المعجم العربي الجامع

نَسَّ

المعنى: جذ.: (نسس) | (ف: ثلا. لازم). يَنِسُّ، (مص. نُسُوسٌ، نَسِيسٌ). 1. "نَسَّ الْخُبْزُ": يَبِسَ. نَسَّ الْخُبْزُ فِي التَّنُّورِ" • "نَضِجَ اللَّحْمُ حَتَّى نَسَّ". 2. "نَسَّ الْمُسَافِرُ": اِشْتَدَّ عَطَشُهُ. 3. "نَسَّتِ الْجُمَّةُ": شَعَّثَتْ.
المعجم: معجم الغني

نَسَّ

المعنى: جذ.: (نسس) | (ف: ثلا. لازم، م. بحرف). نَسَسْتُ، أَنِسُّ، نِسَّ، (مص. نُسُوسٌ). 1. "نَسَّ الْحَطَبُ": أَخْرَجَتِ النَّارُ زَبَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ. 2. "نَسَّ لَهُ": تَخَبَّرَ لَهُ.
المعجم: معجم الغني

نصف

المعنى: أخذ نصف المال ونصيفه وهو أحد جزئي الكمال. وألقت الجارية نصيفها وهو كنصف الخمار. قال النابغة: سـقط النّصـيف ولم ترد إسقاطه تنــاولته واتقتنــا باليــد ونصف الجارية، وتنصّفت: تخمرت، ومنه: تنصّفه الشيب: صار نصيفاً له. وإناء نصفان، وقربة وقصعة نصفي. وشرب المنصّف وهو ما ذهب الطبخ بنصفه. وامرأة نصف، ونساء أنصاف. ونصف النهار وانتصف، وجئت منتصف النهار ومنتصف الشهر، ونصف الإزار ساقه. ونصفت عمري، ونصفت القرآن. وانصف هذه الدراهم بينهما: اقسمها بينهما نصفين. وبلغ منصف الطريق. وأنصف خصمه، وانتصف منه، وأعطاه النّصفة والنّصف. قال الفرزدق: ولكـنّ نصـفاً لـو سـببت وسبّني بنـو عبـد شمس من مناف وهاشم وناصفه المال: أعطاه نصفه، ونصفه ينصفه نصافةً. وتنصّفه. خدمه، وتنصّفه: استخدمه. قال: بينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحـن منهـم سـوقة نتنصـّف رويَ بفتح النون وضمّها. وله ناصف ومنصف ومناصف: خدم.
المعجم: أساس البلاغة

النس

المعنى: ـ النَّسُّ: السَّوْقُ، والزَّجْرُ، ـ كالنَّسْنَسَةِ، واليُبْسُ، ـ كالنُّسوسِ، يَنُسُّ ويَنِسُّ، وهي خُبْزَةٌ ناسَّةٌ، ولزُومُ المَضاءِ في كلِّ أمْرٍ، أو سُرْعَةُ الذَّهَابِ، ووُرُودُ الماءِ خاصَّةً، ـ كالتَّنْساسِ. ـ والمِنَسَّةُ، بالكسر: العَصا. ـ والنَّاسَّةُ والنَّسَّاسَةُ: مَكَّةُ، سُمِّيَتْ لِقِلَّةِ الماءِ بها إذْ ذاك، أو لأنَّ من بَغَى فيها ساقَتْهُ، أي أُخْرِجَ عنها. ـ ونَسَّتِ الجُمَّةُ: تَشَعَّثَتْ. ـ والنَّسِيسُ: الجُوعُ الشديدُ، وغايَةُ جُهْدِ الإِنْسَانِ، والخَلِيقَةُ، وبَقِيَّةُ الرُّوحِ، وعِرْقَانِ في اللحمِ يَسْقِيَانِ المُخَّ. ـ والنَّسيسَةُ: الإِيكالُ بينَ الناسِ، والبَلَلُ يكونُ برأسِ العُودِ إذا أُوقِدَ، والطبيعةُ. ـ وبلَغَ منه نَسيسُهُ ونَسيسَتُه، أي: كادَ يَمُوتُ. ـ والنُّسُسُ، بضمتين: الأُصُولُ الردِيَّةُ. ـ والنَّسْناسُ، ويكسرُ: جِنْسٌ من الخَلْقِ، يثِبُ أحَدُهُمْ على رِجْلٍ واحِدَةِ. وفي الحديث: "إن حَيّاً من عادٍ عَصَوْا رَسُولَهُمْ، فَمَسَخَهُم اللّهُ نَسْنَاسَاً، لكلِّ إنسانٍ منهُمْ يَدٌ ورِجْلٌ من شِقٍّ واحدٍ، ينْقُزُونَ كما يَنْقُزُ الطائِرُ، ويَرْعَوْنَ كما تَرْعَى البهائِمُ " . وقيل: أولئِكَ انْقَرَضُوا، والمَوْجُودُ على تِلْكَ الخِلْقَةِ خَلْقٌ على حِدَةٍ، أو هم ثلاثةُ أجْنَاسٍ: ناسٌ ونِسْنَاسٌ ونَسانِسُ. ـ أو النَسانِسُ: الإِناثُ منهم، ـ أو هم أرْفَعُ قَدْراً من النَّسْناسِ، أو هم يأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، أو هم قومٌ من بني آدمَ، أو خَلْقٌ على صورَةِ الناسِ، وخالَفُوهُمْ في أشْياءَ، ولَيْسُوا منهم. ـ وناقةٌ ذاتُ نَسْناسٍ: سَيْرٍ باقٍ. ـ وقَرَبٌ نَسْناسٌ: سريعٌ. ـ وقَطَعَ اللّهُ تعالى نَسْنَاسَهُ: سَيْرَهُ وأثَرَهُ. ـ ونَسَّسَ الصبيَّ تَنْسِيساً: قال له إسْ إسْ لِيَبولَ أو يَتَغَوَّطَ، ـ وـ البَهِيمَةَ: مَشَّاهَا. ـ ونَسْنَسَ: ضَعُفَ، ـ وـ الطائرُ: أسْرَعَ، ـ وـ الريحُ: هَبَّتْ هُبوباً بارِداً. ـ وتَنَسَّسَ منه خيراً: تَنَسَّمَهُ.
المعجم: القاموس المحيط

إذا

المعنى: الجوهري: إذا اسم يدل على زمان مستقبل ولم تستعمل إلاَّ مُضافة إلى جملة، تقول: أَجِيئُك إذا احْمَرّ البُسْرُ وإذا قَدِمَ فلان، والذي يدل على أَنها اسم وقوعها موقع قولك آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فلان، وهي ظرف، وفيها مُجازاة لأَنّ جزاء الشرط ثلاثة أَشياء: أَحدها الفعل كقولك إنْ تأْتِني آتِك، والثاني الفاء كقولك إن تَأْتِني فأَنا مُحْسِنٌ إليك، والثالث إذا كقوله تعالى: وإنْ تُصِبْهم سيئة بما قدّمتْ أَيديهم إذا هُمْ يَقْنَطُون؛ وتكون للشيء توافقه في حال أَنت فيها وذلك نحو قولك خرجت فإذا زَيْدٌ قائمٌ؛ المعنى خرجت ففاجأَني زيد في الوقت بقيام؛ قال ابن بري: ذكر ابن جني في إعراب أَبيات الحماسة في باب الأدب في قوله: بَيْنا نَسُوسُ النَّاسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا إذا نَحــنُ فيهـمْ سـُوقةٌ نَتَنَصـَّفُ قال: إذا في البيت هي المَكانِيَّة التي تَجِيء للمُفاجأَة؛ قال: وكذلك إذْ في قول الأَفوه: بَيْنَمــا النـاسُ عَلـى عَلْيائِهـا إذْ هَـوَوْا فـي هُوَّةٍ فيها فَغارُوا فإذْ هنا غير مضافة إلى ما بعدها كَإذا التي للمفاجأة، والعامل في إذْ هَوَوْا؛ قال: وأَمّا إذْ فهي لما مضى من الزمان، وقد تكون للمُفاجأة مثل إذا ولا يَلِيها إلا الفِعلُ الواجب، وذلك نحو قولك بينما أَنا كذا إذْ جاء زيد،وقد تُزادَان جميعاً في الكلام كقوله تعالى: وإذْ واعَدْنا مُوسى؛ أَي وَواعَدْنا؛ وقول عبد مناف بن رِبْع الهُذَليّ: حتَّـى إذا أَسـْلَكُوهم فـي قُتائِدةٍ شـَلاٌّ كمـا تَطْردُ الجمَّالةُ الشُّرُدا أَي حتى أَسلكوهم في قُتائدة لأَنه آخر القصيدة، أو يكون قد كَفَّ عن خبره لعلم السامع؛ قال ابن بري: جواب إذا محذوف وهو الناصب لقوله شَلاًّ تقديره شَلُّوهم شَلاًّ، وسنذكر من معاني إذا في ترجمة ذا ما ستقف عليه، إن شاء الله تعالى.
المعجم: لسان العرب

