برد

المعنى: 

منع البرد البرد وهو النوم. وبردت فؤادك بشربة، واسقني ما أبرد به كبدي. قال:

وعطــــل قلوصــــى فــــي الركـــاب فإنهـــا ســـــتبرد أكبـــــاداً وتبكـــــي بواكيــــا

وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين. وخبر مبرود: مبلول بالماء البارد، واسمه البريد تطعمه المرأة للسمنة. تقول: نفخ فيها الثريد، والبريد، حتى آضت كما تريد. وباتت كيزانهم على البرادة. وهم يتبردون بالماء ويبتردون. قال الراهب المكي:

إذا وجـــــدت أوار الحـــــب فــــي كبــــدي عمــــدت نحــــو ســــقاء القــــوم أبـــترد
هبنــــي بــــردت بــــبرد المـــاء ظـــاهره فمـــــن لنيـــــران حــــب حشــــوة تقــــد

وأصل كل داء البردة وهي التخمة لأنها تبرد الطبيعة فلا تنضج الطعام بحرارتها. وأبردوا بالظهر، وجاءوا مبردين، وسحاب برد، وبرد بنو فلان، وأرض مبرودة كمثلوجة. ولا أفعل ذلك ما نسم البردان والأبردان وهما الغداة والعشي. ولها ساق كأنها بردية. وأبردت إليه بريداً وهو الرسول المستعجل، وأعوذ بالله من قعقعة البريد. وسارت بينهم البرد، وهذا بريد منصب وهو ما بين المنزلين. وفلان يسحب البرود، وكان يشتمل بالبردة.

ومن المجاز: برد لي على فلان حق، وما برد لك على فلان. وإن أصحابك لا يبالون ما بردوا عليك أي ما أوجبوا وأثبتوا. وبرد فلان أسيراً في أيديهم إذا بقي سلماً لا يفدى. وضربته حتى برد وحتى جمد. وبرد ظهر فرسك ساعة: رفهه عن الركوب. قال الراعي:

فــــــبرد متنيهــــــا وغمــــــض ســـــاعة وطـــــافت قليلاً حـــــوله وهـــــو مطـــــرق

وبرد مضجعه إذا سافر. ولا تبرد عن ظالمك: لا تخفف عنه بدعائك عليه، لقوله صلى الله عليه وسمل: "لا تسبخي عنه". وبرد مخه وبردت عظامه إذا هزل وضعف. وقد جاءنا فلان بارداً مخه. قال ذو الرمة:

لـــدي كـــل مثـــل الجفـــن يهـــوي بـــآله بقايــــا مصــــاص العتـــق والمـــخ بـــارد

وفلان بارد العظام وصاحبه حار العظام: للهزيل والسمين. ورعب فبرد مكانه إذا دهش. وبرد الموت عليه: بان أثره. قال أبو زبيد يصف ميتاً:

بادياً ناجذاه قد برد المو_ت على مصطلاه أي برود

وعيش بارد: ناعم. قال:

قليلـــــة لحـــــم النـــــاظرين يزينهــــا شــــباب ومخفــــوض مــــن العيــــش بـــارد

وسلب الصهباء بردتها أي جريالها. قال:

كـــــأس تــــرى بردتهــــا مثــــل الــــدم تـــــــدب بيــــــن لحمــــــه والأعظــــــم
مـــــن آخــــر الليــــل دبيــــب الأرقــــم

وقال الأعشى:

وشــــــــمول تحســــــــب العيــــــــن إذا صــــــفقت بردتهــــــا نــــــور الذبـــــح

شبه ما يعلوها من لونها بالبردة التي يشتمل بها. وجعل لسانه عليه مبرداً إذا آذاه وأخذه بلسانه. قال حاتم:

أعــــــــاذل لا آلـــــــوك إلا خليقـــــــتي فلا تجعـــــل فـــــوقي لســـــانك مـــــبرداً

أي لا أدخر عنك شيئاً إلا خليقتي. واستبردت عليه لساني: أرسلته عليه كالمبرد. ووقع بينهما قد برود يمنية إذا تخاصما حتى تشاقا ثيابهما الغالية، وهو مثل في شدة الخصومة.

المعجم: 

أساس البلاغة