المعنى:
أداة تَرِدُ على وُجوه: تكون عاطِفة بعد النفي والنهي، مثل لكن في تقرير حُكم ما قبلها وجعل ضدّه لما بعدها مثل: «ما عليٌّ شاعرٌ بل خطيب» ويُشتَرَط في عَطفها إفراد مَعطوفيها؛ أما بعد الخبر المثبت أو بعد الأمر فإنها تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه، وتُثبِت حُكمَه لما بعدها، مثل: «قال عليٌّ شِعرًا بل نثرًا» و«اضرب زيدًا بل عُمَرًا». وبعض النُّحاة يُنكِر استعمال (بل) هذا الاستعمال أي دخولها على مُفرَد بعد الإثبات. ابتدائيّة إذا جاءت بعدها جُملة وتُفيد عندئذ الإضراب عما قبلها إمَّا على جِهة الإبطال كما في قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُون} [الأنبيَاء:26] و{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ} [المؤمنون:70]، وإما على جِهة الانتقال من معنى إلى آخر هو في الغالب أهمّ في تقدير المراد كما في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [الأعلى:14-16] و{بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} [الأنبيَاء:5]. والنُّحاة يسمّون هذا الاستعمال إضرابًا انتقاليّا، وهو أكثر استعمال (بل).؛وقد تجيء لا قبل (بل) فيكون نصُّها موجَّهًا إلى الكلام السابق، ولا تأثير لها في ما بعد (بل)، فإن كان ما قبلها مُثبَتًا نَفَته، مثل: «وجهُك البَدرُ لا بل الشمسُ لَو لمْ» وإذا كان مَنفيًّا أكّدت نَفيَه، مثل: «وما هَجَرتكِ لا بل زادني شَغَفًا هَجْرٌ». وكذلك تجيء قبلها كلا، فيكون رَدْعُها موجَّهًا إلى ما قبلها، مثل {قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [سَبَإ:27].؛وفي لغة المحدَثين تَكثر زيادة الواو بعد (بل). يقولون «زيد ينفي ما جرى بل ويُصِرّ على ذلك».