المعنى:
الدَّرَنُ: الوسَخ، وقيل: تَلَطُّخُ الوسخ. وفي المثل: ما كان إلا كَدَرنٍ بكَفِّي، يعني دَرَناً كان بإحدى يديه فمسحها بالأُخرى، يضرب ذلك للشيء العَجِل. وقد دَرِنَ الثوبُ، بالكسر، دَرَناً فهو دَرِن وأَدْرَنُ؛ قال رؤبة:
إن امْــــــرُؤٌ دَغْمَــــــرَ لَــــــوْنَ الأَدْرَنِــــــ،
ســـــَلمت عِرْضـــــاً ثَـــــوبُه لـــــم يَـــــدْكَن
وأَدْرَنَه صاحبُه. وفي حديث الصلوات الخمس: تُذْهِبُ الخَطايا كما يُذهب الماءُ الدَّرَنَ أَي الوسخَ. وفي حديث الزكاة: ولم يُعطِ الهَرِمة ولا الدَّرِنة أَي الجرباء، وأَصله من الوسخ. وجل مِدْرانٌ: كثير الدَّرَن؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
مَــــدارِينُ إن جــــاعُوا، وأَذْعَـــرُ مَـــن مَشـــى،
إذا الرَّوْضــــــةُ الخضــــــْراءُ ذَبّ غَــــــدِيرُها.
ذَبَّ: جَفّ في آخر الجَزْءِ، والأُنثى مِدْرانٌ، بغير هاء؛ قال الفرزدق:
تَرَكُــــــوا لتَغْلِبَــــــ، إذ رَأَوْا أَرمــــــاحَهُمْ،
بِـــــــأَرابَ كُـــــــلَّ لئيمــــــة مِــــــدْرانِ.
والدَّرينُ والدُّرانة: يَبيسُ الحشِيش وكلّ حُطام من حَمْض أَو شجر أَو أَحرار البقول وذكورها إذا قَدُمَ، فهو دَرِين؛ قال أَوس بن مَغْراءِ السَّعدي:
ولـــــم يَجِــــدِ الســــَّوامُ لَــــدَى المَراعِــــي
مَســــــــاماً يُرْتَجَىــــــــ، إلا الـــــــدَّرِينا.
وقال ثعلب: الدَّرِين النبت الذي أَتى عليه سنة ثم جفّ، واليَبيسُ الحوليّ هو الدَرِين. ويقال: ما في الأَرض من اليبيس إلا الدُّرانة. الجوهري: الدَّرين حُطام المَرْعى إذا قَدُم، وهو ما بَلِيَ من الحشيش، وقلَّما تنتفع به الإبلُ؛ وقال عمرو بن كلثوم:
ونحــــــن الحابِســــــُون بــــــذِي أُراطَىـــــ،
تســــــَفُّ الجِلَّــــــةُ الخُــــــورُ الــــــدَّرِينا
وأَدْرَنَت الإِبلُ: رعت الدَّرِين، وذلك في الجدب. وحطب مُدْرِنٌ: يابس. وفي حديث جرير: وإذا سقط كان دَرِيناً؛ الدَّرِينُ حُطام المرعى إذا تناثر وسقط على الأَرض. ويقال للأَرض المجدبة: أُمُّ دَرِين؛ قال الشاعر:
تعـــــالَيْ نُســـــَمِّطُ حُـــــبَّ دَعْــــدٍ ونَغْتــــدي
ســــــــَواءَيْن، والمَرْعـــــــى بـــــــأُمّ دَرِينِ.
يقول: تعالَيْ نلزمَ حُبِّنا، وإن ضاق العيش. وإِدْرَوْن الدابة: آريُّه. ورجع الفرس إلى إدْرَوْنة أَي آريّه. والإدْرَوْنُ: المَعْلَف.والإدْرَوْن: الأَصل؛ قال القُلاخ:
ومثـــــــل عَتَّـــــــابٍ رددنـــــــاه إلــــــى
إدْرَوْنـــــــه ولُـــــــؤم أَصـــــــَّه علـــــــى
أَلرّغْمَ مَوْطوءَ الحصى مُذَلَّلاقال أَبو منصور: ومن جعل الهمز في إِدرون فاء المثال فهي رباعية مثل فِرْعون وبِرْذون، وخص بعضهم بالإدْرَوْن الخبيث من الأُصول، فذهب أَن اشتقاقه من الدَّرَن؛ قال ابن سيده: وليس بشيء، وقيل: الإدْرَوْن الدَّرَن، قال: وليس هذا معروفاً. ورجَع إلى إِدْرَوْنه أَي وطَنه؛ قال ابن جني: ملحق بِجِرْدَحْل إلى إِدْرَوْنه أَي وطَنه؛ قال ابن جني: ملحق بِجِرْدَحْل وحِنْزَقْر، وذلك أَن الواو التي فيها ليست مدّاً لأَنَّ ما قبلها مفتوح، فشابهت الأُصول بذلك فأُلحقت بها. ابن الأَعرابي: فلان إدْرَوْن شَرّ وطِمِرُّ شر إذا كان نهاية في الشر. والدَّرَان: الثعلب. وأَهل الكوفة يُسمون الأَحمق دُرَيْنَة. ودُرَّانة: من أَسماء النساء، وهو فُعْلانة. قال الأَزهري: النون في الدُّرّانة إن كانت أَصلية فهي فُعْلالة من الدَّرَن، وإن كانت غير أَصلية فهي فُعْلانة من الدُّرّ أَو الدَّرّ، كما قالوا قُرّان من القرى ومن القَرين. ودَرْنا ودُرْنا، بالفتح والضم: موضع زعموا أَنه بناحية اليمامة؛ قال الأَعشى:
حَــــلَّ أَهلــــي مــــا بَيْــــن دُرْنـــا فبـــادُو
ليــــــ، وحَلَّــــــتْ عُلْوِيّــــــةً بالســــــِّخالِ.
وقال أَيضاً:
فقلْـــتُ للشـــَّرْب فـــي دُرْنـــا، وقـــد ثَمِلُــوا:
شــــِيمُوا، وكيــــفَ يَشـــِيمُ الشـــارِبُ الثَّمِلُـــ؟
وروي دَرْنا، بالفتح، والرجل دُرْنِيّ والمرأَة دُرْنيَّة؛ وقال:
وإن طَحَنَـــــــــتْ دُرْنِيّــــــــةٌ لِعيالِهــــــــا
تَطَبْطَــــــب ثَــــــدْياها فطـــــارَ طَحِينُهـــــا.
ودارِينُ: موضع أَيضاً، قال النابغة الجعدي:
أُلْقِيَ فيه فِلْجانِ من مِسْك دا_رِينَ، وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ.
الجوهري: ودارِينُ اسمُ فُرْضة بالبحرَيْن ينسب إليها المِسك، يقال: مسكُ دارينَ؛ قال الشاعر:
مَســــــائحُ فَــــــوْدَيْ رأْســــــِه مُســــــْبِغِلّةٌ،
جَـــــرى مِســـــْكُ دارِيــــنَ الأَحَــــمُّ خِلالَهــــا.
والنِّسْبةُ إليها دارِيٌّ؛ قال الفرزدق:
كــــــأَنَّ تَرِيكـــــةً مـــــن مـــــاءِ مُزْنٍـــــ،
ودارِيَّ الـــــــــذَّكيِّ مـــــــــن المُــــــــدامِ
وقال كُثَيِّر:
أُفِيــــدَ عليهــــا المِســــْكُ، حــــتى كأَنَّهــــا
لَطِيمـــــــــةُ دارِيٍّ تَفَتَّـــــــــق فارُهــــــــا