المعجم العربي الجامع

نَئيجٌ

المعنى: مُرور سَريع للرّيح مع صوت.
المعجم: القاموس

نَأَجَ

المعنى: البُومُ ـَ نَأْجاً، ونَئِيجاً: صاح. و ـ الرِّيحُ: تحركت سريعةً شديدةً الصوت. و ـ الإنسانُ: تضرَّع في دعاءٍ حزين خاشع. و ـ في الأَرض نُؤُوجاً: ذهب. ويُقال: نأج الخبرُ: ذهب في البلاد.؛(النَّئِيجُ) يُقال: للرِّيح نَئِيجٌ: مرٌّ سريعٌ مع صوت.
المعجم: الوسيط

نأج

المعنى: ـ نأجَ في الأرضِ، كمَنَعَ، نُؤُوجاً: ذَهَبَ. ـ وـ الرِّيحُ نَئيجاً: تَحَرَّكَتْ، فهي نَؤُوجٌ، ـ وـ إلى اللَّهِ: تَضَرَّعَ، ـ وـ البُومُ: نَأَمَ، ـ وـ الثَّوْرُ: خارَ. ـ ونَئِجَ، كسَمِعَ: أكَلَ أكلاً ضعيفاً. ـ ولِلرِّيحِ نَئِيجٌ، أي: مَرٌّ سَريعٌ بصوتٍ. ـ ونُئِجَ القومُ، كعُنِيَ: أصابَتْهمْ. ـ والحَديثُ المَنْؤُوجُ: المَعْطُوفُ. ـ ونائجاتُ الْهامِ: صَوائحُها. ـ والنَّأّاج: الأَسَدُ.
المعجم: القاموس المحيط

نأج

المعنى: نائِجاتُ الهامِ: صوائحُها.والنَّئِيج: الصَّوت.ونأَجَ البُومُ يَنْأَجُ نأْجاً: صاح، وكذلك الإِنسان؛ وهو أَحْزَنُ ما يكون من الدُّعاء وأَضْرَعُه وأَخْشَعُه. ورجلٌ نَأْآجٌ: رفيع الصوت.ونَأَجَ الثَّورُ يَنْئِج ويَنْأَجُ نأْجاً ونُؤَاجاً: صاحَ. وثور نَأْآجٌ: كثير النَّأْجِ.والنَّأْجُ والنَّئِيجُ: السُّرعة. والنَّأْآج: السريع. وريحٌ نَؤُوجٌ: شديدة المَرِّ. ورجل نَأْآج إذا تضرع في دعائه. ونأَجَ إِلى الله يَنْأَجُ أَي تضرَّعَ في الدعاء؛ وأَنشد: ولا يَغُرَّنَّـــــــــكَ قَــــــــوْلُ النُّــــــــؤَّجِ، الخــــــالجِينَ القَــــــوْلَ كـــــلَّ مَخْلَـــــجِ وقال العجاج في الهام: واتَّخَــــــــذَتْهُ النَّائجـــــــاتُ مَنْأَجَـــــــا والنائجات: الرِّياح الشَّديدة الهُبُوب. وفي الحديث: ادعُ ربك بأَنْأَجِ ما تَقْدِرُ عليه؛ أَي بأَبلَغ ما يكون من الدُّعاء واضْرَعْ. ونَأَجَت الريحُ تَنأَج نَئيجاً: تَحَرّكَتْ، فهي نَؤُوج، ولها نئِيجٌ أَي مَرٌّ سريعٌ مع صَوْت، وتقول منه: نُئِجَ القومُ؛ قال الشاعر: وتُنْــــــأَجُ الرُّكْعبـــــانُ كـــــلَّ منْـــــأَجِ، بـــــه نَئِيـــــجُ كـــــلِّ ريـــــحٍ ســـــَيْهَجِ ونَأَجَتِ الرِّيحُ الموضعَ: مَرَّتْ عليه مَرّاً شديداً؛ قال أَبو حيَّة النميري: إِلاّ خوالِـــــدَ أَشـــــْباهاً، بَقِيـــــنَ علــــى رَيــــبِ الحَــــوادِثِ، فــــي مَرْكُــــوَّة جَـــدَدِ ونَأَجَ في الأَرض يَنْأَجُ نُؤُوجاً إذا ذهب، وفي التهذيب: ونَأَجَ الخبر أَي ذهب في الأَرض. ونَأَج الأَمرَ: أَخَّرَه، ونأَجَت الإِبِلُ في سيرها؛ وأَنشد ابن السكيت: قــــــد عَلِــــــم الأَحْمـــــاءُ والأَزاوِيـــــجْ أَنْ ليس عنْهُنَّ حديثٌ مَنْؤُوجْ قال: المَنْؤُوجُ المعطوف.
المعجم: لسان العرب

نأج

المعنى: جأر إلى الله ونأج، وبتّ أناجي ربي وأنأج إليه وهو أضرع ما يكون من الدعاء وأحزنه. وفي الحديث: "ادع ربك بأنأج ما تقدر عليه" قال: أنت الغياث إذا المضطر في كرب نـادى بصـوتٍ ضـعيف الركـز نأج وريح نؤوج: لها حفيف، وقد نأجت، ورياح نوائج. وقال ذو الرمة: وصــوّح البقـل نـأج تجيـء بـه هيــف يمانيّـة فـي مرهـا نكـب ومن المجاز: نأجت الرائحة كما يقال: عجت. قال: كــأن نــأج نفحــة مـن سـنبل مــن طيّـب الكـافور والقرنفـل يجيــب جمّــاء العظــام عيطـل وتقول: جاء بيلنجوج له أريحٌ وعجيج، في البيت ونئيج.
المعجم: أساس البلاغة

نأَج

المعنى: نأَج : ( {نأَجَ فِي الأَرضِ، كمَنَعَ) ،} يَنْأَجُ (! نُؤُوجاً) ، بالضّم: إِذا (ذَهَبَ) .  وَفِي (التَّهْذِيب) : {ونَأَجَ الخَبَرُ: أَي ذَهَبَ فِي الأَرض. (و) } نأَجَتِ (الرِّيحُ) {تَنْأَجُ (} نَئِيجاً: تَحرَّكَتْ، فَهِيَ {نَؤُوجٌ) : شديدةُ المَرِّ، لَهَا حَفيفٌ، وَالْجمع} نَوائِجُ. (و) {نأَجَ (إِلى اللَّهِ) } يَنْأَجُ: إِذا (تَضرَّعَ) فِي الدُّعاءِ. وَفِي الحَدِيث (ادْعُ رَبَّك ب {بأَنْأَجِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ) ؛ أَي بأَبْلَغِ مَا يكون من الدُّعاءِ وأَضْرَع. وَتقول: بِتُّ أُناجِي رَبِّي} وأَنْأَجُ إِليه. (و) نَأَجَ (البُومُ) {يَنْأَجُ} نَأْجاً: (نَأَمَ) أَي صاحَ، وكذالك الإِنسانُ. (و) نَأَجَ (الثَّوْرُ) يَنْأَجُ {ويَنْئِجُ نَأْجاً} ونُؤَاجاً: (خارَ) . وثَور {نَئّاجٌ: كثير النَّأْجِ. ورجلُ} نَئّاجٌ: رفيعُ الصَّوْتِ. ( {ونَئِجَ كسَمِعَ: أَكَلَ أَكْلاً ضَعيفاً) . (وللرِّيحِ} نَئِيجٌ: أَي مَرٌّ سَريعٌ بِصَوتٍ) . {ونَأَجَت الرِّيحُ المَوْضِعَ: مَرَّتْ عَلَيْهِ مَرًّا شَدِيدا. (} ونُئِجَ القَوْمُ، كعُنِيَ: أَصابَتْهم) {النَّؤُوجُ. قَالَ الشَّاعِر: } وتُنْأَجُ الرُّكْبانُ كلَّ {مَنْأَجِ بِهِ نَئجِ كلِّ رِيحٌ سَيْهَجِ (و) أَنشد ابْن السِّكيت: قد عَلِمَ الأَحماءُ والأَزاوِيجْ أَنْ لَيْسَ عنهنّ حَديثٌ} مَنْؤُوجْ (الحَدِيث {المَنْؤُوجُ: المَعْطوفُ) ، هاكذا فسّره. (} ونائِجاتُ الهَامِ: صَوائِحُها) ، قَالَ العجّاج: واتَّخَذَتْه {النَّائجاتُ} مَنْأَجَا {والنَّائجاتُ أَيضاً: الرِّياحُ الشَّديدةُ الهُبُوبِ. (} والنَّئّاجُ) كشَدّاد: السَّريعُ. و (الأَسدُ) ، لسُرْعَةِ وُثُوبِه. {ونَأَجَتِ الإِبلُ فِي سَرْها. وَمن الْمجَاز:} نَأَجَت الرَّائحةُ، أَي عَجَّتْ.
المعجم: تاج العروس

