المعجم العربي الجامع
هَيْلمان [مفرد]
المعنى: كثير من كلِّ شيء "جاء بالهيل والهَيْلمان: بالمال الكثير".
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة هَلِمَ
المعنى: بغيره ـَ هَلَماً: لَصِقَ. فهو هَلِيم.؛(اهْتَلَمَ) به: ذهب به.؛(الهُلام): مرق السِّكباج المبرَّد المصفَّى من الدُّهن. وـ مادة بروتينية شفّافة تستخرج من الأنسجة الحيوانية المختلفة مثل الجلد والعظم والأربطة، وتكون جامدة عند جفافها ولكنها تتحول إلى سائل بالرطوبة. (مو).؛(هَلُمّ): كلمة دعاء، أي تَعالَ. وهي من أسماء الأفعال، تلزم لفظاً واحداً في كل حالاتها عند الحجازيين (للواحد والاثنين والجماعة والذكر والأنثى). وتكون فعل أمر تُلحَق بها ضمائر الخطاب المرفوعة عند أهل نجد، فيقال: هَلُمّ، وهَلُمّا، وهَلُمِّي. وهَلُمُّوا، ووهَلْمُمْن، وهَلُمّ جرًّا: تعبير يقال لاستدامة الأمر واتصاله. (وانظر: جرّ).؛(الهِلِمَّان): الكثير من كل شيء.؛(الهَيْلَمَان): الهِلِمّان. يقال: جاءنا بالهَيْل والهَيْلَمان: بالمال الكثير.
المعجم: الوسيط هيل
المعنى: هَالَ عليه التُّرابَ هَيْلاً وأَهالَه فانْهالَ وهَيَّله فتَهَيَّل، ويذمّ الرجل فيقال: جُرْفٌ مُنْهالٌ، فإِنما يعني أَنه ليس له حَزْم ولا عَقْل؛ وأَما قولهم سحاب مُنْجال فمعناه أَنه لا يُطْمَع في خيره كأَنه مقلوب من مُنْجَلٍ.والهَيْل: ما لم ترفع به يدك، والحَثْيُ: ما رفعت به يَدَك. وهالَ الرملَ: دفعه فانْهال، وكذلك هَيَّلَه فَتَهَيَّل. والهَيْل والهَائل من الرمل: الذي لا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فيسقط، وهِلْتُه أَنا؛ وأَنشد: هَيْـلٌ مَهِيـلٌ مـن مَهِيلِ الأَهْيَلِ وفي حديث الخندَق: فعادت كثيباً أَهْيَلَ أَي رَمْلاً سائلاً، والهَيْل والهَيَال والهَيْلانُ: ما انْهال منه؛ قال مزاحم: بكل نَقاً وَعْثٍ، إذا ما عَلَوْتَه جـرى نَصـَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ ورمل أَهْيَل: مُنْهال لا يثبت. وجاء بالهَيْل والهَيْلَمَان والهَيْلُمان أَي جاء بالمال الكثير؛ الأَخيرة عن ثعلب، وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل، شبه بالرّمل في كثرته، فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم؛ قال أَبو عبيد: أَي بالرمل والريح، فالهَيْل من قوله تعالى: وكانت الجبالُ كَثيباً مَهِيلاً؛ وقال ساعدة بن جُؤيَّة الهذلي يصف ضبُعاً نَبَشت قبراً: فـذَاحَتْ بالوَتـائر ثـم بَـدَّت يـدَيْها، عنـد جـانِبِه، تَهيلُ والهَيْلَمان، فَيْعَلان، والياء زائدة بدليل قولهم هَلْمان فسقطت الياء، وضعوا الهَيْل الذي هو المصدر موضع الاسم أَي بالمَهِيل، شبه بالرمل في كثرته فالميم على هذا في الهَيْلَمان زائدة كزيادتها في زُرْقُم، الأَلف والنون زائدتان فالوزن على هذا فعْلَمان.وانْهال عليه القوم: تتابعوا عليه وعَلَوْه بالشتم والضرب والقَهر.والأَهْيل: موضع؛ قال المتنخل الهذلي: هـل تَعـرِف المنـزلَ بالأَهْيَـل كالوَشـْمِ في المِعْصَمِ لم يَخْمُل والهَيُول: الهَبارُ المنبتُّ وهو ما تراه في البيت من ضَوْء الشمس يدخل في الكُوَّةِ، عبرانية أَو رومية معرَّبة. والهالةُ: دارة القمر؛ قال: فـي هالَـةٍ هِلالُهـا كالإِكْليـلْ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على عينها أَنها ياء لأَن فيه معنى الهَيُول الذي هو ضوء الشمس، فإِن قلت: إِن الهَيُول رومية والهَالة عربية كانت الواو أَولى به لأَنّ انقلاب الأَلف عن الواو وهي عين أَكثر من انقلابها عن الياء كما ذهب إِليه سيبويه، والجمع هالاتٌ.الجوهري: هِلْتُ الدقيق في الجِراب صَبَبْته من غير كَيْل، وكل شيء أَرسلته إِرْسالاً من رمل أَو تراب أَو طعام أَو نحوه قلت هِلْتُه أَهِيلهُ هَيْلاً فانْهال أَي جرى وانصبَّ، وهو طعام مَهِيلٌ. وفي الحديث: أَن قوماً شكَوْا إِليه سرعة فَناء طعامهم فقال: أَتَكِيلون أَم تَهِيلون؟ فقالوا: نَهِيلُ، فقال: كِيلو ولا تَهِيلوا فإِنَّ البركة في الكَيْل. وفي المثل: أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلي؛ قال ابن بري: يُضرب مثلاً للرجل يُسيء في فعله فيؤمر بذلك على الهُزْء به. وفي حديث العَلاء: أَوْصَى عند موته هِيلُوا عليَّ هذا الكثيبَ ولا تحفِروا لي. وتَهَيَّل: تصبَّب. وأَهَلْتُ الدقيق: لغة في هِلْت، فهو مُهَال ومَهِيل.وهَيْلانُ في شعر الجعدي: حي من اليمن، ويقال: هو مكان؛ قال ابن بري بيت الجعدي هو قوله: كـأَنَّ فاهَـا، إذا تَوَسـَّنُ، من طِيــبِ مِشــَمٍّ وحُسـْن مُبْتَسـَم، يُسـَنُّ بالضـَّرْوِ مـن بَرَاقِش أَو هَيْلانَـ، أَو ناضـِرٍ مـن العُتُم والضرْوُ: شجر طيب الرائحة، والعُتُم: الزيتون، وقيل: نبت يشبهه. وقال أَبو عمرو: بَراقِش وهَيْلان واديان باليمن. وهَالةُ: أُم حمزة بن عبد المطلب.
