المعنى:
أَداة تدخل على المفرد. وعلى الجملة؛1ـ فإِذا دخلت على المفرد وكان قبلها نفي أَو نهي فهي بمعنى لكن: تُقَرِّر ما قبلها، وتُثْبت ضده لما بعدها. مثل: ما عليٌّ شاعر بل خطيب، ولا تقل شعراً بل نثراً. وإِذا كان قبلها إِثبات أَو أَمر، فإنها تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه، وتثبت حكمه لما بعدها. مثل: قال عليّ شِعراً بل نثراً، وقُلْ نثراً بل شعراً. وبعض النُّحاة ينكر دخولها على مفرد بعد الإِثبات. ب ـ وتدخل على الجملة، فتفيد حيناً إِبطال المعنى الذي قبلها والردَّ عليه بما بعدها، مثل: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ، بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ)، (أَمْ يَقُولُونَ بهِ جِنَّةٌ، بَلْ جَاءَهُمْ بالْحَقِّ). ويقول النُّحاة إِنها هنا للإِضراب الإِبطالي. وتفيد حيناً الانتقال من معنى إِلى معنىً آخر هو في الغالب أَهم في تقدير المراد، مثل: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا)، و: (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ، بَل افْتَرَاهُ، بَلْ هُوَ شَاعِرٌ). والنحاة يسمون هذا الاستعمال إِضراباً انتقاليّاً، وهو أَكثر استعمال بَلْ. وقد تجيء لا بعدها (بل) فيكون نفْيُها موجَّهاً إِلى الكلام السابق ولا تأْثير لها فيما بعد بل. فإِن كان ما قبلها مثبتاً نَفَتْهُ، مثل؛وجهك البدْر، لا بل الشمس لو لَمْ؛يُقْضَ للشمس كَسْفَةٌ وأُفولُ.؛وإِذا كان منفيّاً أَكَّدت نفيه، مثل؛وما هجرتك، لا بل زادني شغفاً هجرٌ وبُعدٌ تراخَى لا إِلى أَجلِ.؛وكذلك تجيء قبلها كَلاَّ، فيكون ردعها موجَّهاً إِلى ما قبلها. مثل: (قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بهِ شُرَكَاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). وفي لغة المحدَثين تكثُر زيادة الواو بعد بَلْ، يقولون: فلانٌ يخطئ بل ويصرّ على الخطأ، وهو يَرضَى بل ويبالغ في الرضا، وهو أُسلوب مُحْدَث.