المعنى:
أضبّت السماء، والسماء مضبة. ويوم مضب. وأرض مضبة: كثيرة الضباب. ووقعنا في مضاب منكرة. وضب يضب نحو بضّ يبضّ وهو سيلان قليل، يقال: ضبت يده بالدم، وضبت لثته. قال:
تضـب لثات الخيل في حجراتها | وتسمع من تحت العجاجة أزملا |
ومن المجاز: في قلبه ضب: غل داخل كالضب الممعن في حجره. قال سابق البربري:
ولا تـك ذا وجهين يبدي بشاشة | وفـي صـدره ضب من الغل كامن |
وقد أضب عليّ: غل في قلبه. وقال سويد بن الصامت:
أطــافت بفحـال كـأن ضـبابه | بطـون الموالي يوم عيد تغدت |
أراد طلعاً ضخماً استعار له الضباب ثم شبهه ببطون الموالي وهذا من تناسي المستعير وتجاهله كأن الضباب حقيقة. ومنه: تضبب الصبي وتحلم إذا أخذ فيه السمن. وعن بعض العرب: أخدمت صبياني خادماً فحضنتهم حتى تضببوا. ويقولون: "فلان كف الضب" إذا كان بخيلاً وكف الضب مثل في القصر والصغر. قال:
منـاتين أبـرام كـأن أكفهـم | أكـف ضباب أنشقت في الحبائل |
ورجل خب ضب: يشبه بالضب في خدعه، يقال: "أخدع من ضب" وامرأة خبة ضبة. وأنشد الجاحظ:
فجـاءت تهاب الذم ليست بضبة | ولا سـلفع يلقى مراساً زميلها |
وفي مثل "أتعلمني بضب أنا حرشته" إذا أخبره بأمر هو صاحبه ومتولّيه. وعلى بابه ضبة وضبات وضباب، وباب مضبب، وأهل مكة يسمون المزلاج: ضبة. ولسكينة ضبة وهي الجزأة لأنها تشد النصاب. وفلان تضب لثاته لكذا وعلى كذا ويضب فوه إذا اشتد حرصه عليه، كقولهم: يتحلّب فوه، كالرجل يشتهي الحموضة فيتحلب له فوه. قال بشر:
وبنـو نميـر قـد لقينا منهم | خيلاً تضــب لثاتهــا للمغنـم |
وقال عنترة:
أبينـا أبينا أن تضب لثاتكم | علـى مرشقات كالظباء عواطيا |