المعنى:
الأَوْلُ: الرجوع. آل الشيءُ يَؤُول أَولاً ومآلاً: رَجَع. وأَوَّل إِليه الشيءَ: رَجَعَه. وأُلْتُ عن الشيء: ارتددت. وفي الحديث: من صام الدهر فلا صام ولا آل أَي لا رجع إِلى خير، والأَوْلُ الرجوع. في حديث خزيمة السلمي: حَتَّى آل السُّلامِيُّ أَي رجع إِليه المُخ. ويقال: طَبَخْت النبيذَ حتى آل إلى الثُّلُث أَو الرُّبع أَي رَجَع؛ وأَنشد الباهلي لهشام:
حـــــتى إذا أَمْعَـــــرُوا صـــــَفْقَيْ مَبـــــاءَتِهِم
وجَــــــرَّد الخَطْــــــبُ أَثْبـــــاجَ الجراثِيـــــم
آلُــــوا الجِمَــــالَ هَرامِيــــلَ العِفـــاءِ بِهـــا
علـــــى المَنـــــاكِبِ رَيْــــعٌ غَيْــــرُ مَجْلُــــوم
قوله آلوا الجِمَال: ردُّوها ليرتحلوا عليها.والإِيَّل والأُيَّل: مِنَ الوَحْشِ، وقيل هو الوَعِل؛ قال الفارسي: سمي بذلك لمآله إِلى الجبل يتحصن فيه؛ قال ابن سيده: فإِيَّل وأُيَّل على هذا فِعْيَل وفُعيْل، وحكى الطوسي عن ابن الأَعرابي: أَيِّل كسَيِّد من تذكِرة أَبي علي. الليث: الأَيِّل الذكر من الأَوْعال، والجمع الأَيايِل، وأَنشد:
كـــــــأَنَّ فـــــــي أَذْنـــــــابِهنَّ الشــــــُّوَّل
مـــــن عَبَـــــسِ الصـــــَّيْف، قُـــــرونَ الإِيَّــــل
وقيل: فيه ثلاث لغات: إِيَّل وأَيَّل وأُيَّل على مثال فُعَّل، والوجه الكسر، والأُنثى إِيَّلة، وهو الأَرْوَى.وأَوَّلَ الكلامَ وتَأَوَّله: دَبَّره وقدَّره، وأَوَّله وتَأَوَّله: فَسَّره. وقوله عز وجل: ولَمَّا يأْتهم تأْويلُه؛ أَي لم يكن معهم علم تأْويله، وهذا دليل على أَن علم التأْويل ينبغي أَن ينظر فيه، وقيل: معناه لم يأْتهم ما يؤُول إِليه أَمرهم في التكذيب به من العقوبة، ودليل هذا قوله تعالى: كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين. وفي حديث ابن عباس: اللهم فَقِّهه في الدين وعَلِّمه التَّأْويل؛ قال ابن الأَثير: هو من آلَ الشيءُ يَؤُول إِلى كذا أَي رَجَع وصار إِليه، والمراد بالتأْويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأَصلي إِلى ما يَحتاج إِلى دليل لولاه ما تُرِك ظاهرُ اللفظ؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: كان النبي،صلى الله عليه وسلم، يكثر أَن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم وبحمدك يَتَأَوَّل القرآنَ، تعني أَنه مأْخوذ من قوله تعالى: فسبح بحمد ربك واستغفره.وفي حديث الزهري قال: قلت لعُروة ما بالُ عائشةَ تُتِمُّ في السَّفَر يعني الصلاة؟ قال: تأَوَّلَت كما تأَوَّل عثمانُ؛ أَراد بتأْويل عثمان ما روي عنه أَنه أَتَمَّ الصلاة بمكة في الحج، وذلك أَنه نوى الإِقامة بها. التهذيب: وأَما التأْويل فهو تفعيل من أَوَّل يُؤَوِّل تأْويلاً وثُلاثِيُّه آل يَؤُول أَي رجع وعاد. وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن التأْويل فقال: التأْويل والمعنى والتفسير واحد. قال أَبو منصور: يقال أُلْتُ الشيءَ أَؤُوله إذا جمعته وأَصلحته فكان التأْويل جمع معاني أَلفاظ أَشكَلَت بلفظ واضح لا إشكال فيه. وقال بعض العرب: أَوَّل اللهُ عليك أَمرَك أَي جَمَعَه، وإِذا دَعَوا عليه قالوا: لا أَوَّل اللهُ عليك شَمْلَك. ويقال في الدعاء للمُضِلِّ: أَوَّل اللهُ عليك أَي رَدَّ عليك ضالَّتك وجَمَعها لك. ويقال: تَأَوَّلت في فلان الأَجْرَ إذا تَحَرَّيته وطلبته. الليث: التأَوُّل والتأْويل تفسير الكلام الذي تختلف معانيه ولا يصح إِلاّ ببيان غير لفظه؛ وأَنشد:
نحـــــــن ضــــــَرَبْناكم علــــــى تنزيلــــــه
فــــــاليَوْمَ نَضــــــْرِبْكُم علــــــى تَـــــأْويلِه
وأَما قول الله عز وجل: هل ينظرون إِلا تأْويله يوم يأْتي تأْويله؛ فقال أَبو إِسحق: معناه هل ينظروه إِلا ما يَؤُول إِليه أَمرُهم من البَعْث، قال: وهذا التأْويل هو قوله تعالى: وما يعلم تأْويله إلا الله؛ أَي لا يعلم مَتَى يكون أَمْرُ البعث وما يؤول إِليه الأَمرُ عند قيام الساعة إِلا اللهُ والراسخون في العلم يقولون آمنا به أَي آمنا بالبعث، والله أَعلم؛ قال أَبو منصور: وهذا حسن، وقال غيره: أَعلم اللهُ جَلَّ ذكرُه أَن في الكتاب الذي أَنزله آياتٍ محكماتٍ هن أُمُّ الكتاب لا تَشابُهَ فيه فهو مفهوم معلوم، وأَنزل آيات أُخَرَ متشابهات تكلم فيها العلماء مجتهدين، وهم يعلمون أَن اليقين الذي هو الصواب لا يعلمه إِلا الله، وذلك مثل المشكلات التي اختلف المتأَوّلون في تأْويلها وتكلم فيها من تكلم على ما أَدَّاه الاجتهاد إِليه، قال: وإِلى هذا مال ابن الأَنباري. وروي عن مجاهد: هل ينظرون إِلا تأْويله، قال: جزاءه. يوم يأْتي تأْويله، قال: جزاؤه. وقال أَبو عبيد في قوله: وما يعلم تأْويله إِلا الله، قال: التأْويل المَرجِع والمَصير مأْخوذ من آل يؤول إِلى كذا أَي صار إِليه. وأَوَّلته: صَيَّرته إِليه. الجوهري: التأْويل تفسير ما يؤول إِليه الشيء، وقد أَوّلته تأْويلاً وتأَوّلته بمعنى؛ ومنه قول الأَعْشَى:
علـــــى أَنهـــــا كـــــانت، تَــــأَوُّلُ حُبِّهــــا
تَــــــأَوُّلُ رِبْعِــــــيِّ الســــــِّقاب، فأَصـــــْحَبا
قال أَبو عبيدة: تَأَوُّلُ حُبِّها أَي تفسيره ومرجعه أَي أَن حبها كان صغيراً في قلبه فلم يَزَلْ يثبت حتى أَصْحَب فصار قَديماً كهذا السَّقْب الصغير لم يزل يَشِبُّ حتى صار كبيراً مثل أُمه وصار له ابن يصحبه.والتأْويل: عبارة الرؤيا. وفي التنزيل العزيز: هذا تأْويل رؤياي من قبل. وآل مالَه يَؤوله إِيالة إذا أَصلحه وساسه. والائتِيال: الإِصلاح والسياسة قال ابن بري: ومنه قول عامر بن جُوَين:
كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبي_رِ، تَأْتي السَّحاب وتَأْتالَها
وفي حديث الأَحنف: قد بَلَوْنا فلاناً فلم نجده عنده إِيالة للمُلْك، والإِيالة السِّياسة؛ فلان حَسَن الإِيالة وسيِّءُ الإِيالة؛ وقول لبيد:
بِصــــــَبُوحِ صــــــافِيَةٍ، وجَــــــذْبِ كَرِينَــــــةٍ
بِمُـــــــــؤَتَّرٍ، تأْتــــــــالُه، إِبْهامُهــــــــا
قيل هو تفتعله من أُلْتُ أَي أَصْلَحْتُ، كما تقول تَقْتَاله من قُلت، أَي تُصْلِحهُ إِبهامُها؛ وقال ابن سيده: معناه تصلحه، وقيل: معناه ترجع إِليه وتَعطِف عليه، ومن روى تَأْتَالَه فإِنه أَراد تأْتوي من قولك أَوَيْت إِلى الشيء رَجَعْت إِليه، فكان ينبغي أَن تصح الواو، ولكنهم أَعَلُّوه بحذف اللام ووقعت العين مَوْقِعَ اللام فلحقها من الإِعلال ما كان يلحق اللام. قال أَبو منصور: وقوله أُلْنَا وإِيلَ علينا أَي سُسْنَا وسَاسونا.والأَوْل: بلوغ طيب الدُّهْن بالعلاج. وآل الدُّهْن والقَطِران والبول والعسل يؤول أَوْلاً وإِيالاً: خَثُر؛ قال الراجز:
كـــــــــأَنَّ صـــــــــَاباً آلَ حَتَّــــــــى امَّطُلا
أَي خَثُر حَتَّى امتدَّ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة:
عُصـــــَارَةُ جَـــــزْءٍ آلَـــــ، حَتَّـــــى كأَنَّمــــا
يُلاقُ بِجَـــــــــادِيٍّ ظُهُــــــــورُ العَراقــــــــبِ
وأَنشد لآخر:
ومِـــــنْ آيـــــلٍ كــــالوَرْسِ نَضــــْحاً كَســــَوْنَهُ
مُتُـــــونَ الصــــَّفا، مــــن مُضــــْمَحِلٍّ ونــــاقِع
التهذيب: ويقال لأَبوال الإِبل التي جَزَأَت بالرُّطْب في آخر جَزْئِها: قد آلَتْ تؤولُ أَوْلاً إذا خَثُرت فهي آيلة؛ وأَنشد لذي الرمة:
ومِـــــنْ آيـــــلٍ كـــــالوَرْسِ نَضــــْح ســــُكُوبه
مُتُـــــونَ الحَصــــَى، مِــــنْ مُضــــْمَحِلٍّ ويــــابس
وآل اللبنُ إِيالاً: تَخَثَّر فاجتمع بعضه إِلى بعض، وأُلْتُهُ أَنا.وأَلْبانٌ أُيَّل؛ عن ابن جني، قال ابن سيده: وهذا عزيز من وجهين: أَحدهما أَن تجمع صفة غير الحيوان على فُعَّل وإِن كان قد جاء منه نحو عِيدان قُيَّسٌ، ولكنه نادر، والآخَرُ أَنه يلزم في جمعه أُوَّل لأَنه من الواو بدليل آل أَوْلاً لكن الواو لَما قَرُبت من الطرف احْتَمَلت الإِعلال كما قالوا نُيَّم وصُيَّم.والإِيالُ: وعاء اللّبَن. الليث: الإِيال، على فِعال، وِعاء يُؤَال فيه شَراب أَو عصير أَو نحو ذلك. يقال: أُلْت الشراب أَؤُوله أَوْلاً؛ وأَنشد:
فَفَـــــــتَّ الخِتـــــــامَ، وقــــــد أَزْمَنَــــــتْ
وأَحْـــــــدَث بعـــــــد إِيـــــــالٍ إِيَــــــالا
قال أَبو منصور: والذي نعرفه أَن يقال آل الشرابُ إذا خَثُر وانتهى بلوغُه ومُنْتهاه من الإِسكار، قال: فلا يقال أُلْتُ الشراب. والإِيَال: مصدر آل يَؤُول أَوْلاً وإِيالاً، والآيل: اللبن الخاثر، والجمع أُيَّل مثل قارح وقُرَّح وحائل وحُوَّل؛ ومنه قول الفرزدق:
وكــــــأَنَّ خــــــاتِرَه إذا ارْتَثَـــــؤُوا بـــــه
عَســـــَلٌ لَهُمْـــــ، حُلِبَـــــتْ عليـــــه الأُيَّــــل
وهو يُسَمِّن ويُغْلِم؛ وقال النابغة الجعدي يهجو ليلى الأَخْيَلِيَّةَ:
وبِرْذَوْنَــــــةٍ بَــــــلَّ البَراذيـــــنُ ثَغْرَهـــــا
وقـــــد شــــَرِبتْ مــــن آخــــر الصــــَّيْفِ أُيَّلا
قال ابن بري: صواب إِنشاده: بُريْذِينةٌ، بالرفع والتصغير دون واو، لأَن قبله:
أَلا يــــا ازْجُــــرَا لَيْلـــى وقُـــولا لهـــا: هَلا
وقــــــد ركبَــــــتْ أَمْــــــراً أَغَــــــرَّ مُحَجَّلا
وقال أَبو الهيثم عند قوله شَرِبَتْ أَلْبان الأَيايل قال: هذا محال، ومن أَين توجد أَلبان الأَيايل؟ قال: والرواية وقد شَرِبَتْ من آخر الليل أُيَّلاً، وهو اللبن الخاثر من آل إذا خَثُر. قال أَبو عمرو: أُيّل أَلبان الأَيايل، وقال أَبو منصور: هو البول الخاثر بالنصب من أَبوال الأُرْوِيَّة إذا شربته المرأَة اغتلمت. وقال ابن شميل: الأُيَّل هو ذو القرن الأَشعث الضخمِ مثل الثور الأَهلي. ابن سيده: والأُيَّل بقية اللبن الخاثر، وقيل: الماء في الرحم، قال: فأَما ما أَنشده ابن حبيب من قول النابغة:
وقـــــد شــــَرِبَتْ مــــن آخــــر الليــــل إِيَّلاً
فزعم ابن حبيب أَنه أَراد لبن إِيَّل، وزعموا أَنه يُغْلِم ويُسَمِّن، قال: ويروى أُيَّلاً، بالضم، قال: وهو خطأٌ لأَنه يلزم من هذا أُوَّلاً.قال أَبو الحسن: وقد أَخطأَ ابن حبيب لأَن سيبوبه يرى البدل في مثل هذا مطرداً، قال: ولعمري إِن الصحيح عنده أَقوى من البدل، وقد وَهِم ابن حبيب أَيضاً في قوله إِن الرواية مردودة من وجه آخر، لأَن أُيَّلا في هذه الرواية مثْلُها في إِيّلا، فيريد لبن أُيَّل كما ذهب إِليه في إِيَّل، وذلك أَن الأُيَّل لغة في الإِيَّل، فإِيَّل كحِثْيَل وأُيَّل كَعُلْيَب، فلم يعرف ابن حبيب هذه اللغة. قال: وذهب بعضهم إِلى أَن أُيَّلاً في هذا البيت جمع إِيَّل، وقد أَخْطأَ من ظن ذلك لأَن سيبويه لا يرى تكسير فِعَّل على فُعَّل ولا حكاه أَحد، لكنه قد يجوز أَن يكون اسماً للجمع؛ قال وعلى هذا وَجَّهت أَنا قول المتنبي:
وقِيـــــــدَت الأُيَّـــــــل فـــــــي الحِبــــــال
طَـــــــوْع وهُــــــوقِ الخَيْــــــل والرجــــــال
غيره: والأُيَّل الذَّكَر من الأَوعال، ويقال للذي يسمى بالفارسية كوزن، وكذلك الإِيَّل، بكسر الهمزة، قال ابن بري: هو الأَيِّل، بفتح الهمزة وكسر الياء، قال الخليل: وإِنما سمي أَيِّلاً لأَنه يَؤُول إِلى الجبال، والجمع إِيَّل وأُيَّل وأَيايل، والواحد أَيَّل مثل سَيِّد ومَيِّت. قال: وقال أَبو جعفر محمد بن حبيب موافقاً لهذا القول الإِيَّل جمع أَيِّل، بفتح الهمزة؛ قال وهذا هو الصحيح بدليل قول جرير:
أَجِعِثْنُـــــ، قــــد لاقيــــتُ عِمْــــرَانَ شــــارباً
عــــن الحَبَّــــة الخَضــــْراء، أَلبــــان إِيَّــــل
ولو كان إِيَّل واحداً لقال لبن إِيَّل؛ قال: ويدل على أَن واحد إِيَّل أَيِّل، بالفتح، قول الجعدي:
وقـــــد شــــَرِبت مــــن آخــــر الليــــل أَيِّلاً
قال: وهذه الرواية الصحيحة، قال: تقديره لبن أَيِّل ولأَن أَلبان الإِيَّل إذا شربتها الخيل اغتَلَمت. أَبو حاتم: الآيل مثل العائل اللبن المختلط الخاثر الذي لم يُفْرِط في الخُثورة، وقد خَثُرَ شيئاً صالحاً، وقد تغير طَعمه إِلى الحَمَض شيئاً ولا كُلَّ ذلك.يقال: آل يؤول أَوْلاً وأُوُولاً، وقد أُلْتُهُ أَي صببت بعضه على بعض حتى آل وطاب وخَثُر. وآل: رَجَع، يقال: طبخت الشراب فآل إِلى قَدْر كذا وكذا أَي رجع. وآل الشيءُ مآ لاً: نَقَص كقولهم حار مَحاراً.وأُلْتُ الشيءَ أَوْلاً وإِيالاً: أَصلحته وسُسْتُه. وإِنه لآيل مال وأَيِّل مال أَي حَسَنُ القيام عليه. أَبو الهيثم: فلان آيل مال وعائس مال ومُراقِح مال وإِزَاء مال وسِرْبال مال إذا كان حسن القيام عليه والسياسة له، قال: وكذلك خالُ مالٍ وخائل مال. والإِيَالة: السِّياسة. وآل عليهم أَوْلاً وإِيَالاً وإِيَالة: وَليَ. وفي المثل: قد أُلْنا وإِيل علينا، يقول: ولَينا وَوُلي علينا، ونسب ابن بري هذا القول إِلى عمر وقال: معناه أَي سُسْنا وسِيسَ علينا، وقال الشاعر:
أَبـــــا مالِـــــكٍ فــــانْظُرْ، فإِنَّــــك حــــالب
صـــــَرَى الحَرْبــــ، فــــانْظُرْ أَيَّ أَوْلٍ تَؤُولُهــــا
وآل المَلِك رَعِيَّته يَؤُولُها أَوْلاً وإِيالاً: ساسهم وأَحسن سياستهم وَوَليَ عليهم. وأُلْتُ الإِبلَ أَيْلاً وإِيالاً: سُقْتها. التهذيب: وأُلْتُ الإِبل صَرَرْتها فإذا بَلَغَتْ إِلى الحَلْب حلبتها.والآل: ما أَشرف من البعير. والآل: السراب، وقيل: الآل هو الذي يكون ضُحى كالماء بين السماء والأَرْض يرفع الشُّخوص ويَزْهَاهَا، فاَّما السَّرَاب فهو الذي يكون نصف النهار لاطِئاً بالأَرْض كأَنه ماء جار، وقال ثعلب: الآل في أَوّل النهار؛ وأَنشد:
إِذ يَرْفَــــــعُ الآلُ رأْس الكلــــــب فارتفعــــــا
وقال اللحياني: السَّرَاب يذكر ويؤنث؛ وفي حديث قُسّ بن ساعدَة:
قَطَعَــــــــــتْ مَهْمَهـــــــــاً وآلاً فـــــــــآلا
الآل: السَّراب، والمَهْمَهُ: القَفْر. الأَصمعي: الآل والسراب واحد، وخالفه غيره فقال: الآل من الضحى إِلى زوال الشمس، والسراب بعد الزوال إِلى صلاة العصر، واحتجوا بأَن الآل يرفع كل شيء حتى يصير آلاً أَي شَخْصاً، وآلُ كل شيء: شَخْصه، وأَن السراب يخفض كل شيء فيه حتى يصير لاصقاً بالأَرض لا شخص له؛ وقال يونس: تقول العرب الآل مُذ غُدْوة إِلى ارتفاع الضحى الأَعلى، ثم هو سَرَابٌ سائرَ اليوم؛ وقال ابن السكيت: الآل الذي يرفع الشخوص وهو يكون بالضحى، والسَّراب الذي يَجْري على وجه الأَرض كأَنه الماء وهو نصف النهار؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيت العرب بالبادية يقولونه.الجوهري: الآل الذي تراه في أَول النهار وآخره كأَنه يرفع الشخوص وليس هو السراب؛ قال الجعدي:
حَتَّـــــى لَحِقنــــا بهــــم تُعْــــدي فَوارِســــُنا
كأَنَّنـــــــا رَعْــــــنُ قُــــــفٍّ يَرْفَــــــعُ الآلا
أَراد يرفعه الآل فقلبه، قال ابن سيده: وجه كون الفاعل فيه مرفوعاً والمفعول منصوباً باسمٍ صحيح، مَقُول به، وذلك أَن رَعْن هذا القُفِّ لما رفعه الآل فرُؤي فيه ظهر به الآل إِلى مَرْآة العين ظهوراً لولا هذا الرَّعْن لم يَبِنْ للعين بَيانَه إذا كان فيه، أَلا ترى أَن الآل إذا بَرَق للبصر رافعاً شَخْصه كان أَبدى للناظر إِليه منه لو لم يلاق شخصاً يَزْهاه فيزداد بالصورة التي حملها سُفوراً وفي مَسْرَح الطَّرْف تجَلِّياً وظهوراً؟ فإِن قلت: فقد قال الأَعشى:
إِذ يَرْفَــــــع الآلُ رأْسَ الكلــــــبِ فارتفعــــــا
فجعل الآل هو الفاعل والشخص هو المفعول، قيل: ليس في هذا أَكثر من أَن هذا جائز، وليس فيه دليل على أَن غيره ليس بجائز، أَلا ترى أَنك إذا قلت ما جاءني غير زيد فإِنما في هذا دليل على أَن الذي هو غيره لم يأْتك، فأَما زيد نفسه فلم يُعَرَّض للإِخبار بإِثبات مجيء له أَو نفيه عنه، فقد يجوز أَن يكون قد جاء وأَن يكون أَيضاً لم يجئ؟ والآل: الخَشَبُ المُجَرَّد؛ ومنه قوله:
آلٌ علـــــــــــــــى آلٍ تَحَمَّــــــــــــــلَ آلا
فالآل الأَول: الرجل، والثاني السراب، والثالث الخشب؛ وقول أَبي دُوَاد:
عَرَفْـــــــت لهـــــــا مَنـــــــزلاً دارســـــــاً
وآلاً علــــــــى المــــــــاء يَحْمِلْــــــــنَ آلا
فالآل الأَولِ عيدانُ الخَيْمة، والثاني الشخص؛ قال: وقد يكون الآل بمعنى السراب؛ قال ذو الرُّمَّة:
تَبَطَّنْتُهــــا والقَيْظَــــ، مــــا بَيْــــن جَالِهـــا
إِلـــــى جَالِهـــــا ســــِتْرٌ مــــن الآل ناصــــح
وقال النابغة:
كـــــــأَنَّ حُــــــدُوجَها فــــــي الآلِ ظُهْــــــراً
إِذا أُفْزِعْـــــــنَ مــــــن نَشــــــْرٍ، ســــــَفِينُ
قال ابن بري: فقوله ظُهْراً يَقْضِي بأَنه السرادب، وقول أَبي ذؤَيب:
وأَشـــــــْعَثَ فـــــــي الــــــدارِ ذي لِمَّــــــة
لَـــــــدَى آلِ خَيْـــــــمٍ نَفَـــــــاهُ الأَتِــــــيُّ
قيل: الآل هنا الخشب. وآلُ الجبل: أَطرافه ونواحيه. وآلُ الرجل: أَهلُه وعيالُه، فإِما أَن تكون الأَلف منقلبة عن واو، وإِما أَن تكون بدلاً من الهاء، وتصغيره أُوَيْل وأُهَيْل، وقد يكون ذلك لِما لا يعقل؛ قال الفرزدق:
نَجَـــــوْتَ، ولـــــم يَمْنُـــــنْ عليــــك طَلاقَــــةً
ســــِوَى رَبَّــــة التَّقْريــــبِ مــــن آل أَعْوَجــــا
والآل: آل النبي،صلى الله عليه وسلم. قال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: اختلف الناس في الآل فقالت طائفة: آل النبي،صلى الله عليه وسلم، من اتبعه قرابة كانت أَو غير قرابة، وآله ذو قرابته مُتَّبعاً أَو غير مُتَّبع؛ وقالت طائفة: الآل والأَهل واحد، واحتجوا بأَن الآل إذا صغر قيل أُهَيْل، فكأَن الهمزة هاء كقولهم هَنَرْتُ الثوب وأَنَرْته إذا جعلت له عَلَماً؛ قال: وروى الفراء عن الكسائي في تصغير آل أُوَيْل؛ قال أَبو العباس: فقد زالت تلك العلة وصار الآل والأَهل أَصلين لمعنيين فيدخل في الصلاة كل من اتبع النبي،صلى الله عليه وسلم، قرابة كان أَو غير قرابة؛ وروى عن غيره أَنه سئل عن قول النبي،صلى الله عليه وسلم: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد: مَنْ آلُ محمد؟ فقال: قال قائل آله أَهله وأَزواجه كأَنه ذهب إِلى أَن الرجل تقول له أَلَكَ أَهْلٌ؟ فيقول: لا وإِنما يَعْنِي أَنه ليس له زوجة، قال: وهذا معنى يحتمله اللسان ولكنه معنى كلام لا يُعْرَف إِلاَّ أَن يكون له سبب كلام يدل عليه، وذلك أَن يقال للرجل: تزوَّجتَ؟ فيقول: ما تأَهَّلت، فَيُعْرَف بأَول الكلام أَنه أَراد ما تزوجت، أَو يقول الرجل أَجنبت من أَهلي فيعرف أَن الجنابة إِنما تكون من الزوجة، فأَما أَن يبدأ الرجل فيقول أَهلي ببلد كذا فأَنا أَزور أَهلي وأَنا كريم الأَهْل، فإِنما يذهب الناس في هذا إِلى أَهل البيت، قال: وقال قائل آل محمد أَهل دين محمد، قال: ومن ذهب إِلى هذا أَشبه أَن يقول قال الله لنوح: احمل فيها من كل زوجين اثنين وأَهلك، وقال نوح: رب إِن ابني من أَهلي، فقال تبارك وتعالى: إِنه ليس من أَهلك، أَي ليس من أَهل دينك؛ قال: والذي يُذْهَب إِليه في معنى هذه الآية أَن معناه أَنه ليس من أَهلك الذين أَمرناك بحملهم معك، فإِن قال قائل: وما دل على ذلك؟ قيل قول الله تعالى: وأَهلك إِلا من سبق عليه القول، فأَعلمه أَنه أَمره بأَن يَحْمِل من أَهله من لم يسبق عليه القول من أَهل المعاصي، ثم بيّن ذلك فقال: إِنه عمل غير صالح، قال: وذهب ناس إِلى أَن آل محمد قرابته التي ينفرد بها دون غيرها من قرابته، وإِذا عُدَّ آل الرجل ولده الذين إِليه نَسَبُهم، ومن يُؤْويه بيته من زوجة أَو مملوك أَو مَوْلى أَو أَحد ضَمَّه عياله وكان هذا في بعض قرابته من قِبَل أَبيه دون قرابته من قِبَل أُمه، لم يجز أَن يستدل على ما أَراد الله من هذا ثم رسوله إِلا بسنَّة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما قال: إِن الصدقة لا تحل لمحمد وآل محمد دل على أَن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعُوِّضوا منها الخُمس، وهي صَلِيبة بني هاشم وبني المطلب، وهم الذين اصطفاهم الله من خلقه بعد نبيه، صلوات الله عليه وعليهم أَجمعين. وفي الحديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد؛ قال ابن الأَثير: واختلف في آل النبي، صلى الله عليه وسلم، الذين لا تحل الصدقة لهم، فالأَكثر على أَنهم أَهل بيته؛ قال الشافعي: دل هذا الحديث أَن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة وعوّضوا منها الخُمس، وقيل: آله أَصحابه ومن آمن به وهو في اللغة يقع على الجميع. وقوله في الحديث: لقد أُعْطِي مِزْماراً من مزامير آل داود، أَراد من مزامير داود نفسه. والآل: صلة زائدة. وآل الرجل أَيضاً: أَتباعه؛ قال الأَعشى:
فكــــــذَّبوها بمــــــا قــــــالت، فَصـــــَبَّحَهم
ذو آل حَســـــَّان يُزْجـــــي الســـــَّمَّ والســــَّلَعا
يعني جَيْشَ تُبَّعٍ؛ ومنه قوله عز وجل: أَدخلوا آل فرعون أَشدَّ العذاب.التهذيب: شمر قال أَبو عدنان قال لي من لا أُحْصِي من أَعراب قيس وتميم: إِيلة الرجل بَنُو عَمِّه الأَدْنَوْن. وقال بعضهم: من أَطاف بالرجل وحلّ معه من قرابته وعِتْرته فهو إِيلته؛ وقال العُكْلي: وهو من إِيلتنا أَي من عِتْرَتنا. ابن بزرج: إِلَةُ الرجل الذين يَئِلُ إِليهم وهم أَهله دُنيا. وهؤُلاء إِلَتُكَ وخم إِلَتي الذين وأَلْتُ إِليهم. قالوا: رددته إِلى إِلته أَي إِلى أَصله؛ وأَنشد:
ولــــــم يكـــــن فـــــي إِلَتِـــــي عـــــوالا
يريد أَهل بيته، قال: وهذا من نوادره؛ قال أَبو منصور: أَما إِلَة الرجل فهم أَهل بيته الذين يئل إِليهم أَي يلجأُ إِليهم. والآل: الشخص؛ وهو معنى قول أَبي ذؤيب
يَمانِيَـــــةٍ أَحْيـــــا لهـــــا مَـــــظَّ مــــائِدٍ
وآل قِراســــــٍ، صــــــَوْبُ أَرْمِيَــــــةٍ كُحْــــــلِ
يعني ما حول هذا الموضع من النبات، وقد يجوز أَن يكون الآل الذي هو الأَهل.وآل الخَيْمة: عَمَدها. الجوهري: الآلة واحدة الآل والآلات وهي خشبات تبنى عليها الخَيْمة؛ ومنه قول كثيِّر يصف ناقة ويشبه قوائمها بها:
وتُعْــــــرَف إِن ضــــــَلَّتْ، فتُهْـــــدَى لِرَبِّهـــــا
لموضــــــِع آلات مــــــن الطَّلْــــــح أَربَــــــع
والآلةُ: الشِّدَّة. والآلة: الأَداة، والجمع الآلات. والآلة: ما اعْتَمَلْتَ به من الأَداة، يكون واحداً وجمعاً، وقيل: هو جمع لا واحد له من لفظه. وقول علي، عليه السلام: تُسْتَعْمَل آلَةُ الدين في طلب الدنيا؛ إِنما يعني به العلم لأَن الدين إِنما يقوم بالعلم. والآلة: الحالة، والجمع الآلُ. يقال: هو بآلة سوء؛ قال الراجز:
قــــــد أَرْكَـــــبُ الآلَـــــةَ بعـــــد الآلـــــه
وأَتْـــــــــرُك العـــــــــاجِزَ بالجَــــــــدَالَه
والآلة: الجَنازة. والآلة: سرير الميت؛ هذه عن أَبي العَمَيْثَل؛ وبها فسر قول كعب بن زهير:
كُــــلُّ ابــــنِ أُنْثَىــــ، وإِن طــــالَتْ ســــَلاَمَتُه
يومـــــاً علـــــى آلَـــــةٍ حَــــدْباءَ محمــــول
التهذيب: آل فلان من فلان أَي وَأَل منه ونَجَا، وهي لغة الأَنصار، يقولون: رجل آيل مكان وائل؛ وأَنشد بعضهم:
يَلُـــــوذ بشــــُؤْبُوبٍ مــــن الشــــمس فَوْقَهــــا
كمـــــا آل مِـــــن حَـــــرِّ النهــــار طَرِيــــدُ
وآل لحمُ الناقة إذا ذَهَب فضَمُرت؛ قال الأَعْشَى:
أَذْلَلْتُهَـــا بعــد المِرَا_حــ، فــآل مــن أَصــلابها
أَي ذهب لحمُ صُلْبها.والتأْويل: بَقْلة ثمرتها في قرون كقرون الكباش، وهي شَبِيهة بالقَفْعاء ذات غِصَنَة وورق، وثمرتها يكرهها المال، وورقها يشبه ورق الآس وهيَ طَيِّبة الريح، وهو من باب التَّنْبيت، واحدته تأْويلة. وروى المنذري عن أَبي الهيثم قال: إِنما طعام فلان القفعاء والتأْويل، قال: والتأْويل نبت يعتلفه الحمار، والقفعاء شجرة لها شوك، وإِنما يضرب هذا المثل للرجل إذا استبلد فهمه وشبه بالحمار في ضعف عقله. وقال أَبو سعيد. العرب تقول أَنت في ضَحَائك بين القَفْعاء والتأْويل، وهما نَبْتَان محمودان من مَرَاعي البهائم، فإِذا أَرادوا أَن ينسبوا الرجل إِلى أَنه بهيمة إِلا أَنه مُخْصِب مُوَسَّع عليه ضربوا له هذا المثل؛ وأَنشد غيره لأَبي وَجْزَة السعدي:
عَـــــزْبُ المَراتـــــع نَظَّـــــارٌ أَطــــاعَ لــــه
مـــــن كـــــل رَابِيَـــــةٍ، مَكْـــــرٌ وتأْويــــل
أَطاع له: نَبَت له كقولك أَطَاعَ له الوَرَاقُ، قال: ورأَيت في تفسيره أَن التأْويل اسم بقلة تُولِعُ بقر الوحش، تنبت في الرمل؛ قال أَبو منصور: والمَكْر والقَفْعاء قد عرفتهما ورأَيتهما، قال: وأَما التأْويل فإِني ما سمعته إِلاَّ في شعر أَبي وجزة هذا وقد عرفه أَبو الهيثم وأَبو سعيد.وأَوْل: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
أَيـــا نَخْلَتَـــيْ أَوْلٍـــ، ســـَقَى الأَصـــْلَ مِنكمـــا
مَفِيـــــضُ الرُّبىـــــ، والمُـــــدْجِناتُ ذُرَاكُمــــا
وأُوال وأَوَالُ: قربة، وقيل اسم موضع مما يلي الشام؛ قال النابغة الجعدي: أَنشده سيبويه:
مَلَــــــكَ الخَوَرْنَـــــقَ والســـــَّدِيرَ، ودَانَـــــه
مــــــا بَيْــــــنَ حِمْيَــــــرَ أَهلِهــــــا وأَوَال
صرفه للضرورة؛ وأَنشد ابن بري لأُنَيف بن جَبَلة:
أَمَّـــــــــا إذا اســــــــتقبلته فكــــــــأَنَّه
للعَيْـــــنِ جِـــــذْعٌ، مـــــن أَوالــــ، مُشــــَذَّبُ