متى

المعنى: متَى: كلمة استفهامٍ عن وقت أَمر، وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المُتناهي في البُعْدِ والطول، وذلك أَنك إذا قلت متى تقومُ أَغْناكَ ذلك عن ذكر الأَزْمِنة على بُعْدها، ومَتى بمعنى في، يقال: وضعته مَتى كُمِّي أَي في كُمِّي؛ ومَتى بمعنى مِنْ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ: أَخْيَــــلَ بَرْقــــاً مَــــتى حــــابٍ لـــه زَجَـــلٌ إِذا تَفَتَّــــــرَ مــــــن تَوماضــــــِه حَلَجـــــا وقضى ابن سيده عليها بالياء، قال: لأَن بعضهم حكى الإِمالة فيه مع أَن أَلفها لام، قال: وانقلاب الأَلف عن الياء لاماً أَكثر. قال الجوهري: مَتَى ظرف غير مُتَمَكِّن وهو سؤال عن زمان ويُجازى به. الأَصمعي: متى في لغة هذيل قد يكون بمعنى مِن؛ وأَنشد لأَبي ذؤيب: شـــــَرِبْنَ بمـــــاء البحــــرِ ثــــم تَرَفَّعَــــتْ مَتَـــــى لُجَـــــجٍ خُضـــــْرٍ، لَهُـــــنَّ نَئِيـــــجُ أَي من لُجَجٍ؛ قال: وقد تكون بمعنى وسَط. وسمع أَبو زيد بعضهم يقول: وَضَعْتُه متى كُمِّي أَي في وَسَط كُمِّي، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً، وقال: أَراد وسَطَ لُجَجٍ. التهذيب: متى مِن حروفِ المعاني ولها وُجُوه شَتَّى: أَحدها أَنه سؤال عن وقتِ فِعْل فُعِلَ أَو يُفْعَلُ كقولك متى فَعَلْتَ ومتى تَفْعَلُ أَي في أَي وقت، والعربُ تجازي بها كما تُجازي بأَيّ فتَجْزِمُ الفِعْلين تقول مَتى تأْتِني آتِك، وكذلك إذا أَدخلت عليها ما كقولك متى ما يأْتِني أَخوك أُرْضِه، وتجيء متى بمعنى الاسْتِنكارِ تقول للرجل إذا حكى عنك فِعْلاً تُنْكِرُه متى كان هذا على معنى الإِنكار والنفي أَي ما كان هذا؛ وقال جرير: مَـــتى كـــان حُكْـــمُ اللــهِ فــي كَــرَبِ النَّخْــلِ وقال الفراء: متى يقَعُ على الوَقت إذا قلْتَ متى دَخَلْتِ الدار فأَنت طالق أَي أَيَّ وقت دَخَلْتِ الدار، وكُلَّما تقع على الفعل إذا قلت كلما دخلتِ الدار فمعناه كلَّ دَخْلَةٍ دَخَلْتِها، هذا في كتاب الجَزاء؛ قال الأزهري: وهو صحيح. ومَتى يَقَعُ للوقت المُبْهَم. وقال ابن الأَنباري: متى حَرْفُ استفهام يُكْتَب بالياء، قال الفراء: ويجوز أَن تُكْتَب بالأَلف لأَنها لا تُعْرَفُ فعْلاً، قال: ومَتى بمعنى مِنْ؛ وأنشد: إِذا أقـــــولُ صــــَحا قَلْــــبي أُتِيــــحَ لَــــه ســــُكْرٌ مَـــتى قَهْـــوةٍ ســـارَت إِلـــى الـــرَّاسِ أَي من قَهْوةٍ؛ وأَنشد: مَــــــتى مــــــا تُنْكِروهــــــا تَعْرِفُوهــــــا مـــــــتى أَقْطارِهـــــــا علــــــق نفيــــــت أَراد من أَقطارها نفيت أَي منفرج؛ وأَما قول امرئ القيس: مَـتى عَهْدُنا بِطِعانِ الكُما_ةِ والمَجْدِ والحَمدِ والسُّودَدِ يقول: متى لم يكن كذلك، يقول: تَرَوْنَ أَنَّا لا نُحْسِنُ طَعْنَ الكُماةِ وعَهْدُنا به قريب؛ ثم قال: وبَنْيِ القِبابِ ومَلْءِ الجفا_نِ، والنارِ والحَطَبِ المُوقَدِ
المعجم: لسان العرب

