المعنى:
خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. والخِزامَةُ: بُرَةٌ، حَلقَةٌ تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، وقيل: هي حَلقةٌ من شَعَرٍ تجعل في وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بها الزِّمامُ؛ قال الليث: إن كانت من صُفْرٍ فهي بُرَة، وإِن كانت من شعر فهي خِزامةٌ، وقال غيره: كل شيء ثَقَبْتَهُ فقد خَزَمْتَهُ: قال شمر: الخِزامَةُ إذا كانت من عَقَبٍ فهي ضانَةٌ. وفي الحديث: لا خِزامَ ولا زِمامَ؛ الخِزامُ جمع خِزامةٍ وهي حلقة من شعر تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، كانت بنو إِسرائيل تَخزِمُ أُنوفها وتَخْرِقُ تَراقِيَها ونحو ذلك من أَنواع التعذيب، فوضعه الله عن هذه الأُمَّةِ، أَي لا يُفْعَلُ الخِزامُ في الإِسلام، وفي الحديث: وَدَّ أَبو بكر أَنه وجَدَ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عَهْداً وأَنه خُزِمَ أَنفُه بخِزامَةٍ. وفي حديث أَبي الدرداء: اقْرَأْ عليهم السَّلام ومُرْهُمْ أَن يُعْطوا القرآن بخَزائمهم؛ قال ابن الأَثير: هي جمع خِزامةٍ، يريد به الانقيادَ لحكم القرآن وإِلقاءَ الأَزِمَّةِ إِليهِ، ودخولُ الباء في خَزائمهم مع كون أَعطى يتعدَّى إِلى مفعولين كقوله أعْطىبيده إذا انقاد ووَكَلَ أَمْرَهُ إِلى من أطاعه وعَنَا له، قال: وفيها بيانُ ما تضَمَّنَتْ من زيادة المعنى على معنى الإِعطاء المُجَرَّدِ، وقيل: الباء زائدة، وقيل: يَعْطوا، بفتح الياء، من عَطا يَعْطُو إذا تناول، وهو يتعدى إِلى مفعول واحد، ويكون المعنى أَن يأْخذوا القرآن بتمامه وحَقّه كما يُؤخَذُ البعيرُ بِخزامَتِه، قال: والأَول الوَجْهُ.والمُخَزَّمُ: من نعت النَّعام، قيل له مُخَزَّمٌ لثَقْب في مِنْقارِهِ، وقد خَزَمَهُ يَخْزِمُهُ خَزْماً وخَزَّمَه. وإِبل خَزْمَى: مُخَزَّمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
كأَنهـــــا خَزْمَـــــى ولـــــم تُخَـــــزَّمِ
وذلك أَن الناقة إذا لقِحَتْ رفعت ذَنَبَها ورأْسها، فكأَنَّ الإِبل إذا فعلت ذلك خَزْمَى أَي مشدودةُ الأُنوف بالخِزامةِ وإِن لم تُخَزَّمْ.والخَزْماءُ: الناقة المشقوقة المَنْخِرِ. ابن الأَعرابي: الخَزْماءُ الناقة المشقوقة الخِنَّابَةِ وهي المَنْخِرُ، قال: والزَّخْماءُ المُنْتِنَةُ الرائحة، وكل مثقوب مَخزُومٌ. وخَزَمْتُ الجَرادَ في العُود: نَظَمْتُهُ. وخَزَمْتُ الكتاب وغيره إذا ثَقَبْتَهُ، فهو مَخْزُومٌ. ابن الأَعرابي: الخُزُمُ الخَرَّازونَ. وفي حديث حُذَيفة: إِن الله يصنع صانِعَ الخَزَمِ ويصنع كلَّ صَنْعَةٍ؛ يريد أَن الله يخلق الصِّناعة وصانِعها سبحانه وتعالى. قال أَبوعبيد: في قول حُذَيْفَةَ تَكذيبٌ لقول المعتزلة إِن الأَعمال ليست بمخلوقة، ويصدّق قولَ حذيفة قولُ الله تعالى: والله خلقكم وما تعملون؛ يعني نَحْتَهُمْ للأَصنام يعملونها بأَيديهم، ويريد بصانع الخَزَمِ صانِعَ ما يُتَّخَذُ من الخَزَمِ، والطير كلها مَخْزُومَةٌ ومُخَزَّمَةٌ لأَن وَتَراتِ أُنوفِها مثقوبة، وكذلك النَّعامُ؛ قال:
وأَرْفَــــعُ صــــوتي للنعــــام المُخَـــزَّمِ
وخِزامةُ النعلِ: السير الدقيق الذي يَخْزِمُ بين الشِّراكَيْنِ، وشِراك مَخْزُومٌ ومَشْكوكٌ. وتَخَزَّمَ الشوكُ في رجله: شَكَّها ودخل فيها؛ قال القطاميّ:
ســَرَى فــي جَلِيــدِ اللَّيْلِــ، حــتى كأَنمـا
تَخَــــزَّمَ بــــالأَطْراف شــــَوْكُ العَقـــارِبِ
وخازَمَه الطريقَ: أَخذ في طريق وأَخذ غيره في طريق حتى التقيا في مكان واحد، قال: وهي المُخاصَرَةُ. والمُخازَمَةُ: المعارضةُ في السير؛ قال ابن فَسْوَةَ:
إِذا هـــو نَحَّاهـــا عــن القَصــْدِ خــازَمَتْ
بــه الجَــوْرَ، حــتى يســتقيم ضـُحَى الغَـدِ
ذكر ناقته أَن راكبها إذا جارَ بها عن القصد ذهبَتْ به خلاف الجَوْر حتى تغلبه فتأْخذ على القَصد؛ وأَما قوله:
قطعــــتُ مــــا خــــازَمَ مـــن مُـــزْوَرِّهِ
فمعناه ما عَرَضَ لي منه.وريح خازِمٌ: باردة؛ عن كراع؛ وأَنشد:
تُراوِحُهـــــا إِمَّــــا شــــَمالٌ مُســــِفَّةٌ،
وإِمَّــا صــَباً، مــن آخِــرِ الليْلِــ، خـازِمُ
والذي حكاه أَبو عبيد خارِمٌ، بالراء.والخَزَمُ، بالتحريك: شجر له ليفٌ تُتَّخذ من لحائه الحبال، الواحدة خَزَمَةٌ؛ وأَنشد قول أُميَّة:
وانْبَعَثَـــــــتْ حَرْجَــــــفٌ يَمانِيَــــــةٌ،
يَيْبَــــــسُ منهــــــا الأَراكُ والخَـــــزَمُ
وقال ساعِدَةُ:
أَفْنــــادُ كَبْكَـــبَ ذاتِ الشـــَّثِّ والخَـــزَمِ
وأَنشد ابن بري:
مثـــــل رِشـــــاء الخَــــزَمِ المُبْتَــــلِّ
التهذيب: الخَزَمُ شجر؛ وأَنشد الأَصمعي:
فـــــي مِرْفَقَيْـــــهِ تَقـــــارُبٌ، ولَــــهُ
بِرْكَـــــــةُ زَوْرٍ كجَبْــــــأَة الخَــــــزَمِ
أَبو حنيفة: الخَزَمُ شجر مثل شجر الدَّوْمِ سواء، وله أَفنان وبُسْرٌ صغار، يَسْوَدّ إذا أَيْنَعَ، مُرٌّ عَفِصٌ لا يأْكله الناس ولكن الغرْبان حريصة عليه تَنْتابُهُ، واحدته خَزَمَةٌ. والخَزَّامُ: بائع الخَزَمِ، وسوق الخَزَّامينَ بالمدينة معروف.والخَزَمةُ: خُوصُ المُقْل تُعمَلُ منه أَحْفاشُ النساء.والخُزامَى: نبت طيب الريح، واحدته خُزاماة؛ وقال أَبو حنيفة: الخُزامى عُشْبَةٌ طويلة العيدان صغيرة الورق حمراء الزهرة طيبة الريح، لها نَوْرٌ كنَوْرِ البَنَفْسَجِ، قال: ولم نجد من الزَّهْرِ زَهْرةً أَطيبَ نَفْحَة من نفحة الخُزامَى؛ وأَنشد:
لقــــد طَرَقَـــتْ أُمُّ الظِّبـــاءِ ســـَحَابَتِي،
وقـــد جَنَحَـــتْ للغَــوْرِ أُخْــرى الكــواكبِ
بريـــحِ خُزامَـــى طَلَّـــةٍ مـــن ثِيابِهــا،
ومِـــنْ أَرَجٍ مـــن جَيِّـــدِ المِســـْكِ ثــاقِبِ