نسس

المعنى: نسس {النَّسُّ: السَّوْقُ، يُقَال:} نَسَسْتُ النَّاقَةَ {نَسّاً، أَي سُقْتُهَا. وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابنَ الأَعْرَابِيِّ يَقُول: النَّسُّ: السَّوْقُ الشَّديدُ، وقَالَ غيرُه: النَّسُّ: هُوَ السَّوْقُ الرَّفِيقُ، وَبِه فُسِّر الحَدِيثُ، فِي صِفَتِه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: كانَ} يَنُسُّ أَصْحَابَه أَي يَمْشِي خَلْفَهم، كَمَا فِي النِّهَايَةِ. وَفِي الصّحاح: النَّسُّ: الزَّجْرُ، وَقد {نَسَّهَا} نَسّاً. قالَه الجْوْهَرِيُّ، {كالنَّسْنَسَةِ فيهمَا، وَقَالَ شَمِرٌ:} نَسْنَسَ {ونَسَّ، مثْل نَشْنَشَ ونَشَّ، وَذَلِكَ إِذا ساقَ وطَرَد، وَقَالَ الكِسائِيُّ:} نَسَسْتُ النَّاقَةَ والشَّاةَ {أَنُسُّهَا} نَسّاً، إِذا زَجَرْتَها فقُلْتَ لَهَا: إِسْ إِسْ، وَقَالَ غيرُه: أَسَسْتُ، وَقد ذُكِر فِي مَحَلِّه. (و) {النَسُّ: اليُبْسُ، عَن الأَصْمَعِيّ،} كالنُّسُوسِ، بالضّمّ، {والنَّسِيسِ، كأَمِير، يُقَال: نَسَّ اللَّحْمُ والخُبْزُ} يَنُسُّ {ويَنِسُّ، من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ، وَهِي خُبْزَةٌ} نَاسَّةٌ: يَابِسَةٌ وَقَالَ الرّاجِز: وبَلَدٍ تُمْسِي قَطَاهُ! نُسَّسَاً أَي يَابِسَةً من العَطَشِ، وَهُوَ مَجازٌ.  وَقَالَ اللَّيْثُ: {النَّسُّ: لُزُومُ المَضَاءِ فِي كُلِّ أَمْرٍ، أَو هُوَ سُرْعَةُ الذِّهابِ ووُرُودُ الماءَ، ونَصُّ الليْث: لِوُرُودِ الماءِ خاصَّةً،} كالتَنْساسِ، بِالَفَتْح، قَالَ الحُطَيْئَةُ: (وقَدْ نَظَرْتُكُمْ إِينَاءَ صَادِرَةٍ  ...  لِلْخِمْسِ طَالَ حَوْزِي {- وتَنْسَاسِي) } والمِنَسَّةُ، بالكَسْرِ: العَصَا الَّتِي تَنُسُّها بِهَا، مِفْعلَةٌ مِن {النَّسِّ، بمعنَى الزَّجْرِ، فإِنْ هَمَزْتَ كَانَ من نَسَأْتُهَا، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ غيرُه: من} النَّسِّ، بمَعْنَى السَّوْقِ. {والنَّاسَّةُ، هَكَذَا بلامِ التعْريفِ فِي الصّحاح، وَفِي المُحْكَم:} ناسَّةُ، {وِالنَّسَّاسَّةُ، وَهَذِه عَن ثَعْلَبٍ: من أَسْماءِ مَكَّةَ، حَرَسها الله تَعَالَى، قيل: سُمِّيَتْ لِقِلَّةِ الماءِ بهَا إِذ ذَاك، أَي أَمّا الآنَ فَلاَ، وَقَالَ الزَّمْخْشَرِيُّ: لِجَدْبِهَا ويُبْسِهَا وقِلَّةِ الماءِ بهَا، أَو لأَنَّ مَن بَغَى فِيهَا أَو أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً سَاقَتْهُ ودَفَعَتْه عَنْها، أَي أُخْرِجَ عَنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ ياقوت: كَأَنَّهَا تَسُوقُ النَّاسَ إِلى الجَنَّةِ، والمُحْدِثَ بهَا إِلى جَهَنَّمَ. ومِن المَجاز:} نَسَّتِ الجُمَّةُ، إِذا تَشَعَّثَتْ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. {والنَّسِيسُ، كأَمِيرٍ: الجُوعُ الشَّدِيدُ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ غايَةُ جُهْدِ الإِنْسَانِ، وأَنْشَدَ باقِي} النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ وَقَالَ غيرُه: {النَّسِيسُ: الجُهْدُ وأَقْصَى كلِّ شَيْءِ. والنَّسِيسُ: الخَلِيقَةُ والطَّبيعَةُ،} كالنَّسِيسَةِ. (و) {النَّسِيسُ} والنَّسِيسَةُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ، ثُم إسْتُعْمِل فِي سِوَاه، وأَنْشَدَ أَبُو عبيدَةَ لأَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيّ) يَصِف أَسداً:  (إِذا عَلِقَتْ مَخَالِبُهُ بِقِرْنٍ  ...  فَقَدْ أَوْدَى إِذَا بَلَغَ {النَّسِيسُ) (كأَنَّ بِنَحْرِه وبِمَنْكِبَيْهِ  ...  عَبِيراً بَات تَعْبَؤُه عَرُوسُ) قَالَ: أَراد بِهِ بَقيَّةَ الرُّوحِ الِّذي بِهِ الحياةُ، سُمِّيَ} نَسِيساً، لأَنَّهُ يُسَاقُ سَوْقاً، وفُلان فِي السِّيَاقِ، وَقد سَاق يَسُوقُ، إِذا حَضَر رُوحَه المَوْتُ. (و) {النَّسِيسُ: عِرْقَانِ فِي اللَّحْم يَسْقِيَانِ المُخَّ.} والنَّسِيسَةُ السِّعايَةُ، وَقَالَ الكِلابِيُّ: هُوَ الإِيكالُ بَيْنَ النَّاسِ والجَمْعُ: {النَّسائِسُ، وَهِي النَّمَائِمُ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، يقَال: آكَلَ بَيْنَ النّاسِ، إِذا سَعَى بيْنُهُم بالنَّمِيمَةِ. (و) } النَّسِيسَةُ: البَلَلُ يكونُ برأْسِ العودِ إِذا أَوقِدَ، عَن ابنِ السِّكِّيت، وَقد نَسَّ الحَطَبُ {يَنِسُّ} نُسُوساً: أَخرجَتِ النَّارُ زَبَدَه على رأْسِه، {ونَسِيسُه: زَبَدُه وَمَا} نَسَّ مِنه. (و) {النَّسِيسَةُ: الطَّبِيعَةُ والخَلِيقَةُ. ويُقَالُ: بَلَغَ مِنْه، أَيْ من الرّجُلِ} نَسِيسَه {ونَسِيسَتَه، أَي كادَ يَمُوتُ وأَشْرَفَ على ذَهَابٍ، ويُقَال أَيْضاً: سَكَن} نَسِيسُها، أَي ماتَتْ. وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ: {النُّسُسُ، بضمَّتَيْن: الأُصُولُ الرَّدِيئّةُ، هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وَقد غَلِطَ الصّاغَانِيُّ حيثُ ذكره فِي ت س س، فِي كتابَيْه العُبَابِ والتَّكْمِلَة، وَقد نَبَّهنَا هُنَاكَ على تَصْحِيفِه، فإنْظُرْه.} والنَّسْنَاسُ، بالفْتَحِ، ويكْسَرُ: جِنْسٌ من الخَلْقِ، يَثِبُ أَحَدُهم على رِجْل وَاحِدَةٍ، كَذَا فِي الصّحَاح. وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّ حَيّاً من عادٍ عَصَوْا رَسولَهُم فمَسَخَهُم اللهُ  {نَسْنَاساً، لكلِّ إِنْسَانٍ مِنْهم يَدٌ ورِجْلٌ من شِقٍّ وَاحِدٍ يَنْقُزُونَ كَمَا يَنْقُزُ الطَّائِرُ ويَرْعَوْنَ كَمَا تَرْعَى البَهائِمُ ويُوجَدُ فِي جَزَائرِ الصِّينِ، وَقيل: أُولئِكَ إنْقَرَضُوا، لأَنَّ المَمْسُوخَ لَا يَعِيشُ أَكثَرَ من ثلاثَةِ أَيّامٍ، كَمَا حَقَّقه العُلَمَاءُ، والمَوْجودُ علَى تِلك الخِلْقَةِ خَلْقٌ عَلَى حِدَةٍ، أَو هم ثَلاَثَةُ أَجْنَاسٍ: ناسٌ} ونِسَنْاسٌ {ونَسَانِس، قالَه الجاحِظُ، وأَنشد لِلْكُمَيْت: (فَمَا النَّاسُ إِلاَّ تَحْتَ خَبْءٍ فِعالِهِمْ  ...  ولَو جَمَعُوا} نَسْنَاسَهُمْ {والنَّسَانِسَا) وقيلَ:} النَّسْنَاسُ السَّفِلَةُ والأَرْزَالُ أَو {النَّسَانِسُ: الإِنَاثُ مِنْهُم، كَمَا قالَه أَبو سَعِيدٍ الضَّريرُ. أَو هُمْ أَرْفَعُ قَدْراً من النَّسْنَاس، كَمَا فِي العُبَابِ أَو هُمْ يَأْجُوجُ ومَأْجُوجُ، فِي قولِ ابنِ الأَعْرَابِيّ أَو هُمْ قَوْمٌ مِن بَنِي آدَمَ، أَو خَلْقٌ علَى صُورَةِ النّاسِ، أَشْبَهُوهم فِي شَيْءٍ، وخَالَفُوهم فِي أَشْيَاءَ، ولَيْسُوا منْهُم، كَمَا فِي التَّهْذيبِ. وَقَالَ كُراع: النَّسْنَاسُ فِيمَا يُقَال: دابَّةٌ فِي عِدَادِ الوَحْشِ، تُصَادُ وتُؤْكَلُ، وَهِي علَى شَكْلِ الإِنسان، بعَيْنٍ وَاحدَةٍ ورِجْلٍ ويَدٍ تَتَكَلَّم مثْلَ الإِنْسَانِ. وقَال المَسْعُودِيُّ فِي} النّسْنَاسِ: حَيَوَانٌ كالإِنْسَان، لَهُ عَيْنٌ وَاحِدَةٌ، يَخْرُجُ مِن الماءِ ويَتَكَلُّمُ، وإِذا ظَفِرَ بالإِنْسَانِ قَتَلَه.) وَفِي المُجَالَسة، عَن ابنِ إِسْحَاق: أَنَّهُمْ خَلَقٌ باليَمَنِ. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: يُقَال: إِنَّهُم من وَلَدِ سامِ بن سامِ إِخْوَة عادٍ وثَمُودَ، ولَيْسَ لهُم عُقُولٌ، يَعيشُون فِي الآجَامِ على شَاطيءِ بحرِ الهِنْدِ، والعَرَبُ يَصْطَادُونَهُمْ ويُكَلِّمُونَهُمْ، وهم يَتكلَّمُون بالعَربيَّةِ ويَتَنَاسَلُون وَيَقُولُون الأَشْعَارَ ويَتَسَمَّوْن بأَسْمَاءِ العَربِ.  وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله تَعالَى عَنهُ: ذَهَبَ النّاسُ وبَقِيَ {النِّسْنَاسُ. قيل: فَمَا النِّسْنَاسُ قَالَ: الَّذين يَتَشبَّهون بالنّاسِ ولَيْسُوا مِن النّاسِ، وأَخْرَجَه أَبو نُعَيْمٍ فِي الحِلْيَةِ، عَن ابنِ عَبّاسٍ. قَالَ السُّيُوطيّ فِي دِيوَان الحَيَوانِ: أَمّا الحَيَوَانُ الَّذي تَسَمِّيه العَامَّةُ} نِسْنَاساً فَهُوَ نَوْعٌ من القِرَدَةِ، لَا يَعيشُ فِي الماءِ، ويَحْرُم أَكْلُه، وأَمَّا الحَيَوانُ البَحْرِيُّ فَفِيهِ وَجْهَانِ، وإخْتَارَ الرُّويَانيُّ وغيرُه الحِلَّ. وَقَالَ الشيخُ أَبو حامِدٍ: لَا يَحِلُّ أَكْلُ النِّسْنَاسِ، لأَنَّه على خِلْقةِ بَنِي آدَمَ. وَقَالَ الغَنَوِيُّ: ناقَةٌ ذاتُ {نَسْنَاسٍ، أَي ذاتُ سَيْرٍ باقٍ، هَكَذَا نَقَلَه عَنهُ أَبُو تُرَابٍ، وَبِه فُسِّر مَا أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ: ولَيْلَةٍ ذَات جَهَامٍ أَطْبَاقْ سُودٍ نَوَاحِيهَا كأَثْنَاءِ الطَّاقْ قَطَعْتُهَا بذَاتِ} نَسْنَاسٍ بَاقْ وقِيلَ: النَّسْنَاسُ هُنَا صَبْرُها وجَهْدُها. وقَرَبٌ {نَسْنَاسٌ: سَرِيعٌ، نقلَه ابنُ عَبّادٍ فِي المُحِيطِ. ويَقُولونَ فِي الدُّعَاءِ: قَطَع اللهُ تَعَالَى} نَسْنَاسَهُ، أَي سَيْرَه وأَثَرَه من الأَرْض. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {نَسَّسَ الصَّبِيَّ} تَنْسِيساً: قالَ لَهُ: إِسْ إِسْ، لِيَبُولَ أَو يتَغَوَّطَ، ونَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ: أَو يَخْرَأَ، وكأَنهُ عَدَلَ عَنهُ إِلى التَّغَوُّطِ ليَكْنِيَ. (و) {نَسَّسَ البَهِيمَةَ: مَشَّاها. فقالَ لَها: إِسْ إِسْ.} ونَسْنَسَ: ضَعُفَ، عِن ابنِ دُريْدٍ، قيلَ: وَمِنْه إشْتِقَاقُ النِّسْنَاس، لضَعْفِ خَلْقِهِم. (و) {نَسْنَسَ الطّائِرُ: أَسْرَع فِي طَيَرَانِه، كنَصْنَصَ، والإِسْمُ:} النَّسِيسةُ، قالَه اللَّيْث.  (و) {نَسْنَسَتِ الرِّيحُ: هَبَّتْ هُبُوباً بارِداً، وَكَذَا سَنْسَنَتْ. ورِيحٌ} نِسْنَاسَةٌ وسَنْسَانَةٌ: بارِدَةً، كَذَا فِي النَّوَادِرِ. {وتنسَّس مِنْهُ خيرا تنسمه ومِما يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قالَ أَبُو زَيْدٍ:} نَسَّ الإِبِلَ: أَطْلَقَهَا وحَلَّهَا. {وأَنْسَسْتُ الدَّابَّةَ: أَعْطَشْتُها.} ونَسَّتْ دَابَّتُكَ: يَبِسَتْ مِن الظَّمَأِ، وَهُوَ مَجَازٌ. ويُقَال للفَحْلِ إِذا ضَرَبَ النّاقَةَ عَلَى غَيْرِ ضَبَعَة: قد أَنَسَّهَا. {والمَنْسُوسُ: المَطْرُودُ والمَسُوقُ.} والنَّسِيسُ: المَسُوقُ. {ونَسِيسُ الإِنْسَانِ} ونَسْنَاسُه: مَجْهُودُه وصَبْرهُ. وَقيل: {نَسْنَاسٌ: مِن الدُّخانِ، وسَنْسَانٌ: يُرِيد دُخَانَ نارِ.} والنِّسْنَاسُ، بالكَسْر: الجُوعُ الشَّدِيدُ، عَن ابنِ السِّكِّيت، وأَمّا ابنُ الأَعْرَابِيّ فجعَلَه وَصْفاً، وَقَالَ: جوع {نِسْناس قَالَ وَيَعْنِي بِهِ الشدِيدَ، وأَنْشَدَ:) أَخْرَجَها} النِّسْنَاسُ من بَيْتِ أَهْلِها وأَنْشَد كُراع: (أَضَرَّ بهَا {النِّسْنَاسُ حتَّى أَحَلَّها  ...  بدَارِ عَقِيلٍ وابْنُهَا طاعِمٌ جَلْدُ) وعنْ أَبِي عَمْروٍ: جُوعٌ مُلَعْلِعٌ ومُضَوِّرٌ} ونِسْنَاسٌ ومُقَحِّزٌ ومُمَشْمِشٌ: بمَعْنَىً وَاحِدٍ. {ونَسَّ فُلانٌ لفُلانٍ، إِذا تَخَبَّر. ونَسَّ الرجُلُ: اشْتَدَّ عَطَشُه.} والنَّسُوسُ: طائِرٌ رُبَّيَ بالجَبَلِ، لَهُ هامَةٌ كبيرةٌ.
المعجم: تاج العروس

نصف

المعنى: ابن الأعرابي: النَّصف والنِّصْف والنُّصف: أحد شِقَّي الشيء، والجمْع أنصاف.؛والنِّصْف؟ أيضًا-: النَّصَفَة، وأنشد سيبويه للفرزدق؛ولكِنَّ نِصْفًا لو سَبَبْتُ وسَبَّني *** بنو عَبْدِ شَمْسٍ من مَنَافٍ وهاشِمِ؛هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره: "لكن عَدْلا".؛وإناء نصفان؟ بالفتح-: إذا بلغ الماء نِصْفَه، وقِرِبة نَصْفى.؛ونَصَفْتُ الشيء نَصْفًا: بلغت نِصْفَه، تقول: نَصَفْتُ القرآن، ونَصَفَ عُمره، ونَصَفَ الشَّيْبُ رسه، ونَصَفَ الإزار ساقه. قال أبو جُنْدب الهذلي؛وكُنْتُ إذا جاري دَعا لِمَضُوْفَةٍ *** أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاق مِئْزَري؛ونَصَفَ النهار: أي انتصف، قال المسيب بن علس يصِف غائصًا؛نَصَفَ النَّهَارُ الماءُ غامِرُهُ *** وَرَفِيْقُهُ بالغَيْبِ لا يَدْري؛يعني: والماء غامِره، فحذف واو الحال.؛وقال يعقوب: نَصَفَهم يَنصُفُهم ويَنْصِفُهم نِصَافًا ونِصَافَةً؟ بالكسر فيهما-: أي خدمهم، قال لبيد؟ رضي الله عنه- يصِف ظُروف الخمْر؛لها غَلَلٌ من رازِقيّ وكُرْسُفٍ *** بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُوْنَ المَقَاوِلا؛وقال ابن الأعرابي: المَنْصَفُ والمِنْصَفُ؟ بفتح الميم وكسرها-: الخادم، ووافقه الأصمعي على الكسر، ومنه حديث ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: أنه ذكر داود؟ صلوات الله عليه- يوم فتنته فقال: دخل المحراب وأقعد مِنصفًا على الباب. والمؤنث مِنْصَفةٌ، والجمْع: مَناصِف، قال عمر بن عبْد الله بن أبي ربيعة؛قد حَلَفَتْ لَيْلَةَ الصَّوْرَيْنِ جاهِدَةً *** وما على المرء إلاّ الصَّبْرُ مُجْتَهِدا؛لِتِرْبِها ولأُخْرى من مَنَاصِفِها *** لَقَدْ وَجَدْتُ به فوق الذي وَجَدا؛ومَنْصَفُ الطريق: نِصْفُه.؛ومَنْصَفٌ؟ أيضًا-: واد باليمامة.؛وقال ابن دريد: نَاصِفَةُ: مَوْضِعٌ، قال البَعيثُ؛أهَاجَ عليكَ الشَّوْقَ أطْلالُ دِمْنَةٍ *** بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ؛والنّاصِفَة: مجرى الماء، والجَميع: النَّوَاصِفُ، قال طرفة بن العبد؛كأنَّ حُدُوْجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً *** خَلايا سَفِيْنٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ؛وقال الأصمعي: النَّوَاصِفُ: رحاب.؛وقال ابن عبّاد: النّاصِفَةُ: صخرة تكون في مَنَاصِف أسناد الوادي.؛ونَصَفَهم يَنْصُفُهم؟ بالضم-: أي أخذ منهم النِّصْفَ، كما يقال: عَشَرهم يَعْشُرَهم إذا أخذ منهم العُشْرَ.؛وقال ابن عبّاد: نَصَفَ النخل نُصُوْفًا: إذا احمرّ بعض بُسْرِه وبعضه أخضرُ.؛والنَّصِيْفُ: النِّصْفُ، كالثَّلِيْثِ وغيره. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم-: «لا تَسُبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مِلء الأرض ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيْفَه. ويُروى: "مَدَّ أحَدِهم" بالفتح: وهو الغاية؛ من قولهم: لا يُبْلغ مَدُّ فلان: أي لا يُلْحَق شَأوُه، قال سلمة بن الأكْوَع رضي الله عنه؛لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيْفْ ***؛وقد ذُكر الرَّجَزُ بتمامه وسببه في تركيب ع ج ف.؛والنَّصِيْفُ؟ أيضًا-: الخِمَارُ. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم- في صفة الحور العين: ولَنَصِيْفُ إحداهُن على رأسها خير من الدنيا وما فيها. وقال النابغة الذبياني؛سَقَطَ النَّصِيْفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ *** فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ؛وقال ابن عبّاد: بُرْد نَصِيْف: إذا كان على لونين.؛وقال ابن السكِّيت: النَّصَفُ؟ بالتحريك-: المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّةِ، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاء، لأنها صِفة، ونِساء أنْصَاف، ورجل نَصَفٌ وقوم أنْصَافٌ ونَصَفُوْنَ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه؛لو أنَّها آذَنَتْ بِكْرًا لَقُلْتُ لها: *** يا هَيْدَ مالَكِ أوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفا؛أي لو أنَّها آذَنتني وهي نَصَفٌ ولكنها قد فَنِيَت. وقال عَدي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع؛تَنَصَّلَتْها له من بَعْدِ ما قُذِفَتْ *** بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ؛والنَّصَفُ؟ أيضًا-: الخُدّام، الواحد: ناصِفٌ.؛والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ: الاسم من الإنْصَافِ، والإنْصَافُ: العدل، يقال: أنْصَفَه من نفسه.؛وقال ابن عبّاد: جاء مُنْصِفًا: أي مُسْرعًا.؛وأنْصَفَ النهار: بلغ النِّصْفَ، مثل نَصَفَ.؛وقال ابن الأعرابي: أنْصَفْتُ الشيء: أخَذْت نِصْفَه، وأنْصَفَ: إذا سار نِصْفَ النّهار.؛وأنْصَفَ: إذا خدم سيده؛ مثل نَصَفَ.؛وأنْصَفَ النهار: مَضى نِصْفُه، مثل نَصَفَ.؛وتَنْصِيْفُ الشيء: جعله نِصْفَيْنِ.؛ونَصَّفْتُ الجارية: خَمَّرْتُها.؛والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي طُبخ حتّى ذهب منه النِّصْف.؛والمُنَصِّفُ؟ بالكسر-: الذي نَصَّفَ رأسه بِعمامة.؛ونَصَّفَ النهار: بلغ نِصْفه؛ مثل نَصَفَ نُصُوْفًا.؛وانْتَصَفَ النَّهار: بَلغ نِصْفَه؛ مثْل نَصَف وأنْصَفَ.؛وانْتَصَفْتُ منه: استوفيت حقي من مَظْلِمَتي.؛ومُنْتَصَف كل شيء: وسَطُه، يقال: انْتَصَفَ الليل والنهار والشهر.؛وانْتَصَفَتِ الجارية: أي اختمرت.؛ورَمَيت الصيد فانتصف فيه سهمي: أي دخل فيه إلى النِّصْفِ.؛وتناصفوا: أي أنْصَفَ بعضهم بعضًا، ومنه قوله؛مَنْ ذا رَسُوْلٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ *** عَنّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ؛أنّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِها *** غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيْبِ الغائبِ؛يعني استواء المحاسِن، كأنَّ بعض أجزاء الوجه أنْصَفَ بعضًا في أخْذِ القِسْطِ من الجمال.؛وناصَفْته المال: أي قاسمته على النِّصْف.؛وتَنَصَّف: خدم، وتَنَصَّفَه: استخدمه، فتَنَصَّف لازِم ومُتعدٍّ، ويروى بيت حُرَقَة بِنت النعُّعمان؛بَيْنا نَسُوْسُ النّاسَ والأمْرُ أمْرُنا *** إذا نَحْنُ فيهم سُوْقَةٌ نَتَنَصَّفُ؛بفتح النون وضمِّها، والبيت مخروم، فبالفتح أي نخدم، وبالضم أي نُستخدم.؛وقال الفرّاء: تَنَصَّفْناك بيننا: أي جعلناك بيننا.؛وتَنَصَّفَتِ المرأة: أي اختمرت؛ مثل انْتَصَفَتْ.؛وتَنَصَّفْتُ السلطان: إذا سألته أن يُنْصِفَكَ.؛وقال ابن عبّاد: تَنَصَّفَه الشيب: أي عممه.؛وتَنَصَّفْتُ منه: أخذت منه حقي كَملًا، مثل انْتَصَفْتُ؛ حتى صرت أنا وهو على النِّصْفِ سواء.؛وتَنَصَّفَه: إذا طلب ما عنده وخضع له.؛والتركيب يدُل على شطر الشيء؛ وعلى جنس من الحركة.
المعجم: العباب الزاخر

