المعجم العربي الجامع
نَفيضَةٌ
المعنى: (صيغة الجمع) نَفائضُ النَّفَضةُ؛ الإبل تَقْطَع الطَّريق.؛-: الإبْل المَعاجيفُ.؛النَّفائضُ: الذين يَضرِبون بالحَصى على طريق الكِهانة ليَروا هل وراءهم مَكروه أو عَدوّ.
المعجم: القاموس نفض
المعنى: ـ نَفَضَ الثَّوْبَ: حَرَّكَه لَيَنْتَفِضَ، ـ وـ الإِبلُ: نُتِجَتْ، ـ كأَنْفَضَتْ، ـ وـ المرأةُ: كثُرَ ولَدُها، وهي نَفُوضٌ، ـ وـ القومُ: ذَهَبَ زادُهُمْ، ـ وـ الزَّرْعُ: خَرَجَ آخرُ سُنْبُلِهِ، ـ وـ الكَرْمُ: تَفَتَّحَتْ عَناقيدُه، ـ وـ المكانَ: نَظَرَ جميعَ ما فيه حتى يَعْرِفَه، ـ كاسْتَنْفَضَه وتَنَفَّضَه، ـ وـ الصِّبْغُ: ذَهَبَ بعضُ لَوْنِه، ـ وـ السُّوَرَ: قَرأها. ـ والنُّفاضةُ، بالضم: نُفاثةُ السِّواكِ، وما سَقَطَ من المَنْفوضِ، ـ كالنُّفاضِ، ويكسرُ. ـ والنِّفْضُ، بالكسر: خُرْءُ النَّحْلِ في العَسَّالَةِ، أو ما ماتَ منه فيها، أو عَسَلٌ يُسَوِّسُ فَيُؤْخَذُ فَيُدَقُّ فَيُلْطَخُ به مَوضِعُ النَّحْلِ مع الآسِ، فيَأتِيه النَّحْلُ، فَيُعَسِّلُ فيه، أو هو بالقاف، وبالتحريك: ما سَقَطَ من الوَرَقِ والثَّمَرِ وحَبِّ العِنَبِ حينَ يوجَدُ بعضُه في بعضٍ. وكمِنْبَرٍ: المِنْسَفُ. ـ والمِنْفاضُ: الكثيرةُ الضَّحِكِ، أو هي بالصاد. ـ والنافِضُ: حُمَّى الرِّعْدَةِ، مُذَكَّرٌ. وأخَذَتْهُ حُمَّى بنافِضٍ، وحُمَّى نافِضٍ، وحُمَّى نافِضٌ، ونَفَضَتْه الحُمَّى، فهو مَنْفوضٌ. ـ والنُّفْضَةُ، كبُسْرَةٍ ورُطَبَةٍ، ـ والنُّفَضاءُ، كالعُرَواءِ: رِعْدَةُ النَّافِضِ، والاسمُ: كسحابٍ. ـ والنَّفائضُ: الإِبِلُ التي تَقْطَعُ الأرضَ. ـ وأنْفَضوا: أرْمَلوا، أو هَلَكَتْ أموالُهم، وفَنِيَ زادهُم، أو أفْنَوْهُ، والاسمُ: كسَحابٍ وغُرابٍ، ومنه: "النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ " ، أي: إذا جاءَ الجَدْبُ، جُلِبَ الإِبِلُ قِطاراً قِطاراً للبَيْعِ، ـ وـ الجُلَّةُ: نُفِضَ ما فيها من التَّمْرِ. ـ وانْتَفَضَ الكَرْمُ: نَضُرَ ورَقُه، ـ وـ الذَّكَرَ: اسْتَبْرأه من بَقِيَّةِ البَوْلِ، ـ كاسْتَنْفَضَه. ـ وككِتابٍ: إزارٌ لِلصِبْيانِ، يقال: ما عليه نِفاضٌ: شيءٌ من الثِّياب، وبِساطٌ يَنْحَتُّ عليه ورَقُ السَّمُرِ ونحوِه ـ ج: نُفُضٌ، وما انْتَفَضَ عليه من الوَرَقِ كالأَنافيضِ. ـ والنُّفوضُ: البُرْءُ من المَرَضِ. ـ والنَّفيضَةُ والنَّفَضةُ محرّكةً: الجَماعةُ يُبْعثون في الأرضِ ليَنْظُروا هَلْ فيها عَدُوٌّ أم لا. ـ واسْتَنْفَضه: اسْتَخرجَه، وبَعثَ النَّفيضةَ، ـ وـ بالحَجَرِ: اسْتَنْجَى. ـ والنَّفائضُ: الإِبِلُ الهَزْلَى، أو التي تَقْطَعُ الأرضَ، والذينَ يَضْرِبونَ بالحَصَى هَلْ وراءَهُم مَكْروهٌ أو عَدُوٌّ. ـ وإذا تَكَلَّمْتَ نهاراً فانْفُضْ، أي: التَفِتْ هل تَرى منْ تَكرَه. ـ والنِّفِّيضَى، كالخِلِّيفَى وكالزمكَّى وكجَمَزَى: الحَرَكةُ، والرِّعْدَةُ.
المعجم: القاموس المحيط نفض
المعنى: نفض نَفَضَ الثَّوبَ يَنْفُضُهُ نَفْضاً، وَكَذَا الشَّجر: حرَّكه ليَنْتَفِضَ، قالَ ذُو الرُّمَّة: (كأَنَّما نَفَضَ الأَحْمالَ ذاوِيةً ... عَلَى جَوَانِبِهِ الفِرْصادُ والعِنَبُ) وَقَالَ ابنُ سِيدَه: نَفَضَهُ يَنْفُضُهُ نَفْضاً، فانْتَفَضَ. وَفِي الصّحاح: نَفَضَتِ الإِبِلُ: نَتَجَتْ، وَهَذِه عَن ابْن دُرَيْدٍ، زادَ فِي اللّسَان: كأَنفَضَتْ، قالَ الصَّاغَانِيُّ: ويُروى عَلَى هَذِه اللُّغَةِ قَوْلُ ذِي الرُّمَّة يَصِفُ فَحْلاً: (سِبَحْلاً أَبا شَرْخَيْنِ أَحْيَا بَنَاتِه ... مقَالِيتُهَا فهْيَ اللُّبَابُ الحَبَائسُ) (كِلا كُفْأَتَيْها تَنْفُضانِ وَلم يَجِدْ ... لَهُ ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتاجَيْنِ لامِسُ) لَهُ، أَي للفحْلِ، وَرَوَاهُ الجَوْهَرِيّ لَهَا وَهُوَ غلطٌ، قالَ: ويُروى تُنْفِضانِ، أَي من أنْفَضَت. ومُقتَضَى عِبَارَة اللّسَان أَنَّهُ يُروى: تَنْفُضان، أَي من نَفَضَت، وتُنْفَضَانِ، مبنيًّا للمجهولِ، من نَفَضت. ومَن روى تُنْفَضَانِ، فَمَعْنَاه تُسْتَبْرآنِ، من قولِك: نَفَضْتُ المكانَ، إِذا نظرتَ إِلَى جميعِ مَا فِيهِ حتَّى تَعْرِفُه. وَمن روَى تَنْفُضانِ فمعناهُ: كلُّ واحدٍ من الكَفْأَتَيْنِ تُلْقِي مَا فِي بطنِها من أَجِنَّتِها. ثمَّ ظاهرُ كلامِ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَساسِ أَنَّهُ من المَجَاز. وَمن المَجَازِ أَيْضاً: نَفَضَتِ المرأَةُ كَرِشَها، إِذا كثُرَ وَلَدُها، وَهِي نَفُوضٌ: كثيرَةُ الولَدِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَمن المَجَازِ: نَفَضَ القومُ، إِذا ذَهَبَ زادُهُم وفَنِيَ، كأَنْفَضَ. ونَفَضَ الزَّرْعُ سبَلاً: خرجَ آخِرُ سُنْبُلِهِ. ونَفَضَ الكَرْمُ: تَفَتَّحَتْ عَناقيدُه. وَمن المَجَازِ: نَفَضَ المكانَ يَنْفُضُه نَفْضاً، إِذا نظرَ إِلَى جميعِ مَا فِيهِ حتَّى يعرِفُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ قولَ زهيرٍ يَصِفُ بَقَرَةً فقدَتْ وَلدَها: (وتَنْفُضُ عَنْهَا غَيْبَ كُلِّ خَميلَةٍ ... وتَخْشَى رُماةَ الغَوْثِ مِنْ كُلِّ مَرْصَدِ) تَنْفُضُ، أَي تنْظُر هَل تَرَى فِيهِ مَا تكرَهُ أَم لَا، والغَوْثُ: قبيلةٌ من طَيِّئٍ. وَفِي حديثِ أَبي بكرٍ والغار أَنا أَنْفُضُ لَك مَا حَوْلَك أَي أَحْرُسُكَ وأَطوفُ هَل أَرى طالِباً. ورَجُلٌ نَفُوضٌ للمكانِ: مُتأَمِّلٌ لَهُ، كاسْتَنْفَضَهُ وتَنَفَّضَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. واسْتَنْفَضَ القومَ: تأَمَّلَهُم، وقولُ العُجَيْرِ السَّلُولِيِّ: (إِلَى مَلِكٍ يَسْتَنْفِضُ القومَ طَرْفُه ... لَهُ فَوْقَ أَعْوادِ السَّريرِ زَئِيرُ) يَقُولُ: ينظُرُ إِليهِم فيَعْرِفُ مَنْ بيَدِه الحقُّ مِنْهُم. وقيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُبصِرُ فِي أَيِّهم الرأْيُ، وأَيّهم بِخِلَاف ذَلِك، واسْتَنْفَضَ الطريقَ كَذلِكَ. وَمن المَجَازِ: نَفَضَ الصِّبْغُ نُفُوضاً: ذَهَبَ بعضُ لوْنِه،) قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إِذا لُبِسَ الثَّوبُ الأَحمَرُ أَو الأَصفَرُ فذَهَب بعضُ لونِهِ قيلَ: قَدْ نَفَضَ صِبْغُهُ نَفْضاً، قالَ ذُو الرُّمَّة: (كَسَاكَ الَّذي يَكْسو المَكَارِمَ حُلَّةً ... من المَجْدِ لَا تبْلَى بَطيئاً نُفُوضُها) وَفِي حديثِ قِيلَةَ: مُلاءَتَانِ كَانَتَا مَصْبوغَتَيْنِ وَقَدْ نَفَضَتَا، أَي نَصَلَ لوْنُ صِبْغِهما، وَلم يبقَ إلاَّ الأَثَرُ. وَمن المَجَازِ: نَفَضَ السُّوَرَ: قرأَهَا، قالَ ابْن الأَعْرَابيّ: النَّفْضُ: القِراءةُ، وفلانٌ يَنْفُضُ القُرآنَ كُلَّه ظاهِراً، أَي يَقْرَؤُه. والنُّفاضَةُ، بالضَّمِّ: نُفاثَةُ السِّواكِ وضُوازَتُه، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. وَقَالَ غيرُه: النُّفاضَةُ: مَا سَقَطَ من المَنْفوضِ إِذا نُفِضَ، كالنُّفاضِ، بالضَّمِّ، ويُكسرُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: نُفاضَةُ كُلِّ شيءٍ: مَا نَفَضْتَهُ فسَقَطَ منهُ، وكَذلِكَ هُوَ من الوَرَقِ، قَالُوا: نُفاضٌ من وَرَقٍ، وأَكثرُ ذَلِك فِي ورَقِ السُّمُرِ خاصَّةً، يُجمعُ ويُخْبَطُ فِي ثَوْب. والنِّفْضُ، بالكَسْرِ: خُرْءُ النَّحْلِ فِي العَسَّالَةِ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ وأَبي حَنِيفَةَ. أَو: مَا ماتَ مِنْهُ فِيهَا، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. أَو النِّفْضُ: عسلٌ يُسَوِّسُ فيُؤْخَذُ فيُدَقُّ فيُلْطَخُ بِهِ موضِعُ النَّحْلِ مَعَ الآسِ فيأْتيهِ النَّحْلُ فيُعَسِّلُ فِيهِ، أَو هُوَ بالقافِ، وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَهَكَذَا رَوَاهُ الهَجَرِيُّ، وأَمَّا الفاءُ فتَصْحيفٌ. والنَّفَضَ، بالتَّحريكِ: المَنْفوضُ، وَهُوَ مَا سَقَطَ من الوَرَقِ والثَّمَرِ، وَهُوَ فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، كالقَبَضِ بمَعْنَى المُقْبوضِ، والهَدَمِ بمَعْنَى المَهْدومِ. والنَّفَضُ أَيْضاً: مَا تَساقَطَ من حَبِّ العِنَبِ حينَ يوجَدُ بعضُه فِي بعضٍ، وَفِي اللّسَان: حِين يأْخُذُ بعضُهُ ببعضٍ. والمِنْفَضُ، كمنبَرٍ: المِنْسَفُ، وَهُوَ وِعاءٌ يُنْفَضُ فِيهِ التَّمْرُ. والمِنْفاضُ: المرأَةُ الكثيرَةُ الضَّحِكِ، نَقَلَهُ ابنُ عبَّادٍ هَكَذَا، أَو هِيَ بالصَّاد المُهْمَلَةِ، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي موضِعِه. وَمن المَجَازِ: النَّافِضُ: حُمَّى الرَّعْدَةِ، وَفِي الصّحاح: النَّافِضُ من الحَمَّى: ذاتُ الرَّعْدَةِ، قالَ ابنُ سِيدَه: مُذَكَّرٌ. ويُقَالُ: نَفَضَتْهُ، وأَخَذَتْهُ حُمَّى بنافِضٍ، بزيادَةِ الحَرْفِ، وَهُوَ الأَعلَى، وحُمَّى نافِضٍ، بالإِضافَةِ، وَقَدْ يُقَالُ: حُمَّى نافِضٌ، فيوصَفُ بِهِ، وَفِي حَدِيث الإِفْك فأَخَذَتْها حُمَّى بنافِضٍ أَي برَعْدَةٍ شَديدةٍ، كأَنَّها نَفَضَتْها، أَي حرَّكَتْها. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: إِذا كَانَت الحُمَّى نافِضاً قيلَ: نَفَضَتْهُ الحُمَّى فَهُوَ مَنْفوضٌ. والنُّفضَةُ، كبُسْرَةٍ، ورُطَبَةٍ، والنُّفَضاءُ، كالعُرَوَاءِ: رِعْدَةُ النافِضِ. وَقَالَ البَراءُ بنُ مالكٍ، رَضِيَ الله عَنْه، يومَ اليَمامَةِ لخالدِ ابنِ الوَليدِ، رَضِيَ الله عَنْه: طِدْنِي إِلَيْك وَكَانَ تُصيبُهُ عُرَوَاءُ مِثْلُ النُّفَضَةِ حتَّى يُقَطَّر. ذَكَر الجَوْهَرِيّ الأُولى والثَّالِثةَ، وَنقل الصَّاغَانِيُّ الثَّانيَةَ، وَبهَا رُوِي الحديثُ، والاسمُ: النَّفَاضُ، كسَحابٍ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابيّ: النَّفائضُ: الإِبلُ الَّتِي تَنْفُضُ، أَي تقطَعُ) الأَرْضَ. وَمن المَجَازِ: أَنْفَضُوا: أَرْمَلُوا، أَو أنْفَضُوا: هَلَكَتْ أَموالُهُم، وأَنْفَضُوا: فَنِيَ زادُهُم، وَهُوَ بعَيْنِه معنى أَرْمَلُوا، وعِبَارَة الصّحاح: أَنْفَضَ القومُ: هلَكَت أَموالُهُم، وأَنْفَضُوا أَيْضاً، مثل أَرْمَلُوا: فنيَ زادُهُم. وَفِي المُحْكَمِ: أنْفَضَ القومُ نَفِد طَعامُهم وزادُهم، مثل أَرْمَلُوا، قالَ أَبو المُثَلَّمِ: (لهُ ظَبْيَةٌ ولهُ عُكَّةٌ ... إِذا أَنْفَضَ الزَّادُ لم تُنْفِضِ) وَالَّذِي قرأْتُهُ فِي الدِّيوان: إِذا أَنْفَضَ الحَيُّ. ويُروى: لم يُنْفِضِ. وَفِي الحَدِيث: كُنَّا فِي سَفَرٍ فأَنْفَضْنا، أَي فَنِيَ زادُنا، كأَنَّهم نَفَضُوا مَزاوِدَهم لخُلُوِّها، وَهُوَ مِثْلُ أَرْمَلَ وأَفْقَرَ. أَو أَنْفَضُوا زادَهم: أَفْنَوْهُ وأُنْفَدُوه، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وجعَلَه متعَدِّياً، والاسمُ: النّفاضُ، كسَحَابٍ وغُرابٍ، الفتحُ عَن ثَعْلَبٍ، وَكَانَ يَقُولُ: هُوَ الجَدْبُ، ومِنْهُ المَثَلُ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَب، فعَلَى قولِ منْ قالَ: النُّفَاضُ: فَنَاءُ الزَّادِ، يَقُولُ فِي معنى المَثَلِ: إِذا ذَهَبَ طَعامُ القومِ أَو مِيرَتُهم قَطرُوا إِبِلَهم الَّتِي كَانُوا يُضِنُّونَ بهَا، فجَلَبوها للبَيْعِ، فَبَاعُوهَا واشْتَرَوْا بثَمَنِها مِيرَةً. وعَلى قولِ ثَعْلَبٍ: أَي إِذا جاءَ الجَدْبُ جُلِبَت الإِبِلُ قِطَاراً قِطَاراً للبَيْعِ، ومآلُهما واحِدٌ. وأَنْفَضَت الجُلَّةُ: نُفِضَ جميعُ مَا فِيهَا من التَّمْرِ. وانْتَفَضَ الكَرْمُ: نَضُرَ وَرَقُه، قالَ أَبو النَّجْمِ: وانْشَقَّ عَن فُطْحٍ سَوَاءٍ عُنْصُلُهْ وانْتَفَضَ البَرُوقُ سُوداً فُلْفُلُهْ وانْتَفَضَ الذَّكَرَ: اسْتَبْرَأَهُ ممَّا فِيهِ من بقيَّةِ البوْلِ، ومِنْهُ حديثُ ابنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كانَ يَمُرُّ بالشِّعْبِ من مُزْدَلِفَةَ فيَنْتَفِضُ ويَتَوَضَّأُ، كاسْتَنْفَضَهُ. والنِّفاضُ، ككِتابٍ: إِزارٌ للصِّبيانِ، قالَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ: جارِيَةٌ بَيْضَاءُ فِي نِفَاضِ تَنْهَضُ فِيهِ أَيَّما انْتِهاضِ كَنَهَضانِ البَرْقِ ذِي الإِيماضِ وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: يُقَالُ: أَتانا وَمَا عَلَيْهِ من نِفاض، أَي شَيْء من الثِّيابِ، وجَمعُه النُّفُضُ. والنِّفَاض: بِساطٌ يَنْحَتُّ عَلَيْهِ وَرَقُ السُّمُرِ ونحوِه، وَذَلِكَ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ ثوبٌ، ثمَّ يُخبطُ بالعَصا، فَذَلِك الثَّوْبُ نِفاضٌ. وَالْجمع: نُفُضٌ، بضَمَّتين. والنِّفاضُ أَيْضاً: مَا انْتَفَضَ عَلَيْهِ من الوَرَقِ، كالأَنافِيضِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وواحِدَةُ الأَنافيضِ أُنْفُوضَةٌ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الأَنافيضُ: مَا) تَساقَطَ من الثَّمَرِ فِي أُصولِ الشَّجَرِ. وَمن المَجَازِ: النُّفوضُ: البُرْءُ من المَرَضِ، وَقَدْ نَفَضَ من مَرَضِه. والنَّفيضَةُ، كسَفينَةٍ: نَحْو الطَّليعَة، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. قالَ: والنَّفَضَةُ، مُحَرَّكَةً: الجماعَةُ يُبْعَثونَ فِي الأَرضِ مُتَجَسِّسينَ ليَنْظُروا هَل فِيهَا عدوٌّ أَمْ لَا، زَاد اللَّيْثُ: أَو خوف، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لسَلْمَى الجُهَنِيَّةِ ترْثي أَخاها أَسْعَدَ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُه سُعْدَى الجُهَنِيَّةِ، قُلْتُ: وَهِي سُعْدَى بنتُ الشَّمَرْدَلِ: (يَرِدُ المِياهَ حَضيرَةً ونَفيضَةً ... وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ) تَعني إِذا قصُرَ الظِّلُّ نِصفَ النَّهارِ. والجمعُ: النَّفائضُ. قُلْتُ: وحَضيرَةً ونَفيضَةً منصوبان عَلَى الْحَال، وَالْمعْنَى: أَنَّهُ يَغزو وحدَه فِي موضِع الحَضيرَةِ والنَّفيضَةِ، وَقَدْ تَقَدَّم أَيْضاً فِي ح ض ر. واسْتَنْفَضَهُ، واسْتَنْفَضَ مَا عِنْده، أَي: استخْرَجَهُ، قالَ رُؤْبَةُ: صَرَّحَ مَدْحي لكَ واسْتِنْفاضِي سَيْبَ أَخٍ كالغَيْثِ ذِي الرِّياضِ واسْتَنْفَضَ: بعثَ النَّفيضَةَ أَي الطَّليعَةَ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الأَساس وَاللِّسَان: اسْتَنْفَضَ القومُ: بَعَثوا النَّفَضَةَ الذينَ يُنْفُضونَ الطُّرُقَ. واسْتَنْفَضَ بالحَجَرِ: اسْتَنْجَى، وَمِنْه الحَدِيث: ابْغِنِي أَحْجاراً أَسْتَنْفِضُ بهَا أَي أَسْتَنْجِي بهَا، وَهُوَ من نَفْضِ الثَّوْبِ لأَنَّ المُسْتَنْجي يَنْفُضُ عَن نفسِه الأَذى بالحَجَر، أَي يُزيلُه ويدفَعُه. وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ المَفاوِزَ: (عَلَى طُرُقٍ كنُحورِ الرِّكا ... بِ تَحْسبُ آرَامَهُنَّ الصُّرُوحَا) (بِهِنَّ نَعامٌ بنَاه الرِّجَا ... لُ تُلْقي النَّفائِضُ فِيهِ السَّريحَا) قالَ الجَوْهَرِيّ: هَذَا قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرو النَّفائضُ، بالفاءِ، إلاَّ أَنَّهُ قالَ فِي تَفْسِيرهَا: إِنَّها الإِبِلُ الهَزْلَى، أَو هِيَ الإِبلُ الَّتِي تَقطعُ الأَرْضَ، وَهُوَ قَوْلُ ابْن الأَعْرَابيّ، وَقَدْ تَقَدَّم ذَلِك بعينِه قَرِيبا، فذِكْرُه ثَانِيًا تَكْرارٌ. أَو النَّفائِضُ: الَّذينَ يَضرِبونَ بالحَصَى هَل وَراءهُمْ مَكْروهٌ أَو عدوٌّ. وأرادَ بالسَّريحِ نِعالَ النَّفائِضِ، أَي أنَّها قَدْ تَقَطَّعَتْ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: تقطَّعَتْ تِلْكَ السُّيُورُ حتَّى يُرمى بهَا، من بُعْدِ هَذِه الطُّرُق، ويُروى: فِيهَا السَّريحا، أَي: فِي الطُّرُقِ، وَفِيه ذَهَبَ إِلَى معنى الطَّريقِ. وَمن المَجَازِ: يَقُولُونَ: إِذا تكلَّمْتَ نَهَارا فانْفُضْ، أَي التَفِتْ هَل تَرى من تَكرهُ، وَإِذا تكلَّمْتَ لَيْلًا فاخْفِضْ، أَي اخْفِض الصَّوْتَ. والنِّفِّيضَى، كالخِلِّيفَى، وكالزِّمِكَّى وكجَمَزَّى: الحركَةُ والرِّعْدَةُ، كَمَا فِي العُبَاب. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: نَفَّضَهُ تَنْفيضاً: نَفَضَه، شُدِّدَ) للمُبالغَةِ. والنَّفْضُ، بالفَتْحِ: أَنْ تأْخُذَ بيدِكَ شَيْئا فَتَنْفُضَه وتُزَعْزِعُه وتُتَرْتِرُه وتَنْفُض التُّرابَ عَنهُ. ونَفَضُ العِضاهِ: خَبَطُها. وَمَا طاحَ من حَمْلِ الشَّجرِ فَهُوَ نَفَضٌ، وَفِي المُحكم: النَّفَضُ: مَا طاحَ من حَمْلِ النَّخْلِ وتَساقَط فِي أُصولِه من الثَّمَرِ. والنَّفْضُ: بالفَتْحِ: من قُضْبانِ الكَرْمِ بعد مَا ينْضُرُ الوَرَقُ، وقبلَ ن تتعلَّقَ حَوَالِقُه، وَهُوَ أَغَضُّ مَا يَكُونُ وأَرخَصُه، والواحِدَةُ نَفْضَةٌ. والإِنْفاضُ: المَجَاعَةُ والحاجَةُ. ويُقَالُ: نَفَضْنا حَلائِبَنا نَفضاً واسْتَنْفَضْناها، وَذَلِكَ إِذا اسْتَقْصَوْا عَلَيْها فِي حَلْبِها، فَلم يَدَعُوا فِي ضُروعِها من اللَّبَنِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: قومٌ نَفَضُ، مُحَرَّكَةً، أَي نَفَضُوا زادهُم. ونُفُوضِ الأَرْضِ: نَبَائِثُها. والنَّفيضَةُ: الجماعَةُ، وَقيل: الرَّبيئَةُ، وَقيل: المِياهُ لَيْسَ عَلَيْهَا أَحدٌ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. والنُّفْضَةُ، بالضَّمِّ: المَطْرَة تُصيبُ القِطعةَ من الأَرْضِ وتُخْطِئُ القِطعَةَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: النُّفَّاضُ، كرُمَّانٍ: شجرةٌ إِذا أَكَلَها الغَنَمُ ماتَتْ مِنْهُ. والمِنْفَضُ والمِنْفاضُ: كِساءٌ يقعُ عَلَيْهِ النَّفَضُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وانْتَفَضَ فلانٌ من الرِّعْدَةِ، وانْتَفَضَ الفَرَسُ. وفُلانٌ يَسْتَنْفِضُ طرْفُهُ القومَ، أَي يُرْعِدُهم بهَيْبَتِهِ. ودَجاجَةٌ مُنْفِضٌ: نَفَضَتْ بيضَها وكَلَّتْ. وانْتَفَضَ الفَصيلُ مَا فِي الضَّرْعِ: امْتَكَّهُ. ونَفَضَ الطَّريقُ نَفْضاً: طَهَّرَهُ من اللُّصُوصِ والدُّعَّارِ. وقامَ يَنْفُضُ الكَرى. ويُقَالُ: نَفَضَ الأَسْقامَ عَنهُ واسْتَصَحَّ، أَي اسْتَحْكَمَتْ صِحَّتُه. وخَرَجَ فُلانٌ نَفيضَةً: أَي نافِضاً للطَّريقِ حافِظاً لَهُ، وكلُّ ذَلِك مَجاز.
المعجم: تاج العروس نَفَضَ
المعنى: الثوبُ أو الصبغُ ـُ نُفُوضاً: ذهب بعض لونه. وـ الزَّرعُ: أخرج آخر سُنْبلِهِ. وـ الكَرْمُ: تفتَّحت عناقيده. ويقال: نَفَضَت الدَّابَّةُ: نُتِجَت. وـ فلانٌ من مرضه: بَرِئ منه. وـ القومُ: نَفِد زادهم. وـ الشيءَ نَفْضاً: حرَّكه ليزول عنه ما عَلِق به. ويقال: نَفَضَتْه الحُمَّى: أرْعَدَتْه. وـ المكانَ ونحوه: نظر جميع ما فيه حتى يعرفه. وـ الشيءَ: أزاله وأسْقَطَه. ويقال: نفضوا حلائبهم: استَقْصَوْا عليها في الحلب فلم يَدَعوا في ضروعها لبناً. ونفضت المرأةُ كَرِشَها: توالت ولادتُها فكثر ولدها.؛(أنْفَضَ) الوعاءُ: نَفِد ما فيه. وـ القومُ زادَهم: أفْنَوْه.؛(نَفَّضَ) الشيءَ: نَفَضَه.؛(انْتَفَضَ) الشيءُ: تحرَّك واضطرب. يقال: فلان ينتفض من الرِّعدة. وـ الكَرْمُ: نَضُر ورقه. وـ الشيءَ: ألحَّ عليه واستقصاه. يقال: انتفض الفصيلُ ما في الضَّرْع.؛(اسْتَنْفَضَ) القومُ: بَعَثوا النَّفيضَة. وـ المكانَ ونحوه: نَفَضَه. ويقال: استنفض القومَ: تأمَّلَهم. وـ ما عنده: استخرجه.؛(الأُنْفُوضَة): ما تساقط من الثمر في أصول الشَّجَر. (ج) أنافيض. يقال: أصبنا اليوم أنافيض.؛(المِنْفَاض): ثوب أو كساء يقع عليه النَّفَض.؛(المِنْفَض): المِنْفاض. وـ المِنْسَف.؛(المَنْفَضَة): وعاء يوضع فيه تراب أو رمل ينفض فيه ما يحترق من اللفائف. (السجائر). (محدثة).؛(المِنْفَضَة): أداة من الخَيزُران ونحوه تنفض بها البُسُط ونحوُها لإزالة ما عليها من غُبار. (محدثة).؛(المَنْفُوض): مَن تصيبه رِعدَة الحمَّى.؛(النَّافِض): - يقال: ثوب نافِض: ذهب صِبْغه. وأخذته حُمَّى نافِض، وحُمَّى بنافض، وحُمّى نافض: ذات رِعْدَة. وـ الرَّائد يتجسَّس الطريق. (ج) نَفَضَة.؛(النَّفَاض): رِعدة الحُمَّى.؛(النُّفَاض): الجَدْب. وـ ما يسقط من المنفوض. وـ ما يبقى في الفم من السِّواك ونحوه فَيُلْفَظ.؛(النِّفَاض): يقال: ما عليه نِفاض: شيء من ثياب. (ج) نُفُض.؛(النَّفَض): ما تساقَط من غير نَفْض حولَ أُصول الشَّجَر من ورق أَو ثَمر فاختلط بعضُه ببعض. وـ حبّ العنب حين يأخذ بعضه ببعض.؛(النِّفْض): فَضَلات النَّحل في العَسَّالة، أو ما مات منه فيها.؛(النُّفَضَاء): رِعْدَة النَّافِض.؛(النُّفْضَة): المَطْرة تصيب قطعةً من الأرض وتخطئ أخرى.؛(النَّفْضَة): الجماعة يُبْعثون في الأرض متجسِّسين لينظروا هل فيها عدوّ أو خوف.؛(النَّفَضَى): الرِّعْدَة.؛(النَّفُوض): - يقال: امرأة نَفُوض: كثيرة الوَلَد. ورجل نَفُوض للمكان: مُتَأمِّل فيه.؛(النَّفِيضَة): النَّفَضَة. وـ الإبل تقطع الطَّريق. وـ الإبل المعاجيف. (ج) نَفَائِض.
