المعنى:
بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَة يَبُجُّها بَجّاً: شَقَّها؛ قال جُبَيْهَا الأَشجعيُّ في عنزٍ له منحها لرجل ولم يردّها:
فجاءَتْ، كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها
عَسـالِيجُه، والثَّـامِرُ المُتَنـاوِحُ
وكلُّ شَقٍّ بَجٌّ؛ قال الراجز:
بَــجَّ المَــزاد مُـوكَراً مَوْفُـورا
ويقال: انْبَجَّتْ ماشيتُكَ من الكَلإِ إذا فتقها السِّمَنُ من العُشْبِ، فأَوْسَعَ خواصرها؛ وقد بَجَّها الكَلأُ؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعيّ، وهذا البيت أَورده الجوهري: فجاءَت؛ قال ابن بري: وصوابه لجاءَت، قال: واللام فيه جوابُ لو في بيت قبله وهو:
فَلَـوْ أَنهـا طـافتْ بنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ،
نَفَـى الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِحُ
قال: والقَسْوَرُ ضَرْبٌ من النبت، وكذلك الثامر. والكالح: ما اسْوَدَّ منه. والمتناوح: المتقابل. يقول: لو رعت هذه الشاة نبتاً أَيبسه الجدبُ قد ذهب دِقُّه، وهو الذي تنتفع به الراعية، لجاءَت كأَنها قد رعت قَسْوَراً شديد الخُضْرَةِ، فسمنت عليه حتى شَقَّ الشحمُ جِلْدَها؛ قال محمد بن المكرم: ورأَيت بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي، صاحبنا، رحمه الله، ما صورته: قال أَبو الحسن بن سيده أَخبرنا أَبو العلاءِ أَن الرِّقَّ ورَقُ الشجر؛ وأَنشد بيت جبيها الأَشجعي:
فَلَـو أَنهـا قـامَتْ بطُنْـبٍ مُعَجَّمٍ،
نَفـى الجدبُ عنه رِقَّهُ، فهو كالح
قال: هكذا أَنشدَناه رِقَّه، وليس من لفظ الوَرَق، إِنما هو في معناه.والطُّنْبُ: العود اليابس. قال: وفي الجمهرة لابن دريد: دِقُّ كلِّ شيءٍ دون جِلِّه، وهو صِغارُه ورَدِيُّه. ودِقُّ الشجر: حشيشُه، وقالوا: دِقُّه صغارُ وَرَقِه، وأَنشدوا بيت جبيها:
نفـى الدِّقُّ عنه جَدْبُه، فهو كالح
والبَجُّ: الطعنُ يخالط الجوف ولا ينفذ؛ يقال: بَجَجْتُه أَبُجُّهُ بَجّاً أَي طعنته؛ وأَنشد الأَصمعي لرؤْبة:
قَفْخـاً، علـى الهامِ، وبَجّاً وَخْضا
ابن سيده: بَجَّه بَجّاً طَعَنَهُ؛ وقيل طعنه فخالطت الطعنةُ جوفَه.وبَجَّه بَجّاً: قطعه؛ عن ثعلب، وأَنشد:
بَــجَّ الطــبيبُ نـائطَ المَصـْفُور
وقوله، صلى الله عليه وسلم: إِن الله قد أَراحكم من الشَّجَّة والبَجَّة؛ قيل في تفسيره: البَجَّةُ الفَصِيد الذي كانت العرب تأْكُلُهُ في الأَزْمَةِ، وهو من هذا، لأَن الفاصدَ يشق العِرْقَ؛ وفسره ابن الأَثير فقال: البَجُّ الطعن غيرالنافذ، كانوا يفصدون عِرق البعير ويأْخذون الدم، يتبلَّغون به في السنة المجدبة، ويسمونه الفصيد، سمي بالمرة الواحدة من البَجِّ؛ أَي أَراحكم الله من الفحط والضيق بما فتح عليكم من الإِسلام.وبَجَّه بالعصا وغيرها بَجّاً: ضربه بها عن عِراضٍ حيثما أَصابت منه. وبَجَّهُ بمكروه وشر وبلاء: رماه به.والبَجَجُ: سَعَةُ العين وضَخْمُها. بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً، وهو بَجِيجٌ، والأُنثى بَجَّاءُ.وفلانٌ أَبَجُّ العين إذا كان واسعَ مَشَقِّ العين؛ قال ذو الرمة:
ومُخْتَلَــقٍ لِلْمُلـكِ أَبْيَـضَ فَـدْغَمٍ،
أَشـَمَّ أَبَجَّ العَين، كالقَمَرِ البَدْرِ
وعينٌ بَجَّاءُ: واسعةٌ.والبُجُّ: فَرخُ الحمام كالمُجِّ؛ قال ابن دريد: زعموا ذلك؛ قال: ولا أَدري ما صحتها.والبَجَّةُ: صنم كان يُعبد من دون الله عز وجل، وبه فسر بعضهم ما تقدم من قوله، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكمْ من الشَّجَّةِ والبَجَّة.ورجل بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ: بادِنٌ مُمْتَلِئ منتفخ؛ وقيل: كثير اللحم غليظه. وجاريةٌ بَجْباجَةٌ: سمينة؛ قال أَبو النجم:
دارٌ لبَيْضــاءَ حَصــانِ الســِّترِ،
بَجْباجَـةِ البَـدْنِ، هَضـِيمِ الخَصـْرِ
قال ابن السكيت: إذا كان الرجل سميناً ثم اضطرب لحمه، قيل: رجلٌ بَجْباجٌ وبَجْباجَةٌ؛ قال نقادة الأَسدي:
حـتى تَـرى البَجْباجَـةَ الضَّيَّاطا،
يَمْســَحُ، لمَّـا حـالَفَ الإِغْباطـا،
بـالحَرْفِ مِـنْ سـاعِدِه، المُخاطـا
الإِغباط: ملازمة الغبيط وهو الرَّحْل. قال ابن بري: قال ابن خالويه: البَجْباجُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد الراعي:
كــأَنَّ مِنْطَقَهــا لِيثَـتْ مَعاقِـدُهُ
بِواضـِحٍ، من ذُرى الأَنْقاءِ، بَجْباجِ
مِنْطَقُها: إِزارها؛ يقول: كأَن إِزارها دِيرَ على نَقا رَمْلٍ، وهو الكثيب. ورمل بَجْباجٌ: مجتمعٌ ضَخْمٌ. وقال المفضل: بِرْذَوْنٌ بَجْباجٌ ضعيفٌ سريعُ العَرَق؛ وأَنشد:
فليــس بالكــابي ولا البَجْبـاجِ
ابن الأَعرابي: البُجُجُ الزِّقاق المُشَقَّقَة.أَبو عمرو: حَبْلٌ جُباجِبٌ بُجابِجٌ: ضَخْمٌ.والبَجْبَجَةُ: شيءٌ يفعله الإِنسان عند مناغاة الصبي بالفم. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: أَن هذا البَجْباجَ النَّفَّاج لا يدري أَيْنَ اللهُ، عز وجل؛ من البَجْبَجَةِ التي تُفْعَل عند مُناغاة الصبي. وبَجْباجٌ فَجْفاجٌ: كثير الكلام. والبَجْباجُ: الأَحمقُ. والنَّفَّاج: المتكبر.