المعنى:
الإِزْهافُ: الكَذِبُ. وفيه ازْدِهافٌ أَي كذب وتَزَيُّدٌ.وأَزْهَفَ بالرجل إزْهافاً: أَخبر القوم من أَمره بأَمر، لا يَدْرُون أَحَقٌّ هو أَم باطل. وأَزْهَفَ إليه حديثاً وازْدَهَفَ: أَسْنَد إليه قولاً ليس بحَسَنٍ. وأَزْهَفَ لنا في الخبر وازْدَهَفَ: زاد فيه. وفي حديث صَعْصَعَةَ قال لمُعاوية، رضي اللّه عنهما: إني لأَتْرُك الكلام فما أُزْهِفُ به؛ الإزْهافُ: الاستقدام. وقيل: هو من أَزْهَفَ في الحديث إذا زاد فيه، ويروى بالراء وقد تقدّم. وأَزْهَفَ بي فلان: وَثِقْتُ به فخانني. غيره: وإذا وَثِقْتَ بالرجل في الأَمر فخانك فقد أَزْهَفَ إزْهافاً، وأَصل الازْدِهاف الكذب. وحكى ابن الأَعرابي: أَزْهَفْتُ له حديثاً أَي أَتيته بالكذب.والإزْهافُ: التزيين؛ قال الحطيئة:
أَشـاقَتْكَ لَيْلَـى في اللِّمامِ، وما جَرَتْ
بمـا أَزْهَفَتْـ، يَـومَ الْتَقَيْنـا، وبَزَّتِ
والزُّهُوفُ: الهَلَكةُ. وأَزْهَفَه: أَهْلَكَه وأَوقَعَه؛ قال المَرّار:
وجَـــــدْتُ العَــــواذِلَ يَنْهَيْنَــــه
وقـــد كُنْـــتُ أُزْهِفُهُــنَّ الزُّيُوفــا
أَراد الإزْهافَ، فأَقام الاسم مُقام المصدر كما قال لبيد:
بـــــاكَرْتُ حاجَتَهــــا الــــدّجاجَ
وكما قال القطامي:
وبعــدَ عَطــائِكَ المــائةَ الرِّتاعـا
والزاهِفُ: الهالِكُ؛ ومنه قوله:
فلــم أَرَ يَوْمـاً كـان أَكْثَـرَ زاهِفـاً
بــه طَعْنــةٌ قــاضٍ عليــه أَلِيلُهـا
والأَليلُ: الأَنِينُ: ابن الأَعرابي: أَزْهَفَتْه الطعنةُ وأَزْهَقَتْه أَي هَجَمَتْ به على الموت، وأَزْهَفْتُ إليه الطعنة أَي أَدْنَيْتُها.وقال الأَصمعي: أَزْهفت عليه وأَزْعَفْتُ أَي أَجْهَزْتُ عليه؛ وأَنشد شمر:
فلمّــا رأَى بــأَنه قــد دَنـا لهـا
وأَزْهَفَهــا بعــضَ الـذي كـان يُزْهِـفُ
وقال ابن شميل: أَزْهَفَ له بالسيفِ إزْهافاً وهو بُداهَتُه وعَجَلَتُه وسَوْقُه، وازْدَهَفْتُ له بالسيف أَيضاً. وأَزْهَفَتْه الدابةُ أَي صَرَعَتْه، وأَزْهَفَه: قتله؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِمَيَّةَ بِنتِ ضِرارٍ الضَّبِّيّةِ تَرْثي أَخاها:
لِتَجْـــرِ الحَـــوادِثُ، بعــدَ امْــرئ
بِــــوادي أَشــــائِين، أَذْلالَهــــا
كَريـــــــــمٍ ثَنــــــــاه وآلاؤه
وكـــافي العَشـــيرةِ مــا غالَهــا
تَـــراه علـــى الخَيْــلِ ذا قُدْمَــةٍ
إذا ســــَرْبَلَ الــــدَّمُ أَكْفالَهـــا
وخِلْــــتَ وُعُـــولاً أَشـــارى بهـــا
