المعنى:
العَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه ؛ أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا *** ؛ أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروسًا. ؛ وجمع الرَّجل: عَرَس، وجمع المرأة: عَرَائس. ؛ وفي المثل: كادَ العَروسُ يكونُ مَلِكًا. ؛ وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس. وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْمًا، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابن عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَبًا في أهلِهِ وأسدًا عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفًا للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس. ؛ ويقال: إنَّ رجلًا تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلًا، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس. ؛ ومن العروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسدًا ؛ كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْكَبَيْهِ *** عَبيرًا باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوْسُ ؛ ووادي العَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ العِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة -على ساكنيها السلام- مُتَعَرِّضينَ لِمَعْروفِهِم. ؛ والعروس: من حصون النِّجاد باليمن. ؛ وباليمن -أيضًا-: حِصْنٌ يُعرَف بالعروسَين. ؛ والعِرْس -بالكسر-: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة ؛ كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْسَه *** وامنعُ عِرْسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي ؛ والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضًا ؛ ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِهِ *** بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَاسُ ؛ وعِرْسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان ؛ أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَحْسِ *** أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ ؛ أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ. ؛ وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم ؛ فطافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِيِّ يَقْفُرُهُ *** كأنَّه حاذِرٌ للنَّخْسِ مَشْهُوْمُ ؛ حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ *** أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ ؛ وابن عِرْس: دُوَيبَة. وقال الليث: ابن عِرْسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ "وبنات عِرْسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَرًا كان أو أُنثى. وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون "وبنات ماء" وحَكى الأخفَش: "بنات عرس وبنو عِرس و" بنات نعش وبنو نعش. ؛ والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابن عِرس. ؛ وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ. ؛ وعَرَسْتُ البعيرَ أعْرُسُه -بالضم- عَرْسًا: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك. واسمُ ذلك الحبل: العِراس -بالكسر-. ؛ والعَرْسُ -بالفتح-: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة. ؛ والعَرَس -بالتحريك-: الدَّهَشُ، وقد عَرِسَ الرَّجل -بالكسر- فهو عَرِس. ؛ وعَرِسَ به -أيضًا-: لَزِمَه. ؛ وعَرِسَ -أيضًا-: إذا بَطِرَ. ؛ وعَرِسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ. ؛ والعَرِسُ -مثال كَتِفٍ-: الأسد الذي لَزِمَ مكانًا لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد ؛ عَرِسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها *** عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَعْتِيْمُ ؛ وقال ابن الأعرابي: العَرْسُ -بالفتح-: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ. ؛ والعَرْسُ -أيضًا-: الحَبْلُ. ؛ والعَرْسُ: الإقامَةُ في الفَرَح. ؛ والعَرْسُ والعُرْسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَاسُها؟ أي أولادُها. ؛ والعَرّاسُ -بالفتح والتشديد-: بائع العِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ. ؛ والمِعْرَسُ -بكسر الميم-: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم. ؛ والمِعْرَسُ -أيضًا-: الكثير التزوُّج. ؛ والعُرَساء -مثال شُهَداء-: موضع. ؛ والعُرْسُ والعُرُسُ- مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ-: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال ؛ إنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ *** لئيمةً مَذمومَةَ الحُوّاطِ ؛ نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ *** وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآباطِ ؛ وقال دُكَيْن وقد أتى عُرسًا فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال ؛ تَجَمَّعَ الناسُ وقالوا عُرْسُ *** إذا قِصاعٌ كالأكُفِّ خَمْسُ ؛ زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ *** ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءت عَبْسُ ؛ فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ *** ؛ ويروى: "اجْتَمَعَ الناس"، ويروى: "مائَراتٌ" بَدَل "زَلَحْلَحَاتٌ"، ولُغَةُ دُكَيْنٍ "فاضَتْ" بالضاد، ولغة غيره "فاظَت" بالظّاء. ؛ وجمعُ العُرسِ: أعراس وعُرُسات. ؛ والعِرِّيس والعِرِّيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير ؛ إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم *** مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّيْسي ؛ وقال رؤبة ؛ مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا *** أغْيالَها والأجَمَ العِرِّيْسا ؛ وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسدًا ؛ ابن عِرِّيْسَةً عُنّابُها أشِبٌ *** ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ ؛ وقال الطِّرِمّاح ؛ يا طيِّئَ السَّهْلِ والأجبالِ موعِدُكُم *** كَمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّيْسَةِ الأسَدِ ؛ والليث مَن يَلْتَمِسُ صيدًا بِعَقْوَتِهِ *** يُعْرَجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ ؛ وذاة العرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ ؛ لَهانَ عليها ما يقولُ ابن دَيْسَقٍ *** إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والعرائسِ ؛ وأعْرَسَه: لغة في عَرِسَه أي لَزِمَه. ؛ وقد أعْرَسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْسًا. ؛ وأعْرَسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّسَ، قال ؛ يُعْرِسُ أبْكارًا بها وعُنَّسا *** أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا ؛ والإعراس والتعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ. ؛ وليلة التعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأصحابه -رضي الله عنهم- فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ. ؛ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّه كانَ إذا عَرَّسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْبًا وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير ؛ لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَماوِيًّا مَوَارِدُهُ *** من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَعْرِيسي ؛ وقال ذو الرمَّة ؛ زارَ الخيالُ لِمَيٍّ هاجِعًا لَعِبَتْ *** به التَّنَائفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ ؛ مُعَرِّسًا في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ *** وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ ؛ وقال لَبيد -رضي الله عنه- يصف رفيقَه ؛ قَلَّ ما عَرَّسَ حتى هِجْتُهُ *** بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ ؛ والمُعَرِّس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار. ؛ وبيت مُعَرَّس: عُمِلَ فيه العَرْسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه. ؛ واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ. ؛ وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه. وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو. ؛ وقال ابن عبّاد: تَعَرَّسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها. ؛ والتركيب يدل على المُلازَمة.