المعنى:
الجَوْنُ: الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ، والأُنثى جَوْنة. ابن سيده: الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً، وقيل: هو النباتُ الذي يَضْرِب إلى السواد من شدّة خُضْرتِه؛ قال جُهَيْناءُ الأَشجعيّ:
فجـــــاءت كـــــأَنَّ القَســـــْوَرَ الجَـــــوْنَ بَجَّهــــا
عَســـــــــالِيجُه، والثــــــــامِرُ المُتنــــــــاوِحُ.
القَسْوَرُ: نبتٌ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تكاد تَنْفَتِق من السِّمَن. والجونُ أَيضاً: الأَحمَرُ الخالصُ. والجَوْنُ: الأَبيض، والجمع من كل ذلك جُون، بالضم، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ. ويقال: كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ من بعيدٍ، وكلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ، أَو سوادٍ يُخالِط حمرة كلون القطا؛ قال الفرزدق:
وجَــــــوْن عليـــــه الجِـــــصُّ فيـــــه مَريضـــــةٌ،
تَطَلَّـــــعُ منهـــــا النَّفْــــسُ والمــــوتُ حاضــــِرُه.
يعني الأَبيضَ ههنا، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض؛ قال ابن بري: قوله فيه مريضة يعني امرأَة مُنَعَّمةً قد أَضَرَّ بها النَّعيم وثقَّل جِسْمَها وكسَّلَها، وقوله: تَطَلَّعُ منها النفس أَي من أَجلِها تخرجُ النفسُ، والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن؛ قال: وأَنشد ابن بري شاهداً على الجَوْن الأَبيض قولَ لبيد:
جَـــــــوْن بِصـــــــارةَ أَقْفَـــــــرَتْ لِمَزادهـــــــ،
وخَلا لـــــــــه الســـــــــُّوبانُ فـــــــــالبُرْعوم.
قال: الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش، وهو يوصَفُ بالبياض؛ قال: وأَنشد أَبو علي شاهداً على الجَوْن الأَبيض قول الشاعر:
فبِتْنـــــــا نُعِيـــــــدُ المَشــــــْرَفِيَّةَ فيهمُــــــ،
ونُبْـــــدِئ حـــــتى أَصـــــبحَ الجَـــــوْنُ أَســـــْوَدا
قال: وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر:
تقـولُ خَليلَـتي، لمَّـا رأَتنـي شـَرِي_حاً، بين مُبْيَضٍّ، وجَوْنِ.
وقال لبيد:
جَــــــــوْن دجُــــــــوجِيّ وخَــــــــرْق مُعَســــــــِّف
وذهب ابن دريد وحْدَه إلى أَن الجَوْن يكون الأَحْمَرَ أَيضاً، وأَنشد:
فــــــــي جَوْنـــــــةٍ كقَفَـــــــدانِ العطَّـــــــارْ.
ابن سيده: والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت، قال: وقد يكون لبَياضِها وصَفائِها، وهي جَوْنة بيّنة الجُونةِ فيهما. وعُرِضَت على الحجَّاج دِرْعٌ، وكانت صافيةً، فجعل لا يَرى صَفاءها، فقال له أُنَيْسٌ الجَرْمِيّ، وكان فَصِيحاً: إن الشمسَ لَجَوْنةٌ، يعني أَنها شديدةُ البريقِ والصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع؛ وأَنشد الأَصمعي:
غيَّــــــرَ، يــــــا بِنْـــــتَ الحُلَيْســـــِ، لَـــــوْني
طُـــــــــولُ اللَّيـــــــــالي واخْتِلافُ الجَــــــــوْنِ،
وســـــــــــَفَرٌ كـــــــــــانَ قلِيـــــــــــلَ الأَوْنِ
يريد النهار؛ وقال آخر:
يُبــــــــــادِرُ الجَوْنَــــــــــة أَن تَغِيبـــــــــا.
وهو من الأَضدادِ. والجُونةُ في الخَيْل: مثل الغُبْسة والوُرْدة، وربما هُمز. والجَوْنةُ: عين الشمس، وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها تَسْوَدُّ حين تغيب؛ قال الشاعر:
يُبــــــــــادر الجونــــــــــة أَن تغيبـــــــــا.
