المعنى:
الأصمعي: يقال تَرَكتُ فلانًا يَحوسُ بَني فلانٍ: أي يتخلَّلَهُم ويطلب فيهم. وانَّه لَحَوَّاس عَوّاس: أي طَلاّبٌ باللَّيلِ. ؛ والذئب يحوس الغنم: أي يتخلّلها ويفرِّقُها. وحَمَل فلان على القوم فَحَاسَهُم. وفي ذِكْر أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّهم حاسُوا العدوَّ يوم أُحُدٍ ضربًا حتى أجهضوهم عن أثقالهم؛ وأنَّ رجلًا من المشركين جميع الأمة كان يحوز المسلمين ويقول: استَوْسِقُوا كما تَسْتَوْسِق جُرْب الغنم، فضربه أبو دُجانَة؟ رضي الله عنه- على حَبْلٍ عاتِقِه ضربةً بلغت وِركَه». وفي حديث عُمَرَ؟ رضي الله عنه-: أنَّه ذَكَرَ فلان شيئًا فقال له عمر -رضي الله عنه-: بل تَحوسُكَ فِتْنَةٌ. قال العَدَبَّسُ الأعرابي الكِنانيُّ: أي تخالط قلبك وتحثُّكَ على ركوبها، قال العجّاج ؛ طاف الخيالان فهاجا سَقَما *** خيالُ تُكمى وخيالُ تُكْتَما ؛ مرّا بنا والليل قد تصرَّما *** بين نهارٍ وإذا ما أظلما ؛ باتا يحوسانِ وقد تجرَّما *** ليلُ التَّمامِ غير عِنْكٍ أدْهما ؛ بالخَيفِ من مكَّةَ ناسا نُوَّما *** ؛ ويَروى: "بالجِزْعِ من يَثْرِبَ". ؛ وحاسُوا خلال الديارِ وجاسوا. ؛ والخُطوب الحوَّس: هي الأمور التي تنزل بالقوم وتَغشاهم وتتخلل ديارَهم، قال الحُطَيئَة يهجو أباه وأُمَّه وبني بجاد ؛ رَهْطُ ابن جحشَ في الخُطُوبِ أذِلَةُ *** دُسْمُ الثيابِ قناتُهُم لم تُضرَسِ ؛ بالهَمْزِ من طولِ الثَّقافِ وجارُهُم *** يُعطى الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ ؛ وحاسَتِ المرأةُ ذيلها حَوسًا: إذا سَحَبَتْهُ، وامرأة حَوساء الذيل، وأنشد شَمِرٌ ؛ قد عَلِمَت صفراءُ حَوْساءُ الذَّيل ؛ والمُحْثَلُ بن الحَوْساء: شاعر. ؛ وقال ابن الأعرابي: الحَوْساء: الناقة الكثيرة الأكل، وابِلٌ حُوْسٌ. ؛ ويقال إبِلٌ حوسٌ: بطيئات التحرُّك من مرعاها. ؛ وقال ابن دريد: ناقة حوساء: شديدة النَّفْسِ. ؛ والأحوَس: الجريء الذي لا يهوله شيء، أنشد أبو زياد الكلابيُّ في نوادِرِهِ لجُنْدَب ؛ ربّ ابن عمٍ لِسُليمى مُشْمَعِلُّ *** مستعجلٌ انَّ أخا القومِ العَجِلْ ؛ يُحِبُّهُ القوم وتَشْناه الإبل *** في الشَّوْلِ وَشواشٍ وفي الحَيِّ رَفِلْ ؛ طبّاخِ ساعات الكَرى زادِ الكَسِل *** أحْوَسَ يومَ الرَوْعِ بالرُّمْحِ الخَطِلْ ؛ ويُروى: "أحْوَسَ في الظَّلْماءِ". وقال العجّاج ؛ وقد ترى بالدار يومًا أنَسا *** جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغُورِ أحْوَسا ؛ والأحوَس -أيضًا-: الذَّئب. ؛ والحَوْسُ في سَلخِ الإهَابِ: الكَشْطُ أوَّلًا فأوَّلًا. ؛ وإذا كَثُرَ يبيسُ النَّبتِ: فهو الحائِس. ؛ والحُواسة والحُوَيسَاء: القرابة، قال ابن عبّاد: يقال: لي في بني فلان حُوَاسَة: أي قرابة، وقيل: بِغيَةُ مُتَأنٍّ مُتَثَبَّتٍ. ؛ ويقال: وقعت بين القوم حُوَاسَة: أي طَلِبَة بِدَم أو غارة. ؛ قال: وحُواسَةُ القوم: مُجتَمعُهُم. ؛ والحُواسَة: الجماعة من الناس المختلِطة. ؛ والحُوَاسات: الإبل المُجْتَمِعَة؛ والكثيرات الأكل -أيضًا-، من الحَوْسِ وهو الأكل، قال الفرزدق ؛ وكُوْمٍ تُنْعِمُ الأضيافَ عَيْنا *** وتُصبِحُ في مَبَارِكِها ثِقالا ؛ حُوَاساتِ العِشاءِ خُبَعْثِناتٍ *** إذا النكباءُ راوَحَتِ الشَّمالا ؛ وقال ابن الأعرابي: الإبل الكثيرة يقال لها: حَوْسى -مثال سَكْرى-، وأنشد ؛ تبدَّلَت بعد أنيسٍ رُغْبٍ *** وبَعْدَ حَوْسى جامِلٍ وسَرْبِ ؛ وتَحَوَّسْتُ له: أي توجَّعْتُ. ؛ والتَّحَوُّس: التشجُّع. ؛ والتَّحَوُّس -أيضًا-: الإقامة مع إرادَةِ السفر؛ وذلك إذا عَرَضَ له ما يشغلُه، قال المتلَمِّس ؛ سِرْ قد أنى لك أيُّها المُتَحَوِّسُ *** فالدّارُ قد كادَت لِعَهدِكَ تَدْرُسُ ؛ وقال ابن السكِّيت: يقال للرجل إذا تَحَبَّسَ وأبطأ: ما زال يَتَحَوَّس. ؛ والتركيب يدل على مُخالطَة الشيء ووَطْئه.