بدأ

المعنى: 

بدأ: فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الْمُبْدِئُ: هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ الْأَشْيَاءَ وَاخْتَرَعَهَا ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ سَابِقِ مِثَالٍ. وَالْبَدْءُ: فِعْلُ الشَّيْءِ أَوَّلَ. بَدَأَ بِهِ وَبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءًا وَأَبْدَأَهُ وَابْتَدَأَهُ. وَيُقَالُ: لَكَ الْبَدْءُ وَالْبَدْأَةُ وَالْبُدْأَةُ وَالْبَ دِيئَةُ وَالْبَدَاءَةُ وَالْبُدَاءَةُ بِالْمَدِّ وَالْبَدَاهَةُ عَلَى الْبَدَلِ ، أَيْ لَكَ أَنْ تَبْدَأَ قَبْلَ غَيْرِكَ فِي الرَّمْيِ وَغَيْرِهِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: كَانَ ذَلِكَ فِي بَدْأَتِنَا وَبِدْأَتِنَا ، بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ, قَالَ: وَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَلِكَ. وَفِي مَبْدَأَتِنَا عَنْهُ أَيْضًا. وَقَدْ أَبْدَأْنَا وَبَدَأْنَا كُلُّ ذَلِكَ عَنْهُ. وَالْبَدِيئَةُ وَالْبَدَاءَةُ وَالْبَدَاهَةُ: أَوَّلُ مَا يَفْجَؤُكَ ، الْهَاءُ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ الْهَمْزِ. وَبَدِيتُ بِالشّ َيْءِ قَدَّمْتُهُ أَنْصَارِيَّةٌ. وَبَدِيتُ بِالشَّيْءِ وَبَدَأْتُ: ابْتَدَأْتُ. وَأَبْدَأْتُ بِالْأَمْرِ بَدْءًا: ابْتَدَأْتُ بِهِ. وَبَدَأْتُ الشَّيْءَ: فَ عَلْتُهُ ابْتِدَاءً. وَفِي الْحَدِيثِ: الْخَيْلُ مُبَدَّأَةٌ يَوْمَ الْوِرْدِ ، أَيْ يُبْدَأُ بِهَا فِي السَّقْيِ قَبْلَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ ، وَقَدْ تُحْذَفُ الْهَمْزَةُ فَتَصِيرُ أَلِفًا سَاكِنَةً. وَالْبَدْءُ وَالْبَدِيءُ: الْأَوَّل ُ, وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: افْعَلْهُ بَادِيَ بَدْءٍ ، عَلَى فَعْلٍ ، وَبَادِيَ بَدِيءٍ عَلَى فَعِيلٍ ، أَيْ أَوَّلَ شَيْءٍ ، وَالْيَاءُ عَنْ بَادِي سَاكِنَةٌ فِي مَو ْضِعِ النَّصْبِ, هَكَذَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ. قَالَ: وَرُبَّمَا تَرَكُوا هَمَزَهُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي بَابِ الْمُعْتَلِّ. وَبَا دِئُ الرَّأْيِ: أَوَّلُهُ وَابْتِدَاؤُهُ. وَعِنْدَ أَهْلِ التَّحْقِيقِ مَنَّ الْأَوَائِلِ مَا أُدْرِكَ قَبْلَ إِنْعَامِ النَّظَرِ, يُقَالُ فَعَلَهُ فِي بَادِئِ الرَّأْيِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَنْتَ بَادِئَ الرَّأْيِ وَمُبْتَدَأَهُ تُرِيدُ ظُلْمَنَا ، أَيْ أَنْتَ فِي أَوَّلِ الرَّأْيِ تُرِيدُ ظُلْمَنَا. وَرُوِيَ أَيْضًا: أَنْتَ بَادِيَ الرَّأْيِ تُرِ يدُ ظُلْمَنَا بِغَيْرِ هَمْزٍ ، وَمَعْنَاهُ أَنْتَ فِيمَا بَدَا مِنَ الرَّأْيِ وَظَهَرَ أَيْ أَنْتَ فِي ظَاهِرِ الرَّأْيِ ، فَإِنْ كَانَ هَكَذَا فَلَيْسَ مِنْ هَذ َا الْبَابِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ, وَبَادِئَ الرَّأْيِ, قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحْدَهُ: بَادِئَ الرَّأْيِ بِالْهَمْزِ ، وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ قَرَءُوا بَادِيَ بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: لَا تَهْمِزُوا بَادِيَ الرَّأْيِ, لِأَنَّ الْمَعْنَى فِيمَا يَظْهَرُ لَنَا, وَيَبْدُو قَالَ: وَلَوْ أَرَادَ ابْتِدَاءَ الرَّأْيِ فَهَمَزَ كَانَ صَوَابًا. وَسَن َذْكُرُهُ أَيْضًا فِي بَدَا. وَمَعْنَى قِرَاءَةِ أَبِي عَمْرٍو بَادِئَ الرَّأْيِ أَيْ أَوَّلَ الرَّأْيِ أَيِ اتَّبَعُوكَ ابْتِدَاءَ الرَّأْيِ حِينَ ابْتَدَءُوا يَنْظُرُونَ ، وَإِذَا فَكَّرُوا لَمْ يَتَّبِعُوكَ. وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: بَادِئَ ، بِالْهَمْزِ ، مَنْ بَدَأَ إِذَا ابْتَدَأَ, قَالَ: وَانْتِصَابُ مَنْ هَمَزَ وَلَمْ يَهْمِزْ بِالِاتِّبَاعِ عَلَى مَذْهَبِ الْمَصْدَرِ أَيِ اتَّبَعُوكَ اتِّبَاعًا ظَاهِرًا ، أَوِ اتِّبَاعًا مُبْتَدَأً, قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى مَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا فِي ظَاهِرِ مَا نَرَى مِنْهُمْ ، وَطَوِيَّاتُهُمْ عَلَى خِلَافِكَ وَعَلَى مُوَافَقَتِنَا, وَهُوَ مَنْ بَدَا يَبْدُو إِذَا ظَهَرَ. وَفِي حَدِيثِ الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ: فَانْطَلَقَ إِلَى أَحَدِهِمْ بَادِئَ الرَّأْيِ فَقَتَلَهُ. قَالَ ابْنُ الْأَثِيرَ: أَيْ فِي أَوَّلِ رَأْيٍ رَآهُ وَابْتِدَائِهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ مِنَ الْبُدُوِّ: الْظُهُورِ أَيْ فِي ظَاهِرِ الرَّأْيِ وَالنَّظَرِ. قَالُ وا افْعَلْهُ بَدْءًا ، وَأَوَّلَ بَدْءٍ ، عَنْ ثَعْلَبٍ ، وَبَادِيَ بَدْءٍ وَبَادِيَ بَدِيٍّ لَا يُهْمَزُ. قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ, لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى التَّخْفِيفِ الْقِيَاسِيِّ ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَا ذُكِر َ هَاهُنَا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَمَّا بَادِئَ بَدْءٍ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ ، وَبَادِيَ بَدْأَةَ وَبَادِئَ بَدَاءٍ وَبَدَا بَدْءً وَبَدْأَةَ بَدْأَةَ وَبَادِيَ بَدْوٍ وَبَادِيَ بَدَاءٍ أَي ْ أَمَّا بَدْءَ الرَّأْيِ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ أُصُولِ الصِّحَاحِ يُقَالُ: افْعَلْهُ بَدْأَةَ ذِي بَدْءٍ وَبَدْأَةَ ذِي بَدْأَةَ وَبَ دْأَةَ ذِي بَدِيءٍ وَبَدْأَةَ بَدِيءٍ وَبَدِيءَ بَدْءٍ ، عَلَى فَعْلٍ ، وَبَادِئَ بَدِيءٍ عَلَى؛ فَعِيلٍ ، وَبَادِئَ بَدِئٍ ، عَلَى فَعِلٍ ، وَبَدِيءَ ذِي بَدِيءٍ أَيْ أَوَّلَ أَوَّلَ. وَبَدَأَ فِي الْأَمْرِ وَعَادَ وَأَبْدَأَ وَأَعَادَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ. قَالَ الزَّجَّاجُ: مَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ أَيْ أَيَّ شَيْءٍ يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَأَيَّ شَيْءٍ يُعِيدُ ، وَتَكُونُ مَا نَفْيًا وَالْبَاطِلُ هُنَا إِبْلِيِسُ ، أَيْ مَا يَخْلُقُ إِب ْلِيسُ وَلَا يَبْعَثُ ، وَاللَّهُ - جَلَّ وَعَزَّ - هُوَ الْخَالِقُ وَالْبَاعِثُ ، وَفَعَلَهُ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ وَفِي عَوْدِهِ وَبَدْئِهِ وَفِي عَوْدَتِهِ و َبَدْأَتِهِ. وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ عَوْدًا وَبَدْءًا. وَيُقَالُ: رَجَعَ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئِهِ: إِذَا رَجَعَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ. وَفِي الْ حَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ ، أَرَادَ بِالْبَدْأَةِ ابْتِدَاءَ سَفَرِ الْغَزْوِ وَبِالرَّجْعَةِ الْقُفُولَ مِنْهُ, وَالْمَعْنَى كَانَ إِذَا نَهَضَتْ سَرِيَّةٌ مِنْ جُمْلَةِ الْعَسْكَرِ ال ْمُقْبِلِ عَلَى الْعَدُوِّ فَأَوْقَعَتْ بِطَائِفَةٍ مِنَ الْعَدُوِّ ، فَمَا غَنِمُوا كَانَ لَهُمُ الرُّبُعُ وَيَشْرَكُهُمْ سَائِرُ الْعَسْكَرِ فِي ثَلَاثَةِ أَ رْبَاعِ مَا غَنِمُوا ، وَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ عِنْدَ عَوْدِ الْعَسْكَرِ كَانَ لَهُمْ مِنْ جَمِيعِ مَا غَنِمُوا الثُّلُثُ, لِأَنَّ الْكَرَّةَ الثَّانِيَةَ أَشَق ُّ عَلَيْهِمْ ، وَالْخَطَرُ فِيهَا أَعْظَمُ ، وَذَلِكَ لِقُوَّةِ الظَّهْرِ عِنْدَ دُخُولِهِمْ وَضَعْفِهِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ ، وَهُمْ فِي الْأَوَّلِ أَنْشَطُ وَأ َشْهَى لِلسَّيْرِ وَالْإِمْعَانِ فِي بِلَادِ الْعَدُوِّ ، وَهُمْ عِنْدَ الْقُفُولِ أَضْعَفُ وَأَفْتَرُ وَأَشْهَى لِلرُّجُوعِ إِلَى أَوْطَانِهِمْ ، فَزَادَهُمْ لِذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَيَضْرِبُنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا ، أَيْ أَوَّلًا ، يَعْنِي الْعَجَمَ وَالْمَوَالِيَ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيةِ: يَكُونُ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثَنَاهُ أَيْ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَا يُبْدِءُ وَمَا يُعِيدُ أَيْ مَا يَتَكَلَّمُ بِبَادِئَةٍ وَلَا عَائِد َةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: " مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا ، وَمَنَعَتِ الشَّامُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا ، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ". قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ مُعْجِزَاتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لِأَنَّهُ أَخْبَرَ بِمَا لَمْ يَكُنْ ، وَهُوَ فِي عِلْمِ اللَّه ِ كَائِنٌ ، فَخَرَجَ لَفْظُهُ عَلَى لَفْظِ الْمَاضِي وَدَلَّ بِهِ عَلَى رِضَاهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِمَا وَظَّفَهُ عَلَى الْكَفَرَةِ مِنَ الْجِزْيَةِ فِي الْأَمْصَارِ. وَفِي تَفْسِيرِ الْمَنْعِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ عَلِمَ أَن َّهُمْ سَيُسْلِمُونَ وَيَسْقُطُ عَنْهُمْ مَا وُظِّفَ عَلَيْهِمْ ، فَصَارُوا لَهُ بِإِسْلَامِهِمْ مَانِعِينَ, وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْث ُ بَدَأْتُمْ, لِأَنَّ بَدْأَهُمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَ ، فَعَادُوا مِنْ حَيْثُ بَدَءُوا. وَالثَّانِي أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ عَنِ الطَّاعَةِ وَيَعْصُونَ الْإِمَامَ ، فَيَمْنَعُونَ مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْوَظَائِفِ. وَالْمُدْيُ مِكْيَالُ أَهْلِ الشَّامِ ، وَالْقَفِيزُ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ ، وَالْإِرْدَبُّ لِأَهْلِ مِصْرَ. وَالِابْتِدَاءُ فِي الْعَرُوضِ: اسْمٌ لِكُلِّ جُزْءٍ يَعْتَلُّ فِي أَوَّلِ الْبَيْتِ بِعِلَّةٍ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ حَشْوِ الْبَيْتِ كَالْخَرْمِ فِي الطّ َوِيلِ وَالْوَافِرِ وَالْهَزَجِ وَالْمُتَقَارَبِ ، فَإِنَّ هَذِهِ كُلُّهَا يُسَمَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَجْزَائِهَا ، إِذَا اعْتَلَّ ، ابْتِدَاءً ، وَذَلِكَ لِأ َنَّ فَعُولُنْ تُحْذَفُ مِنْهُ الْفَاءُ فِي الِابْتِدَاءِ ، وَلَا تُحْذَفُ الْفَاءُ مِنْ فَعُولُنْ فِي حَشْوِ الْبَيْتِ أَلْبَتَّةَ, وَكَذَلِكَ أَوَّلُ مُفَاعَل َتُنْ وَأَوَّلُ مَفَاعِيلُنْ يُحْذَفَانِ فِي أَوَّلِ الْبَيْتِ ، وَلَا يُسَمَّى مُسْتَفْعِلُنْ فِي الْبَسِيطِ وَمَا أَشْبَهَهُ مِمَّا عِلَّتُهُ كَعِلَّةِ أَجْز َاءِ حَشْوِهِ ، ابْتِدَاءً ، وَزَعْمَ الْأَخْفَشُ أَنَّ الْخَلِيلَ جَعَلَ فَاعِلَاتُنْ فِي أَوَّلِ الْمَدِيدِ ابْتِدَاءً, قَالَ: وَلَمْ يَدْرِ الْأَخْفَشُ لِمَ جَعَلَ فَاعِلَاتُنِ ابْتِدَاءً ، وَهِيَ تَكُونُ فَعِلَاتُنْ وَفَاعِلَاتُنْ كَمَا تَكُونُ أَجْزَاءُ الْحَشْوِ. وَذَهَبَ عَلَى الْأَخْفَشِ أَنَّ الْخَلِيلَ جَعَلَ فَاعِلَاتُنْ هُنَا لَيْسَتْ كَالْحَشْوِ, لِأَنَّ أَلِفَهَا تَسْقُطُ أَبَدًا بِلَا مُعَاقَبَةٍ ، وَكُلُّ مَا جَازَ فِي جُزْئِهِ الْأَوَّلِ مَا لَا يَجُوزُ فِي حَشْوِهِ ، فَاسْمُهُ الِابْتِدَاءُ, وَإِنَّمَا سُمِّيَ مَا وَقَعَ فِي الْجُزْءِ ابْتِدَاءً لِابْتِدَائِكَ بِالْإِعْلَالِ. وَبَدَأَ اللَّهُ الْخَلْقَ بَدْء ًا وَأَبْدَأَهُمْ بِمَعْنَى خَلَقَهُمْ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ. وَفِيهِ كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ. وَقَالَ: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ. وَقَالَ: إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ, فَالْأَوَّلُ مِنَ الْبَادِئِ وَالثَّانِي مِنَ الْمُبْدِئِ وَكِلَاهُمَا صِفَةٌ جَلِيلَةٌ. وَالْبَدِيءُ: الْمَخْلُوقُ. وَبِئْرٌ بَدِيءٌ كَبَدِيعٍ ، وَالْجَمْعُ بُدُؤٌ. وَالْبَدْءُ وَالْبَدِيءُ: الْبِئْرُ الَّتِي حُفِرَتْ فِي الْإِسْلَامِ حَدِيثَةً وَلَيْسَتْ بِعَادِيَّةٍ ، وَتُرِكَ فِيهَا الْهَمْزَةُ فِي أَكْثَرِ كَلَ امِهِمْ ، وَذَلِكَ أَنْ يَحْفِرَ بِئْرًا فِي الْأَرْضِ الْمَوَاتِ الَّتِي لَا رَبَّ لَهَا. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ: فِي حَرِيمِ الْبِئْرِ الْبَدِيءِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، يَقُولُ: لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا حَوَالَيْهَا حَرِيمُهَا ، لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْفِرَ فِي تِلْكَ الْخَمْسِ وَالْعِشْرِينَ بِئْرًا. وَإِنَّمَا شُبّ ِهَتْ هَذِهِ الْبِئْرُ بِالْأَرْضِ الَّتِي يُحْيِيهَا الرَّجُلُ فَيَكُونُ مَالِكًا لَهَا ، قَالَ: وَالْقَلِيبُ: الْبِئْرُ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي لَ ا يُعْلَمُ لَهَا رَبٌّ وَلَا حَافِرٌ ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى خَمْسِينَ ذِرَاعًا مِنْهَا ، وَذَلِكَ أَنَّهَا لِعَامَّةِ النَّاسِ ، فَإِذَا نَزَلَه َا نَازِلٌ مَنَعَ غَيْرَهُ, وَمَعْنَى النُّزُولِ أَنْ لَا يَتَّخِذَهَا دَارًا وَيُقِيمَ عَلَيْهَا ، وَأَمَّا أَنْ يَكُونَ عَابِرَ سَبِيلٍ فَلَا. أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ: بَدِيءٌ وَبَدِيعٌ. إِذَا حَفَرْتَهَا أَنْتَ ، فَإِنْ أَصَبْتَهَا قَدْ حُفِرَتْ قَبْلَكَ ، فَهِيَ خَفِيَّةٌ ، وَزَمْزَمُ خَفِيَّةٌ, لِأَنَّهَا لِإِسْمَاعِيلَ فَانْدَفَنَتْ ، وَأَنْشَدَ؛فَصَبَّحَتْ ، قَبْلَ أَذَانِ الْفُرْقَانْ تَعْصِبُ أَعْقَارَ حِيَاضِ الْبُودَانْ؛قَالَ: الْبُودَانُ الْقُلْبَانُ ، وَهِيَ الرَّكَايَا ، وَاحِدُهَا بَدِيءٌ, قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا مَقْلُوبٌ ، وَالْأَصْلُ بُدْيَانٌ ، فَقَدَّمَ الْيَاءَ وَجَعَلَهَا وَاوًا, وَالْفُرْقَانُ: الصُّبْحُ ، وَالْبَدِيءُ: الْعَجَبُ ، وَجَاءَ بِأَمْرٍ بَدِي ءٍ ، عَلَى فَعِيلٍ ، أَيْ عَجِيبٍ. وَبَدِيءٌ مِنْ بَدَأْتُ ، وَالْبَدِيءُ: الْأَمْرُ الْبَدِيعُ ، وَأَبْدَأَ الرَّجُلُ: إِذَا جَاءَ بِهِ ، يُقَالُ أَمْرٌ بَدِيءٌ. قَالَ عَبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصِ؛فَلَا بَدِيءٌ وَلَا عَجِيبُ؛وَالْبَدْءُ: السَّيِّدُ ، وَقِيلَ: الشَّابُّ الْمُسْتَجَادُ الرَّأْيِ ، الْمُسْتَشَارُ ، وَالْجَمْعُ بُدُوءٌ. وَالْبَدْءُ: السَّيِّدُ الْأَوَّلُ فِي السَّيَاد َةِ ، وَالثُّنْيَانُ: الَّذِي يَلِيهِ فِي السُّؤْدُدِ. قَالَ: أَوْسُ بْنُ مَغْرَاءَ السَّعْدِيُّ؛ثُنْيَانُنَا ، إِنْ أَتَاهُمْ ، كَانَ بَدْأَهُمُ وَبَدْؤُهُمْ ، إِنْ أَتَانَا ، كَانَ ثُنْيَانَا؛وَالْبَدْءُ: الْمَفْصِلُ. وَالْبَدْءُ: الْعَظْمُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ. وَالْبَدْءُ: خَيْرُ عَظْمٍ فِي الْجَزُورِ ، وَقِيلَ خَيْرُ نَصِيبٍ فِي الْجَزُو رِ. وَالْجَمْعُ أَبْدَاءٌ وَبُدُوءٌ مِثْلُ جَفْنٍ وَأَجْفَانٍ وَجُفُونٍ. قَالَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ؛وَهُمُ أَيْسَارُ لُقْمَانَ ، إِذَا أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْدَاءَ الْجُزُرْ؛وَيُقَالُ: أَهْدَى لَهُ بَدْأَةَ الْجَزُورِ أَيْ خَيْرَ الْأَنْصِبَاءِ ، وَأَنْشَدَ ابْنُ السِّكِّيتِ؛عَلَى أَيِّ بَدْءٍ مَقْسَمُ اللَّحْمِ يُجْعَلُ؛وَالْأَبْدَاءُ: الْمَفَاصِلُ ، وَاحِدُهَا بَدًى ، مَقْصُورٌ ، وَهُوَ أَيْضًا بَدْءٌ ، مَهْمُوزٌ ، تَقْدِيرُهُ بَدْعٌ. وَأَبْدَاءُ الْجَزُورِ عَشَرَةٌ: وَرِكَاه َا وَفَخِذَاهَا وَسَاقَاهَا وَكَتِفَاهَا وَعَضُدَاهَا ، وَهُمَا أَلْأَمُ الْجَزُورِ لِكَثْرَةِ الْعُرُوقِ. وَالْبُدْأَةُ: النَّصِيبُ مِنْ أَنْصِبَاءِ الْجَزُورِ, قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ؛فَمَنَحْتُ بُدْأَتَهَا رَقِيبًا جَانِحًا وَالنَّارُ تَلْفَحُ وَجْهَهُ بَأُوَارِهَا؛وَرَوَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: فَمَنَحْتُ بُدَّتَهَا ، وَهِيَ النَّصِيبُ ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ, وَرَوَى ثَعْلَبٌ رَفِيقًا جَانِحًا. وَفِي الصِّحَاحِ: الْبَدْءُ وَالْبَدْأَةُ: النَّصِيبُ مِنَ الْجَزُورِ بِفَتْحِ الْبَاءِ فِيهِمَا, وَهَذَا شِعْرُ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ بِضَمِّهَا كَمَا تَرَى. وَبُدِئَ الرَّجُلُ يُبْدَأْ بَدْءًا فَهُوَ مَبْدُوءٌ: جُدِرَ أَوْ حُصِبَ. قَالَ الْكُمَيْتُ؛فَكَأَنَّمَا بُدِئَتْ ظَوَاهِرُ جِلْدِهِ مِمَّا يُصَافِحُ مِنْ لَهِيبِ سُهَامِهَا؛وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بُدِئَ الرَّجُلِ يُبْدَأُ بَدْءًا: خَرَجَ بِهِ بَثْرٌ شِبْهُ الْجُدَرِيِّ, ثُمَّ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ الْجُدَرِيُّ بِعَيْنِهِ. وَرَجُلٌ مَبْدُوءٌ: خَرَ جَ بِهِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَتْ: فِي الْيَوْمِ الَّذِي بُدِئَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَارَأْسَاهُ. قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: يُقَالُ مَتَى بُدِئَ فُلَانٌ أَيْ مَتَى مَرِضَ, قَالَ: وَيُسْأَلُ بِهِ عَنِ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ. وَبَدَأَ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى وَأَبْدَأَ: خَرَجَ م ِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا إِبْدَاءً. وَأَبْدَأَ الرَّجُلُ: كِنَايَةٌ عَنِ النَّجْوِ ، وَالِاسْمُ الْبَدَاءُ ، مَمْدُودٌ. وَأَبْدَأَ الصَّبِيُّ: خَرَجَتْ أَسْنَانُ هُ بَعْدَ سُقُوطِهَا. وَالْبُدْأَةُ: هَنَةٌ سَوْدَاءُ كَأَنَّهَا كَمْءٌ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ.

المعجم: 

لسان العرب