نصف

المعنى: النِّصْفُ: أَحد شقَّي الشيء. ابن سيده: النِّصْفُ والنُّصف، بالضم، والنَّصِيفُ والنَّصْفُ؛ الأَخيرة عن ابن جني: أَحد جزأَي الكمال، وقرأَ زيد بن ثابت: فلها النُّصْف. وفي الحديث: الصبر نِصْف الإيمان؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالصبر الوَرَع لأَن العبادة قِسمان: نُسُك وورَعٌ، فالنُّسُك ما أَمَرَتْ به الشريعة، والورَعُ ما نَهَت عنه، وإنما يُنْتَهى عنه بالصبر فكان الصبرُ نِصفَ الإيمانِ، والجمع أَنْصاف. ونصَفَ الشيءَ يَنْصُفُه نَصْفاً وانتَصَفه وتَنَصَّفَه ونَصَّفه: أَخذ نِصْفَه.والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي يُطبَخ حتى يذهب نِصْفُه. ونصَفَ القَدَحَ يَنْصفُه نَصْفاً: شرب نِصْفَه. ونصفَ الشيءُ الشيءَ ينصُفُه: بلغ نِصْفَه. ونصَف النهارُ يَنْصُف وينصِف وانْتَصَف وأَنْصَف: بلغ نِصْفه، وقيل: كلُّ ما بَلغ نِصْفه في ذاته فقد أَنصَف؛ وكلُّ ما بلغ نصفه في غيره فقد نصَف؛ وقال المسيب بن علس يصف غائصاً في البحر على دُرَّة: نَصــَفَ النهــارُ، المــاءُ غــامِرُه ورَفِيقُــــه بــــالغَيْبِ لا يـــدري أَراد انتصَف النهارُ والماءُ غامره فانتَصَفَ النهارُ ولم يخرج من الماء، فحذف واو الحال، ونصَفْت الشيء إذا بلغت نِصْفه؛ تقول: نَصَفْت القرآن أَي بلغت النصف؛ ونصَفَ عُمُرَه ونصَف الشيبُ رأْسَه. ويقال: قد نصَف الإزارُ ساقَه يَنْصُفها إذا بلغ نِصفها؛ وأَنشد لأَبي جُنْدَب الهذلي: وكنتُــ، إذا جــارِي دَعـا لِمَضـُوفةٍ أُشــَمِّر حــتى يَنْصـُف السـاقَ مِئْزَرِي وقال ابنُ مَيَّادةَ يمدح رجلاً: تـرَى سـَيْفَه لا يَنْصـُفُ السـَّاقَ نَعْلُـه أَجَـلْ لا، وإن كـانت طِـوالاً مَحـامِلُهْ اليزيديّ: ونصف الماءُ البئر والحُبَّ والكُوزَ وهو يَنصُفه نَصفاً ونُصوفاً، وقد أَنصَف الماءُ الحبّ إنْصافاً؛ وكذلك الكوز إذا بلغ نصفه، فإن كنت أَنت فعَلْت به قلت: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ والكوز إنصافاً، وتقول: أَنصَف الشيبُ رأْسه ونصَّف تَنْصيفاً، وإذا بلغت نصْف السّنّ قلت: قد أَنصَفْته ونصَّفْته إنصافاً وتنصيفاً وأَنصفْته من نفسي.وإناء نَصْفان، بالفتح: بلغ الكيلُ أَو الماء نِصْفَه، وجُمْجُمةٌ نَصْفَى، ولا يقال ذلك في غير النِّصْف من الأَجزاء أَعني أنه، لا يقال ثَلْثان ولا رَبْعان ولا غير ذلك من الصفات التي تقتضي هه الأجزاء، وهذا مرويّ عن ابن الأَعرابي. ونصَّف البُسْرُ: رطَّب نصفُه؛ هذه عن أَبي حنيفة.ومَنْصَفُ القَوْسِ والوتَر: موضع النِّصف منهما. ومَنْصَف الشيء: وسَطُه. والمَنْصَف من الطريق ومن النهار ومن كل شيء: وسطه. والمَنْصَف: نصف الطريق. وفي الحديث: حتى إذا كان بالمَنصف أَي الموضع الوسَط بين الموضعين. ومُنْتَصفُ الليل والنهار: وسَطُه. وانتصف النهارُ ونصَفَ، فهو يَنْصُف. ويقال: أَنصَف النهار أَيضاً أَي انتصف، وكذلك نصَّف؛ قال الفرزدق: وإنْ نَبَّهَتْهُـــنَّ الـــولائدُ بعــدما تصـعَّد يـومُ الصـَّيْف، أَو كـاد يَنْصُف وقال العجاج: حــتى إذا الليــلُ التَّمـامُ نصـَّفا وكل شيء بلَغ نصف غيره فقد نصَفَه؛ وكل شيء بلغ نِصْف نفْسِه فقد أَنصَف. ابن السكيت: نصَف النهارُ إذا انتصف؛ وأَنصفَ النهارُ إذا انتصف.ونصَّفْت الشيء؛ إذا أَخذت نِصفه. وتَنْصِيفُ الشيء: جعله نِصْفَين.وناصَفْته المال: قاسَمْته على النصف. والنَّصَفُ: الكَهْل كأَنه بلغ نِصف عُمُره. وقوم أَنصاف ونَصَفُون، والأُنثى نصَف ونَصَفة كذلك أَيضاً: كأَنَّ نِصفَ عمرها ذهب؛ وقد بيَّن ذلك الشاعر في قوله: لا تَنْكِحَـــنَّ عَجُـــوزاً أَو مُطلَّقـــةً ولا يَســُوقَنَّها فــي حَبْلِــك القَـدَرُ وإن أَتَــوْكَ فقــالوا: إنهـا نَصـَفٌ فــإنَّ أَطْيَـبَ نِصـْفَيْها الـذي غَبَـرا أَنشده ابن الأَعرابي. ابن شميل: إن فلانة لعلى نَصَفِها أَي نِصْف شبابها؛ وأَنشد: إنَّ غُلامــــاً، غَــــرَّه جَرْشــــَبِيَّةٌ علــى نَفْســِها مـن نفْسـِه، لَضـَعِيف الجَرْشَبِيّة: العجوز الكبيرة الهَرِمة، وقيل: النَّصَف، بالتحريك، المرأَة بين الحَدَثة والمُسِنّة، وتصغيرها نُصَيْف بلا هاء لأَنها صفة؛ وفي قصيدة كعب: شــَدَّ النهــارِ ذِراعَـيْ عَيْطَـلٍ نَصـَفٍ النصف، بالتحريك: التي بين الشابَّة والكهْلة، وقيل: النصَف من النساء التي قد بلغت خمساً وأَربعين ونحوها، وقيل: التي قد بلغت خمسين، والقياس الأَول لأَنه يجرّه اشتقاق وهذا لا اشتقاق له، والجمع أَنصاف ونُصُفٌ ونُصْفٌ؛ الأَخيرة عن سيبويه، وقد يكون النصَف للجمع كالواحد، وقد نَصَّف.والنَّصِيف: مِكيال. وقد نصَفَهم: أخذ منهم النِّصف يَنْصُفهم نَصْفاً كما يقال عشَرَهم يَعْشُرُهم عَشْراً. وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: لاتسُبُّوا أَصحابي فإن أَحدكم لو أَنفق ما في الأَرض جميعاً ما أَدرك مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه؛ قال أَبو عبيد: العرب تسمي النِّصف النصيف كما يقولون في العُشر العَشِير وفي الثُّمن الثَّمِين؛ وأَنشد لسلَمة بن الأَكوع: لـــم يَغْـــذُها مُـــدٌّ ولا نَصـــِيفُ ولاتُمَيْـــــــراتٌ ولا تعْجِيـــــــفُ لكـــنْ غــذاها اللَّبَــن الخَريــفُ أَلمَحْــــضُ والقـــارِصُ والصـــَّريفُ والنصِيف: الخِمار، وقد نَصَّفَتِ المرأَةُ رأْسها بالخمار. وانتَصَفَت الجارية وتَنَصَّفت أَي اختمرت، ونصَّفْتها أَنا تَنْصيفاً؛ ومنه الحديث في صفة الحور العين: ولَنَصِيفُ إحداهن على رأْسها خير من الدنيا وما فيها؛ هو الخِمار، وقيل المِعْجَر؛ ومنه قول النابغة يصف امرأَة: سـقَطَ النَّصـِيف، ولـم تُـرِد إسـقاطَه فَتنـــاوَلَتْه واتَّقَتْنـــا باليَـــدِ قال أَبو سعيد: النصِيف ثوب تتجلَّل به المرأَة فوق ثيابها كلها، سمي نصيفاً لأَنه نصَفٌ بين الناس وبينها فحَجز أَبصارهم عنها، قال: والدليل على صحة ما قاله قول النابغة: سقط النصيف، لأَن النصيف إذا جعل خِماراً فسقط فليس لستْرِها وجهَها مع كشفِها شعَرها معنىً، وقيل: نَصِيف المرأَة مِعْجَرُها.والنَّصَفُ والنَّصَفةُ والإنْصاف: إعطاء الحق، وقد انتصف منه، وأَنصف الرجلُ صاحبه إنْصافاً، وقد أَعطاه النَّصفَةَ. ابن الأَعرابي: أَنصف إذا أَخذ الحق وأَعطى الحق. والنصَفة: اسم الإنصاف، وتفسيره أَن تعطيه من نفسك النصَف أَي تُعْطيه من الحق كالذي تستحق لنفسك. ويقال: انتصفت من فلان أَخذْت حقي كَمَلاً حتى صرت أَنا وهو على النَّصَف سَواءً. وتَنَصَّفْت السلطان أَي سأَلته أَن يُنْصِفَني. والنِّصْفُ: الإنْصافُ؛ قال الفرزدق: ولكــنَّ نِصــْفاً، لـو سـَبَبْتُ وسـَبَّني بنُـو عبـد شـَمسٍ مـن مَنـافٍ وهاشـِمِ وأَنصَف الرجلُ أَي عدل. ويقال: أَنْصفَه من نفْسه وانْتصفْت أَنا منه وتَناصَفوا أَي أَنصف بعضُهم بعضاً من نفسه؛ وفي حديث عمر مع زِنْباع بن رَوْح: مَتَـى أَلْـقَ زِنْبـاعَ بـن رَوْحٍ ببلـدةٍ لي النِّصْفُ منها، يَقْرَع السِّنَّ من نَدَمْ النصف، بالكسر: الانتصاف، وقد أَنصَفه من خصمه يُنْصِفُه إنْصافاً ونَصَفه ينْصِفه ويَنْصُفه نَصْفاً ونِصافة ونَصافاً ونِصافاً وأَنصَفَه وتَنَصَّفَه كلُّه: خدَمه. الجوهري: تنصَّف أَي خَدم؛ قالت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر: فبَيْنـا نَسـُوسُ الناسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا إذا نحــنُ فيهــم ســُوقةٌ نَتَنَصــَّفُ فــأُفٍّ لــدُنيا لا يــدُوم نَعيمُهــا تقَلَّـــبُ تـــاراتٍ بِنـــا وتَصــَرَّفُ ويقال: تنصَّفْته بمعنى خدَمْته وعبَدْته؛ وأَنشد ابن بري: فــــــإنَّ الإلَـــــه تَنَصـــــَّفْته بــــأَنْ لاأَعُــــقَّ وأَن لا أَحُوبـــا قال: وعليه بيت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر: إذا نحــن فيهــم ســوقة نتنصــف ونصف القومَ أَيضاً: خدمهم؛ قال لبيد: لهــا غَلَــلٌ مــن زازِقــيٍّ وكُرْسـُفٍ بأَيْمــانِ عُجْـمٍ يَنْصـُفون المَقـاوِلا قوله لها أَي لظُروف الخمر. والناصِفُ والمِنْصَف، بكسر الميم: الخادم.ويقال للخادم: مِنْصَف ومَنْصَفٌ. والنَّصِيفُ: الخادم. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَنه ذكر داود، عليه السلام، فقال: دخل المِحراب وأَقعد مِنْصفاً على الباب، يعني خادماً، والجمع مَناصِف؛ قال ابن الأَثير: المنصف، بكسر الميم، الخادم، وقد تفتح الميم. وفي حديث ابن سَلام، رضي اللّه عنه: فجاءني مِنصف فرَفع ثيابي من خَلْفي. ويقال: نصَفْت الرجل فأَنا أَنْصُفُه وأَنْصِفُه نِصافة ونَصافة أَي خدمته. والنَّصَفةُ:الخُدَّام، واحدهم ناصِفٌ، وفي الصحاح: والنصَف الخدَّام. وتنصَّفه: طلَب مَعْرُوفه؛ قال: فــــــإن الإلـــــه تَنَصـــــَّفْتُه بـــأَنْ لا أَخُـــونَ وأَنْ لا أُخانـــا وقيل: تَنَصَّفْته أَطعْته وانْقَدْت له؛ وقول ابن هَرْمَةَ: مَـــنْ ذا رســـولٌ ناصــِحٌ فَمُبَلِّــغٌ عنَّــي عُلَيَّــةَ غَيــرَ قِيـلِ الكـاذِبِ أَنــي غَرِضــْتُ إلـى تَناصـُف وجْهِهـا غَـرَضَ المُحِـبِّ إلـى الحـبيبِ الغائِبِ أَي اشْتَقْت، وقيل: معناه خِدْمة وجهها بالنظر إليه، وقيل: إلى محاسنه التي تقَسَّمت الحسن فتَناصَفَتْه أَي أَنصفَ بعضُها بعضاً فاستوت فيه؛ وقال ابن الأَعرابي: تناصُف وجهِها محاسنها أَنها كلّها حَسَنة يُنْصِفُ بعضها بعضاً، يريد أَن أَعضاءها متساوية في الجمال والحسن فكأَنَّ بعضها أَنصف بعضاً فتناصف؛ وقال الجوهري: يعني استواء المحاسن كأَنَّ بعض أَعضاء الوجه أَنصف بعضاً في أَخذ القِسْط من الجمال؛ ورجل متناصف: مُتساوي المحاسن، وأَنصف إذا خدم سيده. وأَنصف إذا سار بنصف النهار.والمَناصِف: أَودية صغار، والنواصِف: صخور في مَناصِف أَسناد الوادي ونحو ذلك من المَسايِل؛ وفي حديث ابن الصَّبْغاء: بيــن القِــرانِ السـَّوْء والنَّواصـِف جمع ناصفة وهي الصخرة. قال ابن الأَثير: ويروى التَّراصُف. والنواصِفُ: مجاري الماء في الوادي، واحدتها ناصفة: وأَنشد: خَلايــا ســَفِينٍ بالنَّواصــِف مـن دَدِ والناصفة من الأَرض: رَحَبة بها شجر لا تكون ناصفة إلا ولها شجر.والناصفة: الأَرض التي تُنبت الثُّمام وغيره. وقال أَبو حنيفة: الناصفة موضع مِنبات يتَّسع من الوادي؛ قال الأَعشى: كخَــذُولٍ تَرْعــى النَّواصـِفَ مـن تَـثْ لِيـــثَ قَفْــراً، خَلا لهــا الأَســْلاقُ والناصفة: مجرى الماء، والجمع النواصف، وقيل: النواصف أَماكن بين الغِلَظ واللَّين؛ وأَنشد قول طرفة: كــأَنَّ حُــدُوجَ المالِكِيّــةِ، غُــدْوةً خَلايــا ســَفِينٍ بالنَّواصــِفِ مـن دَدِ وقيل: النواصِف رِحاب من الأَرض. وناصفةُ: موضع؛ قال: بناصـــِفةِ الجَـــوَّيْن أَو بمُحَجِّـــر
المعجم: لسان العرب

