المعجم العربي الجامع

الهجزع

المعنى: ـ (الهِجْزَعُ، كدِرْهَمٍ: الجبانُ، لأنه مِن الجَزَعِ، عن اللِّحْيانِيِّ)
المعجم: القاموس المحيط

هجزع

المعنى: هجزع الهِجْزَعُ، كدِرْهَمٍ، بالزّايِ، أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والجَمَاعَةُ، وهُوَ الجَبَانُ لأنَّهُ مَأْخُوذٌ من الجَزَعِ، وهُوَ الخَوْفُ، كَذَا عَن اللِّحْيَانِيِّ فِي نَوَادِرِه. وقدْ سَبَق ذلكَ للمُصَنِّفِ فِي جزع وذَكَرْنَا هُنالكَ عَن أبي الفَتْحِ أنَّ هاءَه بَدَلٌ من الهَمْزَةِ، قَالَ: ونَظِيره: هَبْلَعٌ وهِجْرَعٌ، فيمَنْ أخَذَهُ منَ البَلْعِ والجَرْعِ، ولَمْ يَعْتَبِرْ سِيَبَويْهِ ذلكَ. قلتُ: وذكَرَه صاحبُ اللِّسانِ، وابنُ بَرِّيٍّ فِي التَّرْكِيبِ الّذِي سَبَقَ قَبْلَه، كَمَا أشَرْنَا إليْه، وَلَا إخالُه إِلَّا تَصْحِيفاً منهُمَا، فتأمَّلْ ذلكَ واعْتَبِرْهُ.
المعجم: تاج العروس

الهِجْزَع

المعنى: الجبان.
المعجم: الوسيط

جزع

المعنى: ـ جَزَعَ الأرضَ والواديَ، كمنع: قَطَعَه، أو عَرْضاً. ـ والجَزْعُ، ويكسرُ: الخَرَزُ اليَمانِيُّ الصينيُّ، فيه سوادٌ وبَياضٌ، تُشْبَّهُ به الأعْيُنُ، والتَّخَتُّمُ به يورِثُ الهَمَّ والحُزْنَ والأَحْلامَ المُفَزِّعَةَ ومُخَاصَمَةَ الناسِ، وإن لُفَّ به شعَرُ مُعْسِرٍ وَلَدَتْ من ساعَتِها، وبالكسر ـ وقال أبو عُبَيْدَةَ: اللائِق به أن يكونَ مَفْتوحاً ـ : مُنْعَطَفُ الوادي، ووَسَطُهُ، أو مُنْقَطَعُه، أو مُنْحناهُ، أو لا يُسَمَّى جِزْعاً حتى تكونَ له سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ، أو هو مكانٌ بالوادي لا شَجَرَ فيه، ورُبَّما كان رَمْلاً، ومَحِلَّةُ القومِ، والمُشْرِفُ من الأرض إلى جَنْبِه طُمَأنينَةٌ، وخَلِيَّةُ النَّحْلِ، ـ ج: أجْزاعٌ، ـ وة عن يَمينِ الطائِفِ، وأخْرَى عن شِمالِها، وبالضم: المِحْوَرُ الذي تَدُورُ فيه المَحالَةُ، ويفتحُ، وصِبْغٌ أصْفَرُ يُسَمَّى الهُرْدَ والعُروقَ. ـ والجازِعُ: الخَشَبَةُ توضَعُ في العَريشِ عَرْضاً يُطْرَحُ عليه قُضْبانُ الكَرْمِ، وكُلُّ خَشَبَةٍ مَعْروضَةٍ بينَ شَيْئَيْنِ ليُحْمَلَ عليها شيءٌ. ـ والجِزْعَةُ، بالكسر: القليلُ من المالِ، ومن الماءِ، ويضمُّ، والقِطْعَةُ من الغَنَمِ، وطائفَةٌ من الليلِ ما دونَ النِّصْفِ من أوَّلِهِ أو من آخِرِهِ، ومُجْتَمَعُ الشجرِ، والخَرَزَةُ، ويفتحُ. ـ والجَزَعُ، محركةً: نَقيضُ الصَّبْرِ، وقد جَزِعَ، كَفرِحَ، جَزَعاً وجُزُوعاً، فهو جازِعٌ وجَزِعٌ، ككتِفٍ ورجُلٍ وصَبورٍ وغُرَابٍ. وأجْزَعَهُ غيرُهُ. ـ وأجْزَعَ جِزْعَةً، بالكسر والضم: أبْقَى بقِيَّةً. ـ وجُزْعَةُ السِكِّينِ، بالضم: جُزْأتُهُ. ـ وجَزَّعَ البُسْرُ تَجْزيعاً، فهو مُجَزَّعٌ، كمعظمٍ ومحدّثٍ: أرْطَبَ إلى نِصْفِهِ، ورُطَبَةٌ مُجَزَّعَةٌ، ـ وـ فلاناً: أزالَ جَزَعَهُ، ـ وـ الحوضُ فهو مُجَزِّعٌ، كمحدِّثٍ: لم يَبْقَ فيه إلاَّ جِزْعَةٌ. ـ ونَوًى مُجَزَّعٌ، ويكسر: حُكَّ بعضُهُ حتى ابْيَضَّ، وتُرِكَ الباقي على لَوْنِهِ، ـ وكُلُّ ما فيه سوادٌ وبياضٌ فهو: مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ. ـ وانْجَزَعَ الحَبْلُ: انْقَطَعَ، أو بِنِصْفَيْنِ، ـ وـ العَصا: انْكَسَرَتْ، ـ كتَجَزَّعَتْ. ـ واجْتَزَعَه: كَسَرَه، وقَطَعَه. ـ والهِجْزَعُ، كدِرْهَمٍ: الجَبانُ، هِفْعَلٌ من الجَزَعِ.
