المعجم العربي الجامع
غثا
المعنى: الغُثاءُ، بالضم والمدّ: ما يَحملِهُ السَّيلُ من القَمَشِ، وكذلك الغُثَّاءُ، بالتشديد، وهو أَيضاً الزَّبَد والقَذَر، وحَدَّه الزجاج فقال: الغُثاءُ الهالِكُ البا من ورق الشجر الذي إذا خَرَجَ السيلُ رأَيته مخالِطاً زَبَدَه، والجمع الأَغْثاء. وفي حديث القيامة: كما تَنْبتُ الحِبَّة في غُثاءِ السيلِ، قال: الغُثاءُ، بالمدّ والضم، ما يجيءُ فوقَ السيلِ مما يَحْمِلُه من الزَّبَدِ والوَسَخِ وغيره، وقد تكرر في الحديث.وجاء في مسلم: كما تَنْبُت الغُثاءةُ؛ يريد ما احتمَله السيلُ من البُزورات. وفي حديث الحسن: هذا الغُثاءُ الذي كنا نُحَدَّث عنه؛ يريد أَرْذال الناسِ وسَقَطهم. وغَثا الوادِي يَغْثْو غَثْواً فهو غاثٍ إذا كثر غُثاؤُه، وهو ما عَلا الماءَ؛ قال ابن سيده: هذه الكلمة يائِيَّة وواوِيَّة.والغَثَيان: خُبْثُ النفس. غَثَتْ نَفْسَه تَغْثِي غَثْياً وغَثَياناً وغَثِيَتْ غَثىً: جاشت وخَبُثَتْ. قال بعضهم: هو تحلُّب الفَمِ فربَّما كان منه القَيءُ، وهو الغَثَيان. وغَثَت السماء بسَحاب تَغْثِي إذا بَدَأَت تُغِيمُ. وغَثَا السيلُ المَرْتَعَ يَغْثوه غَثْواً إذا جمع بعضه إلى بعض وأَذْهَب حلاوَتَه، وأَغْثاهُ مثلُه. وقال أَبو زيد: غَثا الماءُ يَغْثُو غَثْواً وغَثاءً إذا كثر فيه البَعَرُ والوَرَق والقَصب. وقال الزجاج في قوله تعالى: الذي أَخرج المَرْعَى فجعله غُثاءً أَحْوَى، قال: جَعَله غُثاءً جَفَّفَه حتى صَيَّره هَشِيماً جافاً كالغُثاء الذي تراه فوق السَّيل، وقيل: معناه أَخْرَج المَرْعَى أَحْوَى أَي أَخْضَر فجَعَله غُثاءً بعدَ ذلك أَي يابساً. وحكى ابن جني: غَثَى الوادِي يَغْثِي، فهمزةُ الغُثاءِ على هذا منقلبة عن ياء، وسَهّلَه ابن جني بأَن جَمَع بينه وبين غَثَيان المعدَة لما يَعْلوها من الرُّطوبةِ ونحوها، فهو مُشَبّه بغُثاء الوادي، والمعروف عند أَهْلِ اللغة غَثَا الوادِي يَغْثُو غَثاً، قال الأَزهري: الذي رواه أَبو عبيد عن أَبي زيد وغيره غَثَتْ نَفسُه غَثْياً، وأَما الليث فقال في كتابه: غَثِيَت نفسُه تَغْثَى غَثىً وغَثَياناً.قال الأَزهري: وكلام العرب على ما رواه أَبو عبيد، قال: وما رواه الليث فهو مولَّد، وذكر ابن بري في ترجمة عَثَا: يقال للضَّبعُ عَثْواء لكَثْرةِ شعرها، قال: ويقال غَثْواءُ، بالغين المعجمة؛ قال الشاعر: لا تَسـْتَوي ضَبُعٌ غَثْواءُ جَيْأَلَةٌ وعَلْجَمٌ من تُيوسِ الأُدْمِ قِنْعال
المعجم: لسان العرب أود
المعنى: آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً: بلغ منه المجهود والمشقة؛ وفي التزيل العزيز: ولا يؤُوده حفظهما؛ قال أَهل التفسير وأَهل اللغة معاً: معناه ولا يكرثه ولا يثقله ولا يشق عليه مِن آده يؤُوده أَوْداً؛ وأَنشد: إِذا مــا تَنُــوءُ بــه آدَهَــا وأَنشد ابن السكيت: إِلى ماجدٍ لا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه، ولا يَتَـآداه احتمـالُ المغـارِمِ قال: لا يتآداه لا يثقله أَراد يتأَوَّد فقلبه. وفي صفة عائشة أَباها، رضي الله عنهما، قالت: وأَقام أَوَدَهُ يثقافِه؛ الأَوَدُ: العوج، والثقاف: هو تقويم المعوج. وفي حديث نادبة عمر، رضي الله عنه: واعُمَراه، أَقام الأَوَدَ، وشفى العَمَدَ.والمآوِد والموائد: الدواهي وهو من القلوب. ورماه بإِحدى المآود أَي الدواهي؛ عن ابن الأَعرابي. وحكي أَيضاً: رماه بإِحدى الموائد في هذا المعنى كأَنه مقلوب عن المآود. أَبو عبيد: المَوْئدُ، بوزن معبد، الأمر العظيم؛ وقال طرفة: أَلَسـْتَ تـرى أَنْ قد أَتَيْت بمَوْئدٍ وجمعه غيره على مآوِدَ جعله من آده يو وده أَوْداً إذا أَثقله.والتأَوّد: التثني.وأَوِدَ الشيءُ، بالكسر، يأْوَدُ أَوَداً، فهو آودٌ: اعوجَّ، وخص إبو حنيفة به القِدْحَ.وتأَوّد الشيءُ: تعوّج. وأُدْتُ العود وغيره أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه فتأَوّد: كلاهما عجته وعطفته. وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إذا تثنى؛ قال الشاعر: تــأَوّد عُسـْلُجٌ علـى شـطّ جعفـرٍ وآد العودَ يؤوده أَوداً إذا حماه. وقد انآد العودُ ينآد انئياداً، فهو مُنآد إذا انثنى واعوجَّ. والانْئِياد: الانحناء؛ قال العجاج: مــن أَن تَبَــدّلتُ بــآدي آدا، لـم يـكُ يَنْـآد فَأَمْسـَى انْـآدا أَي قد انْآد فجعل الماضي حالاً بإِضمار قد، كقوله تعالى: أَو جاؤكم حصرت صدورهم. ويقال: آد النهارُ يَؤود أَوْداً إذا رجع في العشيّ؛ وأَنشد:ثم ينوشُ، إذا آدَ النهارُ له، على الترقُّبِ، مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ وآد العشيُّ إذا مال. وآد الشيءُ أَوْداً: رجع؛ قال ساعدة بن العجلان يصف أَنه لقي رجلاً من خصومه ففرّ منه واستتر، نهارَه الى قريب من آخره ثم أَسرع في الفرار: أَقمــتَ بهــا نهــارَ الصـيْفِ، حــتى رأَيـتَ ظِلال آخِـره تَـؤُودُ غــداةَ شــُواحِطٍ فَنَجـوتَ منهـ، وثوبُــك فــي عَباقِيَــةٍ هرِيـدُ أَي ترجع وتميل إِلى ناحية المشرق وشواحط: موضع. وعباقية: شجرة. وهريد: مشقوق؛ وقال المرقش: والعَـدْوُ بيـن المجلسـَينِ، إِذا آدَ العشــيُّ، وتَنــادى العَــمّ وقال آخر يمدح امرأَة مالت عليها الميرة بالتمر: خُذامِيَّـةٌ آدتْ لها عَجْوةُ القِرَى، فتأْكـل بِالمـأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا وآد عليه: عطف. وآده: بمعنى حناه وعطفه، وأَصلهما واحد. الليث في التؤدة بمعنى التأَني قال: يقال اتَّئِد وتوَأّد، فاتَّئِد على افتعل وتَوَأَّد على تفعَّل، قال: والأَصل فيهما الوأْد إِلاَّ أَن يكون مقلوباً من الأَود، وهو الإِثقال، فيقال آدني يؤُودني أَي أَثقلني وآدني الحمل أَوْداً أَي أَثقلني، وأَنا مَؤُود مثل مقول. ويقال: ما آدَكَ فهو لي آيِدٌ.ويقال: تأَوَّدتِ المرأَة في قيامها إذا تثنت لتثاقلها، ثم قالوا: تَوَأُّد واتَّأَد إذا تَرَزَّن وتمهل. قال الأَزهري: والمقلوبات في كلام العرب كثيرة ونحن ننتهي إِلى ما ثبت لنا عنهم، ولا نحدث في كلامهم ما لم ينطقوا به، ولا نقيس على كلمة نادرة جاءت مقلوبة.وأَوْدُ: قبيلة، غير مصروف، زاد الأَزهري: من اليمن. وأُود، بالضم: موضع بالبادية، وقيل: رملة معروفة؛ قال الراعي: فأَصـْبَحْنَ قد خلَّفْنَ أُودَ، وأَصبحتْ فِـراخُ الكـثيبِ ضـُلَّعاً وخَرائِقُه وأَود، بالفتح: اسم رجل؛ قال الأَفوه الأَودي: مُلْكُنــا مُلْــكٌ لَقــاحٌ أَوّلٌــ، وأَبونــا مـن بنـي أَوْدٍ خيـار
