المعنى:
الإنْسُ: البشَرُ، الواحِدُ: إنْسي وأنَسِيٌّ -بالتحريك- وقال العجّاج ؛ وبلدةٍ ليس بها طُوْرِيٌّ *** ولا خلا الجِنُّ بها إنسِيُّ ؛ وقال علقمة بن عبدة، وقال أبو عبيدة: إنَّه لرجل من عبد القيس ؛ فلَسْتَ لإنسِيٍّ ولكن لملاكٍ *** تَنَزَّلَ من جَوِّ السماءِ يصوْبُ ؛ والجمع: أنَاسِيُّ، قال الله تعالى: {وأنَاسِيَّ كَثِيرا}، وقرأ الكسائي ويحيى بن الحارث: "وأنَاسيَ" بتخفيف الياء، أسقطا الياء التي تكون فيما بينَ عين الفعل ولامه، مثل قراقير وقراقِرْ. ويبيِّنُ جَوازَ أنَاسِيَ -بالتخفيف- قَوْلهم: أنَاسِيَةُ كثيرة. ؛ وقال أبو زيد: إنسيٌّ وإنْسٌ -مثال جِنِّيٍّ وجِنٍّ- وإنْسٌ وآناسٌ -مثال إجْلٍ وآجالٍ- قال: وإنْسَانٌ وأناسِيَةٌ؛ كصيارفةٍ وصياقِلةٍ. ؛ وقال الفرّاء: واحِدُ الأناسيّ إنْسِيٌّ، وإن شئت جعلته إنسانًا ثم جمعته أناسِيَّ، فتكون الياء عوضًا من النون. ؛ ويقال للمرأة: إنْسانٌ -أيضًا-، ولا يقال إنسانة، والعامة تقولها، وينشد ؛ لقد كَسَتْني في الهَوى *** ملابِسَ الصَّبِّ الغَزِلْ ؛ إنسانةٌ فتّانةٌ *** بَدرُ الدُجى منها خَجِل ؛ إذا زَنَت عيني بها *** فبالدموعِ تغتسِل ؛ وإنسان العين: المثال الذي يُرى في السواد، ويُجمَعُ أٌُناسي، قال ذو الرمة يصِفُ إبلًا غارت عيونها من التعب والسيرَ ؛ إذا استوجسْتَ آذانها استأْنَسْتَ لها *** أناسِيُّ مَلْحودٌ لها في الحواجِبِ ؛ ولا يجمع على أُناس. وتقدير إنسان: فِعلان، وإنما زِيْدَ في تصغيره ياءٌ كما زيّدت في تصغير رجل فقيل روَيجِل. وقال قوم: أصلُه إنْسِيَان -على إفعلان- فحُذِفت الياء استخفافًا؛ لكَثرة ما يجري على ألسِنتهم، فإذا صغَّروه ردَّوها، لأن التصغير لا يَكْثُرُ، واستدّلوا عليه بقول ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنَّه قال: أنمَّا سُمَّيَ إنسانًا لأنهُ عهد إليه فنسِيَ. ؛ والأناسُ: لُغَةً في الناسِ، وهو الأصل، قال ذو جدن الحميري ؛ إن المنايا يطَّلع *** ن على الناسِ الآمنينا ؛ فيَدَعْنَهم شتى وقد *** كانوا جميعًا وافرينا ؛ وأنس بن أبي أُناس بن محمية: شاعِرٌ. ؛ ويُجمَع الأنَسُ -بالتحريك- آناسًا؛ جَبَلٍ وأجْيَالً. ؛ وقال أبو زيد: الإنْسيُّ: الأيسر من كل شيء. وقال الأصمعيُّ: هو الأيمن. ؛ قال: وكلُّ اثنين من الإنسان مثل الساعدين والزَّندين والقدمين؛ فما أقبَلَ منهما على الإنسان فهو إنسي، وما أدبر فهو وحشيّ. ؛ ولإنسِيُّ القوس: ما أقبل عليك منها. ؛ وقال أبو الهيثم: الإنسان: الأنْمَلَة، وأنشد ؛ تَمْري بإنسانها إنسان مُقلتها *** إنسانةٌ في سواد الليل عُطْبُولُ ؛ وقال ؛ أشارَت إنسانٍ بإنسانِ كفِّها *** لَتقتُلَ إنسانًا بإنسانِ عينَها ؛ والإنسانُ؟ أيضًا-: ظِلُّ الإنسان. ؛ والإنسانُ: رَأسُ الجبل. ؛ والإنسانُ: الأرض التي لم تُزرَع. ؛ وهذا حِدثي وخِدني وخِلّي وخِلصي وودّي وجِلّي وحِبّي وإنْسي. ؛ ويقال: كيف ابن إنسِكَ وأُنسِكَ: يعني نفسه؛ أي كيف تراني في مصاحبتي إياكَ. ؛ وفلان ابن أُنسِ فلانٍ: أي صفيُّه وخاصته. ؛ وقال القرّاء: قلت للدّبَيْريَّة: أيْشٍ قَوْلَهُم: كيف ترى ابن إنسِك -بالكسر-؟، فقالت: عَزَاه إلى الإنس، فأما الأُنسُ عندهم فهو الغزل. ؛ وكلبٌ أنوسٌ: وهو نقيض العقور، وكِلابٌ أُنُسٌ. ؛ وقال الليث: جاريةٌ آنسة: إذا كانت طيبة النفس تحب قُربَك وحديثك. وقال الكميت ؛ فيهنَّ آنسةُ الحديثِ خريدَةٌ *** ليسَتْ بفاحِشةٍ ولا مِتْفالِ ؛ وجمعها: الآنساتُ والأوانِس، قال ذو الرمّة ؛ ولم تُنْسِنِي مَيًّا نَوى ذاةُ غَربةٍ *** شطونُ ولا المستطرفاتِ الأوانِسِ ؛ وابن مِئناس المُرادي: شاعر، ومِئناس أُمُّه. ؛ والأغر بن مأنوس اليِشكُري: أحد الشعراء في الجاهلية والإسلام. ؛ ابن الأعرابي: الأنيسة والمأنوسة: النار، ويقال لها: السكن، لأن الإنسان إذا آنسَها ليلًا أنِسَ بها وسَكنَ إليها وزال عنه توحشُّه وإن كان بالأرض القَفْرِ. ؛ وقال أبو عمرو: يُقال للديك: الشُّقرُ والأنيس والبَرْنِية. ؛ ويقال: ما بالدار أنيس: أيّ أحَدٌ. ؛ والأنيس: المؤانس وكلُّ ما يؤنس به. ؛ وقال الزبير بن بكّار: أبو رُهم بن المطَّلب بن عبد مناف: اسمه أنيسٌ. ؛ والأَنَسُ -بالتحريك- والأُنَسَة والأُنْس: خلاف الوحشة، وهو مصدر قولك: أنَسْتُ به وأنِسْتُ به -بالحركات الثلاث-، وقال أبو زيد: أنِستُ به إنسًا -بالكسر- لا غير. ؛ وقال الليث: الأنَسُ: جماعة الناس، تقول: رأيتُ بمكان كذا أنسًا كثيرا: أي ناسًا كثيرًا. قال العجّاج ؛ وقد ترى بالدار يومًا أنَسا *** جَمَّ الدَّخِيْسِ بالثُّغور أحْوَسا ؛ وقال سُمير بن الحارث الضبيُّ ؛ أتَوا ناري فقُلت: مَنون أنتثم *** فقالوا: الجِنُّ قُلتُ: عِمّوا ظَلاما ؛ فقلت إلى الطعام فقال منهم *** زعيمٌ: نحسدُ الأنس الطعاما ؛ والأنَسُ -أيضًا-: الحَيُّ المقيمون. ؛ وأنس بن مالك: خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه-. ؛ وأنَسَة: مولى رسول الله - صلى الله عليه وسله، ورضي عنه-. ؛ وأُنَيْس- مُصغرًا-: في الأعلامِ واسِعُ. ؛ ووَهْبُ بن مأنوس الصَّنعاني: من أتباع التابعين. ؛ وآنَسْتُه: أبصَرتُه، قال اللهُ تعالى: {إنّي آنَسْتُ نارًا}. ؛ والإيناس: الرؤية، والعِلم، والإحساس بالشيء. وقوله تعالى: {فإنْ آنَسْتُمْ منهم رُشْدًا}: أي عَلِمتم. ؛ وآنَسْتُ الصوت: سمعته، قال الحارث بن حِلزة اليشكري يصِفُ نعامةً ؛ آنَسَتْ نَبْأةً وأفزعها القَنْ *** نَاصُ عصرًا وقد دَنا الإمساءُ ؛ والإيناسُ: خِلاف الإيحاش. ؛ وكانت العرب تسمي يوم الخميس: مؤنِسًا، وأنشد ابن دريد ؛ أُؤمِّلُ أن أعيشَ وإنَّ يومي *** بأوَّلَ أو بأهون أو جُبَارِ ؛ أو التالي دَبَارٍ أو فَيَوْمي *** بمؤنِسٍ أو عَرؤبة أو شِيَارِ ؛ والمؤنِسة: قرية على مرحلة من نِصِيبِيْن للقاصد إلى المَوصِل. ؛ والمؤنِسِيّة: قرية بالصعيد شرقي النيل. ؛ ومؤنِسٌ من الأعلام. ؛ وقال الفرّاء: يقال للسلاح كله الرمح والدرع والمِغفَرِ والتِّجفافِ والتَّسبِغَةِ والتُّرْسِ وغير ذلك: المؤنسات. ؛ وقال الفرّاء: يقال يونُس ويونَس ويونِس -ثلاث لغات-: في اسم الرجل، قال: وحُكِيَ فيه الهمزُ أيضًا، وقرأ سعيد بن جُبَير والضحَّاك وطلحة بن مُصَرِّف والأعمش وطاوس وعيسى بن عُمَر والحسن بن عِمران ونُبَيح والجرّاح: "يُوْنِسَ" -بكسر النون- في جميع القرآن. ؛ وأنَّسه بالنار تأنيسًا: أحرقه. ؛ والتأنيس: خلاف الإيحاش. ؛ وأنَّستُ الشيءَ: أبصرتُه، مثل آنَسْتُه. ؛ ومؤنِس بن فُضالة -رضي الله عنه- بكسر النون: من الصحابة رضي الله عنهم. ؛ واستأنَسَ الوحشيُّ: إذا أحَسَّ إنسيًّا، قال النابغة الذبيانيّ ؛ كأنَّ رَحْلي وقد زال النهار بنا *** بذي الجليل على مُستأنَسٍ وَحَدِ ؛ أي على ثَورٍ وحشي أحَسَّ بما رابه فهو يستأنس: أي يتبصر ويتقلَّب هل يرى أحدًا، يُريدُ أنَّه مذعور؛ فهو أنشط لعدوه وفِرارِه. ؛ وقوله تعالى: {حتّى تَسْتَأْنِسُوا} قال ابن عَرَفَةَ: حتى تنظروا هل هاهُنا أحَدٌ يأذن لكم. وقال غيره: معناه تستأذنوا، والاستئذان: الاستِعلام، أي حتى تستعلِموا أمُطلقٌ لكم الدخول أم لا. ومنه حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: أنّه كان إذا دخل داره استأنسَ وتكلَّم. قال الأزهري: العرب تقول: اذهب فاستأنِسْ هل ترى أحدًا: معناه تَبَصَّر. ؛ والمستأنِسُ والمُتَأنِّسُ: الأسَدُ. ؛ فأما المُستأنِّس: فهو الذي ذهب توحشه وفزعه وأنِسَ بلقاء الرجال ومُعاناة الأبطال، قال الفرزدق يمدح بِشر بنَ مروان ؛ مُسْتأنِسٍ بلقاء الناس مُغتَصَبِ *** للألف يأخذُ منه المِقْنَبُ الخَمَرا ؛ وأما المُتِأنِّسُ: فهو الذي يحِسُّ بالفريسَةِ من بُعْدٍ، قال طُرَيح بن إسماعيل ؛ مُتَصَرِّعاتٍ بالفضاءِ يَدُلُّها *** للمحرجاتِ تأنُّسٌ وشَمِيْمُ ؛ وتأنَّستُ بفلانٍ: أي استأنَستُ به. ؛ والبازي يتأنَّسُ: وذلك إذا ما جَلّى ونظر رافعًا رأسه وطَرَفه. ؛ والتركيب يدل على ظهور الشيء؛ وعلى كل شيء خالف طريقة التوحُّشِ.