عرف

المعنى: 

لأعرفنّ لك ما صنعت أي لأجازينك به، وبه فسر قوله تعالى: "عرف بعضه وأعرض عن بعض" وأتيت فلاناً متنكراً ثم استعرفت أي عرّفت نفسي. قال مزاحم العقيلي:

فاســــتعرفا ثــــم قــــولا إنّ ذا رحـــم هيمـــان كلفنـــا مـــن شـــأنكم عســـرا
فــــإن بغـــت آيـــة تســـتعرفان بهـــا يومــا فقــولا لهــا العـود الـذي اختضـرا

وسمع أعرابيّ يقول: ما عرف عرفي إلا بأخرة بكسر العين. واعترف القوم: استخبرهم، يقال: اذهب إلى هؤلاء فاعترفهم. قال بشر:

أســـــائلة عميـــــرة عـــــن أبيهــــا خلال الجيــــــش تعــــــترف الركابـــــا

وسمعتهم يقولون لمن فيه جربزة: ما هو إلا عويرف. ويقال: هاجت معارف فلان أي مودّاته التي كنت أعرفها ما يهيج الزرع. ويقال للقوم إذا تلثموا: غطوا معارفهم. قال ذو الرمة:

نلـــــوث علـــــى معارفنــــا وترمــــى محاجرنــــــــا شـــــــآمية ســـــــموم

وقال الراعي:

متختّميـــــــن علـــــــى معارفنـــــــا نثنـــــي لهـــــنّ حواشـــــي العصـــــب

يقال: تختّم على وجهه إذا غطّاه. وتقول: بنو فلان غرّ المعارف، شمّ المراعف. وامرأة حسنة المعارف وهي الأنف وما والاه، وقيل: الوجه كله. وخرجنا من مجاهل الأرض إلى معارفها. قال لبيد:

أجـــــزت إلـــــى معارفهـــــا بشــــعث وأطلاح مـــــــن العيـــــــديّ هيـــــــم

وما كنا بشيء حتى عرفت علينا: من عريف القوم وهو القيّم بأمرهم الذي عرف بذلك وشهر. وطعام معرف: مأدوم بشيء من الإدام. والنفس عارفة وعروف أي صبور. قال أبو ذؤيب:

فصـــــبرت عارفـــــة لـــــذلك حـــــرة ترســــو إذا نفــــس الجبــــان تطلّــــع

والعرف بالكسر: الصبر. قال:

قــــل لابــــن قيــــس أخـــي الرقيـــات مـــا أحســـن العـــرف فـــي المصـــيبات

وعرف الرجل واعترف. وأنشد الفرّاء يخاطب ناقته:

مالــــك ترغيــــن ولا ترغــــو الخلــــف وتضـــــــجرين والمطـــــــيّ معــــــترف

وقال أبو النجم يصف مرح ناقته وأنها كانت نشيطةً الليلة كلّها وما ذلّت إلا عند الصبح:

فمــــا عرفــــت للـــذل حـــتى تعطفـــت بقـــرن بـــدا مـــن دارة الشــمس خــارج

وما أطيب عرفه، وعرف الله الجنة: طيبها. وطار القطا عرفاً عرفاً أي متتابعة. والضبع عرفاء. وعن سعيد بن جبير: ما أكلت لحماً اطيب من معرفة البرذون. وفلان يعرف الخيل أي يجز أعرافها.

ومن المستعار: أعراف الريح والسحاب والضباب: لأوائلها. وقال:

وطــــار أعــــراف العجــــاج فانتصــــب

واعرورف البحر: ارتفعت أمواجه. قال الحطيئة:

وهنـــد أتـــى مـــن دونهـــا ذو غــوارب يقمص بالبوصيّ معرورف ورد وفيه نظر من قال:
خضــــم تـــرى الأمـــواج فيـــه كأنهـــا إذا التطمــــت أعــــراف خيـــل جوامـــح

وأميل أعرف: مرتفع. قال العجاج:

فانصـــــاع مــــذعوراً ومــــا تصــــدّفا كــــــالبرق يجتــــــاز أميلاً أعرفـــــا

واعرورف فلان للشرّ: اشرأب له، ومنه قوله: فإذا سمعت بحفيف الموكب المار تحركت وانتعشت، ونبت لك عرفٌ وانتفشت. وقلة عرفاء: مرتفعة. قال زهير:

ومرقبــــة عرفــــاء أوفيــــت مقصــــراً لأســــتأنس الأشــــباح فيــــه وأنظــــرا

من القصر وهو العشيّ. إذا سال بك الغرّاف، لم ينفعك العراف. قال:

جعلـــــت لعــــرّاف اليمامــــة حكمــــه وعـــــراف نجــــدٍ إن همــــا شــــفياني

قال الجاحظ: هو دون الكاهن.

المعجم: 

أساس البلاغة