المعجم: لسان العرب بعث
المعنى: بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثاً: أَرْسَلَهُ وَحْدَه، وبَعَثَ به: أَرسله مع غيره. وابْتَعَثَه أَيضاً أَي أَرسله فانْبعَثَ.وفي حديث عليّ يصف النبي، صلى الله عليه وسلم، شَهِيدُك يومَ الدين، وبَعِيثُك نعْمة؛ أَي مَبْعُوثك الذي بَعَثْته إِلى الخَلْق أَي أَرسلته، فعيل بمعنى مفعول.وفي حديث ابن زَمْعَة: انْبَعَثَ أَشْقاها؛ يقال: انْبَعَثَ فلانٌ لشأْنه إذا ثار ومَضَى ذاهباً لقضاء حاجَته.والبَعْثُ: الرسولُ، والجمع بُعْثانٌ، والبَعْثُ: بَعْثُ الجُنْدِ إِلى الغَزْو.والبَعَثُ: القومُ المَبْعُوثُونَ المُشْخَصُونَ، ويقال: هم البَعْثُ بسكون العين.وفي النوادر: يقال ابْتَعَثْنا الشامَ عِيراً إذا أَرسَلوا إِليها رُكَّاباً للميرة. وفي حديث القيامة: يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النار؛ أَي المَبْعُوث إِليها من أَهلها، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر. وبَعَثَ الجُنْدَ يَبْعَثُهم بَعْثاً: وجَّهَهُمْ، وهو من ذلك، وهو البَعْثُ والبَعِيثُ، وجمع البَعْثِ: بُعُوث؛ قال: ولكـــــــنَّ البُعُـــــــوثَ جَـــــــرَتْ علينـــــــا، فَصــــــــِرْنا بيــــــــنَ تَطْوِيـــــــحٍ وغُـــــــرْمِ وجمع البَعِيثِ: بُعُثٌ.والبَعْثُ: يكون بَعْثاً للقوم يُبْعَثُون إِلى وَجْهٍ من الوجوه، مثل السَّفْر والرَّكْب. وقولهم: كنتُ في بَعْثِ فلانٍ أَي في جيشه الذي بُعِثَ معه. والبُعُوثُ: الجُيوش.وبَعَثَه على الشيء: حمله على فِعْله. وبَعَثَ عليهم البَلاء: أَحَلَّه.وفي التنزيل العزيز: بَعَثْنا عليكم عِباداً لنا أُولي بأْس شديد. وفي الخبر: أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال: بَعَثْنا عليكم مُسلِمَ بن عُقْبة، فَقَتلَكم يوم الحَرَّة.وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ: انْدَفَع.وبَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَيْقَظَه وأَهَبَّه.وفي الحديث: أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني من نومي. وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّف والانْبِعاثِ.وانْبَعَثَ في السَّيْر أَي أَسْرَع.ورجلٌ بَعِثٌ: كثير الانْبِعاثِ من نومه. ورجل بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ: لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه، وتَبْعَثُه من نومه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر: تَعْـــــدُو بأَشـــــْعَثَ، قـــــد وَهَـــــى ســــِرْبالُه، بَعْـــــــثٍ تُـــــــؤَرِّقُه الهُمُـــــــوم، فيَســــــْهَرُ والجمع: أَبْعاث: وفي التنزيل: قالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا من مَرْقَدِنا؟ هذا وَقْفُ التَّمام، وهو قول المشركين يوم النُّشور. وقولُه عز وجل: هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وصَدَقَ المُرْسَلون؛ قَوْلُ المؤْمِنين؛ وهذا رَفْعٌ بالابتداء، والخَبَرُ ما وَعَدَ الرحمنُ؛ وقرئ: يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا؟ أَي مِن بَعْثِ الله إِيَّانا من مَرْقَدِنا. والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى: ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا. والبَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار. والبَعْثُ أَيضاً: الإِحْياء منالله للمَوْتى؛ ومنه قوله تعالى: ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ موتِكم: أَي أَحييناكم. وبَعَثَ اللمَوْتى: نَشَرَهم ليوم البَعْثِ. وبَعَثَ اللهُ الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ من ذلك. وفتح العين في البعث كله لغة. ومن أَسمائه عز وجل: الباعِثُ، هو الذي يَبْعَثُ الخَلْقَ أَي يُحْييهم بعد الموت يوم القيامة.وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كان باركاً فَهاجَهُ.وفي حديث حذيفة: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ، فمن اسْتَطاعَ أَن يَمُوتَ في وَقَفاتِها فَلْيَفعل. قوله: بَعَثات أَي إِثارات وتَهْييجات، جمع بَعْثَةٍ. وكلُّ شيء أَثَرْته فقد بَعَثْته؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: فبَعَثْنا البَعيرَ، فإِذا العِقْدُ تحته.والتَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذلك: أَنشد ابن الأَعرابيّ: أَصـــــــْدَرها، عـــــــن كَثْـــــــرَةِ الـــــــدَّآثِ، صــــــــاحبُ لَيْلٍـــــــ، حَـــــــرِشُ التَّبْعـــــــاثِ وتَبَعَّثَ مني الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ، كأَنه سالَ.ويومُ بُعاثٍ، بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأَوْسِ والخَزْرج في الجَاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إِسحق في كتابيهما؛ قال الأَزهري: وذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العين، فجعلَه يومَ بُغَاث وصَحَّفَه، وما كان الخليلُ، رحمه الله، لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ، لأَنه من مشاهير أَيام العرب، وإِنما صحَّفه الليثُ وعزاه إِلى الخَليل نفسِه، وهو لسانُه، والله أَعلم. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وعندها جاريتان تُغَنِّيانِ بما قِيل يومَ بُعَاثٍ؛ هو هذا اليوم. وبُعاثٌ: اسم حِصن للأَوْس.وباعِثٌ وبَعِيثٌ: اسمان.والبَعِيثُ: اسم شاعر معروف من بني تميم، اسمه خِدَاشُ بن بَشيرٍ، وكنيته أَبو مالك، سمي بذلك قوله: تَبَعَّثَ مني ما تَبَعَّثَ، بعدما اسْ_تَمرَّ فؤَادي، واسْتَمَرَّ مَرِيري قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت على ما رواه ابن قُتَيْبة وعيره: واستَمَرَّ عَزِيمي، قال: وهو الصحيح؛ ومعنى هذا البيت: أَنه قال الشعر بعدما أَسَنَّ وكَبِرَ.وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لما صالَحَ نصارَى الشام، كتبوا له؛ إِنَّا لا نُحْدِثُ كنيسةً ولا قَلِيَّة، ولا نُخْرِج سَعانِينَ، ولا باعوثاً؛ الباعوثُ للنَّصارى: كالاستسقاء للمسلمين، وهو اسم سرياني؛ وقيل: هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.وباعِيثا: موضع معروف.
المعجم: لسان العرب قلا
المعنى: ابن الأَعرابي: القَلا والقِلا والقَلاء المَقْلِيةُ. غيره: والقِلَى البغض، فإِن فتحت القاف مددت، تقول قَلاه يَقْلِيه قِلىً وقَلاء، ويَقْلاه لغة طيء؛ وأَنشد ثعلب: أيــــامَ أُمِّ الغَمْـــرِ لا نَقْلاهـــا ولـــو تَشـــاءُ قُبِّلَـــت عَيْناهــا فــادِرُ عُصــْمِ الهَضــْب لــو رآهـا مَلاحـــــةً وبَهْجـــــةً، زهاهــــا قال ابن بري: شاهد يَقْلِيه قول أَبي محمد الفقعسي: يَقْلِـي الغَـواني والغَـواني تَقْليـه وشاهد القَلاء في المصدر بالمد قول نُصَيْب: عَلَيــكِ الســَّلامُ لا مُلِلْــتِ قَرِيبَــةً ومــا لَــكِ عِنْـدي، إِنْ نَـأَيْتِ، قَلاءُ ابن سيده: قَلَيْتُه قِلىً وقَلاء ومَقْلِيةً أَبغضته وكَرِهْتُه غاية الكَراهة فتركته. وحكى سيبويه: قَلى يَقلَى، وهو نادر، شبهوا الأَلف بالهمزة، وله نظائر قد حكاها كلها أَو جلها، وحكى ابن جني قَلاه وقَلِيَه.قال: وأُرى يَقْلَى إِنما هو على قَلِيَ، وحكى ابن الأَعرابي قَلَيْته في الهجر قِلىً، مكسور مقصور، وحكى في البُغْض: قَلِيته، بالكسر، أَقْلاه على القياس، وكذلك رواه عنه ثعلب. وتَقَلَّى الشيءُ: تَبَغَّضَ؛ قال ابن هَرْمةَ: فأَصـْبَحْتُ لا أَقْلـي الحَيـاةَ وطُولَهـا أَخيــراً، وقــد كـانتْ إَلَـيَّ تَقَلَّـتِ الجوهري: وتَقَلّى أَي تَبَغَّض؛ قال كثير: أَسـِيني بنـا أو أَحسـني، لا مَلُولـةٌ لَـــدَيْنا، ولا مَقْلِيَّـــةٌ إِن تَقَلَّــتِ خاطَبها ثم غايَبَ. وفي التنزيل العزيز: ما وَدَّعَك ربُّك وما قَلَى؛ قال الفراء: نزلت في احتباس الوحي عن سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، فقال المشركون: قد وَدَّعَ محمداً ربُّه وقَلاه التابعُ الذي يكون معه، فأَنزل الله تعالى: ما وَدَّعك ربك وما قَلَى؛ يريد وما قَلاك، فأُلقيت الكاف كما تقول قد أَعْطَيْتُك وأَحْسَنْتُ، معناه أَحسنت إِليك، فيُكْتَفَى بالكاف الأُولى من إِعادة الأُخرى. الزجاج: معناه لم يَقطع الوحي عنك ولا أَبْغَضَك. وفي حديث أَبي الدرداء: وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلِهْ؛ القِلَى: البُغْضُ، يقول: جَرِّب الناس فإِنك إذا جرّبتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بَواطِن سرائرهم، لفظه لفظ الأَمر ومعناه الخبر أَي من جرَّبهم وخبرهم أَبغضهم وتركهم، والهاء في تقله للسكت، ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول، وقد تكرر ذكر القِلى في الحديث.