المعجم: لسان العرب هال
المعنى: ـ هالَ عليه التُّرابَ يَهيلُ هَيْلاً وأهالَهُ فانْهالَ وهَيَّلَهُ فَتَهَيَّلَ: صَبَّه فانْصَبَّ. ـ والهَيْلُ والهَيالُ، كسَحابٍ، ـ والهَيْلانُ: ما انْهالَ من الرَّمْلِ. ـ ورَمْلٌ هالٌ وأَهْيَلُ: مُنْهال. ـ وجاءَ بالهَيْلِ والهَيْلَمانِ، وتُضَمُّ لامُهُ، أي بالمالِ الكَثيرِ أو بالرَّمْلِ والريحِ. ـ وانهالوا عليه: تتَابَعوا، وعَلَوْهُ بالشَّتْمِ والضَّرْبِ. ـ والأَهْيَلُ: ع. ـ والهَيُولُ، كصَبورٍ: الهَباءُ المُنْبَثُّ، وما تَراهُ في البيت من ضَوْءِ الشمسِ، مُعَرَّبَةٌ. ـ والهالَةُ: دارَةُ القَمَرِ ـ ج: هَالاتٌ. ـ وهَيلاءُ: جَبلٌ أسْوَدُ بمكةَ. ـ والهَيُولَى، وتُشَدَّدُ الياءُ مضمومَةً عن ابنِ القَطَّاعِ: القُطْنُ. وشَبَّهَ الأَوائِلُ طِينَةَ العالَمِ به، أو هو في اصْطِلاحِهِمْ موصوفٌ بما يَصِفُ به أهْلُ التَّوْحِيدِ اللّهَ تَعالى، أنه موجودٌ بِلا كَمِّيَّةٍ وكَيْفِيَّة، ولم يَقْتَرِنْ به شيءٌ من سِماتِ الحَدَثِ، ثم حَلَّتْ به الصَّنْعَةُ، واعْتَرَضَتْ به الأَعْراضُ، فَحَدَثَ منه العالَمُ. ـ وهَيْلَةُ: عَنْزٌ لامرأةٍ كانَ مَن أساءَ عليها دَرَّتْ له، ومَن أحْسَن إليها نَطَحَتْهُ. ـ ومنه المَثَلُ: "هَيْلُ، خَيْرَ حالِبَيْكِ تَنْطَحِينَ " .
المعجم: القاموس المحيط الهليم
المعنى: ـ الهَلِيمُ: اللاَّصِقُ من كُلِّ شيءٍ. ـ والهِلِمَّانُ، بكسرتَيْنِ مشدَّدَةَ الميمِ: الكثيرُ من الخُبْزِ وغيرِهِ، ـ كالهَيْلَمانِ، وتُضَمُّ لامُهُ. وكغُرابٍ: طَعامٌ من لَحْمِ عِجْلٍ بِجِلْدِهِ، أو مَرَقُ السِّكْباجِ المُبَرَّدُ المُصَفَّى من الدُّهْنِ. ـ والهُلُمُ، بضمتين: ظِباءُ الجِبالِ. وكقِنَّبٍ: المُسْتَرْخِي، وهي هِلَّمَةٌ. ـ واهْتَلَمَ به: ذَهَبَ به. ـ وهَلُمَّ، أي: تَعالَ، مُرَكَّبَةٌ من ها التَّنْبيهِ، ومن لُمَّ، أي: ضُمَّ نَفْسكَ إلينا، واسْتُعْمِلَتِ استِعمالَ البسيطة، يَسْتَوي فيه الواحِدُ والجَمْعُ، والتَّذْكيرُ والتأنيثُ عند الحجازِيِّينَ، وتَميمٌ تُجْريها مجْرَى رُدَّ، وأهلُ نَجْدٍ يُصَرِّفونها، فيقولونَ: هَلُمَّا وهَلُمُّوا وهَلُمِّي وهَلْمُمْنَ، وقد توصَلُ باللامِ، فيقالُ: هَلُمَّ لَكَ، وتُثَقَّلُ بالنونِ، فيقالُ: هَلُمَّنَّ، وفي المُؤَنَّثِ بكسر الميمِ، وفي الجمْعِ بضمها، ـ وفي التَّثْنِيَةِ هَلُمَّانِ، للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، وللنِّسْوَةِ هَلْمُمْنان. ويقولُ المُجيبُ: إِلامَ أَهَلُمَّ، بفتح الهمزةِ والهاءِ، وأصلُه: إِلامَ ألُمُّ، وتُرِكَ الهاءُ على ما كانَتْ عليه. وإذا قيلَ: هَلُمَّ كذا وكذا، قُلْتَ: لا أهَلُمُّهُ، وقد تُضَمُّ الهمزةُ وحْدَها، وقد تُضَمُّ الهمزةُ واللامُ، وقد تُضَمُّ الهمزةُ وتُكْسَرُ اللامُ، أي: لا أُعْطيكَهُ. ـ وهَلْمَمَ به: دَعاهُ، ـ وأهْلَمَ. ـ والهَلَمُ، محرَّكةً: جَوابُ هَلُمَّ، ومنه: ـ جادَ بِهَلَمِهِ: إذا أطاعَه. ـ وأهْلُمُ، كآنُكٍ: د بطَبَرِسْتانَ.
المعجم: القاموس المحيط خنزر
المعنى: الخَنْزَرَةُ: الغِلَظُ. والخَنْزَرَةُ: الفأْس الغليظة.وخَنْزَرَةُ والخَنْزَرُ: موضعان؛ أَنشد سيبويه: أَنْعَـتُ عَيـراً من حَمِيرِ خَنْزَرَهْ، فـي كُـلِّ عَيْـرٍ مائتـان كَمَـرَهْ وأَنشد أَيضاً: أَنْعَـتُ أَعْيَاراً رَعَيْنَ الخَنَزَرا، أَنْعَتُهُـــنَّ آيُـــراً وكَمَـــرَا ودارَةُ خَنْزَرٍ: موضع هناك؛ عن كراع التهذيب: وخَنْزَرٌ اسم موضع؛ قال الجعدي: أَلَـمَّ خَيَـالٌ مـن أُمَيْمَةَ مَوْهِناً طَرُوقـاً، وأَصحابي بدارَةِ خَنْزَرِ وقال الراعي في خنزر: يعنـــي لتبلغنـــي خنـــزر وخنزير: موضع ذكره لبيد: بالغُرابـــات فَزَرَّافاتِهـــا، فبخنْزِيـــرٍ، فــأَطْرَافِ حُبَــلْ وقال بعضهم: خَنْزَرَ الرجلُ إذا نظر بمؤخر عينه، جعله فَنْعَلَ من الأَخْزَرِ، وكل مُومِسةٍ: أَخْزَر. أَبو عمرو: الخَنْزُوانُ الخِنْزِير، ذكره في باب الهَيْلُمَان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان. ابن سيده: خَنْزَرٌ اسم رجل، وهو الحَلالُ ابن عم الراعي يتهاجيان، وزعموا أَن الراعي هو الذي سماه خَنْزَراً. والخِنْزِيرُ من الوحش العادي: معروف من ذلك. وقال كراع: هو من الخَزَرِ في العين لأَن ذلك لازم له، قال: فهو على هذا ثلاثي؛ وقد تقدم ذكره في ترجمة خزر. وخَنْزَرَ: فَعَلَ فِعْلَ الخنزير. وخِنْزِيرٌ:اسم موضع؛ قال الأَعشى يصف الغيث: فالسَّفْحُ يَجْري فَخِنْزِيرٌ فَبُرْقَتُه، حتى تَدَافَعَ منه السَّهْلُ والجَبَلُ وخِنْزِير: اسم ابن أَسْلَم بن هُنَاءَةَ الأَسَديِّ؛ حكاه ابن سيده وقال: فيما أُرَى. والخنازير: علة معروفة، وهي قروح صُلْبَة تحدث في الرقبة.