سوق

المعنى: السَّوق: معروف. ساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً وسِياقاً، وهو سائقٌ وسَوَّاق، شدِّد للمبالغة؛ قال الخطم القيسي، ويقال لأبي زغْبة الخارجي: قــد لَفَّهـا الليـلُ بِسـَوَّاقٍ حُطَـمْ وقوله تعالى: وجاءت كلُّ نَفْسٍ معها سائقٌ وشَهِيد؛ قيل في التفسير: سائقٌ يَسُوقها إلى محشرها، وشَهِيد يشهد عليها بعملها، وقيل: الشهيد هو عملها نفسه، وأَساقَها واسْتاقَها فانْساقت؛ وأَنشد ثعلب: لـــولا قُرَيْـــشٌ هَلَكَـــتْ مَعَــدُّ، واســْتاقَ مــالَ الأَضــْعَفِ الأَشــَدُّ وسَوَّقَها: كساقَها؛ قال امرؤ القيس: لنـــا غَنَــمٌ نُســَوِّقُها غِــزارٌ، كـــأنَّ قُــرونَ جِلَّتِهــا العِصــِيُّ وفي الحديث: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قَحْطان يَسُوق الناس بعَصاه؛ هو كناية عن استقامةِ الناس وانقيادِهم إليه واتِّفاقِهم عليه، ولم يُرِدْ نفس العصا وإنما ضربها مثلاً لاستيلائه عليهم وطاعتهم له، إلاّ أن في ذكرها دلالةً على عَسْفِه بهم وخشونتِه عليهم. وفي الحديث: وسَوَّاق يَسُوق بهن أي حادٍ يَحْدُو الإبلَ فهو يسُوقهن بحُدائِه، وسَوَّاق الإبل يَقْدُمُها؛ ومنه: رُوَيْدَك سَوْقَك بالقَوارير.وقد انْساقَت وتَساوَقَت الإبلُ تَساوُقاً إذا تتابعت، وكذلك تقاوَدَت فهي مُتَقاوِدة ومُتَساوِقة. وفي حديث أُم معبد: فجاء زوجها يَسُوق أعْنُزاً ما تَساوَقُ أي ما تتابَعُ. والمُساوَقة: المُتابعة كأنّ بعضَها يسوق بعضاً، والأصل في تَساوَقُ تتَساوَق كأَنَّها لضعفِها وفَرْطِ هُزالِها تتَخاذَلُ ويتخلَّفُ بعضها عن بعض. وساقَ إليها الصَّداق والمَهرَ سِياقاً وأَساقَه، وإن كان دراهمَ أَو دنانير، لأن أَصل الصَّداق عند العرب الإبلُ، وهي التي تُساق، فاستعمل ذلك في الدرهم والدينار وغيرهما. وساقَ فلانٌ من امرأته أي أعطاها مهرها. والسِّياق: المهر. وفي الحديث: أنه رأى بعبد الرحمن وَضَراً مِنْ صُفْرة فقال: مَهْيَمْ، قال: تزوَّجْتُ امرأة من الأَنصار، فقال: ما سُقْتَ إليها؟ أَي ما أَمْهَرْتَها، قيل للمهر سَوْق لأن العرب كانوا إذا تزوجوا ساقوا الإبل والغنم مهراً لأَنها كانت الغالبَ على أموالهم، وضع السَّوق موضع المهر وإن لم يكن إبلاً وغنماً؛ وقوله في رواية: ما سُقْتُ منها، بمعنى البدل كقوله تعالى: ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم ملائكة في الأرض يَخْلفقون؛ أي بدلكم. وأَساقه إبلاً: أَعطاه إياها يسُوقها. والسَّيِّقةُ: ما اختَلَس من الشيء فساقَه؛ ومنه قولهم: إنما ابنُ آدم سَيِّقةٌ يسُوقُه الله حيث شاء وقيل: السَّيِّقةُ التي تُساقُ سوْقاً؛ قال: وهـل أنـا إلا مثْـل سَيِّقةِ العِدا، إن اسْتَقْدَمَتْ نَجْرٌ، وإن جبّأتْ عَقْرُ؟ ويقال لما سِيقَ من النهب فطُرِدَ سَيِّقة، وأَنشد البيت أيضاً: وهـل أنـا إلا مثـل سـيِّقة العدا الأَزهري: السِّيَّقة ما اسْتاقه العدوُّ من الدواب مثل الوَسِيقة.الأَصمعي: السَّيقُ من السحاب ما طردته الريح، كان فيه ماء أَو لم يكن، وفي الصحاح: الذي تَسوقه الريح وليس فيه ماء.وساقةُ الجيشُ: مؤخَّرُه. وفي صفة مشيه، عليه السلام: كان يَسُوق أَصحابَه أَي يُقَدِّمُهم ويمشي خلفم تواضُعاً ولا يَدع أحداً يمشي خلفه. وفي الحديث في صفة الأَولياء: إن كانت الساقةُ كان فيها وإن كان في الجيشكان فيه الساقةُ؛ جمع سائق وهم الذين يَسُوقون جيش الغُزاة ويكونون مِنْ ورائه يحفظونه؛ ومنه ساقةُ الحاجّ.والسَّيِّقة: الناقة التي يُسْتَتَرُ بها عن الصيد ثم يُرْمَى؛ عن ثعلب.والمِسْوَق: بَعِير تستتر به من الصيد لتَخْتِلَه. والأساقةُ: سيرُ الرِّكابِ للسروج.وساقَ بنفسه سياقاً: نَزَع بها عند الموت. تقول: رأيت فلاناً يَسُوق سُوُقاً أي يَنْزِع نَزْعاً عند الموت، يعني الموت؛ الكسائي: تقول هو يَسُوق نفْسَه ويَفِيظ نفسَه وقد فاظت نفسُه وأَفاظَه الله نفسَه. ويقال: فلان في السِّياق أي في النَّزْع. ابن شميل: رأيت فلاناً بالسَّوْق أي بالموت يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نزع الروح. وفي الحديث: دخل سعيد على عثمان وهو في السَّوْق أي النزع كأَنّ روحه تُساق لتخرج من بدَنه، ويقال له السِّياق أيضاً، وأَصله سِواق، فقلبت الواو ياء لكسرة السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق. وفي الحديث: حَضَرْنا عمرو بن العاصِ وهو في سِياق الموت.والسُّوق: موضع البياعات. ابن سيده: السُّوق التي يُتعامل فيها، تذكر وتؤنث؛ قال الشاعر في التذكير: أَلـم يَعِـظِ الفِتْيانَ ما صارَ لِمَّتي بِســُوقٍ كــثيرٍ ريحُــه وأَعاصـِرُهْ عَلَــوْني بِمَعْصــوبٍ، كـأَن سـَحِيفَه ســَحيفُ قُطــامِيٍّ حَمامـاً يُطـايِرُهْ المَعْصوب: السوط، وسَحِيفُه صوته؛ وأَنشد أَبو زيد: إنِّـي إذالـم يُنْـدِ حَلْقـاً رِيقُهـ، ورَكَــدَ الســَّبُّ فقــامت ســُوقُه، طَــبٌّ بِإهْــداء الخنــا لبِيقُــه والجمع أسواق. وفي التنزيل: إلا إِنَّهم ليأكلون الطعام ويَمْشُون في الأَسْواق؛ والسُّوقة لغة فيه. وتَسَوَّق القومُ إذا باعوا واشتَروا. وفي حديث الجُمعة: إذا جاءت سُوَيْقة أي تجارة، وهي تصغير السُّوق، سميت بها لأن التجارة تجلب إليها وتُساق المَبيعات نحوَها. وسُوقُ القتالِ والحربِ وسوقَتُه: حَوْمتُه، وقد قيل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها.الليث: الساقُ لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم.والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم، ومن الخيل والبغال والحمير والإبل: ما فوق الوَظِيف، ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع؛ قال: فَعَيْنـاكِ عَيْناهـا، وجِيدُك جِيدُها، ولكــنّ عَظْـمَ السـَّاقِ منـكِ رَقيـقُ وامرأة سوْقاء: تارّةُ الساقين ذات شعر. والأَسْوَق: الطويل عَظْمِ الساقِ، والمصدر السَّوَق؛ وأَنشد: قُـبُّ مـن التَّعْـداءِ حُقْبٌ في السَّوَقْ الجوهري: امرأة سَوْقاء حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين؛ وقوله: للْفَـــتى عَقْـــلٌ يَعِيـــشُ بهــ، حيـــث تَهْـــدِي ســـاقَه قَــدَمُهْ فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه إن اهتدَى لرُشْدٍ عُلِمَ أنه عاقل، وإن اهتدى لغير رشدٍ علم أَنه على غير رُشْد. والساقُ مؤنث؛ قال الله تعالى:والتفَّت الساقُ بالساق؛ وقال كعب بن جُعَيْل: فــإذا قــامَتْ إلــى جاراتِهـا، لاحَـــت الســاقُ بُخَلْخــالٍ زَجِــلْ وفي حديث القيامة: يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ في اللغة الأمر الشديد، وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ ولا غُلَّ، وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا. لا ساقَ هناك ولا كَشْف؛ وأَصله أَن الإنسان إذا وقع في أمر شديد يقال: شمَّر ساعِدَه وكشفَ عن ساقِه للإهتمام بذلك الأمر العظيم. ابن سيده في قوله تعالى: يوم يُكشَف عن ساقٍ، إنما يريد به شدة الأمر كقولهم: قامت الحربُ على ساق، ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم، وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً؛ وعلى هذا بيت الحماسة لجدّ طرفة: كَشـــَفَتْ لهـــم عـــن ســاقِها، وبـــدا مـــن الشــرَّ الصــُّراحْ وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر؛ ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأن الإنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه، ثم قيل للأَمر الشديد ساقٌ؛ ومنه قول دريد: كَمِيــش الإزار خـارِجِ نصـْفُ سـاقِه أَراد أَنه مشمر جادٌّ، ولم ييرد خروج الساق بعينها؛ ومنه قولهم: ساوَقَه أي فاخَرة أَيُّهم أَشدّ. وقال ابن مسعود: يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً، وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً طبقاً كان فيها السَّفافيد. وأَما قوله تعالى: فَطِفقَ مَسْحاً بالسُّوق والأَعْناق، فالسُّوق جمع ساقٍ مثل دارٍ ودُورٍ؛ الجوهري: الجمع سُوق، مثل أَسَدٍ وأُسْد، وسِيقانٌ وأَسْوقٌ؛ وأَنشد ابن بري لسلامة بن جندل: كـأنّ مُناخـاً، مـن قُنـونٍ ومَنْزلاً، بحيـث الْتَقَيْنـا مـن أَكُـفٍّ وأَسْوُقِ وقال الشماخ: أَبَعْــدَ قَتِيـلٍ بالمدينـة أَظْلَمَـتْ لـه الأَرضـُ، تَهْتَزُّ العِضاهُ بأَسْوُقِ؟ فأَقْسـَمْتُ لا أَنْسـاك مـا لاحَ كَوكَبٌ، ومـا اهـتزَّ أَغصانُ العِضاهِ بأَسْوُقِ وفي الحديث: لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ؛ هما تصغير الساق وهي مؤنثة فذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صَغَّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة. وفي حديث الزِّبْرِقان:الأَسْوَقُ الأَعْنَقُ؛ هو الطويل الساق والعُنُقِ. وساقُ الشجرةِ: جِذْعُها، وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها، وجمع ذلك كله أَسْوُقٌ وأَسْؤُقٌ وسُوُوق وسؤوق وسُوْق وسُوُق؛ الأَخيرة نادرة، توهموا ضمة السين على الواو وقد غلب ذلك على لغة أبي حيَّة النميري؛ وهَمَزَها جرير في قوله: أَحَــبُّ المُؤقــدانِ إليــك مُؤسـي وروي أَحَبُّ المؤقدين وعليه وجّه أَبو علي قراءةَ من قرأَ: عاداً الأؤْلى. وفي حديث معاوية: قال رجل خاصمت إليه ابنَ أخي فجعلت أَحُجُّه، فقال:أَنتَ كما قال: إنـي أُتيـحُ لـه حِرْبـاء تَنْضـُبَةٍ، لا يُرْسـِلُ السـاقَ إلا مُمْسـِكاً ساقا أَراد بالساق ههنا الغصن من أَغصان الشجرة؛ المعنى لا تَنْقضِي له حُجّة إلا تَعَلَّق بأُخرى، تشبيهاً بالحِرْباء وانتقاله من غُصنٍ إلى غصن يدور مع الشمس.وسَوَّقَ النَّبتُ: صار له ساقٌ؛ قال ذو الرمة: لهــا قَصــَبٌ فَعْـمٌ خِـدالٌ، كـأنه مُســَوِّقُ بَــرْدِيٍّ علـى حـائرٍ غَمْـرِ وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أصبت ساقَه. والسَّوَقُ: حُسْن الساقِ وغلظها، وسَوِق سَوَقاً وهو أَسْوَقُ؛ وقول العجاج: بِمُخْــدِرٍ مــن المَخــادِير ذَكَـرْ، يَهْتَـذُّ رَدْمِـيَّ الحديـدِ المُسـْتَمرْ، هــذَّك ســَوَّاقَ الحَصـادِ المُخْتَضـَرْ الحَصاد: بقلة يقال لها الحَصادة. والسَّوَّاقُ: الطويل الساق، وقيل: هو ما سَوَّقَ وصارعلى ساقٍ من النبت؛ والمُخْدِرُ: القاطع خِدْرَه، وخَضَرَه: قَطَعه؛ قال ذلك كله أَبو زيد، سيف مُخْدِر. ابن السكيت: يقال ولدت فلانةُ ثلاثةَ بنين على ساقٍ واحدة أي بعضهم على إثر بعض ليس بينهم جارية؛ ووُلِدَ لفلان ثلاثةُ أولاد ساقاً على ساقٍ أي واحد في إثر واحد، وولَدَتْ ثلاثةً على ساقٍ واحدة أي بعضُهم في إثر بعض ليست بينهم جارية، وبنى القوم بيوتَهم على ساقٍ واحدة، وقام فلانٌ على ساقٍ إذا عُنِيَ بالأَمر وتحزَّم به، وقامت الحربُ على ساقٍ، وهو على المَثَل. وقام القوم على ساقٍ:يراد بذلك الكد والمشقة. وليس هناك ساقٌ، كما قالوا: جاؤوا على بَكْرة أَبيهم إذا جاؤوا عن آخرِهم، وكما قالوا: شرٌّ لا يُنادى وَليدُه. وأَوهت بساق أي كِدْت أَفعل؛ قال قرط يصف الذئب: ولكِنّـــي رَمَيْتُــك مــنْ بعيــد، فلــم أَفْعَلْـ، وقـد أَوْهَـتْ بِسـاقِ وقيل: معناه هنا قربت العدّة. والساق: النَّنْفسُ؛ ومنه قول عليّ، رضوان الله عليه، في حرب الشُّراة: لا بُدَّ لي من قتالهم ولو تَلِفَت ساقي؛ التفسير لأَبي عمر الزاهد عن أَبي العباس حكاه الهروي. والساقُ: الحمام الذكر؛ وقال الكميت: تغْريـد سـاقٍ علـى ساقٍ يُجاوِبُها، مـن الهَواتف، ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل عنى بالأَول الوَرَشان وبالثاني ساقَ الشجرة، وساقُ حُرٍّ: الذكر من القَمارِيّ، سمي بصوته؛ قال حميد بن ثور: ومـا هـاجَ هـذا الشَّوْقَ إلا حمامةٌ دَعَــتْ ســاقَ حُـرٍّ تَرْحـةً وتَرنُّمـا ويقال له أيضاً السَّاق؛ قال الشماخ: كـادت تُساقِطُني والرَّحْلَ، إذ نَطَقَتْ حمامـةٌ، فَـدَعَتْ سـاقاً علـى سـاقِ وقال شمر: قال بعضهم الساقُ الحمام وحُرٌّ فَرْخُها. ويقال: ساقُ حُرٍّ صوت القُمْريّ.قال أَبو منصور: السُّوقة بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك، سُمُّوا سُوقة لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم، يقال للواحد سُوقة وللجماعة سُوقة. الجوهري: والسُّوقة خلاف المَلِك، قال نهشل بن حَرِّيٍّ: ولَـمْ تَرَعَيْنـي سـُوقةً مِثْـلَ مالِكٍ، ولا مَلِكــاً تَجْـبي إليـه مَرازِبُـهْ يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر؛ قالت بنت النعمان بن المنذر: فَبينا نَسُوس الناسَ والأمْرُ أَمْرُنا، إذا نحــنُ فيهــم سـُوقةٌ نَتَنَصـَّفُ أَي نخْدُم الناس، قال: وربما جمع على سُوَق. وفي حديث المرأة الجَوْنيَّة التي أَراد النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يدخل بها: فقال لها هَبي لي نَفْسَك، فقالت: هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفْسَها للسُّوقة؟ السُّوقةُ من الناس: الرعية ومَنْ دون الملِك، وكثير من الناس يظنون أَن السُّوقة أَهل الأَسْواق. والسُّوقة من الناس: من لم يكن ذا سُلْطان، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، والجمع السُّوَق، وقيل أَوساطهم؛ قال زهير: يَطْلُـب شـَأو امْرأَيـن قَدَّما حَسَناً، نـالا المُلـوكَ وبَـذَّا هذه السُّوَقا والسَّوِيق: معروف، والصاد فيه لغة لمكان المضارعة، والجمع أَسْوِقة.غيره: السَّوِيق ما يُتَّخذ من الحنطة والشعير. ويقال: السَّويقُ المُقْل الحَتِيّ، والسَّوِيق السّبِق الفَتِيّ، والسَّوِيق الخمر، وسَوِيقُ الكَرْم الخمر؛ وأَنشد سيبويه لزياد الأَعْجَم: تُكَلِّفُنــي ســَوِيقَ الكَــرْم جَرْمٌـ، ومــا جَرْمٌـ، ومـا ذاكَ السـَّويقُ؟ ومـا عرفـت سـَوِيق الكَـرْمِ جَرْمٌـ، ولا أَغْلَــتْ بهـ، مُـذْ قـام، سـُوقُ فلمــا نُــزِّلَ التحريــمُ فيهـا، إذا الجَرْمـــيّ منهــا لا يُفِيــقُ وقال أَبو حنيفة: السُّوقةُ من الطُّرْثوث ما تحت النُّكَعة وهو كأَيْرِ الحمار، وليس فيه شيء أَطيب من سُوقتِه ولا أَحلى، وربما طال وربما قصر.وسُوقةُ أَهوى وسُوقة حائل: موضعان؛ أَنشد ثعلب: تَهـانَفْتَ واسْتَبْكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ، بســُوقةِ أَهْـوى أَو بِسـُوقةِ حـائِلِ وسُوَيْقة: موضع؛ قال: هِيْهــاتَ مَنْزِلُنـا بنَعْـفِ سـُوَيْقةٍ، كــانت مُباركــةً مــن الأَيّــام، وساقان: اسم موضع. والسُّوَق: أَرض معروفة؛ قال رؤبة: تَرْمِــي ذِراعَيْـه بجَثْجـاثِ السـُّوَقْ وسُوقة: اسم رجل.
المعجم: لسان العرب

