ببب

المعنى: 

ببب: بَبَّةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ صَبِيٍّ. قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ تُرَقِّصُ ابْنَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ؛لَأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جَارِيَةً خِدَبَّهْ مُكْرَمَةً مُحَبَّهُ؛تَجُبُّ أَهْلَ الْكَعْبَهْ؛أَيْ: تَغْلِبُ نِسَاءَ قُرَيْشٍ فِي حُسْنِهَا. وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ؛جَبَّتْ نِسَاءَ الْعَالَمِينَ بِالسَّبَبْ؛وَسَنَذْكُرُهُ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي الصِّحَاحِ: بَبَّةُ: اسْمُ جَارِيَةٍ ، وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَا الرَّجَزِ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا سَهْوٌ لِأَنَّ بَبَّةَ هَذَا هُوَ لَقَبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالِي الْبَصْرَةِ ، كَانَتْ أُمُّهُ لَقَّبَتْهُ بِهِ فِي صِغَرِهِ لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ ، وَالرَّجَزُ لِأُمِّهِ هِنْدَ ، كَانَتْ تُرَقِّصُهُ بِهِ تُرِيدُ: لَأُنْكِحَنَّهُ ، إِذَا بَلَغَ ، جَارِيَةً هَذِهِ صِفَتُهَا ، وَقَدْ خَطَّأَ أَبُو زَكَرِيَّا أَيْضًا الْجَوْهَرِيَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ. غَيْرُهُ: بَبَّةُ لَقَبُ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَيُوصَفُ بِهِ الْأَحْمَقُ الثَّقِيلُ. وَالْبَبَّةُ: السَّمِينُ ، وَقِيلَ: الشَّابُّ الْمُمْتَلِئُ الْبَدَنِ نَعْمَةً ، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. قَالَ: وَبِهِ لُقِّبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ فِي صِغَرِهِ ، وَفِيهِ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ؛وَبَايَعْتُ أَقْوَامًا وَفَيْتُ بِعَهْدِهِمْ وَبَبَّةُ قَدْ بَايَعْتُهُ غَيْرَ نَادِمِ؛وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَلَّمَ عَلَيْهِ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ سَلَامِهِ ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَحْسِبُكَ أَثْبَتَّنِي. قَالَ: أَلَسْتَ بَبَّةً ؟ قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: يُقَالُ لِلشَّابِّ الْمُمْتَلِئِ الْبَدَنِ نَعْمَةً وَشَبَابًا: بَبَّةٌ. وَالْبَبُّ: الْغُلَامُ السَّائِلُ ، وَهُوَ السَّمِينُ ، وَيُقَالُ: تَبَبَّبَ إِذَا سَم ِنَ. وَبَبَّةُ: صَوْتٌ مِنَ الْأَصْوَاتِ ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وَكَانَتْ أُمُّهُ تُرَقِّصُهُ بِهِ. وَهُمْ عَلَى بَبَّانٍ وَاحِدٍ وَبَبَانٍ أَيْ عَلَى طَرِ يقَةٍ. قَالَ: وَأُرَى بَبَانَا مَحْذُوفًا مِنْ بَبَّانٍ, لِأَنَّ فَعْلَانَ أَكْثَرُ مِنْ فَعَالٍ ، وَهُمْ بَبَّانٌ وَاحِدٌ أَيْ سَوَاءٌ ، كَمَا يُقَالُ بَأْجٌ وَ احِدٌ. قَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لِأُلْحِقَنَّ آخِرَ النَّاسِ بِأَوَّلِهِمْ حَتَّى يَكُونُوا بَبَّانًا وَاحِدًا. وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: إِنْ عِش ْتُ فَسَأَجْعَلُ النَّاسَ بَبَّانًا وَاحِدًا ، يُرِيدُ التَّسْوِيَةَ فِي الْقَسْمِ وَكَانَ يُفَضِّلُ الْمُجَاهِدِينَ وَأَهْلَ بَدْرٍ فِي الْعَطَاءِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: يَعْنِي شَيْئًا وَاحِدًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَذَاكَ الَّذِي أَرَادَ. قَالَ: وَلَا أَحْسِبُ الْكَلِمَةَ عَرَبِيَّةً. قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: لَا نَعْرِفُ بَبَّانًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدَنَا بَيَّانًا وَاحِدًا. قَالَ: وَأَصْلُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ إِذْ ذَكَرَتْ مَنْ لَا يُعْرَفُ: هَذَا هَيَّانُ بْنُ بَيَّانَ ، كَمَا يُقَالُ طَامِرُ بْنُ طَامِرٍ. قَالَ: فَالْمَعْنَى لِأُسَوِّيَنَّ بَيْنَهُمْ فِي الْعَطَاءِ حَتّ َى يَكُونُوا شَيْئًا وَاحِدًا ، وَلَا أُفَضِّلُ أَحَدًا عَلَى أَحَدٍ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: لَيْسَ كَمَا ظَنَّ ، وَهَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ رَوَاهُ أَهْلُ الْإِتْقَانِ ، وَكَأَنَّهَا لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ وَلَمْ تَفْشُ فِي كَلَامِ مَعَدٍّ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا سُمِعَ وَنَاسٌ يَجْعَلُونَهُ هَيَّانَ بْنَ بَيَّانَ. قَالَ: وَمَا أُرَاهِ مَحْفُوظًا عَنِ الْعَرَبِ. قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: بَيَّانُ حَرْفٌ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو مَعْشَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ عُمَرَ ، وَمِثْلُ هَؤُلَاءِ الرُّوَاةِ لَا يُخْطِئُونَ فَيُغَيِّرُوا وَبَبَّانُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا مَحْضًا فَهُوَ صَحِيحٌ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَبَّانُ عَلَى تَقْدِيرِ فَعْلَانَ ، وَيُقَالُ عَلَى تَقْدِيرٍ فَعَّالٍ. قَالَ: وَالنُّونُ أَصْلِيَّةٌ ، وَلَا يُصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ. قَالَ: وَهُوَ وَالْبَأْج ُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَكَانَ رَأْيُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي أَعْطِيَةِ النَّاسِ التَّفْضِيلَ عَلَى السَّوَابِقِ, وَكَانَ رَأْيُ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - التَّسْوِيَةَ ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ إِلَى رَأْيِ أَبِي بَكْرٍ ، وَالْأَصْلُ فِي رُجُوعِهِ هَذَا الْحَدِيثُ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَبَبَّانُ كَأَنَّهَا لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْلَا أَنْ أَتْرُكَ آخِرَ النَّاسِ بَبَّانًا وَاحِدًا مَا فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا. أَيْ أَتْرُكُهُمْ شَيْئًا وَاحِدًا ، لِأَنَّهُ إِذَا قَسَمَ الْبِلَادَ الْمَفْتُوحَةَ عَلَى الْغَانِمِينَ بَقِيَ مَنْ لَمْ يَحْضُرِ الْغَنِيمَةَ وَمَنْ يَجِيءُ بَعْدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ شَيْءٍ مِنْهَا ، فَلِذَلِكَ تَرَكَهَا لِتَكُونَ بَيْنَهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: النَّاسُ بَبَّانٌ وَاحِدٌ لَا رَأْسَ لَهُمْ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: هَذَا فَعَّالٌ مِنْ بَابِ كَوْكَبٍ ، وَلَا يَكُونُ فَعْلَانَ, لِأَنَّ الثَّلَاثَةَ لَا تَكُونُ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَبَبَّةٌ يَرُدُّ قَوْلَ أَبِي عَلِيٍّ.

المعجم: 

لسان العرب