المعجم: القاموس المحيط

جرع

المعنى: جرع الجَرْعَةُ، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ: الرَّمْلَةُ العَذَاةُ الطَّيِّبَةُ المُنْبِتِ، الَّتِي لَا وُعُوثَةَ فيهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ. أَوْ هِيَ الأَرْضُ ذَاتُ الحُزُونَةِ تُشَاكِلُ الرَّمْلَ، كَما فِي اللِّسان. وقِيلَ: هِيَ الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ المُسْتَوِيَةُ، أَو الدِّعْصُ لَا يُنْبِتُ شَيْئاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، واقْتَصَرَ عَلَى التَّحْرِيكِ، وزادَ غَيْرُه: وَلَا تُمْسِكُ مَاءً. قُلْتُ: وَهِي مُشَبَّهَةٌ بِجَرْعَةِ الماءِ، وذلِكَ لأَنَّ الشُّرْب لَا يَنْفَعُهَا، فكأَنَّهَا لَمْ تَرْوَ. أَو الكَثِيبُ جانِبُ مِنْهُ وحْلٌ، وَجانِبٌ حِجَارَةٌ، كالأَجْرَعِ، والجَرْعَاءِ، فِي الكُلِّ. نَقَلَ الجَوْهَرِيّ مِنْهَا الجَرَعَةُ مُحَرَّكَةً والجَرْعَاءُ. وقِيلَ: الجَرْعَاءُ والأَجْرَعُ أَكْبَرُ مِن الجَرْعَةِ. وقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الأَجْرَعِ، فجَعَله يُنْبِتُ النَّبَاتَ: (ومَا يَوْمُ حُزْوَى إِنْ بَكَيْتُ صَبَابَةً  ...  لعِرْفانِ رَبْعٍ أَو لعِرْفَانِ مَنْزِلِ) (بأَوَّلَ مَا هَاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ  ...  بأَجْرَعَ مِقْفَارٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ) ويُرْوَى: مِرْبَاعٍ، وَلَا يَكُونُ مَرَبّاً مُحَلَّلاً، إِلاَّ وَهُوَ يُنْبِتُ النّبَات. وَقَالَ أَيْضاً: (أَمَا اسْتَحْلَبَتْ عَيْنَيْكَ إِلاَّ مَحَلَّةٌ  ...  بجُمْهُورِ حُزْوَى، أَوْ بَجْراءِ مَالِكِ) وقَالَ أَيْضاً يُخَاطِبُ رَسْمَ الدارِ: (ولَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى  ...  بِجَرعَائكِ البِيضُ الحِسَانُ الخَرَائدُ) وقالَ أَيْضاً: (أَلا يَا اسْلَمِي، يَا دارَ مَيَّ، عَلَى البِلَى  ...  وَلَا زَالَ مُنْهَلاًّ بجَرْعَائكِ القَطْرُ)  وقِيلَ: الجَرْعاءُ: رَمْلٌ يَرْتَفِعُ وَسَطُهُ، وتَرِقُّ نَوَاحِيهِ. وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الأَجْرَعُ: المَكَانُ الوَاسِعُ الَّذِي فِيهِ حُزُونَةٌ وخُشُونَةٌ. والجَرَعُ، مُحَرَّكَةً: الجَمْعُ، أَيْ جَمْعُ جَرَعَةٍ، بحَذْفِ الهاءِ، وقِيلَ الجَرَعُ مُفْرَدٌ مِثْلُ الأَجْرَعِ، وجَمْعُهُ أَجْرَاعٌ وجِرَاعٌ. وجَمْعُ الجَرْعَةِ، بالفَتْحِ، جِرَاعٌ، بالكَسْرِ. وجَمْعُ الجَرْعَاءِ جَرْعَاوَاتٌ. وجَمْعُ الأَجْرَعِ أَجَارِعُ. وجَمْعِ الجَرَعَةِ، مُحَرَّكَة، جِرْعَانٌ، بالكَسْرِ. ومِنْهُ حَدِيثُ قُسٍّ: بَيْنَ صُدُروِ جِرْعَانٍ، كَمَا ضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ، وكُلُّ ذلِكَ قَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ. والجَرَعُ أَيْضاً: الْتِوَاءٌ فِي قُوَّةٍ مِن قُوَى الحَبْلِ، كَمَا فِي الصّحاح، زَادَ غَيْرُهُ: أَو الوَتَرِ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: ظَاهِرَةٍ عَلَى سَائِرِ القُوَى، وذلِكَ الحَبْلُ أَوِ الوَتَرُ مُجَرَّعٌ، كمُعَظَّمٍ، وجَرِعٌ كَكَتِفٍ، يُقَالُ: وَتَرٌ جَرِعٌ، أَي مُسْتَقِيمٌ، إِلاَّ أَنَّ فِي مَوْضِعٍ مِنْهُ نُتُوءاً فيُمْسَحُ ويُمْشَقُ بقِطْعَةِ كِسَاءٍ حَتّى يَذْهَبَ ذلِكَ النُّتُوءُ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.) وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: من الأَوْتَارِ: المُجَرَّعُ: وَهُوَ الَّذِي اخْتَلَفَ فَتْلُهُ، وَفِيه عُجَرٌ، ولَمْ يُجَدْ فَتْلُهُ، وَلَا إِغَارَتُهُ، فظَهَرَ بَعْضُ قُوَاهُ علَى بَعْضٍ، يُقَالُ: وَتَرٌ مُجَرَّعٌ ومُعَجَّرٌ، وكَذلِكَ المُعَرَّدُ. وذُو جَرَعٍ، مُحَرَّكةً: رَجُلٌ من أَلْهَانَ بنِ مالِك بنِ زَيْدِ بن أَوْسَلَةَ أَخِي هَمْدَانَ بنِ مالِكٍ قَبِيلَتَانِ فِي اليَمَنِ. والجَرَعَةُ، بِهاءٍ: ع، قُرْبَ الكُوفَةِ، كانَتْ فِيه فِتْنَةٌ. ومِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ: جِئْتُ يَوْمَ الجَرَعَة فإِذَا رَجُلٌ جالِسٌ: يُقَالُ خَرَجَ فِيهِ أَهْلُ الكُوفَةِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ  العَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَ والِياً عليهِمْ مِن قِبَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنهُ فَرَدُّوهُ ووَلَّوْا أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وسَأَلُوا عُثْمَان، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فأَقَرَّه علَيْهِم. والجرْعَةُ، مُثَلَّثَةً، من الماءِ: حَسْوَةٌ مِنْهُ، أَوْ هُوَ بالضَّمِّ، والفَتْح: الاسْمُ مِن جَرِعَ الماءَ يَجْرَعُ جَرْعاً، كسَمِعَ وَمَنَعَ، الأَخِيرَةُ لُغَةٌ، وأَنْكَرَهَا الأَصْمَعِيُّ، كَمَا فِي الصّحاح، أَيْ بَلِعَهُ. والجُرْعَةُ، بالضَّمِّ: مَا اجْتَرَعْتَ وَفِي اللِّسَانِ: قِيلَ: الجَرْعَةُ، بالفَتْحِ، المَرَّةُ الوَاحِدَةُ. وبالضَّمّ، مَا اجْتَرَعْتَهُ، الأَخِيرَةُ للمُهْلَةِ، على مَا أَراهُ سِيبَوَيْه فِي هَذَا النَّحْو، والجُرْعَةُ: مِلْءُ الفَمِ يَبْتَلِعُهُ. وجَمْعُ الجُرْعَةِ جُرَعٌ. وَفِي حَدِيثِ المِقْدَادِ: مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلى هذِه الجُرْعَةِ قالَ ابنُ الأَثِيرِ: تُرْوَى بالفَتْحِ والضَّمِّ، فالفَتْحُ: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ مِنْهُ، والضَّمُّ: الاسْمُ مِن الشُّرْبِ اليَسِيرِ، وَهُوَ أَشْبَهُ بالحَدِيثِ، ويُرْوَى بالزَّايِ، كَمَا سَيَأْتِي. وبتَصْغِيرهَا جَاءَ المَثَلُ أَفْلَتَ فُلانٌ جُرَيْعَةَ الذَّقِنِ مِن غَيْرِ حَرْفٍ، أَوْ بحُرَيْعَةِ الذَّقَنِ، أَوْ بِجُرَيْعَائِهَا قَالَ الصّاغَانِيّ: أَفْلَتَ هُنَا لازمٌ، ونَصَبَ جُرَيْعَةَ علَى الحَالِ، كَأَنَّهُ قالَ: أَفْلَتَ قاذِفاً جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ، وَهِي كِنَايَةٌ عَمّا بَقِيَ مِن رُوحِهِ، أَيْ نَفْسُهُ صَارَتْ فِي فِيهِ، وقَرِيباً مِنْهُ، قُرْبَ الجُرْعَةِ مِن الذَّقَنِ. وَفِي اللِّسَان: أَي وقُرْبُ المَوْتِ مِنْهُ كقُرْبِ الجُرَيْعَةِ من الذَّقَنِ. واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى الرِّوَايَةِ الثّانِيَةِ، وقالَ: إِذا أَشْرَف علَى التَّلَفِ ثُمَّ نَجَا. قالَ الفَرّاءُ: هُوَ آخِرُ مَا يَخْرُجُ مِنَ النَّفْسِ، انْتَهَى. زادَ فِي اللِّسَانِ: يُرِيدُونَ أَنَّ نَفْسَهُ صارَت فِي فِيهِ، فَكَادَ يَهْلِكُ، فَأَفْلَتَ وتَخَلَّصَ. وَفِي رِوَايَةِ أَبِي زَيْدٍ: أَفْلَتَنِي جُرَيْعَةَ الَّذَّقَنِ. قَالَ الصّاغَانِيّ: وأَفْلَتَ علَى هذِهِ الرِّوَايَةِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَدِّياً، ومَعْنَاهُ: خَلَّصَنِي ونَجّانِي، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لازِماً،  ومَعْنَاه تَخَلَّصَ ونَجَا مِنِّي، وأَرادَ بأَفْلَتَنِي أَفْلَتَ مِنّي، فحَذَفَ وَوَصَلَ الفِعْلَ، كقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ: (وأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضاً  ...  