سوق

المعنى: سوق ! الساقُ: ساقُ القَدَم، وَهِي من الإنْسانِ مَا بينَ الكَعْبِ واَلركْبَةِ مُؤَنَّث، قالَ كَعْبُ بنُ جُعيل: (فإِذا قامَت إِلى جاراتِها  ...  لاحَتِ السّاقُ بخَلْخالٍ زَجِلْ) وَمن الْخَيل والبِغالِ والحَمِيرِ والإبِل: مَا فَوْقَ الوَظِيفِ، ومِنَ البَقَرِ والغَنَم والظِّباءَ: مَا فَوْقَ الكُراع، قالَ قَيْسٌ: (فعَيْناكِ عَيناهَا وجيدُكِ جِيدُها  ...  ولكِن عَظْمَ الساقِ مِنْكِ رَقِيقُ)  ج: {سُوقٌ بالضَّم، مثلُ دارٍ ودُورٍ، وَقَالَ الجوْهَرِيُّ: مثل أَسَد وأُسد} وسِيقان مثلُ جارٍ وجِيرانٍ {وأَسْؤُقٌ مثلُ كاسٍ وأكْؤُسٍ، قالَ الصاغانِي: هُمِزَتِ الواوُ لتَحْمِلَ الضَّمَّةَ وَفِي التَّنْزِيلِ: فطَفِقَ مَسْحاً} بالسوقِ والأعْناقِ وَفِي الحَدِيثِ: واسْتَشِبوا على {سُوقِكُم، وقالَ جَزْء أَخُو الشَّمّاخ يَرثِي عُمَرَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: (أبَعدَ قَتِيلٍ بالمَدِينَةِ أَظْلَمَتْ  ...  لَهُ الارْضُ تَهْتَزُّ العِضاهُ} بأسْؤُقِ) وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي لسَلامَةَ بنِ جَنْدَلٍ: (كأنَّ مُناخاً من قُنُون ومَنْزِلاً  ...  بحَيْثُ التَقَيْنَا مِنْ أكُفٍّ {وأَسْؤُقِ) وَقَالَ رُؤْبَةُ: والضرْبُ يُذْرِى أذْرُعاً} وأَسْؤُقَا وقولُه تَعالى: يَوْمُ يُكْشَف عَن {سَاق أَي: عَنْ شِدّةٍ كَمَا يُقال: قامَتِ الحَرْبُ عَلَى} ساقٍ، قَالَ ابْن سِيدَه: ولَسْنا نَدْفَعُ مَعَ ذلِكَ أنَّ السّاقَ إِذا أَرِيدَتْ بهَا الشِّدَّةُ فإِنّما هِيَ مُشَبَّهَة {بالساق هَذه الّتي تَعْلُو القَدَمَ، وأَنَّه إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لأنُّ السّاقَ هِيَ الحامِلَةُ للجُمْلَةِ والمُنْهِضَةُ لَهَا، فذُكِرَت هُنا لذلِكَ تَشْبِيهاً وتَشْنِيعاً، وعَلَى هَذَا بَيْتُ الحَماَسةِ لجَدِّ طَرَفَةَ: (كَشَفَت لَهُم عَن} ساقِها  ...  وبَدَا من الشَّرِّ الصراحُ) وَفِي تَفْسِيرِ ابنِ عَبّاد ومُجاهِد: أَي يُكْشَفُ عَن الأمرِ الشَّدِيدِ. وقولُه تعالَى: التَفَّتِ السّاقُ {بالسّاقِ أَي: التَفَّ آخِرُ شِدة الدُّنْيَا بأولِ شِدةِ الآخِرَةِ، وقِيلَ: التَفتْ} ساقُه بالأخرَى إِذا لُفُّتا بالكَفَنِ. وقالَ ابنُ الانْباريّ: يَذْكُرُونَ السّاقَ إِذا أَرادوا شِدًّةَ الأمرِ، والإخْبارَ  عَن هَوْلِهِ كَمَا يُقال: الشَّحِيحُ يَدُه مَغْلُولَةٌ، وَلَا يَدَ ثَمَّ وَلَا غُلَّ، وإِنّما هُوَ مَثَلٌ فِي شِدَّةِ البُخْلِ،) وكذلِك هَذَا، لَا ساقَ هُناك وَلَا كَشْفَ، وأصْلُه أَنّ الإِنْسانَ إِذا وَقَع فِي شِدَّةٍ يُقالُ: شَمَّرَ ساعِدَه، وكَشَف عَن {ساقِه، للاهْتِمام بذلِكَ الأمْرِ العَظِيم، قالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يَكُونُ يُكْشَفُ عَن ساقٍ لانَّ الإنْسانَ إِذا دَهَمَتْهُ شِدَّةٌ شَمَّرَ لَها عَن ساقَيْهِ، ثُمَّ قِيلَ للأمْرِ الشَّدِيدِ: ساقٌ، وَمِنْه قَوْلُ دُرَيْدٍ: كَمِيشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصْفُ ساقِهِ أَرادَ: أَنه مُشَمِّرٌ جاد، وَلم يُرِدْ خُرُوج السّاقِ بعَيْنِها. وَمن المَجازِ: وَلَدَتْ فُلانَةُ ثَلاثَةَ بَنِينَ على ساقٍ واحِدٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِي العُبابِ: واحِدَةٍ، أَي: مُتَتابِعَةً بعضُهم عَلَى إِثْرِ بَعض لَا جارِيَةَ بَيْنَهُم نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ، وقالَ غيرُه: وُلِدَ لفُلانٍ ثَلاثَةُ أَولادٍ} ساقاً على ساقٍ، أَي: واحِدًا فِي إِثْرِ واحِد. {وساقُ الشجَرةِ: جِذْعُها كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مَجازٌ، وقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ أصْلِها إِلى مَشْعَبِ أَفْنانِها، وَفِي حَدِيثِ مُعاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنَّ رَجُلاً قالَ: خاصَمْتُ إِليه ابنَ أَخِي، فجَعَلْتُ أَحُجًّه، فقالَ: أَنْتَ كَمَا قالَ أبُو دوادٍ: (أَنى أتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبَة  ...  لَا يُرْسِلُ السّاقَ إِلاّ مُمْسِكاً} ساقَا) أَرادَ: لَا تَنْقَضي لَهُ حُجَّةٌ إِلاّ تَعَلَّقَ بأخرىَ، تَشْبِيهاً بالحِرْباءَ، والأصْل فيهِ أنَّ الحِرْباء يَسْتَقْبِلُ الشمسَ ثمَّ يَرْتَقِي إِلى غُصْن أَعْلَى مِنْه، فَلَا يُرْسِلُ الأَوَّلَ حَتّى يَقْبِضَ على الآخَرِ. ! وساقُ حُر: ذَكَرُ القَمارِيِّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأنْشَدَ للكُمَيْتِ:  (تَغْرِيد ساقٍ عَلَى ساقٍ يُجاوِبها  ...  من الهَواتِفِ ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل) عَنَى بالأولِ الوَرَشَان، وبالثانِي ساقَ الشجَرَةِ. قلتُ: ومثلُه قولُ الشَّمّاخ: (كادَتْ تساقِطُنِي والرَّحلَ إِذ نطقت  ...  حَمامَة فدَعَتْ ساقاً على ساقِ) قالَ الأصْمَعِيُّ: سمي بهِ لأنَّ حِكايَةَ صَوْتِه ساقُ حُر قالَ حُمَيْدٌ رضِيَ اللهُ عَنهُ: (وَمَا هاجَ هَذا الشوقَ إِلاّ حَمامَة  ...  دَعَتْ ساقَ حُرٍّ فِي حَمام تَرَنَّما) وذَكَر أَبو حاتِمٍ فِي كِتابِ الطَّيرِ عَقِيبَ ذَكَرِ القمْرِيِّ قالَ: إِنّه يَضْحَكُ، كَمَا يَضْحَكُ الإنْسانُ، {وسَاق حُر كالقمريِّ يَضْحَكُ أيْضاً، وسُمِّيَ بصِياحِه ساقَ حُر، وَلَا تأنيثَ لَهُ وَلَا جَمْعَ، وقالَ السُّكَّرِي: القُمْريُّ والصلصل وَمَا أشبَهَهُما تسَمَيها العَرَبُ الحَمامَ، وَهُوَ ساقُ حُر، ويُعّال: ساقُ حُر أَبُوهنَّ الأولُ،) وإِنِّ أَصْواتَهن إِنَّما هَي نَوْحٌ، وَمِنْه قَوْل ابنِ هَرْمَةَ: (وَلَا بالذِي يَدْعُو أَباً لَا يُجِيبه  ...  } كساقِ ابْنِ حر والحَمام المُطَوقِ) وقالَ خَديجُ بن عَمْرٍ وأَخو النجاشِيِّ: (سأبْكِي عَلَيْهِ مَا بَقِيتُ وَراءَه  ...  كَمَا كانَ يَبْكِي سَاق حر حلائِلَهْ) أَو {السّاقُ: الحَمامُ، والحُر فَرْخُها نَقَله شَمِرٌ عَن بَعض. } وسَاق: ع فِي قَوْلِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى: (عَفَا من آلِ لَيْلَى بَطْنُ ساقٍ  ...  فأكْثِبهُ العَجالِزِ فالقَصِيم) ويُقال لَهُ ساقُ الرِّجْلِ. وساقُ الفَرْوِ، أَو سَاق الفَرْوَيْن:  جَبَلٌ لأسَد، كأنهُ قَرْنُ ظَبْيٍ قالَ: (أقْفَرَ من خَوْلَةَ ساقُ الفَرْوَيْن  ...  فحَضنٌ فالرُّكْنُ من أَبانَيْن) وساقُ الفَرِيدِ: ع قالَ الحُطَيْئَةُ: (فتَبَّعْتُهُمْ عَيْنَي حَتَّى تَفَرَّقَتْ  ...  مَعَ اللَّيْلِ عَنْ ساقِ الفَرِيدِ الحَمائِلُ) {والساقَةُ: حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ أبيَن. } وساقُ الجِواء: ع آخر. {وساقَةُ الجَيْشِ: مؤَخرُه نَقَله الجَوْهَرِي وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه الحَدِيث: طُوبَى لعبْد آخِذٍ بعِنانِ فَرَسه فِي سَبِيلِ اللهِ أشْعَثَ رًأسُه، مُغْبَرَّةٍ قَدَماهُ، إنْ كَانَ فِي الحِراسَةِ كانَ فِي الحِراسةِ، وإنْ كانَ فِي} السّاقَةِ كانَ فِي السّاقَةِ، إِن اسْتَأذَنَ لم يُؤذَن لَهُ، وإِن شَفَع لَم يشفع. {والسّاقَةُ: جمعُ} سائِقٍ، وهُم الذينَ {يَسُوقُونَ الجَيْشَ الغُزاةَ، ويكونُونَ من ورائِهم، يَحْفَظُونَه، وَمِنْه} ساقَةُ الحاجِّ. {وساقَ الماشِيَةَ} سَوْقاً {وسِياقَةً بالكَسر} ومَساقاً {وسَيَاقاً كسَحابٍ،} واسْتاقَها {وأَساقَها} فانْساقَتْ فَهُوَ {سائِقٌ} وسَوّاقٌ كشَدّادٍ، شُدِّدَ للمبالَغَةِ، قَالَ أَبو زُغْبَةَ الخارِجي، وقِيلَ للحُطَم القَيْسِيِّ: (قد لَفها الليلُ {بسَواقٍ حُطَم  ...  لَيْسَ براعِي إِبِل وَلَا غَنَمْ) وقولُه تَعالى: إلَى رَبكَ يَومَئذٍ} المَساقُ وقولُه تَعالى: مَعَها {سائِقٌ وشَهِيدٌ قيل:} سائِقٌ {يَسُوقُها إِلى المَحْشَرِ، وشهِيد يَشهَدُ عَلَيْها بعَمَلِها، وأنْشَدَ ثَعلَبٌ:) لَوْلا قُرَيشٌ هَلَكَتْ مَعَد} واسْتاقَ مالَ الأضْعَفِ الأشَد  وِفِي الحَدِيثِ: لَا تَقُومُ السّاعَةُ حَتى يَخْرُجَ رَجُلٌ من قَحْطانَ {يَسْوقُ النّاسَ بعَصاهُ، هُوَ كِنايَة عَن اسْتِقامَةِ النّاسِ وانْقِيادِهم لَهُ واتِّفاقِهِم عَلَيْه، وَلم يُرِد نَفْسَ العَصا، وإِنَّما ضَرَبَها مَثَلاً لاسْتِيلائِه عليهِم، وطاعَتِهِم لَهُ إِلاّ أَنَّ فِي ذِكْرِها دَلالةً على عَسْفِه بِهِم، وخُشونَتِه عَلَيْهِم. وَمن المَجازِ:} ساقَ المَرِيضُ {يَسُوقُ} سَوْقاً {وسِياقاً ككِتاب: إِذا شَرَعَ فِي نَزْعِ الروحِ كَذَا فِي العُبابِ، واقْتَصَر الجَوْهَرِي عَلَى} السِّياقِ، ويُقال أيْضاٌ: ساقَ بنَفْسِه {سِياقاً نَزَع بِها عِنْد المَوتِ، وتقولُ: رَأَيْتُ فُلاناً} يَسُوقُ {سُوُوقا كقُعُودٍ، وقالَ الكِسائي: هُوَ يَسُوقُ نَفْسَه، ويَفِيظُ نَفْسَه، وقالَ ابْن شُمَيْل: رأيْتُ فُلاناً} بالسوْقِ، أَي: بالمَوتِ {يُساقَ} سَوْقاً، وإِنّ نَفسَه {لتسَاقُ وأصل} السِّياقِ {سواق، قُلِبَت الْوَاو يَاء لكَسرَةِ السِّينِ. (و) } ساقَ فُلاناً {يَسُوقُه} سَوْقاً: أصابَ {ساقَهُ نَقَلَه الجَوْهَرِي. وَمن المَجازِ:} ساقَ إِلى المَرْأَة مَهْرَها وصَداقَها {سِياقاً: أَرْسَلَه} كأساقَه وإِن كانَ دَراهِمَ أَو دَنانِيرَ لأنَّ أصْلَ الصَّداقِ عندَ العَرَبِ الإبِل، وَهِي التِي {تُساقُ، فاسْتُعْمِلَ ذلِكَ فِي الدِّرْهَم والدِّينارِ وغَيْرِهِما، ومِنْه الحَدِيثُ: أَنه قالَ لعَبْدِ الرحْمنِ وَقد تَزَوجَ بامْرَأَة من الأنْصارِ مَا} سُقتَ إِلَيْها أَي: مَا أَمهَرتَها وَفِي رِوايَة مَا سُقْتَ مِنها بمَعْنَى البَدَلِ. ونَجْمُ الدِّينِ مُحَمدُ بنُ عُثمان ابنِ {السائِقِ الدِّمَشْقي وأَخُوه علاءُ الدِّينِ عَلِي، حَدثا، الأخيرُ سَمِعَ من الرَّشِيدِ بنِ مَسْلَمَةَ. وَمن المَجازِ:} السِّياقُ ككِتابٍ: المَهْرُ، لأَنهم إِذا تَزَوَّجُوا كانُوا {يَسوقُونَ الإبلَ والغَنَمَ مَهْراً، لأنًّها كانَت الغالبِ على أَموالِهِم، ثُمَّ وُضِعَ} السِّياق موضِعَ المَهْرِ وَإِن لَم يَكن إبِلاً وغَنَماً. {والأسْوَقُ من الرجالِ: الطوِيل} السّاقَيْنِ نَقَلَه الجَوْهَري وقالَ ابنُ دُرَيْد: الغَلِيظُ السّاقَينِ أَو حَسَنُهما،  وَهِي {سَوقاءُ حَسَنَةُ} السّاقَيْنِ، وقالَ اللَّيثُ: امْرَأَةٌ {سَوْقاءُ تارَّةُ السّاقَيْنِ ذاتُ شَعر والاسمُ} السَّوَقُ، مُحَرَّكَةً قالَ رُؤبةُ: قُب مِنَ التَّعْداءَ حُقْبٌ فِي {سَوَقْ} والسَّيِّقَةُ، ككَيِّسَةٍ: مَا {اسْتاقَهُ العَدُو من الدّوابِّ مثلُ الوَسِيقَةِ، أَصْلُها سَيوِقَةٌ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ هِيَ الطَّرِيدَةُ الَّتِي يَطْرُدُها من إِبِلِ الحَيِّ، وأَنْشَدَ الجَوهَرِيًّ للشاعِرِ، وَهُوَ نُصَيْب ابْن رَبَاح:) (فَما أَنا إِلاّ مِثْلُ} سَيِّقَةِ العِدا  ...  إِن اسْتَقدمَتْ نَحْرٌ وإِن جَبَأتْ عَقْرُ) وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {السَّيِّقَةُ: الدَّرِيئة يَسْتَتِرُ فِيهَا الصّائِدُ، فيَرْمِي الوَحْشَ. وقالَ ثَعْلَبٌ: السَّيِّقَةُ: النّاقَةُ ج:} سيائِقُ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ: {السَّيِّقُ، ككَيِّس: السَّحابُ} تَسُوقُه الرِّيحُ وَلَا مَاء فِيهِ كَمَا فِي الصِّحاح، وقالَ ابنُ دُرَيْد: الجَفْلُ من السَّحابِ هُوَ الَّذِي قَدْ هَراقَ ماءَهُ، وقالَ الأصمَعِيُّ: السَّيِّقُ من السَّحابِ: مَا طَرَدَتْهُ الرِّيحُ كانَ فِيهِ مَاء أَو لَمْ يَكُنْ. {والسوقُ بالضَّمِّ م مَعْرُوفَة، وَلذَا لم يَضْبِطْهُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ الَّتي يُتَعامَلُ فِيها تُذَكَّرُ وتؤَنَّثُ، وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ:} السُّوقُ معروفةٌ، تُؤنّث وتُذكرّ، وأصلُ اشتقاقِها من {سَوْقِ النّاسِ بضائِعَهُم إِليها، مُؤَنَّثَةٌ وتذَكَّرُ. وَقد سَبَقَ عَن الجَوْهَرِيِّ فِي زقق أَنّ أهْلَ الحِجازِ يُؤَنِّثُونَ} السُّوقَ والسَّبِيلَ والطَّرِيقَ والصراطَ والزُّقاقَ والكَلاَّءَ وَهُوَ {سُوقُ البَصْرَةِ، وتَمِيم تُذَكِّرُ الكُلَّ. قلتُ: وشاهِدُ التَّذْكِيرِ قَوْلُ رَجُل أَخَذَه سُلطانٌ فجَلَدَه وحَلَّقَه: (ألَمْ يَعِظِ الفتيانَ مَا صارَ لِمتِى  ...  } بسُوقٍ كَثِيرٍ رِيحُهُ وأَعاصِرُه)  (عَلَونِي بمَعْصُوبٍ كأَن سَحِيفَهُ  ...  سَحِيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُه) وأنْشَدَ أَبُو زَيدٍ فِي التّأنِيثِ: إِنَيّ إِذا لَمْ يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه ورَكَدَ السَّبُ فقامَت {سُوقُه طَبًّ بإِهْداءَ الْخَنَا لبيقه والجَمعُ} أَسْواقٌ. {وسُوقُ الحَرْبِ: حَوْمَةُ القِتالِ وَكَذَا} سوقَتُه، أَي: وَسَطُه، يقالُ: رَأيْتُه يَكُرُّ فِي {سُوقِ الحَرْبِ، وَهُوَ مَجازٌ.} وسُوقُ الذَّنائِبِ: ة، بزَبِيدَ دونَها {وسُوقُ الأربِعاءَ: د، بخُوزِسْتانَ. (و) } سُوقُ الثُّلاثاءَ: مَحَلَّة ببَغْدادَ. وسُوقُ حَكَمَةَ محركَةً: ع بالكُوفَةِ. وسُوقُ وَرْدانَ: مَحَلةٌ بمِصْرَ نُسِبَتْ إِلَى وَردانَ مولَى عَمْرِو بن العاصِ. وسُوقُ لِزام د، بإِفْرِيقِيَّةَ، وسُوقُ العَطَشِ: حًلَّةٌ ببَغْدادَ سُمِّيَتْ لأنَّه لمّا بُنِي قالَ المَهْدِي: سَمُّوهُ سُوقَ الرّيِّ، فغلبَ عَلَيْهِ سوقُ العَطَشِ. وبِها وُلِدَ الحُسَينُ بنُ عُلِيِّ بنِ الحُسَنِ ابنِ يُوسُفَ، جَد الوَزِيرِ أَبِي القاسِم) المَغْربِي، وأصلُهم من البَصْرَةِ، كَذَا فِي تارِيخَ حَلَب، لابْنِ العَدِيمَ. {وسُوَيقَةُ، كجُهَيْنَةَ: ع قالَ: (هَيْهاتَ مَنزلُنا بنَعْفِ} سُوَيْقَة  ...  