المعجم: الوسيط نفض
المعنى: النَّفْضُ: مصدر نفَضْتُ الثوبَ والشجَرَ وغيره أَنْفُضُه نَفْضاً إذا حرَّكْتَه ليَنْتَفِضَ، ونَفَّضْتُه شُدِّد للمبالغة.والنَّفَضُ، بالتحريك: ما تَساقَط من الورق والثَّمَر وهو فَعَلٌ بمعنى مفْعُول كالقَبَضِ بمعنى المَقْبُوضِ. والنَّفَضُ: ما وقَع من الشيء إذا نَفَضْتَه.والنَّفْضُ: أَن تأْخذ بيدك شيئاً فتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه وتُتَرْتِرُه وتَنْفُضُ التراب عنه. ابن سيده: نَفَضَه يَنْفُضُه نَفضاً فانْتَفَضَ.والنُّفاضةُ والنُّفاضُ، بالضم: ما سقط من الشيء إذا نُفِضَ وكذلك هو من الورق، وقالوا نُفاضٌ من ورق كما قالوا حالٌ من ورَق، وأَكثر ذلك في ورق السَّمُرِ خاصة يُجْمَعُ ويُخْبَط في ثوب.والنَّفَضُ: ما انْتَفَضَ من الشيء. ونَفَضُ العِضاهِ: خَبَطُها. وما طاحَ من حَمْلِ الشجرةِ، فهو نَفَضٌ. قال ابن سيده: والنَفَضُ ما طاحَ من حَمْلِ النخل وتساقَط في أُصُولِه من الثمَر.والمِنْفَضُ: وعاء يُنْفَضُ فيه التمْر. والمِنْفَضُ: المِنْسَفُ.ونَفَضَتِ المرأَةُ كَرِشَها، فهي نَفُوضٌ: كثيرة الولدِ. والنَّفْضُ: من قُضْبانِ الكَرْمِ بعدما يَنْضُرُ الورَق وقبل أَن تَتَعَلَّقَ حَوالِقُه، وهو أَغَضُّ ما يكون وأَرْخَصُه، وقد انْتَفَضَ الكَرْمُ عند ذلك، والواحدة نَفْضةٌ، جزم. وتقول: انْتَفَضَتْ جُلَّةُ التَّمْرِ إذا نفضْتَ ما فيها من التَّمر. ونفَضُ الشجرةِ: حين تَنْتَفِضُ ثمرَتُها. والنَّفَضُ: ما تساقَط من غير نَفْضٍ في أُصُول الشجر من أَنْواع الثمَر. وأَنْفَضَتْ جلةُ التمر: نُفِضَ جميعُ ما فيها. والنَّفَضَى: الحركةُ. وفي حديث قَيْلةَ: مُلاءَتانِ كانتا مَصْبُوغَتَينِ وقد نفَضَتا أَي نصَلَ لونُ صِبْغِهما ولم يَبْقَ إِلا الأَثَرُ.والنّافِضُ: حُمَّى الرِّعْدَةِ، مذكر، وقد نَفَضَتْه وأَخذته حُمَّى نافِضٍ وحُمَّى نافِضٌ وحُمَّى بنافِضٍ، هذا الأَعْلى، وقد يقال حُمَّى نافِضٌ فيوصف به. الأَصمعي: إذا كانت الحُمّى نافِضاً قيل نفَضَتْهُ فهو مَنْفُوضٌ. والنُّفْضةُ، بالضم: النُّفَضاء وهي رِعْدةُ النّافِضِ. وفي حديث الإِفك: فأَخذتها حُمَّى بِنافِضٍ أَي برِعْدةٍ شديدةٍ كأَنها نفَضَتْها أَي حرَّكَتْها. والنُّفَضةُ: الرِّعدةُ.وأَنْفَضَ القومُ: نَفِدَ طعامُهم وزادُهم مثل أَرْمَلوا؛ قال أَبو المُثَلَّم: لــــــــه ظَبْيَــــــــةٌ ولــــــــه عُكَّـــــــةٌ، إِذا أَنْفَـــــــضَّ القــــــومُ لــــــم يُنْفِــــــضِ وفي الحديث: كنا في سَفَرٍ فأَنْفَضْنا أَي فَنِيَ زادُنا كأَنهم نفَضُوا مَزاوِدَهم لِخُلُوِّها، وهو مثْلُ أَرملَ وأَقْفَرَ. وأَنْفَضُوا زادَهم: أَنْفَدُوه، والاسم النُّفاضُ، بالضم. وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ يقول: إذا ذهب طعامُ القومِ أَو مِيرتُهم قَطَّرُوا إِبلَهم التي كانوا يَضِنُّون بها فَجَلَبُوها للبيع فباعُوها واشْتَرَوا بثمنها مِيرةً. والنُّفاضُ: الجَدْبُ، ومنه قولهم: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ، وكان ثعلب يفتحه ويقول: هو الجَدْبُ، يقول: إذا أَجْدَبُوا جَلَبُوا الإِبل قِطاراً قِطاراً للبيع.والإِنْفاضُ: المَجاعةُ والحاجة.ويقال: نَفَضْنا حَلائبَنا نَفْضاً واسْتَنْفَضْناها استِنْفاضاً، وذلك إذا اسْتَقْصَوْا عليها في حَلبها فلم يَدَعُوا في ضُروعها شيئاً من اللبن. ونفَضَ القومُ نَفْضاً: ذهب زادُهم. ابن شميل: وقوم نَفَضٌ أَي نفَضُوا زادَهم. وأَنْفَضَ القومُ أَي هَلَكَتْ أَموالُهم. ونفَضَ الزّرْعُ سبَلاً: خرج آخِر سُنْبُله. ونفَض الكَرْمُ: تَفَتَّحتْ عَناقِيدُه.والنَّفَضُ: حَبُّ العِنب حين يأْخذ بعضُه ببعض. والنَّفَضُ: أَغَضُّ ما يكون من قضبان الكرم. ونُفُوضُ الأَرض: نَبائِثُها. ونفَض المكانَ يَنْفُضُه نَفْضاً واسْتَنْفَضَه إذا نظر جميع ما فيه حتى يعرفه؛ قال زهير يصف بقرة فقدت ولدها: وتَنْفُـــــضُ عنهـــــا غَيْـــــبَ كــــلِّ خَمِيلــــةٍ، وتخشــــَى رُمــــاةَ الغَـــوْث مـــن كـــلِّ مَرْصـــَدِ وتنفُض أَي تنظر هل ترى فيه ما تكره أَم لا. والغَوْث: قبيلة من طيِّءٍ.وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه، والغار: أَنا أَنْفُضُ لك ما حوْلَك أَي أَحْرُسُكَ وأَطُوفُ هل أَرى طَلباً. ورجل نَفُوضٌ للمكان: مُتَأَمِّلٌ له. واسْتَنْفَضَ القومَ: تأَمّلهم؛ وقول العُجَيْر السَّلُولي: إِلـــــى مَلِــــك يَســــْتَنْفِضُ القــــومَ طَرْفُهــــ، لـــــه فَـــــوْقَ أَعْـــــوادِ الســــَّرِيرِ زَئيــــرُ يقول: ينظر إِليهم فيعرف من بيده الحق منهم، وقيل: معناه أَنه يُبْصِرُ في أَيّهم الرأْيُ وأَيّهم بخلاف ذلك.واسْتَنْفَضَ الطريقَ: كذلك. واسْتِنْفاضُ الذكَر وإِنْفاضُه: اسْتِبْراؤه مما فيه من بقية البول. وفي الحديث: ابْغنِي أَحْجاراً أَسْتَنْفِضُ بها أَي أَسْتَنْجي بها، وهو من نَفْضِ الثوبِ لأَن المُسْتَنْجي يَنْفُضُ عن نفْسِه الأَذى بالحجر أَي يُزِيلُه ويَدْفَعُه؛ ومنه حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: أَنه كان يَمُرُّ بالشِّعْبِ من مُزْدَلِفةَ فيَنْتَفِضُ ويَتوضأ. الليث: يقال اسْتَنْفَضَ ما عنده أَي اسْتخرجه؛ وقال رؤبة: صـــــــَرَّحَ مَـــــــدْحي لــــــكَ واسْتِنْفاضــــــِي والنَّفِيضةُ: الذي يَنْفُضُ الطريقَ. والنَّفَضةُ: الذين يَنْفُضون الطريقَ. الليث: النفَضة، بالتحريك، الجماعة يُبْعثون في الأَرض مُتَجَسِّسين لينظروا هل فيها عدوّ أَو خوف، وكذلك النفيضةُ نحو الطَّلِيعة؛ وقالت سَلْمى الجُهَنِيّةُ ترثي أَخاها أَسْعد، وقال ابن بري صوابه سُعْدى الجهنية: يَــــــرِدُ المِيــــــاهَ حَضــــــِيرةَّ ونَفِيضـــــةً، وِرْدَ القَطـــــــاةِ، إذا اســـــــْمَأَلَّ التُّبَّــــــعُ .يعني إذا قصُر الظل نصف النهار، وحَضِيرةً ونَفِيضةً منصوبان على الحال، والمعنى أَنه يغزو وحده في موضع الحضِيرةِ والنفِيضةِ؛ كما قال الآخر: يـــــا خالـــــداً أَلْفــــاً ويُــــدْعى واحــــدا وكقول أَبي نُخَيْلةَ: أَمُســــْلِمُ إِنِّــــي يــــا ابْـــنَ كـــلِّ خَلِيفـــةٍ، ويــــا واحِــــدَ الــــدُّنيا، ويـــا جَبَـــلَ الأَرْضِ أَي أَبوك وحده يقوم مَقام كل خليفة، والجمع النَّفائضُ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف المَفاوِزَ: بِهنَّ نَعامٌ بَناه الرِّجا_لُ، تُلْقي النَّفائضُ فيه السَّرِيحا قال الجوهري: هذا قول الأَصمعي وهكذا رواه أَبو عمرو بالفاء إِلا أَنه قال في تفسيره: إِنها الهَزْلى من الإِبل. قال ابن برّي: النعامُ خشبات يُسْتَظَلّ تحتها، والرِّجالُ الرَّجّالة، والسَّرِيحُ سُيورٌ تُشدّ بها النِّعال، يريد أَنّ نِعالَ النَّفائضِ تقطَّعت. الفراء: حَضيِرةُ الناسِ وهي الجماعة، ونفِيضَتُهم وهي الجماعة. ابن الأَعرابي: حَضِيرةٌ يحضُرها الناسُ، ونفِيضةٌ ليس عليه أَحَد. ويقال: إذا تكلَّمت ليلاً فاخْفِضْ، وإِذا تكلمت نهاراً فانْفُضْ أَي التَفِت هل ترى من تكره. واسْتَنْفَض القومُ: أَرْسلوا النِّفَضةَ، وفي الصحاح: النَّفِيضةَ. ونفَضَتِ الإِبلُ وأَنْفَضَتْ: نُتِجَتْ كلُّها؛ قال ذو الرُّمّة: تــــرى كَفْأَتَيْهــــا تَنْفُضــــانِ ولــــم يَجِــــد، لهــــا ثِيـــلَ ســـَقْبٍ فـــي النِّتـــاجَيْنِ، لامِـــسُ روي بالوجهين: تَنْفُضانِ وتُنْفِضانِ، وروي كِلا كَفْأَتَيْها تُنْفَضانِ، ومن روى تُنْفَضانِ فمعناه تُسْتَبْرآن من قولك نفَضْتُ المكانَ إذا نظرت إِلى جميع ما فيه حتى تَعْرِفَه، ومن روى تَنْفُضانِ أَو تُنْفِضانِ فمعناه أَن كلّ واحد من الكَفْأَتين تُلقي ما في بطنها من أَجنَّتها فتوجد إِناثاً ليس فيها ذكر، أَراد أَنها كلَّها مآنيثُ تُنْتَجُ الإِناثَ وليست بمذاكير. ابن شميل: إذا لُبس الثوبُ الأَحمر أَو الأَصفر فذهب بعض لونه قيل: قد نفَضَ صِبْغُه نَفْضاً؛ قال ذو الرمة: كَســـــاكَ الــــذي يَكْســــُو المَكــــارِم حُلَّــــةً مـــــن المَجْـــــد لا تَبْلىــــ، بَطِيئاً نُفوضــــُها ابن الأَعرابي: النُّفاضةُ ضُوازةُ السِّواك ونُفاثَتُه. والنُّفْضةُ: المَطْرةُ تُصِيبُ القِطْعةَ من الأَرض وتُخْطِئ القِطعة. التهذيب: ونُفوضُ الأَمْرِ راشانها، وهي فارسية، إِنما هي أَشْرافُها.والنِّفاضُ، بالكسر: إِزارٌ من أُزُر الصِّبيان؛ قال: جارِيـــــــة بَيْضـــــــاء فـــــــي نِفاضــــــِ، تَنْهَـــــــضُ فيـــــــه أَيَّمـــــــا انْتِهــــــاضِ وما عليه نِفاضٌ أَي ثوب. والنِّفْضُ: خُرْء النَّحْل؛ عن أَبي حنيفة.ابن الأَعرابي: النَّفْضُ التحْريكُ، والنَّفْضُ تَبَصُّرُ الطريق، والنَّفْضُ القراءةُ؛ يقال: فلان يَنْفُضُ القرآنَ كلَّه ظاهراً أَي يقرؤه.
المعجم: لسان العرب نعم
المعنى: نعم (النَّعِيمُ، والنُّعمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا (الخَفْضُ والدِّعَةُ والمَالُ، كَالنِّعْمَةِ، بِالكَسْرِ) يُقالُ: فُلانُ وَاسِعُ النِّعْمَةِ اَيْ: وَاسِعُ المَالِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. قَالَ الرَّازِيُّ: النِّعْمَةُ المَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ على جِهَةِ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْر، قَالَ: فخَرَجَ بِالمَنْفَعَةِ المَضَرَّةُ المَخْفِيَّةُ والمَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ إِلَّا على جِهَة الإِحسان غلى الغَيْر، بِأَن قَصَدَ الفَاعِلُ نَفْسَه، كَمَنْ أَحسَنَ إِلَى جَارِيَةٍ لِيَرْبَح فِيها، أَوْ أَرَادَ اسْتِدْرَاجَه بِمَحْبُوبٍ إِلَى ألَمٍ، أَوْ أَطْعَمَ غَيرَه نَحْو: سُكِّرٍ أَوْ خَبِيصٍ مَسْمُومٍ لِيَهْلِكَ، فَلَيْسَ بِنَعْمَةٍ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: ((النِّعمةُ: مَا قُصِدَ بِه الإحْسَانُ والنَّفْعُ، وبِناؤُها بِناءُ الحَالَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الْإِنْسَان، كالجِلْسةَ (وجَمْعُهَا:) أَي: النِّعْمَةُ؛ ولِذَا لم يُشِرْ إِلَيْهَا بالجِيمِ على عَادَتِه: (نِعَمٌ) ، بِكَسْرٍ فَفَتْح، (وأَنعُمٌ) ، بِضَمِّ العَيْن، كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ، حَكَاه سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: جَاءَ ذَلِكَ على حَذْفِ التَّاءِ، فَصَارَ كَقَوْلِهم: ذِئْبٌ وأذْؤُبٌ، ونِطْعٌ وأَنْطُعٌ، ومِثلُه كَثيرٌ)) وَقَالَ النَّابِغَةُ: (فلَنْ أَذكُرَ النُّعْمَانَ إلاَّ بِصَالِحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُمَا) وقُرئَ قَولُه تَعالَى: {وأسبغ عَلَيْكُم نعمه ظَاهِرَة وباطنة} نَقَلَهَا الفَرَّاءُ عَن ابنِ عَبَّاس، وَهُوَ وَجْه جَيِّد؛ لِأَنَّهُ قَالَ: {شاكرا لأنعمه} ، فَهَذَا جَمْعُ النِّعْمِ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نِعَمه جَائِز، ومَنْ قَرَأَ: نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيعَ مَا أَنْعَم بِه عَلَيْهم. (والتَّنَعُّمُ: التَّرفُّهُ) . وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ تَناوَلَ مَا فِيه نِعْمَةٌ وطِيبُ عَيْشٍ. (والاسْمُ: النَّعْمَةُ، بِالفَتْحِ) ، قَالَ الرَّاغِبُ: بِنَاؤُها بِناءُ المَرَّةِ من الفِعْلِ، كَالشَّتْمَةِ والضَّرْبَةِ، والنَّعْمَةُ جِنْسٌ يُقالُ لِلكَثِير والقَلِيلِ. (نَعِمَ، كَسَمِعَ، ونَصَرَ، وضَربَ) ثُلاثُ لُغاتٍ. والّذِي فِي الصِّحاحِ: ونَعُمَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، نُعُومَةً، أَيْ: صَارَ نَاعِمًا لَيِّنا، وكَذَلِك: نَعِمَ يَنْعَمُ مِثَال: حَذِرَ يَحْذَر، وفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مركَّبة بَيْنَهُما نَعِمَ يَنْعُم مثل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ولُغةٌ رَابِعَةٌ: نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالكَسْرِ فِيهِما، وَهُوَ شَاذٌّ. قَالَ ابنُ جِنِّي: نَعِمَ فِي الأصْلِ مَاضِي يَنْعَم، ويَنْعُم فِي الأصلِ مُضَارِعُ نَعُمَ، ثمَّ تَداخَلَتِ اللُّغَتَانِ، فاسْتَضَافَ مَنْ يَقُولُ: نَعِمَ لُغةَ مَنْ يَقُولُ يَنعُم، فَحَدَثَ هُنالك لغةٌ ثَالِثَةٌ، فإنْ قُلتَ: فكانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ: نَعُم، مُضَارِعَ من يَقُولُ: نَعِمَ فيتَركَّبُ مِنْ هَذَا لُغةٌ ثَالِثَةٌ، وهِيَ نَعُمَ يَنْعَمُ، قِيلَ: مَنَعَ مِنْ هَذَا أَنَّ فَعُلَ لَا يَخْتَلِفُ مُضارِعُه أَبدًا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَعِم؛ فَإِن نَعِمَ قَدْ يَأْتِي فِيهِ يَنْعَمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتَمَلَ خِلافَ مُضَارِعِه، وفَعُلَ لَا يَحْتَمِل مُضَارِعُه الخِلافَ. وحَكَى ابنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الكَاتِبِ عَن سيبَوَيْهِ أَنَّه يُقالُ: نَعِمَ يَنْعُمُ، بالضَّمِّ، كَفَضِل يَفْضُلُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَهُوَ غَلَطٌ من القُتَيْبِيِّ. وَمنْ تَأَمَّلَ كِتَابَ سِيبَوَيْهِ تَبَيَّنَ لَه أَنَّه لم يَذْكُر الضَّمَّ إلاَّ فِي فَضِل يَفضُل، قَالَ شَيخُنا: بل حَكَاه عَنهُ غَيرُه، وذَكَرَه ابنُ القُوطِيَّة وَقَالَ: إنَّهما لَا ثَالِثَ لَهُما. قُلتُ: وَقد سَبَق فِي اللاَّمِ عَن بَعضَهم: حَضِرَ يَحْضُر، ونَقَلَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ: نَكِلَ يَنْكُل، وشَمِلَ يَشْمُل، وَحكى ابْن عُدَيْس: فَرِغَ يَفْرُغ من الفَرَاغِ، وبَرِئَ يَبْرُؤ عَن صَاحب المبرز، أوردهنّ أَبُو جعفرٍ اللَّبْلِيُّ فِي بُغْيَةِ الآمَالِ. ومَرَّ فِي " ف ض ل " مَا فِيهِ مَقْنَعٌ، وبِمَا عَرفْتَ ظَهَر لَكَ مَا فِي سِياقِ المُصَنِّف من القُصُورِ والمُخَالَفَةِ. (و) يُقَال: هَذَا (مَنْزِلٌ يَنْعَمُهُم) عَيْنًا (مُثَلَّثَةً) ، الفَتْحُ، والكَسْرُ عَن ثَعْلَب، والضَّمُّ عَن اللِّحْيَانِيّ، (و) زَادَ الأزْهَريّ لُغَةً رابِعَةً: وَهِي: (يُنْعِمُهُم، كَيُكْرِمُهُمْ) ، أَي: يُقِرُّ أَعَيْنَهُمْ ويَحْمَدُونه. (وتَنَاعَمَ ونَاعَمَ) أَيْ: (تَنَعَّمَ) ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ لكُلِّ مَا مَضَى من ذِكْر الأَفْعال، وتقديرُه ونَعَمٍ بلُغاتِه الثَّلاَثَةَ، وتَنَاعم ونَاعَم بِمَعْنَى تَنَعَّم، وَمِنْه الحَدِيثُ: " كَيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ القَرْنِ قد الْتَقَمَه "؟ أَي: كَيْفَ أَتَنَعَّمُ؟ (ونَاعَمَهُ) مُنَاعَمَةً، (ونَعَّمَهُ غَيرُهُ تَنْعِيمًا) : رَفَّهَهُ فَتَنَعَّمَ. (والنَّاعِمَةُ، والمُنَاعِمَةُ، والمُنَعَّمَةُ، كَمُعَظَّمَةٍ: الحَسَنَةُ العَيْشِ والغِذَاءِ) المُتْرَفَةُ، وَمِنْه الحَدِيث: ((إِنَّها لطَيرٌ نَاعِمَةٌ)) أَي: سِمَانٌ مُتْرَفَةٌ. (ونَبْتٌ نَاعِمٌ، ومُنَاعِمٌ، ومُتَنَاعِمٌ سَوَاءٌ) . قَالَ الأَعْشَى: (وتَضْحَكُ عَنْ غُرِّ الثَّنَايَا كَأَنَّهُ ... ذُرَا أُقحوانٍ نَبتُه مُتَنَاعِمُ) (والتَّنْعِيمَةُ: شَجَرَةٌ نَاعِمَةُ الوَرَقِ) ، وَرَقُها كَوَرَقِ السِّلْقِ، وَلَا تَنْبُتُ إِلاَّ عَلَى مَاءٍ، ولاثَمَرَ لَهَا، وَهِي خَضْرَاءُ غَلِيظَة السَّاقِ. (وثَوبٌ نَاعِمٌ) : لَيِّن، وَمِنْه قَولُ بَعضِ الوُصَّاف: وعَلَيْهِم الثِّيابُ النَّاعِمَةُ، وَقَالَ: (ونَحْمِي بِهَا حَوْمًا رُكامًا ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ وحَرِيرُ) (وكَلامٌ مُنَعَّمٌ، كَمُعَظِّمٍ: لَيِّنٌ) . (والنِّعْمَةُ، بِالكَسْرِ: المَسَرَّةُ) . قَالَ شَيخُنا: وَفِي الكَشَّافِ أَثْنَاءَ المُزَّمِّل: " النَّعْمة، بِالفَتْح: التَّنَعُّم، وبالْكَسْر: الإِنْعامُ، وبَالضَّمِّ: المَسَرَّةُ " وهَكَذَا صَرَّحَ بِهِ غَيرُ واحدٍ مِمَّن تَكَلَّمَ على المُثَلَّثاتِ. قُلتُ: وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْدَرُ نَعِم الله بِكَ عَيْنًا، كالغُلْمةِ من غَلِمَ، والنُّزْهَةِ من نَزِهَ. النِّعْمَةُ: (اليَدُ) كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد ابنُ سِيدَه: (البَيْضَاءُ الصَّالِحَةُ) والصَّنِيعَةُ والمنَّةُ، وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْك كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِيه إشارَةٌ إِلَى أَنَّه اسمٌ من أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ يُنْعِمُ إِنْعَامًا ونِعْمَةً، أُقِيمَ الاسْمُ مُقامَ الإنْعَامِ كَقَوْلِك: أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ إِنْفَاقًا ونَفَقَةً بِمَعْنى واحدٍ، (كَالنُّعْمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا، (والنَّعْمَاءِ بِالفَتْح مَمْدُودَةً) . قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومِثلُه النَّعِيم (ج:) أَي: جَمْع النِّعْمة، وظاهِرُ سِياقِه أَنَّه جَمعُ الأَلْفاظِ المَذْكُورَةِ وَلَيْسَ كَذَلِك، وكأَنَّه قد احترَزَ من هَذَا الإيهامِ فِي أَوَّل التَّركِيبِ، ثمَّ كَرَّرَ. ووَقَعَ فِيهِ: (أَنْعُمٌ، ونِعَمٌ) . وَقد تَقَدَّم ذِكْرُهُما، (ونِعِمَاتٌ، بِكَسْرَتَيْن، وتُفْتَحُ العَيْنُ) الإتباعُ لأَهْلِ الحِجَازِ، وحَكاه اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: وقَرَأَ بَعضُهم: {أَنَّ الفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ بنِعمَاتِ الله} ، بفَتْحِ العَيْن وكَسْرِها، قَالَ: ويَجُوزُ تَسْكِينُ العَيْنِ، وَهَذِه قد أَغْفَلَهَا المُصَنِّفُ. فَأَمَّا الكَسْرُ فَعَلَى من جَمَع كِسْرَةً: كِسِراتٍ، وَمن قَرَأَ بِنِعَمَات فَإِنَّ الفَتْحَ أَخفُّ الحَرَكَاتِ، وَهُوَ أَكْثَرُ فِي الكَلاَمِ. وأَنَعْمَهَا الله تَعالَى عَلَيْه، وأَنْعَمَ بِهَا إنْعَامًا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ وأنعمت عَلَيْهِ أمسك عَلَيْك زَوجك} قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى إنْعَامِ اللهِ تَعالَى عَلَيْهِ هِدَايَتُه إِلَى الإِسْلاَم، ومَعْنَى إِنْعَامِ النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم [عَلَيْهِ] إِعْتَاقُه من إيَّاه من الرِّقِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الإِنْعَامُ: إِيْصالُ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْرِ، وَلَا يُقالُ ذَلِكَ إلاّ إِذَا كانَ المُوصَلُ إِلَيْهِ من [جنس] النَّاطِقِينَ. (ونَعِيمُ اللهِ تَعالَى: عَطِيَّتُه) الكَثِيرَةُ الوَافِرَة. وقَولُه تَعالَى: {ولَتُسْئَلُنَّ يَومَئِذٍ عَن النَّعِيمِ} أَي: عَنْ كلّ مَا استَمْتَعْتُم بِهِ فِي الدُّنيَا. (و) فِي الصِّحاحِ: (نَعِمَ الله تَعالَى بِكَ، كَسَمِعَ، ونَعِمَكَ) عَيْنًا نُعْمَةً مثل: غَلِمَ غُلْمَةً، ونَزِه نُزْهَةً. (و) كَذَلِك (أَنْعَم) الله (بِكَ عَيْنًا) أَيْ: (أَقَرَّ) الله (بِكَ عَيْنَ مَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي المُحْكَم، (أَوْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنشَدَ ثَعْلَب: (أَنعَمَ الله بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحَامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا) الرَّسُولُ هُنَا الرِّسَالَةُ، وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: " لَا تَقُل: نَعِمَ الله بِكَ عَيْنًا؛ فإنَّ الله لَا يَنْعَمُ بِأَحدٍ عَيْنًا، ولَكِن قُلْ: أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا " قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ((الَّذِي مَنَعَ مِنْهُ مَطَرِّفٌ صَحِيحٌ فَصِيحٌ فِي كَلاَمِهم، وعَينًا نَصْبٌ على التَّمْيِيزِ من الكَافِ، والبَاءُ للتَّعْدِيَةِ، والمَعْنَى نَعَّمَك الله عَيْنًا أَيْ: نَعَّمَ عَينَك وأَقَرَّهَا، وقَدْ يَحْذِفُون الجَارَّ ويُوصِلُونَ الفِعْلَ فَيَقُولُون: نَعِمَكَ الله عَيْنًا، وأَمَّا أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا، فَالبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ لأَنَّ الهَمْزَةَ كافِيةٌ فِي التَّعْدِيَة، ويَجوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ اَنْعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعِيمِ، فيُعَدَّى بالبَاءِ، قَالَ: ولَعَلَّ مُطَرِّفًا خُيِّلَ إِلَيْهِ أنّ انْتِصَابَ المُمَيِّزَ فِي هَذَا الكَلاَم عَن الفَاعِلِ فاسْتَعْظَمه، تَعالَى الله أَنْ يُوصَفَ بِالحَوَاسّ عُلُوًّا كَبيرًا، كَمَا يَقُولُون: نَعِمْتُ بِهَذَا الأَمْرَ عَيْنًا، والباءُ للتَّعْديَة، فَحسِبَ أَنَّ الأَمرَ فِي نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا كَذَلِك)) . العَرَبُ تَقُولُ: (نَعْم عَيْنٍ ونَعْمَة) عَيْنٍ (وَنَعَام) عَيْنٍ، وهَذِه عَن الحِرْمَازِي، كَمَا فِي النَّوَادِرِ. (ونَعِيم) عَيْنٍ، (بفَتْحِهِنَّ. ونُعْمَى) عَيْنٍ، (ونُعَامَى) عَيْنٍ، (نُعَامَ) عَيْنٍ، و (نُعْمَ) عَيْنٍ، (ونُعْمَة) عَيْنٍ (بَضَمِّهِنَّ. ونِعْمَةُ) عَيْنٍ، (ونِعَامَ) عَيْنٍ، (بِكَسْرِهِما) . قَالَ سيبَوَيْهِ: (ويُنْصَبُ الكُلُّ بإضْمَارِ الفِعْلِ) المَتْرُوكِ إظْهَارُه (اَيْ: أَفْعَلُ ذَلِك إِنْعَامًا لِعَيْنِكَ وإِكْرَامًا) لَكَ، وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الصِّحاحِ: كَرامةً لَكَ وإِكْرَامًا لِعَيْنِك وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا سَمِعْتَ قَولاً حَسَنًا فَرُوَيْدًا بِصَاحِبِه، فَإِنْ وَافَقَ قَولٌ عَمَلاً فَنَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ، آخِهِ وأَوْدِدْه "، أَيْ: قُلْ لَهُ: نَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ: [أَي: قُرَّة عَيْنٍ] ، أَي: أُقِرُّ عَيْنَكَ بِطَاعَتِكَ واتِّباعِ أَمْرِكَ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ: (وكُوم تَنْعَمُ الأضْيافُ عَيْنًا ... وتُصْبِحُ فِي مَبَارِكِها ثِقالاَ) أَي: تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْنًا بِهِنَّ، لأَنهم يَشْرَبُونَ من أَلْبَانِهَا. وقِيلَ: إنّ هَذِه الكُومَ تُسَرُّ بِالأَضْيَافِ كُسُرورِ الأَضْيَافِ بِهَا. وقِيلَ: إِنَّمَا تَأْنَسُ بِهِم لكَثْرةِ أَلْبانِها فَهِيَ لِذَلِك لَا تَخَافُ أَن تُعْقَرَ. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: يَا نُعْمَ عَيْنِي، أَي: يَا قُرَّةَ عَيْنِي، وأَنْشَدَ عَن الكِسائيّ: (صَبَّحَكَ الله بِخَيْرٍ بَاكِر ... ) (بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبَابٍ فَاخِرِ ... ) (ونَعِمَ العُودُ، كَفَرِحَ: اخْضَرَّ ونَضَرَ) ، وأَنشَدَ سِيبَوَيْهِ: (واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ ... لَا يَنْعِمُ العُودُ حتَّى يَنْعِمَ الوَرَقُ) (والنَّعَامَةُ: طَائِرٌ) مَعْرُوفٌ، أُنْثَى (ويُذَكَّرُ) ، قَالَ الأزْهَرِيّ: وجَائزٌ أَنْ يُقالَ للذَّكَرِ: نَعامَةٌ بِالهَاءِ، (واسمُ الجِنْس: نَعَامٌ) ، كَحَمَامٍ وحَمَامَةِ، وجَرَادٍ وجَرَادَةٍ، (و) قَدْ (يَقَعُ) النَّعَام (على الوَاحِدِ) . قَالَ أَبُو كَثْوَةَ: (ولَّى نَعامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأَةً ... لَمَّا رَأَى أَسَدًا بِالغَابِ قَدْ وَثَبَا) والعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمُّ من نَعَامَةٍ، وقَد تَقَدَّم فِي: " ظ ل م "، وأَمْوَقُ مِنْ نَعَامَةٍ، وأَشْرَدُ من نَعَامَةٍ، وأَجْبَنُ من نَعَامَةٍ، وأَعْدَى مِنْ نَعَامَةٍ. النَّعَامَةُ: (المَفَازَةُ، كالنَّعَامِ) ، هَكَذا فِي سَائِر النُّسَخ، والّذي فِي الصِّحاحِ: النَّعامُ، والنَّعَامَةُ: عَلَمٌ من أَعْلاَمِ المَفَاوِز يُهْتَدَى بِهِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ طُرُقَ المَفَازَةِ: (بِهِنَّ نَعَامٌ بَنَاهَا الرِّجا ... لُ تُلْقِي النَّفائِضُ فِيهِ السَّرِيحَا) وَرَوَى غَيرُ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه: (تَحْسَبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحَا ... ) وَقَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا: (لَا شَيْءَ فِي رَيْدِهَا إِلاَّ نَعَامَتُها ... مِنْهَا هَزِيمٌ ومِنها قَائِمٌ بَاقِي) ولَعَلَّ المُصَنِّف اغْتَرَّ بِقَولِ الجَوْهَرِيّ عَلَمٌ منْ أَعْلاَمِ المَفَاوِز فظَنَّ أنَّه يُرِيد عَلَمٌ عَلَيها، فَتَأَمَّل. النَّعَامَةُ: (الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ على الزُّرْنُوقَيْنِ) تُعَلَّقُ مِنْهُمَا القَامَةُ، وَهِي البَكَرَةُ فإنْ كانَتِ الزَّرَانِيقُ من خَشَبٍ فَهِي: دِعَمٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيدِ الكِلابِيُّ: إِذَا كَانَتَا من خَشَبٍ فَهُمَا النَّعَامَتَانِ، قَالَ: والمُعْتَرِضَةُ عَلَيْهِمَا هِيَ العَجَلَةُ والغَرْبُ مُعَلَّقٌ بِهَا. (و) نَعَامَةُ: (سَبْعَةُ اَفْرَاسٍ) مَنْسُوبَةٌ، مِنْها (لِلْحَارِثِ بنِ عَبَّادٍ) اليَشْكُرِيّ، وفيهَا يَقُولُ: (قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعامَةِ عِنْدِي ... لَقِحَتْ حَربُ وَائلٍ عَن حِيَالِ) وابنُها فرسُ خُزَرِ بنِ لَوْذَان السَّدُوسِيِّ، وَبِه فُسِّرَ قَولُه: (وابْنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... ) (و) فَرَسُ (مِرْدَاسِ بنِ مُعاذٍ الجُشَمِيِّ، وَهِي ابنَةُ صَمْعَر) . (و) فَرَسُ (عُيَيْنَةَ بنِ أَوْسٍ المَالِكِيِّ) ، من بَنِي مَالِك. (و) فَرَسُ (مُسافِعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى) . (و) فَرَسُ (المُنْفَجِرِ الغُبَرِيِّ) . وَفِي نُسْخَةٍ: الغَنَزِيِّ. (و) فَرَسُ (قَرَّاضٍ الأَزْدِيِّ) . وعَلى الأخِيرَةِ اقْتَصَر ابنُ الكَلْبِيِّ فِي كِتَابِ الخَيْلِ، وأَنشَدَ لَهُ يَقُولُ فِيهِ: (عَرَضْتُ لَهُمْ صَدْرَ النَّعَامَةِ أَذْرُعًا ... فَلَمْ أَرجُ ذِكْرَى كُلِّ نَفْسٍ أَشُوفُها) وَفِي الصِّحاحِ: والنَّعَامَة: فَرسٌ فِي قَولَ لَبِيد: (تَكَاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيها ... وتَحْجُلُ والنَّعَامَةُ والخَبَالُ) النَّعَامَةُ: (الرَّحْلُ اَوْ مَا تَحْتَه) . هَكَذا فِي النُّسخ، والصَّواب: الرِّجْلُ أَو مَا تَحْتَها كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصّحاح: مَا تَحْتَ القَدَمِ، وَفِي الهَامِش: يُقَال: الصَّوابُ: ابنُ النَّعَامة: مَا تَحْت القَدَم، (وكُلُّ بِناءٍ) عَالٍ (على الجَبَلِ، كَالظُّلَّةِ) والعَلَمِ نَعَامَةٌ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ مَا نُصِبَ من خَشَبٍ يَسْتَظِلُّ بِهِ الرّبِيئَةُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ. (و) النَّعَامَةُ (مِنَ الفَرَسِ: دِماغُه أَو فَمُه) . (و) النَّعامَةُ: (الطَّرِيقُ) ، وقِيلَ: المَحَجَّةُ الوَاضِحَةُ. (و) النَّعَامَةُ: (النَّفْسُ) . (و) النَّعَامَةُ: (الفَرَحُ والسُّرُورُ) . (و) النَّعَامَةُ: (الإِكْرَامُ) . (و) النَّعَامَةُ: (الفَيْجُ المُسْتَعْجِلُ) . كلُّ ذَلِكَ نَقلَه الأَزْهَرِيّ. (و) النَّعَامَةُ: (صَخْرَةٌ نَاشِزَةٌ فِي الرَّكِيَّةِ) . (و) النَّعامَةُ: (عَظْمُ السَّاقِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ: ابنُ النَّعَامَةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وَبِه فُسِّر قَولُ خَزَزِ بنِ لَوْذَانَ: (وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... ) (و) النَّعَامَةُ: (الظُّلمَةُ) . (و) االنَّعَامَةُ: (الجَهْلُ) . يُقالُ: سكَنَتْ نَعَامَتُه، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ: (ولَوْ أَنِّي حَدَوْتُ بِهِ ارْفَأَنَّتْ ... نَعَامَتُهُ وأَبْغَضَ مَا أَقُولُ) (و) النَّعَامَةُ: (العَلَمُ المَرْفُوعُ) فِي المَفَاوِزِ لِيُهْتَدَى بِهِ، وَقد تَقَدَّم. (و) النَّعَامَةُ: (السَّاقِي) الَّذِي يَكُونُ (على البِئْرِ) ، الصَّوَابُ فِيهِ: ابنُ النَّعَامَةِ. (و) النَّعَامَةُ: (الجِلْدَةُ) الّتي (تُغَشِّي الدَّمَاغَ) وتُغَطِّيه. (و) نَعامَةُ: (ع بِنَجْد) : قَالَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ: (أَبْلِغْ أَبَا قَيْسٍ إِذَا مَا لَقِيتَه ... نَعَامةُ أَدْنَى دَارِهَا فَظَلِيمُ) (بِأَنَّا ذَوُو وَجْدٍ وأَنَّ قَتِيلَهُمْ ... بَنِي خَالِدٍ لَو تَعْلَمِين كَرِيمُ) (و) النَّعَامَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ، وَمِنْه) قَولُهم: (شَالَتْ نَعَامَتُهُم) إِذَا تَفَرَّقَتْ كَلِمَتُهُمْ، وذَهَبَ عِزَّهُم، ودَرَسَتْ طَرِيقَتُهم وَوَلَّوْا، وقِيلَ: تَحَوَّلُوا عَن دَارِهِمْ، وَقيل: قَلَّ خَيْرُهُمْ وَوَلَّتْ أمُورُهم، (و) قد (ذُكِرَ فِي " ش ول ") . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ: (أَنَّ الفَرَزْدَقَ قَدْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وعَضَّهُ حَيَّةٌ من قَوْمِهِ ذَكَرُ) (و) النَّعَامَةُ: (لَقَبُ كُلِّ مَنْ مَلَكَ الحِيرَةَ) ، والّذي فِي الصِّحاحِ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ اَنَّ العَرَبَ كانَتْ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَة النُّعْمانَ، لأَنَّه كَانَ آخِرَهم. انْتَهَى. ولَعَلَّ مَا ذَكَره المُصَنِّف غَلطٌ وتَحْرِيفٌ. (و) أَيْضا (لَقَبُ بَيْهَسٍ) الفَزَارِيّ أَحَدِ الإِخْوَةِ السَّبْعَةِ الّذِين قُتِلُوا، وتُرِكَ هُوَ لُحمْقِه، وَهُوَ القَائِل: (الْبَسْ لِكُلِّ حَالَةٍ لَبُوسَها ... إِمَّا نَعِيمُها وإِمَّا بُوسُها) وَمِنْه: أَحمَقُ من بَيْهَسٍ. (وأَبُو نَعَامَةَ: لَقَبُ قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءَةِ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُكنَى أَبَا مُحَمَّد أَيْضا، وَمِنْه قَولُ الحَرِيرِيِّ: تَقْلِيدُ الخَوَارِج أَبَا نَعَامَةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَبُو نَعَامَةَ كُنْيَتُهُ فِي الحَرْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ فِي السِّلْم. (وَفِي المَثَلِ: أَنْتَ كَصَاحِبِة النَّعَامَةِ، يُضْرَبُ فِي المَزْرِيَةِ على مَنْ يَثِقُ بِغَيْر الثِّقَةِ) ، ومِنْ قِصَّتِهَا (لأَنَّها وَجَدَتْ نَعَامَةً قد غُصَّتْ بصُعْرُورٍ، أَيْ: بصَمْغَةٍ، فَأَخَذَتْها فَرَبَطَتْها بِخمَارِهَا إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ دَنَتْ من الحَيِّ فَهَتَفَتْ: مَنْ كَانَ يَحُفُّنَا ويَرُفُّنَا فَلْيَتَّرِكْ، وقَوَّضَتْ بَيْتَها، لتَحْمِلَ على النَّعَامَة، فانْتَهَتْ إِلَيْهَا وَقد اَسَاغَتْ غُصَّتَها وأُفْلِتَتْ، وبَقِيَت المَرْأَةُ، لَا صَيْدَهَا اَحْرَزَتْ وَلَا نَصِيبَهَا من الحَيِّ حَفِظَتْ) . كَذَا فِي المُحْكَمِ. (والنَّعَمُ) ، مُحَرّكَةً، (وقَدْ تُسَكَّنُ عَيْنُه) لُغَةٌ فِيهِ، عَن ثَعْلَب، وأَنْشَدَ: (وأَشْطَانُ النَّعَامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ) وَلَا عِبْرَة بقَوْل شَيخِنا: هُوَ غَيْر مَعْرُوفٍ وَلَا مَسْمُوعٍ: (الإِبِلُ) والبَقَرُ (والشَّاءُ) زَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: والمَعِزُ والضَّأْنُ، وهَذَا القَولُ صَحَّحَه القُرْطُبِيّ، ونَقَلَ الوَاحِدِيّ إِجْمَاعَ اَهْلِ اللُّغَةِ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فجزاء مثل مَا قتل من النعم يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم} أَي: ينظر إِلَى الّذي قُتِلَ مَا هُوَ فَتُؤْخَذُ قِيمَتُه دَرَاهِمَ، فَيُتَصَدَّقُ بهَا. قَالَ الأزْهَرِيّ: دَخَلَ فِي النَّعَمِ هَهَنَا الإِبلُ والبَقَرُ والغَنَمُ (أَوْ خَاصٌّ بِالإِبِلِ) ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، وَقيل: إنَّما خُصَّتِ النَّعْمُ بِالإِبِلِ لِكَوْنِها عِنْدَهم أَعْظَمَ نِعْمَة، وَفِي تَحْرِيرِ الإِمَام النَّوَوِيّ: النَّعَمُ: اسْمُ جِنْس (ج: أَنْعامٌ) ، وَفِي الصِّحاح: النَّعَمُ: واحدُ الأْنَعام، وَهِي المَالُ الرَّاعِيَة، وأَكْثَر مَا يَقَعُ هَذَا الاسْمُ على الإِبِل. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّث، يَقُولُون: هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ، ويُجْمَع على: نُعْمَانٍ مثل: حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ. والأَنْعَامُ تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ. قالَ الله تَعالَى فِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونه} وَفِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونها} اه. وقِيلَ: النَّعَمُ مُؤَنَّثٌ؛ لأَنَّه مِنْ أَسْمَاءِ جُمُوعِ مَا لَا يَعْقِلُ، وقِيلَ: النَّعَمُ والأَنْعَامُ فِيهِما الوَجْهَانِ. قَالَ شَيْخُنَا: ومَنْ جَوَّزَ الوَجْهَيْنِ جَعَل التَّفْرِقَةَ فِي الاسْتِعْمالِ والجَمْعِ لتَعَدُّدِ الأَنْوَاعِ. وانْتَهَى. وَقيل: إِنَّ العَرَبَ إِذا أَفردَتِ النَّعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهَا إِلاَّ الإِبلَ فَإِذا قَالُوا: الأَنْعام أرادُوا بهَا الإبلَ والبَقَرَ والغَنَمَ، نُقِلَ ذَلِكَ عَن الفَرَّاءِ. قَالَ الرَّاغِبُ: لَكِن لَا يُقالُ لَهَا أَنْعَامٌ حَتَّى تَكُونَ فِيها الإِبل. وَكَانَ الكِسَائِيّ يَقُولُ: فِي قَولِه تَعالَى: {مِمَّا فِي بطونه} أنَّه أَرَادَ: فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنا. ومثلُه قَولُه: (مِثْل الفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ ... ) أَيْ: حَوَاصِل مَا ذَكَرْنا. وَقَالَ آخَر فِي تَذْكِير النَّعَمِ: (فِي كلّ عَامٍ نَعَمٌ يَحْوُوُنَهُ ... ) (يُلْقِحُهُ قَومٌ ويَنْتِجُونَهُ ... ) قالَ شَيْخُنَا: وقالَ جَمَاعَةٌ: إنَّ الأَنْعَامَ اسمُ جَمْع، فَيُذَكَّرُ ضَمِيرُه ويُفرَد نَظَرًا لِلَفْظِه، ويُؤَنَّث ويُجْمَع نَظَرًا لمَعْنَاه. (جج:) أَيْ: جَمْعُ الجَمْع: (أَنَاعِيمُ) . قَالَ الجوْهَرِيّ: ويُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ فَقَط؛ لأنَّ جَمْعَ الجَمْعِ إِمَّا أَنْ يُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ أَوْ الضُّرُوبُ المُخْتَلِفَةُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (دَانَى لَهُ القَيدُ فِي دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْهِ وانْحَسَرتْ عَنْه الأَنَاعِيمُ) (والنُّعَامَى، بِالضَّمِّ) والقَصْر على فُعَالَى: من أَسْمَاءِ (رِيح الجُنُوبِ) ، لأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وأَرْطَبُها، كَمَا فِي الصِّحاح، وَبِه جَزَم المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ، وَمِنْه قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ: (مَرَتْه النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلاَفَ النُّعَامَى من الشَّأْمِ رِيحَا) (أَو) هِيَ رِيحٌ تَجِيءُ (بَيْنَه وبَيْنَ الصَّبَا) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ عَن أَبِي صَفْوَان. (والنَّعَائِمُ) : مَنزِلَةٌ (مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ) ، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَنْجُمْ كَأَنَّهَا سَرِيرٌ مُعْوَجٌّ، أربعَةٌ صَادِرَةٌ وأربعَةٌ وَارِدَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي المُحْكَمِ: أربعَةٌ فِي المَجَرَّةِ وتُسَمَّى الوّارِدَةَ، وأربعَةٌ خَارِجَةٌ تُسَمَّى الصَّادِرَةَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهِي أرْبَعَةُ كَوَاكِبَ مُرَبَّعَةٍ فِي طَرَفِ المَجَرَّةِ، وَهِي شَآميّةٌ. (وأَنْعَمَ أَنْ يُحْسِنَ) أَوْ يُسِيءَ أَيْ: (زَادَ، و) أَنْعَمَ (فِي الأَمْرِ: بَالَغَ) قَالَ: (سَمِين الضَّواحِي لم تُؤرّقْه لَيْلَةً ... وأًنعَمَ أَبْكارُ الهُمُومِ وعُونُها) الضَّواحِي: مَا بَدَا من جَسَدِه، وأَنْعَمَ أَيْ: وَزَادَ على هَذِه الصِّفَةِ: وأَبْكَارُ الهُمُومِ: مَا فَجَأَكَ، وعُونُها: مَا كَان هَمًّا بَعْدَ هَمٍّ. وفَعَلَ كَذَا وكَذَا، وأَنْعَمَ أَيْ: زَادَ، وَفِي حَدِيثِ صَلاَةِ الظُّهْرِ: " فَأَبْرَدَ بِالظُّهْر وأَنْعَم " أَي: أَطَالَ الإِبْرَادَ وأَخَّرَ الصَّلاَةَ، وَمِنْه قَولُهم: أَنْعَم النَّظَر فِي الشَّيْءِ، إِذَا أَطَالَ الفِكْرَةَ فِيهِ، قَالَ شَيخُنا: وقِيل: هُوَ مَقْلُوبُ أَمْعَنَ. وقَولُ الشِّاعِرِ: (فوَرَدَتْ والشَّمسُ لَمَّا تُنْعِمِ ... ) أَيْ: لَمَّا تُبَالِغْ فِي الطُّلُوعِ. (ونِعْمَ وبِئْسَ) : فِعْلان مَاضِيَان لَا يَتَصَرَّفَانِ تَصَرُّفَ سَائِرِ الأَفْعَالِ؛ لأَنَّهُما استُعْمِلا للحَالِ بِمَعْنَى المَاضَي، فَنِعْمَ مَدْحٌ، وبِئْسَ ذَمٌّ، و (فِيهِما) أَرْبَعُ (لُغَات) ، الأُولَى: نَعِمَ، (كعَلِمَ) ، وَمِنْه قَولُ طَرَفَةَ: (مَا أَقَلَّتْ قَدَمَايَ إِنَّهُمُ ... نَعِمَ السَّاعُونَ فِي الأَمْرِ المُبِرّ) هَكَذَا أَنْشَدُوه: كعَلِمَ، جَاؤُا بِهِ عَلَى الأَصْل، وَلم يَكْثُر اسْتِعْمَالُه عَلَيْهِ. (و) الثَّانِيّةُ، (بِكَسْرَتَيْنِ) بإتْبَاعِ الكَسْرَةِ الكَسْرَةَ. (و) الثَّالِثَةُ، (بِالكَسْرِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْحِ الكَسْرَةِ الثَّانِيَة. (و) الرَّابِعَةُ، (بِالفَتْحِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْح الكَسْرَةِ من الثَّانِي وتَرْك الأَوَّل مَفْتُوحًا، ذَكَر الجَوْهَرِيّ هَذِه اللُّغات الأَربعةَ. وَفِي الأَخِيرَة حَكَى سِيبَوَيْهِ أَنَّ مِنَ العَرَب مَنْ يَقُولُ: نَعْمَ الرَّجلُ فِي نِعْم، كَانَ أَصلُه: نَعِم، ثُمَّ خُفِّف بِإسْكَانِ الكَسْرَة. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَشْهَرُ اللُّغَاتِ كَسْرُ النُّونِ مَعَ سُكُون العَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وكَسْرُ العَيْنِ، ثُمَّ كَسْرُهُما. اه. وَلَا يَدْخُلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلاَّ عَلَى مَا فِيه الأَلِفُ واللاَّم مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا، كَقَوْلِك: نِعْمَ الرَّجُل زَيْد، فهَذَا هُوَ المُظْهَرُ، ونِعْمَ رَجُلاً زَيدٌ، فَهَذَا هُوَ المُضْمَرُ، وَقَالَ الأزْهَرِيّ: إِذَا كَان مَعَ نِعْم وبِئْس اسْمُ جِنْسٍ بِغيْر ألِف ولامٍ فَهُوَ نَصْبٌ أَبدًا، وَإِن كانَتء فِيهِ الألِفُ واللاَّمُ فَهُوَ رَفْعٌ اَبدًا، وذَلِك قَوْلُك: نِعْم رَجُلاً زَيدٌ، ونِعْم الرَّجُل زَيْدٌ، ونَصَبْتَ رَجُلاً على التَّمِيِيزِ، ولاَ يَعْمَلاَنِ فِي اسْمِ عَلَمٍ، وإنَّمَا يَعْمَلاَنِ فِي اسْمٍ مَنْكُورٍ دَالٍّ عَلَى جِنْسٍ، اَوْ اسْمٍ فِيهِ أَلِفٌ ولاَمٌ تَدُلُّ على جِنْس. وَفِي الصّحاح: وتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، ونِعْمَ المَرْأَةُ هِنْدٌ، وَإِن شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ المَرْأَةُ من وَجْهَين: أَحدُهما أَن يَكونَ مُبْتَدأً قُدِّم عَلَيْهِ خَبَرُه، والثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وإِذَا قُلْتَ: نِعْمَ رَجُلاً فقد أَضْمَرْتَ فِي نِعْمَ " الرَّجُلُ " بِالأَلِفِ واللاَّمِ مَرْفُوعًا، وفَسَّرتَه بِقَوْلِك: رَجُلاً؛ لأَنَّ فَاعِلَ نِعْمَ وبِئْسَ لَا يَكُونُ إِلاَّ مَعْرِفَةً بِالأَلِفِ واللاَّم، أَوْ مَا يُضَافُ إِلَى مَا فِيه الألِفُ واللاَّم، ويُرادُ بِهِ تَعْرِيفُ الجِنْسِ لَا تَعْرِيفُ العَهْدِ، أَو نَكِرة مَنْصُوبَةً. (ويُقالُ: إنْ فَعَلْتَ) ذَاك (فَبِهَا ونِعْمَتْ، بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ وَقْفًا وَوَصْلاً) ؛ لأَنَّها تَاءُ تَأَنِيثٍ (أَيْ:) و (نِعْمَتِ الخَصْلَةُ) أَو الفَعْلَة، والتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الوَقْفِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِذِي الرُّمَّة: (أَو حُرَّةٌ عَيْطَلٌ ثَيْجَاءُ مُجْفَرَةٌ ... دَعَائِمَ الزَّوْرِ نِعْمَتْ زَوْرقُ البَلَدِ) وَفِي الحَدِيثِ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمْعَةِ فَبِهَا ونِعْمَتْ، ومَنِ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي: وَنِعْمَتْ الخَصْلَةُ أَو الفَعْلَةُ هِيَ، فحَذَفَ المَخْصُوصَ بِالمَدْحِ والبَاءُ فِي ((فَبَهَا)) مُتَعَلِّقَةٌ بفِعْل مُضْمَر، أَي: فَبِهَذِه الخَصْلةِ أَو الفَعْلَةِ، يَعْنِي الوُضُوءَ، يُنالُ الفَضْلُ وقِيل: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى السُّنَّة، أَي: فبِالسُّنَّةِ أَخَذَ، فأَضْمَرَ ذَلِك، (وتَدْخُلُ عَلَيْه مَا، فَيَكْتَفِى بِهَا) مَعَ نِعْم (عَن صِلَتِه تَقوُلُ: دَقَقْتُه دَقًّا نِعِمّا) ، بِكَسْر النُّونِ والعَيْن، ومِثلُه فِي النُّعُوتِ: خِبِقٌّ ودِفِقٌّ، (وَقد تُفْتَحُ العَيْنُ) أَي: مَع كَسْرِ النُّون هَكَذَا قَيَّده أَبُو بَكْرِ بنُ إِبراهيمَ، ونَقلَه الأزهَرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَم، قَالَ: ومِثلُه فِي النُّعُوتِ فَرسٌ هِضَبٌّ أَيْ: كَثِيرُ الجَرْيِ، وزَجْع هِضَمٌّ، وبَعِيرُ خِدَبٌّ للعَظِيمِ، وهِزَبٌّ وهِجَفٌّ للظَّلِيم (أَيْ: نِعْمَ مَا دَقَقْتُه) . قَرَأَ أَبُو جَعْفَر وشَيْبَةُ [ونَافعُ] وعَاصِمٌ وأَبُو عَمْرٍ و {فَنعما هِيَ} ، بِكَسْرِ النُّونِ وجَزْمِ العَيْنِ وتَشْدِيدِ المِيمِ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ، بِفَتْحِ النُّونِ وكَسْرِ العَيْنِ، وذَكَر أَبُو عُبَيْدَة حَدِيثَ النَّبِيّ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم حِينَ قالَ لِعَمْرِو بنِ العَاصِ: " نِعْمَّا بالمَالِ الصَّالِح للرَّجُلِ الصَّالِحِ " وأَنَّه يَخْتَارُ هَذِه القِراءَةَ لأجْلِ هَذِه الرِّوَاية، قَالَ ابنُ الأثَير: وأصلُه نِعْمَ مَا، فَأَدْغَمَ وشَدَّدَ، ومَا غَيرُ مَوْصُوفَةٍ وَلَا مَوْصُولَةٍ، كَأَنَّه قَالَ: نِعْمَ شَيْئًا المَالُ، والباءُ زَائِدَةٌ. وقالَ الجَوْهَرِيُّ: وإنْ أَدْخَلْتَ عَلَى نِعْمَ مَا قُلْت: {نعما يعظكم بِهِ} تَجْمَعُ بَيْنَ السَّاكِنَيْن، وإِنْ شِئْتَ حَرَّكْتَ العَيْنَ بِالكَسْرِ، وإِن شِئْتَ فَتَحْتَ النُّونَ مَعَ كَسْرِ العَيْن انْتهى. وَقَالَ الأزْهَرِيّ: ولَيْس فِي الكَلاَمِ نَعْت على فَعِل بِفَتْح الفَاءِ، أَي: مَعَ كَسْرِ العَيْن وَقَالَ الزَّجَّاجُ: النَّحَوِيُّون لَا يُجِيزُونَ مَعَ إِدْغَامِ المِيمِ تَسْكينَ العَيْنِ، ويَقُولُون: إنَّ هَذِه الرِّوَايَة فِي نِعْمَّا لَيْسَتْ بِمَضْبُوطَةٍ، ورُوِي عَن عَاصِم أَنَّه قَرأَ: {فَنعما} ، بِكَسْرِ النُّونِ والعَيْنِ، وَأما أَبُو عَمْرٍ وفَكَأن مَذْهَبه فِي هذَا كَسْرةٌ خَفِيفَةٌ مُخْتَلَسَةٌ، والأصلُ فِي نِعْمَ: نَعِمَ ونِعِمَ، ثَلاثُ لُغَاتٍ، ومَا فِي تَأْوِيلِ الشَّيْء فِي نعمَّا، المَعْنَى: نِعْمَ الشَّيْءُ. قَالَ الأَزْهَريّ: ((إِذا قُلْتَ: نِعْمَ مَا فَعَلَ، وبئْسَ مَا فَعَلَ، فَالْمَعْنى نِعْم شَيْئًا، وبئْسَ شَيْئًا فَعَل ذَلك، وكَذَلِك قَولُه تَعالَى: {نعما يعظكم بِهِ} مَعْنَاه: نِعْمَ شَيْئًا يَعِظُكم بِهِ)) . (وتَنَعَّمَهُ بالمَكَانِ: طَلَبَه) . (و) تَنَعَّمَ (الرَّجُل: مَشَى حَافِيًا) ، قيل: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّعَامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيقُ، ولَيِسَ بِقَوِيٍّ. (و) تَنَعَّمَ (الدَّابَّةَ) ، إِذا (أَلَحَّ عَلَيْها سَوْقًا) . (و) يُقَالُ: (نَعَمَهُمْ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّخْفِيفِ، والصَّوَابُ: بِالتَّشْدِيدِ، (و) كَذَلِك: (أَنْعَمَهُم) ، إِذَا (أتَاهُم) مُتَنَعّمًا على قَدَمَيْه (حَافِيًا) على غَيْر دَابَّةٍ، ويُقالُ: اَنْعَمَ الرَّجلُ إذَا شَيَّع صَديقَه حَافِيًا خُطُوات. (والنُّعْمَانُ، بِالضَّمِّ: الدَّمُ، وأُضِيفَتِ الشّقائِقُ إِليْه) ، وَهُوَ نباتٌ أَحمَرُ يُقالُ لَه: الشَّقِرُ (لُحمْرَتِه) ، وَبِه جَزَم عَبْدُ الله بنُ جُلَيْدٍ أَبُو العَمَيْثَل فِي نُقُولِه كَمَا نَقَلَه ابنُ خِلِّكَان. قُلتُ: وَهُوَ قَولُ المُبَرّدِ، (أَوْ هُوَ إِضَافةٌ إِلَى) النُّعْمَانِ (بنِ المُنْذِر) مَلِك العَرَب؛ (لأَنَّه حَمَاهُ) ، وعَلى هَذَا القَوْل اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ، ونَقَلَ عَن أَبِي عُبَيْدَة أَنَّ العَرَبَ كَانَتُ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَةِ النُّعْمَانَ؛ لأَنَّه كَانَ آخِرَهُمْ. (ومَعَرَّةُ النُّعْمَانِ: د) قَدِيمٌ من الشَّامِ، وأَهلُه تَنُوخُ، يُقالُ: (اجْتَازَ بِهِ النُّعْمَانُ ابنُ بَشِيرٍ) رَضِيَ الله عَنهُ (فَدَفَنَ بِهِ وَلَدًا فأُضِيفَ إِلَيْهِ) ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُه فِي الرَّاء، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ المَعَرِّي. (والنُّعْمَانُونَ ثَلاَثُونَ صَحَابِيًّا) وهم: النُّعْمَانُ بنُ أَسْمَاءَ وابنُ بادِيةَ، وابنُ بَشِيرٍ، وابنُ تِنْبَالَةَ، وابنُ ثَابِتٍ، وابنُ الحرّ، وابنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أَبِي جعالٍ، وابنُ حارثةَ، وَابْن أبي حزفةَ، وابنُ خَلَفٍ، وابنُ زَيْدٍ والنُّعْمَانُ السَّبَئِيُّ، وابنُ سِنَانٍ، وابنُ سَيَّارٍ، وابنُ شَرِيكٍ، وابنُ عَبْدِ عَمْرٍ و، وابنُ العَجْلاَنِ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ عصرٍ، وابنُ عَمرٍ و، وابنُ أَبي فاطمةَ، وابنُ قَوْقَلٍ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ مَالكِ بنِ ثَعْلَبَة، وابنُ مَالِكِ بنِ عامِرِ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ مورقٍ، وَا