ولَوْ أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ) أَرادَ أَفْلَتَ مِنَ الخَيْل. وجَرِيضاً حالٌ من عِلْبَاء. وتَصْغِيرُ جُرَيْعَة تَصْغِيرُ تَحْقِير وتَقْلِيل،) وأَضافَها إِلَى الذَّقَنِ لأَنَّ حَرَكَةَ الذَّقَنِ تَدُلُّ عَلَى قُرْبِ زُهُوقِ الرُّوحِ، والتَّقْدِيرُ أَفْلَتَنِي مُشْرِفاً عَلَى الهَلاكِ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جُرَيْعَة بَدَلاً مِنَ الضَّمِيرِ فِي أَفْلَتَنِي، أَيْ أَفْلَتَ جُرَيْعةَ ذَقَنِي، أَي باقِي رُوحِي، وتَكُونُ الأَلِفُ واللاّمُ فِي الذَّقَنِ بَدَلاً مِن الإِضَافَةِ، كقَوْلِهُ تَعَالَى ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى، أَيْ عَنْ هَوَاهَا، ومَنْ رَوَى: بجُرَيْعَةِ الذَّقَنِ، كَما يُقَالُ: اشْتَرَى الدّارَ بآلاتِهَا، أَيْ مَعَ آلاَتِهَا، وقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءُ من ذلِكَ فِي ج ر ص، وَفِي ف ل ت. وناقَةٌ مُجْرِعٌ، كمُحْسِنٍ: لَيْس فِيهَا مَا يُرْوِى، وإِنَّمَا فِيهَا جُرَعٌ، ج: مَجارِيعُ، نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ، وأَنْشَد: وَلَا مَجَارِيعَ غَدَاةَ الخِمْسِ وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: نُوقٌ مَجَارِيعُ: قَلِيلاتُ اللَّبَنِ، كأَنَّهُ لَيْسَ فِي ضُرُوعِهَا إِلاَّ جُرَعٌ، فلَمْ يَذْكُرِ المُفْرَدَ، وزادَ فِي اللِّسَانِ: ونُوقٌ مَجَارِعُ كذلِكَ. واجْتَرَعَهُ: بَلَعَهُ، كجَرَعَهُ، وقِيلَ: جَرَعَهُ بمَرَّةٍ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: اجْتَرَع العُودَ، أَي اكْتَسَرَهُ، لُغَةٌ فِي اجْتَزَعَهُ. ومِنَ المَجَازِ: جَرَّعَهُ الغُصَصَ، أَيْ غُصَصَ الغَيْظِ، كَمَا فِي الصّحاح، تَجْرِيعاً فَتَجَرّع هُوَ، أَي كَظَمَ.  ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: التَّجَرُّعُ: مُتابَعَةُ الجَرْع مَرَّةً بَعْدَ أُخْرىَ كالمُتَكَارِهِ، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: التَّجَرُّعُ: شُرْبٌ فِي عَجَلّةٍ. وقِيلَ: هُوَ الشُّرْبَ قَلِيلاً قَليلاً. وجَرِعَ الغَيْظَ، كعَلِمَ: كَظَمَه، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَالُ: مَا مِن جُرْعَةٍ أَحْمَدَ عُقْبَاناً مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ تَكْظِمُهَا، وهُوَ مِنْ ذلِكَ. وأَجْرَعَ الحَبْلَ، أَو الوَتَرَ، إِذا أَغْلَظَ بَعْضَ قُوَاهُ. والجَرَعُ، مُحَرَّكّةً: مَوْضِعٌ، قَالَ لَقِيطٌ الإِيادِيُّ: (يَا دَارَ عَمْرَةَ مِنْ مُحْتَلِّهَا الجَرَعَا  ...  هاجَتْ لِيَ الهَمَّ والأَحْزَانَ والجَزَعا) ويُرْوَى: يَا دارَ عَبْلَةَ، وقَدْ هِجْتِ لِي. ويُقَالَ: أَفْلَتَنِي جُرَيْعَةَ الرِّيقِ، إِذا سَبَقَكَ فابْتَلَعْتَ رِيقَكَ عَلَيْهِ غَيْظاً. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقَالُ: مالَهُ بِهِ جُرَّاعَةٌ، بالضَّمِ مُشَدَّداً، وَلَا يُقَالُ: مَا ذَاقَ جُرَّاعَةً ولكِنْ جُرَيْعَة، كمَا فِي العُبَابِ. وهِجْرَعٌ، كدِرْهَمٍ، هِفْعلٌ مِنَ الجَرْعِ عَلَى قَوْلِ مَنْ قالَ بِزِيادَةِ الهاءِ، وسَيَأْتِي للْمُصَنِّف فِي الَّتِي تَلِيهَا الهِجْزَعُ، هِفْعَلٌ من الجَزَع، فَهَذِهِ مِثْلُ تِلْكَ.