مخر

المعنى: مَخَرَتِ السفينةُ تَمْخَرُ وتَمْخُر مَخْراً ومُخُوراً: جرت تَشُقُّ الماءَ مع صوت، وقيل: استقبلتِ الريح في جريتها، فَهي ماخِرَةٌ.ومَخَرَتِ السفينةُ مَخْراً إذا استقبلتَ بها الريح. وفي التنزيل: وترى الفُلْكَ فيه مَوَاخِرَ؛ يعني جَوارِيَ، وقيل: المواخر التي تراها مُقْبِلةً ومُدْبِرةً بريح واحدة، وقيل: هي التي تسمع صوت جريها، وقيل: هي التي تشق الماء، وقال الفراء في قوله تعالى مواخر: هو صوت جري الفلك بالرياح؛ يقال: مَخَرَتْ تَمْخُرُ وتَمْخَرُ؛ وقيل: مواخِرَ جوارِيَ. والماخِرُ: الذي يشق الماء إذا سبَح؛ قال أَحمد بن يحيى: الماخرة السفينة التي تَمْخَرُ الماء تدفعه بصدرها؛ وأَنشد ابن السكيت: مُقَـــدِّمات أَيْـــدِيَ المَـــواخِرِ يصف نساء يتصاحبن ويستعن بأَيديهن كأَنهن يسبحن. أَبو الهيثم: مَخْرُ السفينةِ شَقُّها الماء بصدرها. وفي الحديث: لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشامَ أَربعين صباحاً؛ أَراد أَنها تدخل الشام وتخوضه وتَجُوسُ خِلالَه وتتمكن فيه فشبهه بمَخْرِ السفينةِ البحرَ. وامتخر الفرسُ الريحَ واستمخرها: قابلها بأَنفه ليكون أَرْوَحَ لنَفْسِه؛ قال الراجز يصِفُ الذِّئْبَ: يَسـْتَمْخِرُ الرِّيـحَ إذا لـمْ يسـْمَعِ بمِثْــلِ مِقْـراعِ الصـَّفا المُوَقَّـعِ وفي الحديث: إذا أَراد أَحدُكم البَوْلَ فَلْيَتَمَخَّرِ الرِّيحَ أَي فلينظُرْ من أَين مَجْراها فلا يستقبلَها كي لا تَرُدَّ عليه البول ويَتَرَشَّشَ عليه بَوْلُه ولكن يستدبرُها. والمَخْرُ في الأَصل: الشَّقُّ.مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ: شقَّتْه بِصَدْرها وجَرَتْ. ومَخَرَ الأَرضَ إذا شقها للزراعة. وقال ابن شميل في حديث سراقة: إذا أَتيتم الغائط فاسْتَمْخِرُوا الريح؛ يقول: اجعلوا ظُهورَكُم إِلى الريحِ عند البول لأَنه إذا ولاها ظهره أَخذَتْ عن يمينه ويساره فكأَنه قد شقها به. وفي حديث الحرث بن عبد الله بن السائب قال لنافع ابن جبير: من أَين؟ قال: خرجتُ أتَمَخَّرُ الريحَ، كأَنه أَراد أَسْتَنْشِقُها. وفي النوادر: تَمَخَّرَتِ الإِبلُ الريحَ إذا استَقْبَلَتْها واستنْشَتْها، وكذلك تَمَخَّرت الكلأَ إذا استقبلَتْه. ومَخَرْتُ الأَرضَ أَي أَرْسَلْتُ فيها الماء. ومَخَرَ الأَرضَ مَخْراً: أَرْسَلَ في الصيْفِ فيها الماءَ لِتَجُودَ، فهي مَمْخُورَةٌ. ومَخَرَتِ الأَرضُ: جادَت وطابَتْ من ذلكَ الماءِ. وامْتَخَرَ الشيءَ: اخْتارَه. وامْتَخَرْتُ القومَ أَي انتَقَيْتُ خِيارَهُم ونُخْبَتَهم؛ قال الراجز: مِنْ نُخْبَةِ الناسِ التي كانَ امْتَخَرْ وهذا مِخْرَةُ المال أَي خِيارُه. والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ، بكسر الميم وضمها: ما اخْتَرْتَه، والكَسْرُ أَعلى. ومَخَرَ البيْتَ يَمْخَرُه مَخْراً: أَخَذَ خِيارَ متاعِه فذهب به. ومَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ يَمْخَرُها مَخْراً إذا كانت غَزِيرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها وجَهَدَها ذلكَ وأَهْزَلَها. وامْتَخَرَ العَظْمَ: استخرَجَ مُخَّه؛ قال العجاج: مِـنْ مُخَّةِ الناس التي كان امْتَخر واليُمْخُور واليَمْخُور: الطويل من الرجال، الضمُّ على الإِتباع، وهو من الجمال الطَّوِيلُ العُنُقِ. وعُنُقٌ يَمْخُورٌ: طويلٌ. وجَمَلٌ يَمْخُورُ العُنُقِ أَي طويله؛ قال العجاج يصف جملاً: فـــي شَعْشــَعانٍ عُنُــق يَمْخُــور حـابي الحُيـودِ فـارِض الحُنْجـور وبعض العرب يقول: مَخَرَ الذئبُ الشاةَ إذا شَقَّ بَطْنَها.والماخُورُ: بَيْتُ الريبة، وهو أَيضاً الرجل الذي يَلي ذلك البيتَ ويقود إِليه. وفي حديث زياد حين قَدِمَ البصرةَ أَميراً عليها: ما هذه المَواخِيرُف الشرابُ عليه حَرامٌ حتى تُسَوَّى بالأَرضِ هَدْماً وإِحْراقاً؛ هي جمع ماخُورٍ، وهو مَجْلِسُ الرِّيبَةِ ومَجْمَعُ أَهلِ الفِسْقِ والفَسادِ وبُيوتُ الخَمَّارِينَ، وهو تعريب مَيْ خُور، وقيل: هو عربي لتردّد الناس إِليه من مَخْرِ السفينةِ الماءِ.وبَناتُ مَخْرٍ: سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِباتٌ رِقاقٌ بِيضٌ حسانٌ وهُنَّ بنات المَخْرِ؛ قال طرفة: كَبَنــاتِ المَخْــرِ يَمْـأَدْنَ، كمـا أَنْبَــتَ الصـَّيْفُ عَسـالِيجَ الخَضـِرْ وكل قطعة منها على حيالها: بنات مخر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: كـأَن بناتِ المَخْرِ، في كُرْزِ قَنْبَرٍ مَوَاسـِقُ تَحْـدُوهُنَّ بـالغَوْرِ شـَمْأَلُ إِنما عنى ببناتِ المَخْر النَّجْمَ؛ شبَّهَه في كُرْزِ هذا العَبْدِ بهذا الضَّرْبِ من السَّحابِ؛ قال أَبو علي: كان أَبو بكر محمد بن السَّرِيِّ يَشْتَقُّ هذا من البُخارِ، فهذا يَدُلُّك على أَنّ الميم في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر؛ قال: ولو ذَهَب ذاهِبٌ إِلى أَن الميم في مخر أَصْلٌ أَيضاً غَيْرُ مُبْدَلَةٍ على أَن تجعله من قوله عزَّ اسمه: وترى الفُلك فيه مواخِرَ، وذلك أَن السحابَ كأنها تَمْخَرُ البحر لأَنها فيما تَذْهَبُ إِليْهِ عنه تَنْشَأُ ومنه تَبْدَأُ، لكان مصيباً غيرَ مُبْعِدٍ؛ أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب: شـَرِبْنَ بِمـاء البَحْـرِ، ثم تَرَفَّعَتْ مَــتى لُجَــجٍ خُضــْرٍ لَهُـنَّ نَئِيـجُ
المعجم: لسان العرب