وقَلَى الشيء قَلْياً: أَنْضَجَه على المِقْلاة. يقال: قَلَيْت اللحم على المِقْلَى أَقْلِيه قَلْياً إذا شويته حتى تُنْضِجه، وكذلك الحبّ يُقْلَى على المِقلى. ابن السكيت: يقال قَلَوْت البُرَّ والبُسْر، وبعضهم يقول قَلَيْت، ولا يكون في البُغْض إِلا قَلَيْت. الكسائي: قَلَيْت الحَبّ على المِقْلَى وقَلَوْته. الجوهري: قَلَيْت السويق واللحم فهو مَقْلِيٌّ، وقَلَوْت فهو مَقْلُوّ، لغة.والمِقْلاة والمِقْلَى: الذي يُقْلَى عليه، وهما مِقْلَيانِ، والجمع المَقالي. ويقال للرجل إذا أَقْلقَه أَمر مُهمّ فبات ليله ساهراً: باتَ يَتَقَلَّى أَي يتقَلَّب على فراشه كأَنه على المِقْلى. والقَلِيَّةُ من الطعام، والجمع قَلايا، والقَلِيَّة: مرَقة تتخذ من لحوم الجَزُور وأَكْبادِها. والقَلاَّء: الذي حرفته ذلك. والقَلاء: الذي يَقْلي البُرّ للبيع. والقَلاَّءة، ممدودة: الموضع الذي تتخذ فيه المَقالي، وفي التهذيب: الذي تتخذ فيه مَقالي البر، ونظيره الحَرَّاضةُ للمَوضِع الذي يطبخ فيه الحُرُضُ.وقَلَيْت الرَّجل: ضربت رأْسه.والقِلْيُ والقِلَى: حب يشبب به العصفر. وقال أَبو حنيفة: القِلْي يتخذ من الحَمض وأَجوده ما اتخذ من الحُرُض، ويتخذ من أَطراف الرِّمث وذلك إذا اسْتَحْكَم في آخر الصيف واصفرَّ وأَوْرَس. الليث: يقال لهذا الذي يُغسل به الثياب قِلْيٌ، وهو رَماد الغَضَى والرِّمْث يُحرق رَطباً ويرش بالماء فينعقد قِلْياً. الجوهري: والقِلْيُ الذي يتخذ من الأُشْنان، ويقال فيه القِلَى أَيضاً، ابن سيده: القُلة عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل للحبل كِفَّة فيها عيدان، فإِذا وَطِئ الظبي عليها عَضَّت على أَطراف أَكارِعِه. والمِقْلَى: كالقُلةِ. والقُلةُ والمِقْلَى والمِقْلاء، على مِفْعالٍ، كلهُ: عودانِ يَلعب بهما الصبيان، فالمِقْلَى العود الكبير الذي يضرب به، والقُلةُ الخَشبة الصغيرة التي تنصب وهي قدر ذراع. قال الأَزهري: والقالي الذي يَلعب فيَضْرب القُلةَ بالمِقْلَى. قال ابن بري: شاهد المِقْلاء قول امرئ القيس: فأَصــْدَرَها تَعْلُــو النِّجـادَ، عَشـِيَّةً أَقبُّـــ، كمِقْلاءِ الوَليـــدِ، خَمِيــصُ والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُونَ على ما يَكثر في أَوَّل هذا النحو من التغيير؛ وأَنشد الفراء: مِثْــل المقــالي ضــُرِبَتْ قِلِينُهــا قال أَبو منصور: جعل النون كالأَصلية فرفعها، وذلك على التوهم، ووجه الكلام فتح النون لأَنها نون الجمع. وتقول: قَلَوْت القُلة أَقْلُو قَلْواً، وقَلَيْتُ أَقْلي قَلْياً لغة، وأَصلها قُلَوٌ، والهاء عوض، وكان الفراء يقول: إِنما ضم أَوّلها ليدل على الواو، والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُون، بكسر القاف. وقَلا بها قَلْواً وقَلاها: رَمى؛ قال ابن مقبل: كــأَنَّ نَـزْوُ فِـراخِ الهـامِ، بَيْنَهُـمُ نَــزْوُ القُلاتِ زَهاهـا قـالُ قالِينـا أَراد قَلْوُ قالِينا فقلب فتغير البناء للقَلْب، كما قالوا له جاهٌ عند السلطان، وهو من الوجه، فقلبوا فَعْلاً إِلى فَلْع لأَن القلب مما قد يغير البناء، فافهم.