المعنى:
شببت النار: رفعتها. وشبّ الصبي شباباً، وقوم شبّان وشباب وشببة، وسقى الله تعالى عصر الشبيبة وعصور الشبائب، وتقول: كان عصر شبابي، أحلى من العسل الشبابي؛ منسوب إلى بني شبابة من أهل الطائف. وأشبه الله تعالى. وشب الفرس شباباً وشبيباً. وتقول: المرء في شبابه، كالمهر في شبابه.
ومن المجاز والكناية: شبت الحرب بينهم. وسمعت من يحي النار وهو يقول:
تشــــبّبي تشــــبّب النميمـــة | تســعى بهـا زهـراً إلـى تميمـه |
وهو كقولهم: أوقد بالنميمة ناراً. قال عمر بن أبي ربيعة:
ليــس كالعهــد إذ علمـت ولكـن | أوقــد النـاس بالنميمـة نـاراً |
وشبّ الخمار وجهها، وهو شبوب لوجهها. والجوهر يشب بعضه بعضاً. و"لبس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مدرعة سوداء فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما أحسنها عليك يشب سوادها بياضك وبياضك سوادها" أي يرفعه ويزيده. ورجل مشبوب: حسن الوجه. قال العجاج:
ومــن قريــش كــل مشـبوب أغـر |
وطلعت المشبوبتان أي الزهرتان وهما الزهرة والمشتري لحسنهما وإشراقهما. وقال الشاخ:
وعنــس كــألواح الإران نسـأتها | إذا قيـل للمشـبوبتين همـا هما |
وشب له كذا وأشب: رفع وأتيح. قال: يصف امرأة مذءوبة:
أشـب لهـا القلوب من بطن قرقري | وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب |
ولقيته في شباب النهار، وقدم في شباب الشهر. وقال مليح الهذليّ يصف ظعائن:
مكثـن علـى حاجـاتهن وقـد مضـى | شـباب الضـحى والعيـس ما تتبرح |
وقصيدة حسنة الشباب وهو التشبيب. قال كثير:
إذا شـبّبت فـي غيـر ابـن ليلـى | عــروض قصــيدة بغــض الشــباب |
وكان جرير أرق الناس شباباً. وكان أبو الحسن الأخفش يقول: الشباب قطيعة لجرير دون الشعراء، وشبب قصيدته بفلانة. قال عمر بن أبي ربيعة:
فبتلـك أهـذي مـا حييـت صـبابة | وبهــا الحيـاة أشـبب الأشـعارا |
وأشب الله تعالى قرنك. وأشب فلان بنين إذا شب بنوه. وهو مشبوب الأظافر: محدّدها كأنها تلتهب لحدتها. قال:
صــعب البديهـة مشـبوب أظـافره | مــواثب أهــرت الشـدقين حسـاس |