المعنى:
صَقَعَه يَصْقَعُه صَقْعاً: ضربه بِبَسْطِ كفِّه. وصَقَع رأْسَه: علاه بأَيِّ شيءٍ كان؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وعَمْــرُو بــنُ هَمّــامٍ صـَقَعْنا جَـبينَه
بشــَنْعاءَ، تَنْهَــى نَخْــوَةَ المُتَظَلِّــمِ
المُتَظَلِّمُ هنا: الظالِمُ. وفي الحديث: من زَنَى مِنَ امْبِكْر فاصْقَعُوه مائة أَي اضربوه، هو من ذلك؛ وقوله مِنَ امْبِكْر لغة أَهل اليمن يُبْدلُون لام التعريف ميماً؛ ومنه الحديث أَيضاً: أَن مُنْقِذاً صُقِعَ آمّةً في الجاهلية أَي شُجَّ شَجَّةً بلغَتْ أُمَّ رأْسِه. وصُقِعَ الرجل آمّةً: وهي التي تبلُغ أُمَّ الدِّماغِ، وقد يُسْتَعارُ ذلك للظهر؛ قال في صفة السيوف:
إِذا اســْتُعِيرَتْ مِــنْ جُفُــونِ الأَغْمـاد
فَقَـــأْنَ بالصــَّقْعِ يَرابِيــعَ الصــَّاد
أَراد الصيد. وقيل: الصَّقْعُ ضربُ الشيء اليابس المُصْمَتِ بمثله كالحجر بالحجر ونحوه، وقيل: الصَّقْعُ الضربُ على كل شيء يابس؛ قال العجاج:
صــَقْعاً إذا صــابَ اليَآفِيــخَ احْتَقَـرْ
وصُقِعَ الرجل: كصُعِقَ، والصاقِعةُ كالصاعِقةِ؛ حكاه يعقوب؛ وأَنشد:
يَحْكُـــونَ، بالمَصـــْقُولةِ القَواطِـــعِ
تَشـــقُّقَ البَـــرْقِ عـــنِ الصـــَّواقِعِ
ويقال: صَقَعَتْه الصاقِعةُ. قال الفراء: تميم تقول صاقِعةٌ في صاعِقةٍ؛ وأَنشد لابن أَحمر:
أَلــم تَــرَ أَنَّ المجرميــنَ أَصــابَهُم
صــَواقِعُ، لا بـلْ هُـنَّ فـوقَ الصـَّواقِعِ؟
والصقِيعُ: الجلِيدُ؛ قال:
وأَدْرَكَـــــه حُســـــامٌ كالصــــَّقِيعِ
وقال:
تَرَى الشَّيبَ، في رأْسِ الفرَزْدَقِ، قد عَلا
لهـــازِمَ قِـــرْدٍ رَنَّحَتْــه الصــَّواقِعُ
وقال الأَخطل:
كأَنَّمـــا كـــانوا غُرابــاً واقِعــا
فَطـــارَ لَمّـــا أَبْصـــَرَ الصــَّواقِعا
والصقِيعُ: الذي يَسْقُطُ من السماء بالليل شَبيهٌ بالثلج.وصُقِعَتِ الأَرض وأُصْقِعَتْ فهي مصقوعةٌ: أَصابَها الصقِيعُ. ابن الأَعرابي: صُقِعَتِ الأَرضُ وأُصْقِعْنا، وأَرضٌ صَقِعةٌ ومَصْقوعةٌ، وكذلك ضُرِبَتِ الأَرضُ وأُضْرِبْنا وجُلِدَت وأُجْلِدَ الناسُ، وقد ضُرِبَ البَقْلُ وجُلِدَ وصُقِعَ، ويقال: أَصْقَعَ الصقِيعُ الشجرَ، والشجرُ صَقِعٌ ومُصْقَعٌ. وأَصبحتِ الأَرضُ صَقِعةً وضَرِبةً.والصَقَعُ: الضلالُ والهلاكُ.والصِّقِعُ: الغائبُ البعيدُ الذي لا يُدْرَى أَين هو، وقيل: الذي قد ذهَب فنزل وحده؛ وقوْلُ أَوْس أَنشده ابن الأَعرابي:
أَأَبــا دُلَيْجــةَ، مَــنْ لِحَــيٍّ مُفْــرَدٍ
صـــَقِعٍ مــن الأَعْــداءِ فــي شــَوّالِ؟
صَقِع: مُتَنَحٍّ بعِيد من الأَعداء، وذلك أَن الرجل كان إذا اشتدَّ عليه الشتاء تَنَحَّى لئلا ينزل به ضيف. وقوله في شوّال يعني أَن البَرْد كان في شوّال حين تنحى هذا المُتَنَحِّي. والأَعداءُ: الضَّيفانُ الغُرَباءُ.وقد صَقِعَ أَي عَدَلَ عن الطريق. والصاقِعُ: الذي يَصْقَعُ في كل النواحي.وصَوْقَعةُ الثرِيد: وَقْبَتُه، وقيل: أَعلاه. وصَقَعَ الثرِيدَ يَصْقَعُه صَقْعاً: أَكَله من صَوْقَعتِه؛ وصنع رجل لأَعرابيّ ثريدة يأْكلُها ثم قال: لا تَصْقَعْها ولا تَشْرِمْها ولا تَقْعَرْها، قال: فمن أَين آكُل لاأَبا لَك، تَشْرِمْها تَخْرِقْها، وتَقْعَرْها تأْكل من أَسْفَلها.وصَوْقَعَ الثريدةَ إذا سطَحَها، قال: وصَوْمَعَها وصَعْنَبَها إذا طَوَّلها.والصَّوْقَعةُ: ما نَتَأَ من أَعلى رأْسِ الإِنسانِ والجبل.والصَّوْقَعَةُ: ما بقي الرأْسَ من العِمامةِ والخِمارِ والرِّداءِ. والصَّوْقَعةُ: خِرْقةٌ تُقْعَدُ في رَأْسِ الهَوّدَجِ يُصَفِّقُها الريحُ. والصَّوْقَعةُ والصِّقاعُ، جميعاً: خِرْقة تكون على رأْس المرأَة تُوَقِّي بها الخِمار من الدُّهْنِ، وربما قيل للبرقع صِقاعٌ. والصَّوْقَعةُ من لبُرْقُع: رأْسُه، ويقال لِكَفِّ عَيْنِ البُرْقُع الضِّرْسُ ولِخَيْطَيْه لشِّبامانِ.والصِّقاعُ: الذي يَلي رأْسَ الفَرَسِ دون البُرْقُعِ الأَكبر.والصِّقاعُ: ما يُشَدُّ به أَنف الناقة إذا أَرادوا أَن تَرْأَمَ ولدها أَو ولد غيرها؛ قال القطامي:
إِذا رَأْسٌ رَأيْــــتُ بــــه طِماحــــاً
شـــَدَدْت لــه الغَمــائِمَ والصــِّقاعا
قال أَبو عبيد: يقال للخرقة التي تُشَدُّ بها الناقةُ إذا ظُئِرَتِ الغِمامةُ، والتي يُشَدُّ بها عيناها الصِّقاعُ، وقد ذكر ذلك في ترجمة درج.والصِّقاعُ: صِقاعُ الخِباءِ، وهو أَن يُؤْخَذ حَبْل فيُمدّ على أَعلاه ويُوَتَّرَ ويُشدَّ طرَفاه إِلى وَتِدَيْنِ رُزّا في الأَرض، وذلك إذا اشتدَّت الريح فخافوا تَقَوُّضَ الخِباء. والعرب تقول: اصْقَعُوا بيتكم فقد عَصَفتِ الريحُ، فَيَصْقَعُونه بالحبْل كما وصفته. والصِّقاعُ: حديدة تكون في موضع الحكَمَةِ من اللِّجامِ؛ قال ربيعة ابن مقروم الضَّبِّي:
وخَصـــْمٍ يَرْكَـــبُ العَوْصـــاءَ طـــاطٍ
عـــن المُثْلَىــ، غُنامــاهُ القِــذاعُ
طَمُــوحِ الــرأْسِ كُنْــتُ لــه لِجامــاً
يُخَيِّســــُه لــــه منــــه صــــِقاعُ
ويقال: صَقَعْتُه بِكَيٍّ أَي وسَمْتُه على رأْسه أَو وجهه.والأَصْقَعُ من الطير والخيل وغيرهما: ما كان على رأْسه بياض؛ قال:
كأَنَّهـا، حِيـنَ فـاضَ المـاءُ واحْتَفَلَـتْ
صــَقْعاءُ، لاحَ لهــا بـالقَفْرَةِ الـذِّيبُ
يعني العُقابَ. وعُقابٌ أَصْقَعُ إذا كان في رأْسِه بياض؛ قال ذو الرمة:
مــن الــزُّرْقِ أَو صـُقْعٍ كـأَنَّ رُؤُوسـَها
مـن القِهْـزِ والقُـوهِيِّ، بِيـضُ المَقانِعِ
وظليم أَصْقَعُ: قد ابْيَضَّ رأْسُه. ونعامة صَقْعاءُ: في وسط رأْسها بياض على أَيّةِ حالاتِها كانت. والأَصْقَعُ: طائر كالعُصْفور في ريشه ورأْسه بياض، وقيل: هو كالعصفور في ريشه خُضْرةٌ ورأْسه أَبيض، يكون بِقُرْبِ الماءِ، إِن شِئت كسَّرته تكسيرَ الأَسماء لأَنه صفة غابة، وإِن شئت كسرته على الصفة لأَنها أَصله، وقيل: الأَصْقَعُ طائر وهو الصُّفارِيّةُ؛ قاله قطرب.وقال أَبو حاتم: الصَّقْعاءُ دُخَّلةٌ كَدْراءُ اللَّوْنِ صغيرة رأْسها أَصفر قصيرةُ الزِّمِكَّى. أَبو الوازع: الصُّقْعَةُ بياض في وسط رأْس الشاة السوداء ومَوْضِعُها من الرأْس الصَّوْقَعةُ. وصَقَعْتُه: ضربته على صَوْقَعَتِه؛ قال رؤبة:
بالمَشـــــْرَفِيَّاتِ وطَعْـــــنٍ وَخْــــزِ
والصــــَّقْعِ مـــن خابِطَـــةٍ وجُـــرْزِ
وفرسٌ أَصقَعُ: أَبيضُ أَعلى الرأْسِ. والأَصْقَعُ من الفرس: ناصِيَتُه، وقيل: ناصيته البيضاء.والصَّقْعُ: رَفْعُ الصوْتِ. وصَقَعَ بصوته يَصْقَعُ صَقْعاً وصُقاعاً: رفَعه. وصَقْعُ الدِّيكِ: صوْتُه، والصقِيعُ أَيضاً صوتُه. وقد صَقَعَ الدِّيكُ يَصْقَعُ أَي صاح.والصُّقْعُ: ناحيةُ الأَرضِ والبيت. وصُقْعُ الرَّكِيّةِ: ما حَوْلَها وتحتها من نواحيها، والجمع أَصْقاعٌ؛ وقوله:
قُبِّحْـــتِ مـــن ســالِفةٍ ومــن صــُدُغْ
كأَنَّهـــا كُشـــْيَةُ ضـــَبٍّ فــي صــُقُعْ
إِنما معناه في ناحية، وجمع بين العين والغين لتقارب مخرجيهما، وبعضهم يرويه في صُقُغ، بالغين؛ قال ابن سيده: فلا أَدْرِي أَهو هَرَبٌ من الإِكْفاءِ أَم الغين في صُقُغ وضع، وزعم يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء رواه كذلك وقال، أَعني أَبا عمرو: لولا ذلك لم أَروِها، قال ابن جني: فإِذا كان الأَمر على ما رواه أَبو عمرو فالحال ناطقة بأَن في صُقع لغتين: العين والغين جميعاً، وأَن يكون إِبدال الحرف للحرف. وفلان من أَهل هذا الصُّقْعِ أَي من أَهل هذه الناحية.وخَطِيبٌ مِصْقَعٌ: بَلِيغٌ؛ قال قيس بن عاصم:
خُطَبـــاءُ حِيـــنَ يَقُـــومُ قائِلُنـــا
بِيـــضُ الوُجُـــوهِ، مَصـــاقِعٌ لُســـن
قيل: هو من رَفْعِ الصَّوْتِ، وقيل: يذهب في كل صُقْعٍ من الكلام أَي ناحية، وهو للفارسي. ابن الأَعرابي: الصَّقْعُ البلاغة في الكلام والوُقُوعُ على المعاني. والصَّقْعُ: رَفْعُ الصَّوْتِ؛ قال الفرزدق:
وعُطـــارِدٌ وأَبـــوه مِنْهـــم حــاجِبٌ
والشــَّيْخُ ناجِيــةُ الخِضــَمُّ المِصــْقَعُ