مخر

المعنى: مخر مَخَرَتِ السَّفينَةُ، كمَنَع، ونَصَرَ، تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً، كمَنْعٍ وقُعودٍ: جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مَعَ صَوت، أَو استقبلَت الرِّيحَ فِي جَرْيِها، وَفِي بعض النُّسَخ: جِرْيَتِها، فَهِيَ ماخِرَةٌ، ومَخَرَ السابحُ: شَقَّ الماءَ بيَدَيْهِ إِذا سبَحَ. ومَخَرَ المِحْوَرُ القبِّ، إِذا أَكلَه فاتَّسعَ فِيهِ، نَقله الصَّاغانِيّ. وَفِي التَّنزيل وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ يَعْنِي جَوارِيَ، وَقيل: المواخِرُ هِيَ الَّتِي يُسمَعُ صوتُ جَرْيِها بالرِّياحِ، قَالَه الفَرّاءُ. جمع ماخِرَة، من المَخْر، وَهُوَ الصَّوتُ، أَو الَّتِي تَشُقُّ الماءَ بجَآجِئها، أَي بمُقَدَّمِها وأَعلى صَدْرِها. والمَخْرُ فِي الأَصْل: الشَّقُّ، يُقَال: مَخَرَت السَّفينةُ الماءَ، إِذا شَقَّتْهُ بصَدرِها وجَرَت، قَالَه أَبو الْهَيْثَم: وَقَالَ أَحمد بن يحيى: الماخِرَة: السَّفينة الَّتِي تَمْخَرُ الماءَ أَي تدْفَعُه بصدرِها، أَو المَواخِرُ هِيَ المُقبِلَة والمُدْبِرَةُ بريحٍ واحدةٍ ترَاهَا كَذَلِك. وامْتَخَرَهُ، أَي الشيءَ: اختارَهُ، وَيُقَال: امتَخَرَ القومَ، إِذا انتقَى خِيارَهم ونُخبتَهم، قَالَ الراجز: مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتي كانَ امْتَخَرْ وَمن ذَلِك، امْتَخَرَ العظمَ، إِذا استخرجَ مُخَّهُ، قَالَ العجّاج: من مُخَّةِ الناسِ الّتي كانَ امْتَخَر وامْتَخَرَ الفرَسُ الرِّيحَ: قابلَها بأَنفِه ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِهِ، كاستمْخَرَها، وتَمَخَّرَها، قَالَ الرّاجزُ يصف الذِّئْبَ: (يسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لمْ يَسْمَعِ  ...  بمثلِ مِقراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ)  وأَكثر مَا يسْتَعْمل التمَخُّرُ فِي الْإِبِل. فَفِي النَّوادر: تمَخَّرَت الإبلُ الرِّيحَ، إِذا استقبلَتْها واستَنْشَتْها. قلتُ: وَقد استُعيرَ ذَلِك للنَّاس، فَفِي حَدِيث الْحَارِث بن عبد الله بن السّائبِ قَالَ لنافِع بن جُبَيْرِ: من أَين قَالَ: خرجتُ أَتَمَخَّرُ الرِّيحَ، كأَنَّه أَرادَ: أَستنْشِقُها. ومَخَرَ الأَرْضَ، كمَنَعَ، مَخْراً: أَرْسَلَ فِي الصَّيف فِيهَا الماءَ لِتَجودَ. وَفِي الأساس: لِتطيبَ، فمَخَرَت هِيَ أَي الأرضُ، كمَنَعَ أَيضاً كَمَا يدلُّ عَلَيْهِ صريحُ ضبطِ المصنِّف، وضبطَه ابْن القطّاع بالمبنيِّ للْمَجْهُول، وَزَاد: فَهِيَ مَمْخورَة: جادَتْ وطابَتْ من ذَلِك الماءِ. ومَخَرَ البيتَ يمخَره مَخراً: أَخذَ خِيارَ متاعِه فَذهب بِهِ. ومَخَرَ الغُزْرُ، بالضّمّ وَسُكُون الزَّاي، النَّاقةَ يَمْخَرُها مَخْراً، إِذا كَانَت غزيرةً فأَكْثرَ حلْبَها فجهِدَها ذَلِك وأَهزلَها. واليَمْخورُ، بِالْفَتْح ويُضَمُّ على الإتباع: الطَّويلُ من الرِّجال، وَمن الجِمال: الطّويلُ الأَعناقِ. وعُنُقٌ يَمْخورٌ: طويلٌ، وجَمَلٌ يَمْخورُ العُنُقِ: طويلُه. قَالَ العجّاج يصف جملا: (فِي شَعْشَعان عُنُقٍ يَمْخُورِ  ...  حابِي الحُيودِ فارِضِ الحُنْجورِ) والماخُورُ: بيتُ الرِّيبةِ ومَجْمَعُ أَهل الفِسْق والفَساد، ومجلسُ الخَمَّارين ومنْ يَلِي ذَلِك البيتَ ويقودُ إِلَيْهِ أَيْضا يسمَّى ماخُوراً، معرَّب مَيْ خُور، أَي شَارِب الخَمْر، فَيكون تَسْمِيَة الْمحل بِهِ مَجازاً، أَو عربيَّة، من مَخَرَت السَّفينةُ، إِذا) أَقبلَتْ وأَدبرَت، سُمِّيَ لِتَرَدُّدِ النَّاس إِلَيْهِ، فَهُوَ مَجاز أَيْضا، ج مَواخِرُ ومَواخيرُ، وَمن الثَّانِي حَدِيث زِيَاد لمّا قدم البصرَة والياً عَلَيْهَا: مَا هَذِه المَواخيرُ، الشَّراب عَلَيْهِ حَرامٌ حّتّى  تُسَوَّى بالأرضِ هَدْماً وإحراقاً وَمن سجعات الأساس: لأَنْ تَطْرحك أهلُ الْخَيْر فِي المآخير، خَيْرٌ من أنْ يُصَدِّرَكَ أَهل المواخير. وبناتُ مَخْر، بِالْفَتْح: سحائبُ بيضٌ حِسانٌ رِقاقٌ منتصِباتٌ يأتينَ قُبُلَ الصَّيف، وهنَّ بناتُ المَخْرِ. قَالَ طَرَفَةُ: (كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كمَا  ...  أَنْبَتَ الصَّيفُ عَساليجَ الخَضِرْ) وكُلُّ قطعةٍ مِنْهَا على حِيالِها بَناتُ مَخْرٍ، قَالَ أَبُو عَليّ الفارسيّ: كَانَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن السَّريّ يشتقّ هَذَا من البخار، فَهَذَا يدلُّكَ على أنَّ الميمَ فِي مَخْرٍ بدل من الْبَاء فِي بَخْر، قَالَ: وَلَو ذهب ذاهبٌ إِلَى أنَّ الميمَ فِي مَخر أَصلٌ أَيضاً غير مُبدَلَة على أَن تجعَله من قَوْله عزّ اسمُه وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ وذلكَ أنَّ السَّحابَ كأَنَّها تَمْخَرُ البحرَ لأَنَّها، فِيمَا يَذْهب إِلَيْهِ، عَنهُ تنشأُ ومنهُ تبدأُ، لَكَانَ مُصيباً غيرَ مُبْعدٍ، أَلا ترى إِلَى قَول أبي ذُؤَيْب: (شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ  ...  مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئيجُ) هَذِه عبارَة أبي عَليّ بنصّها. وَقد أَجحفَ شيخُنا فِي نقلِها، وَقَالَ بعد ذَلِك: قلتُ: البيتُ من شَوَاهِد التَّوْضِيح، وَقد أَنعَمْتُه شرحاً فِي إسفار اللِّثام، وَالشَّاهِد فِيهِ استعمالُ مَتَى بِمَعْنى مِنْ. والأصالةُ فِي الباءِ ظاهرةٌ فِي قَوْله الْآتِي: والمَخْرَةُ: مَا خَرَجَ من الجَوفِ من رائحَةٍ خبيثةٍ. وَلم يتعرَّضوا لهُ، فتأَمَّلْهُ. قلتُ: والمَخْرَةُ هَذِه نقلهَا الصَّاغانِيّ فِي التكملة، والزّمخشريّ فِي الأساس، وَزَاد الأَخيرُ:  وَفِي كلِّ طَائِر ذفر المخْرة. وَلم يتعرَّض لَهَا صَاحب اللِّسَان. والمَخْرَةُ مُثلَّثةً: الشيءُ الَّذِي تختارُه، والكسرُ أَعلى، وَهَذَا مخْرة المَال، أَي خِيارُه. والمَخيرُ، على فعِيل: لَبَنٌ يُشابُ بماءٍ، نَقله الصَّاغانِيّ. وَفِي الحَدِيث: إِذا أَرادَ أَحدُكم البَوْلَ فلْيَتَمَخَّر الرِّيحَ، أَي فلينظُر من أَيْن مَجراها فَلَا يستقبِلَها كي لَا تَرُدَّ عَلَيْهِ البولَ ويتَرَشَّشَ عَلَيْهِ بولُه، وَلَكِن يستدْبِرُها. وَفِي لفظٍ آخر: استمْخِروا، رَوَاهُ النَّضْرُ بنُ شُمَيْل من حَدِيث سُراقة، ونصَّه: إِذا أَتيتُم الغائطَ فاسْتَمْخِروا الرِّيحَ، أَي اجعلوا ظهورَكُم إِلَى الرِّيحِ عِنْد الْبَوْل كأنَّه، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي النِّهاية لِابْنِ الأَثير: لأَنَّه إِذا وَلاّها فكأَنَّه قد شقَّها بظهرِه فأَخَذتْ عَن يَمِينه ويساره. وَقد يكونُ استقبالُها تَمَخُّراً، كامْتِخارِ الفَرَسِ الرِّيحَ، كَمَا تقدّم، غير أنَّه فِي الحَدِيث استدبار. قلت: الاستدبارُ لَيْسَ معنى حقيقيّاً للتمَخُّر كَمَا ظنَّه المصنِّف، وإنَّما المُرَاد بِهِ النَّظَرُ إِلَى مَجرى الرِّيح من أَيْن هُوَ، ثمَّ يُستَدْبَر، وَهُوَ ظاهرٌ عِنْد التأَمُّلِ الصادقِ. ومَخْرَى، كَسَكْرَى: وَادٍ بالحجاز ذُو حُصونٍ وقُرىً. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً: شَقَّها للزِّراعة. ومَخَرَ المَرأَةَ مَخْراً: باضَعَها. وَهَذِه عَن ابْن القطّاع، وَفِي الحَدِيث: لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشّامَ وتَخوضُه. وتجُوس خِلالَه وتتمكَن فِيهِ. فشبَّهه بمَخْرِ السَّفينةِ البَحْرَ. وتَمَخَّرت الإبلُ الكلأَ، إِذا استقبلَتْها كَذَا فِي النَّوَادِر.  وبعضُ الْعَرَب تقولُ: مَخَرَ الذِّئبُ الشّاةَ، إِذا شَقَّ بطنَها. كَذَا فِي اللِّسَان.)
المعجم: تاج العروس

