المعنى:
الخِصْبُ: نَقِيضُ الجَدْبِ، وهو كَثرةُ العُشْبِ، ورفَاغةُ العَيْشِ؛ قال الليث: والإخصابُ والاختِصابُ من ذلك. قال أَبو حنيفة: والكَمْأَةُ من الخِصْب، والجَرادُ من الخِصْبِ، وإنما يُعَدُّ خِصْباً إذا وقع إليهم، وقد جَفَّ العُشْبُ، وأَمِنُوا مَعَرَّتَه. وقد خَصَبَتِ الأَرضُ، وخَصِبَت خِصْباً، فهي خَصِبةٌ، وأَخْصَبَتْ إخصاباً؛ وقولُ الشاعر أَنشده سيبويه:
لقـــــــد خَشـــــــِيتُ أَنْ أَرَى جَـــــــدَبَّا،
فـــــي عامِنـــــا ذا، بَعْــــدَما أَخْصــــَبَّا
فرواه هنا بفتح الهمزة؛ هو كأَكْرَمَ وأَحسَنَ إلاَّ أَنه قد يُلْحَقُ في الوَقْفِ الحَرْفُ حَرْفاً آخر مثلَه، فيشدَّد حِرْصاً على البيانِ، لِيُعْلَم أَنه في الوَصْل مُتَحَرِّك، من حيث كان الساكِنانِ لا يَلْتَقِيانِ في الوَصْل، فكان سبيلُه إذا أَطْلَق الباء، أَن لا يُثَقِّلَها، ولكنه لما كان الوقفُ في غالِب الأَمر إنما هو عى الباء، لم يَحْفِل بالأَلف، التي زِيدَتْ عليها، إذ كانت غيرَ لازمةٍ فثَقَّل الحَرْفَ، على من قال: هذا خالدّ، وفَرَجّ، ويجْعَلّ، فلما لم يكن الضم لازماً، لأَن النصب والجرّ يُزِيلانِه، لم يُبالوا به. قال ابن جني: وحدثنا أَبو علي أَن أَبا الحسن رواه أَيضاً: بعدما إخْصَبَّا، بكسر الهمزة، وقطَعها ضرورةً، وأَجراه مُجْرَى اخْضَرَّ، وازْرَقَّ وغيرِه منَ افْعَلَّ، وهذا لا يُنْكَر، وإن كانت افْعَلَّ للأَلوانِ، أَلا تراهم قد قالوا: اصْوابَّ، وامْلاسَّ، وارْعَوَى، واقْتَوَى؟ وأَنشدَنا لِيَزيد بن الحَكَمِ:
تَبَـــــدَلْ خَلِيلاً بيــــ، كَشــــَكْلِكَ شــــَكْلُهُ،
فَــــإني، خَلِيلاً صــــالحاً، بكَــــ، مُقْتَـــوِي
فمِثالُ مُقْتَوِي مُفْعَلٌّ، مِنَ القَتْوِ، وهو الخِدْمةُ، وليس مُقْتَوٍ بمُفْتَعِلٍ، مِن القُوَّةِ، ولا مِن القَواءِ والقِيِّ؛ ومنه قول عَمْرو بن كُلْثُوم:
مــــــتى كُنَّــــــا لأُمِّـــــكَ مَقْتَوِينـــــا؟
ورواه أَبو زيد أَيضاً: مَقْتَوَيْنا، بفتح الواو.ومكانٌ مُخصِبٌ وخَصيبٌ، وأَرض خِصْبٌ، وأَرَضُون خِصْبٌ، والجمعُ كالواحد، وقد قالوا أَرَضُون خِصْبةٌ، بالكسر، وخَصْبةٌ، بالفتح: فَإما أَن يكون خَصْبةٌ مصدراً وُصِفَ به، وإما أَن يكون مخففاً من خَصِبةٍ.وقد قالوا أَخصابٌ، عن ابن الأَعرابي، يقال: بَلَدٌ خِصْبٌ وبَلَدٌ أَخْصابٌ، كما قالوا: بَلدٌ سَبْسَبٌ، وبلدٌ سَباسِبٌ، ورُمْح أَقصادٌ، وثوب أَسْمالٌ وأَخْلاقٌ، وبُرْمةٌ أَعشارٌ، فيكون الواحد يُراد به الجمعُ، كأَنهم جعلوه أَجْزاء.وقال أَبو حنيفة: أَخْصَبَتِ الأَرضُ خِصْباً وإخصاباً، قال: وهذا ليس بِشيءٍ لأَنّ خِصْباً فعْلٌ، وأَخْصَبَتْ أَفْعَلَتْ؛ وفِعلٌ لا يكون مصدراً لأَفْعَلَتْ.