المعنى:
ربطت الشيْ أربطه وأربطه رَبطًا -والضمّ عن الأخفش-: أي شدَدْته. والموضعُ: مربطّ ومربطّ -بكسر الباء وفتحها-، يقال: ليس له مرِبطُ عَنزٍ، قال الحرثُ بن عُبادٍ في فَرسهِ النعامةَ: قرباّ مربطَ النعامةِ مني؛لقحتْ حربُ وائلٍ عن حيالِ؛وفي المثل: اسْتكرمتَ فارْبطْ، ويروى: أكرمْتَ: أي وجدتَ فرسًا كريمًا فأمْسكْه، يضربُ في وجوبِ الاحْتفاظ، ويروى: فارْتبطْ.؛ويقال: ربط لذلك الأمرْ جاشًا: أي صبر نفسه وحبسها عليه، وهو رابط الجأش، قال لبيد رضي الله عنه يصفُ نفسه؛رابطِ الجأش على فرجهمِ *** أعْطف الجونْ بمربوعٍ متلْ؛وقال عمرو بن أحمر الباهلي؛ولن ترى مثلي ذا شيبةٍ *** أعْلم ما ينفعُ مماّ يضرّ؛أرْبطَ جأشًا عن ذرى قومهِ *** إذْ قلصتْ عما تواري الأزر؛وقوله تعالى: {لولا أن ربطنا على قلبها}.؛الربط على القلب: إلهام الله عز وجل وتسديده وتقويته، ومنه قوله تعالى: {وربطنا على قلوبهم إذ قاموا} أي ألهمناهم الصبر.؛والرابطُ والربيطُ: الرّاهب والزاهدُ والحكيمُ الذي ربط نفسه عن الدنيا، وفي بعض الحديث قال ربيط بني إسْرائيل: زَينُ الحكيم الصمتْ.؛ويقال: نعم الربيط هذا: لما برتبطُ من الخيلْ.؛والربيط -أيضًا-: لقبُ الغوثْ بن مر بن طابخة بن الياس بن مضرَ بن نزارِ بن معدَ بن عدنان. قال ابن الكلبي: وهو الربيطُ؛ وهو صوفة، كانت أمة نذرتْ -وكان لا يعيشُ لها ولد- لئن عاش هذا لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة، ففعلت وجعلته خادمًا للبيت حتى بلغ، ثم نزعته، فسمي الربيطْ.؛والربيط: البسرُ المودُوْن. وقال أبو عبيدٍ: إذا بلغ الثمر اليبس وضعَ في الحرارَ وصبّ عليه الماءُ، فذلك الربيط، فإن صب عليه الدبسُ فذلك المصقر. وقال ابن فارس: فأماّ قولهم للتمرْ: ربيطْ، فيقال انه الذي ييبسُ فيصبّ عليه الماءُ، قال: ولعل هذا من الدخيلْ، وقيل إنه بالدال: الربيدّ، وليس هو بأصْل.؛ورجل ربيط الجاش: أي شديدُ القلب كأنهّ يربط نفسه عن الفرار.؛ومربوط: من قرى الإسكندرية.؛ومرباطُ: بلدة على ساحل بحر الهندْ.؛ويقال: خلف فلان بالثغر جيشًا رابطةً. وببلدِ كذا رابطة من الخيلْ.؛والرباط: واحد الرباطاتِ المبنيةّ.؛والرباط: ما تشدّ به القربة والدابةُ وغيرهما، والجمع: ربطّ، قال الأخْطلُ يصف الأجنة في بطونِ الأتنِ؛تموَتُ طَوارًا وتَحْيا في أسِرتّها *** كما تَقلّبُ في الربِط المراويدُ؛وقطعَ الظبيُ رباطه: أي حبالتهَ. يقال: جاءَ فلان وقد قرض رباطه: إذا انصرفَ مجهودًا.؛والرباط: الخيل الخمس فما فوقها، قال بشيرُ ابن أبي بن جذيمة العبسيّ؛وان الرباط النكدَ من آل داحسٍ *** أبينْ فما يفلحنْ يوم رهانِ؛ورواية ابن دريدٍ: "جرينْ فلم يفلْحنْ". ويقال: لفلان رباط من الخيلْ؛ كما تقول: تلادّ؛ وهو أصلُ خيله.؛والرباط: المرابطةَ؛ وهي ملازمةَ ثغرٍ العدوّ.؛وقال القتبي: أن يربطَ هؤلاءٍ خيولهم ويربطَ هؤلاء خيولهم في ثغر، كل معد لصاحبه، فسمي المقام في الثغر رباطًا. وقوله تعالى: {وصابروا وربطوا} قال الأزهري: في قوله تعالى: {ورابطوا} قولانِ: أحدهما؟ أقيموا على جهادِ عدوكمَ بالحرب وارتباط الخيل-، والثاني ما قال رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم-: «ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظارُ الصلاةِ بعد الصرة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط. جعل هذه الأعمال مثل مرابطةِ الخيل، وقال جرير يهجو الفرزدق؛إذا آباؤنا وأبوك عدوا *** أبان المقرفات من العرَابِ؛فأوْرثك العلاة وأوْرثونا *** رِباطَ الخيلْ أفْنية القباِبِ؛وقال آخر؛قوْمّ رِباطُ الخيلِ وَسْط بيوتْهم *** وأسنةِ زرْقّ يخَلْنَ نجومْا؛وقال الليث: المرابطاتُ: جماعةُ الخيولِ الذين رَابطوا، قال: وفي الدّعاء: اللهمُ انصرْ جيوشَ المسُلمين وسراَياهم ومرابطاتهم: أي خَيْلَهم المرابطةَ قال: وفي بعض التفسير في قوله تعالى: {ورابطوا}: هو المُواظبة على الصلوات في موَاقتْتها.؛وتقول:فلان يرتبطُ كذا كذا رأسًا من الخيلْ وقد ارتْبطَ فرسًا: إذا اتخذَه للرباطّ.؛وحكى الشيباْنيّ: ماءّ مترابطِّ: أي دائمّ لاُ ينزَحُ.؛والتركيب يدلُّ على شدّ وثباتٍ.