قال ابن بري: الشعر للخَطيم الضَّبابيّ. وصواب إنشاده بكماله كما قال:
لا تَســــــــــْقِه حَــــــــــزْراً ولا حَليبــــــــــاً،
إن لـــــــم تَجِـــــــدْه ســـــــابحاً يَعْبوبــــــا،
ذا مَيْعــــــــــةٍ يَلْتَهِــــــــــمُ الجَبُوبـــــــــا،
يــــــــترك صــــــــَوَّان الصـــــــُّوَى رَكوبـــــــا
بِزَلِقـــــــــــاتٍ قُعِّبَـــــــــــتْ تَقْعِيبــــــــــا،
يَتْــــــــرك فــــــــي آثــــــــارِهِ لهُوبــــــــا
يُبــــــــــادِرُ الأَثْــــــــــآرَ أَن تَؤُوبــــــــــا،
وحــــــــــاجبَ الجَوْنــــــــــة أَن يَغِيبـــــــــا،
كالــــــــذِّئْب يَتْلُـــــــو طَمَعـــــــاً قريبـــــــا
يَصِفُ فرساً يقول: لا تَسْقِه شيئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فيه هذه الخصالَ، والحَزْرُ: الحازِرُ من اللبن وهو الذي أَخذ شيئاً من الحُموضة، والسابحُ: الشديدُ العَدْوِ، واليَعْبوبُ: الكثيرُ الجَرْي، والمَيْعةُ: النَّشاطُ والحدَّة، ويَلْتَهم: يَبْتلع، والجَبوبُ: وجهُ الأَرض، ويقال ظاهرُ الأَرض، والصَّوَّانُ: الصُّمُّ من الحجارة، الواحدة صَوَّانة، والصُّوَى: الأَعْلامُ، والرَّكوبُ: المذلَّلُ، وعنى بالزالِقات حَوافِرَه، واللُّهوبُ: جمعُ لِهْبٍ؛ وقوله:
يبــــــــــادر الأثْــــــــــآرَ أن تؤوبــــــــــا.
الأَوْبُ: الرجوع، يقول: يبادر أَثْآرَ الذين يطلبُهم ليُدْرِكَهم قبل أَن يرجعوا إلى قومِهم، ويبادر ذلك قبْل مغيب الشمس، وشبَّه الفرسَ في عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ في شيء يَصِيده عن قُرْبٍ فقد تناهى طمَعُه، ويقال للشمس جَوْنة بيّنة الجُونةِ. وفي حديث أَنس: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وعليه بُردةٌ جوْنِيَّة؛ منسوبة إلى الجَوْن، وهو من الأَلوان، ويقع على الأَسْود والأَبيض، وقيل: الياء للمبالغة كما يقال في الأحْمر أَحْمَرِيٌّ، وقيل: هي منسوبة إلى بني الجَوْنِ، قبيلة من الأَزْد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لما قَدِم الشأْم أَقْبَل على جَمَلٍ عليه جِلْدُ كَبْشٍ جُونيٍّ أَي أَسْود؛ قال الخطابي: الكَبْشُ الجُونِيّ هو الأَسود الذي أُشْرِب حُمْرةً، فإذا نسبوا قالوا جُونِيّ، بالضم، كما قالوا في الدَّهْري دُهْرِيّ، قال ابن الأَثير: وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ كذلك. والجُونِيّ: ضربٌ من القَطا، وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ بكُدْرِيَّتَيْن، وهنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ، قصارُ الأَذناب، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ، وفي الصحاح: سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة، وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ، ولَبانُ الجُونِيَّة أَبيضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ، وظهْرُها أَرْقَطُ أَغْبَرُ، وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً تَعْلوه صُفْرةٌ. والجُونِيَّة: غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها. قال أَبو حاتم: ووجدت بخط الأَصمعي عن العرب: قَطاً جُؤنيٌّ، مهموز؛ قال ابن سيده: وهو عندي على توهم حركة الجيم مُلْقاة على الواو، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة، وإذا كانت الواوُ مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية، وقد قرأَ أَبو عمرو: عاداً لُّولَى، وقرأَ ابن كثير: فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه، وهذا النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع، وهو نادِرٌ، وإذا وصَفوا قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ، وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر. والجُونةُ: جُونةُ العطَّارِ، وربما هُمِزَ، والجمع جُوَنٌ، بفتح الواو؛ وقال ابن بري: الهمز في جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل، والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من خفَّفها، قال: والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكام؛ قال القُلاخ:
علـــــــى مَصـــــــاميدٍ كأَمثـــــــالِ الجُــــــونَ.
