المعنى:
الذَّنْبُ: الإثْمُ والجُرْمُ والمعصية، والجمعُ ذُنوبٌ، وذُنُوباتٌ جمعُ الجمع، وقد أَذْنَب الرَّجُل؛ وقوله، عزّ وجلّ، في مناجاةِ موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ولهم علَيَّ ذَنْبٌ؛ عَنَى بالذَّنْبِ قَتْلَ الرَّجُلِ الذي وَكَزَه موسى، عليه السلام، فقضَى عليه، وكان ذلك الرجلُ من آلِ فرعونَ.والذَّنَبُ: معروف، والجمع أَذْنابٌ. وذَنَبُ الفَرَسِ: نَجْمٌ على شَكْلِ ذَنَبِ الفَرَسِ. وذَنَبُ الثَّعْلَبِ: نِبْتَةٌ على شكلِ ذَنَبِ الثَّعْلَبِ.والذُّنابَى: الذَّنَبُ؛ قال الشاعر:
جَمُـــــــــوم الشـــــــــَّدِّ، شــــــــائلة الــــــــذُّنابَى
الصحاح: الذُّنابَى ذنبُ الطَّائر؛ وقيل: الذُّنابَى مَنْبِتُ الذَّنَبِ. وذُنابَى الطَّائرِ: ذَنَبُه، وهي أَكثر من الذَّنَب، والذُّنُبَّى والذِّنِبَّى: الذَّنَب، عن الهَجَري؛ وأَنشد:
يُبَشــــــــِّرُني، بــــــــالبَيْنِ مِــــــــنْ أُمِّ ســــــــالِمٍ،
أَحَــــــمُّ الــــــذُّنُبَّى، خُطَّــــــ، بالنِّقْســــــِ، حـــــاجِبُهْ
ويُروى: الذِّنِبَّى. وذَنَبُ الفَرَس والعَيْرِ، وذُناباهما، وذَنَبٌ فيهما، أَكثرُ من ذُنابَى؛ وفي جَناحِ الطَّائِرِ أَربعُ ذُنابَى بعدَ الخَوافِي. الفرَّاءُ: يقال ذَنَبُ الفَرَسِ، وذُنابَى الطَّائِرِ، وذُنابَة الوَادي، ومِذْنَبُ النهْرِ، ومِذْنَبُ القِدْرِ؛ وجمعُ ذُنابَة الوادي ذَنائِبُ، كأَنَّ الذُّنابَة جمع ذَنَبِ الوادي وذِنابَهُ وذِنابَتَه، مثلُ جملٍ وجمالٍ وجِمالَةٍ، ثم جِمالات جمعُ الجمع؛ ومنه قوله تعالى: جِمالاتٌ صفر.أَبو عبيدة: فَرسٌ مُذانِبٌ؛ وقد ذانَبَتْ إذا وَقَعَ ولدُها في القُحْقُح، ودَنَا خُرُوج السَّقْيِ، وارتَفَع عَجْبُ الذَّنَبِ، وعَلِقَ به، فلم يحْدُروه.والعرب تقول: رَكِبَ فلانٌ ذَنَبَ الرِّيحِ إذا سَبَق فلم يُدْرَكْ؛ وإِذا رَضِيَ بحَظٍّ ناقِصٍ قيل: رَكِبَ ذَنَب البَعير، واتَّبَعَ ذَنَب أَمْرٍ مُدْبِرٍ، يتحسَّرُ على ما فاته. وذَنَبُ الرجل: أَتْباعُه.وأَذنابُ الناسِ وذَنَباتُهم: أَتباعُهُم وسِفْلَتُهُم دون الرُّؤَساءِ، على المَثَلِ؛ قال:
وتَســــاقَطَ التَّنْــــواط والــــذَّ_نَبات، إِذ جُهِــــدَ الفِضـــاح
ويقال: جاءَ فلانٌ بذَنَبِه أَي بأَتْباعِهِ؛ وقال الحطيئة يمدَحُ قوماً:
قــــــومٌ هــــــمُ الرَّأْســــــُ، والأَذْنــــــابُ غَيْرُهُمُــــــ،
ومَــــــنْ يُســــــَوِّي، بــــــأَنْفِ النَّاقَـــــةِ، الـــــذَّنَبا؟
