المعنى:
الصابِئون: قوم يَزعُمون أَنهم على دين نوح، عليه السلام، بكذبهم.وفي الصحاح: جنسٌ من أَهل الكتاب وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمال عند مُنْتَصَف النهار.التهذيب، الليث: الصابِئون قوم يُشْبِه دِينُهم دينَ النَّصارى إلاَّ أَنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنُوبِ، يَزعُمون أَنهم على دِين نوحٍ، وهم كاذبون. وكان يقال للرجلِ إذا أَسْلمَ في زمن النبي، صلى اللّه عليه وسلم: قد صَبَأَ، عَنَوْا أَنه خرج من دين إلى دين.وقد صَبَأَ يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً، وصَبُؤَ يَصْبُؤُ صَبْأً وصُبُوءاً كلاهما: خرج من دين إلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النُّجوم أَي تَخْرُجُ من مَطالِعها. وفي التهذيب: صَبَأَ الرَّجُلُ في دينه يَصْبَأُ صُبُوءاً إذا كان صابِئاً. أَبو إِسحق الزجَّاج في قوله تعالى والصَّابِئين: معناه الخارِجِين من دينٍ إلى دين. يقال: صَبَأَ فلان يَصْبَأُ إذا خَرج من دينه.أَبو زيد يقال: أَصْبَأْتُ القومَ إصْباءً إذا هجمت عليهم، وأَنت لا تَشْعرُ بمكانهم، وأَنشد:
هَــوَى عليهــم مُصـبِئاً مُنْقَضـَّا
وفي حديث بني جَذيمة: كانوا يقولون، لما أَسْلموا، صَبَأْنا، صَبَأْنا.وكانت العرب تسمي النبي، صلى اللّه عليه وسلم، الصابِئ، لأَنه خرج من دين قُرَيْش إلى الإسلام، ويسمون مَن يدخل في دين الإسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كانوا لا يهمزون، فأَبدلوا من الهمزة واواً، ويسمون المسلمين الصُّباةَ، بغير همز، كأَنه جَمْع الصابي، غير مهموز، كقاضٍ وقُضاةٍ وغازٍ وغُزاةٍ.وصَبَأَ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً وأَصْبأَ كلاهما: طَلَعَ عليهم. وصَبَأَ نابُ الخُفِّ والظِّلْف والحافر يَصْبَأُ صُبُوءاً: طَلَعَ حَدُّه وخرج. وصَبَأَتْ سِنُّ الغلامِ: طَلَعَت. وصبَأَ النجمُ والقمرُ يَصْبَأُ، وأَصْبأَ: كذلك. وفي الصحاح: أَي طلع الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً:
وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ،
كــأَنَّه بائِســٌ، مُجْتــابُ أَخْلاقِ
وصَبَأَتِ النُّجومُ إذا ظَهَرَت. وقُدِّم إليه طَعام فما صَبَأَ ولا أَصْبأَ فيه أَي ما وَضَع فيه يَدَه، عن ابن الأَعرابي.أَبو زيد يقال: صَبَأْت على القوم صَبْأً وصَبَعتُ وهو أَن تَدُلَّ عليهم غيرهم.وقال ابن الأَعرابي: صَبَأَ عليه إذا خَرج عليه ومالَ عليه بالعَداوة.وجعلَ قوله، عليه الصلاة والسلام، لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّىً: فُعَّلاً من هذا خُفِّف همزه. أَراد أَنهم كالحيَّات التي يَمِيل بعضها على بعض.