المعجم العربي الجامع
سجع
المعنى: سجع السَّجْعُ: الكلامُ المُقَفَّى، كَمَا فِي الصِّحاح، أَو هُوَ مُوالاةُ الكلامِ على رَوِيٍّ واحِدٍ، كَمَا فِي الجَمْهَرَةِ. قَالَ شيخُنا: الفَتح كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ إطلاقُ المُصنِّف هُوَ المَعروف المَشهور، وزَعَمَ قومٌ أَنَّه بالكَسْرِ، وأَنَّه اسمٌ لما يُسْجَعُ من الْكَلَام، كالذِّبْحِ، بالكَسرِ، لما يُذبَحُ، وَلَا أَعرفُه فِي دواوين اللُّغَة، وإخالُه من تَفَقُّهات العَجَم. قلتُ: وقائلُ هَذَا كأَنَّه يريدُ الفَرْقَ بينَ الاسمِ والمَصدَرِ، وَقد صَرَّحَ الحَسَنُ بنُ عَبْد الله بن محمّد بنِ يَحيى الأَصبَهانيُّ الكاتبُ فِي كتاب: غَرِيب الحَمام الهُدَّى، مَا نَصُّه: سَجَعَ الحَمامُ يَسْجَعُ سَجْعاً، الجيمُ مُسَكَّنَةٌ فِي الِاسْم والمصدر، وجاءَ ذَلِك على غير قياسِ: فتأَمَّل ذَلِك. وَفِي كَامِل المُبَرِّدِ: السَّجْعُ فِي كلامِ العَرَب: أَن يأْتَلِفَ أَواخِرُ الكَلمِ على نَسَقٍ، كَمَا تأْتَلِفُ القَوافي، ج: أَسجاعٌ، كالأُسجوعَةِ بالضَّمِّ، ج: أَساجِيعُ. سَجَعَ، كمَنَعَ، يَسْجَعُ سَجْعاً: نطَقَ بكلامٍ لَهُ فَواصِلُ كفواصل الشِّعر من غير وَزن، كَمَا قَالَ فِي صِفَةِ سِجِسْتانَ: ماؤُها وَشَلْ، ولِصُّها بَطَل، وتَمْرُها دَقَل، إِن كَثُرَ الجَيشُ بهَا جَاعُوا، وَإِن قَلُّوا ضَاعُوا، قَالَه الليثُ، فَهُوَ سَجَّاعَةٌ بالتَّشديد، وَهُوَ من الاستواءِ والاستقامَةِ والاشتباه، لأَنَّ كلَّ كلمةٍ تَشبِهُ صاحِبَتها. قَالَ ابنُ جنّي: سُمِّيَ سَجْعاً لاشتِباهِ أَواخِرِه، وتَناسُبِ فَواصِلِه، وحَكى أَيضاً: سَجَعَ الكلامَ فَهُوَ مَسجوعٌ. سَجَعَ بالشيءِ: نَطَقَ بِهِ على هَذِه الهيئةِ، فَهُوَ ساجِعٌ. والأُسْجوعَةُ: مَا سُجِعَ بِهِ، وَيُقَال: بينَهُم أُسْجُوعَةٌ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: ولمّا قضى النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فِي جَنينِ امرأَةٍ ضَرَبَتْها الأُخرَى، فسَقَطَ مَيِّتاً بغُرَّةٍ على عاقِلَةِ الضَّارِبَةِ، قَالَ رجلٌ مِنْهُم: كَيفَ نَدِيَ مَن لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ، وَلَا صاحَ فاسْتَهَلَّ، ومِثلُ دَمِه يُطَلّ. قَالَ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: أَسْجَعٌ كسَجْعِ الكُهّانِ وَفِي روايةِ: إيّاكُمْ وسَجْعَ الكُهّان وَفِي الحَدِيث أَنَّه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم نَهى عَن السَّجْعِ فِي الدُّعاءِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: إنَّما كَرِهَ السَّجْعَ فِي الْكَلَام والدُّعاءِ لِمُشاكَلَةِ كَلَام الكَهَنَةِ، وسَجْعِهم فِيمَا يَتَكَهَّنونَه، فأَمّا فواصِلُ الكلامِ المَنظوم، الّذي لَا يُشاكِلُ المُسَجَّعَ، فَهُوَ مُباحٌ فِي الخُطَبِ والرَّسائلِ. قَالَ ابْن دُريدٍ: سَجَعت الحَمامَةُ، إِذا رَدَّدَت صوتَها، وَفِي كَامِل المُبَرِّد: سَجْعُ) الحَمامَةِ: مُوالاةُ صَوتِها على طَريقٍ واحِدٍ، تقولُ العَرَبُ: سَجَعَت الحَمامَةُ، إِذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ فِي صوتِها، فَهِيَ ساجِعَةٌ وسَجوعٌ، بِغَيْر هاءٍ، ج: سُجَّعٌ، كرُكَّعٍ، وسَواجِعُ، وأَنشد اللَّيْث: (إِذا سَجَعَتْ حَمامَةُ بَطْنِ وَجٍّ ... على بَيْضاتِها تَدعو الهَديلا) وَقَالَ رُؤْبَةُ: (هاجَتْ ومثْلي نَوْلُه أَن يَرْبَعا ... حَمامَةٌ هاجَتْ حَماماً سُجَّعا) وَأنْشد أَبُو ليلى: (فإنْ سَجَعَتْ أَهدى لكَ الشَّوْقَ سَجْعُها ... وإنْ قَرْقَرَتْ هاجَ الهَوى قَرْقَرِيرُها) وأَنشدَ ابنُ دُرَيدٍ: (طَرِبْتَ وأَبكاكَ الحَمامُ السَّواجِعُ ... تَميلُ بهَا ضَحْواً غُصونٌ نَوائعُ) فِي الحَدِيث: أَنَّ أَبا بَكْرٍ رَضِي الله عَنهُ اشْترى جارِيَةً، فأَرادَ وَطْأَها، فَقَالَت: إنِّي حامِلٌ، فرُفِعَ ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فَقَالَ: إنَّ أَحدَكُمْ إِذا سَجَعَ ذلكَ المَسْجَعَ فَلَيْسَ بالخِيارِ على الله وأَمرَ برَدِّها. أَي قَصَدَ ذلكَ المَقْصَدَ، وَمعنى الحَدِيث أَنَّه كَرِهَ وَطْءَ الحَبالَى، وأَصلُ السَّجْعِ: القَصْدُ المُسْتَوي على نَسَقٍ واحِدٍ. والسَّاجِعُ: القاصِدُ، عَن أَبي زَيْدٍ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وزادَ فِي العُبابِ، فِي الْكَلَام وَغَيره، كالسَّيْرِ، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (قطَعْتُ بهَا أَرْضاً تَرى وَجْهَ رَكْبِها ... إِذا مَا عَلَوْها مُكْفأً غيرَ ساجِعِ) قَالَ أَبو زيد: غيرَ ساجِع: غيرَ جائِرٍ عَن القصدِ، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي الصِّحاحِ: أَي جائراً غير قاصِدٍ، وَقَالَ: غير قاصِدٍ لجِهَةٍ واحِدةٍ. قَالَ أَبو عَمْروٍ: السَّاجِعُ: النّاقةُ الطَّويلَةُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلم أَسمعْ هَذَا لغيره. السَّاجِعُ من النُّوق: المُطرِبَةُ فِي حَنينِها، يُقَال: سَجَعَت النّاقَةُ سَجْعاً، إِذا مَدَّتْ حَنينَها على جهةٍ واحِدةٍ. والوَجْهُ السَّاجِعُ: هُوَ المُعتدلُ الحّسَنُ الخِلْقَةِ. وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً: اسْتَوى واسْتقامَ، وأَشبَهَ بعضُه بَعضاً. وكلامٌ مُسَجَّعٌ، وَقد سَجَّعَ تَسجيعاً: مثل: سَجَعَ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وجَمْعُ السَّجْعِ: سُجوعٌ، عَن ابنِ جنّيّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا أَدري أَرَواه أَم ارْتَجَلَه. وَفِي المّثَلِ: لَا آتيكَ مَا سَجَعَ الحَمامُ، يريدونَ الأَبدَ، عَن اللِّحيانيِّ. وسَجَعَتِ القَوْسُ: مَدَّت حَنينَها على جهةٍ واحِدَةٍ، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ يصفُ قَوساً: (وهْيَ إِذا أَنْبَضْتَ فِيهَا تَسْجَعُ ... تَرَنُّمَ النَّحلِ أَباً لَا يَهْجَعُ) يَقُول: كأَنَّها تَحِنُّ حَنيناً مُتشابِهاً، وَهُوَ من الاستواءِ والاستقامَة والاشتباه. والسَّجاعِيَّةُ، بالكّسْرِ:) قَريةٌ بمِصرَ.
المعجم: تاج العروس نول
المعنى: الليث: النائِل ما نِلْت من معروف إِنسان، وكذلك النَّوَال.وأَنالَهُ معروفه ونَوَّلَه: أَعطاه معروفه؛ قال الشاعر: إِنْ تُنَـــــولْهُ فقــــد تَمْنَعُــــهُ وتُرِيــهِ النَّجْــمَ يَجْــرِي بــالظُّهُرْ والنّالُ والمَنالةُ والمَنالُ: مصدر نِلْت أَنال.ويقال: نُلْت له بشيء أَي جُدْت، وما نُلْتُه شيئاً أَي ما أَعطيته.ويقال: نالَني بالخير يَنُولُني نَوالاً ونَوْلاً ونَيْلاً، وأَنالَني بخير إِنالةً. ويقال في الأَمر من نِلْت أَنالُ للواحد: نَلْ، وللاثنين، نالا، وللجمع: نالُوا. ونُلْتُه معروفاً ونَوَّلْته. الجوهري: النَّوَال العَطاء، والنائِل مثله. ابن سيده: النّالُ والنَّوالُ معروف، ونُلْتُه ونُلْت له ونُلْتُه به أَنُولُه به نَوْلاً؛ قال العُجير السَّلُولي: فعَــضَّ يَــدَيْهِ أُصــْبُعاً ثـم أُصـْبُعاً وقــال: لعــلَّ اللــه سـَوْفَ يَنِيـل أَي يَنُول بخير، فحذف. وأَنَلْته به وأَنَلْته إِيّاه ونَوَّلْته ونَوَّلْت عليه بقليل، كله: أَعطيته. الكسائي: لقد تَنَوَّل علينا فلان بشيء يسير أَي أَعطانا شيئاً يسيراً، وتَطَوَّل مثلها. وقال أَبو محجن: التَّنَوُّل لا يكون إِلا في الخير، والتطوُّل قد يكون في الخير والشر جميعاً.الجوهري: يقال نُلْت له بالعطيَّة أَنُول نَوْلاً ونُلْتُه العطيَّة.ونَوَّلْته: أَعطينه نَوالاً؛ قال وَضّاح اليَمن: إِذا قلـتُ يومـاً: نَـوِّلِيني، تبسـَّمتْ وقالت: مَعاذ الله من نَيْل ما حَرُمْ، فمــا نَــوَّلتْ حـتى تضـرَّعْت عنـدَها وأَنْبَأْتُهـا مـا رَخَّص اللهُ في اللَّمَمْ يعني التقبيلَ؛ قال ابن بري: وشاهد نُلْت له بالعطيَّة قول الشاعر: تَنُـول بمعـروف الحـديثِ، وإِن تُـرِدْ سـِوَى ذاكَ تُـذْعَرْ منكـ، وهـي ذَعُـورُ وقال الغنوي: ومــن لا يَنُــلْ حــتى تســدَّ خِلالُـه يجِــدْ شــَهوات النفْـس غيـر قليـلِ وفي حديث موسى والخضر، عليهما السلام: حَمَلُوهما في السفينة بغير نَوْلٍ أَي بغير أَجْرٍ ولا جُعْل، وهو مصدر ناله يَنُوله إذا أَعطاه، وإِنه لَيَتَنَوَّل بالخير وهو قبل ذلك لا خير فيه. ورجل نالٌ، بوزْن بالٍ: جَوَاد، وهي في الأَصل نائل، قال ابن سيده: يجوز أَن يكون فَعْلاً وأَن يكون فاعِلاً ذهبت عينه، وقيل: كثير النائِل. ونالَ ينال نائلاً ونَيْلاً: صار نالاً. وما أَنْوَله أَي ما أَكثر نائله. وما أَصَبْتُ منه نَوْلةً أَي نَيْلاً. وشيء مُنَوَّل ومَنِيل؛ عن سيبويه. ابن السكيت: رجل نالٌ كثير النَّوال، ورجلان نالان وقوم أَنْوال؛ وقول لبيد: وقَفْــتُ بهــنَّ حــتى قــال صــحْبي جَزِعْـــتَ وليـــس ذلــك بــالنَّوال أَي بالصواب. ونالَتِ المرأَة بالحديث والحاجة نَوالاً: سَمَحَتْ أَو هَمَّت؛ قال الشاعر: تَنُـولُ بمعـروف الحـديث، وإِن تُـرِدْ سـوى ذاك تُـذْعَر منكـ، وهـي ذَعـورُ وقيل: النَّوْلة القُبْلة.وناوَلْت فلاناً شيئاً مُناولة إذا عاطَيْته. وتناوَلْت من يده شيئاً إذا تَعاطيته، وناوَلْته الشيء فتناوله. ابن سيده: تناول الأَمرَ أَخذه.قال سيبويه: أَما نَوْل فتقول نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ينبغي لك فِعْل كذا؛ وفي الصحاح: أَي حقُّك أَن تفعل كذا، وأَصله من التناوُل كأَنه يقول تناوُلك كذا وكذا؛ قال العجاج: هــاجَتْ، ومثلــي نَـوْلُه أَن يَرْبَعـا حمامـــةٌ نـــاجت حمامــاً ســُجَّعا أَي حقُّه أَين يكُفَّ، وقيل: الرجز لرؤبة؛ وإِذا قال لا نَوْلُك فكأَنه يقول أَقْصِر، ولكنه صار فيه معنى ينبغي لك، وقال في موضع لا نَوْلُك أَن تفعل، جعلوه بدلاً من ينبغي مُعاقِباً له؛ قال أَبو الحسن: ولذلك وقعت المعرفة هنا غير مكرَّرة. وقالوا: ما نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ما ينبغي لك أَن تَناله؛ روى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال في قولهم للرجل ما كان نَوْلُكَ أَن تفعل كذا قال: النَّوْل من النَّوال؛ يقول ما كان فعلُك هذا حظّاً لك. الفراء: يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلم يَأْنِ لك وأَلم يَنَلْ لك وأَلم يُنِلْ لك، قال: وأَجْوَدُهنّ التي نزل بها القرآن العزيز يعني قوله: أَلم يَأْنِ للذين آمنوا. ويقال: أَنَّى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنال لك وأآن لك بمعنى واحد. وفي الحديث: ما نَوْل امرئ مسلم أَن يقول غير الصواب أَو أَن يقول ما لا يعلم أَي ما ينبغي له وما حظُّه أَن يقول؛ومنه قولهم: ما نَوْلُك أَن تفعل كذا. الأَزهري في قوله قولهم: ولا يَنالون من عدوٍّ نَيْلاً، قال: النَّيْل من ذوات الواو، صُيِّر واوها ياء لأَن أَصله نَيْوِل، فأَدغموا الواو في الياء فقالوا نَيّل، ثم خفَّفوا فقال نَيْل، ومثله مَيِّت ومَيْت، قال: ولا ينالون من عدوٍّ نَيْلاً، هو من نِلْت أَنالُ لا من نُلْت أَنُول.والنَّوْل: الوادي السائل؛ خثعمية عن كراع. والنَّوْل: خشبةُ الحائك التي يلفُّ عليها الثوب، والجمع أَنْوال. والمِنْوَلُ والمِنْوال: كالنَّوْل. الليث: المِنْوال الحائك الذي يَنْسُج الوَسائد ونحوَها نفسُه، ذهب إِلى أَنه يَنْسِج بالنَّوْل وهو مِنْسَج يُنسَج به وأَداتُه المنصوبة تسمى أَيضاً مِنْوالاً؛ وأَنشد: كُمَيْتــاً كأَنهــا هِــراوَةُ مِنْــوالِ وقال: أَراد بالمِنْوال النَّسّاج. وإِذا استوتْ أَخلاقُ القوم قيل: هم على مِنْوالٍ واحد، وكذلك رَمَوْا على مِنْوالٍ واحد أَي على رِشْقٍ واحد، وكذلك ات ذا اسْتَووا في النِّضال. ويقال: لا أَدري على أَي مِنْوالٍ هو أَي على أَيِّ وجه هو.والنّالةُ: ما حول الحرَم؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَلِفها أَنها واو لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَعرف من انقلابها عن الياء؛ وقال ابن جني: أَلِفها ياء لأَنها من النَّيْل أَي من كان فيها لم تَنَله اليد، قال: ولا يعجبني.وأَنالَ بالله: حلف بالله؛ قال ساعدة بن جؤبة: يُنِيلانِ بــالله المجيـدِ لقـد ثَـوَى لــدى حيـث لاقَـى رينُهـا ونَصـِيرُها ونَوَّال ومُنَوِّل: اسمان.