وهؤُلاء قومٌ من بني سعدِ بن زيدِ مَناةَ، يُعْرَفُون ببَني أَنْفِ النَّاقَةِ، لقول الحُطَيْئَةِ هذا، وهمْ يَفْتَخِرُون به. ورُوِيَ عن عليٍّ، كرّم اللّه وجهه، أَنه ذَكَرَ فِتْنَةً في آخِرِ الزَّمان، قال: فإِذا كان ذلك، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، فتَجْتَمِعُ الناسُ؛ أَراد أَنه يَضْرِبُ أَي يسِيرُ في الأَرض ذاهباً بأَتباعِهِ، الذين يَرَوْنَ رَأْيَه، ولم يُعَرِّجْ على الفِتْنَةِ.والأَذْنابُ: الأَتْباعُ، جمعُ ذَنَبٍ، كأَنهم في مُقابِلِ الرُّؤُوسِ، وهم المقَدَّمون.والذُّنابَى: الأَتْباعُ.وأَذْنابُ الأُمورِ: مآخيرُها، على المَثَلِ أَيضاً. والذَّانِبُ: التَّابِعُ للشيءِ على أَثَرِهِ؛ يقال: هو يَذْنِبُه أَي يَتْبَعُهُ؛ قال الكلابي:
وجـــــــــاءَتِ الخيلُــــــــ، جَمِيعــــــــاً، تَــــــــذْنِبُهْ
وأَذنابُ الخيلِ: عُشْبَةٌ تُحْمَدُ عُصارَتُها على التَّشْبِيهِ.وذَنَبَه يَذْنُبُه ويَذْنِبُه، واسْتَذْنَبَه: تلا ذَنَبَه فلم يفارقْ أَثَرَه.والمُسْتَذْنِبُ: الذي يكون عند أَذنابِ الإِبِلِ، لا يفارق أَثَرَها؛ قال:
مِثْـــــــــلُ الأَجيـــــــــرِ اســــــــْتَذْنَبَ الرَّواحِــــــــل
والذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ، والطَّويلُ الذَّنَبِ. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كان فرْعَونُ على فرَسٍ ذنُوبٍ أَي وافِر شَعْرِ الذَّنَبِ. ويومٌ ذَنُوبٌ: طويلُ الذَّنَبِ لا يَنْقَضي، يعني طول شَرِّه. وقال غيرُه: يومٌ ذَنُوبٌ: طويل الشَّر لا ينقضي، كأَنه طويل الذَّنَبِ.ورجل وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ على الرُّكُوب. وقولهم: عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ، لم يفسره ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وعِنْدي أَنَّ معناه: أَنها كثيرة رُكُوبِ الخيل. وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ: لا يكادُ يَنْقَضِي، على المَثَلِ أَيضاً.ابن الأَعرابي: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ، والمُذَنِّبُ الضَّبُّ، والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ به ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلاَّ يَخْطِرَ بِذَنَبِه، فَيَمْلأَ راكبَه.وذَنَبُ كلِّ شيءٍ: آخرُه، وجمعه ذِنابٌ. والذِّنابُ، بكسر الذال: عَقِبُ كلِّ شيءٍ. وذِنابُ كلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤَخَّره، بكسر الذال؛ قال:
ونأْخُــــــــــذُ بعــــــــــدَه بـــــــــذِنابِ عَيْـــــــــشٍ
أَجَــــــــبِّ الظَّهْـــــــرِ، ليـــــــسَ لـــــــه ســـــــَنامُ
وقال الكلابي في طَلَبِ جَمَلِهِ: اللهم لا يَهْدينِي لذنابتِه غيرُك. قال، وقالوا: مَنْ لك بذِنابِ لَوْ؟ قال الشاعر:
فمَــــــــنْ يَهْـــــــدِي أَخـــــــاً لـــــــذِنابِ لَـــــــوٍّ؟
فأَرْشــــــــــُوَهُ، فــــــــــإِنَّ اللّـــــــــه جـــــــــارُ