وقال الأصمعي: القالُ هو المِقْلاء، والقالُون الذين يلعبون بها، يقال منه قَلَوْت أَقْلُو. وقَلَوْتُ بالقُلة والكُرة: ضربت.ابن الأَعرابي: القُلَّى القصيرة من الجواري. قال الأَزهري: هذا فُعْلَى من الأَقَلّ والقِلَّةِ.وقَلا الإِبل قَلْواً: ساقَها سَوْقاً شديداً. وقَلا العَيْرُ آتُنَهُ يَقْلُوها قَلْواً: شَلَّها وطَرَدَها وساقَها. التهذيب: يقال قَلا العَيرُ عانته يَقْلُوها وكَسَأَها وشَحَنَها وشَذَّرَها إذا طَرَدَها؛ قال ذو الرمة: يَقْلُــو نَحــائِصَ أَشــْباهاً مُحَمْلَجَـةً وُرْقَ السـَّرابِيلِ، فـي أَلْوانِهـا خَطَبُ والقِلْوُ: الحمار الخفيف، وقيل: هو الجحش الفَتيُّ، زاد الأَزهري: الذي قد أَركَب وحَمَل، والأُنثى قِلْوة، وكل شديد السوق قِلْوٌ، وقيل: القِلو الخفيف من كل شيء، والقِلوة الدابة تتقدَّم بصاحبها، وقد قَلَتْ به واقْلَوْلَتْ.الليث: يقال الدابة تَقْلُو بصاحبها قَلْواً، وهو تَقَدِّيها به في السير في سرعة. يقال: جاء يَقْلو به حماره. وقَلَت الناقة براكبها قَلْواً إذا تقدمت به. واقْلَوْلَى القوم: رحلوا، وكذلك الرجل؛ كلاهما عن اللحياني. واقْلَولَى في الجبل: صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ. وكلُّ ما عَلَوت ظهره فقد اقْلَوْلَيْتَه، وهذا نادر لأَنَّا لا نعرف افْعَوْعَل متعدِّية إِلا اعْرَوْرَى واحْلَوْلى. واقْلَوْلَى الطائر: وقع على أَعلى الشجرة؛ هذه عن اللحياني. والقَلَوْلَى: الطائر إذا ارتفع في طيرانه. واقْلولَى أَي ارتفع. قال ابن بري: أَنكر المهلبي وغيره قَلَوْلَى، قال: ولا يقال إِلا مُقْلَوْلٍ في الطائر مثل مُحْلَوْلٍ. وقال أَبو الطيب: أَخطأَ من ردَّ على الفراء قَلَوْلَى؛ وأَنشد لحميد بن ثور يصف قطاً: وَقَعْــنَ بِجَـوْف المـاء، ثـم تَصـَوَّبَتْ بِهِـــنَّ قَلَـــوْلاةُ الغُـــدُوِّ ضــَرُوبُ ابن سيده: قال أَبو عبيدة قَلَوْلَى الطائر جعله علماً أَو كالعلم فأَخطأَ. والمُقْلَوْلِي: المُسْتَوْفِز المُتَجافي. والمُقْلَولي:المُنْكَمِش؛ قال: قــد عَجِبَــتْ مِنِّــي ومِــن بُعَيْلِيـا لَمَّـــا رأَتْنــي خَلَقــاً مُقْلوْلِيــا وأَنشد ابن بري هنا لذي الرمة: واقْلَـــولَى علــى عُــودِه الجَحْــلُ وفي الحديث: لو رأَيت ابن عُمر ساجداً لرأَيته مُقْلَوْلِياً؛ هو المُتَجافي المُسْتَوْفِزُ، وقيل: هو مَن يَتَقَلَّى على فراشه أَي يَتَمَلمَل ولا يَسْتَقِرّ، قال أَبو عبيد: وبعض المحدثين كان يفسر مُقْلَوْلِياً كأَنه على مِقْلىً، قال: وليس هذا بشيء إِنما هو من التجافي في السجود.