المعنى:
قال اللّه عزّ وجلّ في قصة أَهل سبإٍ: وبدَّلْناهم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وأَثْلٍ؛ قال الليث: الخَمْطُ ضرب من الأَراكِ له حَمْل يؤْكل، وقال الزجاج: يقال لكل نبت قد أَخَذَ طَعْماً من مَرارة حتى لا يمكن أَكلُه خَمْطٌ، وقال الفراء: الخمط في التفسير ثَمَرُ الأَراكِ وهو البَرِيرُ، وقيل: شجر له شوْكٌ، وقيل: الخَمْطُ في الآية شجر قاتل أَو سمّ قاتِل، وقيل: الخَمْط الحَمْل القليل من كل شجرة، والخمط شجر مثل السِّدْرِ وحمله كالتُّوت، وقرئ: ذواتي أُكُلِ خَمْطٍ، بالإِضافة. قال ابن بري: من جعل الخمْط الأَراكَ فحقُّ القراءَةِ بالإضافة لأَن الأَكل للجني فأَضافه إِلى الخمْط، ومن جعل الخمط ثَمَرَ الأَراك فحق القراءَة أَن تكون بالتنوين، ويكون الخمط بدلاً من الأُكُل، وبكلٍّ قرأَتْه القرَّاءُ. ابن الأَعرابيّ: الخَمْطُ ثمر يقال له فَسْوةُ الضَّبُع على صورة الخَشْخاش، يَتَفَرَّكُ ولا يُنْتفَعُ به.وقد خَمَط اللحمَ يَخْمِطُه خَمْطاً، فهو خَمِيطٌ: شواه، وقيل: شواه فلم يُنْضِجْه. وخَمط الحَمَلَ والشاةَ والجَدْيَ يَخْمِطُه خَمْطاً، وهو خَمِيطٌ: سلَخَه ونزع جِلْده وشَواه، فإِذا نزَع عنه شَعَره وشواه فهو السَّمِيطُ، وقيل: الخَمْطُ بالنار، والسَّمْطُ بالماء. والخَمِيطُ: المَشْوِيُّ، والسَّمِيط: الذي نُزع عنه شعرُه. والخَمّاطُ: الشَّوَّاء؛ قال رؤْبة:
شــــاكٍ يَشــــُكُّ خَلَــــلَ الآبــــاطِ،
شــــَكَّ المَشـــاوِي نَقَـــدَ الخَمَّـــاطِ
أَراد بالمَشاوي: السفافِيدَ تدخل في خَلَل الآباطِ، قال: والخُمَّاطُ السُّمَّاطُ، الواحد خامِطٌ وسامِط. والخَمْطةُ: رِيحٌ نَوْرِ الكَرم وما أَشْبَهه مما له ريح طيبة وليست بشديدة الذّكاءِ طِيباً. والخَمْطة: الخمر التي أَخَذَت ريِحاً، وقال اللحياني: الخمْطة التي قد أَخذت شيئاً من الرِّيح كريح النَّبِق والتفَّاح. يقال: خَمِطَتِ الخَمْرُ، وقيل: الخمْطةُ الحامضةُ مع ريح؛ قال أَبو ذؤَيب:
عُقــارٌ كمــاءِ النِّــيِّ لَيْسـَتْ بخَمْطـةٍ،
ولا خَلّــةٍ، يَكْــوِي الوُجــوهَ شــِهابُها
ويروى: يَكْوِي الشُّروبَ شِهابُها. وقيل: إذا أُعْجِلَت عن الاسْتِحكام في دَنِّها فهي خَمْطةٌ. وكلُّ طَرِيّ أَخَذ طعْماً ولم يَسْتَحْكِم، فهو خَمْطٌ؛ وقال خالد بن زهير الهذلي:
ولا تَســـْبِقَنْ للنــاسِ منّــي بخَمْطــةٍ،
مــن الســُّمِّ، مَـذْرورٍ عليهـا ذُرُورُهـا
يعني طريّة حديثة كأَنها عنده أَحَدُّ؛ وقال المتنخل:
مُشَعْشـــَعَةٌ كعَيْـــنِ الـــدِّيك، فيهــا
حُمَيّاهـــا مـــن الصـــُّهْبِ الخِمـــاطِ