وتَذَنَّبَ المُعْتَمُّ أَي ذَنَّبَ عِمامَتَه، وذلك إذا أَفْضَلَ منها شيئاً، فأَرْخاه كالذَّنَبِ.والتَّذْنُوبُ: البُسْرُ الذي قد بدا فيه الإِرطابُ من قِبَلِ ذَنَبِه. وذنَبُ البُسْرة وغيرِها من التَّمْرِ: مؤَخَّرُها. وذنَّبَتِ البُسْرَةُ، فهي مُذَنِّبة: وكَّتَتْ من قِبَلِ ذَنَبِها؛ الأَصمعي: إذا بَدَت نُكَتٌ من الإِرْطابِ في البُسْرِ من قِبَلِ ذَنَبِها، قيل: قد ذَنَّبَتْ. والرُّطَبُ: التَّذْنُوبُ، واحدتُه تَذْنُوبةٌ؛ قال:
فعَلِّـــــــــقِ النَّـــــــــوْطَ، أَبـــــــــا مَحْبُـــــــــوبِ،
إِنَّ الغَضـــــــــا ليـــــــــسَ بـــــــــذِي تَـــــــــذْنُوبِ
الفرَّاءُ: جاءَنا بتُذْنُوبٍ، وهي لغة بني أَسَدٍ. والتَّميمي يقول: تَذْنُوب، والواحدة تَذْنُوبةٌ. وفي الحديث: كان يكرَه المُذَنِّبَ من البُسْرِ، مخافة أن يكونا شَيْئَيْنِ، فيكون خَلِيطاً. وفي حديث أَنس: كان لا يَقْطَعُ التَّذْنُوبِ من البُسْرِ إذا أَراد أَن يَفْتَضِخَه. وفي حديث ابن المسَيَّب: كان لا يَرَى بالتَّذْنُوبِ أَن يُفْتَضَخَ بأْساً.وذُنابةُ الوادي: الموضعُ الذي يَنتهي إِليه سَيْلُهُ، وكذلك ذَنَبُه؛ وذُنابَتُه أَكثر من ذَنَبِه.وذَنَبَة الوادي والنَّهَر، وذُنابَتُه وذِنابَتُه: آخرُه، الكَسْرُ عن ثعلب. وقال أَبو عبيد: الذُّنابةُ، بالضم: ذَنَبُ الوادي وغَيرِه.وأَذْنابُ التِّلاعِ: مآخيرُها.ومَذْنَبُ الوادي، وذَنَبُه واحدٌ، ومنه قوله المسايل.والذِّنابُ: مَسِيلُ ما بين كلِّ تَلْعَتَيْن، على التَّشبيه بذلك، وهي الذَّنائبُ.والمِذْنَبُ: مَسِيلُ ما بين تَلْعَتَيْن، ويقال لِمَسيل ما بين التَّلْعَتَيْن: ذَنَب التَّلْعة.وفي حديث حذيفة، رضي اللّه عنه: حتى يَركَبَها اللّهُ بالملائِكةِ، فلا يَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة؛ وصفه بالذُّلِّ والضَّعْف، وقِلَّةِ المَنَعة، والخِسَّةِ؛ الجوهري: والمِذْنَبُ مَسِيلُ الماءِ في الحَضيضِ، والتَّلْعة في السَّنَدِ؛ وكذلك الذِّنابة والذُّنابة أَيضاً، بالضم؛ والمِذْنَبُ: مَسِيلُ الماءِ إِلى الأَرضِ. والمِذْنَبُ: المَسِيلُ في الحَضِيضِ، ليس بخَدٍّ واسِع.وأَذنابُ الأَوْدِية: أَسافِلُها. وفي الحديث: يَقْعُد أَعرابُها على أَذنابِ أَوْدِيَتِها، فلا يصلُ إِلى الحَجِّ أَحَدٌ؛ ويقال لها أَيضاً المَذانِبُ. وقال أَبو حنيفة: المِذْنَبُ كهيئةِ الجَدْوَل، يَسِيلُ عن الرَّوْضَةِ ماؤُها إِلى غيرِها، فيُفَرَّقُ ماؤُها فيها، والتي يَسِيلُ عليها الماءُ مِذْنَب أَيضاً؛ قال امرؤُ القيس:
وقــــــد أَغْتَــــــدِي والطَّيْــــــرُ فــــــي وُكُناتِهــــــا،
ومــــــاءُ النَّـــــدَى يَجْـــــري علـــــى كـــــلِّ مِـــــذْنَبِ
