خرع

المعنى: 

الخَرَعُ، بالتحريك، والخَراعةُ: الرخاوةُ في الشيء، خَرِعَ خَرَعاً وخَراعةً، فهو خَرِعٌ وخَرِيعٌ؛ ومنه قيل لهذه الشجرة الخِرْوَع لرَخاوته، وهي شجرة تَحْمل حَبّاً كأَنه بيضُ العصافِير يسمى السِّمْسم الهندي، مشتق من التَّخرُّعِ، وقيل: الخِرْوَعُ كل نبات قَصيفٍ رَيّانَ من شجر أَو عُشْب، وكلّ ضعيفٍ رِخْو خَرِعٌ وخَرِيعٌ؛ قال رؤبة:
لا خَـــرِعَ العظْـــمِ ولا مُوَصـــَّما

وقال أَبو عمرو: الخَرِيعُ الضعيف. قال الأَصمعي: وكلّ نَبْتٍ ضعيفٍ يتثنى خِرْوَعٌ أَيَّ نَبت كان؛ قال الشاعر:
تُلاعِــبُ مَثْنَــى حَضــْرَمِيٍّ، كــأَنّه
تعَمُّــجُ شـَيْطانٍ بـذِي خِـرْوَعٍ قَفْـر
ولم يجئ على وزن خِرْوَعٍ إِلاَّ عِتْوَدٌ، وهو اسم وادٍ، ولهذا قيل للمرأَة الليِّنةِ الحسْناء: خَرِيعٌ، وكذلك يقال للمرأَة الشابّة الناعمة اللينة.وتَخَرَّع وانخرَع: استرْخَى وضَعُفَ ولان، وضَعُف الخوّار. والخَرَعُ: لينُ المَفاصِل. وشَفة خَرِيعٌ: ليّنةٌ. ويقال لِمِشْفَرِ البعير إذا تدلَّى: خَرِيعٌ؛ قال الطرمّاح:
خَرِيــعَ النَّعْـوِ مُضـْطَرِبَ النَّـواحِي
كـــأَخْلاقِ الغَرِيفـــةِ ذي غُضــونِ
وانخَرَعَت كَتِفُه: لغة في انْخَلَعَت. وانْخَرَعَت أَعضاء البعير وتخرَّعت: زالت عن موضعها؛ قال العجاج:
ومَـــن هَمَزْنـــا عِــزَّه تخرَّعــا

وفي حديث يحيى بن كثير أَنه قال: لا يُجزئ في الصدقة الخَرِعُ، وهو الفَصِيل الضعيف، وقيل: هو الصغير الذي يَرْضَع. وكلُّ ضعيف خرِعٌ. وانخرع الرجل: ضعف وانكسر، وانخرَعْتُ له: لِنْتُ. وفي حديث أَبي سعيد الخدري: لو سمع أَحدكم ضَغْطةَ القبر لخَرِعَ أَو لَجَزِعَ. قال ابن الأَثير: أَي دَهِشَ وضعُف وانكسر. والخَرَعُ: الدَّهَشُ، وقد خَرِعَ خَرَعاً أَي دَهِشَ. وفي حديث أَبي طالب: لولا أَنَّ قريشاً تقول أَدركه الخَرَعُ لقلتها، ويروى بالجيم والزاي، وهو الخَوْف. قال ثعلب: إِنما هو الخَرَعُ، بالخاء والراء. والخَرِيعُ: الغُصْن في بعض اللغات لنَعمَتِه وتَثَنِّيه.وغُصْنٌ خَرِعٌ: لَيِّنٌ ناعِمٌ؛ قال الراعي يذكر ماء:
مُعانِقـاً سـاقَ رَيّـا سـاقُها خَـرِع

والخَرِيعُ من النساء: الناعمةُ، والجمع خُورعٌ وخَرائعُ؛ حكاهما ابن الأَعرابي. وقيل: الخَرِيعُ والخَرِيعةُ المتكسرة التي لا تَرُدّ يدَ لامِس كأَنها تَتخَرَّع له؛ قال يصف راحلته:
تَمْشـِي أَمـامَ العِيسـِ، وهـي فيها
مَشــْيَ الخَرِيــعِ تركَــتْ بَنِيهــا
وكلُّ سرِيع الانكِسارِ خَرِيعٌ. وقيل: الخَرِيعُ الناعمةُ مع فُجور، وقيل: الفاجِرةُ من النساء، وقد ذهب بعضهم بالمرأَة الخَرِيع إِلى الفُجور؛ قال الراجز:
إِذا الخَرِيـعُ العَنْقَفِيـرُ الحُـذَمهْ
يَؤُرُّهــا فَحْــلٌ شــَدِيدُ الصــُّمَمهْ
وقال كثير:
وفيهـنَّ أَشـْباهُ المَها رَعَتِ المَلا
نَـواعمُ بِيـضٌ فـي الهَوَى غَيْرُ خُرَّعِ
وإِنما نفى عنها المَقابِحَ لا المَحاسِن أَراد غير فواجِرَ وأَنكر الأَصمعي أَن تكون الفاجِرةَ، وقال: هي التي تَثنَّى من اللِّين؛ وأَنشد لعُتَيْبةَ بن مِرْداس في صفة مِشْفر بعير:
تَكُـفُّ شـبا الأَنيـابِ عنهـا بِمشْفَرٍ
خَرِيعٍــ، كسـِبْتِ الأَحْـوريّ المُخَصـَّرِ
وقيل: هي الماجِنةُ المَرِحةُ. والخَراوِيعُ من النساء: الحِسان.وامرأَة خِرْوعةٌ: حسَنةٌ رَخْصةٌ لَيِّنةٌ؛ وقال أَبو النجم:
فهــي تَمَطَّــى فــي شـَبابٍ خِـرْوَعِ