قال: والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن. يقال: ناقة مِصْمادٌ ومِقْحادٌ. والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون مع العطَّارين، والجمع جُوَن، وهي مذكورة في الهمزة، وكان الفارسيُّ يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة؛ وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين للرجال حالِياتٍ:
إذا هُــــــــــنَّ نــــــــــازَلْنَ أقْرانَهُنَّــــــــــ،
وكــــــان المِصـــــاعُ بمـــــا فـــــي الجُـــــوَنْ.
ما قاله إلاّ بطالع سعد، قال: ولذلك ذكرته هنا. وفي حديثه، صلى الله عليه وسلم: فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة عطَّارٍ؛ الجُونة، بالضم: التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز. ابن الأَعرابي:الجَوْنةُ الفَحْمةُ. غيره: الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار: قال الأَعشى:
فقُمْنــــــــا، ولمَّـــــــا يَصـــــــِحْ دِيكُنـــــــا،
إلــــــــى جَوْنــــــــةٍ عنــــــــد حَـــــــدَّادِها.
ويقال: لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار؛ هذا إذا أَردت سوادَه، وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية، ويقال للخابية جَوْنة، وللدَّلْو إذا اسودَّت جَوْنة، وللعرَق جَوْنٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ قال لماتِحٍ في البئر:
إن كـــــــانتِ امّـــــــاً امَّصـــــــَرت فصــــــُرَّها،
إن امِّصــــــــــارَ الــــــــــدَّلْو لا يضـــــــــُرُّها
أَهْــــــــيَ جُــــــــوَيْنٌ لاقِهــــــــا فبِرَّهـــــــا،
أَنــــــــتَ بخَيْــــــــرٍ إن وُقِيـــــــتَ شـــــــرَّها
فأَجابه:
وُدِّي أُوَقَّــــــــــى خيرَهــــــــــا وشــــــــــرّها.
قال: معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها. وقوله: أَهي جوين، أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً، وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن. سلمة عن الفراء: الجَوْنان طرَفا القَوْس.والجَوْنُ: اسمُ فرس في شعر لبيد:
تَكـــــــاثَرَ قُرْزُلٌـــــــ، والجَـــــــوْنُ فيهــــــا،
وعَجْلــــــــــى والنَّعامـــــــــةُ والخَيـــــــــالُ.
وأَبو الجَوْن: كُنْية النَّمِرِ؛ قال القَتَّال الكلابيّ:
ولــــي صــــاحِبٌ فــــي الغــــار هَــــدَّكَ صـــاحِباً،
أَبـــــــــو الجَـــــــــوْن، إلا أَنــــــــه لا يُعَلَّل.
وابنة الجَوْن: نائحة من كِنْدةَ كانت في الجاهلية؛ قال المُثَقَّب العَبْدي:
نَــــــوْح ابْنَــــــةِ الجَـــــوْنِ علـــــى هـــــالِكٍ،
تَنْـــــــــــدُبُه رافعـــــــــــة المِجْلَــــــــــدِ.
قال ابن بري: وقد ذكرها المعرّي في قصيدته التي رَثى فيها الشريف الظاهر المُوسَوِيّ فقال:
مــــــن شــــــاعر للبَيْـــــن قـــــال قصـــــيدةً،
يَرْثـــــــي الشـــــــَّرِيفَ علــــــى رَوِيّ القــــــافِ
جَـــــوْنٌ كبِنْـــــتِ الجَـــــوْن يَصـــــْدَحُ دائبـــــاً،
ويَميـــــسُ فـــــي بُـــــرْدِ الجُـــــوَيْن الضـــــَّافي
عقـــــرتْ رَكائبـــــك ابـــــنُ دَأْيـــــةَ عاديــــاً،
أَيّ امْـــــــــــرِئ نَطِــــــــــقٍ وأَيّ قَــــــــــوافِ
بُنِيَت على الإيطاءِ، سالمةً من ال_إقْواءِ والإكْفاءِ والإصْرافِ.
والجَوْنانِ: مُعاوية وحسَّان بن الجَوْن الكِنْدِيّان؛ وإيَّاهما عنى جريرٌ بقوله:
أَلــــم تَشــــْهَد الجَــــوْنَين والشــــِّعْبَ والغَضــــى،
وشـــــَدَّاتِ قَيْســـــٍ، يـــــومَ دَيْـــــر الجَمــــاجِم؟
ابن الأَعرابي: التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس. والتَّجوُّنُ: تَسْويدُ باب الميت. والأَجْؤُن: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:
بَيْــــــنَ نَقَـــــى المُلْقَـــــى وَبَيْـــــنَ الأَجْـــــؤُنِ