المعنى:
المارس: الخط من الزرع. والمعنى: قبل أن نفكر في سلامته من اللصوص ينبغي لنا التفكرُ في سلامته من حارسه، فإنه إن سَلِم منه فذلك فضل من الله. يُضرَب في ضياع الأمانة. وانظر: «حاميها حراميها.» وأنشد ابن قتيبة في «عيون الأخبار»٨٦ لعبد الله بن همام السلوني أَقِلِّي عَلَيَّ اللومَ يا أُمَّ مَالكٍ وَذِمِّي زَمَانًا سَادَ فيه الفَلَاقِسُ وَسَاعٍ مع السُّلطانِ ليس بناصحٍ ومحترسٍ من مِثْلِهِ، وَهْوَ حَارِسُ الفلاقس: البخلاء اللئام. وفي مادة «ح ر س» من اللسان: «وفي المثل: «محترس من مثله وهو حارس» يُقَال ذلك للرجل الذي يؤتمن على حفظ شيء لا يؤمن أن يخون فيه.» ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «حفظًا من كَالِئِكَ» أي: احفظ نفسك ممن يحفظك. ومن طريف ما رأيته في كتاب «الوزراء والكتاب» للجهشياري أن عمر بن مهران كان يأمر الوكلاء والعمال الذين يعملون معه أن يكتبوا على الرواشم التي يرشمون بها الطعام: «اللهم احفظه ممن يحفظه.» والمراد بالطعام: البُرُّ، والروشم: خشبة مكتوبة بالنقر يختم بها كُدْس البر، وتسميها العامة الآن: «ختم الجرن.