شرب

المعنى: الشَّرْبُ: مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً. ابن سيده: شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً وشُرْباً وشِرْباً؛ ومنه قوله تعالى: فشارِبون عليه من الحَميمِ فشارِبون شُرْبَ الهِيمِ؛ بالوجوه الثلاثة. قال سعيد بن يحيى الأُموي: سمعت أَبا جريج يقرأُ: فشارِبون شَرْبَ الهِيمِ؛ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد، فقال: وليست كذلك، إِنما هي: شُرْب الهِيمِ؛ قال الفراء: وسائر القراء يرفعون الشين.وفي حديث أَيامِ التَّشْريق: إِنها أَيامُ أَكل وشُربٍ؛ يُروى بالضم والفتح، وهما بمعنى؛ والفتح أَقل اللغتين، وبها قرأَ أَبو عمرو: شَرْب الهِيمِ؛ يريد أَنها أَيام لا يجوز صَومُها، وقال أَبو عبيدة: الشَّرْبُ، بالفتح، مصدر، وبالخفض والرفع، اسمان من شَرِبْت والتَّشْرابُ: الشُّرْبُ؛ فأَما قول أَبي ذؤيب: شـــــَرِبنَ بمـــــاءِ البحـــــرِ، ثــــم تَرَفَّعَتْــــ، مَــــــــتى حَبَشـــــــِيَّاتٍ، لَهُـــــــنَّ نئِيـــــــجُ فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر، ثم تَصَعَّدْنَ، فأَمْطَرْن ورَوَّيْنَ؛ والباء في قوله بماء البحر زائدة، إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر؛ قال ابن جني: هذا هو الظاهر من الحالِ، والعُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ؛ قال: وقال بعضهم شَرِبنَ مِن ماء البحر، فأَوْقَع الباء مَوْقِعَ من؛ قال: وعندي أَنه لما كان شَرِبنَ في معنى رَوِينَ، وكان رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ، عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ، ومثله كثير؛ منه ما مَضَى، ومنه ما سيأْتي، فلا تَسْتَوْحِش منه.والاسم: الشِّرْبةُ، عن اللحياني؛ وقيل: الشَّرْبُ المصدر، والشِّرْبُ الاسم.والشِّرْبُ: الماء، والجمع أَشرابٌ.والشَّرْبةُ من الماءِ: ما يُشْرَبُ مَرَّةً. والشَّرْبةُ أَيضاً: المرةُ الواحدة من الشُّرْبِ.والشِّرْبُ: الحَظُّ من الماءِ، بالكسر. وفي المثل: آخِرُها أَقَلُّها شِرْباً؛ وأَصلُهُ في سَقْيِ الإِبل، لأَنَّ آخِرَها يرد، وقد نُزِفَ الحوْضُ؛ وقيل: الشِّرْبُ هو وقتُ الشُّرْبِ. قال أَبو زيد: الشِّرْبُ المَوْرِد، وجمعه أَشْرابٌ. قال: والمَشْرَبُ الماء نَفسُه.والشَّرابُ: ما شُرِب من أَيِّ نوْعٍ كان، وعلى أَيّ حال كان. وقال أَبو حنيفة: الشَّرابُ، والشَّرُوبُ، والشَّرِيبُ واحد، يَرْفَع ذلك إِلى أَبي زيد.ورَجلٌ شارِبٌ، وشَرُوبٌ وشَرّابٌ وشِرِّيبٌ: مُولَع بالشَّرابِ، كخِمِّيرٍ.التهذيب: الشَّرِيبُ المُولَع بالشَّراب؛ والشَّرَّابُ: الكثيرُ الشُّرْبِ؛ ورجل شَروبٌ: شديدُ الشُّرْب. وفي الحديث: مَن شَرِبَ الخَمْرَ في الدنيا، لم يَشْرَبها في الآخرة؛ قال ابن الأَثير: هذا من باب التَّعْلِيقِ في البيان؛ أَراد: أَنه لم يَدْخُلِ الجنَّةَ، لأَنَّ الجنةَ شرابُ أَهلِها الخمْرُ، فإِذا لم يَشْرَبْها في الآخرة، لم يَكن قد دَخَلَ الجنةَ. والشَّرْبُ والشُّرُوبُ: القَوم يَشْرَبُون، ويجْتَمعون على الشَّراب؛ قال ابن سيده: فأَما الشَّرْبُ، فاسم لجمع شارِب، كرَكْبٍ ورَجْلٍ؛ وقيل: هو جمع. وأَما الشُّروب، عندي، فجمع شاربٍ، كشاهدٍ وشُهودٍ، وجعله ابن الأَعرابي جمع شَرْبٍ؛ قال: وهو خطأٌ؛ قال: وهذا ممَّا يَضِيقُ عنه عِلْمُه لجهله بالنحو؛ قال الأَعشى: هو الواهِبُ المُسْمِعاتِ الشُّرُو_بَ، بَين الحَريرِ وبَينَ الكَتَنْ وقوله أَنشده ثعلب: يَحْســـــــَبُ أَطْمَـــــــاري عَلـــــــيَّ جُلُبـــــــا، مِثــــــلَ المَنــــــاديلِ، تُعــــــاطَى الأَشـــــرُبا يكون جمع شَرْبٍ، كقول الأَعشى: لهــــا أَرَجٌــــ، فـــي البَيْتِـــ، عـــالٍ، كأَنمـــا أَلــــمَّ بهِــــ، مِــــن تَجْــــرِ دارِينَــــ، أَرْكُـــبُ فأَرْكُبٌ: جمع رَكْبٍ، ويكون جمع شَارِبٍ وراكِبٍ، وكلاهما نادر، لأَنَّ سيبويه لم يذكر أَن فاعلاً قد يُكَسَّر على أَفْعُلٍ.وفي حديث علي وحمزة، رضي اللّه عنهما: وهو في هذا البيت في شَرْبٍ من الأَنصار؛ الشَّرْبُ، بفتح الشين وسكون الراء: الجماعة يَشْرَبُونَ الخمْر. التهذيب، ابن السكيت: الشِّرْبُ: الماءُ بعَينهِ يُشْرَبُ. والشِّرْبُ: النَّصِيبُ من الماء.والشَّريبةُ من الغنم: التي تُصْدِرُها إذا رَوِيَتْ، فتَتْبَعُها الغَنمُ، هذه في الصحاح؛ وفي بعض النسخ حاشيةٌ: الصواب السَّريبةُ، بالسين المهملة. وشارَبَ الرَّجُلَ مُشارَبَةً وشِراباً. شَرِبَ معه، وهو شَرِيبي؛ قال: رُبَّ شــــــــــَرِيبٍ لــــــــــكَ ذِي حُساســــــــــِ، شــــــــــِرابُه كــــــــــالحَزِّ بالمَواســـــــــي والشَّرِيبُ: صاحِبُكَ الذي يُشارِبُكَ، ويُورِدُ إِبلَه معَكَ، وهو شَرِيبُك؛ قال الراجز: إِذا الشــــــــــَّريبُ أَخَـــــــــذَتْه أَكَّهْـــــــــ، فخلِّهــــــــ، حــــــــتى يَبُــــــــكَّ بَكَّــــــــهْ وبه فسر ابن الأَعرابي قوله: رُبَّ شـــــــــــَرِيب لــــــــــك ذي حُســــــــــاس قال: الشَّرِيبُ هنا الذي يُسْقَى مَعَك. والحُساسُ: الشُّؤْم والقَتْلُ؛ يقول: انتِظارُك إِيَّاه على الحوضِ، قَتْلٌ لك ولإِبلِك. قال: وأَما نحن ففَسَّرْنا الحُساسَ هنا، بأَنه الأَذَى والسَّوْرَةُ في الشَّراب، وهو شَرِيبٌ، فَعِيلٌ بمعنى مُفاعِل، مثل نَديم وأَكِيل.وأَشْرَبَ الإِبِلَ فَشرِبَتْ، وأَشْرَبَ الإِبل حتى شَرِبَتْ، وأَشْرَبْنَا نحن: رَوِيَتْ إِبلُنا، وأَشْرَبْنا: عَطِشْنا، أَو عَطِشَت إِبلُنا؛ وقوله: اســـــــــــْقِنِي، فـــــــــــإِنَّنِي مُشــــــــــْرِب رواه ابن الأَعرابي، وفسره بأَنَّ معناه عطشان، يعني نفسه، أَو إِبله.قال ويروى: فإِنَّكَ مُشْرِب أَي قد وجَدْتَ مَن يَشْرَبُ. التهذيب: المُشْرِبُ العَطْشان. يقال: اسْقِنِي، فإِنِّي مُشْرِب. والمُشْرِبُ: الرجُل الذي قد عَطِشَت إِبلُه أَيضاً. قال: وهذا قول ابن الأَعرابي.قال وقال غيره: رَجل مُشْرِبٌ قد شَرِبَت إِبله. ورجل مُشرِبٌ: حانَ لإِبلِه أَن تَشْرَبَ. قال: وهذا عنده من الأَضداد.والمَشْرَبُ: الماء الذي يُشْرَبُ.والمَشْرَبةُ: كالمَشْرَعةِ؛ وفي الحديث: مَلْعُونٌ ملعونٌ من أَحاطَ على مَشْرَبةٍ؛ المَشْرَبة، بفتح الراءِ من غير ضم: الموضع الذي يُشْرَبُ منه كالمَشْرَعةِ؛ ويريد بالإِحاطة تَملُّكَه، ومنعَ غيره منه.والمَشْرَبُ: الوجهُ الذي يُشْرَبُ منه، ويكون موضعاً، ويكون مصدراً؛ وأَنشد: ويُـــــدْعَى ابـــــنُ مَنْجُــــوفٍ أَمــــامي، كــــأَنه خَصــــِيٌّ، أَتَــــى للمــــاءِ مِــــنْ غَيْــــرِ مَشـــْرَبِ أَي من غير وجه الشُّرْب؛ والمَشْرَبُ: شَرِيعةُ النَّهر؛ والمَشْرَبُ: المَشْروبُ نفسُه.والشَّرابُ: اسم لما يُشْرَبُ. وكلُّ شيء لا يُمْضَغُ، فإِنه يقال فيه: يُشْرَبُ.والشَّرُوبُ: ما شُرِبَ. والماء الشَّرُوب والشَّريبُ: الذي بَيْنَ العَذْبِ والمِلْح؛ وقيل: الشَّروب الذي فيه شيء من عُذوبةٍ، وقد يَشْرَبُه الناس، على ما فيه. والشَّرِيبُ: دونه في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند ضرورة، وقد تَشْرَبُه البهائم؛ وقيل: الشَّرِيبُ العَذْبُ؛ وقيل: الماء الشَّرُوب الذي يُشْرَبُ. والمأْجُ: المِلْحُ؛ قال ابن هرمة: فــــــإِنَّكَ، بالقَريحــــــةِ، عــــــامَ تُمْهىــــــ، شـــــَروبُ المـــــاء، ثـــــم تَعُـــــودُ مَأْجـــــا قال: هكذا أَنشده أَبو عبيد بالقَريحة، والصواب كالقَرِيحةِ. التهذيب أَبو زيد: الماء الشَّريبُ الذي ليس فيه عُذوبةٌ، وقد يَشْرَبُه الناسُ على ما فيه. والشَّرُوبُ: دُونهُ في العُذوبةِ، وليس يَشْرَبُه الناس إِلاّ عند الضَّرُورة. وقال الليث: ماء شَرِيبٌ وشَرُوب فيه مَرارةٌ ومُلُوحة، ولم يمتنع من الشُّرْب؛ وماء شَرُوبٌ وماء طَعِيمٌ بمعنى واحد. وفي حديث الشورى: جُرْعةٌ شَرُوبٌ أَنْفَع من عَذْبٍ مُوبٍ؛ الشَّرُوبُ من الماءِ: الذي لا يُشْرَب إِلاّ عند الضرورة، يستوي فيه المذكر والمؤنث، ولهذا وصف به الجُرْعةَ؛ ضرب الحديث مثلاً لرجلين: أَحدهما أَدْوَنُ وأَنفعُ، والآخر أَرفعُ وأَضرُّ. وماءٌ مُشْرِبٌ: كَشَروبٍ.ويقال في صِفَةِ بَعيرٍ: نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذا؛ يقول: يكتفي إِلى منزله الذي يريدُ بشَرْبةٍ واحدة، لا يَحْتاجُ إِلى أُخرى.وتقول: شَرَّبَ مالي وأَكَّلَه أَي أَطْعَمه الناسَ وسَقاهُم به؛ وظَلَّ مالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كيف شاءَ.ورجل أُكَلةٌ وشُرَبةٌ، مثال هُمَزةٍ: كثير الأَكل والشُّرب، عن ابن السكيت.ورجلٌ شَرُوبٌ: شديدُ الشُّرْبِ، وقومٌ شُرُبٌ وشُرَّبٌ.ويومٌ ذو شَرَبةٍ: شديدُ الحَرِّ، يُشْرَبُ فيه الماءُ أَكثر مما يُشْرَب على هذا الآخر. وقال اللحياني: لم تَزَلْ به شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَي عَطَشٌ. التهذيب: جاءَت الإِبل وبها شَرَبةٌ أَي عطَش، وقد اشْتَدَّتْ شَرَبَتُها؛ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو عمرو إِنه لذو شَرَبةٍ إذا كان كثير الشُّرب.وطَعامٌ مَشْرَبةٌ: يُشْرَبُ عليه الماء كثيراً، كما قالوا: شَرابٌ مَسْفَهةٌ.وطَعامٌ ذو شَرَبة إذا كان لا يُرْوَى فيه من الماءِ. والمِشْرَبةُ، بالكسر: إِناءٌ يُشْرَبُ فيه.والشَّارِبةُ: القوم الذين مسكنهم على ضَفَّة النهر، وهم الذين لهم ماء ذلك النهر.والشَّرَبةُ: عَطَشُ المالِ بعدَ الجَزءِ، لأَنَّ ذلك يَدْعُوها إِلى الشُّرْب. والشَّرَبةُ، بالتحريك: كالحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ والشجرة، ويُمْلأُ ماء، فيكون رَيَّها، فتَتَرَوَّى منه، والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ؛ قال زهير: يَخْرُجْـــــنَ مِـــــن شـــــَرَباتٍ، ماؤهــــا طَحِلٌــــ، علــــى الجُــــذوعِ، يَخَفْــــنَ الغَــــمَّ والغَرَقــــا وأَنشد ابن الأَعرابي: مِثْــــلُ النَّخِيــــلِ يُرَوِّيــــ، فَرْعَهــــا، الشــــَّرَبُ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ، فادْلُكْ رأْسَك حتى تُنَقِّيَه.الشَّرَبة، بفتح الراءِ: حَوْضٌ يكون في أَصل النخلة وحَوْلَها، يُمْلأُ ماء لِتَشْرَبه؛ ومنه حديث جابر، رضي اللّه عنه: أَتانا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فَعَدَلَ إِلى الرَّبِيع، فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ إِلى الشَّرَبةِ؛ الرَّبِيعُ: النهرُ. وفي حديث لَقِيطٍ: ثم أَشْرَفْتُ عليها، وهي شَرْبةٌ واحدة؛ قال القتيبي: إِن كان بالسكون، فإِنه أَراد أَن الماء قد كثر، فمن حيث أَردت أَن تشرب شربت، ويروى بالياءِ تحتها نقطتان، وهو مذكور في موضعه.