وهي خِيرِيُّ البَرِّ؛ قال امرؤ القيس:
كــــأَن المُــــدامَ وصــــَوْبَ الغَمــــام،
ورِيــــحَ الخُزامَــــى ونَشــــْرَ القُطُــــرْ
والخَزُومَةُ: البقرة، بلغة هُذَيْلٍ؛ قال أَبو دُرَّةَ الهُذَليّ
إِن يَنْتَســــِبْ يُنْســـَبْ إِلـــى عِـــرْقٍ وَرِبْ:
أَهْـــــلِ خَزُومـــــاتٍ وشـــــَحَّاجٍ صــــَخِبْ
وقيل: هي المُسِنَّةُ القصيرة من البقر، والجمع خَزائمُ وخُزُمٌ وخَزُومٌ، وقيل الخَزُومُ واحد؛ وقوله:
أَرْبـــــابُ شـــــاءٍ وخَـــــزُومٍ ونَعَــــمْ
يدل على أَنه جمع على حدِّ السَّعَةِ والاختيار، وإِن كان قد يجوز أَن يكون واحداً؛ وأَنشد ابن بري لابن دارَةَ:
يــا لعنــةَ اللــه علــى أَهْــلِ الرَّقَمْــ،
أَهــــلِ الـــوَقِيرِ والحَميـــرِ والخُزُمْـــ،
والأَخزم: الحَيَّةُ الذكر. وذكَرٌ أَخْزَمُ: قصير الوَتَرَةِ، وكَمَرَةٌ خَزْماءُ كذلك؛ قال الأَزهري: الذي ذكره الليث في الكَمَرَةِ الخَزْماءِ لا أعرفه، قال: ولم أَسمع الأَخْزَمَ في اسم الحيَّات، وقد نظرت في كتب الحيَّات فلم أَر الأَخْزَمَ فيها؛ وقال رجل لبُنَيٍّ له أَعجبه:
شِنْشـــــِنَةٌ أَعْرفُهـــــا مـــــن أَخْــــزَمِ
أَي قَطَران الماءمن ذَكر أَخْزَمَ، وقيل: أَخْزَمُ قطعة من جبل. وأَبو أَخْزَمَ: جَدُّ أَبي حاتِمِ طَيِّءٍ أَو جَدُّ جدّه، وكان له ابن يقال له أَخْزَمُ فمات أَخْزَمُ وترك بَنين فوثبوا يوماً في مكان واحد على جدهم أَبي أَخْزَمَ فأَدْمَوْه فقال:
إِنَّ بَنِـــــــيَّ رَمَّلُــــــوني بالــــــدَّمِ،
شِنْشـــــِنَةٌ أَعْرِفهـــــا مــــن أَخْزَمِــــ،
مــــن يَلْـــقَ آســـادَ الرجـــالِ يُكْلَـــمِ
كأَنه كان عاقّاً، والشِّنْشِنةُ: الطبيعة أَي أَنهم أَشبهوا أَباهم في طبيعته وخُلُقِه.والخَزْمُ، بالزاي، في الشعر: زيادة حرف في أَول الجزء أَو حرفين أَو حروف من حروف المعاني نحو الواو وهل وبل، والخَرْمُ: نقصان؛ قال أَبو إِسحق: وإِنما جازت هذه الزيادة في أَوائل الأَبيات كما جاز الخَرْمُ، وهو النقصان في أَوائل الأَبيات، وإِنما احْتُمِلَتِ الزيادةُ والنقصانُ في ا لأَوائل لأَن الوزن إِنما يستبين في السمع ويظهر عَوارُهُ إذا ذهبتَ في البيت، وقال مرة: قال أَصحاب العروض جازت الزيادة في أَول الأَبيات ولم يُعْتَدَّ بها كما زيدت في الكلام حروفٌ لا يُعْتَدُّ بها نحو ما في قوله تعالى: فَبما رَحْمةٍ من اللهِ لِنْتَ لهم؛ والمعنى فبرحمةٍ من الله، ونحو: لئِلاَّ يعلم أَهلُ الكتاب، معناه لأَنْ يعلم أَهلُ الكتاب، قال: وأَكثر ما جاء من الخَزْمِ بحروف العطف، فكأَنك إِنما تعطف ببيت على بيت فإِنما تحتسب بوزن البيت بغير حروف العطف؛ فالخَزْمُ بالواو كقول امرئ القيس:
وكـــأَنَّ ثَبِيـــراً، فــي أَفــانينِ وَدْقِهِــ،
كــــبيرُ أُنــــاسٍ فـــي بِجـــادٍ مُزَمَّـــلِ