وكلُّه قريبٌ بعضُه من بعضٍ.وفي حديث ظَبْيانَ: وذَنَبُوا خِشانَه أَي جَعلوا له مَذانِبَ ومجَاريَ.والخِشانُ: ما خَشُنَ من الأَرضِ؛ والمِذْنَبَة والمِذْنَبُ: المِغْرَفة لأَنَّ لها ذَنَباً أَو شِبْهَ الذَّنَبِ، والجمع مَذانِبُ؛ قال أَبو ذُؤَيب الهذلي:
وسُود من الصَّيْدانِ، فيها مَذانِبُ النُّ_ضَارِ، إذا لم نَسْتَفِدْها نُعارُها
ويروى: مَذانِبٌ نُضارٌ. والصَّيْدانُ: القُدورُ التي تُعْمَلُ من الحجارة، واحِدَتُها صَيْدانة؛ والحجارة التي يُعْمَل منها يقال لها: الصَّيْداءُ. ومن روى الصِّيدانَ، بكسر الصاد، فهو جمع صادٍ، كتاجٍ وتِيجانٍ، والصَّاد: النُّحاسُ والصُّفْر.والتَّذْنِيبُ للضِّبابِ والفَراشِ ونحو ذلك إذا أَرادت التَّعاظُلَ والسِّفَادَ؛ قال الشاعر:
مِثْــــــــل الضــــــــِّبابِ، إذا هَمَّــــــــتْ بتَــــــــذْنِيبِ
وذَنَّبَ الجَرادُ والفَراشُ والضِّباب إذا أَرادت التَّعاظُلَ والبَيْضَ، فغَرَّزَتْ أَذنابَها. وذَنَّبَ الضَّبُّ: أَخرجَ ذَنَبَه من أَدْنَى الجُحْر، ورأْسُه في داخِلِه، وذلك في الحَرِّ. قال أَبو منصور: إِنما يقال للضَّبِّ مُذَنِّبٌ إذا ضرَبَ بذَنَبِه مَنْ يريدُه من مُحْتَرِشٍ أَو حَيَّةٍ. وقد ذَنَّبَ تَذْنِيباً إذا فَعَل ذلك.وضَبٌّ أَذْنَبُ: طويلُ الذَّنَبِ؛ وأَنشد أَبو الهيثم:
لــــــم يَبْـــــقَ مـــــن ســـــُنَّةِ الفـــــاروقِ نَعْرِفُـــــه
إلاَّ الـــــــــــذُّنَيْبي، وإلاَّ الــــــــــدِّرَّةُ الخَلَــــــــــقُ
قال: الذُّنَيْبيُّ ضرب من البُرُودِ؛ قال: ترَكَ ياءَ النِّسْبَةِ، كقوله:
مَــــــــــتى كُنَّـــــــــا، لأُمِّكَـــــــــ، مَقْتَوِينـــــــــا
وكان ذلك على ذَنَبِ الدَّهرِ أَي في آخِره.وذِنابة العين، وذِنابها، وذَنَبُها: مؤَخَّرُها. وذُنابة النَّعْل: أَنْفُها. ووَلَّى الخَمْسِين ذَنَباً: جاوزَها؛ قال ابن الأَعرابي: قلتُ للكِلابِيِّ: كم أَتَى عَليْك؟ فقال: قد وَلَّتْ ليَ الخَمْسون ذَنَبَها؛ هذه حكاية ابن الأَعرابي، والأَوَّل حكاية يعقوب.والذَّنُوبُ: لَحْمُ المَتْنِ، وقيل: هو مينْقَطَعُ المَتْنِ، وأَوَّلُه، وأَسفلُه؛ وقيل: الأَلْيَةُ والمآكمُ؛ قال الأَعشى:
وارْتَجَّــــــ، منهــــــا، ذَنُـــــوبُ المَتْنِـــــ، والكَفَـــــلُ
والذَّنُوبانِ: المَتْنانِ من ههنا وههنا. والذَّنُوب: الحَظُّ والنَّصيبُ؛ قال أَبو ذؤيب:
لَعَمْرُكــــــــــــ، والمَنايــــــــــــا غالِبـــــــــــاتٌ،
لكــــــــــلِّ بَنــــــــــي أَبٍ منهـــــــــا ذَنُـــــــــوبُ