والشَّرَبةُ: كُرْدُ الدَّبْرَةِ، وهي المِسْقاةُ، والجمع من كل ذلك شَرَباتٌ وشَرَبٌ.وشَرَّبَ الأَرضَ والنَّخلَ: جَعَلَ لها شَرَباتٍ؛ وأَنشد أَبو حنيفة في صفة نخل: مِــــنَ الغُلْبِــــ، مِــــن عِضـــْدانِ هامـــةَ شـــُرِّبَتْ لِســـــــَقْيٍ، وجُمَّــــــتْ لِلنَّواضــــــِحِ بِئْرُهــــــا وكلُّ ذلك من الشُّرْب.والشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ؛ وقيل: الشَّوارِبُ عُروقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ الماء؛ وقيل: هي عُرُوقٌ لاصِقةٌ بالحُلْقوم، وأَسْفَلُها بالرِّئةِ؛ ويقال: بَل مُؤَخَّرُها إِلى الوَتِين، ولها قَصَبٌ منه يَخْرُجُ الصَّوْت؛ وقيل: الشَّوارِبُ مَجاري الماء في العُنُقِ؛ وقيل: شَوارِبُ الفَرَسِ ناحِيةُ أَوْداجِه، حيث يُوَدِّجُ البَيْطارُ، واحِدُها، في التقدير، شارِبٌ؛ وحِمارٌ صَخِبُ الشَّوارِبِ، مِن هذا، أَي شَديدُ النَّهِيقِ. الأَصمعي، في قول أَبي ذؤَيب: صــــــــــَخِبُ الشــــــــــَّوارِبِ، لا يَــــــــــزالُ كـــــأَنه عَبْــــدٌ، لآلِ أَبــــي رَبِيعــــةَ، مُســــْبَعُ قال: الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في الحَلْقِ، وإِنما يريد كَثرةَ نُهاقِه؛ وقال ابن دريد: هي عُرُوقُ باطِن الحَلْقِ. والشَّوارِبُ: عُرُوقٌ مُحْدِقَةٌ بالحُلْقُومِ؛ يقال: فيها يَقَعُ الشَّرَقُ؛ ويقال: بل هي عُرُوق تأْخذ الماء، ومنها يَخْرُج الرِّيقُ. ابن الأَعرابي: الشَّوارِبُ مَجاري الماءِ في العين؛ قال أَبو منصور: أَحْسَبُه أَرادَ مَجارِيَ الماءِ في العين التي تَفُور في الأَرض، لا مَجارِيَ ماءِ عين الرأْس.والمَشْرَبةُ: أَرضٌ لَيِّنةٌ لا يَزالُ فيها نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيّانُ. والمَشْرَبةُ والمَشْرُبَةُ، بالفتح والضم: الغُرْفةُ؛ سيبويه: وهي المَشْرَبةُ، جعلوه اسماً كالغُرْفةِ؛ وقيل: هي كالصُّفَّةِ بين يَدَي الغُرْفةِ.والمَشارِبُ: العَلاليُّ، وهو في شعر الأَعشى. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان في مَشْرَبةٍ له أَي كان في غُرْفةٍ؛ قال: وجمعها مَشْرَباتٌ ومَشارِبُ.والشارِبانِ: ما سالَ على الفَم من الشَّعر؛ وقيل: إِنما هو الشَّارِبُ، والتثنية خطأٌ. والشَّارِبان: ما طالَ مِن ناحِيةِ السَّبَلةِ، وبعضهم يُسمِّي السَّبَلةَ كلَّها شارِباً واحداً، وليس بصواب، والجمع شَوارِبُ.قال اللحياني: وقالوا إِنه لَعَظِيمُ الشَّواربِ. قال: وهو من الواحد الذي فُرِّقَ، فَجُعِلَ كلُّ جزءٍ منه شارِباً، ثم جُمِع على هذا. وقد طَرَّ شارِبُ الغُلامِ، وهما شارِبانِ. التهذيب: الشارِبانِ ما طالَ من ناحِيةِ السَّبَلةِ، وبذلك سُمِّي شارِبا السيفِ؛ وشارِبا السيفِ: ما اكْتَنَفَ الشَّفْرةَ، وهو من ذلك. ابن شميل: الشارِبانِ في السيفِ، أَسْفَلَ القائِم، أَنْفانِ طَويلانِ: أَحدُهما من هذا الجانب، والآخَرُ من هذا الجانِب. والغاشِيةُ: ما تحتَ الشَّارِبَين؛ والشارِبُ والغاشيةُ: يكونان من حديدٍ وفِضَّةٍ وأَدَمٍ.وأَشْرَبَ اللَّونَ: أَشْبَعَه؛ وكلُّ لَوْنٍ خالَطَ لَوْناً آخَر، فقد أُشْرِبَه.وقد اشْرابَّ: على مِثالِ اشْهابَّ.والصِّبْغُ يَتَشَرَّبُ في الثوبِ، والثوبُ يَتَشَرَّبُه أَي يَتَنَشَّفُه.والإِشْرابُ: لَوْنٌ قد أُشْرِبَ من لَونٍ؛ يقال: أُشْرِبَ الأَبيضُ حُمْرةً أَي عَلاه ذلك؛ وفيه شُرْبةٌ من حُمْرَةٍ أَي إِشْرابٌ.ورجُل مُشْرَبٌ حُمْرةً، وإِنه لَمَسْقِيُّ الدَّم مثله، وفيه شُرْبةٌ من الحُمْرةِ إذا كان مُشْرَباً حُمْرَةً وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: أَبيضُ مُشْرَبٌ حُمرةً.الإِشْرابُ: خَلْطُ لَوْنٍ بلَوْنٍ. كأَنَّ أَحد اللَّوْنَينِ سُقِيَ اللونَ الآخَرَ؛ يقال: بياضٌ مُشْرَبٌ حُمْرةً مخففاً، وإِذا شُدّد كان للتكثير والمبالغة.ويقال أَيضاً: عنده شُربةٌ من ماءٍ أَي مِقدارُ الرِّيِّ؛ ومثله الحُسْوةُ، والغُرْفةُ، واللُّقْمةُ.وأُشْرِبَ فلان حُبَّ فلانةَ أَي خالَطَ قَلْبَه. وأُشْرِبَ قلبُه مَحَبَّةَ هذا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرابِ. وفي التنزيل العزيز: وأُشْرِبُوا في قُلوبِهِم العِجْلَ؛ أَي حُبَّ العِجْلِ، فحذَف المضافَ، وأَقامَ المضافَ إِليه مُقامَه؛ ولا يجوز أَن يكون العِجْلُ هو المُشْرَبَ، لأَنَّ العِجْلَ لا يَشْرَبُه القَلْبُ؛ وقد أُشْرِبَ في قَلْبِه حُبّه أَي خالَطَه. وقال الزجاج: وأُشْرِبُوا في قُلوبِهم العِجْلَ بكُفْرِهم؛ قال: معناه سُقُوا حُبَّ العِجْلِ، فحذف حُبَّ، وأُقِيمَ العِجْلُ مُقامَه؛ كما قال الشاعر: وكَيْــــــــفَ تُواصــــــــِلُ مَـــــــنْ أَصـــــــْبَحَتْ خَلالَتُهـــــــــــ، كـــــــــــأَبي مَرْحَبِــــــــــ؟ أَي كَخلالةِ أَبي مَرْحَبٍ.والثَّوْبُ يَتَشرَّبُ الصِّبْغَ: يَتَنَشَّفُه. وتَشَرَّبَ الصِّبْغُ فيه: سَرَى.واسْتَشْرَبَتِ القَوْسُ حُمْرةً: اشْتَدَّت حُمْرَتُها؛ وذلك إذا كانت من الشِّرْبانِ؛ حكاه أَبو حنيفة.