المعجم: تاج العروس

جزع

المعنى: جزع جَزَعَ الأَرْضَ والوَادِيَ، كمَنَعَ، جَزْعاً: قَطَعَهُ، أَو جَزَعَهُ: قَطَعَه عَرْضاً كَمَا فِي الصّحاح، وكَذلِكَ المَفَازَة والمَوْضِعُ إِذا قَطَعْتَه عَرْضاً فقَدْ جَزَعْتَهُ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: ومِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْس: (فَرِيقَانِ مِنْهُمْ سَالِكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ  ...  وآخَرُ مِنْهُمْ جَازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ) وَفِي العُبَابِ: ومِنْهُ الحَدِيثُ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَقَفَ عَلَى  وَادِي مُحَسِّرٍ فقَرَعَ رَاحِلتَه، فخَبَّتْ حَتَّى جَزَعَه. وقالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى: (ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ  ...  عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ ومُفْأَمِ) والجَزْعُ، بالفَتْحِ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، ويُكْسَرُ، عَن كُرَاع، ونَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ للعَامَّة: الخَزَرُ اليَمَانِي، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ غَيْرُهُ: الصِّينِيُّ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ الَّذي فِيهِ سَوَادٌ وبَيَاضٌ تُشَبَّهُ بِهِ الأَعْيُنُ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: (كأَنَّ عُيُونَ الوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا  ...  وأَرْحُلِنَا الجَزْعُ الَّذِي لِمْ يُثَقَّبِ) لأَنَّ عُيُونَها مَا دَامَتْ حَيَّةً سُودٌ، فإِذَا ماتَتْ بَدَا بَياضُهَا، وإِنْ لَمْ يُثَقَّبْ كانَ أَصْفَى لَهَا. وقَالَ أَيْضاً يَصِفُ سِرْباً: (فأَدْبَرْنَ كالجَزْعِ المُفَصَّلِ بَيْنَهُ  ...  بجِيدِ مُعِمٍّ فِي العَشِيرَةِ مُخْوِلِ) وكانَ عِقْدُ عائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ. قالَ المُرَقَّشُ الأَكْبَر: (تَحَلَّيْنَ يَاقُوتاً وشَذْراً وصِيغَةً  ...  وجَزْعاً ظَفَارِياً ودُرّاً تَوَائِمَا) وقَالَ ابْنُ بَرِّى: سُمِّى جَزْعاً لأَنَّهُ مُجَزَّعٌ، أَيْ مُقَطَّعٌ بأَلْوَانِ مُخْتَلِفَةٍ، أَيْ قُطِّعَ سَوَادُهُ ببَيَاضِه وصُفْرَتِهِ، والتَّخَتُّمُ بِهِ لِيْسَ بِحسَنٍ، فإِنَّهُ يُورِثُ الهَمَّ والحُزْنَ والأَحْلامَ المُفَزَّعَةَ، ومُخَاصَمَةَ النَّاسِ، عَن خاصَّةٍ فِيه، ومِنْ خَوَاصِّهِ إِنْ لُفَّ بِهِ شَعرٌ مُعْسِرٍ وَلَدَتْ مِنْ سَاعَتِهَا. وجِزْعُ الوَادِي، بالكَسْرِ، كَما فِي الصّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ، وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: اللائِقُ بِهِ أَنْ يَكُونَ  مَفْتُوحاً، وَهُوَ مُنْعَطَفُ الوَادِي، كَما فِي الصِّحاحِ، زَادَ ابنُ دُرَيْدٍ: وقِيلَ: وِسَطُهُ أَو مُنْقَطَعُه، ثَلاثُ لُغَاتٍ، أَو مُنْحَنَاهُ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ وقِيلَ: جِزْعُ الوادِي حَيْثُ يَجْزَعُه، أَيْ يَقْطَعُه. وقِيلَ: هُوَ مَا اتَّسَعَ مِن مَضَايِقِهِ، أَنْبَتَ أَو لَمْ يُنْبِتْ. وقِيلَ: هُوَ إِذا قَطَعْتَهُ إِلَى جانِبٍ آخَرَ، أَوْ لَا يُسَمَّى جِزْعاً حَتَّى تَكُونَ لَهُ سَعَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ وغَيْرَه، نَقَلَهُ اللَّيْثُ عَن بَعْضِهِم، وجَمْعُهُ أَجْزَاعٌ.) واحْتَجَّ بقَوْلِ لَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: (حُفِزَتْ وزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا  ...  أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا ورُضَامُهَا) قالَ: أَلاَ تَرَى أَنَّهُ ذَكَرَ الأَثْل وَهُوَ الشَّجَرُ. وقَالَ آخَرُ: بَلْ يَكُوُ جِزْعاً بغَيْرِ نَبَاتٍ. وأَنْشَد غَيْرُهُ لأَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحُمُر: (فكَأَنَّهَا بالجِزْعِ بَيْن نُبَايِعٍ  ...  وأُولاتِ ذِي العَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ) ويُرْوَى بالجِزْعِ جِزْع نُبَايِعٍ، وَقد مَرّ إِنْشَادُ هذَا البَيْتِ فِي ب ي ع، ويَأْتِي أَيْضاً فِي ج م ع، ون ب ع، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، أَوْ هُوَ مَكَانٌ بالوَادِي لَا شَجَرَ فِيهِ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ورُبَّمَا كانَ رَمْلاً وقِيلَ: جِزْعَةُ الوَادِي: مَكَانٌ يَسْتَدِيرُ ويَتَّسِعُ. والجِزْعُ: مَحِلَّةُ القَوْمِ، قالَ الكُمَيْتُ: (وصادَفْنَ مَشْرَبَهُ والمَسَا  ...  مَ شِرْباً هَنِيئاً وجِزْعاً شَجِيراً) والجِزْعُ: المُشْرِفُ مِن الأَرْضِ إِلَى جَنْبِه طُمَأْنِينَةٌ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الجِزْعُ: خَلِيَّةُ النَّحْلِ، ج: أَجْزَاعٌ.  وجِزْع: ة، عَن يَمِينِ الطّائِف، وأُخْرَى عَن شِمَالِهَا. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجُزْعُ، بالضَّمِّ: المِحْوَرُ الَّذِي تَدُورُ فِيهِ المَحَالَةُ، يَمانِيةٌ، ويُفْتَحُ. والجُزْع أَيْضاً: صِبْغٌ أَصْفَرُ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الهُرْدَ، والعُرُوقَ الصُّفْرَ فِي بَعْضَ اللُّغَاتِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والجَازِعُ: الخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ فِي العَرِيشِ أَيضاً عَرْضاً يُطْرَحُ عَلَيْه، كَذَا فِي النُّسخ وَفِي الصّحاحِ: تُطْرَحُ عَلَيْهَا قُضْبانُ الكَرْمِ. قالَ الجَوْهَرِيُّ: ولَمْ يَعْرِفْهُ أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّمَا يُفْعَلُ ذلِكَ لِيَرْفَعَ القُضْبَانَ عَنِ الأَرْضِ، فإِنْ نَعَتَّ تِلْكَ الخَشَبَةَ قُلْتَ: خَشَبَةٌ جازِعَةٌ، قالَ: وكذلِكَ كُلِّ خَشَبَةٍ مُعْرُوضَة بَيْنَ شَيْئيْن ليُحْمَل عَلَيْهَا شَيْءٌ، فَهِيَ جازِعَةَ. والجِزْعَةُ، بالكَسْر: القَلِيلُ مِن المالِ، ومِن الماءِ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ: جَزَعَ لَهُ جِزْعَةً من المالِ، أَيْ قَطَعَ لَهُ مِنْهُ قِطْعَةً ويُضَمُّ عَن ابنِ دُرَيْدٍ. قالَ: مَا بَقَىَ فِي الإِنَاءِ إِلاّ جِزْعَةٌ وجُزَيْعَةٌ، وهِي القَلِيلُ مِنَ الماءِ، وكذلِكَ هِيَ فِي القِرْبَةِ والإِدَاوَةِ. وقالَ غَيْرُهُ: الجُزْعَةُ من الماءِ واللَّبَنِ: مَا كَانَ أَقَلَّ مِن نِصْفِ السِّقاءِ والإِناءِ والحَوْضِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ مَرَّةً: بَقِيَ فِي السِّقَاءِ جُزْعَةٌ مِن ماءٍ، وفِي الوَطْبِ جُزْعَةٌ من لَبَنٍ، إِذا كَانَ فِيهِ شَيْءٌ قَلِيلٌ، وقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ: فِي الغَدَيرِ جِزْعَةٌ، وَلَا يُقَالُ: فِي الرَّكِيَّةِ جُزْعَةٌ، وَقَالَ ابنُ شُمَيل يقالُ: فِي الحوضِ جُزْعَةٌ: وَهِي الثُّلُثُ، أَوْ قَريبٌ مِنْهُ، وَهِي الجُزَعُ. وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: الجُزْعَةُ، والكُثْبَةُ، والغُرْفَةُ، والخُمْطَةُ: البَقِيَّةُ مِنَ اللَّبَنِ. وَقَالَ أَبْو لَيْلَى: الجِزْعَةُ: القِطْعَةُ مِن الغَنَمِ.)  