تعس

المعنى: 

التَّعْسُ: الهلاك، وأصله الكَبُّ. ؛ وقوله تعالى: {فَتَعْسًا لهم} أي فَعِثارًا وسقوطًا. وإذا سقط الساقِط فأُريدت به الاستقامة قيل: لَعًا له: وإذا لم يُرَد به الانتعاش قيل: تَعسًا، قال الأعشى ؛ كلَّفتُ مَجهولَها نفسي وشايَعَني *** هَمِّي عليها إذا ما آلُها لَمَعا ؛ بذاةِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ *** فالتَّعْسُ أدنى لها من أن أقول: لَعا ؛ وقال الزجّاج: التَّعْسُ في اللغة: الانحطاط والعَثور، قال وقوله تعالى: {فَتَعْسًا لهم} يجوز أن يكون نصبًا على معنى ألزَمَهم الله، يقال: تَعَسَ يَتْعَسُ- مثال مَنَعَ يَمْنَعُ-، وهذه هي اللغة الفصحى. ومنه حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: «تَعَسَ عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخَميصةِ، إن أُعطيَ رَضِيَ وإن لم يُعطَ سَخِط، تَعَسَ وانتكس، وإذا شيكَ فلا انتَقَشَ، طوبى لعبدٍ آخذٍ بِعِنان فَرَسِهِ في سبيل الله، أشْعَثَ رأسُهُ مُغبَرَّةٌ قدماه، إن كان في الحراسة، وإن كان في السّاقَةِ في السّاقَة، إن استأذَنَ لم يؤذَن له وإن شَفَعَ لم يُشَفَّعْ». ؛ وقال الفّراء: يقال تَعَستَ يا رجل -بفتح العين- إذا خاطَبتَه، فإذا صرت إلى فَعَلَ قُلْتَ: تَعِسَ بكسر العين. ؛ وقال أبو الهيثم: تَعِسَ يَتْعَسُ -مثال سَمِعَ يَسْمَعُ-: أي انْكبَّ. وقال شَمِرٌ: هكذا سمِعتُ- يعني بكسر العين- في حديث الإفك: قالت عائشة -رضي الله عنها-: فانطَلَقتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ؛ تعني قِبَلَ المناصِعِ، فأقْبَلْتُ أنا وأمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بيتي حينَ فَرَغْنا من شأنِنا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسطَحٍ في مِرطِها فقالت: تَعِسَ مِسْطَحٌ. ؛ وقيل: التَّعسُ في كلامهم: الشَرُّ، قال الحارث بن حِلزة اليشكري يمدح قيس بن شراحيل ؛ فَلَهُ هنالكَ لا عليه إذا *** دَنَعَتْ أُنُوفُ القَومِ للتَّعْسِ ؛ وقيل: البُعد، وقيل: الهلاك. ؛ ويقال: رجلٌ تاعِس وتَعِس. وقال أبو عبيدة: يقال تَعَسَه الله وأعسه -فَعَلتُ وأفعَلْتُ-: بمعنىً، قال مُجَمّع بن هلال ؛ تقولُ وقد أفرَدْتُها من حَليلِها *** تَعَسْتَ كما أتعَسْتَني يا مُجَمَّعُ ؛ وأنشد ابن فارس ؛ غداةَ هَزَمْنا جَمْعَهُم بِمُتَالِعٍ *** فآبوا بإتعاسٍ على شرِّ طائرِ ؛ والتركيب يدل على الهلاك.

المعجم: 

العباب الزاخر