اختارها حَدِيثةً، واختارها أَبو ذُؤَيب عَتِيقةً، ولذلك قال: ليست بخَمْطَةٍ. وقال أَبو حنيفة: الخَمْطَةُ الخمرة التي أُعجلت عن استحكام ريحها فأَخذت ريح الإِدْراكِ كريح التُّفَّاح ولم تُدْرِكْ بعد، ويقال: هي الحامضةُ، وقال أَبو زيد: الخَمْطةُ أَوّلُ ما تَبْتَدئ في الحُموضة قبل أَن تشتدَّ، وقال السكّري في بيت خالد بن زهير الهذلي: عَنى بالخمْطةِ اللَّوْمَ والكلامَ القَبيحَ.ولبن خَمْطٌ وخامِطٌ: طَيِّبُ الرِّيح، وقيل: هو الذي قد أَخذ شيئاً من الرِّيح كريح النبق أَو التُّفَّاح، وكذلك سِقاء خامِطٌ، خَمَطَ يَخْمُطُ خَمْطاً وخُموطاً وخَمِطَ خَمَطاً، وخَمْطَتُه وخَمَطَتُه رائحتُه، وقيل: خَمَطُه أَن يَصِير كالخِطْمِيِّ إذا لَجَّنَه وأَوْخَفَه، وقيل: الخَمْطُ الحامضُ، وقيل: هو المُرّ من كل شيء؛ وذكر أَبو عبيدة أَن اللبن إذا ذهب عنه حَلاوة الحَلب ولم يتغير طعمه فهو سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من الرِّيح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعْم فهو مُمَحَّلٌ، فإِذا كان فيه طَعْمُ الحَلاوةِ فهو فُوّهةٌ. اليزيدي: الخامِطُ الذي يُشبه ريحُه ريحَ التُّفّاحِ، وكذلك الخَمْطُ أَيضاً؛ قال ابن أَحمر:
ومــا كنــتُ أَخْشــَى أَن تكـونَ مَنِيَّتِـي
ضــَرِيبَ جِلادِ الشــَّوْلِ، خَمْطــاً وصـافِيا
التهذيب: لبن خَمْطٌ وهو الذي يُحْقَنُ في سِقاء ثم يوضَع على حشيش حتى يأْخُذَ من ريحه فَيكون خَمْطاً طَيِّبَ الريح طيبَ الطعم. والخَمْطُ من اللبن: الحامِضُ. وأَرض خَمْطةٌ وخَمِطةٌ: طيبةُ الرائحة، وقد خَمِطَتْ وخَمَطَتْ. وخَمَط السِّقاءُ وخَمِطَ خَمْطاً وخَمَطاً، فهو خَمِطٌ: تغيرت رائحتُه، ضدّ. سيبويه: وهي الخَمْطةُ. وتَخَمَّطَ الفحلُ: هَدَرَ.وخَمِطَ الرجلُ وتَخَمَّطَ: غَضِبَ وتَكبَّرَ وثارَ؛ قال:
إِذا تَخَمَّـــطَ جَبّـــارٌ ثَنَـــوْه إِلـــى
مــا يَشــْتَهُونَ، ولا يُثْنَـوْن إِنْ خَمِطُـوا
والتَّخَمُّطُ: التَّكَبُّرُ، قال:
إِذا رأَوْا مِـــــنْ مَلِــــكٍ تَخَمُّطــــا
أَو خُنْزُوانـــاً، ضـــَرَبُوهُ مــا خَطــا
ومنه قول الكميت:
إِذا مـــا تَســامَتْ للتخمــطِ صــِيدُها
الأَصمعي: التخمُّط الأَخذُ والقهْرُ بغَلبةٍ؛ وأَنشد:
إِذا مُقْـــرَمٌ مِنّــا ذَرَا حَــدُّ نــابِه،
تَخَمَّـــطَ فِينـــا نــابُ آخَــرَ مُقْــرَمِ
ورجل مُتَخَمِّطٌ: شديدُ الغَضَبِ له ثَوْرةٌ وجَلَبة. وفي حديث رِفاعةَ قال: الماءُ من الماء، فتخمَّطَ عمر أَي غَضِبَ. ويقال للبحر إذا التَطَمَتْ أَمواجُه: إِنه لَخَمِطُ الأَمْواجِ. وبحر خَمِطُ الأَمواج: مُضْطَرِبُها؛ قال سويد بن أَبي كاهل:
ذُو عُبــــــابٍ زَبَــــــدٍ آذِيَّهـــــ،
خَمِطُ التَّيّارِ يَرْمي بالقَلَعْ يعني بالقِلَعِ
الصخْرَ أَي يرمي بالصخْرة العظيمةِ. وتَخَمَّطَ البحرُ: التطَم أَيضاً.