المعجم: لسان العرب خَضع
المعنى: خَضع خَضَعَ للهِ عَزَّ وجَلَّ، كَمَنَعَ، يَخْضَعُ خُضُوعاً: ذَلَّ وتَطامَنَ وتَوَاضَع ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: فظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ، أَيْ مُنْقَادِينَ. وفِي إِتْيَانِ خاضِعينَ مَعَ ذِكْرِ الأَعْنَاقِ كَلامٌ وَاسِعٌ لِلْعُلَمَاءِ كأَبِي عَمْروٍ، والكِسَائِيّ، والفَرّاءِ، وجَعَلَهُ بَعْضُهُم بَدَلَ غَلَطٍ. والَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الخَلِيلُ وسِيبَوَيْه أَنَّهُ لَمّا لَمْ يَكُنِ الخُضُوعُ إِلاَّ خُضُوعَ الأَعْنَاقِ جازَ أَنْ يُخْبِرَ عَن المُضَافِ إِلَيْهِ، كاخْتَضَعَ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّلِيم: (يَظَلُّ مُخْتَضعاً يَبْدُو فَتُنْكِرُهُ ... حَالاً، ويَسْطَعُ أَحْيَاناً فَيَنْتَسِبُ) أَي مُطَأْطِئاً. ويَسْطَعُ: يَنْتَصِبُ. وخَضَعَ: سَكَنَ وانْقادَ، وأَيْضاً سَكَّنَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ. يُقَالُ: خَضَعْتُهُ فخَضَعَ، أَي سَكَّنْتُهُ فسَكَنَ، فمِن الّلازِمِ قَوْلُه تَعالَى: فَلا تَخْضَعْنَ بالقَوْلِ أَيْ لَا تَلِنَّ، وقَالَ جَرِيرٌ فِي تَعْدِيَةِ خَضَعَ: (أَعَدَّ اللهُ لِلشُّعَرَاءِ مِنِّي ... صَوَاعِقَ يَخْضَعُونَ لَهَا الرِّقابَا) وخَضَعَ فُلاناً إِلَى السُّوءِ، هكَذَا فِي النسخِ، وصَوَابُهُ إِلى السَّوْأَةِ، أَيْ دَعَاهُ فَهُوَ خاضِعٌ، وكذلِكَ خَنَعَ فَهُوَ خانِعٌ، ومنهُ قَوُلُهُم: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْوذُ بِكَ مِن الخُنُوعِ والخُضُوعِ. ومِنَ المَجَازِ: خَضَعَ النَّجْمُ، أَيْ مَالَ لِلْغُرُوبِ، وَفِي الصّحاح: للمَغِيبِ. وكذلِكَ خَضَعَت الشَّمْسُ، كَمَا قِيلَ: ضَرَعَتْ وضَجَعَتْ، والنُّجُومُ خَوَاضِعُ، وضَوَارِعُ، وضَوَاجعُ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، وقالَ ابنُ أحْمَرَ: (تَكَادُ الشمَس تخْضَعُ حِين تَبْدو ... لَهُنَّ وَمَا وُبِدْنَ ومالُحِينا) وَقَالَ ذُو الرُّمَّة: إِذَا جَعَلَت أَيْدِي الكَوَاكِبِ تَخْضَعُ وَمن المَجَازِ: خَضَعَتِ الإِبِلُ، إِذا جَدَّتْ فِي سَيْرِهَا، وهُنَّ خَوَاضِعُ، لأَنَّهَا إِذا جَدَّت طَامَنَتْ أَعْنَاقَها، قَالَ الكُمَيْتُ:) (خَوَاضِعُ فِي كُلِّ دَيْمُومَةٍ ... يَكَادُ الظَّلِيمُ بِهَا يَنْحَل) وقَالَ جَرِيرٌ: (ولَقَدْ ذَكْرْتُكِ والمَطِيُّ خَوَاضِعٌ ... وكَأَنَّهُنَّ قَطَاً فَلاةٍ مَجْهَلِ) والخُضَعَة، كهُمَزة: مَنْ يَخْضَع لكل أَحَدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيّ. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: الخُضَعَةُ: نَخْلَة تَنْبُتُ من النَّواةِ، لُغَةُ بَنِي حَنِيفَةَ. والخُضَعَةُ: مَنْ يَقْهَرُ أَقْرَانَه ويُخْضِعُهُمْ ويُذِلُّهُمْ. والخَضُوعُ، كصَبُورٍ: الخاضِع، ج: خُضُعٌ ككُتُبٍ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْفَرَزْدَقِ يَمْدَح يَزِيدَ بنَ المُهَلَّبِ: (وإِذا الرِّجَالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيْتَهُمْ ... خَضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ) وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَضُوعُ: المَرْأَةُ الَّتِي لخَوَاصِرِهَا صَوْتٌ. وقَالَ ابنُ فارِسٍ: كخَضَيعَةِ الفَرَسِ، وأَنْشَدَ لِجَنْدَلٍ: لَيْسَتْ بِسَوْدَاءَ خَضُوعِ الأَعْفَاجْ سِرْدَاحَةٍ ذَاتِ إِهَابٍ مَوَّاجْ قَالَ الصّاغَانِيّ: لَمْ أَجِدِ المَشْطُورَيْنِ فِي جِيمِيَّةِ جَنْدِلٍ المُقَيَّدَةِ. والخَضِيعَةُ كسَفِينةَ: صَوْتٌ يُسْمعُ مِن بَطْنِ الفَرَسَ إِذا جَرَى. وقالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ صَوْتُ قُنْبِ الفَرَسِ الجَوَادِ، وأَنْشَدَ لامْرِئ القَيْسِ: (كَأَنَّ خَضِيعَةَ بَطْنِ الجَوَا ... دِ وَعْوَعَةُ الذِّئْبِ بِالفَدْفَدِ) قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ. وقَال غَيْرُهُ: هُوَ صَوْتُ الأَجْوَفِ مِنْهَا. وقَال أَبُو زَيْدٍ: هُوَ صَوْتٌ يَخْرُجُ مِن قُنْبِ الفَرَسِ الحِصَانِ، وَهُوَ الوَقِيبُ. وقالَ ابنُ بَرِّيّ: الخَضِيعَةُ والوَقِيبُ: الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ مِنْ بَطْنِ الفَرَسِ وَلَا يُعْلَمُ مَا هُوَ. ويُقَالُ: هُوَ تَقَلْقُلُ مِقْلَمِ الفَرَسِ فِي قُنْبِه، ويُقَالُ لِهذَا الصَّوْتِ أَيْضاً الذُّعَاقُ، وهُوَ غَرِيبٌ. أَو الخَضِيعَتانِ: لَحْمَتَانِ مُجَوَّفَتَانِ فِي بَطْنِ الفَرَسِ يُسْمَعُ الصَّوْتُ مِنْهُمَا. نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ. قالَ: والخَضِيعَةُ: صَوْتُ السَّيْلِ. وقالَ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ: الخَيْضَعَةُ، كحَيْدَرَة: اخْتِلافُ، كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِهَا: الْتِفَافُ، وَفِي بَعْضِهَا: اخْتِلاطُ الأَصْوَاتِ فِي الحَرْبِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ لَبِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: نَحْنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَهْ ونَحْنُ خَيْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ المُطْعِمُون الجَفْنَة المُدَعْدَعَهْ) والضارِبُونَ الهامَ تَحْتَ الخَيْضَعَهْ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ الشَّطْرَ الأَخِيرَ من الرَّجَزِ، وقالَ: إِنّ أَبَا عُبَيْدٍ حَكَى عَن الفَرّاءِ أَنَّهَا البَيْضَة. وَحَكَى سَلَمَةُ عَن الفَرّاءِ أَنّهُ الصَّوْتُ فِي الحَرْبِ. انْتَهَى. قُلْتُ: وقالَ أَبُو حاتِمٍ: إِنَّمَا قالَ لَبِيدُ: تَحْتَ الخَضَعَة. فزَادُوا الياءِ فِرَاراً من الزِّحافِ. وقيلَ الخَيْضَعةُ: الغُبَارُ فِي الحَرْبِ. وقِيلَ: المَعْرَكَةُ نَفْسُهَا حَيْثُ يَخْضَع الأَقْرانُ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ. وقَال كُرَاع: لأَنَّ الكُمَاةَ يَخْضَعُ بَعضُهَمُ لبَعْضٍ، وأَنْكَرَ عَلِيّ ُ ابنُ حَمْزَةَ أَنَ يَكُونَ المُرَادُ بالخَيْضَعَةِ فِي قُوْلِ لَبِيدٍ البَيْضَة. والأَخْضَعُ: الرّاضِي بالذُّلِّ، وَهِي خَضْعَاءُ، قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ لِلْعَجّاجِ: وصِرْتُ عَبْداً للْبَعُوضِ أَخْضَعَاً تَمَصُّنِي مَصَّ الصَّبِيِّ المُرْضِعَا وكذلِكَ أَنْشَدَهُ الأَزْهَرِيُّ فِي التَّهْذِيب وابنُ فارِسٍ فِي المَقَايِيسِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وللْعَجَّاجِ أُرْجُوزَة عَيْنِيَّةٌ أَوْلُهَا: أَمْسَى حُمَانٌ كالرَّهِينِ مُشْرَعَاً وهِيَ اثْنَا عَشَرَ مَشْطُوراً، ولَيْسَ مَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ فِيها، وَلَا فِي عَيْنِيَّةِ رُؤْبَةَ الَّتِي أَوْلُهَا: هاجَتْ ومِثْلِي نَوْلُه أَنْ يَرْبَعَا وهِي مِائَتَان وثَمَانِيَةُ مَشَاطِيرَ. والأَخْضَعُ: مَنْ فِي عُنَقِه خُضُوعٌ وتَطَامُنٌ، خِلْقَةً، وَقَدْ خَضِعَ يَخْضَعُ خَضَعاً. وَقَالَ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: كانَ الزُّبَيْرُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، طَوِيلاً أَزْرَقَ أَخْضَعَ أَشْعَرَ، ورُبَّمَا أَخَذْتُ وأَنا غُلامٌ بشَعرِ كَتِفَيْهِ حَتَّى أَقُومَ، تَخُطُّ رِجْلاهُ إِذا رَكِبَ الدَّابَّةَ، نُفُجَ الحَقِيبَةِ. وخَضَعَةُ الكِبَرُ خَضْعاً وخُضُوعاً وأَخْضَعَهُ: جَعَلَهُ كذلِكَ، أَيْ حَنَاهُ، فخَضَع هُوَ، وأَخْضَعَ، أَيْ انْحَنَى، قَالَهُ الزَّجَّاج. وأَخْضَعَ الرَّجُلُ: لاَنَ كَلامُهُ لِلْمَرْأَةِ، هكَذَا هُوَ فِي العُبَابِ. وَفِي اللِّسَان: خَضَعَ الرجلُ، وأَخْضَعَ: أَلانَ كلامَه للمرأَة، وَمِنْه حديثُ عمرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَن رجلا مرَّ برجلٍ وامرأَةٍ قد خضَعا بَينهمَا حَدِيثا، فَضَربهُ حَتَّى شجَّه، فرُفع إِلى عمرَ رَضِي اللهُ عَنهُ فأَهدره، أَي لَيَّنَا بَينهمَا الحديثَ، وتكلَّما بمَا يُطْمِعُ كلاًّ مِنْهُمَا فِي الآخر كخاضَعَها. مخَاضَعَةً، إِذا خَضَع لَهَا بكَلامِهِ وخَضَعَتْ لَهُ وتطَمَّعَ فِيهَا، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. والتَّخْضِيعُ: تَقْطِيعُ اللَّحْمِ، قالَهُ ابنُ فارِسٍ. واخْتَضَعَ الرَّجُلُ: خَضَعَ، وَقد تَقَدَّمَ هَذَا قَرِيباً،) كاخْضَوْضَعَ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. واخْتَضَعَ: مَرَّ سَرِيعاً، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي صِفَةِ فَرَسٍ سَرِيعَةٍ: (إِذَا اخْتَلَطَ المَسِيحُ بِهَا تَوَلَّتْ ... بسَوْمٍ بَيْنَ جَرْىٍ واخْتِضَاعِ) يَقُولُ: إِذا عَرِقَتْ أَخْرَجَتْ أَفانِينَ جَرْيِهَا. واخْتَضَعَ الفَحْلُ النَّاقَةَ: سَانَّهَا، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. وَفِي الأَسَاسِ: اخْتَضَعَ الفَحْلُ النَّاقَةَ بكَلْكَلِهِ: أَرادَ الضِّرَاب. وَسَمَّوْا مَخْضَعَةَ، كمَسْعَدةً. وممّا يُسْتَدْرِكُ عَلَيْه: الخَضْعُ، كالمَنْعِ، والخُضْعانُ، بالضَّمِّك كِلاهُمَا مَصْدَرُ خَضَع يَخْضَعُ كمَنَعَ. ومِنْهُ حَدِيثُ اسْتِراقِ السَّمْعِ خُضْعاناً لقَوْلهِ وَهُوَ كُغْفْرَانٍ، ويُرْوَى بالكَسْرِ كالوِجْدَانِ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ خَاضِع، وَفِي رِوَايَةٍ: خُضَّعاً لِقَوْلِهِ: جَمْع خاضِع. والخُضَّعُ: كرُكَّعٍ: اللَّوَاتِي قَدْ خَضَعْنَ بالقَوْلِ ومِلْنَ. عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، ويُقَالُ: فُرَسٌ أَخْضَعُ بَيِّنُ الخَضَع، وكَذلِكَ البَعيرُ والظَّلِيمُ والظِّبَاءُ. وأَخْضَعَتْنِي إِلَيْكَ الحَاجَةُ، نُقَلَه الجَوْهَرِيّ ولمْ يُفَسِّرْه، وَهُوَ قَوْلُ الزَّجّاج. أَرادَ: أَلْجَأَتْنِي وأَحْوَجَتِنِي. ومِنْكبٌ خَاضِعٌ وأَخْضَعَ: مُطْمَئنٌّ. ونَعَامٌ خَوَاضِعُ، وكذلِكَ الظِّبَاءُ، أَي مُمِيلاَت رُؤُوسَهَا إِلَى الأَرْضِ فِي مَرَاعِيهَا. ونَبَاتٌ خَضِعٌ، ككَتِفِ: مُتَثَنٍّ مِن النَّعْمَةِ كأَنَّهُ مُنْحَنٍ. قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ عِنْدِي علَى النَّسَبِ، لأَنَّهُ لَا فِعْلَ لَهُ يَصْلُح أَنْ يَكُون خَضِعٌ مَحْمُولاً عَلَيْه. وَمِنْه قَوْلُ أَبِي فَقْعَسٍ يَصِفُ الكَلأَ: خَضِعٌ مَضِعٌ، ضافٍ رَتِعٌ كَذا حَكَاهُ ابنُ جِنِّى. واخْتَضَع الصَّقْرُ: طَامَنَ رَأْسَهُ للانْقِضَاضِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. وَفِي الصّحاح: قَوْلُهُم: سَمِعْت للسِّياط خَضْعَةً، وللسُّيُوفِ بِضَعَةً، فالخَضْعَةُ: وَقْعُ السِّيَاطِ، والبَضْعَةُ: القَطْعُ. انْتَهَى، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ، وَقد ضَبَطاهَما بالفَتْحِ. وَفِي اللِّسَان: الخَضَعَةُ بالتَّحْرِيك السِّياط لانْصِبَابِهَا عَلَى مَنْ تَقَعُ عَلَيْه، وقِيلَ: الخَضْعَةُ السُّيُوفُ، ويُقَالُ: للسُّيوف خَضْعَةٌ، وَهُوَ صَوْتُ وَقْعِهَا. وقالَ ابْنُ بَرّيّ: الخَضْعَةُ: أَصْواتُ السُّيُوفِ. والبَضْعَةُ: أَصْوَاتُ السِّيَاطِ، وقَدْ جاءِ فِي الشِّعْرِ مُحَرَّكاً، كَمَا قَالَ: أَرْبَعَةٌ وأَرْبَعَهْ اجْتَمَعا بالبَلْقَعَهْ لِمَالِكِ بنِ بَرْذَعَهْ وللسُّيُوفِ خَضَعَهْ وللسِّياطِ بَضَعَهْ) وَسَمَّوْا مَخْضَعاً، كمَقْعَدٍ.
المعجم: تاج العروس نول
المعنى: نول ( {النَّوَالُ} والنَّالُ {والنّائِلُ: العَطاءُ) والمَعْرُوفُ تُصيبهُ مِنْ إِنْسان، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلى الأَوَّل والأَخِير. (} وَنُلْتُ لَهُ) بِشَيْءٍ، بالضَّمِّ، (و) {نُلْتُ (بِهِ} أَنُولُهُ بِهِ) {نَوْلاً} وَنَوالاً، وَكَذلِكَ {نُلْتُهُ العَطِيَّةَ (وَأَنَلْتُهُ إِيّاهُ) } إِنالَةً، ( {وَنَوَّلْتُهُ) كَما فِي الصِّحاح، (} وَنَوَّلْتُ عَلَيْهِ وَلَهُ) أَي: (أَعْطَيْتُهُ) {نَوالاً، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي: (} تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الحَدِيثِ وَإِنْ تُرِدْ ... سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ مِنْكَ وَهي ذَعُورُ) وَقَالَ الغَنَوِيُّ: (وَمَنْ لاَ {يَنُلْ حَتَّى يَسُدَّ خِلاَلَهُ ... يَجِدْ شَهَواتِ النَّفْسِ غَيْرَ قَلِيلِ) وَقَالَ غَيْرُهُ: (إِنْ} تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ ... وَتُرِيْهِ النَّجْمَ يَجْرِي فِي الظُّهُرْ) (وَرَجُلٌ {نالٌ) بِوَزْنِ بالٍ: (جَوَادٌ) ، وَهِي فِي الأَصْلِ} نائلٌ، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: يَجوزُ أَنْ يَكُونَ فَعْلاً وَأَنْ يَكونَ فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُه، (أَو كَثِيرُ {النائلِ) ، وَقالَ ابْنُ السِّكِّيت: كَثِيرُ} النَّوْلِ، وَرَجُلاَنِ {نالانِ، وَقَومٌ} أَنْوالٌ، ( {ونالَ} يَنالُ {نائِلاً وَنَيْلاً: صَار} نالاً) ؛ أَي: جَوادًا. (وَمَا {أَنْوَلَهُ) : أَي (مَا أَكْثَرَ} نائِلَهُ. وَما أَصَبْتُ مِنْهُ {نَوْلَةً) ؛ أَي (نَيْلاً) . (} ونالَت المَرْأَةُ بالحَدِيْثِ والحاجَةِ) : إِذا (سَمَحَتْ أَوْ هَمَّتْ) ، وَبِهِ فُسِّرَ قَولُ الشّاعِرِ السّابِق: ( {تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الحَدِيثِ ... إِلَخ. ... ) (} والنَّوْلَةُ: القُبْلَةُ) ، عَن اللَّيْث. ( {وناوَلْتُهُ) الشَّيءَ: أَعْطَيْتُهُ (} فَتَناوَلَهُ) ؛ أَي: (أَخَذَهُ) ، كَما فِي المُحْكَم. قَالَ شَيْخُنا: هَذَا أَصْلُ مَعْنى! التَّناوُلِ كَما قَالَهُ الرّاغِبُ وَغَيْرُه، ثُمَّ تُجُوِّزَ بِه عَن الشُّمُول وَشاعَ حَتَّى صارَ حَقيقةً فِيهِ، فِي كَلاَمِ النّاسِ واصْطِلاح المُصَنِّفِينَ، وَلكِنَّهُ لَمْ يَرِدُ بِهذا المَعْنَى فِي كَلاَمِ العَرَب، كَما فِي عِنايَةِ القاضِي أَثْناءَ أَوائِلِ البَقَرة. وَمِنْهُ {مُناوَلَةُ المُحَدِّثِ الكِتَابَ، تَقُولُ: أَرْوِيه عَنْهُ عَلى سَبِيلِ} المُناوَلَة، وَهو فَوْقَ الإِجازَةِ، وَيُقالُ: {تَناوَلَ مِنْ يَدِهِ شَيْئًا: إِذا تَعاطاهُ. (و) مِنَ المَجاز: (} نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، {وَنَوالُكَ،} وَمِنْوالُك؛ أَي: يَنْبَغِي لَكَ) فِعْلَ كَذا. وَفي الصِّحاح: أَي: حَقُّكَ أَنْ تَفْعَل كَذا، وَاقْتَصَرَ عَلى الأُوْلَى؛ وَأَصْلُهُ مِنَ {التَّناوُلِ، كَأَنَّهُ يَقُول:} تَناوُلُكَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ العَجَّاج: (هاجَتْ وَمِثْلِي {نَوْلُهُ أَنْ يَرْبَعَا ... ) (حَمَامَةٌ ناحَتْ حَمامًا سُجَّعَا ... ) أَي: حَقُّهُ أَنْ يَكُفَّ. (وَما} نَوْلُكَ) أَي: (مَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ {تَنالَهُ) ، فَكَأَنَّهُ يَقُول: أَقْصِرْ، وَلَكِنَّهُ صارَ فِيهِ مَعْنَى يَنْبَغِي لَكَ. وَفِي المُحْكَم: قَالُوا لاَ} نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ، جَعَلَوه بَدَلاً مِنْ يَنْبَغِي مُعاقِبًا لَه، قَالَ أَبو الحَسَن: وَلِذلِكَ وَقَعَتْ المَعْرِفَةُ هُنا غَيْرَ مُكَرَّرة. وَرَوَى الأَزْهَرِيّ عَن أَبي العَبّاس أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِم لِلْرَّجُل: مَا كانَ {نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، قَالَ:} النَّوْلُ مِنَ {النَّوالِ، يَقُولُ: مَا كَانَ فِعْلُكَ هَذَا حَظًّا لَكَ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يُقالُ: أَلَمْ يَأْنِ، وَأَلَمْ يَئِنْ لَكَ، وَأَلَمْ} يَنَلْ لَكَ، وَأَلَم {يُنِلْ لَكَ، قَالَ: وأَجْوَدُهُنَّ الَّتِي نَزَلَ بِهَا القُرآنُ يَعْني قَوْلُه: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَءَامَنُواْ} . وَيُقَالُ: أَنَّى لَكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا،} وَنَالَ لَكَ، {وَأَنَالَ لَكَ، وآنَ لَكَ بِمَعْنًى واحدٍ. (} والنَّولُ: الوادِي السائلُ) ، خَثْعَمِيَّةٌ، عَنْ كُراع. (و) ! النَّوْلُ: (جُعْلُ السَّفِينَةِ) وَأَجْرُها خاصَّةً، وَمِنْهُ الحَدِيث: " فَحَمَلُوهُما بِغَيْرِ {نَوْلٍ "، يَعْني مُوسَى والخَضِر عَلَيْهِما السَّلاَم. قُلْتُ: والعَامَّةُ تَقُولُ: نُولُونٌ. (و) } النَّوْلُ: (خَشَبَةُ الحائِكِ) الَّتِي يَلُفُّ عَلَيْهَا الثَّوْبَ، ( {كالمِنْوَلِ} والمِنْوَالِ) ، كِمِنْبَرٍ وَمِحْرابٍ، الأَخيرة عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج: {أَنْوالٌ) . (و) } النُّولُ، (بالضَّمّ: جِنْسٌ مِن السُّودانِ) . (و) مِنَ المَجاز: يُقالُ: (هُمْ عَلى {مِنْوالٍ واحدٍ، أَيْ: اسْتَوَتْ أَخْلاَقُهُم) ، وَكَذلِكَ إِذا اسْتَوَوْا فِي النِّضالِ، يُقالُ: رَمَوا عَلى} مِنْوالٍ. ( {والنالَةُ: مَا حَوْلَ الحَرَمِ أَو ساحَةُ مَكَّةَ) وباحَتُها. الْأَخير قولُ الأَصْمَعِيِّ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ: (يُسْقَى بِأَجْدادِ عادٍ هُمَّلاً رَغَدًا ... مِثْلَ الظِّباءِ الَّتي فِي} نَالةِ الحَرَمِ) قَالَ ابنُ سِيدَه: وَإِنَّما قَضَيْنا على أَلِفِها أَنّها واوٌ؛ لِأَنَّ انْقِلابَ الْألف عَن الْوَاو عَيْنًا أَعْرَفُ مِن انْقِلاَبِها عَن الْيَاء. وقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَلِفُها ياءٌ؛ لِأَنَّها مِنَ النَّيْل، أَي: مَنْ كانَ فِيهَا لَمْ {تَنَلْهُ اليَدُ، قَالَ: ولاَ يُعْجِبُني. قُلْتُ: والَّذي فِي خاطِرِيّات الشَّيْخ ابنِ جِنِّي أَنَّ} النالَةَ الحَرَمُ؛ لِأَنَّهُ لاَ {يُنالُ مَنْ حَلَّه، وَذَكَر أَنَّها فَعْلَةٌ مِن