خفف

المعنى: 

الخف: واحد أخفاف البعير. وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا سبق غلا في خف أو حافر أو نصل، أراد: في ذي خف. وفي حديثه الأخر: تستن عليه بقوائمها وأخفافها، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ق ر ر. قال الراعي؛لها أمْرُها حتّى إذا ما تَبَوَّأتْ *** بأخْفَافِها مَأوىً تَبَوَّأ مَضْجَعا؛والخف -أيضًا-: واحد الخفاف التي تلبس.؛والخف من الأرض: أغلظ من النعل.؛وإما قوله؛يَحْمِلُ في سَحْقٍ من الخِفَافِ *** تَوَادِيًا سُوِّيْنَ من خِلافِ؛فأنه يريد به كنفًا اتخذ من ساق خف.؛وقولهم: رجع بخفي حنين. قال أبو عبيد: اصله أن حنينًا كان إسكافًا من أهل الحيرة؛ فساومه أعرابي بخفين حتى أغضبه؛ فأراد غيظ العرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فطرحه في الطريق؛ ثم ألقى الأخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الأخر لأخذته؛ ومضى فلما انتهى إلى الأخر ندم على تركه الول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ قال: جئتكم بخفي حنين، فذهبت مثلًا. يضرب عند الياس من الحاجة والرجوع بالخيبة.؛وقال ابن السكيت: حنين كان رجلًا شديدًا أدعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمر أن فقال: يا عم أنا ابن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب أبي هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع فقيل: رجع حنين بخفيه.؛والخف -بالكسر-: الخفيف، قال امرؤ القيس؛يَزلُّ الغُلامُ الخِفُّ عن صَهَواتِهِ *** ويُلْوي بأثْوابِ العَنِيْفِ المُثَقَّلِ؛ويقال -أيضًا-: خرج فلان في خف من أصحابه: أي في جماعة قليلة.؛وخفاف بن ندبة -وهي أمه-؛ وهو خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد، وخفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري -رضي الله عنهم-: لهما صحبة، وابن ندبة له شعر، وهو أحد غربان العرب.؛ورجل خفاف وخفيف: بمعنى، كطوال وطويل، قال أبو النجم؛وقد جَعَلْنا في وَضِيْنِ الأحبُلِ *** جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ؛أي: قلبه خفيف وبدنه ثقيل.؛وخف الشيء يخف خفة: صار خفيفًا، ومنه قول عطاء بن أبى رباح: خفوا على الأرض. قال أبو عبيد: وجهه عندي أنه يريد ذلك في السجود، يقول: لا ترسل نفسك على الأرض إرسالًا فيؤثر في جبهتك أثر السجود.؛وخفان: مأسدة قرب الكوفة، وأنشدوا؛شَرَنْبَثُ أطْرَافِ البَنَانِ ضُبَارِمٌ *** هَصْرٌ له في غِيْلِ خَفّانَ أشْبُلُ؛وأنشد الليث؛تَحِنُّ إلى الدَّهْنى بخَفّانَ ناقَتي *** وأيْنَ الهَوَى من صَضوْتِها المُتَرَنِّمِ؛والخفان: الكبريت.؛وقال الليث: الخفانة: النعامة السريعة. وكذلك ابن عباد. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا تصحيف، والصواب بالحاء المهملة. وخفت الأتن لعيرها: إذا أطاعته، قال الراعي؛نَفَى بالعِرَاكِ حَوَالِيَّها *** فَخَفَّتْ له خُذُفٌ ضُمَّرُ؛وقال ابن دريد: خفت الضبع تخف خفًا -بالفتح-: إذا صاحت. وقال ابن عباد: خفوف -مثال سفود-: الضبع.؛وخف القوم: أي ارتحلوا مسرعين، قال الخطل؛خَفَّ القطين فراحوا منك أو بكروا *** وأزعَجَتْهُمْ نَوىً في صَرْفِها غِيَرُ؛والخفيف: جنس من العروض مبني على "فاعلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلاتُنْ" ست مرات.؛وامرأة خفخافة: أي كأنَّ صوتها يخرج من منخريها.؛وقال المفضل: الخفوف: الطائر الذي يقال له الميساق؛ وهو الذي يصفق بجناحيه إذا طار.؛وضبعان خفاخف: كثير الصوت.؛وأخف الرجل: خفت حاله.؛وقال أبو زيد: أخف القوم: إذا كانت دوابهم خفافًا.؛وقول أبي الدرداء -رضي الله عنه-: إن بين أيدينا عقبة كؤودًا لا يقطعها إلا المخفف. هو من قولهم: أخف الرجل إذا خفت حاله ورقت، وكان قليل الثقل في سفره أو حضره.؛وعن مالك بن دينار: أنه وقع الحريق في دار كان فيها فاشتغل الناس بنقل المتعة، وأخذ مالك عصاه وجرابه ووثب؛ فجاوز الحريق وقال: فاز المخفون ورب الكعبة.؛ويقال: أقبل فلان مخفًا.؛وأخفه -أيضًا-: أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول عبد الملك بن مروان لبعض جلسائه: لا تغتابن عندي الرعية فانه لا يخفني.؛والتخفيف: ضد التثقيل، قال الله تعالى: {ذلكَ تَخْفيفٌ من رَبِّكُم ورَحْمَةٌ}.؛وتخفف: لبس الخف.؛وقول علي -رضي الله عنه-: يا رسول الله يزعم المنافقون انك استثقلني وتخففت مني. قالها حين استخلفه في أهله ولم يمض به إلى غزوة تبوك، فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى: أي طلبت الخفة بتخليفك إياي وتركك استصحابي.؛وقال ابن دريد: الخفخفة: صوت الضبع. وقال غيره: خفخفة الكلاب: أصواتها عند الكل.؛وقال ابن الأعرابي: خفخف: إذا حرك قميصه الجديد فسمعت له خفخفة أي صوت.؛والاستخفاف: ضد الاستثقال.؛وقوله تعالى: {ولا يَسْتَخِفَّنَّكَ الذين لا يُوْقِنون} أي لا يستفزنك ولا يستجهلنك، ومثله قوله: (فاسْتَخَفَّ قَوْمَه فأطاعُوه} أي حَمَلَهم على الخفة والجهل، يقال: استخفه عن رأيه: إذا حمله على الجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب.؛واستخفه الطرب: إذا أزال حلمه وحمله على الخفة، ومنه قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني قتلت أبا جهل، فاستخفه الفرح وقال: أرنيه.؛وقوله تعالى: {تَسْتَخِفُّوْنَها يَوْمَ ظَعْنِكم} أي يخف عليكم حملها.؛والتخاف: ضد التثاقل، ومنه حديث مجاهد -وسأله حبيب بن أبي ثابت فقال: أني أخاف أن يؤثر السجود في جبهتي- فقال: إذا سجدت فتخاف: أي ضع جبهتك على الأرض وضعًا خفيفًا من غير اعتماد. قال أبو عبيد: وبعض الناس يقول: فتجاف، والمحفوظ عندي بالخاء.؛والتركيب يدل على شيء يخالف الثقل والرزانة.

المعجم: 

العباب الزاخر