وفي حديث حذيفة بن أُسَيْدٍ: شَرُّ الناسِ في الفِتْنةِ الخطيبُ المِصْقَعُ أَي البلِيغُ الماهِرُ في خطبته الداعي إِلى الفِتَن الذي يُحرِّضُ الناس عليها، وهو مِفْعَلٌ من الصَّقْعِ رَفْعِ الصَّوْتِ ومُتابَعَتِه، ومِفْعَلٌ من أَبنية المبالغة.والعرب تقول: صَهْ صاقِعُ، تَقوله للرجل تَسْمَعُه يَكْذِبُ أَي اسكُتْ يا كَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عن الحقِّ. والصاقِعُ: الكَذَّابُ. وصَقَع في كل النَّواحِي يَصْقَعُ: ذَهَبَ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
وعَلِمْـــتُ أَنـــي إِنْ أُخِــذْتُ بِحِيلَــةٍ
نَهِشــَتْ يَــدايَ إِلـى وَجَـى لَـمْ يَصـْقَعِ
هو من هذا أَي لم يذهب عن طريق الكلام. ويقال: ما أَدْرِي أَين صَقَعَ وبَقَعَ أَي ما أَدْرِي أَينَ ذَهَبَ، قَلَّما يُتكلم به إِلاَّ بحرف النفي. وما أَدري أَين صَقَعَ أَي ما أَدري أَين توجه؛ قال:
وللــــه صــــُعْلُوكٌ تَشـــَدَّدَ هَمُّـــه
عليهــ، وفــي الأَرض العَرِيضـةِ مَصـْقَعُ
أَي مُتَوَجَّه. وصَقَعَ فلانٌ نحو صُقْعِ كذا وكذا أَي قَصَدَه.وصَقِعَتِ الرَّكيَّةُ تَصْقَعُ صَقَعاً: انهارت كصَعِقَتْ. والصَّقَعُ: القَزَعُ في الرأْس، وقيل: هو ذَهابُ الشعر، وكل صاد وسين تجيءُ قبل القاف فللعرب فيها لغتان: منهم من يجعلها سيناً، ومنهم من يجعلها صاداً، لا يبالون متصلة كانت بالقاف أَو منفصلة، بعد أَن تكونا في كلمة واحدة، إِلاَّ أَنَّ الصاد في بعض أَحْسَنُ والسين في بعض أَحسن.والصَّقَعِيُّ: الذي يُولَدُ في الصَّفَرِيَّة. ابن دريد: الصَّقَعِيُّ الحُوار الذي يُنْتَجُ في الصَّقِيعِ وهو من خير النِّتاجِ؛ قال الراعي:
خَراخِـــرُ تُحْســـِبُ الصـــَّقَعِيَّ، حــتى
يَظَـــلّ يَقُـــرّه الرَّاعِـــي ســـِجالا
الخَراخِرُ: الغَزِيراتُ، الواحِدةُ خِرْخِرةٌ، يعني أَنَّ اللبن يكثر حتى يأْخذه الراعي فيصبه في سقائه سجالاً سجالاً. قال: والإِحْسابُ الإِكْفاءُ. وقال أَبو نصر: الصَّقَعِيُّ أَوَّلُ النِّتاج، وذلك حين تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً، قال: وبعض العرب تسميه الشَّمْسِيّ والقَيْظِيَّ ثم الصَّفَرِيُّ بعد الصَّقَعِيّ، وأَنشد بيت الراعي. قال أَبو حاتم: سمعت طائِفِيّاً يقول لِزُنْبُورٍ عندهم: الصقيعُ والصَّقِعُ كالغَمِّ يأْخذ بالنفْس من شدَّة الحر؛ قال سويد بن أَبي كاهل:
فـــي حُــرُورٍ يَنْضــَجُ اللحــمُ بهــا
يأْخُـــذُ الســـائِرَ فيهــا كالصــَّقَعْ
والصَّقْعاءُ: الشمس. قالت ابنة أَبي الأَسود الدُّؤَليّ لأَبيها في يوم شديد الحر: يا أَبت ما أَشدُّ الحر؛ قال: إذا كانت الصَّقْعاءُ من فوْقِكِ والرَّمْضاءُ من تحتِك، فقالت: أَرَدْتُ أَن الحرَّ شديدٌ، قال: فقولي ما أَشدَّ الحر، فحينئذ وضع باب التعجب.