خور

المعنى: 

الليث: الخُوَارُ صوتُ الثَّوْر وما اشتد من صوت البقرة والعجل.ابن سيده: الخُوار من أَصوات البقر والغنم والظباء والسهام.وقد خارَ يَخُور خُواراً: صاح؛ ومنه قوله تعالى: فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ؛ قال طرفة:
لَيْـتَ لنـا، مكـانَ المَلْـكِ عَمْـرو،
رَغُوثـــاً حَـــوْلَ قُبَّتِنــا تَخُــورُ
وفي حديث الزكاة: يَحْمِلُ بَعِيراً له رُغاءٌ أَو بقرة لها خُوارٌ؛ هو صوت البقر. وفي حديث مقتل أُبيِّ ابن خَلَفٍ: فَخَرَّ يخُورُ كما يَخُورُ الثور؛ وقال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:
يَخُـرْنَ إذا أُنْفِذْن في ساقِطِ النَّدى،
وإِن كـانَ يومـاً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا

خُـوَارَ المَطَافِيـلِ المُلَمَّعَـة الشَّوَى
وأَطْلائِهــا، صـَادَفْنَ عِرْنَـانَ مُبْقِلا
يقول: إذا أُنْفِذَتِ السهام خارَتْ خُوارَ هذه الوحش. المطافيل: التي تَثْغُو إِلى أَطلائها وقد أَنشطها المَرْعَى المُخْصِبُ، فأَصواتُ هذه النَّبَالِ كأَصوات تلك الوحوش ذوات الأَطفال، وإِن أُنْفِذَتْ في يوم مطر مُخْضِلٍ، أَي فلهذه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجل إِحكام الصنعة وكرم العيدان. والاسْتِخارَةُ: الاستعطافُ. واسْتَخَارَ الرجلَ: استعطفه؛ يقال: هو من الخُوَار والصوت، وأَصله أَن الصائد يأْتي ولد الظبية في كناسه فيَعْرُك أُذنه فَيَخُور أَي يصيح، يستعطف بذلك أُمه كي يصيدها؛ وقال الهذلي:
لَعَلَّكَــ، إِمَّــا أُمُّ عَمْــروٍ تَبَـدَّلَتْ
ســِواكَ خَلِيلاً، شــاتِمِي تَسـْتَخِيرُها
وقال الكميت:
ولَــن يَســْتَخِيرَ رُســُومَ الـدِّيار،
لِعَـــوْلَتِهِ، ذو الصــِّبا المُعْــوِلُ
فعين استخرت على هذا واو، وهو مذكور في الياء، لأَنك إذا استعطفته ودعوته فإِنك إنما تطلب خيره. ويقال: أَخَرْنَا المطايا إِلى موضع كذا نُخِيرُها إِخارَةً صرفناها وعطفناها.والخَوَرُ، بالتحريك: الضعف. وخارَ الرجلُ والحَرُّ يَخُور خُؤوراً وخَوِرَ خَوَراً وخَوَّرَ: ضَعُفَ وانكسر؛ ورجل خَوَّارٌ: ضعيف. وَرُمْحٌ خَوَّارٌ وسهم خَوَّار؛ وكل ما ضعف، فقد خار. الليث: الخَوَّار الضعيف الذي لا بقاء له على الشدّة. وفي حديث عمر: لن تَخُورَ قُوىً ما دام صاحبها يَنْزِعُ ويَنْزُو، خار يَخور إذا ضعفت قوَّته ووَهَتْ، أَي لن يضعف صاحب قوَّة يقدر أَن ينزع في قوسه ويَثِبَ إِلى دابته؛ ومنه حديث أَبي بكر قال لعمر، رضي الله عنهما: أَجَبانٌ في الجاهلية وخَوَّارٌ في الإِسلام؟ وفي حديث عمرو بن العاص: ليس أَخو الحَرْبِ من يضع خُوَرَ الحَشايا عن يمينه وشماله أَي يضع لِيَانَ الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعافَها عنده، وهي التي لا تُحْشَى بالأَشْياء الصُّلْبَةِ. وخَوَّرَه: نسبه إِلى الخَوَرِ؛ قال:
لقــد عَلِمْتـ، فاعْـذُليني أَوْذَرِيـ،

