طلح

المعنى: 

الطِّلاحُ: نقيض الصَّلاح.والطالِحُ: خلاف الصالح.طَلَحَ يَطْلُح طَلاحاً: فسد. الأَزهري: قال بعضهم رجل طالح أَي فاسد لا خير فيه.ابن السكيت: الطَّلْحُ مصدر طَلِحَ البعيرُ يَطْلَحُ طَلْحاً إذا أَعيا وكَلَّ؛ ابن سيده: والطَّلْحُ والطَّلاحة الإِعياء والسقوط من السفر؛ وقد طَلَح طَلْحاً وطُلِحَ؛ وبعير طَلْحٌ وطَلِيح وطِلْحٌ وطالِحٌ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
عَرَضــْنا فقلنــا: إِيــه ســِلمٌ، فِسـَلَّمَتْ،
كمــا انْكَــلَّ بـالبَرْقِ الغَمـامُ اللَّـوائِحُ

وقــــالت لنـــا أَبصـــارُهُنَّ تَفَرُّســـاً:
فَـــتىً غيـــرُ زُمَّيْلٍــ، وأَدْمــاءُ طالِــحُ
يقول: لما سلَّمْنا عليهن بدت ثغورهن كبرق في جانب غمام، ورضيننا فقلن: فَتىً غيرُ زُمَّيْلٍ، وجمع طِلْحٍ أَطْلاحٌ وطِلاحٌ، وجمع طَلِيح طَلائِحُ وطَلْحَى، الأَخيرة على غير قياس لأَنها بمعنى فاعلة، ولكنها شبهت بمريضة، وقد يُقْتَاسُ ذلك للرجل. الأَزهري عن أَبي زيد قال: إذا أَضمره الكَلالُ والإِعياءُ قيل: طَلَحَ يَطْلَحُ طَلْحاً، قال وقال شمر: يقال سار على الناقة حتى طَلَحَها وطَلَّحَها.وحكي عن ابن الأَعرابي: إِنه لَطَلِيحُ سفر وطِلْحُ سفر ورجيعُ سفر ورَذِيَّةُ سفر بمعنى واحد. قال وقال الليث: بعير طَلِيح وناقة طَلِيح.الأَزهري: أَطلحته أَنا وطَلَّحته حَسَرْتُه؛ ويقال: ناقة طَلِيحُ أَسفار إذا جَهَدَها السيرُ وهَزَلها؛ وإِبل طُلَّحٌ وطَلائحُ. ومن كلام العرب: راكبُ الناقة طَلِيحانِ أَي والناقةُ، لكنه حذف المعطوف لأَمرين: أَحدهما تقدّم ذكر الناقة، والشيء إذا تقدم دل على ما هو مثله؛ ومثلُه من حذف المعطوف قولُ الله عز وجل: فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه أَي فضرب فانفجرت، فحذف فضرب، وهو معطوف على قوله فقلنا؛ وكذلك قول التَّغْلَبي:
إِذا مـــا المـــاءُ خالَطَهـــا ســـَخِينا

أَي فَشَرِبْناها سَخِيناً، فإِن قلت: فهلا كان التقدير على حذف المعطوف عليه أَي الناقةُ وراكبُ الناقةِ طَليحانِ، قيل لبُعْدِ ذلك من وجهين: أَحدهما أَن الحذف اتساع، والاتساع بابه آخِرُ الكلام وأَوسطُه، لا صدره وأَوّله، أَلا ترى أَن من اتسع بزيادة كان حشواً أَو آخراً لا يجيز زيادتها أَوّلاً؛ والآخر أَنه لو كان تقديره الناقة وراكب الناقة طليحان كان قد حذف حرف العطف وبَقَاء المعطوفِ به، وهذا شاذ، إِنما حكى منه أَبو عثمان: أَكلت خبزاً سمكاً تمراً؛ والآخر أَن يكون الكلام محمولاً على حذف المضاف أَي راكب الناقة أحد طَليحين، فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه.الأَزهري: المُطَّلِحُ في الكلام البَهَّاتُ. والمُطَّلِحُ في المال: الظالِمُ.والطِّلْحُ: القُرادُ، وقيل: هو المهزول؛ قال الطِّرِمَّاحُ:
وقــــد لَــــوَى أَنْفَهــــ، بِمشـــْفَرِها،
طِلْــــحٌ قَراشــــِيمُ، شــــَاحِبٌ جَســــَدُهْ
ويروى: قراشين؛ وقيل: الطِّلْح العظيم من القِردان. الجوهري: وربما قيل للقُراد طِلْح وطَلِيح؛ وفي قصيد كعب:
وجِلْــــدُها مــــن أَطُــــومٍ لا يُؤَيِّســـُه
طِلْحٌـــ، بضـــاحِيَةِ المَتْنَيْنِـــ، مَهــزُولُ
أَي لا يؤثر القُرادُ في جلدها لمَلاسَته؛ وقول الحطيئة:
إِذا نــامَ طِلْــحٌ أَشــْعَثُ الـرأْسِ خَلْفَهـا،
هَــــداه لهـــا أَنفاســـُها وزَفِيرُهـــا
قيل: الطِّلحُ هنا القُرادُ؛ وقيل: الراعي المُعْيي؛ يقول: إِن هذه الإِبل تتنفس من البِطْنَة تَنَفُّساً شديداً فيقول: إذا نام راعيها عنها ونَدَّت تنفست فوقع عليها وإِن بعدت.الأَزهري: والطُّلُح التَّعِبون. والطُّلُح: الرُّعاةُ. الجوهري: والطِّلْحُ، بالكسر، المُعْيِي من الإِبل وغيرها يَسْتَوي فيه الذكر والأُنثى، والجمع أَطلاح؛ وأَنشد بيت الحطيئة، وقال: قال الحطيئة يذكر إِبلاً وراعيها إذا نام طِلحٌ أَشعثُ الرأْسِ وفي حديث إِسلام عمر: فما بَرِحَ يقاتلُهم حتى طَلَح أَي أَعيا؛ ومنه حديث سَطِيح على جمل طَلِيح أَي مُعْيٍ. والطَّلَحُ، بالفتح: النِّعْمةُقال الأَعشى:
كـــم رأَينـــا مـــن أُنـــاسٍ هَلَكــوا،
ورأَينــــا المَلْــــكَ عَمْــــراً بِطَلَـــحْ

قاعــــداً يُجْبَــــى إِليــــه خَرْجُهــــ،
كــــلُّ مـــا بيـــنَ عُمَـــانٍ فالمَلَـــحْ
قال ابن بري: يريد بعمرو هذا عمرو بن هند؛ حكى الأَزهري عن ابن السكيت أَيضاً قال: قيل طَلَحٌ بي بيت الأَعشى موضع. قال وقال غيره: أَتى الأَعشى عمراً وكان مسكنه بموضع يقال له ذو طَلَحٍ، وكان عمرو ملكاً فاجتزأَ الشاعر بذكر طَلَحٍ دليلاً على النعمة، وعلى طَرْح ذي منه، قال: وذو طَلَح هو الموضع الذي ذكره الحطيئة، فقال وهو يخاطب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:
مـــاذا تقـــول لأَفْـــراخٍ بــذي طَلَحٍــ،
حُمْـــرِ الحواصـــِلِ، لا مـــاءٌ ولا شــجرْ؟

أَلْقَيْـــتَ كاســِبَهم فــي قَعْــرِ مُظْلِمــةٍ،
فــاغْفِرْ، عليــك سـلامُ اللهـ، يـا عُمَـرُ،
والطَّلْحُ، ما بقي في الحوض من الماءِ الكَدِرِ. والطَّلْحُ: شجرة حجازية جَناتها كجَناةِ السَّمْرَةِ، ولها شَوْك أَحْجَنُ ومنابتها بطون الأَودية؛ وهي أَعظم العِضاه شوكاً وأَصْلَبُها عُوداً وأَجودها صَمْغاً؛ الأَزهري: قال الليث: الطَّلْحُ شجرُ أُمِّ غَيْلانَ ووصفه بهذه الصفة، وقال: قال ابن شميل: الطَّلْحُ شجرة طويلة لها ظل يستظل بها الناس والإِبل، وورقها قليل ولها أَغصان طِوالٌ عِظامٌ تنادي السماء من طولها، ولها شوك كثير من سُلاَّء النخل، ولها ساق غظيمة لا تلتقي عليه يدا الرجل، تأْكل الإبل منها أَكلاً كثيراً، وهي أُم غَيْلانَ تنبت في الجبل، الواحدة طَلْحَة؛ وأَنشد:
يــــــا أُمَّ غَيْلانَ لَقِيــــــتِ شـــــَرَّا،