وقـــد أَزْهَـــفَ الطَّعْــنُ أَبْطالَهــا
ولـــم يَمْنَـــعِ الحَــيُّ رَثَّ القُــوى
ولـــم تُخْـــفِ حَســـْناء خَلْخالَهــا
قوله أَشارى: جمع أَشْرانَ من الأَشَرِ وهو البَطَرُ. ويقال: زَهَفَ للموت أَي دَنا له؛ وقال أَبو وجزة:
ومَرْضــى مــن دجــاجِ الرِّيــفِ حُمْـر
زَواهِفَــــ، لا تَمــــوتُ ولا تَطِيـــرُ
وأَزْهَفَ العَداوةَ: اكْتَسَبها. وما ازْدَهَفَ منه شيئاً أَي ما أَخذ.وإنك تَزْدَهِفُ بالعَداوة أَي تَكْتَسِبُها؛ قال بشر بن أَبي خازم:
سـائِلْ نُمَيْـراً غَـداةَ النَّعْـفِ من شَطَبٍ
إذْ فُضَّتِ الخيلُ من ثَهْلانَ، ما ازْدَهَفُوا
أَي ما أَخذوا من الغنائم واكتسبوا. وفُضَّتْ: فُرِّقَتْ. وحكى ابن بري عن أَبي سعيد: الازدهافُ الشدَّةُ والأَذى، قال: وحقيقته اسْتطارةُ القلبِ من جَزَعٍ أَو حزن؛ قال الشاعر:
تَرْتــاعُ مــن نَقْرَتـي حـتى تَخَيَّلَهـا
جَــوْنَ السـَّراةِ تَـوَلَّى، وهـو مُزْدَهِـفُ
النَّقْرةُ: صُوَيت يُصَوِّتُونه للفرس، أَي إذا زجَرْتها جَرَتْ جَرْيَ حِمار الوَحْشِ؛ وقالت امرأَة:
بـل مَـنْ أَحَـسَّ بِرَيْمَـيَّ اللَّـذَيْنِ هُمـا
قَلْـبي وعَقْليـ، فعَقْلـي اليومَ مُزْدَهِفُ
والزَّهَفُ: الخِفَّةُ والنَّزَقُ. وفيه ازْدِهافٌ أَي استِعجال وتَقَحُّمٌ؛ وقال:
يَهْـوينَ بالبيـدِ إذا الليـلُ ازْدَهَـفْ
أَي دخلَ وتَقَحَّم. الأَزهري: فيه ازْدِهافٌ أَي تَقَحُّمٌ في الشر.وزَهِفَ زَهَفاً وازْدَهَف: خَفَّ وعَجِلَ. وأَزْهَفَه وازْدَهَفَه: استعجله؛ قال:
فيـــه ازْدِهـــافٌ أَيَّمــا ازْدِهــافِ
نصب أَيَّما على الحال؛ قال ابن بري: ليس منصوباً على الحال وإنما هو منصوب على المصدر، والناصب له فعل دل عليه ما تقدم من قوله قبله:
قَوْلُـــــك أَقــــوالاً مــــع الخِلاف
كأَنه قال يَزْدَهِفُ أَيما ازْدهاف، ولكن ازدهافاً صار بدلاً من الفعل أَن تلفظ به، ومثله: له صوتٌ صوتَ حمار، قال: والرفع في ذلك أَقْيَسُ.الليث: الزَّهَفُ استعمل منه الازْدِهافُ وهو الصُّدُودُ؛ وأَنشد:
فيـــه ازْدهـــافٌ أَيَّمــا ازدهــاف
قال الأَصمعي: ازْدِهافٌ ههنا استعجالٌ بالشرّ. ويقال: ازْدَهَفَ فلان فلاناً واسْتَهَفَّه واسْتَهْفَاهُ واسْتَزَفَّه كلُّ ذلك بمعنى اسْتَخَفّه. أَبو عمرو: أَزْهَفْتُ الشيء أَرْخَيْتُه. وأُزْهِفَ الشيءُ وازْدُهِفَ أَي ذُهِبَ به، فهو مُزْهَفٌ ومُزْدَهَفٌ. وأَزْهَفَه فلان وازْدَهَفَه أَي ذهب به وأَهلكه، واللّه أَعلم.