المعجم: تاج العروس نعم
المعنى: النَّعِيمُ والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة، كله: الخَفْض والدَّعةُ والمالُ، وهو ضد البَأْساء والبُؤْسى. وقوله عز وجل: ومَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءته؛ يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله الدالَّةَ على أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: ثم لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم؛ أي تُسْأَلون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا، وجمعُ النِّعْمةِ نِعَمٌ وأَنْعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ؛ حكاه سيبويه؛ وقال النابغة: فلــــــن أَذْكُــــــرَ النُّعْمــــــان إلا بصــــــالحٍ فــــــإنَّ لـــــه عنـــــدي يُـــــدِيّاً وأَنْعُمـــــا والنُّعْم، بالضم: خلافُ البُؤْس. يقال: يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بؤْسٌ، والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِما لَيِّناً، وكذلك نَعِمَ يَنْعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما: نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ، ولغة رابعة: نَعِمَ يَنْعِم، بالكسر فيهما، وهو شاذ. والتنَعُّم: الترفُّه، والاسم النِّعْمة. ونَعِمَ الرجل يَنْعَم نَعْمةً، فهو نَعِمٌ بيّن المَنْعَم، ويجوز تَنَعَّم، فهو ناعِمٌ، ونَعِمَ يَنْعُم؛ قال ابن جني: نَعِمَ في الأصل ماضي يَنْعَمُ، ويَنْعُم في الأصل مضارعُ نَعُم، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نَعِمَ لغة من يقول يَنْعُم، فحدث هنالك لغةٌ ثالثة، فإن قلت: فكان يجب، على هذا، أَن يستضيف من يقول نَعُم مضارعَ من يقول نَعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة وهي نَعُم يَنْعَم، قيل: منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً، وليس كذلك نَعِمَ، فإن نَعِمَ قد يأْتي فيه يَنْعِمُ ويَنعَم، فاحتمل خِلاف مضارعِه، وفَعُل لا يحتمل مضارعُه الخلافَ، فإن قلت: فما بالهُم كسروا عينَ يَنْعِم وليس في ماضيه إلا نَعِمَ ونَعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل؟ قيل: هذا طريقُه غير طريق ما قبله، فإما أن يكون يَنْعِم، بكسر العين، جاء على ماضٍ وزنه فعَل غير أَنهم لم يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَعِم ونَعُم، كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن وَذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ، أَو يكون فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل، أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل، وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه.ونَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. والنَّعْمةُ، بالفتح: التَّنْعِيمُ.يقال: نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم. وفي الحديث: كيف أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْنِ قد الْتَقَمه؟ أي كيف أَتَنَعَّم، من النَّعْمة، بالفتح، وهي المسرّة والفرح والترفُّه. وفي حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما أَنْعَمَنا بك؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَقْدَمَك علينا، وإنما يقال ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك.والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ: الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال وقوله: مــــا أَنْعَـــمَ العَيْشـــَ، لـــو أَنَّ الفَـــتى حَجَـــرٌ تنْبُـــــو الحــــوادِثُ عنهــــ، وهــــو مَلْمــــومُ، إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ.ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ. ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء؛ قال الأَعشى: وتَضـــــْحَك عـــــن غُـــــرِّ الثَّنايـــــا، كــــأَنه ذرى أُقْحُـــــــــوانٍ، نَبْتُـــــــــه مُتنــــــــاعِمُ والتَّنْعيمةُ: شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، ولا تنبت إلى على ماء، ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ. وثوبٌ ناعِمٌ: ليِّنٌ؛ ومنه قول بعض الوُصَّاف: وعليهم الثيابُ الناعمةُ؛ وقال: ونَحْمـــــي بهـــــا حَوْمـــــاً رُكامــــاً ونِســــْوَةً عليهــــــــنَّ قَــــــــزٌّ نـــــــاعِمٌ وحَريـــــــرُ وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك.والنِّعْمةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما أُنْعِم به عليك. ونِعْمةُ الله، بكسر النون: مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر، والجمعُ منهما نِعَمٌ وأَنْعُمٌ؛ قال ابن جني: جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع، ومثله كثير، ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ، الإتباعُ لأَهل الحجاز، وحكاه اللحياني قال: وقرأَ بعضهم: أَن الفُلْكَ تجرِي في البَحْرِ بنِعَمات الله، بفتح العين وكسرِها، قال: ويجوز بِنِعْمات الله، بإسكان العين، فأَما الكسرُ فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، ومَنْ قرأَ بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات، وهو أَكثر في الكلام من نِعِمات الله، بالكسر. وقوله عز وجل: وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً قال الجوهري: والنُّعْمى كالنِّعْمة، فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء، والنَّعيمُ مثلُه. وفلانٌ واسعُ النِّعْمةِ أي واسعُ المالِ. وقرأَ بعضهم: وأَسْبَغَ عليكم نِعْمَةً، فمن قرأَ نِعَمَه أَراد جميعَ ما أَنعم به عليهم؛ قال الفراء: قرأَها ابن عباسنِعَمَه، وهو وَجْهٌ جيِّد لأَنه قد قال شاكراً لأَنعُمِه، فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن نِعَمَه جائز، ومَنْ قرأَ نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من توحيده؛ هذا قول الزجاج، وأَنْعَمها اللهُ عليه وأَنْعَم بها عليه؛ قال ابن عباس: النِّعمةُ الظاهرةُ الإسلامُ، والباطنةُ سَتْرُ الذنوب. وقوله تعالى: وإذْ تقولُ للذي أَنْعَم اللهُ عليه وأَنْعَمْت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك؛ قال الزجاج: معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام، ومعنى إنْعام النبي، صلى الله عليه وسلم، عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ. وقوله تعالى: وأَمّا بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ؛ فسره ثعلب فقال: اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ به ربُّك. وقوله تعالى: ما أَنتَ بِنِعْمةِ ربِّك بمَجْنونٍ؛ يقول: ما أَنت بإنْعامِ الله عليك وحَمْدِكَ إياه على نِعْمتِه بمجنون. وقوله تعالى: يَعْرِفون نِعمةَ الله ثم يُنْكِرونها؛ قال الزجاج: معناه يعرفون أَن أمرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ ثم يُنْكِرون ذلك. والنِّعمةُ، بالكسر: اسمٌ من أَنْعَم اللهُ عليه يُنْعِمُ إنعاماً ونِعْمةً، أُقيم الاسمُ مُقامَ الإنْعام، كقولك: أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً بمعنى واحد. وأَنْعَم: أَفْضل وزاد. وفي الحديث: إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء، وإنَّ أبا بكر وعُمَر منهم وأَنْعَما أي زادا وفَضَلا، رضي الله عنهما. ويقال: قد أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ، وقيل: معناه صارا إلى النعيم ودخَلا فيه كما يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ، ومعنى قولهم: أَنْعَمْتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ إليه نِعْمةً. وتقول: أَنْعَم اللهُ عليك، من النِّعْمة. وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك، من النُّعُومةِ.وقولهُم: عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ، كأَنه محذوف من نَعِم يَنْعِم، بالكسر، كما تقول: كُلْ من أَكلَ يأْكلُ، فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً. ونَعِمَ اللهُ بك عَيْناً، ونَعَم، ونَعِمَك اللهُ عَيْناً، وأَنْعَم اللهُ بك عَيْناً: أَقرَّ بك عينَ من تحبّه، وفي الصحاح: أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن تحبُّه؛ أَنشد ثعلب: أَنْعَم اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ_سِلِ، والحاملِ الرسالَة عَيْنا الرسولُ هنا: الرسالةُ، ولا يكون الرسولَ لأَنه قد قال والحامل الرسالة، وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ، فإن لم يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ، وهو عيب. قال الجوهري: ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مثل نَزِهَ نُزْهةً. وفي حديث مطرّف: لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن الله لا يَنْعَم بأَحدٍ عَيْناً، ولكن قال أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً؛ قال الزمخشري: الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم، وعَيْناً نصبٌ على التمييز من الكاف، والباء للتعدية، والمعنى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أي نَعَّم عينَك وأَقَرَّها، وقد يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَعِمَك اللهُ عَيْناً، وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن الهمزة كافية في التعدية، تقول: نَعِمَ زيدٌ عيناً وأَنْعَمه اللهُ عيناً، ويجوز أَن يكون من أَنْعَمَ إذا دخل في النَّعيم فيُعدَّى بالباء، قال: ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا الكلام عن الفاعل فاستعظمه، تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً، كما يقولون نَعِمْتُ بهذا الأمرِ عَيْناً، والباء للتعدية، فحَسِبَ أن الأَمر في نَعِمَ اللهُ بك عيناً كذلك، ونزلوا منزلاً يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بمعنى واحد؛ عن ثعلب، أي يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه، وزاد اللحياني: ويَنْعُمُهم عيناً، وزاد الأَزهري: ويُنْعمُهم، وقال أَربع لغات. ونُعْمةُ العين: قُرَّتُها، والعرب تقول: نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعْمةَ عينٍ ونَعْمةَ عينٍ ونِعْمةَ عينٍ ونُعْمى عينٍ ونَعامَ عينٍ ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك وما أَشبهه؛ قال سيبويه: نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهارهُ.وفي الحديث: إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه، فإن وافقَ قولٌ عَملاً فنَعْمَ ونُعْمةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً يتكلّم في العلم بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه، فلا تَعْجَلْ حتى تختبر فعلَه، فإن رأَيته حسنَ العمل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ، وقل له نَعْمَ ونُعْمة عين أَي قُرَّةَ عينٍ، يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك واتّباع أمرك. ونَعِمَ العُودُ: اخضرَّ ونَضَرَ؛ أنشد سيبويه: واعْــــوَجَّ عُــــودُك مــــن لَحْــــوٍ ومــــن قِـــدَمٍ، لا يَنْعَـــــمُ العُـــــودُ حــــتى يَنْعَــــم الــــورَقُ وقال الفرزدق: وكُـــــــوم تَنْعَـــــــمُ الأَضـــــــيْاف عَيْنــــــاً، وتُصـــــــْبِحُ فـــــــي مَبارِكِهـــــــا ثِقــــــالا يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ، فمن قال الأَضيافُ، بالرفع، أراد تَنْعَم الأَضيافُ عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها، ومن قال تَنْعَم الأَضيافَ، فمعناه تَنْعَم هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً، فحذفَ وأَوصل فنَصب الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها، لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة، وقيل: إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان، فهي لذلك لا تخاف أن تُعْقَر ولا تُنْحَر، ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عيناً لأنها كانت تخاف العَقْرَ والنحر. وحكى اللحياني: يا نُعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن الكسائي: صــــــــَبَّحكَ اللـــــــهُ بخَيْـــــــرٍ بـــــــاكرِ، بنُعْــــــــمِ عيــــــــنٍ وشـــــــَبابٍ فـــــــاخِرِ قال: ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكر منه نَعْمٌ، ويجمع أَنْعُماً.والنَّعامةُ: معروفةٌ، هذا الطائرُ، تكون للذكر والأُنثى، والجمع نَعاماتٌ ونَعائمُ ونَعامٌ، وقد يقع النَّعامُ على الواحد؛ قال أبو كَثْوة: ولَّــــــى نَعــــــامُ بنــــــي صــــــَفْوانَ زَوْزَأَةً، لَمَّـــــا رأَى أَســـــَداً بالغــــابِ قــــد وَثَبَــــا والنَّعامُ أَيضاً، بغير هاء، الذكرُ منها الظليمُ، والنعامةُ الأُنثى.