المعنى:
شاطَ يشيطْ: أي هلكَ، وأصْلهُ من شاطَ الزيتُ أو السّمْنُ: إذا نضجَ حتّى يحترَقَ؛ لأنهّ يْلكّ حينئذ، قال؛أصْفرَ مثلَ الزّيتِ لمّا شاَطا؛وفي قصةِ يومِ موتهُ: أنّ زيدَ بنَ حارثةَ -رضي الله عنه- قاتلَ برايةِ رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- حتّى شاطَ في رِماَح القومْ، قال الأعْشى؛قد نخضبَ العيرَ من مكنونِ فائلهِ *** وقد يشيْطَ على أرْماحناِ البطلُ؛وروى أبو عمرو: "قد نطعنُ العيرَ في" وقولهم: شاطتِ الجزوْرُ: أي لم يبقَ منها نصيبْ إلاّ قٌسمَ، وشاطتِ الجزوْرُ: أي تنفقتْ.؛وشاطَ فلانّ الدّماءَ: أي خلَطها؛ كأنهّ سفكَ دمَ القاتلِ على دَمِ المقتول، قال المتلمسُ يخاطبُ الحارث بن قتادةَ بن التوْءمِ اليشكريّ؛أحارِثُ إنا لو تشاطُ دماؤنا *** تزايلنَ حتّى ما يمسّ دَمّ دماَ؛وشاطتِ: بمعنى عجلَ.؛وشاطتِ القدرُ: إذا لصقَ بأسْفلهاِ الشيُْ المحْترقُ.؛والشياطُ: ريحُ قطنةٍ محترقةٍ.؛وشيْطى -مثالُ ضيزى-: من الأعْلام.؛وناقةَ مشياط، وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، وإبل مشاييط.؛والشيّط- مثال سيدٍ، على فَيعلٍ-: فَرسُ خزَزِ بن لوْذانَ السدُوْسيّ الشاعرِ.؛والشيّطُ- أيضًا-: فَرسُ أنْيقِ بن جيلةَ الضبيّ.؛والشيْطانُ: واحدُ الشياطينْ. واختلفواّ في اشتقاقهِ، فقال قومّ: إنه من شاطّ يشيطَ أي هلكَ؛ ووزنه فعلان؛ ويدلُّ على ذلكَ قراءةُ الحسنِ البصريّ والأعْمش وسعيدَ بن جبيرْ وأبي البرهسمِ وطاووسٍ: {وما نزلتَ به الشياطينَ}. قال قومّ: إنه من شطنَ أي بعدَ؛ ووزنهُ فيعالّ وسيذْكرُ؟ إنْ شاء الله تعالى- في حرفْ النونْ.؛وقال الأزهري: الشيطانِ؟ بتشديدَ الياء المكسورةَ-: قاعانِ بالصمانِ فيهما مساكات لماء السماءَ، قال النابغةُ الجعديّ -رضي الله عنه- يصفُ ناقةً؛كأنها بعدما طال النجاءُ بها *** بالشيَطْاينِ مهاةَ سرْولتْ رملا؛ويروى: "سرُْبلتْ"، ويروى: "بعدما أفضى النّجاد بها": أرادَ خطُوْطًا سوْدًا تكونُ على قوائمِ بقرِ الوحشْ.؛ويقال للغبارِ السّاطعِ في السماّء: شَيطْيّ -مثالُ صيفيّ-، قال يصفُ الخيلَ؛تعادي المرّاخي ضمرًّا في جنويهاْ *** وهنّ من الشيْطي عارٍ ولابسُ؛والإشاطةُ: الإهلاكُ. وأشاط الجزورْ فلان؛ وذلك أنهم إذا اقتسموْها وبقي بينهم سهمْ فيقالُ: من يشيطْ الجزورْ؟ أي من ينفقُ هذا السهْم؟