لقـــــد فَجَعْــــتِ أَمِنــــاً مُغْبَــــرَّا،

يَـــزُورُ بيـــتَ اللـــهِ فِيمَـــنْ مَــرَّا،

لاقَيْـــــتِ نَجَّـــــاراً يَجُــــرُّ جَــــرَّا،

بالفـــأْسِ لا يُبْقِــي علــى مــا اخْضــَرَّا

يقال: إِنه ليجرّ بفأْسه جرّاً إذا كان يقطع كل شيء مَرَّ به، وإِن كان واضعها على عُنُقِه؛ وقال:
يـــا أُمَّ غَيْلانَـــ، خُــذِي شــَرَّ القــومْ،
ونَبِّهِيــــهِ وامْنَعِــــي منـــه النَّـــوْم
وقال أَبو حنيفة: الطَّلْح أَعظم العِضاه وأَكثره ورقاً وأَشدَّه خُضْرة، وله شوك ضِخامٌ طِوالٌ وشوكه من أَقل الشوك أَذىً، وليس لشوكته حرارة في الرِّجْل، وله بَرَمَةٌ طيبة الريح، ليس في العِضاه أَكثر صمغاً منه ولا أَضْخَمُ، ولا يَنْبُتُ الطَّلْحُ إِلا بأَرض غليظة شديدة خِصبَة، واحدته طَلْحَة، وبها سمي الرجل؛ قال ابن سيد: وجَمْعُها، عند سيبويه، طلُوح كصَخْرة وصُخُور، وطِلاحٌ؛ قال: شبهوه بقصْعَة وقِصاع يعني أشن الجمع الذي هو على فِعال إِنما هو للمصنوعات كالجِرار والصِّحافِ، والاسم الدال على الجمع أَعني الذي ليس بينه وبين واحده إِلا هاء التأْنيث إِنما هو للمخلوقات نحو النخل والتمر، وإِن كان كل واحد من الحَيِّزَيْنِ داخلاً على الآخر؛ قال:
إِني زَعِيمٌ يا نُوَيْ_قةُ، إِن نَجَوْتِ من الزَّوَاحْ

