برأ

المعنى: 

برأ: الْبَارِئُ: مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَاللَّهُ الْبَارِئُ الذَّارِئُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ. وَقَالَ - تَعَالَى: فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ. قَالَ: الْبَارِئُ: هُوَ الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ لَا عَنْ مِثَالٍ. قَالَ: وَلِهَذِهِ اللَّفْظَةِ مِنَ الِاخْتِصَاصِ بِخَلْقِ الْحَيَوَانِ مَا لَيْسَ لَهَا بِغَي ْرِهِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَقَلَّمَا تُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الْحَيَوَانِ ، فَيُقَالُ: بَرَأَ اللَّهُ النَّسَمَةَ وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: بَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ يَبْرَؤُهُمْ بَرْءًا وَبُرُوءًا: خَلَقَهُمْ ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْجَوَاهِرِ وَالْأَعْرَاضِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا وَفِي التَّهْذِيبِ: وَالْبَرِيَّةُ أَيْضًا: الْخَلْقُ بِلَا هَمْزٍ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هِيَ مِنْ بَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ أَيْ خَلَقَهُمْ. وَالْبَرِيَّةُ: الْخَلْقُ ، وَأَصْلُهَا الْهَمْزُ ، وَقَدْ تَرَكَتِ الْعَرَبُ هَمْزَهَا. وَنَظِيرُهُ: النَّ بِيُّ وَالذُّرِّيَّةُ. وَأَهْلُ مَكَّةَ يُخَالِفُونَ غَيْرَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ ، يَهْمِزُونَ الْبَرِيئَةَ وَالنَّبِيءَ وَالذُّرِّيئَةَ ، مِنْ ذَرَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِذَا أُخِذَتِ الْبَرِيَّةُ مِنَ الْبَرَى ، وَهُوَ التُّرَابُ ، فَأَصْلُهَا غَيْرُ الْهَمْزِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَجْمَعَتِ الْعَرَبُ عَلَى تَرْكِ هَمْزِ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ أَهْلَ مَكَّةَ. وَبَرِئْتُ مِنَ الْمَرَضِ ، وَبَرَأَ الْمَرِيضُ يَبْرَأُ وَيَبْرُؤُ بَرْءًا وَبُرُوءًا ، وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: بَرَأْتُ أَبْرَأُ بَرْءًا وَبُرُوءًا ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: بَرَأْتُ مِنَ الْمَرَضِ بَرْءًا ، بِالْفَتْحِ ، وَسَائِرُ الْعَرَبِ يَقُولُونَ: بَرِئْتُ مِنَ الْمَرَضِ. وَأَصْبَحَ بَارِئًا مِنْ مَرَضِهِ وَبَرِيئ ًا مِنْ قَوْمٍ بِرَاءٍ ، كَقَوْلِكَ صَحِيحًا ، وَصِحَاحًا ، فَذَلِكَ ذَلِكَ. غَيْرَ أَنَّهُ إِنَّمَا ذَهَبَ فِي بِرَاءٍ إِلَى أَنَّهُ جَمْعُ بَرِيءٍ. قَالَ: وَقَد ْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِرَاءٌ أَيْضًا جَمْعَ بَارِئٍ ، كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ وَصَاحِبٍ وَصِحَابٍ. وَقَدْ أَبَرَأَهُ اللَّهُ مِنْ مَرَضِهِ إِبْرَاءً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ بَرَأْتُ أَبْرُؤُ ، بِالضَّمِّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ وَأَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْبَصْرِيِّينَ. قَالَ: وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا لِأَنَّ بَعْضَهُمْ لَحَّنَ بَشَّارَ بْنَ بُرْدٍ فِي قَوْلِهِ؛نَفَرَ الْحَيُّ مِنْ مَكَانِي ، فَقَالُوا: فُزْ بِصَبْرٍ ، لَعَلَّ عَيْنَكَ تَبْرُو مَسَّهُ ، مِنْ صُدُودِ عَبْدَةَ ، ضُرٌّ؛فَبَنَاتُ الْفُؤَادِ مَا تَسْتَقِرُّ؛وَفِي حَدِيثِ مَرَضِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا ، أَيْ مُعَافًى. يُقَال ُ: بَرَأْتُ مِنَ الْمَرَضِ أَبَرَأُ بَرْءًا ، بِالْفَتْحِ ، فَأَنَا بَارِئٌ, وَأَبْرَأَنِي اللَّهُ مِنَ الْمَرَضِ. وَغَيْرُ أَهْلِ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: بَرِئْتُ ، بِالْكَسْرِ ، بُرْءًا ، بِالضَّمِّ. وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ لِأَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَرَاكَ بَارِئًا. وَفِي حَدِيثِ الشُّرْبِ: فَإِنَّهُ أَرْوَى وَأَبْرَى ، أَيْ يُبْرِئُهُ مِنْ أَلَمِ الْعَطَشِ. أَوْ أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ مِنْهُ مَرَضٌ ، لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَإِنَّهُ يُورِثُ الْكُبَادَ. قَالَ: وَهَكَذَا يُرْوَى فِي الْحَدِيثِ: أَبْرَى ، غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ ، لِأَجْلِ أَرْوَى. وَالْبَرَاءُ فِي الْمَدِيدِ: الْجُزْءُ السَّالِمُ مِنْ زِحَافِ الْمُعَ اقَبَةِ. وَكُلُّ جُزْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يَدْخُلَهُ الزِّحَافُ كَالْمُعَاقَبَةِ ، فَيَسْلَمُ مِنْهُ ، فَهُوَ بَرِيءٌ. الْأَزْهَرِيُّ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: بَرِئْتُ مِنَ الدَّيْنِ ، وَالرَّجُلُ أَبْرَأَ بَرَاءَةً ، وَبَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنْ فُلَانٍ أَبْرَأُ بَرَاءَةً ، فَلَيْسَ فِيهَا غَيْرُ هَذ ِهِ اللُّغَةِ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَدْ رَوَوْا بَرَأْتُ مِنَ الْمَرَضِ أَبْرُؤُ بُرْءًا. قَالَ: وَلَمْ نَجِدْ فِيمَا لَامُهُ هَمْزَةٌ فَعَلْتُ أَفْعُلُ. قَالَ: وَقَدِ اسْتَقْصَى الْعُلَمَاءُ ب ِاللُّغَةِ هَذَا ، فَلَمْ يَجِدُوهُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَرْفِ ، ثُمَّ ذَكَرَ قَرَأْتُ أَقْرُؤُ وَهَنَأْتُ الْبَعِيرَ أَهْنُؤُهُ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، قَالَ: فِي رَفْعِ (بَرَاءَةٌ) قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا عَلَى خَبَرِ الِابْتِدَاءِ ، الْمَعْنَى: هَذِهِ الْآيَاتُ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ, وَالثَّانِ ي بَرَاءَةٌ ابْتِدَاءٌ وَالْخَبَرُ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ. قَالَ: وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَسَنٌ. وَأَبْرَأْتُهُ مِمَّا لِي عَلَيْهِ وَبَرَّأْتُهُ تَبْرِئَ ةً ، وَبَرِئَ مِنَ الْأَمْرِ يَبْرَأُ وَيَبْرُؤُ ، وَالْأَخِيرُ نَادِرٌ ، بَرَاءَةً وَبَرَاءً ، الْأَخِيرَةُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ, قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي الدَّيْنِ وَالْعُيُوبِ بَرِئَ إِلَيْكَ مِنْ حَقِّكَ بَرَاءَةً وَبَرَاءً وَبُرُوءًا وَتَبَرُّؤًا ، وَأَبْرَأَكَ مِنْهُ وَبَرَّأَكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا. وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْ ذَلِكَ وَبَرَاءٌ ، وَالْجَمْعُ بِرَاءٌ ، مِثْلَ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ ، وَبُرَآءُ ، مِثْلَ فَقِيهٍ وَفُقَهَاءَ ، وَأَبْرَاءٌ ، مِثْلَ شَرِيفٍ وَأ َشْرَافٍ ، وَأَبْرِيَاءُ ، مِثْلَ نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ ، وَبَرِيئُونَ وَبَرَاءُ. وَقَالَ الْفَارِسِيُّ: الْبُرَاءُ جَمْعُ بَرِيءٍ ، وَهُوَ مِنْ بَابِ رَخْلٍ وَرُخَالٍ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ فِي جَمْعِهِ: بُرَاءُ غَيْرَ مَصْرُوفٍ عَلَى حَذْفِ إِحْدَى الْهَمْزَتَيْنِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: أَنَا مِنْكَ بَرَاءٌ. قَالَ: وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. وَتَبَرَّأْتُ مِنْ كَذَا وَأَنَا بَرَاءٌ مِنْهُ وَخَلَاءٌ ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِثْلَ سَمِعَ سَمَاعًا ، فَإِذَا قُلْت َ: أَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ وَخَلِيٌّ مِنْهُ ثَنَّيْتَ وَجَمَعْتَ وَأَنَّثْتَ. وَلُغَةُ تَمِيمٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعَرَبِ: أَنَا بَرِيءٌ. وَفِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْقُرْآنِ: إِنِّي بَرِيءٌ, وَالْأُنْثَى بَرِيئَةٌ ، وَلَا يُقَالُ: بَرَاءَةٌ ، وَهُمَا ب َرِيئَتَانِ ، وَالْجَمْعُ بَرِيئَاتٌ ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بَرِيَّاتٌ وَبَرَايَا كَخَطَايَا, وَأَنَا الْبَرَاءُ مِنْهُ ، وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ الْمُؤَنَّثُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ. الْأَزْهَرِيُّ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: نَحْنُ مِنْكَ الْبَرَاءُ وَالْخَلَاءُ ، وَالْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ مِنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ يُقَالُ: بَرَاءٌ لِأَنَّه ُ مَصْدَرٌ. وَلَوْ قَالَ: بَرِيءٌ ، لَقِيلَ فِي الِاثْنَيْنِ: بَرِيئَانِ ، وَفِي الْجَمْعِ: بَرِيئُونَ وَبَرَاءٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: الْمَعْنَى فِي الْبَرَاءِ أَيْ ذُو الْبَرَاءِ مِنْكُمْ ، وَنَحْنُ ذَوُو الْبَرَاءِ مِنْكُمْ. وَزَادَ الْأَصْمَعِيُّ: نَحْنُ بُرَآءُ عَلَى فُعَلَاءَ ، وَبِرَاءٌ عَلَى فِعَالٍ ، وَأَبْرِيَاءُ, وَفِي الْمُؤَنَّثِ: إِنَّنِي بَرِيئَةٌ وَبَرِيئَتَانِ ، وَفِي الْجَمْعِ بَرِيئَاتٌ وَب َرَايَا. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ بَرِيءٌ وَبُرَاءٌ مِثْلَ عَجِيبٍ وَعُجَابٍ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَعْرُوفُ فِي بُرَاءٍ أَنَّهُ جَمْعٌ لَا وَاحِدٌ ، وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ؛رَأَيْتُ الْحَرْبَ يَجْنِيهَا رِجَالٌ وَيَصْلَى ، حَرَّهَا ، قَوْمٌ بُرَاءُ؛قَالَ وَمِثْلُهُ لِزُهَيْرٍ؛إِلَيْكُمْ إِنَّنَا قَوْمٌ بُرَاءُ؛وَنَصَّ ابْنُ جِنِّي عَلَى كَوْنِهِ جَمْعًا ، فَقَالَ: يُجْمَعُ بَرِيءٌ عَلَى أَرْبَعَةٍ مِنَ الْجُمُوعِ: بَرِيءٌ وَبِرَاءٌ ، مِثْلَ ظَرِيفٍ وَظِرَافٍ ، وَبَرِيءٌ وَبُرَآءُ ، مِثْلَ شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ ، وَبَرِيءٌ وَأَبْرِيَاءُ ، مِثْلَ صَدِيقٍ وَأَصْدِقَاءَ ، وَبَرِيءٌ وَبُرَاءٌ ، مِثْلَ مَا جَاءَ مِنَ الْجُمُوعِ عَلَى فُعَالٍ نَحْوَ تُؤَام ٍ وَرُبَاءٍ فِي جَمْعِ تَوْأَمٍ وَرُبَّى.؛ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: بَرِئَ إِذَا تَخَلَّصَ ، وَبَرِئَ إِذَا تَنَزَّهَ وَتَبَاعَدَ ، وَبَرِيءٌ إِذَا أَعْذَرَ وَأَنَذَرَ, وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى: بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، أَيْ إِعْذَارٌ وَإِنْذَارٌ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمَّا دَعَاهُ عُمَرُ إِلَى الْعَمَلِ فَأَبَى ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ يُوسُفَ قَدْ سَأَلَ الْعَمَلَ. فَقَالَ: إِنَّ يُوسُفَ مِنِّي بَرِيءٌ وَأَنَا مِنْهُ بَرَاءٌ ، أَيْ بَرِيءٌ عَنْ مُسَاوَاتِهِ فِي الْحُكْمِ وَأَنْ أُقَاسَ بِهِ, وَلَمْ يُرِدْ بَرَاءَةَ الْوِلَايَةِ وَالْمَحَبَّةِ لِأَنَّهُ مَأْمُورٌ بِالْإِيمَانِ بِهِ ، وَالْبَرَاءُ وَالْبَرِيءُ سَوَاءٌ. وَلَيْلَةُ الْبَرَاءِ لَيْلَةَ يَتَبَرَّأُ الْقَمَرُ مِنَ الشَّمْسِ ، وَهِيَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ. التَّهْذِيبُ: الْبَرَاءُ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ ، وَقَدْ أَبْرَأَ: إِذَا دَخَلَ فِي الْبَرَاءِ ، وَهُوَ أَوَّلُ الشَّهْرِ. وَفِي الصِّحَاحِ الْبَرَاءُ ، بِالْفَتْحِ ، أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ الشَّهْرِ ، وَلَمْ يَقُلْ لَيْلَةُ الْبَرَاءِ, قَالَ؛يَا عَيْنُ بَكِّي مَالِكًا وَعَبْسَا يَوْمًا ، إِذَا كَانَ الْبَرَاءُ نَحْسَا؛أَيْ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَطَرٌ ، وَهُمْ يَسْتَحِبُّونَ الْمَطَرَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ, وَجَمْعُهُ أَبْرِئَةٌ ، حُكِيَ ذَلِكَ عَنْ ثَعْلَبٍ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: آخِرُ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ تُسَمَّى بَرَاءٌ لِتَبَرُّؤِ الْقَمَرِ فِيهِ مِنَ الشَّمْسِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ لِآخِرِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ الْبَرَاءُ, لِأَنَّهُ بَرِئَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ. وَابْنُ الْبَرَاءِ: أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْبَرَاءُ مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمُ سَعْدٍ يُتَبَّرَكُ بِكُلِّ مَا يَحْدُثُ فِيهِ وَأَنْشَدَ؛كَانَ الْبَرَاءُ لَهُمْ نَحْسًا ، فَغَرَّقَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ نَحْسًا مُذْ سَرَى الْقَمَرُ؛وَقَالَ آخَرُ؛إِنَّ عَبِيدًا لَا يَكُونُ غَسَّا كَمَا الْبَرَاءُ لَا يَكُونُ نَحْسَا؛أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: أَبْرَأَ الرَّجُلُ: إِذَا صَادَفَ بَرِيئًا ، وَهُوَ قَصَبُ السُّكَّرِ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: أَحْسَبُ هَذَا غَيْرَ صَحِيحٍ ، قَالَ: وَالَّذِي أَعْرِفُهُ أَبَرْتَ: إِذَا صَادَفْتَ بَرِيَّا ، وَهُوَ سُكَّرُ الطَّبَرْزَذِ. وَبَارَأْتُ الرَّجُلَ: بَرِئْتُ إ ِلَيْهِ وَبَرِئَ إِلَيَّ. وَبَارَأْتُ شَرِيكِي: إِذَا فَارَقْتُهُ. وَبَارَأَ الْمَرْأَةَ وَالْكَرِيَّ مُبَارَأَةً وَبِرَاءً: صَالَحَهُمَا عَلَى الْفِرَاقِ. وَ الِاسْتِبْرَاءُ: أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ جَارِيَةً ، فَلَا يَطَؤُهَا حَتَّى تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً ثُمَّ تَطْهُرَ, وَكَذَلِكَ إِذَا سَبَاهَا لَمْ يَطَأْهَ ا حَتَّى يَسْتَبْرِئَهَا بِحَيْضَةٍ ، وَمَعْنَاهُ: طَلَبُ بَرَاءَتِهَا مِنَ الْحَمْلِ. وَاسْتَبْرَأْتُ مَا عِنْدَكَ: غَيْرُهُ. اسْتَبْرَأَ الْمَرْأَةَ: إِذَا ل َمْ يَطَأْهَا حَتَّى تَحِيضَ, وَكَذَلِكَ اسْتَبْرَأَ الرَّحِمَ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي اسْتِبْرَاءِ الْجَارِيَةِ: " لَا يَمَسُّهَا حَتَّى تَبْرَأَ رَحِمُهَا وَيَتَبَيَّنَ حَالُهَا هَلْ هِيَ حَامِلٌ أَمْ لَا ". وَكَذَلِكَ الِاسْتِبْرَاءُ الَّذِي يُذْكَرُ مَعَ الِاسْتِنْجَاءِ فِي الطَّهَارَةِ ، وَهُوَ أَنْ يَسْتَفْرِغَ بَقِيَّةَ الْبَوْلِ ، وَيُنَقِّيَ مَوْضِعَهُ وَمَج ْرَاهُ ، حَتَّى يُبْرِئَهُمَا مِنْهُ أَيْ يُبِينَهُ عَنْهُمَا ، كَمَا يَبْرَأُ مِنَ الدَّيْنِ وَالْمَرَضِ. وَالِاسْتِبْرَاءُ: اسْتِنْقَاءُ الذَّكَرِ عَنِ الْبَ وْلِ. وَاسْتَبْرَأَ الذَّكَرَ: طَلَبَ بَرَاءَتَهُ مِنْ بَقِيَّةِ بَوْلٍ فِيهِ بِتَحْرِيكِهِ وَنَتْرِهِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ لَمْ يَبْ قَ فِيهِ شَيْءٌ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْبَرِيءُ: الْمُتَفَصِّي مِنَ الْقَبَائِحِ ، الْمُتَنَجِّي عَنِ الْبَاطِلِ وَالْكَذِبِ ، الْبَعِيدُ مِنَ التُّهَمِ ، النَّقِيُّ الْقَلْبِ مِنَ الشِّرْكِ. وَال ْبَرِيءُ الصَّحِيحُ الْجِسْمِ وَالْعَقْلِ. وَالْبُرْأَةُ ، بِالضَّمِّ: قُتْرَةُ الصَّائِدِ الَّتِي يَكْمُنُ فِيهَا ، وَالْجَمْعُ بُرَأٌ. قَالَ الْأَعْشَى يَصِفُ الْحَمِيرَ؛فَأَوْرَدَهَا عَيْنًا ، مِنَ السِّيفِ ، رَيَّةً بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الْفَسِيلِ الْمُكَمَّمِ

المعجم: 

لسان العرب