كانَت مُبارَكَةً من الْأَيَّام) وأنْشَدَ ابنُ درَيْدٍ للفَرَزْدَقِ: (أَلَمْ تَرَ أنِّي يَوْمَ جَوِّ سُوَيْقَة  ...  بكيتُ فنادَتْنِي هُنَيْدةُ مالِيا) وقالَ أَبو زَيْدٍ: سُوَيْقَةُ: هَضْبَةٌ طَوِيلَةٌ بحمِىَ ضَرِيَّةَ ببَطْنِ الريانِ، وإِيّاها عَنَى ذُو الرُّمَّةِ بقَوْلِه: (لِأُدْمانَةٍ مَا بينَ وَحْشِ سُوَيْقَة  ...  وبَيْنَ الجبالِ العُفْرِ ذاتِ السّلاسِل)  وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: سُوَيْقَةُ: جَبَلٌ بينَ يَنْبُعَ والمَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام، وَبِه فُسِّرَ قولُ كُثَيِّرٍ: (لعَمرِي لقد رُعْتُم غَداةَ {سُوَيْقَة  ...  ببَيْنِكُمُ يَا عَزَّ حَقَّ جَزُوع) قالَ وسُوَيقَةُ أيْضاً: ع بالسَّيالَةِ قَرِيبٌ مِنْهَا، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ هَرْمَةَ: (عَفَتْ دارُها بالبُرْقَتَيْنِ فأَصْبَحَتْ  ...  سُوَيقَةُ مِنْهَا أَقْفَرَتْ فنَظِيمُها) (و) } السُّوَيْقَةُ: ع، ببَطْنِ مَكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعالَى، مِمَّا يَلِي بابَ النَّدْوَةِ، مائِلاً إِلَى المَرْوَةِ. والسوَيْقَةُ: ع بنَواحِي المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، يَسْكُنه آلُ عَليِّ بنِ أبِي طالِبٍ رضِىَ اللهُ عَنهُ. قلتُ: وأولُ من نَزَلَه يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُوسَى الجَوْن بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ، وَقد أعْقَبَ من رَجُلَيْن أَبِي حَنْظَلَة إِبراهِيمَ وَأبي داوُدَ مُحَمّد، ويُقال لَهُم: {السُّوَيْقِيون، فيهم عَدَدٌ كثِيرٌ ومَدَدٌ إِلَى الْآن، وتَفْصِيلُ ذلِكَ فِي المُشَجَّراتِ. (و) } السًّوَيقَةُ: ع بمَرْوَ، مِنْهُ أَحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ هَكَذَا فِي النسَخ، والصّوابُ أَبُو عَمْروٍ، ومُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ ابنِ جَمِيلٍ المَروَزِيُّ! - السوَيْقِيًّ، سَمِعَ الإِمامَ أَبَا داوُدَ صاحِبَ السنَنِ. والسوَيْقَةُ: ع بواسِطَ، مِنْهُ: أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرّحْمنِ بن مُحَمَّدِ ابنِ عَفِيف الواعِظُ الأدِيبُ هَكَذَا فِي سائِرِ النسَخ، وَهُوَ سَقَطٌ فاحِش، صوابُه مِنْهُ أَبو عِمْرانَ مُوسى بنِ عِمرانَ ابنِ مُوسى القَرّام السُّوَيْقِي، رَوَى عَن أبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَفِيف البوشَنجِيِّ كَذَا حَقَّقَه الحافِظُ فِي التَبصِير، فتأَمَّل.  والسوَيقَةُ: د بالمَغْرِبِ من بِجايَةَ بالقربِ من قَلْعَة بني حَمّادٍ. والسوَيقَةُ: تِسعَةُ مَواضِعَ ببَغْدادَ مِنْهَا سُوَيقَةُ أبِي الوردِ.) {والسوقَةُ بِالضَّمِّ خلافُ المَلِكِ، وهم الرَّعِية الَّتِي تَسُوسُها المُلُوكُ، سُموا} سُوقَةً، لأنَّ الملوكَ {يَسوقُونَهم} فيَنساقُونَ لَهُم للواحِدِ والجَمْع والمُذَكرِ والمُؤَنَّثِ قَالَه الأزْهَرِي والصاغاني، زادٌ صاحبُ اللِّسانِ: وَكثير من الناسِ يَظُن أَن {السُّوقَةَ أهلُ الأسواقِ، وأنْشَد الجَوهَري لنَهشَلِ بنِ حَريٍّ: (ولَم تَر عَينِي} سُوقَةً مثلَ مالِكٍ  ...  وَلَا ملِكاً تُجبَى إِليهِ مَرازِبُه) وقالتْ بنتُ النعمانِ بنِ المُنذِرِ. قلتُ: وَاسْمهَا حرَقَةُ: (بَينا نَسُوسُ النَّاس والأمْرُ أَمْرُنا  ...  إِذا نَحْنُ فِيهم سوقَةٌ نَتَنَصّفُ) أَي نَخْدُمُ الناسَ، قَالَ الصاغانِي: والبَيتُ مَخْرُوم. أَو قَد يُجمَع {سُوَقاً كصُرَد وَمِنْه قَول زُهَيرِ بنِ أبِي سُلْمَى: (يَطلُب شأو امرَأينِ قدماً حَسَناً  ...  نَالا الملوكَ وبَذّا هَذِه} السوَقَا) كَمَا فِي الصِّحاح. وقالَ ابنُ عَبّاد: {السوقَةُ: من الطُّرْثوثِ: مَا كانَ فِي أسْفَلِ النُّكَعَةِ حُلْوٌ طيب، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ كأيرِ الحِمارِ، وَلَيْسَ فيهِ شَيءٌ أطيَبَ من} سُوقتِه وَلَا أحلَى، ورُبّما طالَ، ورُبّما قصرَ. ومُحمدُ بنُ سُوقَةَ: تابِعيًّ هَكَذَا فِي النًّسخِ، والصوابُ:! وسُوقَةُ تابِعي، أَو مُحَمدُ بنُ سُوقَةَ من أَتباع التابِعِينَ، فَفِي كتابِ الثقاتِ لابْن حِبان: فِي التابِعِينَ: سُوقَةُ البَزّازُ، من أهل الكُوفَةِ، يَروي عَن عَمرِو بنِ حُرَيْث، رَوَى عَنهُ ابنُه مُحَمَّد، انْتهى. وكانَ  مُحَمّد لَا يُحْسِنُ يَعْصَي اللهَ تَعالَى نَفَعنا الله بهِ، وقَرَأتُ فِي بَعْضِ المَجامِيع أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَيْهِ فَرآهُ يَعْجِنُ ودُمُوعُه تَتَساقَطُ، وَهُوَ يَقُول: لما قَلَّ مالِي جَفانِي إخْوانِي. {والسوِيقُ، كأمِيرٍ: م مَعْرُوفٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهُوَ نَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرةِ أَيْضاً، قَالَ: وَقد قِيلَ بالضّادِ أَيْضاً، قالَ: وأَحْسَبُها لُغَة لبَنِي تَمِيم، وَهِي لُغَة بني العَنْبر خَاصَّة والجَمْعُ} أسْوِقَةٌ، وقالَ غيرُه: هُوَ مَا يُتَّخَذُ من الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ، ويُقالُ {لسَوِيقِ المُقْلِ: الحَتِيُّ،} ولسِوِيقِ النَّبْقِ: الفَتِى، وقالَ شَيْخُنا: هُو دَقِيقُ الشَّعيَرِ أَو السلْتِ المَقْلُوِّ، ويَكُونُ من القَمْح، والأكْثَرُ جَعْلُه من الشَّعِيرِ، وقالَ أَعرابِي يصِفُه: هُوَ عُدَّةُ المُسافِر، وطَعامُ العَجْلانِ، وبُلْغَةُ المَرِيضِ، وَفِي الحَدِيثِ: فلَمْ يجَدْ إِلاّ {سَوِيقاً فَلاكَ مِنْهُ. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: السَّوِيق: الخَمْر ويُقالُ لَهَا أَيْضاً: سَوِيق الكَرْم، وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لزِيادٍ الأعْجَم:) (تُكَلِّفُني} سَوِيقَ الكَرْم جَرْمٌ  ...  وَمَا جَرْم وَمَا ذاكَ {السَّوِيق) (وَمَا عَرَفَتْ سوِيقَ الكَرْم جَرْم  ...  وَلَا أغْلَتْ بِهِ مُذْ قامَ} سُوقُ) وثَنِيَّةُ السوِيقِ: عُقَيْبَة بينَ الخُلَيْصِ والقُدَيْدِ م مَعْرُوفَة. {والسوّاقُ كزُنّار: الطَّوِيلُ} السّاقِ عَن أَبِي عَمْرٍ و، وأَنشَد للعَجّاج: بمُخْدِرٍ من المَخادِيرِ ذَكَر يَهْتَد روُمِيّ الحَدِيدِ المُسْتَمِرّ عَن الظَّنابيب وأَغْلالِ القَصَر هَذَّكَ سُوَّاقَ الحَصادِ المُخْتَضَرْ المُخْدِرِ: القاطِعُ، والحَصادُ: بَقْلَة. وقالَ ابنُ عَبّاد:! السُّوّاقُ:  طلع النخلِ إِذا خرَجَ وصارَ شِبْراً. وقِيلَ: {السُّوّاقُ: هُوَ مَا} سوقَ وصارَ على {سَاق من النَّبّتِ عَن ابْنِ عَبّاد. قَالَ: وبَعِيرٌ} مُسوِق، كمُحْسِنٍ والذِي فِي التَّكْمِلَةِ: كمِنْبَرٍ، للَّذي {يساوِقُ الصَّيْدَ أَي: يُقاوِدُه، وَهُوَ مَجازٌ، والذِي فِي اللِّسانِ:} المِسْوَق: بَعِيرٌ يُسْتَتَرُ بِهِ من الصيْدِ ليَخْتِلَه. وقالَ الليْثُ: {الأساقة: سير رِكابِ السرُوجِ. قالَ غيرُه:} وأسَقْتُه إِبِلاً: جَعَلْتُه {يَسُوقُها أَو مَلَّكْتُه إِيّاها} يَسُوقُها، فيَكُون مَجازاً، وَفِي الصِّحاح: أعْطَيْتُه إِبِلاً يَسُوقُها. {وسَوَّقَ الشَّجَرُ} تَسْوِيقاً: صارَ ذَا {ساقٍ كَذَا فِي العُبابِ، والأَوْلَى} سَوَّقَ النَّبْتُ، وَمِنْه قَول ذِي الرمةِ: (لَها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ كأنَّه  ...  {مُسَوِّقُ بَرْديٍّ على حائرٍ غَمْرِ) وقالَ ابنٌ عَبّادٍ:} سَوَّقَ فُلاناً أَمْرَه: إِذا مَلكَه إِيّاه. قَالَ: {والمُنْساقُ: التابِعُ والقَرِيبُ أَيضاً. قَالَ: والعَلم} المُنساق. من الجِبال هُوَ المُنْقادُ طُولاً. {وساوَقَهُ: فاخَرَه فِي} السَّوْقِ أَينا أَشَدًّ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ: وهُوَ من قَوْلِهم: قامَتِ الحرْبُ على {ساقٍ، وَهُوَ مَجاز. } وتَساوَقَتِ الإبِلُ أَي: تَتَابَعتْ، وكذلِكَ تقاوَدَتْ فَهِيَ {مُتَساوقةٌ، ومُتَقاوِدَة، وأَصْلُ} تساوَقُ تَتَساوَقُ كأنَّها لضَعْفِها وهُزالِها تَتَخاذَلُ، ويَتَخَلَّفُ بعضُها عَن بَعْض، وَهُوَ مَجازٌ. (و) {تَساوَقَت الغَنمُ: تَزاحَمَتْ فِي السَّيْرِ وَفِي حَدِيثِ أمِّ مَعْبَدٍ: فجاءَ زَوْجُها} يَسُوقُ أَعْنُزاً مَا {تَسَاوَقُ) أَي: مَا تَتَابَعُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} انساقت الْإِبِل: سَارَتْ متتابعةً.  {وسَوَّقَها} كساقَها، قَالَ امْرُؤُ القَيْس: (لنا غَنَمٌ {نُسَوِّقُها غِزارٌ  ...  كأنَّ قُرُونَ جِلَّتِها العِصِيُّ) } والمُساوَقَةُ: المُتابَعَةُ، كأَنَّ بَعْضَها يَسُوقُ بَعْضاً. {والسَّوْقُ: المَهْرُ، وُضِعَ مَوْضِعَه، وإِن لم يَكُنْ إِبِلاً أَو غَنَماً. } وساقَ إِليه خَيْرًا. {وساقَت الرِّيحُ السَّحابَ، وكل هَذِه مَجازٌ. } والسوقَةُ، بالضمِّ: لغةٌ فِي {السوقِ، وَهُوَ مَوْضِعُ البِياعاتِ. وجاءتْ} سُوَيْقَةٌ، أَي: تِجارَة، وَهِي تَصْغِيرُ {سُوقٍ، وَقَوله: (للفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بهِ  ...  حَيْثُ تَهْدي} ساقَهُ قَدَمُهْ) فَسَّرَه ابنُ الأعْرابِيِّ، فقالَ: مَعْناهُ إِن اهْتَدَى لرَشَدٍ عُلِمَ أنّه عاقِل، وإِن اهْتَدَى لغَيْر رَشَدٍ عُلِمَ أَنّه على غَيْرِ رَشَدٍ. وذُو {السًّوَيْقَتَيْنِ: رَجُل من الحَبَشَةِ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الكَعْبَةِ، كَمَا فِي الحدِيث وهُما تَصْغِيرُ} السّاقِ، وَهِي مُؤَنَّثَةٌ، فلذلِكَ ظَهَرتِ التّاءُ فِي تَصْغِيرها، وإِنما صَغَّرَهُما لانَّ الغالِبَ على {سُوقِ الحَبَشَة الدِّقَّةُ والحُمُوشَةُ. وجَمْعُ} ساقِ الشجَرةِ {أسْوُقٌ} وأسْؤقٌ، {وسُوُوقٌ} وسُؤُوقٌ، {وسُوق.} وسوقٌ الأخِيرَةُ نادِرَةٌ، وتَوَهَّموا ضمَّ السِّينِ عَلَى الواوِ، وَقد غَلَب ذلِكَ على لُغَةِ أَبِي حَيَّةَ النمَيْرِيِّ، وهَمَزَها جَرِير فِي قَوْلِه: أَحَبًّ المُؤقِدانِ إِلَيْكَ مُؤْسى وقالَ ابنُ جِنّي: فِي كِتابِ الشَّواذِّ: هَمَزَ الواوَ فِي المَوْضِعَيْنِ جَمِيعًا، لأنُّهُما جاوَرَتّا ضَمَّةَ المِيم قَبْلَهُما، فصارَت  الضمَّةُ كأنّها فِيها، وَالْوَاو إِذا انْضَمَّت ضَماً لازِماً فهَمْزُها جائِز، قَالَ: وعليهِ وُجِّهَتْ قِراءَةُ أَيوب السِّخْتِيانِيِّ وَلَا الضَّأَلِّينَ بالهَمْز. ويُقال: بَنى القَوْمُ بيوتَهُم على ساقٍ وَاحِد، وقامَ القَوْمُ على ساقٍ: يُرادُ بذلك الكَدُّ والمَشَقَّةُ على المَثَلِ. وأَوْهَتْ {بساقٍ، أَي: كِدْتُ أَفْعَلُ، قَالَ قُرْطٌ يَصِفُ الذِّئْبَ: (ولكِنّي رَمَيْتُكَ من بَعِيد  ...  فَلم أَفْعَلْ وَقد أَوْهَتْ بساقِ) } والسّاقُ: النَّفس، وَمِنْه قَوْلُ عَليّ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي حَربِ الشراةِ: لَا بُدَّ لي من قِتالِهِم، وَلَو تَلِفَتْ {- ساقِي التَّفْسِيرُ لأبِي عُمَرَ الزّاهِدِ، عَن أَبِي العَبّاسِ، حَكَاهُ الهَرَوِيُّ. } وتَسَوَّقَ القَومُ: إِذا باعُوا واشْتَرَوْا، نقَلَه الجَوْهَرِي، وتَقولُ العامَّةُ: {سَوَّقُوا.} وسُوقِينُ، بالضمِّ وكسرِ القافِ: من حُصُونِ الرُّوم، قِيلَ ماتَ بِهِ إِبْراهِيمُ ابنُ أَدْهَمَ، رحَمه اللهُ تَعالى. وَمن المَجازِ: هُوَ {يَسُوقُ الحَدِيثَ أَحْسَن} سِياقٍ، وإِليكَ يُساقُ الحَدِيثُ، وَكَلَام مَساقُهُ إِلى كَذَا، وجِئْتُك بالحَدِيث على {سَوْقهِ، على سَرْدِه. ويُقال: المَرْءُ} سَيِّقَةُ القَدَرِ، ككَيسَةٍ {يَسُوقُه إِلَى مَا قُدِّرَ لَهُ وَلَا يَعدُوه. وقَرَعَ للأَمْرِ} ساقَه: إِذا شَمَّرَ لَهُ. وأَدِيم {- سُوقِيًّ، أَي: مُصْلَحٌ طَيِّبٌ، ويُقال: غَيْرُ مُصْلَح، ونُسِبَ هَذِه للعامَّةِ، وَفِيه اخْتِلافٌ، والمَشْهُور الثانِي وتَقَدمَّ فِي دهمق مَا أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابِيَ: إِذا أرَدْتَ عَمَلاً} سُوقِيَّا مُدَهْمَقاً فادْعُ لَه سِلْمِيّا وسُوقَةُ، بالضَّمِّ: موضِع من نَواحِي اليَمامَةِ، وقِيلَ: جَبَلٌ لقُشَيرٍ، أَو ماءٌ لباهِلَة. ! وسُوقَةُ أَهْوَى، وسُوقَةُ حائِلٍ: موضِعان، أنْشَدَ ثَعْلَب:  تهانَفْتَ واسْتَبكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ {بسوقَةِ أَهْوَى، أَو بسُوقَةِ حائِلِ وذاتُ السّاقِ: موضِعٌ. وسَاق: جَبَلٌ لبَنِي وَهْب.} وساقان: موضِعٌ. {والسوَقُ، كصُرَدٍ: أَرْضٌ مَعْرُوفَة، قَالَ رُؤبة: تَرْمِي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السوَقْ وسوقُ حَمْزَةَ: بلدٌ بالمَغْرِب، ويُقال أَيضاً: حائِطُ حَمْزة، نُسِبَ إِلى حَمْزَةَ ابنِ الحَسَنِ الحَسني، مِنْهُم مُلوك المَغْرِبِ الآنَ. وسَوْسَقانُ: قريةٌ بمَرْوَ. وَمن أَمثالِهم فِي المُكأفَاة: التمْر} بالسوِيقِ، حكاهُ اللِّحْيانِيُّ. {والسَّوِيقيون، بِالْفَتْح: جماعَة من المُحدِّثِين. } وسُوَيْقَةُ العَرَبِيّ، وسُوَيْقَةُ الصاحِب، وسُوَيْقَة الآلا، وسوَيْقة العُصْفُور، مَحَلاّت بمِصْر، وسُوَيْقَةُ الرِّيش: خارِجَ بابِ النَّصْرِ مِنْهَا.) ! وسُوقُ يَحْيَى: بَلَدٌ بِفَارِس. وسوقُ الشِّفا: من أَعْمالِ الشَّرْقِيَّة بِمصْر.
المعجم: تاج العروس