قال الأَزهري: وجائز أَن يقال للذكر نَعامة بالهاء، وقيل النَّعام اسمُ جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ، والعرب تقول: أَصَمُّ مِن نَعامةٍ، وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت، ويقولون: أَشمُّ مِن هَيْق لأَنه يَشُمّ الريح؛ قال الراجز: أَشـــــمُّ مـــــن هَيْــــقٍ وأَهْــــدَى مــــن جَمَــــلْ ويقولون: أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ؛ ومُوقها: تركُها بيضَها وحَضْنُها بيضَ غيرها، ويقولون: أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من نَعامةٍ. ويقال: ركب فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره. ويقال للمُنْهزِمين: أَضْحَوْا نَعاماً؛ ومنه قول بشر: فأَمـــــــا بنـــــــو عـــــــامرٍ بالنِّســـــــار فكــــــانوا، غَــــــداةَ لَقُونــــــا، نَعامَــــــا وتقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعين: خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ نَعامَتُهم، وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي استَمر بهم السيرُ. ويقال للعَذارَى: كأنهن بَيْضُ نَعامٍ. ويقال للفَرَس: له ساقا نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه، وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها. ومن أَمثالهم: مَن يَجْمع بين الأَرْوَى والنَّعام؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن النعام السُّهولةُ، فهما لا يجتمعان أَبداً. ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك: ما أَنت إلا نَعامةٌ؛ يَعْنون قوله: ومِثْـــــــلُ نَعامـــــــةٍ تُـــــــدْعَى بعيــــــراً، تُعـــــــــاظِمُه إذا مـــــــــا قيل: طِيــــــــري وإنْ قيل: احْمِليــــــــ، قــــــــالت: فـــــــإنِّي مـــــــن الطَّيْـــــــر المُرِبَّــــــة بــــــالوُكور ويقولون للذي يَرْجِع خائباً: جاء كالنَّعامة، لأَن الأَعراب يقولون إن النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين؛ وفي ذلك يقول بعضهم: أو كالنَّعامــــــةِ، إذ غَـــــدَتْ مـــــن بَيْتِهـــــا لتُصـــــــاغَ أُذْناهـــــــا بغيـــــــر أَذِيــــــنِ فــــــاجْتُثَّتِ الأُذُنــــــان منهــــــا، فـــــانْتَهَتْ هَيْمـــــــاءَ لَيْســـــــَتْ مــــــن ذوات قُــــــرونِ ومن أَمثالهم: أنْتَ كصاحبة النَّعامة، وكان من قصتها أَنها وجَدتْ نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة، ثم دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ: من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ، وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ، فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ، وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها أَحْرَزَتْ ولا نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ؛ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق بغير الثِّقةِ. والنَّعامة: الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما القامة، وهي البَكَرة، فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِعَمٌ؛ وقال أَبو الوليد الكِلابي: إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان، قال: والمعترضة عليهما هي العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بها، قال الأزهري: وتكون النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في الأرض، أحدهما من هذا الجانب، والآخر من ذاك الجنب، يُصْقَعان بحَبْل يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض أو حجرين ضخمين، وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين، والنَّعامتانِ: المَنارتانِ اللتان عليهما الخشبة المعترِضة؛ وقال اللحياني: النَّعامتان الخشبتان اللتان على زُرْنوقَي البئر، الواحدة نَعامة، وقيل: النَّعامة خشبة تجعل على فم البئر تَقوم عليها السَّواقي. والنَّعامة: صخرة ناشزة في البئر.والنَّعامة: كلُّ بناء كالظُّلَّة، أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز، وقيل: كل بناء على الجبل كالظُّلَّة والعَلَم، والجمع نَعامٌ؛ قال أَبو ذؤيب يصف طرق المفازة: بِهـنَّ نَعـامٌ بَناهـا الرجـا_لُ، تَحْسـَب آرامَهُـن الصُّروحا وروى الجوهري عجزه: تُلْقِـــــــي النَّقــــــائِضُ فيــــــه الســــــَّريحا قال: والنَّفائضُ من الإبل؛ وقال آخر: لا شــــــيءَ فــــــي رَيْــــــدِها إلا نَعامَتُهـــــا، منهـــــا هَزِيـــــمٌ ومنهـــــا قـــــائمٌ بــــاقِي والمشهور من شعره: لا ظِــــــــــــلَّ فــــــــــــي رَيْــــــــــــدِها وشرحه ابن بري فقال: النَّعامة ما نُصب من خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة، والهَزيم: المتكسر؛ وبعد هذا البيت: بـــــادَرْتُ قُلَّتَهـــــا صــــَحْبي، ومــــا كَســــِلوا حـــــتى نَمَيْـــــتُ إليهـــــا قَبْـــــلَ إشـــــْراق والنَّعامة: الجِلْدة التي تغطي الدماغ، والنَّعامة من الفرس: دماغُه.والنَّعامة: باطن القدم. والنَّعامة: الطريق. والنَّعامة: جماعة القوم.وشالَتْ نَعامَتُهم: تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم وولَّوْا، وقيل: تَحَوَّلوا عن دارهم، وقيل: قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ أُمورُهم؛ قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ: أَزْرَى بنــــــا أَننــــــا شـــــالَتْ نَعامتُنـــــا، فخـــــالني دونـــــه بـــــل خِلْتُـــــه دونـــــي ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا: قد شالت نعامتهم.وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم: النعامة الجماعة أَي تفرقوا؛ وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ: اشـــــْرَبْ هنِيئاً، فقـــــد شـــــالَتْ نَعـــــامتُهم، وأَســـــْبِلِ اليَـــــوْمَ فــــي بُرْدَيْــــكَ إســــْبالا وأَنشد لآخر: إنـــــي قَضـــــَيْتُ قضـــــاءً غيـــــرَ ذي جَنَفٍــــ، لَمَّـــــا ســـــَمِعْتُ ولمّـــــا جـــــاءَني الخَبَــــرُ أَنَّ الفَــــــرَزْدَق قــــــد شــــــالَتْ نعـــــامَتُه، وعَضــــــَّه حَيَّــــــةٌ مــــــن قَــــــومِهِ ذَكَـــــرُ والنَّعامة: الظُّلْمة. والنَّعامة: الجهل، يقال: سكَنَتْ نَعامتُه؛ قال المَرّار الفَقْعَسِيّ: ولــــــو أَنــــــيّ حَـــــدَوْتُ بـــــه ارْفَـــــأَنَّتْ نَعـــــــامتُه، وأَبْغَـــــــضَ مـــــــا أَقـــــــولُ اللحياني: يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل.وأَراكةٌ نَعامةٌ: طويلة. وابن النعامة: الطريق، وقيل: عِرْقٌ في الرِّجْل؛ قال الأَزهري: قال الفراء سمعته من العرب، وقيل: ابن النَّعامة عَظْم الساق، وقيل: صدر القدم، وقيل: ما تحت القدم؛ قال عنترة: فيكــــــونُ مَرْكبَــــــكِ القَعــــــودُ ورَحْلُهــــــ، وابـــــنُ النَّعامــــةِ، عنــــد ذلكــــ، مَرْكَبِــــي فُسِّر بكل ذلك، وقيل: ابن النَّعامة فَرَسُه، وقيل: رِجْلاه؛ قال الأزهري: زعموا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله: وابـــــن النعامــــة، يــــوم ذلكــــ، مَرْكَــــبي وابن النَعامة: الساقي الذي يكون على البئر. والنعامة: الرجْل.والنعامة: الساق. والنَّعامة: الفَيْجُ المستعجِل. والنَّعامة: الفَرَح.والنَّعامة: الإكرام. والنَّعامة: المحَجَّة الواضحة. قال أَبو عبيدة في قوله: وابـــــن النعامــــة، عنــــد ذلكــــ، مركــــبي قال: هو اسم لشدة الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة، وإنما ذلك كقولهم: به داء الظَّبْي، وجاؤوا على بَكْرة أَبيهم، وليس ثم داء ولا بَكرة. قال ابن بري: وهذا البيت، أَعني فيكون مركبكِ، لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسيّ؛ وقبله: كـــــذَبَ العَـــــتيقُ ومـــــاءُ شـــــَنٍّ بـــــارِدٍ، إنْ كنــــــتِ شــــــائلَتي غَبُوقــــــاً فـــــاذْهَبي لا تَـــــــذْكُرِي مُهْــــــرِي ومــــــا أَطعَمْتُهــــــ، فيكـــــونَ لَوْنُـــــكِ مِثـــــلَ لَـــــوْنِ الأَجْـــــرَبِ إنـــــــي لأَخْشــــــَى أن تقــــــولَ حَليلَــــــتي: هــــــــذا غُبــــــــارٌ ســـــــاطِعٌ فَتَلَبَّـــــــبِ إن الرجــــــالَ لَهــــــمْ إلَيْــــــكِ وســــــيلَةٌ، إنْ يأْخـــــــــذوكِ تَكَحِّلـــــــــي وتَخَضـــــــــِّبي ويكــــــون مَرْكَبَــــــكِ القَلــــــوصُ ورَحلهُــــــ، وابـــــنُ النَّعامــــة، يــــوم ذلكــــ، مَرْكَبِــــي وقال: هكذا ذكره ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود، وقال: ابنُ النَّعامة فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسي، والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد، قال: وتروى الأبيات أَيضا لعنترة، قال: والنَّعامة خَطٌّ في باطن الرِّجْل، ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابهوإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه قال: إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك، ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل والقَعود وأَسَروني أَنا، فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي أَنا، وقال: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه، وهذا أَقرب إلى التفسير من كونه يصف المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس، اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس منهزماً مولياً هارباً، وليس في ذلك من الفخر ما يقوله عن نفسه، فأَيُّ حالة أَسوأُ من إسلام حليلته وهرَبه عنها راكباً أو راجلاً؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هو ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله.والنَّعَم: واحد الأَنعْام وهي المال الراعية؛ قال ابن سيده: النَّعَم الإبل والشاء، يذكر ويؤنث، والنَّعْم لغة فيه؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: وأَشــــــــــْطانُ النَّعـــــــــامِ مُرَكَّزاتٌـــــــــ، وحَـــــــوْمُ النَّعْــــــمِ والحَلَــــــقُ الحُلــــــول والجمع أَنعامٌ، وأَناعيمُ جمع الجمع؛ قال ذو الرمة: دانــــى لــــه القيــــدُ فــــي دَيْمومـــةٍ قُـــذُفٍ قَيْنَيْهِــــــ، وانْحَســــــَرَتْ عنــــــه الأَنـــــاعِيمُ وقال ابن الأَعرابي: النعم الإبل خاصة، والأَنعام الإبل والبقر والغنم.وقوله تعالى: فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ منكم؛ قال: ينظر إلى الذي قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها؛ قال الأَزهري: دخل في النعم ههنا الإبلُ والبقرُ والغنم. وقوله عز وجل: والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ؛ قال ثعلب: لا يذكرون الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك، وأما قول الله عز وجَل: وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في بطونه؛ فإن الفراء قال: الأَنْعام ههنا بمعنى النَّعَم، والنَّعَم تذكر وتؤنث، ولذلك قال الله عز وجل: مما في بطونه، وقال في موضع آخر: مما في بطونها، وقال الفراء: النَّعَم ذكر لا يؤَنث، ويجمع على نُعْمانٍ مثل حَمَل وحُمْلانٍ، والعرب إذا أَفردت النَّعَم لم يريدوا بها إلا الإبل، فإذا قالوا الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم، قال الله عز وجل: ومن الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله ثم قال: ثمانية أَزواج؛ أي خلق منها ثمانية أَزواج، وكان الكسائي يقول في قوله تعالى: نسقيكم مما في بطونه؛ قال: أَراد في بطون ما ذكرنا؛ ومثله قوله: مِثْـــــــل الفـــــــراخ نُتِفَـــــــتْ حَواصــــــِلُهْ أي حواصل ما ذكرنا؛ وقال آخر في تذكير النَّعَم: فــــــي كــــــلّ عــــــامٍ نَعَـــــمٌ يَحْـــــوونَهُ، يُلْقِحُـــــــــــه قَــــــــــوْمٌ ويَنْتِجــــــــــونَهُ ومن العرب من يقول للإبل إذا ذُكِرتالأَنعام والأَناعيم.والنُّعامى، بالضم على فُعالى: من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ الرياح وأَرْطَبُها؛ قال أَبو ذؤيب: مَرَتْـــــــه النُّعـــــــامى فلــــــم يَعْتَرِفْــــــ، خِلافَ النُّعــــــامى مــــــن الشــــــَّأْمِ، ريحـــــا وروى اللحياني عن أَبي صَفْوان قال: هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا.والنَّعامُ والنَّعائمُ: من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ، وأَربعة واردٌ؛ قال الجوهري: كأنها سرير مُعْوجّ؛ قال ابن سيده: أَربعةٌ في المجرّة وتسمى الواردةَ وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ. قال الأَزهري: النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر، والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ، وهي أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة وهي شاميّة، ويقال لها النَّعام؛ أَنشد ثعلب: بـــــاضَ النَّعـــــامُ بـــــه فنَفَّـــــر أَهلَهـــــ، إلا المُقِيــــــمَ علــــــى الـــــدّوَى المُتَـــــأَفِّنِ النَّعامُ ههنا: النَّعائمُ من النجوم، وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض.ونُعاماكَ: بمعنى قُصاراكَ. وأَنْعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ: زاد.وأَنْعَم فيه: بالَغ؛ قال: ســـــــَمِين الضـــــــَّواحي لـــــــم تُــــــؤَرِّقْه، لَيْلــــةً، وأَنْعَمَــــ، أبكـــارُ الهُمـــومِ وعُونُهـــا الضَّواحي: ما بدا من جَسدِه، لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ الهموم وعُونُها، وأَنْعَمَ أي وزاد على هذه الصفة، وأَبكار الهموم: ما فجَأَك، وعُونُها: ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ، وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت قبلها. وفَعَل كذا وأَنْعَمَ أي زاد. وفي حديث صلاة الظهر: فأَبردَ بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أي أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة؛ ومنه قولهم: أَنْعَمَ النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فيه؛ وقوله: فـــــــوَرَدَتْ والشـــــــمسُ لمَّـــــــا تُنْعِـــــــمِ من ذلك أَيضاً أَي لم تُبالِغْ في الطلوع.