المعجم: لسان العرب خنز
المعنى: خنز خَنِزَ اللَّحْم، والتمرُ والجَوْز، كفَرِحَ، خُنوزاً، بالضمّ، وخَنَزَاً بالتَحريك: فَسَدَ وأَنْتَن، فَهُوَ خَنِز، بِكَسْر النُّون، وخَنزٌ بفتحِها عَن يَعْقُوب، مثل خَزِنَ على الْقلب. والخَنْزُوان، بِفَتْح الخاءِ وضمِّ الزَّاي: القِرْد، وَهُوَ أَيْضا ذَكَرُ الخَنازير، وَهُوَ الدَّوْبَل والرَّتّ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ وبضمِّها أَي الخاءِ، يُوجد فِي بعض النُّسَخ: وبضمِّهما، بضمير التثنِيَة، أَي الْخَاء وَالزَّاي: الكِبْر، عَن ابْن الأَعْرابِيّ أَيْضا، كالخُنْزُوانَة، بِزِيَادَة الهاءِ، والخُنْزُوانِيَّة، بزيادةِ ياءٍ مُشدَّدة، والخُنْزُوَة، بحذفِ الألفِ وَالنُّون، وَأنْشد ابْن الأَعْرابِيّ: (إِذا رَأَوْا من مَلِكٍ تَخَمُّطا ... أَو خُنْزُواناً ضَرَبوه مَا خَطَا) وَأنْشد الجَوْهَرِيّ: (لَئيمٌ نَزَتْ فِي أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ ... على الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ) وَيُقَال: هُوَ ذُو خُنْزُوانات، وَفِي رَأْسِه خُنْزُوانَةٌ، أَي كِبْر، وَيُقَال: لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك، قيل إنّما: سُمّي الكِبْر بذلك لأنّه يُغيِّر عَن السَّمْت الصَّالح، وَهِي فُعْلُوانَة. وَفِي التَّهْذِيب فِي الرباعي: أَبُو عَمْرو: الخُنْزُوان: الخِنْزير، ذَكَرَه فِي بَاب الهُيْلُمان والكَيْذُبان. قَالَ الأَزْهَرِيّ: أصلُ الحرفِ من خَنِزَ يَخْنَز، إِذا أَنْتَن. فِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: أنّه قَضى قَضاءً فاعترضَ عَلَيْهِ بعضُ الحَرُورِيَّة فَقَالَ لَهُ: اسكُتْ يَا خُنَّاز. الخُنَّاز كرُمَّان: الوَزَغَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا سامّ أَبْرَص، وَمِنْه المثَل: مَا الخَوافي كالقِلَبَة وَلَا الخُنَّاز كالثُّعَبَة. الخُنَّاز من الْيَهُود الَّذين ادَّخروا اللحمَ حَتَّى خَنِز، أَي تَغيَّرَ. وَفِي الحَدِيث: لَوْلَا بَنو إسرائيلَ مَا أَنْتَنَ اللحمُ وَلَا خَنِزَ الطعامُ، كَانُوا يَرْفَعون طَعامَهم لغَدِهم، أَي فَأَنْتَن وتَغيَّرت رِيحُه. خَنُّوز، وأمُّ خَنُّوز، كتَنُّور: الضَّبُع، ويُروى بالراءِ أَيْضا، قَالَه ابنُ دُرَيْد، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه. قَالَ أَبُو حَاتِم: الخَنُّوز الكَيُّول، وَفِي خطِّ الصَّاغانِيّ بالراءِ فليُنظَرْ. خَنَاز، كقَطام: المُنتِنَة، من خَنِزَ اللحمُ جعلَ ذَلِك عَلَمَاً عَلَيْهَا، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الأَعْلَم الهُذَليّ: (زَعَمَت خَنَازِ بأنّ بُرْمَتَنا ... تَجْرِي بلحمٍ غَيْرِ ذِي شَحْمِ) والخَنيزُ، كأمير: الثَّريدُ من الخُبْز الفَطير، وتقدّم فِي خبز أَيْضا فانْظُرْه.
المعجم: تاج العروس خنز
المعنى: خَنِز اللحمُ والتمرُ والجَوْزُ، بالكسر، خُنُوزاً ويخْنَز خَنَزاً، فهو خَنِزٌ وخَنَزٌ: كالهما فسد وأَنتن؛الفتح عن يعقوب، مثل خَزِنَ على القلب. وفي الحديث: لولا بنو إِسرائيل ما أَنتن اللحمُ ولا خَنِز الطعامُ، كانوا يرفعون طعامهم لِغَدِهم أَي ما نَتُنَ وتغيرت ريحه.والخُنَّاز: اليهود الذين ادّخروا اللحم حتى خَنِز؛ وقول الأَعلم الهذلي: زعَمَــتْ خَنــازِ بـأَنَّ بُرْمَتَنـا تجــري بلحــم غيـر ذي شـَحْم يعني المُنْتِنَةَ، أَخذه من خَنِز اللحمُ وجَعَل ذلك اسماً لها عَلَماً.والخَنِيزُ: الثريد من الخُبز الفطِيرِ.والخُنْزُوَةُ والخُنْزُوانَةُ والخُنْزوانِيَّة والخُنْزُوان: الكِبْرُ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا رأَوا مــن مَلِــكٍ تَخَمُّطـا أَو خُنْزُوانـاً، ضـَرَبوه ما خَطَا وأَنشد الجوهري: لَئِيـم نَـزَتْ في أَنْفِه خُنْزُوانَةٌ على الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ ويقال: هو ذو خُنْزُواناتٍ. وفي رأْسه خُنْزُوانةٌ أَي كِبْر؛ وأَنشد الفراء قول عدي بن زيد: فَضـافَ يُفَـرِّي جُلَّـهُ عـن سَراتِه يَبُـذّ الجِيـادَ فارِهاً مُتَتابِعا فـآض كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً يُكَفْكِـفُ منـه خُنْزُواناً مُنازِعا ويقال: لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك. وفي الحديث ذكر الخُنْزُوانة وهي الكِبْر لأَنها تُغَيِّرُ عن السَّمْت الصالح، وهي فُعْلُوانة، ويحتمل أَن تكون فُنْعُلانة من الخَنْز، وهو القهر، قال: والأَوّل أَصح.التهذيب في الرباعي: أَبو عمرو الخَنْزُوان الخِنزير ذكره في باب الهَيْلُمان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان؛ قال أَبو منصور: أَصل الحرف من خَنِزَ يَخْنَزُ إذا أَنتن، وهو ثلاثي.والخُنَّاز: الوزَغة. وفي المثل: ما الخَوافي كالقِلَبَة، ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة؛ فالخَوافي، بلغة أَهل نجد: السَّعَفات اللواتي يَلِين القِلَبة يسميها أَهل الحجاز العَواهن، والثُّعَبَة: دابَة أَكبر من الوَزَغَة تلدغ فتقتل. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، أَنه قضى قضاء فاعترض عليه بعض الحَرُورِيَّة فقال له: اسكتْ يا خُنَّاز؛ الخُنَّاز: الوَزَغة، وهي التي يقال لها سامُّ أَبْرَصَ.وخَنُّوز وأُم خَنُّوز: الضَّبُع، والراءُ لغة.والخَنْزُوانُ، بالفتح: ذكر الخنازير، وهو الدَّوْبَل والرَّتُّ،والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب هلم