والجمع أَذنِبَةٌ، وذَنَائِبُ، وذِنابٌ.والذَّنُوبُ: الدَّلْو فيها ماءٌ؛ وقيل: الذَّنُوب: الدَّلْو التي يكون الماءُ دون مِلْئِها، أَو قريبٌ منه؛ وقيل: هي الدَّلْو الملأَى. قال: ولا يقال لها وهي فارغة، ذَنُوبٌ؛ وقيل: هي الدَّلْوُ ما كانت؛ كلُّ ذلك مذَكَّر عند اللحياني. وفي حديث بَوْل الأَعْرابيّ في المسجد: فأَمَر بذَنوبٍ من ماءٍ، فأُهرِيقَ عليه؛ قيل: هي الدَّلْو العظيمة؛ وقيل: لا تُسَمَّى ذَنُوباً حتى يكون فيها ماءٌ؛ وقيل: إِنَّ الذَّنُوبَ تُذكَّر وتؤَنَّث، والجمع في أَدْنى العَدد أَذْنِبة، والكثيرُ ذَنائبُ كَقلوصٍ وقَلائصَ؛ وقول أَبي ذؤيب:
فكُنْـــــــتُ ذَنُــــــوبَ الــــــبئرِ، لمَّــــــا تَبَســــــَّلَتْ،
وســــــــُرْبِلْتُ أَكْفــــــــاني، ووُســــــــِّدْتُ ســــــــاعِدِي
استعارَ الذَّنُوبَ للقَبْر حين جَعَله بئراً، وقد اسْتَعْمَلَها أُمَيَّة بنُ أَبي عائذٍ الهذليُّ في السَّيْر، فقال يصفُ حماراً:
إِذا مــا انْتَحَيْـنَ ذَنُـوبَ الحِضـا_ر، جـاشَ خَسـِيفٌ، فَريـغُ السـِّجال
يقول: إذا جاءَ هذا الحِمارُ بذَنُوبٍ من عَدْوٍ، جاءت الأُتُنُ بخَسِيفٍ. التهذيب: والذَّنُوبُ في كلامِ العرب على وُجوهٍ، مِن ذلك قوله تعالى: فإِنَّ للذين ظَلَموا ذَنُوباً مثلَ ذَنُوبِ أَصحابِهم. وقال الفَرَّاءُ: الذَّنُوبُ في كلامِ العرب: الدَّلْوُ العظِيمَةُ، ولكِنَّ العربَ تَذْهَبُ به إِلى النَّصيب والحَظِّ، وبذلك فسّر قوله تعالى: فإِنَّ للذين ظَلَموا، أَي أَشرَكُوا، ذَنُوباً مثلَ ذَنُوبِ أَصحابِهِم أَي حَظّاً من العذابِ كما نزلَ بالذين من قبلِهِم؛ وأَنشد الفرَّاءُ:
لَهــــــــــا ذَنُــــــــــوبٌ، ولَكُـــــــــم ذَنُـــــــــوبُ،
فـــــــــإِنْ أَبَيْتُمـــــــــ، فَلَنـــــــــا القَلِيـــــــــبُ
وذِنابةُ الطَّريقِ: وجهُه، حكاه ابن الأَعرابي. قال وقال أَبو الجَرّاح لرَجُلٍ: إِنك لم تُرْشَدْ ذِنابةَ الطَّريق، يعني وجهَه.وفي الحديث: مَنْ ماتَ على ذُنابَى طريقٍ، فهو من أَهلِهِ، يعني على قصْدِ طَريقٍ؛ وأَصلُ الذُّنابَى مَنْبِتُ الذَّنَبِ.والذَّنَبانُ: نَبْتٌ معروفٌ، وبعضُ العرب يُسمِّيه ذَنَب الثَّعْلَب؛ وقيل: الذَّنَبانُ، بالتَّحريكِ، نِبْتَة ذاتُ أَفنانٍ طِوالٍ، غُبَيْراء الوَرَقِ، تنبت في السَّهْل على الأَرض، لا ترتَفِعُ، تُحْمَدُ في المَرْعى، ولا تَنْبُت إِلا في عامٍ خَصيبٍ؛ وقيل: هي عُشْبَةٌ لها سُنْبُلٌ في أَطْرافِها، كأَنه سُنْبُل الذُّرَة، ولها قُضُبٌ ووَرَق، ومَنْبِتُها بكلِّ مكانٍ ما خَلا حُرَّ الرَّمْلِ، وهي تَنْبُت على ساقٍ وساقَين، واحِدتُها ذَنَبانةٌ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِيّ:
فــــــــــي ذَنَبــــــــــانٍ يَســـــــــْتَظِلُّ راعِيـــــــــهْ
