حيس

المعنى: 

الحَيْس: الخَلْط، ومنه سُمِّيَ الحَيْس، وهو تمر يُخْلَط بسَمْن وأقِطٍ ثم يعجن عجناٍ شديدًا حتى يَنْدُرَ منه نَواه واحِدة واحِدة؛ ثم يُسَوَّى كالثَّريد وهي الوطيئة -أيضًا-؛ إلاّ أنَّ الحَيْسَ ربَّما جعل فيه السَّويق، فأما في الوَطيئَةِ فلا. يقال: حاسَ الحَيْسَ يَحِيْسُه حَيْسًا، قال ؛ التمر والسَّمن معًا ثم الأقِطْ *** الحَيسُ إلاّ أنَّه لم يَخْتَلِطْ ؛ وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أعتقَ صفيَّة وتزوَّجَها وجَعَلَ عِتْقَها صَدَاقَها وأوْلَمَ عليها بِحَيْسٍ. ؛ وقال الأصمعي: قال لي الرشيد: فُطِمْتُ على الحَيْسِ والمَوْزِ. ؛ وقال سيبويه والآمدي: قال هُنَيُّ بن أحمر. وقال ابن السِّيرافي: قال زرافة الباهلي. وقال أبو رِياش: قال هَمّام بن مُرَّة أخو جَسّاس بن مُرَّة. وقال الأصفهاني: قال ضمرة بن ضمرة. وقال ابن الأعرابي: انَّه قيل قبل الإسلام بخمس مائة عام. وقال ابن الكَلْبي في جمهرة النسب: قال الأحمر واسمه عمرو بن الحارث بن عبد مَناة بن كِنانة. وقال غيرهم: قال عمرو بن الغَوث بن طّيِّئٍ. قال الصَّغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: الصحيح أنَّه لعمرو بن الغوث بن طيِّئ، وسبب هذا الشعر أنَّه بينما طّيِّئٌ، كان جالِسًا مع ولده بالجَبَلَين إذ أقبَلَ الأسود بن عفَّان بن الضَّبور الحُدَيسيُّ فقال: من أدخَلَكُم بلادي؟ اخرجوا منها، فقال طيِّئٌ: البلادُ بِلادُنا. ثم تواعدا للقتال، فقال طيِّئٌ لجُندَبِ بن خارِجَة بن سعد بن فُطرَة بن طيِّئٍ؛ وأمُّهُ جَديلَة: قاتِلْ عن مَكْرُمَتِكَ، فأبَت أُمُّهُ أن يُقاتِل، فقال طيِّئٌ لعمرو بن الغوث بن طيِّئ: فَدونَكَ يا عمرو الرجُل فقاتِلْهُ، فأنشأ يقول، وهو أوَّل من قال الشعرَ في طيِّئٍ بعد طيِّئٍ ؛ يا طيِّئ أخبرني فلَسْتَ بكاذِبٍ *** وأخوكَ صادِقُكَ الذي لا يكذِبُ ؛ أمِنَ القضيَّةِ أن إذا اسْتَغْنَيْتُمُ *** وأمنتم فأنا البعيدُ الأجنبُ ؛ وإذا الشدائدُ بالشدائِدِ مَرَّةً *** أحْجَرْنَكُم فأنا الحبيبُ الأقرَبُ ؛ عجَبٌ لتلكَ قضيَّةٌ وإقامتي *** فيكُم على تلك القضيَّةِ أعجَبُ ؛ ولكم معًا طِيْبُ المياهِ ورِعْيُها *** ولِيَ الثِّمَادُ ورِعْيُهُنَّ المُحْدِبُ ؛ هذا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بعينِهِ *** لا أُمُّ لي إنْ كان ذاكَ ولا أبُ ؛ أإذا تكونُ كَريهَةٌ أُدعى لها *** وإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعى جُنْدَبُ ؛ عَجَبٌ: رفعُ بالإبتداء، ولِتِلْكَ: خَبَرُه، وقَضِيَّةً: حال. ؛ وفي المثل: عادَ الحَيْسُ يُحاس: أي عاد الفاسِدُ يَفْسَد، ومعناه أن تقول لصاحبك: إنَّ هذا الأمرَحَيْسٌ؛ أي ليس بِمُحْكَمْ ولا جيِّد وهو رديءٌ، وأنشد شَمِرٌ ؛ تَعِيْبِيْنَ أمرًا ثم تأتين مثلهُ *** لقد حاس هذا الأمرُ عندَكِ حائسُ ؛ وأصل المثل: أنَّ امرأةً وجدت رجُلاُ على فُجُورٍ فعيَّرتهُ فُجُورَهُ، فلم تلبث أن وجدها الرجل على مثل ذلك. وقيل: انَّ رجلًا أُمِرَ بأمرٍ فلم يُحْكِمْهُ؛ فَذَمَّهُ آخر فجاءَ بِشَرٍ منه، فقال الآمِرُ: عادَ الحَيْسُ يُحَاسُ. ؛ وقال الفرّاء: يقال قد حِيْسَ حَيْسُهم: إذا دَنا هلاكهم. ؛ وقال ابن دريد: رجلٌ مَحْيُوْسٌ: إذا وَلَدَتْهُ الإماءُ من قِبَلِ أبيه وأُمِّه، أخرجه على الأصل، والوجه أن يكون مَحيسًا -مثل مَخيط-. وفي حديث أهل البيت -رِضوان الله عليهم-: لا يُحِبُّنا اللُّكَعُ ولا المَحْيُوْسُ، كأنَّه مأخوذ من الحَيْسِ وهو الخَلْطُ. ؛ وقال ابن فارس: حِسْتُ الحَبْلَ أحِيْسُه حَيْسًا: إذا فَتَلْتَه، لأنَّه إذا فَتَلَه تداخَلَتْ قواه وتَخالَطَتْ. ؛ والتَّركيب يدل على الخَلْطِ.

المعجم: 

العباب الزاخر