المعنى: الهَلِيمُ: اللاصِقُ من كل شيء؛ عن كراع. والهَلامُطعامٌ يُتَّخَذ من لحمِ عِجْلةٍ بِجِلدِها.والهُلُمُ: ظِباءُ الجبال، ويقال لها اللُّهُمُ، واحدها لِهْمٌ، ويقال في الجمع لُهُومٌ.والهِلِّمَانُ: الشيءُ الكثير، وقيل: هو الخير الكثير؛ قال ابن جني: إِنما هو الهِلِمَّانُ على مثال فِرِ كَّان. أَبو عمرو: الهِلِمَّانُ الكثير من كل شيء؛ وأَنشد لكَثِير المُحارِبيّ: قد مَنَعَتْني البُّرَّ وهي تَلْحانْ، وهو كثيرٌ عندها هِلِمَّاننْ، وهي تُخَنْذِي بالمَقالِ البَنْبانْ الخَنْذاةُ: القول القبيحُ، والبَنْبانُ: الرديء من المَنْطق.والهَيْلَمان: المالُ الكثير، وتقول: جاءنا بالهَيْل والهَيْلَمانِ إذا جاء بالمال الكثير، والهَيْلَمان، بفتح اللام وضمها. قال أَبو زيد في باب كثرة المال والخير يَقْدَم به الغائبُ أَو يكون له: جاء فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان، بفتح اللام.وهلُمَّ: بمعنى أَقْبِل، وهذه الكلمة تركيبيَّة من ها التي للتنبيه، ومن لُمَّ، ولكنها قد استعملت استعمال الكلمة المفردة البسيطة؛ قال الزجاج: زعم سيبويه أَن هَلُمّ ها ضمت إِليها لُمّ وجُعِلتا كالكلمة الواحدة، وأَكثرُ اللغات أَن يقال هَلُمَّ للواحد والاثنين والجماعة، وبذلك نزل القرآن: هَلُمَّ إِلينا وهَلُمَّ شَهداءكم؛ وقال سيبويه: هَلمَّ في لغة أَهل الحجاز يكون للواحد والاثنين والجمع والذكر والأُنثى بلفظٍ واحد، وأَهلُ نَجْدٍ يُصَرِّفُونَها، وأَما في لغة بني تميم وأَهل نجد فإِنهم يُجْرونه مُجْرَى قولك رُدَّ، يقولون للواحد هَلُمَّ كقولك رُدَّ، وللاثنين هَلُمَّا كقولك رُدَّا، وللجمع هَلمُّوا كقولك رُدُّوا، وللأُنثى هَلُمِّي كقولك رُدِّي، وللثِّنْتَينِ كالاثْنَيْنِ، ولجماعة النساء هَلْمُمْنَ كقولك ارْدُدْنَ، والأَوَّل أَفصَح. قال الأَزهري: فُتحت هَلُمَّ أَنها مُدْغَمة كما فُتحت رُدَّ في الأَمر فلا يجوز فيها هَلُمُّ، بالضم، كما يجوز رُدُّ لأنها لا تتصرَّف، قال: ومعنى قوله تعالى: هَلُمَّ شُهداءكم، أَي هاتوا شُهداءكم وقَرِّبوا شهداءكم. الجوهري: هَلُمَّ يا رجل، بفتح الميم، بمعنى تعال؛ قال الخليل: أَصله لُمّ من قولهم لَمَّ اللهُ شَعْثه أَي جمعه، كأَنه أَراد لُمَّ نَفْسَك إِلينا أَي اقْرُب، وها للتنبيه، وإِنما حذفت أَلِفُها لكثرة الاستعمال وجُعِلا اسماً واحداً، قال ابن سيده: زعم الخليل أَنها لُمَّ لَحِقتها الهاء للتنبيه في اللغتين جميعاً، قال ولا تدخل النون الخفيفة ولا الثقيلةُ عليها، لأَنها ليست بفعل وإِنما هي اسمٌ للفعل، يريد أَن النون الثقيلة إِنما تدخلُ الأَفعال دون الأَسماء، وأَما في لغة بني تميم فتدخلها الخفيفةُ والثقيلة لأَنهم قد أَجْرَوْها مُجْرَى الفعل، ولها تعليلٌ. الأَزهري: هَلُمَّ بمعنى أَعْطِ، يَدُلّ عليه ما رُوِي عن عائشة، رضي الله عنها، أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يأْتيها فيقول: هل من شيءٍ؟ فتقول: لا، فيقول: إِني صائِمٌ؛ قالت: ثم أَتاني يوماً فقال: هل من شيء؟ قلت: حَيْسَةٌ، فقال: هَلُمِّيها أَي هاتِيها أَعْطِينيها. وقال الليث: هَلُمَّ كلمةُ دَعْوةٍ إِلى شيءٍ، الواحدُ والاثنان والجمع والتأْنيث والتذكير سواءٌ، إلاَّ في لغة بني سَعْدٍ فإِنهم يحملونه على تصريف الفعل، تقول هَلُمَّ هَلُمَّا هَلُمُّوا، ونحو ذلك قال ابن السكيت، قال: وإِذا قال: هَلُمَّ إِلى كذا، قلت: إِلامَ أَهَلُمُّ؟ وإِذا قال لك هَلُمَّ كذا وكذا، قلت: لا أَهَلُمُّه، بفتح الأَلف والهاء، أَي لا أُعْطيكَه. وروى أَبو هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ليُذادَنَّ رجالٌ عن حَوْضي فأُناديهم أَلا هَلُمَّ أَلا هَلُمَّ، فيقال: إِنهم قد بَدَّلوا، فأَقول فسُحْقاً، قال اللحياني: ومن العرب من يقول هَلَمَّ، فينصب اللام، قال: ومن قال هَلُمِّي وهَلُمُّوا فكذلك قال ابن سيده، ولست من الأَخيرة على ثِقَةٍ، وقد هَلْمَمْتُ فماذا.وهَلْمَمْتُ بالرجل: قلتُ له هَلُمَّ. قال ابن جني: هَلْمَمْتُ كصَعْرَرْتَ وشَملَلْتَ، وأَصله قبْلُ غيرُ هذا، إِنما هو أَوَّلُ ها للتنبيه لَحِقَت مثل اللام، وخُلِطت ها بلُمَّ توكيداً للمعنى بشدة الاتصال، فحذفت الأَلف لذلك، ولأَنَّ لامَ لُمَّ في الأَصل ساكنةٌ، أَلا ترى أَن تقديرها أَوَّلُ أُلْمَمْ، وكذلك يقولها أَهل الحجاز، ثم زال هذا كله بقولهم هَلْمَمْتُ فصارت كأَنها فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان، وتنُوسِيَت حالُ التركيب. وحكى اللحياني: من كان عنده شيء فلْيُهَلِمَّه أَي فليُؤْتِه. قال الأَزهري: ورأَيت من العرب مَن يدعو الرجل إِلى طعامه فيقول: هَلُمَّ لك، ومثله قوله عز وجل: هَيْتَ لك؛ قال المبرَّد: بنو تميم يجعلون هَلُمَّ فِعلاً صحيحاً ويجعلون الهاء زائدة فيقولون هَلُمَّ يا رجل، وللاثنين هَلُمَّا، وللجمع هَلُمُّوا، وللنساء هَلْمُمْنَ لأَن المعنى الْمُمْنَ، والهاء زائدة، قال: ومعنى هَلُمَّ زيداً هاتِ زيداً. وقال ابن الأَنباري: يقال للنساء هَلُمْنِ وهَلْمُمْنَ. وحكى أَبو مرو عن العرب: هَلُمِّينَ يا نِسوة، قال: والحجةُ لأَصحاب هذه اللغة أَن أَصل هَلُمَّ التصرفُ من أَمَمْتُ أَؤمُّ أَمّاً، فَعمِلوا على الأَصل ولم يلتفتوا إِلى الزيادة، وإِذا قال الرجل للرجل هَلُمَّ، فأَراد أَن يقول لا أَفعل، قال: لا أُهَلِمُّ ولا أُهَلُمُّ ولا أُهَلَمُّ ولا أَهَلُمُّ، قال: ومعنى هَلُمَّ أَقْبِلْ، وأَصله أُمَّ أَي اقصِدْ، فضمّوا هل إِلى أُمَّ وجعلوهما حرفاً واحداً، وأَزالوا أُمَّ عن التصريف، وحوَّلوا ضمة همزة أُمَّ إِلى اللام وأَسقطوا الهمزة، فاتصلت الميم باللام، وهذا مذهب الفراء. يقال للرجلين وللرجال وللمؤنث هَلُمَّ، وُحِّدَ هَلُمَّ لأَنه مُزالٌ عن تصرُّف الفعل وشُبِّه بالأَدوات كقولهم صَهْ ومَهْ وإِيهٍ وإِيهاً، وكل حرف من هذه لا يُثنَّى ولا يجمع ولا يؤنث، قال: وقد يوصل هَلُمَّ باللام فيقال: هَلُمَّ لك وهَلُمَّ لكما، كما قالوا هَيْت لك، وإِذا أَدخلت عليه النون الثقيلة قلت: هَلُمَّنَّ يا رجل، وللمرأَة: هَلُمِّنَّ، بكسر الميم، وفي التثنية هَلُمّان، للمؤنث والمذكر جميعاً، وهَلُمُّنَّ يا رجال، بضم الميم، وهَلْمُمْنانِّ يا نسوة، وإِذا قيل لك هَلُمَّ إِلى كذا وكذا، قلت: إِلامَ أَهَلُمُّ، مفتوحة الأَلف والهاء، كأَنك قلت إِلامَ أَلُمُّ، فترَكْتَ الهاء على ما كانت عليه، وإِذا قيل هَلُمَّ كذا وكذا، قلت: لا أَهَلُمُّه أَي لا أُعطيه؛ قال ابن بري: حقُّ هذا أَن يذكر في فصل لَمَمَ لأَن الهاء زائدة، وأَصله هالُمّ.