وَفِي الصّحاح: الجِزْعَةُ: طائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، زادَ غَيْرُه: ماضِيَةً أَو آتِيَةً، يُقَالُ: مَضَتْ جِزْعَةٌ مِن اللَّيْلِ، أَيْ سَاعَةٌ مِنْ أَوّلِهَا وبَقِيَتْ جِزْعَةٌ مِنْ آخِرِهَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي العُبَابِ: مَا دُونَ النِّصْفِ، وقالَ غَيْرُه: مِن أَوَّلِهِ أَوْ مِن آخِرِهِ. والجِزْعَةُ: مُجْتَمَعُ الشَّجَرِ يُرَاحُ فِيهِ المالُ من القُرِّ ويُحْبَسُ فِيهِ إِذا كانَ جائعاً، أوْ صادِراً أَو مُخْدِراً، والمُخْدِرُ: الَّذِي تَحْتَ المَطَرِ. والجِزْعَةُ الخَرَزَةُ اليَمَانِيَةُ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُها ويُفْتَحُ، وقَدْ تَقَدَّمْ أَنَّ الكَسْرَ نَسَبَهُ ابنُ دُرَيْدٍ للعَّامَّةِ. والجَزَعُ، مُحَرَّكَةً: نَقِيضُ الصَّبْر، كَمَا فِي الصّحّاح، زادَ فِي العُبَابِ: وَهُوَ انْقِطَاعُ المُنَّةِ من حَمْلِ مَا نَزَلَ. وَفِي المِصْبَاحِ: هُوَ الضَّعْفُ عَمَّا نَزَلَ بِهِ. وقالَ جَمَاعَةٌ: هُوَ الحُزْنُ. وقِيلَ: هُوَ أَشَدُّ الحُزْنِ الَّذِي يَمْنَعُ الإِنْسَانَ ويَصْرِفُهُ عمّا هُوَ بصَدَدِهِ، ويَقْطَعُه عَنْه، وأَصْلُهُ القَطْعُ، كَمَا حَرَّرَهُ العَلاّمَةُ عَبْدُ القَادِرِ البَغْدَادِيُّ، فِي شَرْح شواهدِ الرَّضِىّ، ونَقَلَهُ شَيْخُنَا، وَهَذَا عَن ابْنِ عَبّاد، وأَصْلُهُ فِي مُفْرَدَاتِ الراغِبِ، وَقد جَزِعَ، وَهَذَا عَن ابْنِ عَبّادٍ، كَفَرِحَ، جَزَعاً وجُزُوعاً، بالضَّمِّ، فَهُوَ جازِعٌ وجَزِعٌ، ككَتِفٍ، ورَجُل، وصَبُورٍ، وغُرَابٍ. وقِيلَ: إِذا كَثُرَ مِنْهُ الجَزَعُ، فَهُوَ جَزُوعٌ وجُزَاعٌ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ: (ولَسْتُ بمِيسَمٍ فِي الناسِ يَلْحَى  ...  عَلَى مَا فَاتَهُ وَخِمٍ جُزَاعِ) وأَجْزَعَهُ غَيْرُهُ: أَبْقى. ويُقَالُ: أَجْزَعَ جِزْعَةً، بالكَسْرِ، والضَّمّ، أَيْ أَبْقَى بَقِيَّةً، كَمَا فِي العُبَابِ. وقِيلَ: مَا دُونَ النِّصْفِ.  وقالَ ابْنُ عَبّادٍ: قالَ أَعْشَى بَاهِلَةَ: (فإِنْ جَزِعْنَا فإِنَّ الشَّرَّ أَجْزَعَنَا  ...  وإِنْ جَسَرْنا فإِنّا مَعْشَرٌ جُسُرُ) جُزْعَةُ السِّكِّين بالضَّمّ: جُزْأَتُهُ، لُغَةٌ فِيهِ. وجَزَّعَ البُسْرُ تَجْزِيعاً فَهُوَ مُجَزّعٌ، كمُعَظَّمٍ ومُحَدِّثٍ. قالَ شَمِرٌ: قَال المَعَرِّيُّ: المُجَزِّعُ، بالكَسْر، وَهُوَ عِنْدِي بالنَّصْبِ علَى وَزْنِ مُخَطَّمِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَماعِي مِن الهَجَريِّينَ: رُطَبٌ مُجَزِّع بِكَسْر الزّاي، كَما رَواه المَعَرِّيّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ. قُلْتُ: وعَلَى الكَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، وقَدْ تَفَرَّدَ شَمِرٌ بالفَتْحِ: أَرْطَبَ إِلَى نِصْفِه، وقِيلَ: بَلَغَ الإِرْطابُ مِنْ أَسْفَلَهِ إِلَى نِصْفِهِ. وقِيلَ: إِلَى ثُلُثَيْهِ، وقِيلَ: بَلَغَ بَعْضَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَدَّ، وكذلِكَ الرُّطَبُ والعِنَبُ ورُطَبَةٌ مُجَزِّعة كمُحَدِّثَةٍ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هكَذَا قالَهُ أَبُو حَاتِمٍ، ويُقَالُ: بالفَتْحِ أَيْضاً، إِذا أَرْطَبَتْ إِلَى نِصْفِهَا أَوْ نَحْوِ ذلِكَ، وقِيلَ: إِلَى ثُلُثَيْهَا. وقالَ الرّاغِبُ: هُوَ مُسْتَعارٌ من الخَرَزِ المُتَلَوِّنُ. وجَزَّعَ فُلاناً تَجْزِيعاً: أَزَال جَزَعَهُ، ومِنْهُ الحَديِثُ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ) عَنْهُما يُجَزِّعُهُ قالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَيْ يَقُولُ لَهُ مَا يُسَلِّيهِ ويُزِيلُ جَزَعَهُ، وَهُوَ الحُزْنُ والخَوْفُ. وجَزَّعَ الحَوْضُ فهُوَ مجَزِّعٌ، كمحّدِّثٍ، إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهِ إِلا جَزْعَةٌ، أَيْ بَقِيَّةٌ من الماءِ. ونَوى مُجَزَّعٌ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، وَهُوَ الَّذِي حُكَّ بَعْضُهُ حَتَّى أَبَيَضَّ، وتُرِكَ البَاقِي علَى لَوْنِهِ، تَشْبِيهاً بالجَزْعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كانَ يُسَبِّحُ بالنَّوَى المَجَزَّعِ.  