بين

المعنى: البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين: يكون البَينُ الفُرْقةَ، ويكون الوَصْلَ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً، وهو من الأَضداد؛ وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر: لقـــــد فَـــــرَّقَ الواشـــــِينَ بينــــي وبينَهــــا، فقَـــــرَّتْ بِـــــذاكَ الوَصـــــْلِ عينـــــي وعينُهــــا وقال قيسُ بن ذَريح: لَعَمْـــــرُك لـــــولا البَيْــــنُ لا يُقْطَــــعُ الهَــــوى، ولـــــولا الهــــوى مــــا حَــــنَّ لِلبَيْــــنِ آلِــــفُ فالبَينُ هنا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر: كـــــــــــأَنَّ رِماحَنــــــــــا أَشــــــــــْطانُ بئْرٍ بَعيــــــــدٍ بيــــــــنُ جالَيْهــــــــا جَـــــــرُورِ وأَنشد أَيضاً: ويُشــــْرِقُ بَيْــــنُ اللِّيــــتِ منهـــا إلـــى الصـــُّقْل قال ابن سيده: ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً. وفي التنزيل العزيز: لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون؛ قرئ بينكم بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ على الحذف، يريدُ ما بينكم، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً، وقرأَ ابن كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً، وقال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بينُكم أَي وَصْلُكم، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال: معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى: لقد تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول: من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم، قال: ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ، قال أَبو منصور: وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال: ولقد جئتمونا فُرادَى كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم؛ أَراد لقد تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سيده: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين: أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينَكم، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم، وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً، إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً، لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل، أَلا ترى إلى قولهم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ أَي سماعُك به خيرٌ من رؤْيتك إياه. وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً؛ وأَنشد ثعلب: فهــــاجَ جــــوىً فــــي القَلْــــب ضــــَمَّنه الهَـــوَى بَبَيْنُونـــــةٍ، يَنْـــــأَى بهـــــا مَـــــنْ يُـــــوادِعُ والمُبايَنة: المُفارَقَة. وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا. وغُرابُ البَين: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة: ظَعَـــــــنَ الـــــــذين فِراقَهـــــــم أَتَـــــــوَقَّعُ، وجَـــــــرَى ببَيْنِهـــــــمُ الغُـــــــرابُ الأَبْقَــــــعُ حَــــــرِقُ الجَنــــــاحِ كـــــأَنَّ لحْيَـــــيْ رأْســـــِه جَلَمــــــــانِ، بالأَخْبـــــــارِ هَـــــــشٌّ مُولَـــــــعُ وقال أَبو الغَوث: غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ، فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق. وتقول: ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه، فهو مُبِينٌ. وفي حديث الشُّرْب: أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق. وفي الحديث في صفته، صلى الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً. وحكى الفارسيُّ عن أَبي زيد: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو أَحدِهما، ولا تكونُ من غيرهما، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً. وفي حديث الشَّعْبي قال: سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غيرُه؟ قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا؟ فقال: لا، قال: فإني لا أَشهَدُ على هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ على هذا غيري، أعْدِلوا بين أَولادكم في النِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في البرِّ واللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه، والاسم البائنةُ. وفي حديث الصديق: قال لعائشة، رضي الله عنهما: إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ.وحكى الفارسي عن أَبي زيد: بانَ وبانَه؛ وأَنشد: كــــــــأَنَّ عَيْنَيَّــــــــ، وقـــــــد بـــــــانُوني، غَرْبــــــــانِ فَــــــــوقَ جَــــــــدْوَلٍ مَجْنـــــــونِ وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة إذا انفصلا. وبانَت المرأَةُ عن الرجل، وهي بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق.وتَطْليقةٌ بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أَي تَطْليقةٌ. ذاتُ بَيْنونةٍ، ومثله: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً. وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فقيل له إنها قد بانَتْ منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه. والطَّلاقُ البائِنُ: هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ، وقد تكرر ذكرها في الحديث. ويقال: بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً؛ قال الطرماح: أَآذَنَ الثــــــــــــــــاوي بِبَيْنُونــــــــــــــــة ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت، وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ. وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها، وبانَت هي إذا تزوجت، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها. وفي الحديث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ؛ يَبِنَّ، بفتح الياء، أَي يتزوَّجْنَ. وفي الحديث الآخر: حتى بانُوا أَو ماتوا. وبئرٌ بَيُونٌ: واسعةُ ما بين الجالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك: هي التي لا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم، وقيل: البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛ وأَنشد أَبو علي الفارسي: إِنَّــــــــك لــــــــو دَعَــــــــوْتَني، ودُونـــــــي زَوْراءُ ذاتُ مَنْــــــــــــــــزعٍ بَيُـــــــــــــــونِ، لقُلْتُ: لَبَّيْــــــــــه لمــــــــــنْ يَــــــــــدْعوني فجعلها زَوْراءَ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو المَنْزَعُ. وقال بعضهم: بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها: يَشـــــــْنِفْنَ للنظـــــــرِ البعيــــــد، كأَنمــــــا إرْنانُهــــــــــا ببَــــــــــوائنُ الأَشــــــــــْطانِ أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات.الأَذنِ والنَّشاطِ منها، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في بئرٍ دَحُول، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها. قال ابن بري، رحمه الله:البيت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يَصْهَلْنَ. والبائنةُ: البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً. وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق؛ قال: دَلْــــــوُ عِــــــراكٍ لَــــــجَّ بــــــي مَنينُهـــــا، لــــــم تَــــــرَ قَبْلــــــي ماتِحـــــاً يُبينُهـــــا وتقول: هو بَيْني وبَيْنَه، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين، وقالوا: بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده سيبويه: فبَيْنــــــــا نحـــــــن نَرْقُبُهـــــــ، أَتانـــــــا مُعَلّـــــــــــق وَفْضــــــــــةٍ، وزِنــــــــــاد راعِ إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ، فإِن قيل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن، وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه، والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ، وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى: واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر: بَيْنـــــــا تَعَنُّقِـــــــه الكُمـــــــاةَ ورَوْغِهــــــ، يومــــــاً، أُتِيــــــحَ لــــــه جَرِيـــــءٌ ســـــَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر، والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها. قال ابن بري: ومثلُه في جواز الرفع والخفض بعدها قولُ الآخر: كُــــــنْ كيــــــفَ شـــــِئْتَ، فقَصـــــْرُك المـــــوتُ، لا مَزْحَــــــــــــلٌ عنـــــــــــه ولا فَـــــــــــوْتُ بَيْنــــــــا غِنَــــــــى بيــــــــتٍ وبَهْجَتِهِـــــــ، زالَ الغِنَــــــــــى وتَقَــــــــــوَّضَ الــــــــــبيتُ قال ابن بري: وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد الأَرقط: بَيْنـــــا الفَـــــتى يَخْبِـــــطُ فـــــي غَيْســـــاتِه، إذ انْتَمَـــــــى الـــــــدَّهْرُ إلــــــى عِفْراتِــــــه وقال آخر: بيْنـــــــا كـــــــذلك، إذْ هـــــــاجَتْ هَمَرَّجــــــةٌ تَســـــْبي وتَقْتُلـــــ، حـــــتى يَســـــْأَمَ النـــــاسُ وقال القطامي: فبَيْنـــــا عُمَيْـــــرٌ طامـــــحُ الطَّـــــرف يَبْتَغــــي عُبــــــادةَ، إذْ واجَهْــــــت أَصــــــحَم ذا خَتْــــــر قال ابن بري: وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما، وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى؛ ومما يدل على فساد هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن هَرْمة في باب النَّسيبِ من الحَماسةِ: بينمـا نحـنُ بالبَلاكِثِ فالْقا_عِ سِراعاً، والعِيسُ تَهْوي هُوِيّا خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذك_راكِ وهْناً، فما استَطَعتُ مُضِيّاً ومثله قول الأَعشى: بَيْنَمـا المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْ_بَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ، رَدَّه دَهْـــــــــــرُه المُضــــــــــَلّلُ، حــــــــــتى عــــــادَ مــــــن بَعْــــــدِ مَشـــــْيِه التَّـــــدْليفِ ومثله قول أَبي دواد: بَيْنمـا المرءُ آمِنٌ، راعَهُ را_ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ وفي الحديث: بَيْنا نحن عند رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجلٌ؛ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ، فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً، ويقال بَيْنا وبَيْنما، وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة، ويُضافان إلى جملة من فعلٍ وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر، ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى، قال: والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه إذا وإذا، وقد جاءا في الجواب كثيراً، تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمروٌ، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه؛ ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان: بَيْنـــــا نَســـــوسُ الناســــَ، والأَمــــرُ أَمْرُنــــا، إذا نحـــــــنُ فيهـــــــم ســـــــُوقةٌ نَتَنَصـــــــَّفُ وأَما قوله تعالى: وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ فإنّ الزجاج قال: معناه جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي يُهْلِكهم؛ وقال الفراء: معناه جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم القيامة أَي هُلْكاً، وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال. الجوهري: وبَيْن بمعنى وسْط، تقول: جلستُ بينَ القوم، كما تقول: وسْطَ القوم، بالتخفيف، وهو ظرفٌ، وإن جعلته اسماً أَعرَبْتَه؛ تقول: لقد تقطَّع بينُكم، برفع النون، كما قال أَبو خِراش الهُذلي يصف عُقاباً: فلاقَتْـــــــــــه ببَلْقَعـــــــــــةٍ بَراحٍـــــــــــ، فصـــــــادَفَ بيـــــــنَ عَينَيْـــــــه الجَبُوبـــــــا الجبُوب: وجه الأَرض. الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة: روي عن أَبي الهيثم أَنه قال الكواكب البَبانيات. هي التي لا يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وهي شامية، ومَهَبُّ الشَّمالِ منها، أَوَّلها القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول، والجدْي والفَرْقَدان، وهو بَيْنَ القُطب، وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى، وقال أَبو عمرو: سمعت المبرَّد يقول إذا كان الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء، وإن كان اسماً مصدريّاً خفضْتَه، ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ، قال: فسأَلت أَحمد بن يحيى عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال: هذا الدرُّ، إلا أَنَّ من الفصحاء من يرفع الاسم الذي بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم الحقيقي؛ وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد: بَينــــــــا غِنَــــــــى بيــــــــتٍ وبَهْجَتِهـــــــ، ذهَــــــــبَ الغِنــــــــى وتَقَـــــــوَّضَ البَيْـــــــتُ وجائز: وبهْجَتُه، قال: وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ، وكذلك المصدر. ابن سيده: وبَيْنا وبينما من حروف الابتداء، وليست الأَلف في بَيْنا بصلةٍ، وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ فصارت أَلفاً، وبينما بَين زِيدت عليه ما، والمعنى واحد، وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي بَيْنَ الجيِّد والرَّديء، وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح، والهمزة المخفَّفة تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ؛ وقالوا: بَين بَين، يريدون التَّوَسُّط كما قال عَبيد بن الأَبرص: نَحْمــي حَقيقَتَنــا، وبع_ض القَــوْم يَســْقُطُ بَيــنَ بَيْنــا وكما يقولون: همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف اللين، وهو الحرف الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة، فهي بين الهمزة والأَلف مثل سأَل، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ، وإن كانت مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل لَؤُم، إلا أَنها ليس لها تمكينُ الهمزة المحققة، ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً أَوَّلاً لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن، إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة، فالمفتوحة نحو قولك في سأَل سأَلَ، والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ، والمضمومة نحو قولك في لؤُم لؤُم، ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها، قال الجوهري: وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها؛ وأَنشد بيت عبيد بن الأَبرص: وبعــــــض القــــــومِ يســـــقط بيـــــن بينـــــا أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به؛ قال ابن بري: قال السيرافي كأَنه قال بَينَ هؤلاء وهؤلاء، كأَنه رجلٌ يدخل بينَ فريقين في أَمرٍ من الأُمور فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه؛ قال الشيخ: ويجوز عندي أَن يريد بينَ الدخول في الحرب والتأَخر عنها، كما يقال: فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر أُخرى.ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم أَتيته؛ وقوله: ومـــــا خِفْـــــتُ حـــــتى بَيَّـــــنَ الشــــربُ والأَذى بِقــــــانِئِه، إِنِّــــــي مـــــن الحـــــيِّ أَبْيَـــــنُ أَي بائن. والبَيانُ: ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها. وبانَ الشيءُ بَياناً: اتَّضَح، فهو بَيِّنٌ، والجمع أَبْيِناءُ، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، وكذلك أَبانَ الشيءُ فهو مُبينٌ؛ قال الشاعر: لـــــــو دَبَّ ذَرٌّ فـــــــوقَ ضـــــــاحِي جلــــــدِها، لأَبــــــــانَ مــــــــن آثــــــــارِهِنَّ حُــــــــدورُ قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن وأَهْيِناء، قال: صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ. وأَبَنْتُه أَي أَوْضَحْتُه. واستَبانَ الشيءُ: ظهَر. واستَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه. وتَبَيَّنَ الشيءُ: ظَهَر، وتَبيَّنْتهُ أَنا، تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى.وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد؛ ومنه قوله تعالى: آياتٍ مُبَيِّناتٍ، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى مُتبيِّنات، ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّنَها. وفي المثل: قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن؛ وقال ابن ذَريح: وللحُــــــــبِّ آيــــــــاتٌ تُبَيَّـــــــنُ للفَـــــــتى شـــــُحوباً، وتَعْـــــرى مـــــن يَـــــدَيه الأَشــــاحم قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب، ويروى: تُبَيِّن بالفتى شُحوب. والتَّبْيينُ: الإيضاح. والتَّبْيين أَيضاً: الوُضوحُ؛ قال النابغة: إلاَّ الأَوارِيّ لأْيـــــــــاً مـــــــــا أُبَيِّنُهـــــــــا، والنُّــــــؤْيُ كــــــالحَوض بالمظلومـــــة الجلَـــــد يعني أَتَبيَّنُها. والتِّبْيان: مصدرٌ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء. ومنه حديث آدم وموسى، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح. وقوله عز وجل: وهو في الخِصام غيرُ مُبين؛ يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ، وقيل في التفسير: إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به الأَصنام، والأَوّل أَجود. وقوله عز وجل: لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة. قال ثعلب: يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته، ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه؛ وروي بيت ذي الرمة: تُبَيِّــــــــنُ نِســـــــْبةَ المَـــــــرَئِيّ لُؤْمـــــــاً، كمـــــــا بَيَّنْـــــــتَ فـــــــي الأَدَم العَــــــوارا أَي تُبَيِّنُها، ورواه عليّ بن حمزة: تُبيِّن نِسبةُ، بالرفع، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين. ويقال: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إبانة، فهو مُبينٌ، بمعناه. ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُبين؛ أَي والكتاب البَيِّن، وقيل: معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة؛ وقال الزجاج: بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد. ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ، ومُبين قِصَصَ الأَنبياء. قال أَبو منصور: ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين. قال أَبو منصور: والاسْتِبانةُ يكون واقعاً. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن لك. قال الله عز وجل: وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين، وأَكثرُ القراء قرؤُوا: ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع.ويقال: تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن، لازمٌ ومتعدّ. وقوله عز وجل: وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ شيءٍ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، والعرب تقول: بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بكسر التاء، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان، قال: ولا يقاس عليهما. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا؛ قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه، وقرئ قوله عز وجل: إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا، وقرئ: فتثبَّتوا، والمعنيان متقاربان. وقوله عز وجل: إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا، وفتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهين جميعاً. وقال سيبويه في قوله: الكتاب المُبين، قال: وهو التِّبيان، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة، ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت. وقال كراع: التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء، وهو مذكور في موضعه.وبينهما بَينٌ أَي بُعْد، لغة في بَوْنٍ، والواو أَعلى، وقد بانَه بَيْناً. والبَيانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح. والبَيان: الإفصاح مع ذكاء. والبَيِّن من الرجال: الفصيح. ابن شميل: البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج. وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً. ورجل بَيِّنٌ: فصيح، والجمع أَبْيِناء، صحَّت الياء لسكون ما قبلها؛ وأَنشد شمر: قــــــد يَنْطِــــــقُ الشــــــِّعْرَ الغَــــــبيُّ، ويَلْتَئي علـــــى البَيِّـــــنِ الســـــَّفّاكِ، وهـــــو خَطيـــــبُ قوله يَلتئي أَي يُبْطئ، من اللأْي وهو الإبطاء. وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان وبُيَناء، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات، قال سيبويه: شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين قالوا شاهد وأَشهاد، قال: ومثله، يعني ميِّتاً وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّناء فنادر، والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابنُ عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً؛ قال: البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب مع اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وقيل: معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه الحقُّ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ، وقيل: معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ، فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك، وهو وَجْهُ قوله: إن من البيانِ لسِحْراً. وفي الحديث عن أَبي أُمامة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛ أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ، ولذلك قال في رواية أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ البيان، لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً. وقال الزجاج في قوله تعالى: خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء، وقيل: الإنسانُ هنا آدمُ، عليه السلام، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس جميعاً، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان. ويقال: بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد؛ قال أَبو مالك: البَيْنُ الفصلُ. بين الشيئين، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ، وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ. والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ. يقال: بانه يَبونُه ويَبينُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما في البُعْد فيقال: إن بينهما لَبَيْناً لا غير. وقوله في الحديث: أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي يُعْرب ويَشهد عليه. ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحَبيب القُشَيْري: مــــــن كــــــل بائنــــــةٍ تَـــــبينُ عُـــــذوقَها عنهــــــــا، وحاضـــــــنةٍ لهـــــــا مِيقـــــــارِ قوله: تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها. والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ: التي بانتْ من وتَرِها، وهي ضد البانِية، إلا أَنها عيب، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية. الجوهري: البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ، بتقديم النون؛ قال: وكلاهما عيب. والباناةُ: النَّبْلُ الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب. وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن، والآخرُ يحلُب من الجانب الأَيْسر، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، والذي يُمْسِك يسمَّى البائنَ. والبَيْنُ: الفراق. التهذيب: ومن أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ أَعْرَفُ، وقيل: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم يُمارِسْه، قال: والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها، والجمع البُيَّنُ، وقيل: البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، والآخر مُحْلِب، والمُعينُ هو المُحْلِب، والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه؛ قال الكميت: يُبَشـــــــــــِّرُ مُســـــــــــْتعلِياً بـــــــــــائنٌ، مـــــــن الحـــــــالبَيْنِ، بـــــــأَن لا غِــــــرارا قال الجوهري: والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها، والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها. والبِينُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق، وقيل: هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ، وقيل: هو الفصل بين الأَرْضَيْن. والبِينُ أَيضاً: الناحيةُ، قال الباهلي: المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ، قال: وهي التُّخومُ، والجمعُ بُيونٌ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ: لَــــمْ تَســــْرِ لَيْلــــى ولــــم تَطْـــرُقْ لحاجتِهـــا، مـــــن أَهـــــلِ رَيْمـــــانَ، إلا حاجـــــةً فينـــــا بِســـــَرْوِ حِمْيَـــــر أَبْـــــوالُ البِغـــــالِ بهـــــ، أَنَّــــــى تَســـــَدَّيْتَ وَهْنـــــاً ذلـــــكَ البِينـــــا ومَن كسَر التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال، قال: والتذكير أَصْوَبُ. ويقال: سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ، وهو البِينُ.وبِينٌ: موضعٌ قريب من الحيرة. ومُبِينٌ: موضع أَيضاً، وقيل: اسمُ ماءٍ؛ قال حَنْظلةُ بن مصبح: يــــــا رِيَّهــــــا اليــــــومَ علـــــى مُبِينِـــــ، علــــــــى مــــــــبينٍ جَــــــــرَدِ القَصــــــــيمِ التــــــــــارك المَخــــــــــاضَ كــــــــــالأُرومِ، وفَحْلَهـــــــــــا أَســـــــــــود كــــــــــالظَّليمِ جمع بين النون والميم، وهذا هو الإكْفاء؛ قال الجوهري: وهو جائز للمطْبوع على قُبْحِه، يقول: يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب. وبَيْنونةُ: موضع؛ قال: يـــــــا رِيـــــــحَ بَيْنونـــــــةَ لا تَـــــــذْمِينا، جئْتِ بــــــــــــــــأَلوانِ المُصـــــــــــــــَفَّرِينا وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين. التهذيب: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ. وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن: موضعٌ، وحكى السيرافي: عَدَن أَبْيَن، وقال: أَبْيَن موضع، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ، وقيل: عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن. الجوهري: أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب إليه عَدَن، يقال: عَدَنُ أَبْيَنَ. والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وليس لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد: من العِضاه البانُ، وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وينبت في الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ. التهذيب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وجمعها البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قيس بن الخَطيم: حَـــــــوْراءَ جَيـــــــداء يُسْتَضـــــــاءُ بهـــــــا، كأَنهـــــــــا خُــــــــوطُ بانــــــــةٍ قَصــــــــِفُ ابن سيده: قَضَينا على أَلف البانِ بالياء، وإن كانت عيناً لغلبةِ (ب ي ن) على (ب و ن).
المعجم: لسان العرب