أَنَّ صــُرُوفَ الــدَّهْرِ، مـن لا يَصـْبرِ

علـــى المُلِمَّــات، بهــا يُخَــوَّرِ

وخارَ الرجلُ يَخُور، فهو خائر. والخُوَارُ في كل شيء عيب إِلاَّ في هذه الأَشياء: ناقة خَوَّارة وشاة خَوَّارة إذا كانتا غزيرتين باللبن، وبعير خَوَّار رَقِيقٌ حَسَنٌ، وفرس خَوَّار لَيِّنُ العَطْف، والجمع خُورٌ في جميع ذلك، والعَدَدُ خَوَّاراتٌ. والخَوَّارَةُ: الاستُ لضعفها. وسهمٌ خَوَّار وخَؤورٌ: ضعيف. والخُورُ من النساء: الكثيرات الرِّيَبِ لفسادهن وضعف أَحلامهن، لا واحد له؛ قال الأَخطل:
يَبِيـتُ يَسـُوفُ الخُـورَ، وهْيَ رَواكِدٌ،
كمـا سـَافَ أَبْكَـارَ الهِجَـانِ فَنِيـقُ
وناقة خَوَّارة: غزيرة اللبن، وكذلك الشاة، والجمع خُورٌ على غير قياس؛ قال القطامي:
رَشـُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ، لو تَنْدَرِئ لها
صــَباً وشــَمالٌ حَرْجَفٌـ، لـم تقَلَّـبِ
وأَرض خَوَّارة: لينة سهلة، والجمع خُورٌ؛ قال عمر بن لَجَإٍ يهجو جريراً مجاوباً له على قوله فيه:
أَحِيـنَ كنـتُ سـَمَاماً يـا بَني لَجَإٍ،
وخـاطَرَتْ بِـيَ عـن أَحْسـابِها مُضـَرُ،

تَعَرَّضـَتْ تَيْـمُ عَمْـداً لـي لأَهْجُوَهـا،
كمـا تَعَـرَّضَ لاسـْتِ الخَـارِئ الحَجَرُ؟
فقال عمر بن لجإٍ يجاوبه:
لقـد كَـذَبْتَ، وشـَرُّ القَـوْلِ أَكْذَبُهُ،
مـا خـاطَرَتْ بـك عن أَحْسابِها مُضَرُ،

بـل أَنـتَ نَـزْوَة خَـوَّارٍ علـى أَمَةٍ،
لا يَسـْبِقُ الحَلَبَـاتِ اللُّـؤْمُ والخَوَرُ
قال ابن بري: وشاهدُ الخُور جمع خَوَّارٍ قول الطرماح:
أَنا ابنُ حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالِكٍ،
إِذا جَعَلَــتْ خُــورُ الرِّجـالِ تَهِيـعُ
قال: ومثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ:
قَبَــحَ الإِلَــهُ بَنـي كُلَيْبٍـ، إِنَّهُـمْ
خُـــورُ القُلُـــوبِ، أَخِفَّــةُ الأَحْلامِ
ونخلة خَوَّارة: غزيرة الحمل؛ قال الأَنصاري:
أَدِيـنُ ومـا دَينـي عليكـم بِمَغْرَمٍ،
ولكـنْ علـى الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ

علــى كُــلِّ خَــوَّارٍ، كـأَنَّ جُـذُوعَهُ
طُلِيــنَ بِقــارٍ، أَو بِحَمْـأَةِ مـائِحِ
وبَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ إذا كانت سهلة جَرْيِ المِحْوَرِ في القَعْرِ؛ وأَنشد:
عَلِّــقْ علــى بَكْــرِكَ مــا تُعَلِّقُـ،
بَكْـــرُكَ خَـــوَّارٌ، وبَكْـــرِي أَوْرَقُ
قال: احتجاجه بهذا الرجز للبَكْرَةِ الخَوَّارَةِ غلط لأَن البَكْرَ في الرجز بكر الإِبل، وهو الذكر منها الفَتِيُّ. وفرس خَوَّارُ العِنانِ:سَهْلُ المَعْطِفِ لَيِّنُه كثير الجَرْيِ؛ وخَيْلٌ خُورٌ؛ قال ابن مقبل:
مُلِـحٌّ إذا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ،
تَـوَثَّبَ أَوْسـَاطَ الخَبَـارِ على الفَتَرْ
وجمل خَوَّار: رقيق حَسَنٌ، والجمع خَوَّاراتٌ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم جَمَلٌ سِبَحْلٌ وجِمالٌ سِبَحْلاتٌ أَي أَنه لا يجمع إلاَّ بالأَلف والتاء. وناقة خَوَّارة: سِبَطَةُ اللحم هَشَّةُ العَظْمِ. ويقال:إِن في بَعِيرِكَ هذا لَشَارِبَ خَوَرٍ، يكون مدحاً ويكون ذمّاً: فالمدح أَن يكون صبوراً على العطش والتعب، والذم أَن يكون غير صبور عليهما. وقال ابن السكيت: الخُورُ الإِبل الحُمْرُ إِلى الغُبْرَةِ رقيقاتُ الجلود طِوالُ الأَوْبارِ، لها شعر ينفذ ووبرها أَطول من سائر الوبر. والخُورُ: أَضعف من الجَلَدِ، وإِذا كانت كذلك فهي غِزارٌ. أَبو الهيثم: رجل خَوَّار وقوم خَوَّارون ورجل خَؤُورٌ وقوم خَوَرَةٌ وناقة خَوَّارة رقيقة الجلد غَزِيرَة. وزَنْدٌ خَوَّار: قَدَّاحٌ. وخَوَّارُ الصَّفَا: الذي له صوت من صلابته؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
يَتْـــرُكُ خَــوَّارَ الصــَّفَا رَكُوبَــا

والخَوْرُ: مَصَبُّ الماء في البحر، وقيل: هو مصبّ المياه الجارية في البحر إذا اتسع وعَرُضَ. وقال شمر: الخَوْرُ عُنُقٌ من البحر يدخل في الأَرض، وقيل: هو خليج من البحر، وجمعه خُؤُورٌ؛ قال العجاج يصف السفينة:
إِذا انْتَحَـــى بِجُؤْجُـــؤٍ مَســْمُورِ،

وتـــارَةً يَنْقَــضُّ فــي الخُــؤُورِ،

تَقَضـــِّيَ البــازِي مــن الصــُّقُورِ

والخَوْرُ، مثل الغَوْرِ: المنخفضُ المُطمَئِنُّ من الأَرض بين النَّشْزَيْنِ، ولذلك قيل للدُّبُرِ: خَوْرانُ لأَنه كالهَبْطَةِ بين رَبْوَتَيْنِ، ويقال للدبر الخَوْرانُ والخَوَّارَةُ، لضَعْفِ فَقْحَتِها سميت به، والخَوْرانُ: مَجْرَى الرَّوْثِ، وقيل: الخَوْرانُ المَبْعَرُ الذي يشتمل عليه حَتارُ الصُّلْب من الإِنسان وغيره، وقيل: رأْس المبعرِ، وقيل:الخَوْرانُ الذي فيه الدبر، والجمع من كل ذلك خَوْراناتٌ وخَوَارِينُ، قال في جمعه على خَوْرانات: وكذلك كل اسم كان مذكراً لغير الناس جمعه على لفظ تاءات الجمع جائز نحو حَمَّامات وسُرادِقاتٍ وما أَشبههما. وطَعَنَه فخارَه خَوْراً: أَصاب خَوْرانَهُ، وهو الهواء الذي فيه الدبر من الرجل، والقبل من المرأَة. وخارَ البَرْدُ يَخُورُ خُؤُوراً إذا فَتَر وسَكَنَ. والخَوَّارُ العُذْرِيُّ: رجل كان عالماً بالنسب.والخُوَارُ: اسم موضع؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ:
خَرَجْــنَ مـن الخُـوَارِ وعُـدْنَ فيهـ،
وقَـــدْ وَازَنَّ مِــنْ أَجَلَــى بِرَعْــنِ
ابن الأَعرابي: يقال نَحَرَ خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله، وكذلك الخُورَى والخُورَةُ. الفراء: يقال لك خَوَّارُها أَي خيارها، وفي بني فلان خُورَى من الإِبل الكرام. وفي الحديث ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ، والخُوزُ: جبل معروف في العجم، ويروى بالراء، وهو من أَرض فارس، وصوّبه الدارقطني وقيل:إِذا أَردت الإِضافة فبالراء، وإِذا عطفت فبالزاي

المعجم: 

لسان العرب