قال بعض النحويين: من المُشْرَبةِ حُروف يخرج معها عند الوُقوفِ عليها نحو النفخ، إِلاَّ أَنها لم تُضْغَطْ ضَغْطَ المَحْقُورَةِ، وهي الزاي والظاءُ والذال والضاد. قال سيبويه: وبعضُ العرب أَشَدُّ تصويباً من بعض. وأُشْرِبَ الزَّرْعُ: جَرى فيه الدَّقيقُ؛ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقيقَ، عَدَّاه أَبو حنيفة سماعاً من العرب أَو الرُّواة.ويقال للزرع إذا خرج قَصَبُه: قد شَرِبَ الزرعُ في القَصَبِ، وشَرَّبَ قَصَبُ الزرعِ إذا صارَ الماءُ فيه. ابن الأَعرابي: الشُّرْبُبُ الغَمْلى من النبات.وفي حديث أُحد: انَّ المشركين نزلوا على زَرْعِ أَهلِ المدينةِ، وخَلَّوا فيه ظَهْرهم، وقد شُرِّبَ الزرعُ الدَّقيقَ؛ وفي رواية: شَرِبَ الزرعُ الدقيقَ، وهو كناية عن اشْتِدادِ حَبِّ الزَّرْع، وقُرْبِ إِدْراكِه.يقال: شَرَّبَ قَصَبُ الزرع إذا صارَ الماءُ فيه؛ وشُرِّبَ السُّنْبُلُ الدَّقيقَ إذا صارَ فيه طُعْمٌ؛ والشُّرْبُ فيه مستعارٌ، كأَنَّ الدَّقِيقَ كان ماءً، فَشَرِبَه.وفي خديث الإِفك: لقد سَمِعْتُموه وأُشْرِبَتْه قُلوبُكم، أَي سُقِيَتْهُ كما يُسْقَى العَطْشانُ الماء؛ يقال: شَرِبْتُ الماءَ وأُشْرِبْتُه إذا سُقِيتَه. وأُشْرِبَ قَلْبُه كذا، أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّراب، أَو اخْتَلَطَ به، كَما يَخْتَلِطُ الصِّبغُ بالثوب. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: وأُشْرِبَ قَلْبُه الإِشْفاقَ.أَبو عبيد: وشَرَّبَ القِرْبةَ، بالشين المعجمة، إذا كانت جديدة، فجعل فيها طيباً وماء، لِيَطِيبَ طَعْمُها؛ قال القطامي يصف الإِبل بكثرة أَلبانها: ذَوارِفُ عَيْنَيْهـــــا، مـــــنَ الحَفْلِــــ، بالضــــُّحَى، ســــــُجُومٌ، كتَنْضــــــاحِ الشــــــِّنانِ المُشـــــَرَّب هذا قول أَبي عبيد وتفسيره، وقوله: كتَنْضاحِ الشِّنانِ المُشَرَّبِ؛ إِنما هو بالسين المهملة؛ قال: ورواية أَبي عبيد خطأ.وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ: نَشِفَه.وضَبَّةٌ شَرُوبٌ: تَشْتَهِي الفحل، قال: وأُراه ضائنةٌ شَرُوبٌ.وشَرِبَ بالرجل، وأَشْرَبَ به: كَذَبَ عليه؛ وتقول: أَشْرَبْتَني ما لم أَشْرَبْ أَي ادَّعَيْتَ عليَّ ما لم أَفْعَلْ.والشَّرْبةُ: النَّخْلة التي تَنبُتُ من النَّوى، والجمع الشَّرَبَّاتُ، والشَّرائِبُ، والشَّرابِيبُ.وأَشْرَبَ البعيرَ والدَّابَّةَ الحَبْلَ: وَضَعَه في عُنُقها؛ قال: يـــــــــا آلَ وَزْرٍ أَشــــــــْرِبُوها الأَقْــــــــرانْ وأَشْرَبْتُ الخَيْلَ أَي جعلت الحِبالَ في أَعْناقِها؛ وأَنشد ثعلب: وأَشــــــْرَبْتُها الأَقْرانَــــــ، حـــــتى أَنَخْتُهـــــا بِقُرْحــــــ، وقـــــد أَلقَيْـــــنَ كُـــــلَّ جَنِيـــــنِ وأَشْرَبْتُ إِبلَكَ أَي جَعَلْتُ لكل جَمَلٍ قَريناً؛ ويقول أَحدهم لناقته: لأُشْرِبَنَّكِ الحِبالَ والنُّسُوع أَي لأَقْرُنَنَّكِ بها.والشَّارِبُ: الضَّعْفُ، في جميع الحيوان؛ يقال: في بعيرِك شارِبُ خَوَرٍ أَي ضَعْفٌ؛ ونِعْم البعيرُ هذا لولا أَن فيه شارِبَ خَوَرٍ أَي عِرقَ خَوَرٍ.قال: وشَرِبَ إذا رَوِيَ، وشَرِبَ إذا عَطِشَ، وشَرِبَ إذا ضَعُفَ بَعيرُه.ويقال: ما زالَ فلان على شَرَبَّةٍ واحدةٍ أَي على أَمرٍ واحد.أَبو عمرو: الشَّرْبُ الفهم. وقد شَرَبَ يَشْرُبُ شَرْباً إذا فَهِمَ؛ ويقال للبليد: احْلُبْ ثم اشْرُبْ أَي ابْرُك ثم افْهَمْ.وحَلَبَ إذا بَرَكَ.وشَرِيبٌ، وشُرَيْبٌ، والشُّرَّيْبُ، بالضم، والشُّرْبُوبُ، والشُّرْبُبُ: كلها مواضع. والشُّرْبُبُ في شعر لبيد، بالهاءِ؛ قال: هـــــل تَعْـــــرِفُ الــــدَّار بســــَفْحِ الشــــُّرْبُبَه؟ والشُّرْبُبُ: اسم وادٍ بعَيْنِه.والشَّرَبَّةُ: أَرض لَيِّنَة تُنْبِتُ العُشْبَ، وليس بها شجر؛ قال زهير: وإِلاَّ فإِنَّــــــــا بالشــــــــَّرَبَّةِ، فــــــــاللِّوى، نُعَقِّـــــــر أُمّـــــــاتِ الرِّبــــــاع، ونَيْســــــِرُ وشَرَبَّةُ، بتشديد الباءِ بغير تعريف: موضع؛ قال ساعدة بن جؤَية: بِشـــــــَرَبَّةٍ دَمِـــــــث الكَثِيبِــــــ، بــــــدُورِه أَرْطىًـــــ، يَعُـــــوذُ بهـــــ، إذا مــــا يُرْطَــــبُ يُرْطَبُ: يُبَلُّ؛ وقال دَمِث الكَثِيب، لأَنَّ الشُّرَبَّةَ موضع أَو مكان؛ ليس في الكلام فَعَلَّةٌ إِلاَّ هذا، عن كراع، وقد جاءَ له ثان، وهو قولهم: جَرَبَّةٌ، وهو مذكور في موضعه.واشْرَأَبَّ الرجل للشيءِ وإِلى الشيءِ اشْرِئْباباً: مَدَّ عُنُقَه إِليه، وقيل: هو إذا ارْتَفَعَ وعَلا؛ والاسم: الشُّرَأْبِيبةُ، بضم الشين، من اشْرَأَبَّ. وقالت عائشة، رضي اللّه عنها: اشْرَأَبَّ النِّفاقُ، وارْتَدَّت العربُ؛ قال أَبو عبيد: اشْرَأَبَّ ارتفعَ وعلا؛ وكلُّ رافِعٍ رأْسَه: مُشْرَئِبٌّ. وفي حديث: يُنادِي منادٍ يومَ القيامةِ: يا أَهلَ الجنةِ، ويا أَهلَ النار، فيَشْرَئِبُّون لصوته؛ أَي يَرْفَعُون رؤُوسهم ليَنْظُروا إِليه؛ وكلُّ رافع رأْسه مشرئبٌّ؛ وأَنشد لذي الرمة يصف الظَّبْيةَ، ورَفْعَها رأْسَها: ذَكَرْتُكِــــــ، إِذْ مَــــــرَّتْ بِنــــــا أُمُّ شـــــادِنٍ، أَمــــــامَ المَطايــــــا، تَشــــــْرَئِبُّ وتَســــــْنَحُ قال: اشْرأَبَّ مأْخوذ من المَشْرَبة، وهي الغُرْفةُ.
المعجم: لسان العرب