ونِعْمَ: ضدُّ بِئْسَ ولا تَعْمَل من الأَسماء إلا فيما فيه الألفُ واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام، وهو مع ذلك دالٌّ على معنى الجنس. قال أَبو إسحق: إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رجلاً زيدٌ، فقد قلتَ: استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه، فلم يجُزْ إذا كانت تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أن تعمل في غير لفظ جنسٍ. وحكى سيبويه: أَن من العرب من يقول نَعْمَ الرجلُ في نِعْمَ، كان أصله نَعِم ثم خفَّف بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل، ولا تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً، كقولك نِعْم الرجل زيد فهذا هو المُظهَر، ونِعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر. وقال ثعلب حكايةً عن العرب: نِعْم بزيدٍ رجلاً ونِعْمَ زيدٌ رجلاً، وحكى أَيضاً: مررْت بقومٍ نِعْم قوماً، ونِعْمَ بهم قوماً، ونَعِمُوا قوماً، ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه أَعني أَنَّك لا تقول الزيدان نِعْما رجلين، ولا الزيدون نِعْموا رجالاً؛ قال الأزهري: إذا كان مع نِعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ أَبداً، وإن كانت فيه الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً، وذلك قولك نِعْم رجلاً زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ، ونَصَبتَ رجلاً على التمييز، ولا تَعْملُ نِعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ، إنما تَعْمَلانِ في اسم منكورٍ دالٍّ على جنس، أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس. الجوهري: نِعْم وبئس فِعْلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال بمعنى الماضي، فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ، وفيهما أَربع لغات: نَعِمَ بفتح أَوله وكسر ثانيه، ثم تقول: نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول: نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول: نَعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين، وتقول: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعم المرأَةُ هندٌ، وإن شئت قلت: نِعْمتِ المرأَةُ هند، فالرجل فاعلُ نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أَحدهما أَن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبرُه، والثاني أن يكون خبر مبتدإِ محذوفٍ، وذلك أَنَّك لمّا قلت نِعْم الرجل، قيل لك: مَنْ هو؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك ذلك فقلت: هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ، والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد، وإذا قلت نِعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِعْمَ الرجلَ بالأَلف واللام مرفوعاً وفسّرته بقولك رجلاً، لأن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لا يكون إلا معرفة بالأَلف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام، ويراد به تعريف الجنس لا تعريفُ العهد، أو نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا يتصل بهما الضميرُ، لا تقول نِعْمَ زيدٌ ولا الزيدون نِعْموا، وإن أَدخلت على نِعْم ما قلت: نِعْمَّا يَعِظكم به، تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين، وتقول غَسَلْت غَسْلاً نِعِمّا، تكتفي بما مع نِعْم عن صلته أي نِعْم ما غَسَلْته، وقالوا: إن فعلتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء تأْنيث، كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَت الفَعْلةُ أو الخَصْلة. وفي الحديث: مَن توضَّأَ يومَ الجمعة فبها ونِعْمَت، ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل؛ قال ابن الأثير: أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي، فحذف المخصوص بالمدح، والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة، يعني الوضوءَ، يُنالُ الفضلُ، وقيل: هو راجع إلى السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ فأَضمر ذلك. قال الجوهري: تاءُ نِعْمَت ثابتةٌ في الوقف؛ قال ذو الرمة: أَو حُـــــــرَّة عَيْطَـــــــل ثَبْجــــــاء مُجْفَــــــرة دَعــــــائمَ الـــــزَّوْرِ، نِعْمَـــــت زَوْرَقُ البَلـــــدِ وقالوا: نَعِم القومُ، كقولك نِعْم القومُ؛ قال طرفة: مــــــــا أَقَلَّــــــــتْ قَــــــــدَمايَ إنَّهُـــــــمُ نَعِـــــمَ الســـــَّاعون فـــــي الأَمْـــــرِ المُبِــــرّْ هكذا أَنشدوه نَعِمَ، بفتم النون وكسر العين، جاؤوا به على الأَصل ولم يكثر استعماله عليه، وقد روي نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع. ودقَقْتُه دَقّاً نِعِمّا أي نِعْمَ الدقُّ. قال الأَزهري: ودقَقْت دواءً فأَنْعَمْت دَقَّه أي بالَغْت وزِدت. ويقال: ناعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحكمِه.ويقال: إنه رجل نِعِمّا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ.وتَنَعَّمَه بالمكان: طلَبه. ويقال: أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أي وافقتني وأَقمتُ بها. وتَنَعَّمَ: مَشَى حافياً، قيل: هو مشتق من النَّعامة التي هي الطريق وليس بقويّ. وقال اللحياني: تَنَعَّمَ الرجلُ قدميه أي ابتذَلَهما. وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمهم: أتاهم مُتَنَعِّماً على قدميه حافياً على غير دابّة؛ قال: تَنَعَّمهـــــا مـــــن بَعْـــــدِ يـــــومٍ وليلـــــةٍ، فأَصــــــْبَحَ بَعْـــــدَ الأُنْـــــسِ وهـــــو بَطِيـــــنُ وأَنْعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه حافياً خطوات. وقوله تعالى: إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هي، ومثلُه: إنَّ الله نِعِمّا يَعِظكم به؛ قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو فنِعْمّا، بكسر النون وجزم العين وتشديد الميم، وقرأَ حمزة والكسائي فنَعِمّا، بفتح النون وكسر العين، وذكر أَبو عبيدةحديث النبي، صلى عليه وسلم، حين قال لعمرو بن العاص: نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح، وأَنه يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية؛ قال ابن الأَثير: أَصله نِعْمَ ما فأَدْغم وشدَّد، وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ كأَنه قال نِعْمَ شيئاً المالُ، والباء زائدة مثل زيادتها في: كَفَى بالله حسِبياً حسِيباً ومنه الحديث: نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح؛ قال ابن الأثير: وفي نِعْمَ لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين، ثم فتح النون وكسر العين، ثم كسرُهما؛ وقال الزجاج: النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين ويقولون إن هذه الرواية في نِعْمّا ليست بمضبوطة، وروي عن عاصم أَنه قرأَ فنِعِمَّا، بكسر النون والعين، وأَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ خفيفةٌ مُخْتَلَسة، والأصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات، وما في تأْويل الشيء في نِعِمّا، المعنى نِعْمَ الشيءُ؛ قال الأزهري: إذا قلت نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل، فالمعنى نِعْمَ شيئاً وبئس شيئاً فعَل، وكذلك قوله: إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكم به؛ معناه نِعْمَ شيئاً يَعِظكم به.والنُّعْمان: الدم، ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان. وشقائقُ النُّعْمانِ: نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم. ونُعْمانُ بنُ المنذر: مَلكُ العرب نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه؛ قال أَبو عبيدة: إن العرب كانت تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم. أَبو عمرو: من أَسماء الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ.الفراء: قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُهاومَصَلْتهاأي كَنسْتها، وهي المِحْوَقةُ. والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ: المِكْنَسة.وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ وناعِمةُ ونَعْمانُ، كلها: مواضع؛ قال ابن بري: وقول الراعي: صـــــبا صــــَبْوةً مَــــن لَــــجَّ وهــــو لَجُــــوجُ، وزايَلَــــــــــه بــــــــــالأَنْعَمينِ حُـــــــــدوجُ الأَنْعَمين: اسم موضع. قال ابن سيده: والأَنْعمان موضعٌ؛ قال أَبو ذؤيب، وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى الراعي: صــــبا صــــبوةً بَــــلْ لجَّــــ، وهــــو لجــــوجُ، وزالـــــــت لـــــــه بـــــــالأَنعمين حــــــدوجُ وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأَراكِ بمكة وهو نَعْمانُ الأَكبرُ وهو وادي عرفة، ونَعْمانُ الغَرْقَد بالمدينة وهو نَعْمانُ الأَصغرُ. ونَعْمانُ: اسم جبل بين مكة والطائف. وفي حديث ابن جبير: خلقَ اللهُ آدمَ مِن دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ، عليه السلام، بِنَعْمان السَّحابِ؛ نَعْمانُ: جبل بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه. ونَعْمانُ، بالفتح: وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات؛ قال عبد الله ابن نُمَير الثَّقَفِيّ: تضـــــَوَّعَ مِســـــْكاً بَطْــــنُ نَعْمــــانَ، أنْ مَشــــَتْ بــــــه زَيْنَــــــبٌ فــــــي نِســـــْوةٍ عَطـــــرات ويقال له نَعْمانُ الأَراكِ؛ وقال خُلَيْد: أَمَـــــــا والرَّاقِصـــــــاتِ بــــــذاتِ عِرْقٍــــــ، ومَــــــــــن صــــــــــَلَّى بِنَعْمـــــــــانِ الأَراكِ والتَّنْعيمُ: مكانٌ بين مكة والمدينة، وفي التهذيب: بقرب من مكة.ومُسافِر بن نِعْمة بن كُرَير: من شُعرائهم؛ حكاه ابن الأَعرابي. وناعِمٌ ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّونُعْمانُ ونُعَيمانُ وتَنْعُمُ، كلهن: أَسماءٌ. والتَّناعِمُ: بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْعُم بن عَتِيك. وبَنو نَعامٍ: بطنٌ. ونَعامٌ: موضع. يقال: فلانٌ من أَهل بِرْكٍ ونَعامٍ، وهما موضعان من أطراف اليَمن. والنَّعامةُ: فرسٌ مشهورة فارسُها الحرث بن عبّاد؛ وفيها يقول: قَرِّبـــــــا مَرْبَـــــــطِ النَّعامـــــــةِ مِنّيــــــ، لَقِحَـــــــتْ حَـــــــرْبُ وائلٍ عـــــــن حِيـــــــالِ أي بَعْدَ حِيالٍ. والنَّعامةُ أَيضاً: فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى.وناعِمةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن يذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها، فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار ناعِمةَ؛ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة. ويَنْعَمُ: حَيٌّ من اليمن. ونَعَمْ ونَعِمْ: كقولك بَلى، إلا أن نَعَمْ في جواب الواجب، وهي موقوفة الآخِر لأنها حرف جاء لمعنى، وفي التنزيل: هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ ربُّكم حَقّاً قالوا نَعَمْ؛ قال الأزهري: إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ فيه، قال: وقد يكون نَعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً، وربما ناقَضَ بَلى إذا قال: ليس لك عندي ودِيعةٌ، فتقول: نَعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ. وفي حديث قتادة عن رجل من خثْعَم قال: دَفَعتُ إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو بِمِنىً فقلت: أنتَ الذي تزعُم أنك نَبيٌّ؟ فقال: نَعِمْ، وكسر العين؛ هي لغة في نَعَمْ، وكسر العين؛ وهي لغة في نَغَمْ بالفتح التي للجواب، وقد قرئ بهما. وقال أَبو عثمان النَّهْديّ: أمرَنا أميرُ المؤمنين عمرُ، رضي الله عنه، بأمر فقلنا: نَعَمْ، فقال: لا تقولوا نَعَمْ وقولوا نَعِمْ، بكسر العين. وقال بعضُ ولد الزبير: ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون إلاَّ نَعِمْ، بكسر العين. وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد: كتبَ على سَهمٍ نَعَمْ، وعلى آخر لا، وأَجالهما عند هُبَل، فخرج سهمُ نَعَمْ فخرج إلى أُحُد، فلما قال لِعُمر: أُعْلُ هُبَلُ، وقال عمر: اللهُ أَعلى وأَجلُّ، قال أَبو سفيان: أنعَمتْ فَعالِ عنها أي اترك ذِكرَها فقد صدقت في فَتْواها، وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمْ؛ وقول الطائي: تقـــــــــول إنْ قلتُـــــــــمُ لا: لا مُســــــــَلِّمةً لأَمرِكُمْـــــــ، ونَعَــــــمْ إن قلتُــــــمُ نَعَمــــــا قال ابن جني: لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَعَمْ على مكانها من الحرفية، لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها، فيكون على حد قولك قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً، ويجوز أن يكون قلتم نَعَما على موضعه من الحرفية، فيفتح للإطلاق، كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنين بالفتح، فقال: قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ؛ واشتقَّ ابنُ جني نَعَمْ من النِّعْمة، وذلك أن نعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد، ولا بضِدِّها؛ ألا ترى إلى قوله: وإذا قلـــــــتَ نَعَمْـــــــ، فاصــــــْبِرْ لهــــــا بنَجـــــــــاحِ الوَعْــــــــد، إنَّ الخُلْــــــــف ذَمّْ وقول الآخر أَنشده الفارسي: أبـــــى جُــــودُه لا البُخْــــلِ واســــْتَعْجَلتْ بــــه نَعَــــمْ مــــن فَـــتىً لا يَمْنَـــع الجُـــوع قـــاتِله يروى بنصب البخل وجرِّه، فمن نصبه فعلى ضربين: أحدهما أن يكون بدلاً من لا لأن لا موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبى جودُه البخلَ، والآخر أن تكون لا زائدة، والوجه الأَول أعني البدلَ أَحْسَن، لأنه قد ذكر بعدها نَعَمْ، ونَعمْ لا تزاد، فكذلك ينبغي أَن تكون لا ههنا غير زائدة، والوجه الآخر على الزيادة صحيح، ومَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إليه، لأَنَّ لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً، ألا ترى أَنه لو قال لك الإنسان: لا تُطْعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ، فقلتَ أَنت: لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود، فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين. ونَعَّم الرجلَ: قال له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالاً، كما قالوا بَجَّلْتُه أي قلت له بَجَلْ أي حَسْبُك؛ حكاه ابن جني. وأَنعَم له أي قال له نعَمْ.ونَعامة: لَقَبُ بَيْهَسٍ؛ والنعامةُ: اسم فرس في قول لبيد: تَكـــــــاثرَ قُـــــــرْزُلٌ والجَــــــوْنُ فيهــــــا، وتَحْجُـــــــــل والنَّعامـــــــــةُ والخَبـــــــــالُ وأَبو نَعامة: كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ، ويكنى أَبا محمد أَيضاً؛ قال ابن بري: أَبو نَعامة كُنْيَتُه في الحرب، وأَبو محمد كُنيته في السِّلم.ونُعْم، بالضم: اسم امرأَة.
المعجم: لسان العرب