المعنى:
الحَدْس: الظّن والتخمين والتّوهُّم في معاني الكلام والأمور. وقال ابن دريد: حَدَسَ يَحْدُسُ ويَحْدِسُ، قال الحارث بن حلزة اليشكري يذكُرُ الدِّيارَ ؛ فوَقَفتُ فيها الرَّكبَ أحْدِسُ في *** كُلِّ الأمور وكُنتُ ذا حّدْسٍ ؛ هذه رواية المُفَضَّل بن محمد الضَّبِّي. ورواية ابن دريد في الجَمهَرة: "فيها العَنْسُ أحْدِسُ في بعض الأمور". ؛ وقال: وحَدَسْتُ بالرجل أحدِس به حَدْسًا: إذا صَرَعْتَه، قال عمرو بن مَعْدي كَرِب -رضي الله عنه- يَذكُر الديار ؛ تَبَدَّلَ أُدْمانَ الظِّباءِ وحَيْرَما *** فأصبَحتُ في أطلالها اليومَ حابِسا ؛ بِمُعتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيّا تَرى بِهِ *** من القَومِ مَحْدوسًا وآخَرَ حادِسا ؛ ويُروى: "ضَنْكُ الحُمَيّا". وقال آخَر ؛ دَلوَكَ إنَي مُمْسِكٌ دَلاتي *** وحادِسُ العَبْدِ بِجَندَلاتي ؛ وقال يعقوب: أصْل الحَدْسِ في اللغة: القصد بأيِّ شيء كان؛ ظنًا أو رَمُيًا أو ضَرْبًا، يقال حَدَسْتُ به الأرض: أي ضَرَبْتُ به الأرض. ؛ وحَدَسْتُ الشيء برِجلي: أي وَطِئتُه. ؛ وحَدَسْتُه بسهمٍ أو بِحَجَرٍ: رَمَيتُه به. ؛ وقال أبو نَصْر: الحَدْس: الأثر، يقال رأيتُ حَدْسَ البَعير: إذا رأيتَ أثَرَه. ؛ وقال الليث: الحَدْسُ في السير: سُرعَةٌ ومُضِيٌّ على طريقَةٍ مَستَمِرَّة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان ؛ حتى احتَضَرنا بعد سيرٍ حّدْسِ *** إمامَ رغسٍ في نِصابِ رَغْسِ ؛ وقال ابن دريد: حَدَسْت في سَبَلَةِ البعير: إذا وَجَأتَلَبَّتَه. ؛ والحَدسُ -أيضًا-: الذبح. ؛ وقال اللَّحياني: حَدَسْتُ الشاةَ حَدْسًَا: إذا أضجًعْتَها لِتَذْبَحَها، قال: ومنه المثل: حَدَسَ لهم بِمُطفِئَةِ الرَّضْفِ. ومعناه: ذبح لهم شاةٍ مهزولة تُطفئ النار ولا تنضَج، وقيل: تُطفئ الرَّضفَ من سِمَنِها. ؛ ويقال: حَدَسَ يَحدِسُ: إذا جادَ، والمعنى: جادَ لهم بكذا. ورَوى أبو زيد: حَدَسَهُم بمُطفِئةِ الرَّضْفِ. ؛ وقال القُتَبيُّ: ومما أودعته العرب من أسجاعها في طلوع نجمٍ نجمٍ من الدلائل على الحوادث قولهُم: إذا أمْسَتِ الثُّرَيّا قِمَّ الرأسِ ففي الدارِ فاخْنِسْ؛ وانْهَس. قولُه: "عُظَماهُنَّ فاحْدِسْ" أي تخيَّر عُظمى الإبل للنَّحر، وقولُهُم فاحْدِسْ هاهُنا مِنْ حَدَسْتُه أي تَوَهَّمْتُه؛ كأنّه يريد: تَخَيَّرْ بِوَهمِك عُظْماهُنَّ، ويجوز أن يكون الحَدْسُ هاهُنا الإضجاع والصَّرْع؛ أي التي هي عُظْماهُنَّ عَرْقِبْها حتّى تسقط إلى الأرض. ؛ وقال أبو زيد: حَدَسْتُ الناقة وحَدَسْتُ بالناقة -متعديًا وغير مُتعدٍّ- أحْدِسُها وأحْدِس بها: إذا أنَخْتَها. ؛ وقال ابن أرقَمَ الكوفي: حَدَسٌ -بالتحريك-: قومُ كانوا على عهد سليمان بن داود -صلوات الله عليهما-، وكانوا يَعنفون على البغال، فإذا ذُكِروا نَفَرَتِ البِغال خوفًا لما كانت لقِيَت منهم. وهذا يقوّي قول من قال حَدَسْ في زَجْرِ البغل؛ مكان عَدَس. ؛ وقال ابن دريد: بنو حَدَسٍ: بَطْنٌ عظيم من العرب. ؛ ووَكيع بن حُدْس -بضمّتين-: من التابعين، قال يَزيد بن هارون وأحمد بن محمد بن حنبل، وقال غيرهما: عُدُسٌ. ؛ وقال ابن السكَّيت: يقال بَلَغَت به الحِداس -بالكسر-: أي الغاية التي يُجرى إليها ويُعدى، ولا تَقُل الإداسَ. ؛ والمَحْدِسُ: المَطْلَبُ، قال ؛ أُهدي ثناءً من بَعيدِ المَحْدِسِ ؛ وقال أبو زيد: تَحَدَّسْتُ الأخبار وعن الأخبارِ: إذا تَخَبَّرْتَ عنها وأرَدْتَ أنْ تَعْلَمَها من حيث لا يُعْلَمُ بك. ؛ والتَّركيب يدلُّ على الرمي والسُّرعة وما أشْبَهَهُما.