درأ

المعنى: 

الدَّرْءُ: الدَّفْع.دَرَأَهُ يَدْرَؤُهُ دَرْءاً ودَرْأَةً: دَفَعَهُ.وتَدارَأَ القومُ: تَدافَعوا في الخُصومة ونحوها واخْتَلَفوا.ودارأْتُ، بالهمز: دافَعْتُ.وكلُّ مَن دَفَعْتَه عنك فقد دَرَأْتَه. قال أَبو زبيد:
كــانَ عَنِّــي يَـردُّ دَرْؤُكَـ، بَعْـدَ
اللّهـ، شـَغْبَ المُسْتَصْعِبِ، المِرِّيد
يعني كان دَفْعُكَ.وفي التنزيل العزيز: فادّارَأْتُم فيها. وتقول: تَدارأْتم، أَي اخْتَلَفْتُم وتَدَافَعتُم.وكذلك ادّارَأْتُمْ، وأَصله تَدارَأْتُمْ، فأُدْغِمت التاءُ في الدال واحتُلِبت الأَلف ليصح الابتداءُ بها؛ وفي الحديث: إذا تَدارَأْتُمْ في الطريق أَي تَدافَعْتم واخْتَلَفْتُمْ.والمُدارأَةُ: المُخالفةُ والمُدافَعَةُ. يقال: فلان لا يُدارِئ ولا يُمارِي؛ وفي الحديث: كان لا يُداري ولا يُمارِي أَي لا يُشاغِبُ ولا يُخالِفُ، وهو مهموز، وروي في الحديث غير مهموز ليُزاوِجَ يُمارِي.وأَما المُدارأَة في حُسْنِ الخُلُق والمُعاشَرة فإن ابن الأَحمر يقول فيه: انه يهمز ولا يهمز. يقال: دارَأْتُه مدارأَةً ودارَيْتُه إذا اتَّقيتَه ولايَنْتَه. قال أَبو منصور: من همز، فمعناه الاتّقاءُ لشَرِّه، ومن لم يهمز جعله من دَرَيْتُ بمعنى خَتَلْتُ؛ وفي حديث قيس بن السائب قال: كان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، شَرِيكي، فكانَ خَيْرَ شَرِيكٍ لا يُدارِئ ولا يُمارِي.قال أَبو عبيد: المُدارأَةُ ههنا مهموز من دارَأْتُ، وهي المُشاغَبةُ والمُخالَفةُ على صاحبك ومنه قوله تعالى: فادَّارَأْتُم فيها، يعني اختلافَهم في القَتِيل؛ وقال الزجاج: معنى فادَّارَأْتُم: فتَدارأْتُم، أَي تَدافَعْتُم، أَي أَلقَى بعضُكم الى بعضٍ، يقال: دارَأْتُ فلاناً أَي دافَعْتُه.ومن ذلك حديث الشعبي في المختلعةِ إذا كان الدَّرْءُ من قِبَلِها، فلا بأْس أَن يأْخذ منها؛ يعني بالدَّرْءِ النُّشوزَ والاعْوِجاجَ والاختِلافَ. وقال بعض الحكماء: لا تَتعلَّموا العِلْم لثلاث ولا تَتْرُكوه لِثلاثٍ: لا تَتعلَّموه للتَّدارِي ولا للتَّمارِي ولا للتَّباهِي، ولا تَدَعُوه رَغبْةً عنه، ولا رِضاً بالجَهْل، ولا اسْتِحْياءً من الفِعل له.ودارَأْتُ الرَّجُل: إذا دافَعْته، بالهمز.والأَصل في التَّدارِي التَّدارُؤُ، فتُرِكَ الهَمز ونُقِلَ الحرف الى التشبيه بالتَّقاضِي والتَّداعِي.وإِنه لَذُو تُدْرَإِ أَي حِفاظٍ ومَنَعةٍ وقُوَّةٍ على أَعدائه ومُدافَعةٍ، يكون ذلك في الحَرْب والخُصومة، وهو اسم موضوع للدَّفْع، تاؤهُ زائدة، لأَنه من دَرَأْتُ ولأَنه ليس في الكلام مثل جُعْفَرٍ.ودرأْتُ عنه الحَدَّ وغيرَه، أَدْرَؤُهُ دَرْءاً إذا أَخَّرْته عنه.