أَن تَهْبِطِيـنَ بلادَ قَـوْ_مٍ، يَرْتَعُونَ من الطِّلاحْ

وأَن ههنا يجوز أَن تكون أَن الناصبة للاسم مخففة منها غير أَنه أَولاها الفعل بلا فصل. وجمعُ الطَّلح أَطْلاحٌ.وأَرض طَلِحَة: كثيرة الطَّلْح على النسب.وإِبل طِلاحِيَّة وطُلاحِيَّة: ترعة الطَّلْح. وطَلاحَى وطَلِحَة: تشتكي بطونَها من أَكل الطَّلْح؛ وقد طَّلِحَت طَلَحاً قال الأَزهري: ورجل نِياطِيٌّ ونُباطِيّ: منسوب إِلى النَّبَط؛ وأَنشد:
كيـــــف تَــــرَى وَقْــــعَ طِلاحِيَّاتِهــــا
بالغَضــــــَوِيَّاتِ، علـــــى عِلاَّتِهـــــا؟
ويروى بالحَمَضِيَّاتِ؛ وأَنكر أَبو سعيد: إِبل طَلاحَى إذا أَكلت الطَّلْح؛ قال: والطَّلاحَى هي الكالَّةُ المُعْيِيَةُ؛ قال: ولا يُمْرِضُ الطَّلْحُ الإِبلَ لأَن رَعْيَ الطَّلْح ناجعٌ فيها، قال: والأَراكُ لا تَمْرَضُ عنه الإِبلُ؛ ابن سيده: والطَّلْحُ لغة في الطَّلْع، وقوله تعالى: وطَلْحٍ مَنْضُود؛ فُسِّرَ بأَنه الطَّلْعُ وفُسِّرَ بأَنه المَوْزُ، قال: وهذا غير معروف في اللغة. الأَزهري: قال أَبو اسحق في قوله تعالى: وطَلْحٍ منضود؛ جاء في التفسير أَنه شجر الموز، قال: والطَّلْحُ شجر أُمِّ غَيْلان أَيضاً، قال: وجائز أَن يكون عنى به ذلك الشجر لأَن له نَوْراً طيب الرائحة جدّاً، فَخُوطِبُوا به ووُعِدُوا بما يحبون مثله، إِلا أَن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا، وقال مجاهد: أَعْجَبَهم طَلْحُ وَجٍّ وحُسْنُه، فقيل لهم: وطَلْحٍ مَنْضُودٍ.والطِّلاحُ: نبت. وطَلْحَةُ الطَّلَحات: طَلْحَةُ ابن عبيد الله بن خلف الخُزاعي؛ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح بخط من يوثق به: الصواب طلحة بن عبد الله بن بري، رحمه الله؛ ذكر ابن الأَعرابي في طَلْحةَ هذا أَنه إِنما سمِّي طَلْحة الطلحات بسبب أُمه، وهي صَفِيَّة بنت الحرث بن طلحة بن أَبي طلحة؛ زاد الأَزهري: ابن عبد مناف، قال: وأَخوها أَيضاً طلحة بن الحرث فقد تكَنَّفَه هؤلاء الطلحات كما ترى وقبره بسِجِسْتانَ؛ وفيه يقول ابن قَيس الرُّقَيَّاتِ:
رَحِــــمَ اللــــهُ أَعْظُمــــاً دَفَنُوهــــا
بسِجِســــــْتانَ: طَلْحَـــــةَ الطَّلَحـــــاتِ
ابن الأَثير قال: وفي بعض الحديث ذكر طلحة الطَّلحات، قال: هو رجل من خُزاعة اسمه طلحة ابن عبيد الله بن خلف، قال: وهو غير طلحة بن عبيد الله التَّيْمِيّ الصحابيّ، قيل: إِنه جمع بين مائة عربي وعربية بالمَهْر والعطاء الواسعين فولد لكل واحد منهم ولد فسمي طلحة فأُضيف إِليهم. قال ابن بري: ومن الطَّلَحات طلة بن عبيد الله بن عوف الزُّهْرِيّ وقبره بالمدينة، ومنهم طلحة بن عمر بن عبيد الله بن مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ، ويقال له طلحة الجُودِ، ومنهم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبي بكر الصدّيق، رضي الله تعالى عنه، ويقال له طلحة الدراهم؛ ومدح سَحْبانُ وائلٍ الباهليُّ طلحةَ الطَّلَحاتِ، فقال:
يــــا طَلْحُــــ، أَكــــرمَ مـــن مَشـــَى
حَســــــَباً، وأَعْطــــــاهُمْ لِتالِــــــدْ

منــــــكَ العَطــــــاءُ، فــــــأَعْطِنِي،
وعلـــــيَّ مَــــدْحُك فــــي المَشــــاهِدْ
فقال له طلحة: احْتَكِمْ، فقال: بِرْذَوْنَكَ الوَرْدَ وغُلامَكَ الخَبَّازَ وقَصْرَك الذي بمكانكذا وعشرة آلاف درهم؛ فقال طلحة: أفٍّ لك، سأَلتني على قدرك لم تسأَلني على قدري، لو سأَلتني كل عبد وكل دابة وكل قصر لي لأَعطيتك، وأَما طلحة بن عبيد الله بن عثمان من الصحابة فتَيْمِيٌّ؛ حكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: كان يقال لطلحة بن عبيد الله: طلحة الخير، وكان من أَجواد العرب وممن قال له النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحُد: إِنه قد أَوجَبَ. روى الأَزهري بسنده عن موسى بن طلحة عن أَبيه قال: سماني النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحد: طلحة الخَيْر، ويوم غزوة ذات العُشَيْرةِ: طلحة الفَيَّاض، ويوم حُنَيْن: طلحة الجودِ.والطُّلَيْحَتانِ: طُلَيْحَة بن خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وأَخُوه.وطَلْحٌ وذو طَلَحٍ وذو طُلُوح: أَسماء مواضع.

المعجم: 

لسان العرب