المعجم: لسان العرب هـلم
المعنى: هـلم (الهَلِيمُ: اللاَّصِقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، عَنْ كُرَاعٍ. (والهِلِمَّانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ المِيمِ: الكَثِيرُ مِن الخُبْزِ وَغَيْرِهِ) . وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: هَوَ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَنْشَدَ لِكَثِيرٍ المُحَارِبِيِّ: قَدْ مَنَعَتْنِي البُرَّ وَهِيَ تَلْحَانْ وَهُوَ كَثِيرِ عِنْدَهَا هِلِمَّانْ وَهِيَ تُخَنْذِي بِالمَقَالِ البَنْبَانْ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنَّمَا هَوَ: الهِلِمَّانُ، عَلَى مِثَالِ: فِرِكَّانِ، (كَالَهيْلَمَانِ، وتُضَمُّ لاَمُهُ) ، يُقَالُ: جَاءَ بِالهَيْلِ والهَيْلُمَانِ: إِذَا جَاءَ بِالمَالِ الكَثِيرِ، وَأَوْرَدَهُ أَبُو زَيْدٍ فِي بَابِ كَثْرَةِ المَالِ والخَيْرِ يَقْدَمُ بِهِ الغَائِبُ، أَوْ يَكُونُ لَهُ، وَضَبِطَهُ بِفَتْحِ اللاَّمِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ فِيهِ الضَّمَّ والفَتْحَ، وقِيلَ: إِنَّ مِيمَةُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِلكَ فِي: " هـ ي ل ". (و) الهُلاَمُ، (كَغُرَابٍ: طَعَامٌ) يُتَّخَذُ (مِنْ لَحْمِ عِجْلٍ بِجِلْدِهِ) ، كَذا فِي المُحْكَمِ، (أَوْ) هُوَ (مَرَقُ السِّكْبَاجِ المُبَرَّدِ المُصَفَّى مِنَ الدَّهْنِ) ، هكَذا ذَكَرَهُ الأطِبَّاءُ. (والهُلُمُ، بِضَمَّتَيْنِ: ظِبَاءُ الجِبَالِ) كَاللُّهُمِ. (و) الهِلَّمُ، (كَقِنَّبِ: المُسْتَرْخِي، وَهِيَ: هِلَّمَةٌ) ، وقَدْ نَسِيَ هُنَا اصْطِلاَحَهُ. (واهْتَلَمَ بِهِ) : أَيْ (ذَهَبَ بِهِ) . (و) قَوْلُهُمْ: (هَلُمَّ) إِلَيْنَا يَا رَجُلُ، بِفَتْحِ المِيمِ، (أيْ: تَعَالَ) ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، وفِي المُحْكَمِ: أَيْ أَقْبِلْ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الخَلِيلُ: (مُرَكَّبَةٌ مِنْ هَاءِ التَّنْبِيهِ، ومِنْ لُمَّ) ، مِنْ قَوْلِهِمْ: لَمَّ الله شَعَثَهُ، أيْ: جَمَعَهُ، (أيْ: ضُمَّ نَفْسَكَ إِلَيْنا) أيْ: اقْرُبْ، وَإنَّمَا حُذِفَتْ أَلِفُهَا، لِكَثْرَةِ الاستِعْمَالِ (واستُعْمِلَتْ اسْتِعْمَالَ) الكَلِمَةِ المُفْرَدَةِ (البَسِيطَةِ) . وقالَ الزَّجَّاجُ: زَعَمَ سِيبَوَيْهِ: أنَّ هَلُمَّ: هَا، ضُمَّتْ إِلَيْهَا: لُمَّ، وجُعِلَتَا كَالكَلِمَةِ الوَاحِدَةِ. قَالَ شيخُنا: وقدَْ تَعَقَّبُوا هَذَا الكَلاَمَ، وقالُوا: الأَصْلُ فِي الكَلِمِ البَسَاطَةُ، ودَعْوَى التَّرْكِيبِ مُنَافٍ مِنْ وُجُوهٍ، وقَدْ تَقَرَّرَ أنَّ: لُمَّ: فِعْلَ أمْرٍ، فَحُذِفَتِ الألِفُ مِنْ " هَا " تَخْفِيفًا، وَنظر إِلَى سُكُون لاَمِ " لُمَّ " فِي الأَصْلِ، وَهَذَا القَوْلُ نَقَلَهُ بَعْضٌ عَن البَصْرِيِّينَ، وقالَ الخَلِيلُ: رُكِّبَا قَبْلَ الإِدْغَامِ، فَحُذِفَتِ الهَمْزَةُ لِلدَّرْجِ، إذْ كَانتْ للْوَصْلِ، وحُذِفَتِ الألِفُ لالْتِقَاء السَّاكِنَيْنِ، ثُمَّ نُقِلَتْ حَرَكَةُ الْمِيم الأُوْلَى إِلَى اللاَّمِ، وأُدْغِمَتْ. وَقالَ الفَرَّاءُ: مُرَكَّبَةٌ مِنْ " هَل " التِي للزَّجْرِ، و " أُمَّ "، أَي: اقْصِدْ، خُفِّفَتِ الهَمْزَةُ بإِلقَاءِ حَرَكَتِهَا عَلَى السَّاكِنِ، وحُذِفَتْ. قالَ ابنُ مَالِكٍ فِي شَرْحِ الكَافِيَةِ: قَوْلُ البَصْرِييِّنَ: أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ. ثمَّ قالَ الَجوْهَرِيُّ (بَسْتَوَى فِيهِ الوَاحِدُ، والجَمْعُ، والتَّذْكِيرُ، والتَّأْنِيث، عِنْدَ الحِجَازيِّينَ) ، وبِذِلكَ نَزَل القُرْأنُ: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} و {هَلُمَّ شهداءكم} . قَالَ سِيبَوَيْهِ: (و) أَمَّا فِي لُغَةِ بَنِي (تَمِيمٍ) وبَعْضِ أَهْل نَجْدٍ، فَإنَّهَا (تُجْرِيهَا مَجْرَى) قَوْلِكَ (رُدَّ) ، يَقُولُونَ لِلْوَاحِد: هَلُمَّ، كَقَوْلِكَ: رُدَّ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: فَتِحَتْ هَلُمَّ لأَنَّهَا مُدْغَمَةٌ، كَمَا فُتِحَتْ رُدَّ فِي الأَمْر، فَلاَ يَجُوزُ فيهاَ هَلُمُّ بِالضَّمِّ، كَمَا يَجُوزُ: رُدُّ، لأَنَّهَا لاَ تَتَصَرَّفُ، (وأهْلُ نَجْدٍ يُصَرِّفُوَنَها، فَيَقُولُونَ: هَلُمَّا: وهَلُمُّوا، وهَلُمِّي، وهَلْمُمْنَ) ، كَقَوْلِكَ: رُدَّا، رُدُّوا، رُدِّي، ارْدُدْنَ، والأَوَّلُ: أَفْصَحُ. قَالَ شَيْخُنَا: وحَكَى الجَوْهَرِيُّ فَتْحَ المِيمِ وكَسْرَها عَنْ بَعْضٍ تَمِيمٍ، وأَمَّا اللاَّمُ فَلاَ يُعْرَفُ فِيهَا إِلاَّ الضَّمُّ، قُلْتُ: وَقَدْ حَكَى اللِّحْيَانيُّ فَتْحَ اللاَّم عَنْ بَعْضِ العَرَبِ، وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ شَيْخِنَا: هَلُمْنَ، بِميِمٍ وَاحِدَةٍ، أَيْ: النِّسْوَة، قَالَ: وَزَعَمَ الفَرَّاءُ أَنَّهُ الصَّوَابُ، فَلاَ يُقَالُ: هَلْمُمْنَ، كَمَا هُوَ فِي شَرْح البَدْر عَلَى التَّسْهِيلِ. قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ، أَيْ: هَلْمُمْنَ، بِمِيمَيْنِ، فَقَدْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ المُبرِّدِ، وَنَصُّهُ: بَنُو تَمِيمٍ يَجْعَلُونَ هَلُمَّ فِعْلاً صِحِيحاً، ويَجْعَلُونَ الهَاءَ زَائِدَةً، فَيَقُولُونَ: هَلُمَّ يَا رَجُلُ، ولِلاثْنَيْنِ: هَلُمَّا، ولِلجِمِيع: هَلْمُّوا، ولِلنِّسَاءِ: هَلْمُمْنَ، لأَنَّ المَعْنَى: الْمُمْنَ، والهَاءُ زَائِدَةٌ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: يُقَالُ لِلنِّسَاء: هَلُمْنَ، وهَلْمُمْنَ، وَحَكَى أَبُو عَمْرٍ وعَنِ العَرَبِ: هَلُمِّينَ ياَ نِسْوَةُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هَلُمَّ: كَلِمَةُ دَعْوَةٍ إِلَى شَيْءٍ، الوَاحِدُ، والاثْنَانِ، والجَمْعُ والتَّأْنِيثُ، والتَّذْكِيرُ: سَوْاءٌ، إِلاًّ فِي لَغَة بَنِي سَعْدٍ، فإِنَّهْمُ يَحْمِلُونَهُ عَلَى تَصْرِيفِ الفِعْلِ، تَقُولُ: هَلُمَّ، هَلُمَّا، هَلُمُّوا، ونَحْوَ ذَلِك. (وقَدْ تُوصَلُ بِاللاَّمِ، فيُقَالُ: هَلُمَّ لَكَ) ، وَهَلُمَّ لَكُمَا، كَما قَالوا: هَيْتَ لَكَ، كَذا فِي الصِّحَاحِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ: ورَأَيْتُ مِنَ العَرَب مَنْ يَدْعُو الرَّجُلَ إِلَى طَعَامِهِ، فيَقُولُ: هَلُمَّ لَكَ، ومِثْلُه: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {هيت لَك} . وقالَ شيْخُنَا: هَلُمَّ تَتَعَدَّى بِنَفْسَها، ك {هَلُمَّ شهداءكم} ، وبِإلَى: ك {هَلُمَّ إِلَيْنَا} ، وبِاللاَّمِ: كَهَلُمَّ لِلثَّرِيدِ، وزَعَمَ ابنُ الكَمَالِ: أنَّهَا لَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا مُتَعَدِّيَةً بِنَفْسِهَا، وكَلِمَةُ إِلَى واللاَّمِ فِي التَّراكيبِ صِلَةٌ، واعْتَرَضُوا علَى النَّاصِرِ البَيْضَاوِيِّ، والصَّوابُ: أنَّهَا تَتَعَدَّى بِنَفْسَها أحْيَاناً، وبِإِلَى أُخْرَى، وحَرَّرَ ذلِكَ الجَلاَلُ فِي عُقُودِ الزَّبَرْجَدِ، وابنُ هِشَامٍ فِي رِسَالَتِهِ التِّي لَهُ فِيهَا: (وتُثَقَّلُ بِالنُّونِ، فيُقَالُ: هَلُمَّنَّ) يَا رَجُلُ، (وَفِي المُؤَنَّثِ) : هَلُمِّنَّ، (بِكَسْرِ المِيمِ، وفِي الجَمْعِ) : هَلُمَّنَّ (بِضَمِّهَا، وفِي التَّثْنِيَةِ: هَلُمَّانِ، لِلمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ) جَمِيعاً، (ولِلنِّسْوَةِ: هَلْمُمْنَانِ) ، بِتَخْفِيفِ النُّونِ الأَخِيرَةِ، (ويَقُولُ المُجِيبُ) لِمَنْ قالَ: هَلُمَّ كَذا وكَذَا، فيَقُولُ (إلاَمَ أهَلُمُّ، بِفَتْحِ الهَمْزَةِ) والهَاءِ، (وأَصْلُهُ: إِلَى مَ أَلُمُّ، وتَرَكَ الهَاءَ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْه. وإِذَا قِيلَ) لَكَ (هَلُمَّ كَذا وكَذَا، قُلْتَ: لاَ أَهَلُمُّهُ) بِفَتْحِ الهَمْزَةِ والهَاءِ، كَذا فِي الصِّحَاحِ. (وقَدْ تُضَمُّ الهَمْزَةُ وَحْدَهَا، وقَدْ تُضَمُّ الهَمْزَةُ واللاَّمُ) جَمِيعاً، (وقَدْ تُضَمُّ الهَمْزَةً وتُكْسَرُ اللاَّمُ) ، واقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الضَّبْطِ الأَوَّلِ، وقَالَ: أَي: لاَ أُعْطِيكَهُ) ، وهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ. (وهَلْمَمَ بِهِ) هَلْمَمَةً (دَعَاهُ) بِهَلُمَّ، قَالَ ابنُ جِنيّ: هُوَ مِثْلُ: صَعْرَرَ، وشَمْلَلَ، وأَصْلُهُ قَبْلَ غَيْرُ هَذَا، إنَّمَا هُوَ أَوَّلُ: هَا لِلتَّنْبِيهِ، لَحِقَتْ مِثْلَ اللاَّمِ، [لِلمُوَاجَهَةِ تَوْكِيداً، فَأَصْلُها هَا لُمَّ فكثُر اسْتِعَمَالُها] ، وخُلِطَتْ هَا بُلمَّ تُوْكِيداً لِلمَعْنَى بِشِدَّةِ الاتِّصَالِ، فَحْذِفَتِ الأَلِفُ لِذلِكَ، ولأَنَّ لاَمَ لَمَّ فِي الأصْلِ سَاكِنَةٌ، أَلاَ تَرَى أَنَّ تَقْدِيرَهَا أَوّلُ: أَلْمُمْ، وكَذلِكَ يَقُولُ أَهْلُ الحِجَازِ، ثُمَّ زَالَ هَذَا كُلُّهُ بِقَوْلِهِمْ: هَلْمَمْت، فَصَارَتْ كَأَنَّهَا فَعْلَلْت، مِنْ لَفْظِ الهِلِمَّانِ، وتُنُوسِيَتْ حَالُ التَّرْكِيبِ. (وَأَهْلَمَ) بِهِ، مِثْلُ هَلْمَمَ. (والهَلَمُ، مُحَرَّكَةً: جَوَابُ هَلُمَّ، ومِنْهُ) قَوْلُهُمْ: (جَادَ بِهَلَمِهِ: إِذَا أَطَاعَهُ) . (وأَهْلُمُ، كَآنُكُ: د، بِطَبَرِسْتَانَ) ، والَّذِي فِي مُعْجَمِ يَاقُوتٍ: أَلْهَمُ: بَيْنَ طَبَرسْتَانَ وَآمُلَ، وقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي: (ل هـ م)) . [] ومِمَّا يُستْتَدْرَكَ عَلَيْهِ: الهِلِّمَانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ: لُغَةٌ فِي الهِلِمَّانِ، عَن ابنِ جِنِّي. وهَلُمَّ بِمَعْنَى أَعْطِ، ومِنْهُ حِدِيثُ عَائِشَةَ: ((فَقَالَ: هَلُمِّيها)) أَيْ: هَاتِيهَا، وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَنْ كَانَ عِنْدُه شَيْءٌ فَلْيُهَلِّمْهُ، أَيْ: فَلْيُؤْتِهِ. وهَلُمَّ جَرَّا، تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ.
المعجم: تاج العروس هـيل
المعنى: هـيل ( {هالَ عَلَيْهِ التُّرابَ} يَهِيلُ {هَيْلًا،} وأَهالَهُ {فانْهالَ،} وَهَيَّلَه {فَتَهَيَّلَ: صَبَّهُ فانْصَبَّ) ، وَفِي الصّحاح:} هِلْتُ الدَّقِيقَ فِي الجِرابِ: صَبَبْتُهُ من غَيْر كَيْلٍ، وكُلُّ شيءٍ أَرْسَلْته إِرْسالاً من رَمْلٍ أَو تُرابٍ أَو طَعام وَنَحْوِه قُلْت: {هِلْتُه} أَهِيلهُ {هَيْلًا} فانْهالَ، أَي: جَرَى وانْصَبَّ، انْتهى. وَمِنْه الحَدِيثُ: " كِيلُوا وَلَا {تَهِيلُوا "، وقولهُ تعالَى {كثيبا} مهيلا} أَي: مَصْبوبًا سَائِلًا. ( {والهَيْلُ} والهَيالُ) ، كسَحابٍ، {والهَيْلانُ: مَا انْهالَ من الرَّمْل) ، قَالَ مُزاحِمٌ: (بكُلِّ نَقًى وَعْثِ إِذا مَا عَلَوْتَهُ ... جَرَى نَصَفًا هَيْلانُه المُتَساوِقُ) (ورَمْلٌ} هالٌ) عَن الفَرّاء، ( {وأَهْيَلُ) كَذَلِك، أَي: (} مُنْهالٌ) لَا يَثْبُتُ. وَيُقَال: رَمْلٌ {هَيْلٌ} وهائلٌ، للّذي لاَ يَثْبُت مَكانَهُ حَتَّى {يَنْهالَ فَيَسْقُط. وَفِي حَدِيث الخَنْدَق: " فعادَتْ كَثِيبًا} أَهْيَلَ " أَي: رَمْلًا سَائِلًا، وَقَالَ الراجز: ( {هَيْلٌ} مَهِيلٌ من {مَهِيلِ} الأَهْيَلِ ... ) وَقَالَ أَبُو النَّجْم: (وانْسابَ حَيّاتُ الكَثِيبِ! الأَهْيَلِ ... ) (وانْعَدَلَ الفَحْلُ وَلَمَّا يَعْدِلِ ... ) (و) يُقال: (جاءَ {بالهَيْل والهَيْلَمان، وتُضَمُّ لامُهُ) أَيْضا. وَيُقَال أَيْضا: جاءَ بالهِلِّمان كَصِلِّيَان، الثَّانِيَة عَن ثَعْلَب، (أَي: بالمالِ الكَثِيِر) ، وَضَعُوا} الهَيْل الَّذِي هُوَ المَصْدر مَوضِع الاسْم، أَي: {بالمَهِيل، شُبِّه فِي كَثْرَتِه بالرَّمْل، والهَيْلَمان فَيْعَلان، وَالْيَاء زَائِدَة، بِدَلِيل قَوْلهم: هَلْمان، وَقيل: بل المِيمُ زائدةٌ، كزيادَتِها فِي زُرْقُم، فَوزْنُه على هَذَا فَعْلَمان، وَلِهَذَا أعادَه المصنِّفُ ثَانِيًا فِي " هـ ل م "، (أَو بالرَّمْلِ والرِّيحِ) ، هكَذا فَسَّره أَبُو عُبَيْد. (} وانْهالُوا عَلَيْهِ) {انْهِيالًا: إِذا (تَتابَعُوا) عَلَيْهِ (وَعَلَوْهُ بالشَّتْمِ والضَّرْبِ) والقَهْر. (} والأَهْيَلُ: ع) ، قَالَ المُتَنَخّل الهُذَلِيّ: (هَلْ تَعْرِفُ المَنْزِلَ {بالأَهْيَلِ ... كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لم يُخْمَلِ) (} والهَيُولُ، كَصَبُورٍ: الهَباءُ المُنْبَثُّ، و) هُوَ (مَا تَراهُ فِي البَيْتِ من ضَوْءِ الشَّمْسِ) يدخلُ من الكُوَّة، عِبْرانِيّة، كَمَا قَالَه اللَّيْث، أَو رُومِيَّةٌ (مُعَرَّبَةٌ) . ( {والهالَةُ: دارَةُ القَمَرِ) قَالَ: (فِي} هالَةٍ {هِلالُها كالإِكْلِيلْ ... ) (ج:} هالاتٌ) . قَالَ ابْن سِيدَه: وَإِنَّمَا قَضَيْنا على عَيْنها أَنَّها يَاء؛ لأنّ فِيهِ معنى {الهَيُول الَّذِي هُوَ ضوءُ الشَّمس. وَقد يُقَال: إِن الهَيُول رُوميّة} والهالة عَرَبِيّة، وانقلابُ الْألف عَن الْوَاو وَهِي عَيْنٌ أَوْلَى من انْقلابها عَن الْيَاء كَمَا ذَهَب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، وَلِهَذَا ذكره المصنِّف فِي المَحَلَّيْن. ( {وَهَيْلاءُ: جَبَلٌ أَسْوَدُ بِمَكَّةَ) شرّفها اللَّه