ويقال: اقْلَولى الرجل في أَمره إذا انكمش، واقْلَوْلَتِ الحُمر في سرعتها؛ وأَنشد الأَحمر للفرزدق: تقُـولُ، إذا اقْلَـوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ أَلا هَــل أَخُـو عَيْـشٍ لَذيـذٍ بـدائمِ؟ قال ابن الأَعرابي: هذا كان يزني بها فانقضت شهوته قبل انقضاء شهوتها، وأَقْرَدَتْ: ذَلَّت؛ قال ابن بري: أَدخل الباء في خبر المبتدإِ حملاً على معنى النفي كأَنه قال ما أَخو عيش لذيذ بدائم؛ قال: ومثله قول الآخر: فاذْهَبْ، فأَيُّ فَتىً، في الناس، أَحْرَزَه مِــنْ يَــوْمِه ظُلَــمٌ دُعْـجٌ ولا خَبَلُـ؟ وعلى ذلك قوله سبحانه وتعالى: أَوَلم يروا أَن الله الذي خلق السموات والأَرض بقادر؛ ومن هذا قول الفرزدق أَيضاً: أَنـا الضَّامِنُ الحانِي عَليهِم، وإِنَّما يُـدافِعُ عـن أَحْسابِهِم أَنا، أَو مِثْلِي والمعنى ما يُدافِع عن أَحسابهم إِلا أَنا؛ وقوله: سَمِعْنَ غِناءً بعدما نِمْنَ نَوْمةً، من الليلِ، فاقْلَوْلَيْنَ فوق المَضاجع يجوز أَن يكون معناه خَفَقْنَ لصوته وقَلِقْنَ فزال عنهن نومهن واستثقالهن على الأَرض، وبهذا يعلم أَن لام اقْلَوْ لَيْت واو لا ياء؛ وقال أَبو عمرو في قول الطرماح: حَـــواتم يَتَّخِـــذْنَ الغِــبَّ رِفْهــاً إِذا اقْلَــوْلَيْنَ بــالقَرَبِ البَطيــنِ اقْلَوْلَيْنَ أَي ذَهبن.ابن الأَعرابي: القُلى رُؤوس الجِبال، والقُلى هامات الرجال، والقُلى جمع القُلةِ التي يلعب بها. وقلا الشيءَ في المِقْلى قَلْواً، وهذه الكلمة يائية وواوية.وقَلَوْت الرجل: شَنِئْتُه لغة في قَلَيْتُه. والقِلْو: الذي يستعمله الصباغ في العفصر، وهو يائي أَيضاً لأَن القِلْيَ فيه لغة. ابن الأَثير في حديث عمر، رضي الله عنه: لما صالح نصارى أَهل الشأْم كتبوا له كتاباً إنا لا نُحدِث في مدينتنا كنيسة ولا قَلِيّة ولا نَخْرج سَعانِينَ ولا باعُوثاً؛ القَلِيَّةُ: كالصومعة، قال: كذا وردت، واسمها عند النصارى القَلاَّيةُ، وهي تَعْريب كَلاذةَ، وهي من بيوت عباداتهم.وقالي قَلا: موضع؛ قال سيبويه: هو بمنزلة خمسة عشر؛ قال: سَيُصـْبِحُ فَـوْقي أَقْتَـمُ الرِّيـشِ واقِعاً بِقــالي قَلا، أَو مــن وَراء دَبيــلِ ومن العرب من يضيف فينوِّن. الجوهري: قالي قَلا اسمان جعلا واحداً؛ قال ابن السراج: بني كل واحد منهما على الوقف لأَنهم كرهوا الفتحة؛ في الياء والأَلف.
المعجم: لسان العرب