، قال الكميتْ؛نطعمِ الجبال اللهيدَ من الكومِ *** ولم ندْعُ من يشيطُ الجزوْرا؛وفي حديث عمر -رضي الله عنه- أنه خَطب فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرّجلُ المسلم البريءُ، يقال: عاصٍ وليس بعاصٍ، فقال علي -رضي الله عنه-: وكيف ذاك ولما تشتدّ البلية وتظهرِ الحمية وتسبَ الذرية وتدقهمُ الفتن دقّ الرّحى بثفالها؟، فقال عمر؟ رضي الله عنه-: متى يكون ذلك يا عليّ؟، قال: إذا تفقهوا لغيرِ الدينْ وتعلمواُ لغير العملَ وطلبوا الدنيا بعملِ الآخرةَ. من أشاطَ الجزّارُ الجزُوْرَ إذا قطعها وقسمَ لحمها.؛ورويَ أن سفينةَ مولىْ رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ورضي عنه أشاطَ دمَ جزُوْرٍ بجدلٍ فأكله، أي سفكه، وأرادَ بالجدلٍ عوْدًا للذّبحِ، والوجهْ في تسْميته جذلًا أنه أخذَ من جدلِ شجرةِ، وهو أصلهاُ بعد ذهابِ رأسها.؛وأشاطَ القدرَ: أحرقهاَ. وأشاطَ بدمهِ: أي عرضه للقيلْ. وقال الكلابيّ: شوطَ القدرُ وشيطهاَ: إذا أغلاها. وقال آخرُ: شَيطتَ رأسَ الغنمِ وشوطتهُ: إذا أحرقتّ صوْفه لتنظفهُ ويقال: شيطَ فلانّ اللّحْمَ: إذا دخّنه ولم ينضجهْ، قال رؤبة يصفُ ماءً وردَه؛أجنّ كنيئ اللّحْمِ لم يشَيِط ***؛وقال الكمَيتُ يهجوُ بنيَ كرْزٍ؛أرجوُ لكم أنْ تكونوا في إخائكُمُ *** كلْبًا كوَرْهاءَ تقلي كلّ صفارِ؛لمّا أجابتْ صفيرًا كانَ أتيها *** من قابسٍ شيطَ الوجعاءَ بالنّارِ؛وشيطَ فلان من الهبةَ وتشيطَ: أي نحلَ من كثرةِ الجماعَ وتشيطّ: احترقَ ايضلً، وأنشد الأصمعيّ؛بَعدْ انشواءِ الجلدِْ أو تَشيطهْ؛وغضبِ فلاّنَ واستشاطَ: أي احتدمَ كأنه التهبَ في غَضبهَ وقال الأصمعيّ: هو من قَوْلهمَ: ناقةَ مشياط وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، ومنه حديثُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلم-: «إذا اسْتشاطَ السلْطانَ تسلط الشيْطانُ».؛وقيل في قوَلْ المتنخلّ الهذّليّ؛كوَشْمِ المعْصمِ المغتالِ علتْ *** نواشرهُ بوِشمٍِ مسْتشاطِ؛أي: طَلبَ منه أن يسْتشْيطَ فاسْتشاطَ هذا الوشمُ أي ذهب فيه وتفشى وطارَ كلّ مطير وانتشرَ.؛ويقالُ: اسْتشاطَ العبيرُ: أي سمنَ واسْتشاطَ الحمامُ: إذا طارَ وهو نَشيطْ وقال ابن شُميلٍ: اسْتشاطَ فلان: إذا اسْتقتلَ، وأنشد؛أشاطَ دماءَ المسْتَشيطينَ كلهمَ *** وغلّ رَؤوسُ ليقومْ منهم وسلْسلُوا؛وأما ما روىّ أنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم مارُني ضاحكًا مسْتشَيْطًا، فَمعناه: ضاحكًا ضحكًا شديدًا.؛والتركبيُ يدلُ على ذَهابِ الشيْءِ إماّ احتراقًا وإماّ غيرَ ذلك.