تَعَالَى تُقْطَع مِنْهُ الْحِجَارَة للبِناء والأَرْحاء. (} والهَيُولَى) مَقصورًا، (وتُشَدَّد الياءُ مضمومَةً عَن ابْن القَطّاع) : هُوَ (القُطْنُ، وشَبَّهَ الأوائلُ طِينَةَ العالَمِ بِهِ) ، لِأَنَّ {الهَيُولَى أصلٌ لجَمِيع الصُّوَر، كَمَا أَنَّ القُطْنَ أصلٌ لأنواعِ الثِّياب، (أَو هُوَ فِي اصْطِلاحِهِم مَوْصُوفٌ بِمَا يَصِفُ بِهِ أَهْلُ التَّوْحِيدِ اللَّه تعالَى أَنَّهُ مَوْجُودٌ بِلَا كَمِّيّةٍ وَكَيْفِيّة، وَلم يَقْتَرِنْ بِهِ شيءٌ من سِماتِ الحَدَثِ، ثمّ حَلَّتْ بِهِ الصَّنْعَةُ واعْتَرَاضَتْ بِهِ الأَعْراضُ فَحَدَثَ مِنْهُ العاَلَمُ) ، وَهَذَا نصّ العُباب. وَنقل الشَّيْخ المَناوِي فِي مُهمّات التَّعْرِيف أَنَّ الهَيُولَى لفظٌ يُونانِيٌّ بِمَعْنى الأَصْلِ والمادّة، وَاصْطِلَاحا: جَوْهَرٌ فِي الجِسْم قابِلٌ لما يَعْرِضُ لذَلِك الجِسْم من الاتِّصالِ والانْفِصالِ، مَحَلٌّ للصُورَتَيْنِ الجِسْمِيَّة والنَّوْعِيَّة. وَقَالَ فِي مَوْضِع آخَرَ مِنْهُ: الهَباءُ: هُوَ الَّذي فَتَحَ اللَّه فِيهِ أَجْسادَ العالَم مَعَ أَنَّه لَا عَيْنَ] لَهُ [فِي الوُجود إِلّا بالصُّورَة الَّتِي فُتِحَت فِيهِ، ويُسمَّى بالعَنْقاءِ من حيثُ إِنَّه يُسْمَع] بِذكرِهِ [وَلَا وُجودَ لَهُ فِي عَيْنه،} وبالهَيُولى. ولَمَّا كَانَ الهَباء نَظَرًا إِلَى تَرْتِيب مَراتِب الوُجود فِي الْمرتبَة الرَّابِعَة بعد العَقْل الأوّل والنَّفْس الكُلِّيّة والطبيعة الكُلِّيّة خَصّة بِكَوْنِهِ جَوْهَرًا فُتِحت فِيهِ صُورة الْأَجْسَام، إِذْ دُونَ مرتبته مرتبةُ الجِسْم الكُلِّيّ فَلَا تُعْقَل هَذِه المَرْتَبة الهَبائِيَّة إِلَّا كَتَعَقُّل البَياضِ أَو السَّواد فِي الأبْيَض والأسْوَد، انْتهى. على أنّ هَذَا الْبَحْث وأمثال ذلِكَ لَا تَعَلّق لَهَا بِهَذَا الفَنّ ولكنّ المصنِّف سَمّى كتابَه البَحْرَ المُحِيطَ فَأَحَبّ أنْ يذكر فِيهِ مَا عَسَى أَن يُحتاج إِلَيْهِ عِنْد المُراجَعَة والمُذاكَرَة، واللَّه أعلم. ( {وَهَيْلَةُ) : اسمُ (عَنْز) كَانَت (لامْرَأَةٍ) فِي الجاهِليّة (كانَ) كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ كَانَت (مَنْ أساءَ عَلَيْها دَرَّتْ لَهُ، وَمن أَحْسَنَ إِلَيْها نَطَحَتْه، وَمِنْه المَثَلُ:} هَيْلُ خَيْرَ حالِبَيْكِ تَنْطَحِينَ) ، يضْرب لِمَنْ أَبَى الكَرامَةَ وَقَبِلَ الهَوانَ. وَقَالَ الكُمَيْتُ يُخاطِبُ بَجِيلَةَ: (فَإِنَّكِ والتَّحَوُّلَ عَن مَعَدٍّ ... {كَهَيْلَةَ قَبْلَنا والحالِبِينا) [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الهَيْلُ: مَا لَمْ تَرْفَعْ بِهِ يَدَك، والحَثْيُ: مَا رَفَعْتَ بِهِ يَدَك. وقولُهم فِي الرَّجُل يُذَمُّ: هُوَ جُرْفٌ مُنْهالٌ، يَعْنِي أنَّه لَيْسَ لَهُ حَزْمٌ وَلَا عَقْلٌ. {وَأَهَلْتُ الدَّقِيقَ؛ لغةٌ فِي} هِلْتُ، فَهُوَ {مُهالٌ} وَمَهِيلٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح؛ وَفِيه أَيْضا: وَفِي المَثَلِ: " مُحْسِنَة {فَهِيلِي "، قَالَ ابْن بَرّي يُضْرَب للَّذِي يُسِيءُ فِي فِعْلِهِ فَيُؤْمَرُ بذلك على الهُزْء بِه، وَفِي العُباب: أَصله أنَّ امْرَأَة كَانَت تُفْرغُ طَعامًا من وِعاءِ رَجُلٍ فِي وِعائها، فَقَالَ لَهَا: مَا تَصْنَعِيَن؟ فَقَالَت:} أَهِيلُ من هَذَا فِي هَذَا، فَقَالَ لَهَا: مُحْسِنَةٌ {فَهِيلِي. أَي: أَنْت مُحْسِنَة، ويروى مُحْسِنَةً، بالنَّصْب على الحالِ، أَي:} هِيلِي مُحْسِنَةً، وَيجوز أنْ تَنْصِبَ على معنى أراكِ مُحْسِنَةً. يُضْرَب للرَّجُل يعملُ عملا يكون مُصيبًا فِيهِ. وَفِي الصّحاح:! وهَيْلانُ فِي شِعْر الجَعْدِيّ حَيٌّ من اليَمَن، وَيُقَال: هُوَ مَكانٌ، قَالَ ابنُ بَرِّي بَيْتُ الجَعْدِيّ هُوَ قولُهُ: (كأَنّ فاهَا إِذا تَوَسَّنُ مِنْ ... طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْنِ مُبْتَسَمِ) (يُسَنُّ بالضَّرْو من بَراقِشَ أَوْ ... {هَيْلانَ أَو ناضِرٍ من العُتُم) والضَّرْو: شَجَرٌ طَيّبُ الرائحَة، والعُتُم: الزَّيْتُون أَو يُشْبِهُه. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: بَراقِشُ} وَهَيْلان: وادِيانِ باليَمَن. {وَهَيْلانَةُ: أمّ قُسْطَنْطِينَ الَّتِي بَنَتْ كنيسةَ الرُّها، وكَنِيسَةَ القِيامَةِ ببَيْتِ المَقْدِسِ.
المعجم: تاج العروس