جيأ

المعنى: 

المَجِيْئُ: الإتيان، يُقال: جاء يَجِيْئُ جَيْئةً، وهي من بناء المرَّة الواحدة؛ إلاّ أنَّها وُضِعَتْ موضع المصدر مثل الرَّجْفَة والرَّحْمَة، والاسم الجِيْئَةُ -بالكسر-، وتقول: جِئْتُ مَجِيْئًا حسنًا؛ وهو شاذٌّ، لأنَّ المصدر من فَعَلَ يَفْعِلُ مَفْعَلٌ -بفتح العين-، وقد شَذَّتْ منه حُروفٌ فجاءت على مَفْعِل، كالمجيءِ والمَعيش والمَكيل والمصير والمسير والمحيد والمميل والمقيل والمزيد والمعيل والمبيع والمحيص والمحيض. ؛ والجَيْئَةُ -بالفتح أيضًا-: الموضعُ الذي يجتمع فيه الماء، وكذلك الجِئَةُ مثال جِعَةٍ، والثانية محذوفةٌ على وَزن عِدَةٍ، قال الكُمَيْت ؛ ضَفادِعُ جَيْئةٍ حَسِبَتْ أضاةً *** مُنَضِّبَةً ستَمْنَعُها وطيْنا ؛ والجَيْئة: موضعٌ أو مَنْهَلٌ، أنشَدَ شَمِرٌ ؛ لا عَيْشَ إلاّ إبِلٌ جُمّاعَهْ *** مَوْرِدُها الجَيْئَةُ أو نُعَاعَهْ ؛ وإنْشَادُ ابن الأعرابيِّ الرَّجَزَ: "مَشْرَبُها الجُبَّةُ" هكذا أنْشَدَه بضَمِّ الجيم والياء المعجمة بواحدة المشدَّدة، وبعدَ المشطورَيْنِ ؛ إذا رآها الجُوْعُ أمْسى ساعَهْ *** ؛ وفي كتاب الحروف لأبي عمرٍ والشيباني: الجَيْئَةُ: الدَّمُ والقَيْحُ، وأنشد ؛ تَخَرَّقَ ثَفْرُها أيّامَ خُلَّتْ *** على عَجَلٍ فَجِيْبَ بها أدِيْمُ ؛ فَجَيَّأَها النِّساءُ فجاء منها *** قَبَعْذَاةٌ ورادِفَةٌ رَذُوْمُ ؛ أو "قَبَعْثاةٌ" على الشَّكِّ؛ شَكَّ أبو عمرو. وأنشد شَمِرٌ:.......فَخَانَ منها *** كَبَعْثاةٌ ورادِعَةٌ رَدُوْمُ ؛ وقال أبو سعيد: الرَّذومُ مُعْجَمَةٌ؛ لأنَّ مارَقَّ من السَّلْح يَسيل. ؛ وفي أشعار بني الطَّمّاح في ترجمة الجُمَيْح بن الطَّمّاح ؛ تَخَرَّمَ ثَفْرُها أيامَ حَلَّتْ *** على نَمَلى فجِيْبَ لها أديمُ ؛ فَجَيَّأها النساءُ فصار منها *** قَبَعْثاةٌ ورادفةٌ رَذُومُ ؛ قَبَعْثاةٌ: عَفَلَةٌ. ؛ وأجَأْتُه: أي جِئْتُ به. وجايَأَني فَجِئْتُهُ أجِيْئُه: أي غالبَني بكثرة المجيء فَغلبْتُه. وقال ابن الأعرابي: جايَأَني الرجل من قُرْبٍ: أي قابَلَني، ومرَّ بي مُجايَأةً: أي مُقَابَلَةً. وقال أبو زيد: يُقال جايَأْتُ فلانًا: أي وافَقْتُ مجيئه، ويقال: لو قد جاَزْتَ هذا المكان لَجايَأْتَ الغَيْثَ مُجَايَأةً وجِيَأءً: أي وافَقْتَه. ؛ وتقول: الحمد لله الذي جاء بك: أي الحمد لله إذ جئتُ، ولا تقل: الحمد لله الذي جئتَ. ؛ وأجَأْتُه إلى كذا: أي ألْجأْتُه واضطَرَرْتُه إليه، قال زُهَيْر ؛ وجلرٍ سارَ مُعْتَمِدًا إليكُمْ *** أجَاءَتْه المَخَافَةُ والرَّجَاءُ ؛ فجاوَرَ مُكْرَمًا حتّى إذا ما *** دَعاُ الصَّيْفُ وانقَطَعَ الشتاءُ ؛ ضَمِنْتُم مالَهُ وغَدا جميعا *** عليكم نَقْصُه وله النَّمَاءُ ؛ قال الفرّاء: أصلهُ من "جِئْتُ" وقد جَعَلَتْه العرب الْجَاءً. ؛ وفي المَثَل: "شَرٌّ ما يُجِيْئُكَ إلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ" قال الأصمعي: وذلك إنَّ العُرقوبَ لامُخَّ فيه وإنما يُحْوَجُ إليه مَن لا يَقْدِرُ على شيء. ؛ وقولُهم: "لو كان ذلك في الهِئ والجِئِ -بالكسر-: الطَّعامُ والجِئُ: الشَّراب، وقال الأُمويُّ: هما اسمان من قولك جَأْجَأْتُ بالإبل: إذا دَعَوْتَها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بها: إذا د َعَوْتَها للعَلَف، وأنشد لِمُعَاذٍ الهَرّاء ؛ وما كانَ على الهِيْءِ *** ولا الجِيْءِ امتِداحيْكا ؛ ولكِّني على الحُبِّ *** وطيبِ النَّفْس آتيكا ؛ وقال شَمِرٌ: جَيَّأْتُ القِرْبَةَ: خِطْتُها. ؛ وقال ابن السكِّيت: امرأةٌ مُجَيَّأَةٌ: إذا أُفْضِيَتْ؛ فإذا جُوْمِعَتْ أحْدَثَتْ. ؛ ورجُلٌ مُجَيَّأٌ: إذا جامعَ سَلَحَ.

المعجم: 

العباب الزاخر