ودَرَأْتُه عني أَدْرَؤُه دَرْءاً: دَفَعْته. وتقول: اللهم إني أَدْرأُ بك في نَحْرِ عَدُوِّيِ لَتَكْفِيَنِي شَرَّه. وفي الحديث: ادْرَؤُوا الحُدود بالشُّبُهاتِ أَي ادْفَعُوا؛ وفي الحديث: اللهم إِني أَدْرَأُ بِك في نُحورهم أَي أَدْفَع بك لتَكْفِيَنِي أَمرَهم، وانما خصَّ النُّحور لأَنه أَسْرَعُ وأَقْوَى في الدَّفْع والتمكُّنِ من المدفوعِ.وفي الحديث: أَنّ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كان يُصَلِّي فجاءَت بَهْمةٌ تَمُرُّ بين يديه فما زال يُدارِئُها أَي يُدافِعُها؛ ورُوِي بغير همز من المُداراة؛ قال الخطابي: وليس منها.وقولهم: السُّلطان ذُو تُدْرَإِ، بضم التاءِ، أَي ذُو عُدّةٍ وقُوّةٍ على دَفْعِ أَعْدائه عن نفسه، وهو اسم موضوع للدفع، والتاء زائدة كما زيدت في تَرْتُبٍ وتَنْضُبٍ وتَتْفُلٍ؛ قال ابن الأَثير: ذُو تُدْرَإِ أَي ذُو هُجومٍ لا يَتَوَقَّى ولا يَهابُ، ففيه قوَّةٌ على دَفْع أَعدائه؛ ومنه حديث العباس بن مِرْداس، رضي اللّه عنه:
وقـد كنتُـ، في القَوْم ذا تُدْرَإِ،
فلَــمْ أُعْـطَ شـيئاً، ولَـمْ أُمْنَـع
وانْدَرَأْتُ عليه انْدِراءً، والعامة تقول انْدَرَيْتُ. ويقال: دَرَأَ علينا فلان دُرُوءاً إذا خرج مُفاجَأَةً. وجاءَ السيل دَرْءاً: ظَهْراً.ودَرَأَ فلان علينا، وطَرَأَ إذا طَلَعَ من حيث لا نَدْرِي.غيرُه: وانْدَرَأَ علينا بِشَرٍّ وتَدَرَّأَ: انْدَفَع. ودَرَأَ السَّيْلُ وانْدَرَأَ: انْدَفَع. وجاءَ السيلُ دَرءاً وَدُرْءاً إذا انْدَرَأَ من مكان لا يُعْلَمُ به فيه؛ وقيل: جاءَ الوادِي دُرْءاً بالضم، إذا سالَ بمطر وادٍ آخر؛ وقيل: جاءَ دَرْءاً أَي من بلد بعيد، فان سالَ بمطَر نَفْسِه قيل: سال ظَهْراً، حكاه ابن الأَعرابي؛ واستعار بعض الرُّجَّازِ الدَّرْءَ لسيلان الماء من أَفْواهِ الإِبل في أَجْوافِها لأَن الماءَ انما يَسِيل هنالك غريباً أَيضاً إذْ أَجْوافُ الإِبِل ليست من مَنابِعِ الماء، ولا من مَناقِعه، فقال:
جـابَ لَهـا لُقْمـانُ، فـي قِلاتِها،
مــاءً نَقُوعــاً لِصـَدى هاماتِهـا

تَلْهَمُـــه لَهْمـــاً بِجَحْفَلاتِهــا،
يَســِيلُ دُرْءاً بَيْــنَ جانِحاتِهــا
فاستعار للإبل جَحَافِلَ، وانما هي لذوات الحوافِر، وسنذكره في موضعه.ودَرَأَ الوادِي بالسَّيْلِ: دَفَعَ؛ وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه:
صـادَفَ دَرْءُ السـَّيْلِ دَرْءاً يَـدْفَعُه

يقال للسيل إذا أَتاك من حيث لا تَحْتَسِبه: سيلٌ دَرْءٌ أَي يَدْفَع هذا ذاكَ وذاكَ هذا.وقولُ العَلاءِ بن مِنْهالٍ الغَنَوِيِّ في شَرِيك بن عبد اللّه النَّخَعِي:
ليــتَ أَبــا شـَرِيكٍ كـان حَيّـاً،
فَيُقْصــِرَ حيــن يُبْصــِرُه شــَرِيكْ

ويَتْــرُكَ مِــن تَــدَرِّيهِ عَلَيْنـا،
إذا قُلْنــا لــه هــذا أَبُــوكْ