وحكى أَبو حنيفة: أَرض خَصِيبةٌ وخَصِبٌ، وقد أَخْصَبَتْ وخَصِبَتْ، قال أَبو حنيفة: الأَخيرة عن أَبي عبيدة، وعيشٌ خَصِبٌ مُخصِبٌ، وأَخْصَبَ القومُ: نالوا الخِصْبَ، وصاروا إليه، وأَخْصَب جَنابُ القوم، وهو ما حولهم. وفلان خَصِيبُ الجنابِ أَي خَصِيبُ الناحِيةِ. والرجلُ إذا كان كَثِيرَ خَيرِ المنزِلِ يقال: إنه خَصِيبُ الرَّحْل.وأَرضٌ مِخْصابٌ: لا تكاد تُجْدِبُ، كما قالوا في ضدّها: مِجْدابٌ.ورجل خَصِيبٌ: بَيِّنُ الخِصْبِ، رَحْبُ الجَنابِ، كَثيرُ الخَير.ومَكانٌ خَصِيبٌ: مِثْلُه؛ وقال لبيد:
هَبَطَـــــا تَبالـــــةَ مُخْصــــِباً أَهْضــــامُها
والمُخْصِبةُ: الأَرضُ المُكْلِئَةُ، والقومُ أَيضاً مُخْصِبُون إذا كثر طَعامُهم ولَبَنُهُم، وأَمْرَعَتْ بِلادُهم.وأَخْصَبتِ الشاءُ إذا أَصابَتْ خِصْباً. وأَخْصَبَتِ العِضاهُ إذا جَرَى الماءُ في عِيدانِها حتى يَصِلَ بالعُرُوقِ. التهذيب، الليث: إذا جَرَى الماءُ في عُود العِضاهِ، حتى يَصِلَ بالعُروق، قيل: قد أَخْصَبَتْ، وهو الإخْصابُ. قال الأزهري: هذا تصحيف مُنكر، وصوابه الإخْضابُ، بالضاد المعجمة، يقال: خَضَبَتِ العِضاهُ وأَخْضَبَتْ.الليث: الخَصْبةُ، بالفتح، الطَّلْعة، في لغة، وقيل: هي النَّخْلة الكثِيرة الحَمْلِ في لغة، وقيل: هي نَخْلة الدَّقَلِ، نَجْدِيَّةٌ، والجمع خَصْبٌ وخِصابٌ؛ قال الأَعشى:
وكلِّ كُمَيْتٍ، كَجذْعِ الخِصا_ب، يُرْدي على سَلِطاتٍ لُثُمْ
وقال بشر بن أَبي خازم:
كــــأَنَّ، عَلـــى أَنْســـائِها، عِـــذْقَ خَصـــْبةٍ
تَــــدَلَّى، مـــن الكـــافُورِ، غيـــرَ مُكَمَّـــمِ
أَي غير مَسْتُور. قال الأَزهري: أَخطأَ الليث في تفسير الخَصْبةِ.والخِصابُ، عند أَهْلِ البَحْرَينِ: الدَّقَلُ، الواحدةُ خَصْبةٌ.والعرب تَقُول: الغَداء لا يُنْفَجُ إلا بالخِصابِ، لكثرة حَمْلِها، إلا أَنَّ تَمْرها رَديءٌ، وما قال أَحدٌ إنَّ الطَّلْعةَ يقال لها الخَصْبة، ومن قاله فقد أَخْطأَ. وفي حديث وَفْدِ عبدِ القَيسِ: فأَقْبَلْنا مِن وِفادَتِنا، وإنما كانت عندَنا خَصْبةٌ، نَعْلِفُها إبِلَنا وحمِيرَنا.الخَصْبةُ: الدَّقَلُ، وجمعها خِصابٌ، وقيل: هي النخلة الكثيرة الحَمْل.والخُصْبُ: الجانِبُ، عن كراع، والجمع أَخْصابُ.والخِصْبُ: حَيَّةٌ بيضاء تكون في الجَبَلِ. قال الأَزهري: وهذا تصحيف، وصوابه الحِضْبُ، بالحاءِ والضاد، قال: وهذه الحروف وما شاكلها، أُراها منقولة من صُحُفٍ سَقيمة إلى كتابِ الليث، وزِيدَت فيه، ومَن نَقَلَها لم يَعْرف العربية، فصَحَّفَ وغيَّر فأَكْثر.والخَصِيبُ: لَقَبُ رَجُل من العرب.