والخَرِيعُ: المُرِيبُ لأَن المُريب خائف فكأَنه خَوَّارٌ؛ قال:
خَريـع مـتى يَمْـشِ الخَـبيثُ بأَرضِه
فــإِنَّ الحَلالَ لا مَحالــةَ ذائِقُــهْ
والخَراعةُ: لغة في الخَلاعة، وهي الدَّعارةُ؛ قال ابن بري: شاهده قول ثعلبة بن أَوْس الكلابي:
إِنْ تُشـــْبِهيني تُشــْبِهي مُخَرَّعــا

خَراعــةً مِنِّــي ودِينــاً أَخْضـَعا،

لا تَصــْلُح الخَــوْدُ عليهــنَّ مَعـا

ورجل مُخَرّع: ذاهب في الباطل.واخْتَرع فلان الباطل إذا اخترقه. والخَرْعُ: الشقُّ. وخَرَعَ الجلدَ والثوبَ يَخْرَعه خَرْعاً فانْخرع: شقّه فانشقَّ. وانْخَرَعتِ القَناةُ إذا انشقَّتْ، وخَرَعَ أُذنَ الشاةِ خَرْعاً كذلك، وقيل: هو شقُّها في الوسط. واخْتَرَع الشيء: اقتَطَعه واخْتَزَلَه، وهو من ذلك لأَن الشقَّ قطع.والاختِراعُ والاخْتِزاعُ: الخِيانةُ والأَخذُ من المالِ. والاختِراعُ: الاستِهلاكُ. وفي الحديث: يُنْفَقُ على المُغيبةِ من مال زوجها ما لم تَخترِعْ مالَه أَي ما لم تَقْتَطِعْه وتأْخذه؛ وقال أَبو سعيد: الاختراعُ ههنا الخيانة وليس بخارج من معنى القَطْع، وحكى ذلك الهروي في الغريبين.ويقال: اخْترعَ فلان عوداً من الشجرة إذا كسرها. واخْترعَ الشيء: ارْتَجَلَه، وقيل: اخْترعه اشتقَّه، ويقال: أَنشأَه وابْتَدَعه، والاسم الخِرْعةُ.ابن الأَعرابي: خَرِعَ الرجل إذا استرخَى رأْيُه بعد قُوَّة وضَعُف جسمه بعد صَلابة.والخُراعُ: داء يُصيب البعير فيَسْقُط ميتاً، ولم يَخُصّ ابن الأَعرابي به بعيراً ولا غيره، إِنما قال: الخُراعُ أَن يكون صحيحاً فيقع ميِّتاً.والخُراعُ: الجُنون، وقد خُرِعَ فيهما، وربما خُصَّ به الناقةُ فقيل: الخُراعُ جُنون الناقة. يقال: ناقة مَخْروعة. الكسائي: من أَدواء الإِبل الخُراعُ وهو جُنونُها، وناقة مَخْروعةٌ، وقال غيره: خَرِيعٌ ومَخْروعةٌ وهي التي أَصابها خُراع وهو انقطاع في ظهرها فَتُصبِح باركةً لا تقوم، قال: وهو مَرض يُفاجئُها فإِذا هي مَخروعةٌ. وقال شمر: الجُنونُ والطَّوَفانُ والثَّوَلُ والخُراعُ واحد. قال ابن بري: وحكى ابن الأَعرابي أَن الخُراعَ يُصِيبُ الإِبل إذا رَعَتِ النَّدِيّ في الدَّمَن والحُشوش؛ وأَنشد لرجل هجا رجلاً بالجَهْل وقلة المعرفة:
أَبُـوك الـذي أُخْـبرْتُ يَحْبِـسُ خَيْلَه
حِذارَ النَّدَى، حتى يَجِفَّ لها البَقْلُ
وصفَه بالجهل لأَنَّ الخيل لا يَضُرُّها الندى إِنما يَضرّ الإِبل والغنم.والخَرِيعُ والخِرِّيعُ: العُصْفُر، وقيل: شجرةٌ. وثوب مُخَرَّع: مَصْبوغ بالخَرِيع وهو العُصْفر.وابن الخَرِيع: أَحَدُ فُرْسان العرب وشُعرائها.وخَرِعَت النخلة أَي ذهَب كَرَبُها.

المعجم: 

لسان العرب