قال ابن سيده: إنما اراد من تَدَرُّئِه، فأَبدل الهمزة إبدالاً صحيحاً حتى جعلها كَأَن موضوعها الياء وكسر الرَّاء لمجاورة هذه الياءِ المبدلة كما كان يكسرها لو أَنها في مَوضُوعِها حرفُ عِلة كقولك تَقَضِّيها وتَخَلِّيها، ولو قال من تَدَرُّئِه لكان صحيحاً، لأَن قوله تَدَرُّئه مُفاعَلتن؛ قال: ولا أَدري لَمَ فعل العَلاءُ هذا مع تمام الوزن وخلوص تَدَرُّئُه من هذا البدل الذي لا يجوز مثلُه الا في الشعر، اللهم الا أَن يكون العَلاءُ هذا لغته البدل.ودَرَأَ الرجلُ يَدْرَأُ دَرْءاً ودُرُوءاً: مثل طَرَأَ. وهم الدُّرَّاءُ والدُّرَآءُ. ودَرَأَ عليهم دَرْءاً ودُرُوءاً: خرج، وقيل خَرج فَجْأَةً، وأَنشد ابن الأَعرابي:
أُحِـسُّ لِيَرْبُـوعٍ، وأَحْمِـي ذِمارَها،
وأَدْفَـعُ عنهـا مِنْ دُرُوءِ القَبائِل
أَي من خُروجِها وحَمْلِها. وكذلك انْدَرَأَ وتَدَرَّأَ.ابن الأَعرابي: الدَّارِئ: العدوُّ المُبادِئ؛ والدَارِئ: الغريبُ. يقال: نحنُ فُقَراءُ دُرَآءُ.والدَّرْءُ: المَيْلُ.وانْدَرَأَ الحَريقُ: انْتَشَرَ.وكَوْكَبٌ دُرِّيءٌ على فُعِّيلٍ: مُندفعٌ في مُضِيِّهِ مَن المَشرِق الى المَغرِب من ذلك، والجمع دَرارِيءُ على وزن دَرارِيعَ. وقد دَرَأَ الكَوْكَبُ دُرُوءاً. قال اَبو عمرو بن العلاء: سأَلت رجلاً مِن سعْد بن بَكر من أَهل ذاتِ عِرْقٍ فقلت: هذا الكوكبُ الضَّخْمُ ما تُسمُّونه؟ قال: الدِّرِّيءُّ، وكان من أَفصح الناس. قال أَبو عبيد: إن ضَمَمْتَ الدَّال، فقلت دُرِّيٌّ، يكون منسوباً الى الدُّرِّ، على فُعْلِيٍّ، ولم تهمزه، لأَنه ليس في كلام العرب فُعِّيلٌ. قال الشيخ أَبو محمد ابن بري: في هذا المكان قد حكى سيبويه أَنه يدخل في الكلام فُعِّيلٌ، وهو قولهم للعُصْفُر: مُرِّيقٌ، وكَوْكبٌ دُرِّيءٌ، ومن همزه من القُرّاء، فانما أراد فُعُّولاً مثل سُبُّوحٍ، فاستثقل الضمّ، فرَدَّ بعضَه الى الكسر.وحكى الأَخفش عن بعضهم: دَرِّيءٌ، من دَرَأْتُه، وهمزها وجعلها على فَعِّيل مَفتوحةَ الأَوّل؛ قال: وذلك من تَلأْلُئِه. قال الفرّاءُ: والعرب تسمي الكواكِبَ العِظامَ التي لا تُعرف أَسماؤُها: الدَّرارِيَّ.التهذيب: وقوله تعالى: كأَنها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، روي عن عاصم أَنه قرأَها دُرِّيٌّ، فضم الدال، وأَنكره النحويون أَجمعون، وقالوا: دِرِّيءٌ، بالكسر والهمز، جيِّد، على بناء فِعِّيلٍ، يكون من النجوم الدَّرَارِئ التي تَدْرَأُ أَي تَنحَطُّ وتَسير؛ قال الفرّاءُ: الدِّرِّيءُ من الكَواكِب: الناصِعة؛ وهو من قولك: دَرَأَ الكَوْكَبُ كأَنه رُجِمَ به الشيطانُ فَدَفَعَه. قال ابن الأَعرابي: دَرَأَ فلان علينا أَي هَجَم.قال والدِّرِّيءُ: الكَوكَبُ المُنْقَضُّ يُدْرَأُ على الشيطان، وأَنشد لأَوْس بن حَجَر يصف ثَوْراً وحْشِيّاً:
فانْقَضـــَّ، كالــدِّرِّيء، يَتْبَعُــه