وقال أَبو حنيفة: الذَّنَبانُ عُشْبٌ له جِزَرَة لا تُؤكلُ، وقُضْبانٌ مُثْمِرَةٌ من أَسْفَلِها إِلى أَعلاها، وله ورقٌ مثلُ ورق الطَّرْخُون، وهو ناجِعٌ في السَّائمة، وله نُوَيرة غَبْراءُ تَجْرُسُها النَّحْلُ، وتَسْمو نحو نِصْفِ القامةِ، تُشْبِعُ الثِّنْتانِ منه بعيراً، واحِدَتُه ذَنَبانةٌ؛ قال الراجز:
حَوَّزَهــــــــا مــــــــن عَقِـــــــبٍ إِلـــــــى ضـــــــَبُعْ،
فــــــــــي ذَنَبـــــــــانٍ ويـــــــــبيسٍ مُنْقَفِعْـــــــــ،
وفــــــــــي رُفــــــــــوضِ كَلإٍ غيــــــــــر قَشـــــــــِع
والذُّنَيْباءُ، مضمومَة الذال مفتوحَة النون، ممدودةً: حَبَّةٌ تكون في البُرّ، يُنَقَّى منها حتى تَسقُط.والذَّنائِبُ: موضِعٌ بنَجْدٍ؛ قال ابن بري: هو على يَسارِ طَرِيقِ مَكَّة.والمَذَانِبُ: موضع. قال مُهَلْهِل بن ربيعة، شاهد الذّنائب:
فَلَـــــــوْ نُبِـــــــشَ المَقـــــــابِرُ عـــــــن كُلَيْبٍــــــ،
فتُخْبِـــــــــــــرَ بالــــــــــــذَّنائِبِ أَيَّ زِيــــــــــــرِ
وبيت في الصحاح، لمُهَلْهِلٍ أَيضاً:
فـــــــإِنْ يَـــــــكُ بالـــــــذَّنائِبِ طَــــــالَ لَيْليــــــ،
فقـــــــد أَبْكِـــــــي علـــــــى اللّيــــــلِ القَصــــــيرِ
يريد: فقد أَبْكِي على ليالي السُّرورِ، لأَنها قَصِيرَةٌ؛ وقبله:
أَلَيْلَتَنـــــــــا بِـــــــــذِي حُســـــــــَمٍ أَنيرِيـــــــــ،
إِذا أَنْــــــــــــتِ انْقَضـــــــــــَيْتِ، فلا تَحُـــــــــــورِي
وقال لبيد، شاهد المذانب:
أَلَـــــــمْ تُلْمِــــــمْ علــــــى الــــــدِّمَنِ الخَــــــوالي،
لِســــــــــــَلْمَى بالمَــــــــــــذانِبِ فالقُفـــــــــــالِ؟
والذَّنوبُ: موضع بعَيْنِه؛ قال عبيد بن الأَبرص:
أَقْفَــــــــــرَ مِــــــــــن أَهْلِــــــــــه مَلْحـــــــــوبُ،
فالقُطَبِيَّــــــــــــــــــــاتُ، فالــــــــــــــــــــذَّنُوبُ
ابن الأَثير: وفي الحديث ذكْرُ سَيْلِ مَهْزُورٍ ومُذَيْنِب، هو بضم الميم وسكون الياء وكسر النون، وبعدها باءٌ موحَّدةٌ: اسم موضع بالمدينة، والميمُ زائدةٌ.الصحاح، الفرَّاءُ: الذُّنابَى شِبْهُ المُخاطِ، يَقَع من أُنوفِ الإبل؛ ورأَيتُ، في نُسَخ متَعدِّدة من الصحاح، حواشِيَ، منها ما هو بِخَطِّ الشيخ الصَّلاح المُحَدِّث، رحمه اللّه، ما صورته: حاشية من خَطِّ الشيخ أَبي سَهْلٍ الهَرَوي، قال: هكذا في الأَصل بخَطِّ الجوهري، قال: وهو تصحيف، والصواب: الذُّنانَى شِبهُ المُخاطِ، يَقَع من أُنوفِ الإِبل، بنُونَيْنِ بينهما أَلف؛ قال: وهكذا قَرَأْناهُ على شَيخِنا أَبي أُسامة، جُنادةَ بنِ محمد الأَزدي، وهو مأْخوذ من الذَّنين، وهو الذي يَسِيلُ من فَمِ الإِنسانِ والمِعْزَى؛ ثم قال صاحب الحاشية: وهذا قد صَحَّفَه الفَرَّاءُ أَيضاً، وقد ذكر ذلك فيما ردَّ عليه من تصحيفه، وهذا مما فاتَ الشَّيخ ابن برّي، ولم يذكره في أَمالِيه.