المعنى:
امرأة حسنة المعرّى والعرية كالمجرّد والجردة، وما أحسن معاريها وهي وجهها ويداها ورجلاها. وركبت الفرس عرياً، وركبنا الخيل أعراءً. وتقول: رأيت عرياً تحت عريانٍ. قال المخبّل السعديّ:
وســاقطة كــور الخمــار حييّــة | علـى ظهـر عـريٍ زلّ عنهـا جلالهـا |
كور الخمار تمييز غريب، وقالوا من العري: اعروراه.
ومن المستعار: اعرورى السراب الإكام. وهذا طريق قد اعرورى القف. قال لبيد:
منيــف كســحل الهــاجريّ تضــمّه | إكـام ويعـروري النجاد القوابلا |
وقال رؤبة:
إذا الأمــور اعــرورت الشـدائدا | شــدّ العــرى وأحكــم المعاقـدا |
وأصله: أن تفزع المرأة فتركب بعيراً عرياً. ويقال للذي لا يكتم السرّ: عريان النجيّ. قال:
ولمــا رأى أن قــد كـبرت وأنـه | أخوالجنّ واستغنى عن المسح شاربه |
أصــاخ لعريــان النجــيّ وإنــه | لأزور عــن بعـض المقالـة جـانبه |
يريد أصاخ لامرأته لأنّ النساء أقل كتماناً للسرّ. وفلاة عارية المحاسر أي مرتٌ قد انحسر عنها النبات. قال الراعي:
وعاريـــة المحاســـر أم وحـــش | تــرى قطـع السـمام بهـا عزينـا |
وما يعرى فلان من هذا الأمر: ما يخلص، ولا يعرّى من الموت أحد. قال عديّ بن زيد:
مـن رأيـت المنـون عرّيـن أم مـن | ذا عليــه مــن أن يضــام خفيـر |
وأنت عرو من هذا الأمر وخلوٌ منه. وهو كلام منبوذ بالعراء، عند الخطباء والشعراء. وشمال عريّة: باردة. وإن عشيتنا هذه لعرية، وأعرينا فنحن معرون أي بلغنا برد العشيّ. ويقولون: أهلك فقد أعريت. وعريَ فهو معروّ إذا وجد البرد. قال أبو نخيلة:
فنحـــن فيهــم والهــوى هــواك | نعـــرى فنســـتذري إلـــى ذراك |
وعريَ المحموم: أخذته العرواء وهي برد في رعدة.
ومن المستعار: عريت إلى مال لي: بعته أشدّ العرواء إذا بعته ثم استوحشت إليه وتبعته نفسك. وعريَ هواه إلى كذا، وإنك لتعرى إلى ذلك وتجاد إليه. ونخلهم عرايا أي موهوبات يعرونها الناس لكرمهم. وتستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه فيقال للمال النفيس والفرس الكريم: لفلان عروة. وللإبل عروة من الكلأ وعلقة: لبقية تبقى منه بعد هيج النبات تتعلّق بها لأنها عصمة لها تراغم إليها وقد أكل غيرها. قال لبيد:
خلـع الملـوك وسـار تحـت لـوائه | شــجر العــرى وعراعــر الأقـوام |
أي هم عصم للناس كالعضاه التي تعتصم بها الأموال. ويقال لقادة الجيش: العرى. والصحابة رضوان الله عليهم عرى الإسلام. وقول ذي الرمة:
كـأن عـرى المرجـان منهـا تعلقت | علـى أمّ خشـف مـن ظبـاء المشاقر |
أراد بالعرى الأطواق. وزجره زجر أبي عروة السباع: كان يزجر الذئب فتنشق مرارته ويموت على المكان وكانوا يشقّون عن فؤاده فيجدونه قد خرج من غشائه. والعروة من أسماء الأسد كني به العباس بن عبد المطّلب رضي الله تعالى عنه.