نَقْــعٌ يَثُــوبُ، تخــالُه طُنُبَــا
قوله: تَخالُه طُنُبا: يريد تَخاله فُسْطاطاً مضروباً.وقال شمر: يقال دَرأَتِ النارُ إذا أَضاءَتِ. وروى المنذري عن خالد بن يزيد قال: يقال دَرَأَ علينا فلان وطَرأَ إذا طَلَعَ فَجْأَة. ودَرأَ الكَوكَبُ دُرُوءاً، من ذلك. قال، وقال نصر الرازي: دُرُوءُ الكَوكب: طُلُوعُه. يقال: دَرَأَ علينا.وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه صَلَّى المَغْرِبَ، فلما انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعةً من حَصَى المسجد، وأَلْقَى عَلَيْها رَداءَهُ، واسْتَلْقَى أَي سَوَّاها بيدِه وبَسَطَها؛ ومنه قولهم: يا جارِيةُ ادْرَئِي إلَيَّ الوِسادَةَ أَي ابْسُطِي.وتقولُ: تَدَرَّأَ علينا فلان أَي تَطَاول. قال عَوفُ ابن الأحْوصِ:
لَقِينــا، مِــنْ تَـدَرُّئِكم عَلَيْنـا
وقَتْــلِ سـَراتِنا، ذاتَ العَراقِـي
أَراد بقوله ذات العَراقِي أَي ذاتَ الدَّواهِي، مأْخوذ من عَراقِي الإِكام، وهي التي لا تُرْتَقَى إلاَّ بِمَشَقَّةٍ.والدَّرِيئة: الحَلْقةُ التي يَتَعَلَّم الرَّامي الطَّعْنَ والرَّمْيَ عليها. قال عمرو بن معديكرب:
ظَلِلْــتُ كــأَنِّي للرِّمـاح دَرِيئةٌ،
أُقاتِـلُ عَـنْ أَبنْـاءِ جَرْمٍـ، وفَرَّت
قال الأَصمعي: هو مهموز.وفي حديث دُرَيْد بن الصِّمة في غَزْوة حُنَيْن: دَرِيئَةٌ أَمامَ الخَيْلِ. الدَّرِيئةُ: حَلْقةٌ يُتَعَلَّم عَليْها الطَّعْنُ؛ وقال أَبو زيد: الدَرِيئةُ، مهموز: البَعِير أَو غيرُه الذي يَسْتَتِرُ به الصائد من الوحْشِ، يَخْتِل حتَّى إذا أَمْكَنَ رَمْيُه رَمَى؛ وأَنشد بيت عَمْرو أَيضاً، وأَنشد غيره في همزه أيضاً:
إذا ادَّرَؤُوا منْهُـمْ بِقِـرْدٍ رَمَيْتُه
بَمُوهِيـةٍ، تُـوهِي عَظـامَ الحَواجِب
غيره: الدَّرِيئَةُ: كُّل ما اسْتُتِرُ به من الصيْد ليُّخْتَلَ من بَعِير أَو غيره هو مهموز لأَنها تُدْرَأُ نحو الصيْدِ أَي تُدْفَع، والجمع الدَّرايا والدَرائِئ، بهمزتين، كلاهما نادر.ودَرَأَ الدَّرِيئَةَ للصيد يَدرَؤُها دَرْءاً: ساقَها واسْتَتَرَ بها، فاذا أَمْكَنه الصيدُ رَمَى.وتَدَرَّأَ القومُ: اسْتَتَرُوا عن الشيء ليَخْتِلُوه.وادَّرَأْتُ للصيْدِ، على افْتَعَلْتُ: إذا اتَّخَذْت له دَرِيئةً.قال ابن الأَثير: الدَّريَّة، بغير همز: حيوان يَسْتَتِر به الصائدُ، فَيَتْرُكُه يَرْعَى مع الوحْش، حتى إذا أَنِسَتْ به وأَمكَنَتْ من طالِبها، رَماها. وقيل على العَكْسِ منهما في الهمز وتَرْكِه.الأَصمعي: إذا كان مع الغُدّة، وهي طاعونُ الإبل، ورَمٌ في ضَرْعها فهو دارِئ. ابن الأَعرابي: إذا دَرَأَ البعيرُ من غُدَّته رَجَوْا أَن يَسْلَم؛ قال: ودَرَأَ إذا وَرِمَ نَحْرُه. ودَرَأَ البعيرُ يَدْرَأُ دُرُوءاً فهو دارِئ: أَغَدَّ ووَرِمَ ظَهْرُه، فهو دارِئ، وكذلك الأُنثى دارئ، بغير هاءٍ. قال ابن السكيت: ناقةٌ دارِئ إذا أَخَذَتْها الغُدَّةُ من مَراقِها، واسْتَبانَ حَجْمُها. قال: ويسمى الحَجْمُ دَرْءاً بالفتح؛ وحَجْمُها نُتوؤُها، والمَراقُ بتخفيف القاف: مَجرى الماء من حَلْقِها، واستعاره رؤْبة للمُنْتَفِخِ المُتَغَضِّب، فقال:
يـا أَيهـا الـدّارِئ كَـالمنْكُوفِ،
والمُتَشـــَكِّي مَغْلــةَ المَحْجُــوفِ
جعل حِقْده الذي نفخه بمنزلة الورم الذي في ظهر البعير، والمَنْكُوفُ: الذي يَشْتَكي نَكَفَتَه، وهي أَصل اللِّهْزِمة.وأَدْرَأَتِ الناقةُ بضَرْعِها، وهي مُدْرِئ إذا اسْتَرْخَى ضَرعُها؛ وقيل: هو إذا أَنزلت اللبن عندَالنِّتاجِ.والدَّرْءُ، بالفتح: العَوَجُ في القناة والعَصا ونحوها مما تَصْلُبُ وتَصْعُبُ إِقامتُه، والجمع: دُروءٌ. قال الشاعر:
إنَّ قَنـاتي مـن صـَلِيباتِ القَنا،
علـى العِـداةِ أَن يُقِيموا دَرْأَنا
وفي الصحاح: الدَّرْءُ، بالفتح: العَوَجُ، فأَطْلَق. يقال: أَقمتُ دَرْءَ فلان أَي اعْوِجاجَه وشَعْبَه؛ قال المتلمس:
وكُنَّـا، إذا الجَبَّـارُ صـَعَّرَ خَدَّهُ،
أَقَمْنـا لَـه مِـن دَرْئِهِـ، فَتَقَوَّما
ومن الناس مَن يظن هذا البيت للفرزدق، وليس له، وبيت الفرزدق هو:
وكنَّـا، إذا الجبّـار صـعَّر خدّه،
ضَرَبْناه تَحْتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ
وكنى بالأُنثيين عن الأُذُنَينِ. ومنه قولهم: بِئر ذاتُ دَرْءٍ، وهو الحَيْدُ.ودُرُوءُ الطريقِ: كُسُورُه وأَخاقِيقُه، وطرِيقٌ ذُو دُروءٍ، على فُعُولٍ: أَي ذُو كُسورٍ وحَدَبٍ وجِرفَةٍ.والدَّرْءُ: نادِرٌ. يَنْدُرُ من الجبلِ، وجمعه دُروءٌ.ودرأَ الشيءَ بالشيء: جعله له رِدْءاً.وأَرْدَأَهُ: أَعانه.ويقال: دَرَأْتُ له وِسادَةً إذا بَسَطْتَها. ودَرَأْتُ وضِينَ البعيرِ إذا بَسَطْتَه على الأَرضِ ثم أَبْرَكْته عليه لِتَشّدَّه به، وقد دَرَأْتُ فلاناً الوَضينَعلى البعير ودارَيْتُه، ومنه قول المُثَقِّبِ العَبْدِي:
تقُـول، إذا دَرأْتُ لهـا وَضـِيني:
أَهــذا دِينُــه أَبَــداً ودِينيـ؟
قال شمر: دَرَأْتُ عن البعير الحَقَبَ: دَفَعْتُه أَي أَخَّرْته عنه؛ قال أَبو منصور: والصواب فيه ما ذكرناه من بَسَطْتُه على الأَرض وأَنَخْتُها عليه. وتَدَرَّأَ القومُ: تعاوَنُواودَرَأَ الحائطَ ببناءٍ: أَلزَقَه به. ودَرَأَه بججر: رماه، كرَدَأَه؛ وقول الهذلي:
وبــالتَّرْك قَــدْ دَمَّهــا نَيُّهـا،
وذاتُ المُــــدارَأَة العــــائطُ
المَدْمُومةُ: المَطْلِيّةُ، كأَنها طُلِيَتْ بشَحْمٍ. وذاتُ المُدارَأَةِ: هي الشَّدِيدةُ النفس، فهي تَدْرَأُ. ويروى:
وذاتُ المُــــداراةِ والعـــائط

قال: وهذا يدل على أَن الهمز وترك الهمز جائز.

المعجم: 

لسان العرب