نَالَ. (} وأَنالَ باللهِ: حَلَفَ) بِهِ، قَالَ ساعِدَةُ بْن جُؤَيَّةَ: ( {يُنِيلانِ باللهِ المَجِيدِ لَقَدْ ثَوَى ... لَدَى حَيْثُ لاَقَى زَيْنُها ونَصِيرُها) (و) } أَنالَ (المَعْدِنُ) أَي (أُصِيبَ فِيهِ) ، وَفِي العُباب: مِنْهُ (شَيْءٌ) . (و) قَالَ اللَّيْثُ: ( {المِنْوالُ: الحائكُ نَفْسُه) يَنْسِجُ الوَسائِدَ وَنَحْوَها، ذَهَبَ إِلى أَنَّهُ يَنْسِجُ} بالنَّوْلِ، وَأَنْشَدَ: (كُمَيْتًا كَأَنَّها هِراوَةُ {مِنْوالِ ... ) قَالَ: أَرادَ بِهِ النَّسَّاج. (} والنَّوالُ: النَّصِيبُ) ، قَالَ أَبُو النَّجْمِ: (لاَ {يَتَنَوَّلْنَ مِنَ} النَّوالِ ... ) (لِمَنْ تَعَرَّضْنَ مِنَ الرِّجالِ ... ) (إِنْ لَمْ يَكُنْ مِن {نائِلٍ حَلالِ ... ) (و) } نَوّالٌ {وَمُنَوِّلٌ، (كَشَدّادٍ وَمُحَدِّثٍ: اسْمان) . (} وَمَنُولَةُ، كَمَقُولَةٍ) : اسمُ (أمّ حَيٍّ) من العَرَب، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. قُلْتُ: وَهِي بِنْتُ جُشَمِ بنِ بَكْرٍ مِن، بَني تَغْلِبَ، أُمُّ شَمْخٍ وَظالِمٍ ومُرَّةَ، بَنِي فَزَارَةَ بن ذُبْيانَ، كَما فِي أَنْسابِ أَبي عُبَيْدٍ. ( {وَنَوْلَةُ: حِصْنٌ) مِن أَعْمالِ مُرْسِية. (و) } نَوْلَةُ (بِنْتُ أَسْلَمَ) : جَدَّةُ جَعْفَرِ بن مَحْمُودِ بن مَسْلَمَةَ، (صَحابِيَّة) ، ذَكَرها ابْنُ أَبي عاصمٍ، (أوْ هِيَ) {نُوَيْلَةُ، (كَجُهَيْنَةَ. وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَوْلَةَ: مُحَدِّثٌ) ، عَن خالِدِ بن النَّضِيرِ القرشيّ، وعنهُ مُحَمّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الأَصْبهانِيُّ. (} ونائلَةُ: صَنَمٌ، وَذُكِرَ فِي " أس ف ") . (ونائِلَةُ بِنْتُ سَعْدِ) بن مالكٍ، (صَحابِيَّةٌ) ذكرهَا ابنُ حَبِيب. وفاتَهُ:! نائلَةُ بنتُ الرّبيع بنِ قَيْسٍ، ونائلَةُ بنتُ سَلامَةَ بنِ وَقْشٍ، ذكرهمَا ابنُ سَعْد، ونائلَةُ بِنْتُ عُبَيْدٍ، بايَعَتْ. (وَأَبُو نائلَةَ سِلْكانُ بنُ سَلامَةَ) بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ الأَشْهَلِيُّ، (صَحابِيٌّ) ، اسْمُهُ سَعْد، وَهو أَخو كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ مِن الرَّضاعِ. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {النّالُ} والمَنالُ {والمَنالَةُ مَصْدَرُ} نِلْتُ {أَنالُ. وقَالَ الكِسائِيُّ: لَقَدْ} تَنَوَّلَ عَلَيْنا فُلاَنٌ بِشَيءٍ يَسِيرٍ، أَي: أَعْطانا شَيْئًا يَسِيرًا، وَتَطَوَّلَ مِثْلُها. وَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: {التَّنَوُّلُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي خَيْرٍ، والتَّطَوُّلُ قَد يَكونُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ جَميعًا، وَقالَ أَبو النَّجْم: (لاَ} يَتَنَوَّلْنَ مِنَ {النَّوَالِ ... ) أَيْ: لاَ يُعْطِينَ الرِّجالَ إِلاَّ حَلاَلاً بالتَّزْوِيجِ. وَيُقال:} تَنَوَّلَهُ: أَخَذَهُ، وَهو مُطاوعُ {نَوَّلَه، وَعَلى هَذَا التَّفْسِيرِ: لاَ يَأْخُذْنَ إِلاَّ مَهْرًا حَلاَلاً.} والتَّنْوِيلُ: التَّقْبِيلُ، قَالَ وَضَّاحُ اليَمَنِ: (إِذا قُلْتُ يَوْمًا {نَوِّليني تَبَسَّمَتْ ... وَقَالَتْ: مَعاذَ اللهِ مِنْ نَيْلِ مَا حَرُمْ) (فَمَا} نَوَّلَتْ حَتَّى تَضَرَّعْتُ عِنْدَها ... وَأَنْبَأْتُها مَا رَخَّصَ اللهُ فِي اللَّمَمْ) وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ ذلِكَ فِي التَّوْدِيعِ. وَيُقالُ: إِنَّهُ {لَيَتَنَوَّلُ بِالخَيْرِ، وَهو قَبْلَ ذلِكَ لاَ خَيْرَ فِيْهِ. وَقَوْلهُ تَعَالى: {وَلَا} ينالون من عَدو {نيلا} قَالَ الأَزْهَرِيُّ:} النَّيْلُ مِن ذَواتِ الواوِ، صَيَّرُوها يَاء؛ لِأَنَّ أَصْلَهُ نَيْوِلٌ، فَأَدْغَمُوا الواوَ فِي الياءِ، فَقَالوا: نَيِّل، ثُمَّ خَفَّفُوا، فَقَالُوا: نَيْلٌ، وَمِثْلُه: مَيِّت وَمَيْت. قَالَ: وَهو مِنْ نِلْتُ أَنَالُ، لاَ مِنْ {نُلْتُ} أَنُولُ. وَمِنَ المَجازِ: {تَناوَلَتْ بِنَا الرِّكابُ مَكانَ كَذا. } والنَّوالَةُ، كَسَحابَةٍ: اللُّقْمَةُ. {ونارنول: مَدينَةٌ بالهِنْدِ.} والنَّوَالُ: الصَّوَابُ، وَمِنْهُ قَولُ لَبِيدٍ: (وَقَفْتُ بِهِنَّ حَتَّى قَالَ صَحْبِي ... جَزِعْتَ وَلَيْسَ ذلِكَ {بالنَّوَالِ) وَرَجُلٌ} مُنِيلٌ: مُعْطٍ. وَيُقالُ: هوَ قَرِيبُ {المُتَنَاوَلِ، وَسَهْلُ} المُتَنَاوَلِ.
المعجم: تاج العروس