فالواو زائدة، وقد رويت أَبيات هذه القصيدة بالواو، والواو أَجود في الكلام لأَنك إذا وَصَفْتَ فقلت كأَنه الشمسُ وكأَنه الدُّرُّ كان أَحسن من قولك كأَنه الشمسُ كأَنه الدُّرُّ، بغير واو، لأَنك أَيضاً إذا لم تعطف لم يَتَبَيَّنْ أَنك وصفتَه بالصفتين، فلذلك دخل الخَزْمُ؛ وكقوله:
وإِذا خَرَجَـــتْ مـــن غَمْـــرَةٍ بعــد غَمْــرَةٍ
فالواو زائدة. وقد يأْتي الخَزْمُ في أَول المِصْراعِ الثاني؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
بــــــل بُرَيْقـــــاً بِـــــتُّ أَرْقُبُهُـــــ،
بَــــــلْ لا يُــــــرى إِلا إذا اعْتَلَمـــــا
فزاد بَلْ في أَول المصراع الثاني وإِنما حَقُّه:
بــــــل بُرَيْقـــــاً بِـــــتُّ أَرقبهـــــ،
لا يُــــــــــرى إِلا إذا اعْتَلَمــــــــــا
وربما اعْتَرَضَ في حَشْوِ النصف الثاني بين سَببٍ ووَتِدٍ كقول مَطرِ بن أَشْيَمَ:
الفَخْـــــرُ أَوَّلُـــــهُ جَهْلٌــــ، وآخــــره
حِقْـــدٌ إذا تُـــذُكِّرَتِ الأَقـــوالُ والكَلِـــمُ
فإِذا هنا معترضة بين السبب الآخر الذي هو تَفْ وبين الوتد المجموع الذي هو عِلُنْ؛ وقد زادوا الواو في أَول النصف الثاني في قوله:
كُلَّمـــــا رابَـــــكَ مِنِّـــــي رائبٌـــــ،
ويَعْلَــــمُ العـــالِمُ مِنـــي مـــا عَلِـــمْ
وزادوا الباء؛ قال لبيد:
والهَبـــــــانِيقُ قِيـــــــامٌ مَعَهُــــــمْ
بكُـــــلِّ مَلْثـــــومٍ، إذا صــــُبَّ هَمَــــل
وزادوا ياء أَيضاً؛ قالوا:
يا نَفْسِ أَكْلاً واضْطِجا_عاً، يا نَفْسِ لَسْتِ بخالِدَه
والصحيح:
يـا نفـسِ أَكْلاً واضـطجا_عاً، نَفْسِ لَسْتِ بخالده
وكقوله:
يــا مَطَــرُ بــن ناجِيــةَ بــن ذِرْوَةَ إِننـي
أُجْفىــــ، وتُغْلَــــقُ دوننــــا الأَبْـــوابُ
وقد يكون الخَزْمُ بالفاء كقوله:
فَنَــــــــرُدّ القِـــــــرْنَ بـــــــالقِرْنِ
صــــــــــــــَريعَيْنِ رُدافـــــــــــــى
فهذا من الهَزَجِ، وقد زيد في أَوله حرف؛ وخَزَمُوا بِبَلْ كقوله:
بــل لــم تَجْزَعُــوا يــا آل حُجْــرٍ مَجْزَعـا
وقال:
هَــــــل تَــــــذَكَّرُونَ إِذْ نُقــــــاتِلكُمْ،
إِذ لا يَضـــــــُرُّ مُعْـــــــدِماً عَــــــدَمُهْ
وخَزَمُوا بنَحْنُ قال:
نَحْـنُ قَتَلْنـا سـَيِّدَ الخَـزْرَ_جِ سـَعْدَ بن عُبادَهْ
ونظير الخَزْمِ الذي في أَول البيت ما يُلْحِقُونَهُ بعد تمام البناء من التَّعدِّي والمُتَعَدِّي، والغُلُوّ والغالي. والأَخْزَمُ: قطعة من جبل. وخُزام: موضع؛ قال لبيد:
أَقْـــــوَى فَعُـــــرِّيَ واســــِطٌ فبَرامُــــ،
مـــــن أَهلهـــــ، فصــــُوائِقٌ فَخُــــزامُ
ومَخْزُومٌ: أَبو حَيٍّ من قُرَيْشٍ، وهو مَخْزُوم بن يَقَظَةَ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غالب. وبِشْرُ بن أَبي خازِمٍ: شاعر من بني أَسَد.