المعنى:
الأَتْمُ من الخُرَز: أَن تُفْتَق خُرْزَتان فتَصِيرا واحدة، والأتُومُ من النساء: التي التَقى مَسْلَكاها عند الافْتِضاض، وهي المُفْضاة، وأَصلُه أَتَمَ يأْتِمُ إذا جمع بين شيئين، ومنه سمي المَأْتَمُ لاجتماع النساء فيه؛ قال الجوهري: وأَصله في السِّقاء تَنْفَتِق خُرْزَتان فَتَصيران واحدة؛ وقال:
أَيــــا ابــــنَ نخّاســـِية أَتُـــومِ
وقيل الأَتُومُ الصغيرة الفَرْج؛ والمَأْتم كل مُجْتَمَعٍ من رجال أَو نساء في حُزْن أَو فَرَحٍ؛ قال:
حــــتى تَراهُـــنَّ لَـــدَيْه قُيّمـــا،
كمــا تَــرى حَــوْلَ الأَمِيـر المَأْتَمـا
فالمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحالةَ، وخصَّ بعضهم به النساء يجتمعن في حُزْن أَو فرَح. وفي الحديث: فأَقاموا عليه مَأْتَماً؛ المَأْتَمُ في الأَصل: مُجْتَمَعُ الرجال والنساء في الغَمِّ والفَرَح، ثم خصَّ به اجتماع النساء للموت، وقيل: هو الشَّوابُّ منهنَّ لا غير، والميم زائدة. الجوهري: المَأْتم عند العرب النِّساء يجتمعن في الخير والشر؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ:
رِمَتْــهُ أَنــاةٌ مــن رَبِيعــةِ عـامِرٍ،
نَــؤُومُ الضــُّحى فـي مَـأْتَمٍ أَيّ مـأْتَمِ
فهذا لا مَحالة مَقام فَرَح؛ وقال أَبو عطاء السِّنْدي:
عَشـــِيَّة قــام النائحــاتُ، وشــُقِّقت
جُيـــوبٌ بأَيْـــدي مَـــأْتَمٍ وخُـــدُودُ
أَي بأَيدي نِساءٍ فهذا لا مَحالة مَقام حُزْن ونَوْح. قال ابن سيده: وخصَّ بعضهم بالمَأْتَم الشوابَّ من النِّساء لا غير، قال: وليس كذلك؛ وقال ابن مقبل في الفَرَح:
ومَــأْتَمٍ كالــدُّمى حــور مَــدامِعها،
لـم تَيْـأَس العَيْـشَ أَبكـاراً ولا عُونـا
قال أبو بكر: والعامة تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح والنياحة، وإِنما المَأْتَمُ النساء المجتَمِعات في فَرَح أَو حُزْن؛ وأَنشد بيت أَبي عَطاء السِّنْدي:
عَشـــِيَّة قــام النائحــاتُ، وشــُقِّقت
جُيـــوبٌ بأَيْـــدي مَـــأْتَمٍ وخُـــدُودُ
فجعل المأْتم النساء ولم يجعله النِّياحة؛ قال: وكان أَبو عطاء فصيحاً، ثم ذكر بيت ابن مقبل:
ومَــأْتمٍ كالــدُّمى حــور مَــدامِعها،
لـم تيْـأَس العَيْـشَ أَبكـاراً ولا عُونـا
وقال: أَراد ونِساء كالدُّمى؛ وأَنشد الجوهري بيت أَبي حَيَّة النميري:
رَمَتْــهُ أَنــاةٌ مــن رَبيعــةِ عـامِرٍ،
نَــؤُومُ الضــُّحى فـي مَـأْتَمٍ أَيّ مَـأْتَمِ
يريد في نِساء أَي نِساء، والجمع المَآتِم، وهو عند العامَّة المُصيبة؛ يقولون: كنّا في مَأْتَمِ فلان والصواب أَن يقال: كُنّا في مَناحة فلان.قال ابن بري: لا يمتنع أَن يقَع المَأْتَم بمعنى المَناحةِ والحزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لأَن النساء لذلك اجْتَمَعْنَ، والحُزْن هو السبب الجامع؛ وعلى ذلك قول التيمي في منصور بن زِياد:
والنـــاسُ مَــأْتَمُهُم عليــه واحــدٌ،
فــــي كــــل دار رَنَّـــةٌ وزَفِيـــرُ
وقال زيد الخيل:
أَفــي كــلِّ عــامٍ مَــأْتَمٌ تَبْعَثُــونَه
علــى مِحْمَــرٍ، ثَوَّبْتُمــوه ومـا رضـَا
وقال آخر:
أَضــْحى بَنــاتُ النَّبِّيــ، إِذْ قُتلـوا،
فــي مَــأْتَمٍ، والســِّباعُ فــي عُــرُسِ
أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباع في سُرورٍ؛ وقال الفرزدق:
فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ من الناس، فاصْبِري،
فَلـن يُرْجِـع المَـوْتَى حَنِيـنُ المَـآتِمِ،
فهذا كله في الشرّ والحُزْن، وبيت أَبي حية النميري في الخير. قال ابن سيده: وزعم بعضهم أَن المأْتَم مشتقٌّ من الأَتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ، ومن المرأَة الأَتُوم، والتقاؤهما أَنَّ المَأْتَم النساء يجتمعن ويَتقابلن في الخير والشرِّ.وما في سيره أَتَمٌ ويَتَمٌ أَي إِبطاء. وخطب فما زال على......شيء واحد.والأُتُم: شجر يشبه شجر الزيْتون ينبت بالسَّراة في الجبال، وهو عِظام لا يحمل، واحدته أُتُمة، قال: حكاها أَبو حنيفة.والأَتْم: موضع؛ قال النابغة:
فـــأَوْرَدَهُنَّ بَطْـــنَ الأَتْمِــ، شــُعْثاً،
يَصـــُنَّ المَشـــْيَ كالحِــدَإِ التُّــؤامِ
وقيل: اسم واد؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:
أُكَلَّفُـــ، أَن تَحُـــلَّ بنـــو ســـُلَيم
بطــــونَ الأَتْمِـــ؛ ظُلْـــم عَبْقَـــريّ
قال: وقيل الأَتْمُ اسم جبل؛ وعليه قول خُفاف ابن نُدْبة يصف غَيثاً:
عَلا الأَتْــمَ منــه وابـلٌ بعـد وابِلٍـ،
فقــد أُرْهقَــتْ قِيعــانُه كــل مُرْهَـق