المعنى:
الليث: العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع: عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفًا، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا: سِمَانٌ وعِجَافٌ -على فِعَالٍ- وقال غيره: العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء، قال الله تعالى: {يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ}. وفي حديث أم معبد -رضي الله عنها-: يَسُوْقُ أعنزًا عِجَافًا. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وقال مرداس بن أُدَيَّةَ؛وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري *** فتنبو العين عن كرم عِجَافِ؛وقال الفرّاء: عَجُفَ المال -بالضم-: لغة في عَجِفَ -بالكسر-.؛ونصل أعْجَفُ: أي رقيق، ونصال عِجَافٌ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي؛تراح يداه لِمَحْشُوْرَةٍ *** خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ؛وقال الليث: العِجَافُ: من أسماء التمر، وأنشد؛نَعَافُ وإن كانت خِماصًا بطوننا *** لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا؛وقال ابن عبّاد: العِجَافُ: حب الحنظل،وأسم من أسماء الزمان.؛وأرَضُوْنَ عِجَافٌ: لم تمطر.؛والعَجْفَاءُ: الأرض التي لا خير فيها، قال؛لقح العِجَافُ له بسابع سبعة *** وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينا؛وأبو العَجْفاءِ: هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين.؛وأبو العَجْفاءِ: عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين.؛وحكى الكسائي: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لطيفان.؛ويقال: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفًا وعُجُوْفًا: إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعًا، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله.؛ويقال: عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفًا: إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال؛أني وإن عيَّرْتِني نحولي *** أو ازدريْتِ عظمي وطولي؛لأعْجِفُ النفس على خليلي *** اعرضُ بالود وبالتنويل؛وتقول: عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفًا: إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه.؛وقال غيره: عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفًا: إذا هزلتها.؛وسيف مَعْجُوْفٌ: إذا كان داثرًا لم يصقل، قال كعب بن زهير رضي الله عنه؛وكأن موضع رحلها من صُلْبِها *** سيفٌ تقادم عهده مَعْجُوفُ؛وبعير مَعْجُوْفٌ: أي أعْجَفُ.؛وقال ابن الأعرابي: العُجُوْفُ: ترك الطعام.؛وقال ابن دريد: بنو العُجَيْفِ: قبيلة من العرب.؛وعاجِفٌ: موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل؛ألا ليت ليلى بين أجماد عاجِفٍ *** وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا؛وأعْجَفَه: أي هزله، مثل عَجَفَه.؛وأعْجَفَ القوم: عَجِفَتْ مواشيهم.؛واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ: إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه.؛والتَّعْجِيْفُ: الكل دون الشبع. وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-: ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول؛لم يغذها مد ولا نَصِيْفْ *** ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيْفْ؛لكن غذاها اللبن الخريف *** المحض والقارص والصَّرِيْفْ؛فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك -رضي الله عنه-، فنزل يرتجز؛لم يَغْذُها مدٌّ ولا نصيفْ *** ولا تميرات ولا تَعْجِيْفْ؛لكن غَذَاها حَنظلً نَقيفْ *** ومذقَةٌ كطرة الخَنِيْفْ؛تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ ***؛ورواية القتبي: "ولا تميرات ولا رغيف"، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله؛آنِسَةٌ بيضاءُ كالخشيفْ *** لم يغذها؛والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه.