُ ؛ والعَسّاس -بالفتح والتشديد- والعَسْعَسُ -بالفتح- والعَسْعَاسُ: الذئب، لأنّه يَعُسُّ بالليل أي يَطلُب. ؛ ويقال للقنافذ: العَسَاعِسُ، لكثرة ترددها بالليل. ؛ وعَسْعَسٌ: موضع بالبادية. وقال الخارْزَنْجي: عَسْعَسٌ: جبل طويل من وراء ضَرِيَّةَ على فَرْسَخٍ لبَني عامِر، قال بِشْرُ بن أبي خازِم ؛ لِمَنْ دِمْنَةٌ عاديَّةٌ لم تؤنَّسِ *** بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الكَثيبِ فَعَسْعَسِ ؛ وقال امرؤ القيس ؛ تأوَّبَني دائي القديمُ فَغَلَّسا *** أُحاذِرُ أنْ يَرْتَدَّ دائي فأُنْكَسا ؛ ولم تَرِمِ الدّارُ الكَثيبَ فَعَسْعَسًا *** كأنّي أُنادي أو أُكَلِّمُ أخْرَسا ؛ ورَوى الأصمَعي: ألِمّا على الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا. ؛ وعَسْعَسُ بن سَلاَمَة: كان مشهورًا بالبصرة في صدر الإسلام، قال رُوَيْشِد الأسديّ ؛ فِيْنا لَبيدٌ وأبو مُحَيّاهْ *** وعَسْعَسٌ نِعْمَ الفَتى تَبَيّاهْ ؛ أي: تَعْتَمِدُه. ؛ ودراةُ عَسْعَسٍ: غَرْبيَّ الحِمى، وقد ذَكَرْتُها في تركيب دور، وبَسَطْتُ في ذِكرِها الكلام، وذَكَرْتُ ما حَضَرَني من الشواهِد، وللّه الحمد والمِنَّة. ؛ والعَسْعاسُ: السَّراب، قال رؤبة ؛ وبَلَدٍ يجري عليه العَسْعاسْ *** من السَّرَابِ والقَتَامُ المَسْمَاسْ ؛ المَسْمَاس: الخفيف الرقيق. ؛ وعَسْعَسَ الذئبُ: أي طاف بالليل. ؛ ويقال- أيضًا-: عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ ظلامُه. وقوله تعالى: {واللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ}، قال الفرّاء: اجتمَعَ المُفَسِّرون على أنَّ معنى {عَسْعَسَ} أدْبَرَ، وقال بعض أصحابنا: معناه أنَّه دَنا من أوَّلِه وأظلَمَ. وكذلك السحابُ إذا دَنا من الأرض، وقال الليث: من الأرضِ ليلًا؛ لا يُقال ذلك إلاّ بالليل إذا كان في ظُلْمَةٍ وبَرْقٍ، وأنشد ؛ عَسْعَسَ حتى لو نَشَاءُ إدَّنا *** كانَ لنا من نارِهِ مُقْتَبَسُ ؛ أرادَ: إذْ دَنا؛ فأدْغَمَ الذال في الدال، يعني سحابًا فيه برق وقد دَنا من الأرض. ؛ وقال ابن عَرَفَة: يقال عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ أو أدْبَرَ بظُلْمَتِه. ؛ وعَسْعَسَ فلان الأمر: إذا لَبَّسَه وعَمّاه. ؛ وعَسْعَسَه -أيضًا-: أي حَرَّكه. ؛ واعْتَسَّ بالليل: أي عَسَّ، ويُروى المَثَل الذي ذكرناه في اوّل هذا التركيب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، قال الحُطَيْئَة ؛ ويُمْسي الغُرابُ الأعورُ العَيْنِ واقِعًا *** مَعَ الذئبِ يَعْتَسّانِ ناري ومِفْأدي ؛ واعْتَسَّ -أيضًا-: أي اكْتَسَبَ. ؛ واعْتَسَّ الإبل: إذا دَخَلَ وَسَطَها فَمَسَحَ ضُرُوْعَها لِتَدُرَّ. ؛ والتَّعَسْعُسُ: الشَّمُّ، قال ؛ كَمَنْخِرِ الذِّئبِ إذا تَعَسْعَسا ؛ والتَعَسْعُس -أيضًا-: طَلَبُ الصَيد. ؛ والتركيب يدل على الدُّنُّوِّ من الشيء وطَلَبِه وعلى خِفَّة في الشيء.