وكُلُّ مَا اجَتَمَعَ فِيهِ سَوَادٌ وبَياضٌ فَهُوَ مُجَزَّعٌ ومُجَزِّع، بالفَتْحِ والكَسْرِ. وانْجَزَعَ الحَبْلُ، إِذا انْقَطَعَ أَيّاً كانَ، أَو إِذا انْقَطَعَ بنِصْفَيْنِ يُقَالُ: انْجَزَعَ. وَلَا يُقَالُ: انْجَزَعَ إِذا انْقَطَعَ مِنْ طَرَفِهِ. وانْجَزَعَت العَصَا، إِذا انْكَسَرَتْ بنِصْفيْنِ. قالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ: (تَعْضِبُ القَرْنَ إِذا ناطَحَهَا  ...  وإِذا صابَ بِهَا المِرْدَى انْجَزَعْ) كتَجَزَّعَتْ. يُقَالُ: تَجَزَّعَ الرُّمْحُ، إِذا تَكَسَّرَ، وكَذلِكَ السَّهْمُ وغَيْرُهُ قالَ: إِذا رُمْحُهُ فِي الدّارِعِينَ تَجَزَّعا واجْتَزَعَهُ، أَي العُودَ مِنَ الشَّجَرَةِ، إِذا كَسَرَهُ وقَطَعَهُ، وَفِي الصّحاح: اقْتَطَعَهُ واكْتَسَرَهُ، ورَوَاهُ ابنُ عَبّاد بالرّاءِ أَيْضاً، كَمَا تَقَدَّمَ. والهِجْزَعُ، كدِرْهَم: الجَبَان، هِفْعَلٌ مِنَ الجَزَعِ، هاؤُه بَدَلٌ من الهَمْزَة، عَنِ ابْنِ جِنَّى. قَالَ: ونَظِيرُه هِجْرَعٌ وهِبْلَع، فِيمَنْ أَخَذَهُ من الجَزْع والبَلعْ، ولَمْ يَعْتَبِرْ سِيبَوَيْه ذلِكَ، وسَيَأْتِي ذلِكَ فِي الهاءِ مَعَ العَيْنِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: التَّجَزُّعُ: التَّوَزُّع والاقْتِسَامُ، من الجَزْعِ وَهُوَ القَطْعُ، ومِنْهُ حَدِيثُ الضَّحِيَّة: فتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ إِلى غَنِيمَةٍ فتَجَزَّعُوها أَي اقْتَسَمُوها. وتَمْرٌ مُتَجَزِّعٌ: بَلَغَ الإِرْطابُ نِصْفَهُ. ولَحْمٌ مُجَزَّعٌ: فِيهِ بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ. ووَتَرٌ مُجَزَّعٌ: مُخِتَلِفُ الوَضْعِ، بَعْضُه رَقِيقٌ، وبَعْضُه غَلِيظٌ. كَمَا فِي اللِّسَانِ. وَفِي الأَسَاسِ: وَتَرٌ مُجَزَّعٌ: لَمْ يُحْسِنُوا إِغَارَتَهُ، فاخْتَلَفَتْ قَوَاهُ. قُلْتُ: وَقد تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ أَيْضاً.  وجَزَّعْتُ فِي القِرْبَةِ تَجْزيعاً: جَعَلْتُ فِيهَا جُزْعَةً. وقَال أَبو زَيْدٍ: كَلأٌ جُزَاعٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الكَلأُ الَّذِي يَقْتُلُ الدَّوابَّ، ومِنْهُ الكَلأُ الوَبِيلُ، مثلُ جُدَاعٍ بالدّالِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَان. والجُزَيْعَةُ: القِطْعَةُ من الغَنَمِ، تَصْغِيرُ الجَزْعَةِ، بالكَسْرِ، وهُوَ القَلِيلُ مِن الشَّيْءِ، هكَذَا هُوَ فِي نَسَخِ الصّحاحِ بخَطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَوِيّ. وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وهكَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ مُصغَّراً. والذِي جَاءِ فِي المُجْمَلِ لابْنِ فَارِسٍ بفَتْحِ الجِيمِ وكَسْرِ الزَّايِ: الجَزِيعَةُ، وقَالَ: هِيَ القِطْعَةُ من الغَنَمِ، فَعِيلَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَة. قَالَ: ومَا سَمِعْنَاها فِي الحَدِيثِ إِلاّ مُصَغَّرَةً. وَفِي حَدِيثِ المِقْدَادِ أَتانِي الشَّيْطَانُ فقالَ: إِنَّ مُحَمَّداً يَأْتِي الأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ، مَا بِهِ حاجَةٌ إِلَى هذِهِ الجُزَيْعَةِ هِيَ) تَصْغِيرُ جِزْعَةٍ، يُرِيدُ القَلِيلَ مِنَ اللَّبَن، هكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو موسَى وشَرَحَه، والَّذِي جاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِم: مَا بِهِ حاجَةٌ إِلَى هذِه الجِزْعَةِ، غَيْر مُصَغَّرَة. وأَكْثَرُ مَا يُقْرَأُ فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ الجُزْعَة، بضَمِّ الجِيمِ وبِالرَّاءِ، وهِي الدُّفْعَةُ مِن الشُّرْبِ. وَقد تَقَدَّمَ.
المعجم: تاج العروس